استراتيجية تطبيق طريقة حل المشکلات في تدريس التربية الاسلامية في المرحلة الابتدائية الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

ملخص البحث
يهدف البحث الحالي إلى معرفة استراتيجية  تطبيق  طريقة حل المشکلات في تدريس التربية الإسلامية، وقد استخدم البحث المنهج الوصفي لذلک . . .

 

 

استراتیجیة تطبیق طریقة حل المشکلات

فی تدریس التربیة الاسلامیة فی المرحلة الابتدائیة الکویت

 

 

إعداد

بدریه ثانی الجسار

 

 

 

 

2016

 

 

 


 

ملخص البحث

یهدف البحث الحالی إلى معرفة استراتیجیة  تطبیق  طریقة حل المشکلات فی تدریس التربیة الإسلامیة، وقد استخدم البحث المنهج الوصفی لذلک . . .

المقدمة

تتضمن هذه الطریقة فی أتخاذ احدى المشکلات ذات الصلة بموضوع الدراسة محورا لها ونقطة البدایة فی تدریس المادة فمن خلال التفکیر فی هذه المشکلة وعمل الإجراءات اللازمة وجمع المعلومات والنتائج وتحلیلها وتفسیرها ثم وضع المقترحات المناسبة لها ویکون التلمیذ قد اکتسب المعرفة العلمیة وتدرب على اسلوب التفکیر العلمی مما أدى إلى إحداث التنمیة المطلوبة لمهاراته العلمیة والعقلیة وقد یتحمس البعض فیطالب بضرورة أن تبنى المناهج المدرسیة على أساس یتناسب وتنفیذ حل المشکلات ای ان تقدیم المعلومات فی صورة مشکلات تهم التلمیذ والمجتمع وتحتاج إلى تفکیر جید لإیجاد الحلول المناسبة لها وهم یرون أن تنظیم المنهج بغیر هذه الطریقة لا یساعد التلمیذ على التفکیر واکتساب المهارات الضروریة فی التفکیر العلمی هذا رای غیر سلیم اذ ان المنهج القائم على اساس المادة الدراسیة یمکن ان یحقق اهداف تدریس المادة ففی حالة المادة العلمیة مثلا یمکن ان تتحقق بعض أهداف منها تنمی التفکیر العلمی واکتساب المهارات الضروریة لهذا التفکیر ویمکن أن یتحقق ذلک باستخدام طریقة التدریس التی تعتمد على إثارة المشکلات العلمیة والتفکیر السلیم فی حلها وهذا یقودنا لحل المشکلة  . تعتبر الطریقة من الوسائل الأساسیة فی العملیة التعلیمیة، فاختیارها المناسب للمحتوى له أثر کبیر فی تحقیق أهداف المادة، علیها یعتمد المعلم فی إیصال ما یرید إیصاله إلى أذهان المتعلمین ، إن کل عملیة  تتطلب معلم یلقی الدرس ،  ومتعلم یتلقى ،  و مادة یتم العمل علیها ، بالإضافة إلى  الرکن رابعا أی  الطریقة التی یعتمدها المعلم، و التی ترتبط باستراتیجیة للتدریس ناتجة عن إجراءات  یخططها القائم بالتدریس مسبقاً ، بحیث تؤدی إلى تحقیق الأهداف الموضوعة فی  ضوء الإمکانات المتاحة، لتحقیق الأهداف التدریسیة للمنظومة التی یبنیها ، وبأقصى فعالیة ممکنة حتى یحقق المعلم أهداف درسه ویتواصل مع المتعلمین  بأسهل السبل یجب علیه إتباع الطرق  الملائمة والتی تتوافق مع مضامین المادة. و یتم الترکیز على طریقة حل المشکلات فی تدریس التربیة الاسلامیة بکافة أشکالها وذلک لمساعدة الطلبة على ایجاد الحلول( للمواقف المشکلة) بأنفسهم، وهی  تهدف الى تشجیع الطلبة على البحث والتنقیب والتساؤل والتجریب الذی یمثل قمة النشاط العلمی الذی یقوم به العلماء.

مشکلة الدراسة

تهتم التربیة الإسلامیة بالمتعلم من جمیع الجوانب المکونة لشخصیته : جسمیًّا، وروحیًّا، وعقلیًّا، واجتماعیًّا، ونفسیًّا، وهو الأمر الذی یفید بأن التربیة الإسلامیة لیست تلک المواقف التقلیدیة المتکررة التی یسودها الجمود والرتابة وتقتصر على وظیفة واحدة فقط، وهی حشو المعلومات فی ذهن المتعلم، لیحفظها ثم ینساها مع الوقت، ولکنها التربیة التی تساعد المتعلم على النمو السلیم (جسمیًّا، وعقلیًّا، واجتماعیًّا، ودینیًّا)، الذی یتصف بالشمول والتکامل ومن هذا المنطلق فإن تدریس التربیة الإسلامیة لا یهدف إلى نقل المعلومات من الکتاب المدرسی إلى عقل المتعلم بقدر ما یهدف إلى توفیر الآلیات الجیدة التی تساعد المتعلم على توظیف ما تعلمه من معلومات، ومساعدة المتعلم أیضاً على تطبیق ما تشتمل علیه التربیة الإسلامیة من مبادئ، وحقائق، ومفاهیم، وتعمیمات عظیمة.

اهمیة الدراسة

تکمن أهمیة الدراسة فی أهمیة حل المشکلات فی مراجع علم النفس بمعنى السلوکیات والعملیات الفکریة الموجهة لأداء مهمة ذات متطلبات عقلیة معرفیة، وقد تکون المهمَّةُ حلَّ مسألة حسابیة، أو کتابةَ قصیدة شعریة، أو البحثَ عن وظیفة، أو تصمیمَ تجربة علمیة ویعرِّف الباحثانِ کرولیک ورودنیک (Krulih & Rudnick، 1980) مفهومَ  "حل المشکلات"  بأنه عملیة تفکیریة یستخدم الفرد فیها ما لدیه من معارف مکتسبة سابقة ومهارات، من أجل الاستجابة لمتطلبات موقف لیس مألوفًا له، وتکون الاستجابة بمباشرة عمل ما یستهدف حلَّ التناقض أو اللبس أو الغموض الذی یتضمنه الموقف، وقد یکون التناقض على شکل افتقارٍ للترابط المنطقی بین أجزائه، أو وجود فجوة أو خلل فی مکوناته. ویرى شنک (Schunk، 1991) أن تعبیر "حل المشکلات"  یشیر إلى مجهودات الناس لبلوغ هدف لیس لدیهم حل جاهز لتحقیقه. یکتسب الطلاب من خلال هذه الطریقة مجموعة من المعارف النظریة ، والمهارات العملیة والاتجاهات المرغوب فیها ، کما انه أنهم یکتسبوا المهارات اللازمة للتفکیر بأنواعه وحل المشکلات لأن اعداد الطلاب للحیاة التی یحیونها والحیاة المستقبلیة لا تحتاج فقط الى المعارف والمهارات العملیة کی یواجهوا الحیاة بمتغیراتها وحرکتها السریعة ومواقفها الجدیدة المتجددة ، بل لا بد لهم من اکتساب المهارات اللازمة للتعامل بنجاح مع معطیات جدیدة ومواقف مشکلة لم تمر بخبراتهم من قبل ولم یتعرضوا لها. وتدریب الطلاب على حل المشکلات أمر ضروری ، لأن المواقف المشکلة ترد فی حیاة کل فرد وحل المشکلات یکسب أسالیب سلیمة فی التفکیر ، وینمی قدرتهم على التفکیر التأملی کما انه یساعد الطلاب على استخدام طرق التفکیر المختلفة ، وتکامل استخدام المعلومات ، واثارة حب الاستطلاع العقلی نحو الاکتشاف وکذلک تنمیة قدرة الطلاب على التفکیر العملی ، وتفسیر البیانات بطریقة منطقیة صحیحة ، وتنمیة قدرتهم على رسم الخطط للتغلب على الصعوبات ، واعطاء الثقة للطلاب فی انفسهم ، وتنمیة الاتجاه العلمی فی مواجهة المواقف المشکلة غیر المألوفة التی یتعرضون لها .

فرضیات البحث

یقوم هذا البحث على عدد من الفرضیات وهی کما یلی:

  1. أن طریقة حل المشکلات هو جزء من عمل معلم التربیة الإسلامیة وغیره من المعلمین، وأنه معنی بتفعیل أسالیب وطرق التدریس الحدیثة  فی تدریس طلابه الذین یقوم بتدریسهم . لأن طریقة حل المشکلات عنصر من عناصر طرق التدریس الحدیثة ، والمعلم معنی بتنفیذ جمیع طریق التدریس .
  2. حل المشکلات یعنی إزالة عدم الاستقرار لدی المتعلم وحدوث التکیف والتوازن مع البیئة الصفیة.
  3. أن المشکلة الجیدة هی التی تضع الطالب المتعلم فی موقف یتحدى مهاراته ، ویتطلب تفکیراً لا حلاً سریعاً.

الخلفیة النظریة للبحث

تعتبر مادة التربیة الإسلامیة إحدى أهم المواد الدراسیة التی تدرس للطلبة فی المدارس ، کما أنها کأی مقرر تحتاج إلى طریقة تدریس ، ولکن مادة التربیة الاسلامیة تحتاج إلى اهتمام أکبر فی تعلیمها لأنها تنمی الوازع الدینی لدى الطلبة ، کما أن التربیة التی تقوم على أساس الدین الإسلامی هی أفضل أنواع التربیة وأحسنها ، کما أن نتائجها تکون أفضل ، ولکن من المستحیل اتباع طریقة واحدة فی تدریس الطلبة ، وإنما یحتاج الطلبة إلى التنویع لأن الطالب دوماً یتجه إلى الشعور بالملل بسرعة ، والتنویع هو أحد أهم الطرق للقضاء على الملل الذی یسود الصف الدراسی ، کما أن التنویع له أثر بالغ فی جذب الطلاب للتعلم ، لذلک وضع المختصون العدید من الطرق التی یمکن اتباعها من أجل تدریس مادة التربیة الاسلامیة بطریقة صحیحة، و من أهمها:

طریقة حل المشکلات: تمتاز هذه الطریقة بأنها أفضل الطرق المتبعة فی التعلیم ، حیث أن العلماء أثبتوا أن الطالب یتعلم من خلال التجارب أفضل من تعمله من خلال التلقین والإلقاء ، حیث أن هذه الطریقة تمتاز بتنمیة القدرات العقلیة لدى الطالب ، وتساعده على التفکیر بطریقة أفضل ، کما أن الموقف التعلیمی قد یحمل جمیع المعلومات التی قد یحملها الکتاب بأکمله ، مع إمکانیة فهمها وحفظها بصورة أکبر من الکتاب ، حیث أن تعرض الإنسان للتجربة و وقوعه فی المشکلة وقدرته على حلها هی أفضل الطرق والوسائل المتبعة فی التعلم .  کما أن هذه الطریقة تتمیز بقدرتها على إثارة الدافعیة عند الطالب ، وتقویة التفکیر لدیه ، إضافة إلى إکساب الطالب المهارات اللازمة لنمو عقله ، کما أنها تنمی المبادئ القائمة على العمل الجماعی ، وبالتالی فإنها تترک أثراً حسناً فی حیاة  الطالب وعلاقته بأصدقائه.

تعتمد استراتیجیة حل المشکلات على وجود مواقف تعلیمیة تمثل مشکلة فعلیة وحقیقیة تواجه الطالب وتدفعه للقیام ببعض الإجراءات للوصول إلى الحل الممکن، وعلى المدرس أن یدرب طلابه على رؤیة المشکلة وتوقعها قبل وقوعها ثم التعرف على حقیقة المشکلة ووضع البدائل المختلفة لحلها ثم دراسة کل بدیل وتقدیر ممیزاته وعیوبه، وفى ضوء الدراسة یتخیر الطالب أحد البدائل وینفذه لحل المشکلة ثم علیه مواجهة النتائج والتعرف على جوانب النجاح والقصور فیها حتى تزداد قدرته فی المرات التالیة على اختیار الحل الأفضل. والمشکلة هی موقف یشکل تحدیاً للشخص ویحتاج إلى حل بناءً على عدة أسس هی :

  1. تتماشى مع طبیعة عملیة التعلیم التی تقتضى أن یوجد لدى الطالب هدف أو غرض یسعى إلى تحقیقه.
  2. تتفق وتتشابه مع مواقف البحث العلمی وبالتالی فهی تنمى روح التقصی والبحث العلمی لدى الطلبة.
  3. تجمع بین شقى العلم بمادته وطریقته فی إطار واحد.
  4. تتضمن اعتماد الفرد على نشاطه الذاتی لتقدیم حلول المشکلات العلمیة المطروحة.

وهناک خطوات یتبعها المعلم فی طریقة تدریه لحل المشکلات هی:

-       الشعور بالمشکلات.

-       تحدید المشکلات وتعریفها.

-       جمع المعلومات المتصلة بالمشکلات.

-       صیاغة الفروض أو الحلول المؤقتة.

-       اختیار أفضل الفروض واختبارها.

-       الاستنتاجات والتعمیمات.

-       تطبیق التعمیمات على مواقف جدیدة.

وهناک ایجابیات لاستخدام طریقة حل المشکلات فی التدریس:

-       یکون موقف التلمیذ إیجابیاً حیث یشترک فی حل المشکلة بدءا من تحدید المشکلة حتى الوصول إلى الحل واختباره.

-       تهتم بالجانب العملی فالتلمیذ یسعى إلى مصادر المعلومات من أجل حل المشکلة.

-       تسعى إلى خلق شخص یمکنه مواجهة صعوبات الحیاة.

-       تقدم تدریباً فی أسلوب التفکیر للوصول إلى حلول للمشکلات.

-       یتعلم التلمیذ من خلالها أسلوب التعلم الذاتی لأنها تعلمه کیف یتعلم ویعتمد على نفسه فى جمع الحقائق والمعلومات.

أما عیوب هذه الطریقة فی تنحصر فی الاتی:

-       لا تصلح لکل المواقف أو المواد فلا یمکن تطبیقها إلا على المواد التی تسمح طبیعتها بذلک.

-       تحتاج إلى وقت طویل لتنفیذها وبذل مجهود کبیر لاستخلاص النتائج.

-       لا تصلح للأطفال فی المراحل الأولى من التعلیم لأنها تحتاج إلى التفکیر العلمی المجرد.

-       قد لا تتوافر المراجع والمصادر التی تساعد على حل المشکلات.

-       قد تکون المشکلة من اختیار المعلم ویقوم بفرضها على التلامیذ فلا یشعرون بأهمیتها ولا یقبلون علیها بحماس ورغبة فی حلها.

أن استراتیجیة حل المشکلات هی الأقرب والانسب لتدریس مادة التربیة الإسلامیة على اعتبار أن الإسلام جاء لیجیب عن حاجات الناس وإشکالاتهم المعرفیة والسلوکیة والوجدانیة من جهة ومن جهة أخرى تعبر المعرفة الإسلامیة وسیلة ولیست هدفا کما حددنا فی الإطار الفلسفی فی الکتاب ولهذا نولی أهمیة کبرى لتنمیة قدرة المتعلم على صیاغة إشکالات واقعیة وملموسة وقریبة من اهتمامات المتعلمین وقدرته على توظیف المعرفة المناسبة لمساعدة المتعلمین على الرقی بقدراتهم ومهاراتهم لحل المشکلات فی وضعیات مختلفة علما بان کل إشکالیة یتم صیاغتها بشکل دقیق من طرف المعلم بإشراک المتعلمین تکون حافزا للانخراط فی تعلم فاعل: وان أی إشکالیة تفرض على المتعلمین ولا یسهمون فی صیاغتها وتحدیدها أو تصاغ صیاغة خاطئة ومتعسفة أو لا تمس مباشرة هموم المتعلمین تکون عائقا فی طریق نجاح عملیة التعلم.

وطریقة حل المشکلات نوع من أنواع التفکیر الابداعی التفکیر أرقى سمة یتسم بها الإنسان الذی کرمه سبحانه وتعالى ومیزه على غیره من  سائر الکائنات الحیة  ولقد حث الله سبحانه وتعالى البشر على التفکیر فی الکثیر من الآیات القرآنیة وکرم العقل والعلم والعلماء وأن الأدیان السماویة حثت على التفکیر والإسلام أحد هذه الأدیان الذی عد التفکیر فریضة إسلامیة وفریضة التفکیر فی القرآن تشمل العقل الإنسانی بکامل ما احتواه من الوظائف بخصائصها جمیعا. والتفکیر والفکر  نعمة إلهیة وهبها الله لبنی البشر دون غیرهم من مخلوقاته وهو یمثل اعقد    نوع من أشکال السلوک الإنسانی ،جعل الله تعالى الإنسان خلیفته فی الأرض ومیزه بالعقل عن بقیة المخلوقات وجعل عقله مدار التوافق وتحمل أعباء المسؤولیة،  وحثه على النظر فی ملکوته بالتفکیر وأعمال العقل والتدبیر .

ویمثل التفکیر نوعاً معقداً من أنواع السلوک البشری،  والذی یأتی ترتیبه فی أعلى مستویات النشاط العقلی، وأنه عملیة معرفیة تتمیز باستخدام الرموز لتنوب عن الأشیاء والأشخاص والحوادث. ویعد التفکیر من حاجات الإنسان الأساسیة وله علاقة بالمجتمع حیث یتعین علی الإنسان أن یفکر ویتخذ قرارات سلیمة تمکنه من التکیف مع المجتمع الذی یعیش فیه ومن هنا یعتقد أن قرار تعلیم التفکیر یعد قراراً سیاسیاً فالمجتمعات المتقدمة تغرس فی أبنائها صفة الثقة بالنفس والاعتماد علیها ، وتؤهلهم لاتخاذ قرارات سلیمة وتمنحهم الفرصة الکافیة للنظر فیها لذلک فإن حسن  إدارة شؤون المجتمع تتطلب إعداد جیل من المفکرین الذین یحسنون تصریف أمور الأفراد علی أسس قویة من الوعی والفهم.

وقد عرف جون دیوی  Dewey،   1933 بانه ذلک الإجراء الذی تقدم فیه الحقائق لتمثل حقائق أخرى بطریقة تستقرئ معتقدا ما من طرق معتقدات سابقة علیه. و عرفه دیبوتو : Debono   1985   بأن التفکیر هو العملیة التی یمارس الذکاء من خلالها نشاطه على الخبرة أی أنه یتضمن القدرة على استخدام الذکاء الموروث وإخراجه الى ارض الواقع.   أما تعریف تورانس  Torrance ،   1962   انه عملیة یصبح فیها الشخص حساساً للمشکلات ، مع ادراک الثغرات والمعلومات والبحث عن الدلائل للمعرفة ، ووضع الفروض واختبار صحتها ، ثم اجراء التعدیل على النتائج.

التفکیر هو نشاط عقلی یشیر إلى عملیات عقلیة لمعالجة الموضوعات والمشکلات وترمیزها إلى عملیات لا یمکن ملاحظتها أو قیاسها بشکلٍ مباشر ، ولکن یمکن الاستدلال علیها أو استنتاجها من السلوک الظاهری الذی یصدر عن الأفراد عند مواجهة وحل مشکلة معینة ، لذا فإن المتخصصین یربطون بین التفکیر وحل المشکلة . ومن المعروف أن المشکلة عبارة عن موقف صعب أو عائق یقف أمام الفرد فی تحقیق هدف معین ، مما یستدعی من الفرد التغلّب على الصعوبات والعوائق باستخدام العملیات العقلیة المختلفة ، وتحدید الإجراءات والوسائل والمبادئ التی تساعد على اجتیازه . والمشکلة إذن هی حالة من الشک والتردّد تنتاب الفرد وتستثیر معرفته ، ویشعر هذا الفرد بارتیاح إذا ما أُزیلت هذه الحالة ، ویتم مواجهة الموقف والصعوبات أی إذا حُلَّت هذه المشکلة ، ومعنى حل المشکلة من وجهة نظر بیاجیه ، أن تُعرض للطفل حالات جدیدة تستدعی منه التفکیر واستثمار معرفته وخبراته السابقة فی اکتساب معرفة وخبرات جدیدة وبشکل یتناسب مع عمره وخبراته والاعتماد على نفسه ، ویمضی قُدماً فی المحاولة والتجریب ، وقد یُخطئ ، ولکن علینا إرشاده وتوجیهه . . . وعند مواجهة مشکلات الحیاة الیومیة یحاول الطفل أن یختار لنفسه أسلوباً فی حل المشکلة التی ینطوی علیها الموقف ، علماً بأنه لیس من واجبنا کآباء ومعلّمین أن نعمل على تجنیب أطفالنا المشکلات وأن لا نحاول حلّها لهم ، فالتفکیر ینمو إلى حدٍّ کبیر من خلال مواجهة المشکلات ومحاولة التغلب علیها ، فالأطفال یکتسبون عن طریق معالجة مشکلاتهم المقدرة على مواجهة المواقف الجدیدة ، وحین یتخذون قراراتهم الخاصة ویرتّبون شئونهم بأنفسهم یکتسبون بهذا شعوراً بالقدرة والکفایة واحترام الذات ، بل ینمو عندهم قدرة على التفکیر الابتکاری أو الإبداعی وهنا على  أن یتدخلون والمعلمون کذلک بالتوجیه والإرشاد فقط لا بالقیام بحلّ مشکلاتهم.  ومن المداخل النظریة لحل مشکلة السیاق (Context) والتحول أو الانتقال (Transfer) : مـدخل یتعلق بالمعرفـة المسـتقـرة أو المحـددة (Situated Cognition) . وقد طوّر هذا المدخل مجموعةٌ من المتخصصین فی الولایات المتحدة الأمریکیة، مثل ( Brown; Lave; Collins: Resnick:  Rogoff) ویؤکدون على أن ما نتعلمه یتم تعلّمه حسب علاقته بالسیاق الاجتماعی للاکتساب ، بمعنى أن السیاق الاجتماعی أو الإطار (frame) ، ومن خلال ارتباطه بالمتعلم ، یُطلق أو یُظهِر للعیان المهارات والمعرفة من الذاکرة طویلة أو بعیدة المدى (Long – term memory)  . وأن المعرفة تُخزّن بشکلٍ منفصل وفقاً لسیاق التعلم ، ونتیجةً لذلک فإن التحول أو النقل لن یحدث حتى یتم إنشاء أو بناء روابط أو حلقات أو جسور (Bridges) بین سیاقات ومجالات المعرفة العلمیة المختلفة ، أو أن یتم عملها بواسطة إجراء ابتکاری أو إبداعی یربط ذهنیاً ما تمّ تعلُّمه منفصلاً ، وهذا یؤکد على أهمیة الترابط والتکامل بین مقررات وفروع ومجالات العلوم وغیرها. .

دراسات ذات الصلة بموضوع البحث:

دراسة ابراهیم 2004 :  هدفت هذه الدراسة إلى استقصاء اثر استخدام استراتیجیة التعلم القائم على حل المشکلات فی تنمیة القدرة على التفکیر الإبداعی لدى طلاب الصف التاسع الأساسی فی الأردن ، تکونت عینة الدراسة من (143) طالباً من طلاب الصف التاسع الأساسی فی ، اظهرت نتائج الاختبار عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة ( 0،05 ) بین متوسطی أداء المجموعتین على الاختبار القبلی للقدرة على التفکیر الإبداعی  وقد اظهرت الدراسة النتائج التالیة : وجود فرق ذی دلالة ( 0،05 ) فی القدرة على التفکیر الإبداعی بین متوسط طلاب الصف التاسع الأساسی الذین یدرسون مادة الفیزیاء باستخدام التعلم القائم على المشکلات ومتوسط درجات زملائهم الذین یدرسون نفس المادة بالطریقة التقلیدیة لصالح مجموعة التعلم القائم على المشکلات ( المجموعة التجریبیة ) ، مما یعنی تفوق مجموعة التعلم القائم على المشکلات على مجموعة التعلم بالطریقة التقلیدیة فی القدرة على التفکیر الإبداعی.

دراسة رشید : هدفت هذه الدراسة الى بیان أثر أسلوب حل المشکلات فی تنمیة القدرات الإبداعیة لدى تلامیذ الصف السادس الابتدائی ، وتأتی هذه الدراسة للکشف عن أهمیة التخطیط المبکر لتدریب التلامیذ على أسلوب حل المشکلات، وأثره فی تنمیة قدراتهم الإبداعیة ، والتعرف على أثر أسلوب حل المشکلات فی تنمیة القدرات الإبداعیة (الطلاقة ـ المرونة ـ الأصالة ـ التوسیع) لدى تلامیذ الصف السادس الابتدائی ، یتبین من نتائج هذه الدراسة وضوح الأثر الکبیر لأسلوب حل المشکلات على تنمیة قدرتی (الطلاقة، والمرونة) لدى تلامیذ المجموعة التجریبیة على حساب طلاب المجموعة الضابطة وقد وصت الدراسة على :

  1. تدریب المعلمین على أسلوب حل المشکلات لکی یسهموا فی تنمیة القدرات الإبداعیة للتلامیذ.
  2. تضمین محتوى المناهج الدراسیة مواقف ومشکلات تتحدى أبنیة التلامیذ العقلیة.
  3. الاهتمام بتنمیة القدرات الإبداعیة لدى التلامیذ عن طریق الاستراتیجیات والطرائق التی أثبتت الدراسات التربویة فاعلیتها.

دراسة شامة جابر(2007): فعالیة استخدام أسلوب حل المشکلات فی تنمیة التحصیل وعملیات العلم فی مادة العلوم للمعاقین سمعیا بالمدارس الإعدادیة المهنیة . .  تقدم هذه الدراسةنموذج إجرائی للمعلمین یوضح کیفیة استخدام أسلوب حل المشکلات فی تدریس إحدى وحدات مقرر العلوم للمعاقین سمعیا بالمدارس الإعدادیة المهنیة و یساعد التلامیذ على استخدام أسلوب حل المشکلات فى مواقف حیاتیة مختلفة، وفى صفوف دراسیة أخرى.

دراسة السید محمد(2004): اسلوب حل المشکلات فی التعلم هو أسلوب و نشاط عقلی یمثل أعلى مراتب التفکیر و حل المشکلة هو المدخل الرئیسی لتشغیل العقل وهو محور النشاط الإنسانی . أن حل المشکلات کأسلوب للتدریس یعد من أفضل الأسالیب حیث یؤدى إلى زیادة مستوى تحصیل الطلاب مقارنة بالأسالیب الأخرى ، وتم استخدامه فی العدید من المواد الدراسیة مثل الریاضیات والعلوم. . .

وهناک عدة أسالیب بإمکان المعلم توظیفها فی طریقة تعلیم التربیة الاسلامیة بأسلوب حل المشکلات ومن هذه الاسالیب العصف الذهنی : استراتیجیة العصف الذهنی واحدة من أسالیب تحفیز التفکیر والإبداع الکثیرة التی تتجاوز فی أمریکا أکثر من ثلاثین أسلوبا ، وفی الیابان أکثر من مئة أسلوب من ضمنها الأسالیب الأمریکیة . .   ویستخدم العصف الذهنی کأسلوب للتفکیر الجماعی أو الفردی فی حل کثیر من المشکلات العلمیة والحیاتیة المختلفة ، بقصد زیادة القدرات والعملیات الذهنیة. و یعتمد استخدام العصف الذهنی على مبدأین أساسیین هما: تأجیل الحکم على قیمة الأفکار ، حیث  یتم التأکد على هذا الأسلوب على أهمیة تأجیل الحکم على الأفکار المنبثقة من أعضاء جلسة العصف الذهنی ، وذلک فی صالح تلقائیة الأفکار وبنائها ، فإحساس الفرد بأن أفکاره ستکون موضعاً للنقد والرقابة منذ ظهورها یکون عاملاً کافیاً لإصدار أیة أفکار أخرى. کم الأفکار یرفع ویزید کیفها: الکم یولد الکیف على رأی المدرسة الترابطیة ، والتی ترى أن الأفکار مرتبة فی شکل هرمی وأن أکثر الأفکار احتمالاً للظهور والصدور هی الأفکار العادیة والشائعة   المألوفة ، وبالتالی فللتوصل إلى الأفکار ، غیر العادیة والأصلیة یجب أن تزداد کمیة الأفکار.

لهذا تتماشى استراتیجیة حل المشکلات مع طبیعة عملیة التعلیم التی تقتضی أن یوجد لدى المتعلم هدف یسعى إلى تحقیقه و تتفق مع مواقف البحث العلمی ، لذلک فهی تنمی روح الاستقصاء والبحث العلمی لدى الطلبة .

تعتبر مادة التربیة الإسلامیة المادة الوحیدة التی ترافق الفرد فی حیاته إلى درجة الالتصاق به، إذ إن التربیة الإسلامیة لا تقتصر على مجرد کونها مادة علمیة تدرس فی فترات معینة لیطالها بعد ذلک النسیان، فالشخص المسلم یجد هذه التربیة فی البیت والمجتمع والمدرسة، ولا تتعلق فقط بالعبادات بل تشمل جمیع میادین الحیاة من عقود والتزامات وحقوق وواجبات ، إن وظیفة التربیة ودورها فی کل مجتمع هو أن یستوعب أفراده ثقافته بما فیها من دین وعادات وتقالید، وبهذا فإن مفهوم الأهداف فی التربیة مفهوم قدیم جدا بینما یبقى الاختلاف فی الکیفیة التی یتم بها استیعاب هذه الأهداف.

وما نحتاج إلیه فی هذه الفترة هو نوع التدریس الفعال ذلک النمط من التدریس الذی یجعل من المتعلم محورًا رئیسًا، فلا یکون الطالب فیه مُتَلَقیًا للمعلومات فقط، بل مشارکًا وباحثًا عن المعلومة بکل الوسائل الممکنة، وموظِّفًا للمعارف، ومُدمجًا ومُبدعًا ومُبتکِرًا. هو نمط من التدریس یعتمد على النشاط الذاتی والمشارکة الإیجابیة للمتعلم، والتی من خلالها یقوم بالبحث مستخدمًا مجموعة من الأنشطة والعملیَّات العلمیَّة، کالملاحظة، ووضح الفروض والقیاس، وقراءة البیانات والاستنتاج، والتی تُساعده فی التوصُّل إلى المعلومات المطلوبة بنفسه وتحت إشراف المعلِّم وتوجیهه وتقویمه.

وهذا النوع من التدریس الفعال یعتمد على مبادئ سبعة هی:

-       التدریس الفعال هو الذی یشجِّع التفاعل بین المتعلم والمتعلمین.

-       التدریس الفعال هو الذی یشجِّع التعاون بین المتعلمین.

-       التدریس الفعال هو الذی یقدِّم تغذیة راجعة سریعة - الدعم الفوری.

-       التدریس الفعال هو الذی یعطی أهمیَّةً للتقویم بجمیع أنواعه، ویعتبره مرحلة رئیسة فی العملیة التعلیمیة التعلُّمیة.

-       التدریس الفعال هو الذی یوفِّر وقتًا کافیًا للتعلُّم: زمن بالإضافة إلى طاقة یساوی  تعلُّم.

-       التدریس الفعال هو الذی یضع توقُّعات عالیة: توقَّعْ أکثر، تجاوبًا أکثر.

-       التدریس الفعال هو الذی یتفهَّم أنَّ الذکاء أنواع عدَّة، وأنَّ للمتعلمین أسالیبَ تعلُّم مختلفة.

الخلاصة

یصف المتخصصون طریقة حل المشکلات فی تناولها للموضوعات والقضایا المطروحة على الأفراد / التلامیذ إلى طریقتین قد تتفقان فی بعض العناصر ولکن تختلفان فی کثیر منها هما: طریقة حل المشکلات بالأسلوب العادی أو النمطی: هی أقرب إلى أسلوب الفرد فی التفکیر بطریقة علمیة عندما تواجهه مشکلة ما ، وعلى ذلک تعرف بأنها : کل نشاط عقلی هادف مرن یتصرف فیه الفرد بشکل منتظم فی محاولة لحل المشکلة .

ومن ثم طریقة حل المشکلات بالأسلوب الابتکاری (الإبداعی): والتی تحتاج إلى درجة عالیة من الحساسیة لدى التلمیذ أو من یتعامل مع المشکلة فی تحدیدها وتحدید أبعادها لا یستطیع أن یدرکها العادیون من التلامیذ / أو الأفراد ، وذلک ما  أطلق علیه أحد الباحثین الحساسیة للمشکلات . کما تحتاج أیضاً إلى درجة عالیة من استنباط العلاقات واستنباط المتعلقات سواء فی صیاغة الفروض أو التوصل إلى الناتج الابتکاری . . إن نشاط حل المشکلات هو نشاط ذهنی معرفی یسیر فی خطوات معرفیة ذهنیة مرتبة ومنظمة فی ذهن الطالب والتی یمکن تحدید عناصرها وخطواتها کلاتی:( الشعور بالمشکلة – تحدید المشکلة – تحلیل المشکلة – جمع البیانات المرتبطة بالمشکلة – اقتراح الحلول – دراسة الحلول المقترحة – الحلول الابداعیة ).

إن مهارة حل المشکلة تتصف بأنها مهارة تجعل المتعلم یمارس دوراً جدیداً یکون فیها فاعلاً ومنظماً لخبراته ومواضیع تعلمه .

من الفوائد التی التربویة التی یتحصل علیها المتعلمین من استخدام طریقة حل المشکلات هو إثارة الدافعیة للتعلم ، وبناء عقلیة تتمکن من حل مشکلات الحیاة، والعمل على اکساب المتعلم مهارات العمل مع المجموعة وتنمی لدیه قیم التعاون والعمل بمبدأ الشورى.

المراجع

  1. التل، وائل. شعراوی، أحمد. (2005). الأصول التاریخیة للتربیة. مکتبة الملک فهد الوطنیة للنشر، ط1
  2. فرج، عبدا للطیف بن حسین. (2005). طرق التدریس فی القرن الواحد والعشرین. دار المسیرة للنشر والتوزیع، ط1
  3. البکر، رشید. (2002) تنمیة التفکیر من خلال المنهج المدرسی. الریاض: مکتبة الرشد، ط1\
  4. عبد العزیز، توحیده على ( 2000 ) : فاعلیة برنامج مقترح لتدریب معلمات ریاض الأطفال على أسلوب حل المشکلات ، مجلة دراسات فی المناهج وطرق التدریس ، العدد (62)
  5. یوسف الأعسر ، صفاء (2000) : فی التربیة السیکولوجیة – الإبداع فی حل المشکلات ، القاهرة ، دار قباء للطباعة والنشر والتوزیع
  6. مجموعة مؤلفین (2005) : التدریس الفعال، مشروع تنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس والقیادات، المجلس الأعلى للجامعات ، القاهرة
  7. قطیط ، غسان یوسف ( 2008): حل المشکلات ، دار وائل للنشر والتوزیع: عمان 
  8. إبراهیم ، مجدی عزیز(1986) : فاعلیة استخدام أسلوب حل المشکلات فی رفع مستوى تحصیل تلامیذ المرحلة الإعدادیة فی مسائل الجبر اللفظیة،– کلیة التربیة–جامعة القاهرة
  9. عطیة ،عزة جابر عبد العزیز (2003): فاعلیة التدریس بأسلوب الشرح والعرض وأسلوب حل المشکلات على تنمیة القدرة على التفکیر الابتکاری لتلمیذات المرحلة الابتدائیة -  کلیة التربیة الریاضیة للبنات بالقاهرة – جامعة حلوان