فعالية برنامج إرشادى للتفکير الإيجابى فى الحد من أعراض الشخصية النرجسية لدى طلاب الجامعة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

تعد الشخصية الإنسانية مزيجا من مجموعة من الخصائص الجسمية والنفسية سواء إکتسبها الفرد أو توارثها بالإضافة إلى کونها مزيجا من الدوافع والميول والإستعدادات والقدرات والمشاعر والعادات والتقاليد.
وتعتبرالشخصية هى الأساس فى دراسة الجوانب النفسية عند الأفراد وجميع الخصائص النفسية موجودة لدى جميع الأفراد ولکنها تختلف من فرد لأخر فى الکم والکيف.
إن شخصية الإنسان تتکون من مزيج من الدوافع والعادات والميول والأراء والمعتقدات ،والمشاعر والأحاسيس , والسمات البيولوجية الموروثة , وکل هذه المکونات تمتزج مع بعضها البعض لتکون شخصية الإنسان .
ويمکن القول أن شخصية الإنسان تتکون من مزيجاً من الخصائص النفسية والجسمية سواء إکتسبها الفرد أو توارثها , وجميع الخصائص النفسية موجودة لدى جميع الأفراد, ولکنها تختلف من فرد لأخر فى الکم والکيف( أمال عبد القادر ,  2012: 338 )
والأصل فى شخصية الفرد أن تکون طبيعية إلا إذا حدث خلل ما فى أحد أو بعض مکوناتها فتصاب الشخصية بإضطراب مرضى لينتج طيفاً واسعاً من الأنماط البشرية التى قد يصعب إيجاد تفسير لبعض تصرفاتها,ويعرف إضطراب الشخصية بأنه نمط من الشخصية غير المتکيفة, حيث تتميز إضطرابات الشخصية بمجموعة من الأنماط السلوکية التى عادة ما يصاحبها قدر من الصعوبات على المستوى الشخصى أو الإجتماعى أو المهنى ,کما تتصف السلوکيات المصاحبة لإضطرابات الشخصية بقدر کبير من نقص المرونة وتتخلل هذه الأنماط السلوکية العديد من جوانب الحياة وقد يرجع ذلک إلى أن مثل هذه السلوکيات قد تکون مقبولة من ذات الفرد المضطرب أى أنها تتفق مع سلامة الأنا (ego- syntonic)
وبالتالى يعتبرها الشخص المضطرب سلوکيات مناسبة وينشأ عنها مهارات غير سوية وغير قابلة للتأقلم مع الوسط المحيط, وهو الأمر الذى يؤدى فى النهاية إلى زيادة کبيرة فى التوتر والضغط النفسى والإکتئاب .
ومن أنماط الشخصيات  غير المتکيفة ( المضطربة ) التى ستتناولها الباحثة فى هذا البحث إضطراب الشخصية النرجسية (Narcissism) حيث يعد إضطراب الشخصية النرجسية واحدا من أهم إضطرابات الشخصية المتداخلة  الأبعاد والمعقدة فى تکويناتها المعرفية وما تشملة من إعتقادات خاطئة لدى الشخص النرجسى مثل أنه شخص متفرد لا يوجد له مثيل ولا يمکن أن يفهمه أو يرافقه إلا صفوة البشر ,وأنه يمکنه تحقيق التفوق والثراء والجمال والحب الذى يعجز عن إمتلاکة الأفراد العاديين مما يجعلهم يحقدون عليه.
والصفة الأساسية للشخصية النرجسية هى الأنانية والحب المفرط للذات , وهى شخصية تتصف بالتعقيد والغموض  والغرور المفرط والشعورغير  العادى بالعظمة , وتکويناتها السلوکية المضطربة تتمثل فى إستغلال النرجسى للعلاقات الإجتماعية لتحقيق مصالحه الشخصية فهو لايبالى بمشاعر الأخرين ودائما يسعى للتقليل من شأنهم وفرض سيطرتة عليهم وتسلطه على کل مايفعلونه, ولديه شعور بالکمالية وکأنه لايشوبه أى نقص.
 أن الشخص النرجسى يحتقر الأخرين ويستخف بهم ولديه حساسية  مفرطة تجاه النقد,فهو لا يتقبل أى  نقد من الأخرين ولکنه يسمح لنفسه بنقدهم إلى درجة الإيذاء ولايکترث لمشاعرهم ويعتقد أن لديه قوة خارقة,وعندما يتحدث الشخص النرجسى عن نفسه فإنه يحول الأعمال التى يقوم بها إلى إنجازات عظيمة .
والنرجسيون غالبا ما يشعرون بأنهم غير واثقين من أنفسهم داخليا ويبالغون نحو الخارج فى إظهار ثقة کبيرة مزيفة.ويستجيبون لأقل نقد سلبى بالغضب وينتظرون الفرصة لرد الصاع صاعين وذلک ناتج عن شعورهم بالمهانة عند النقد وتکمن المشکلة فى أنه يصعب معرفة الرأى الذين يعتبرونه سلبياً والرأى الذى يعتبرونه إيجابياً فهم ينظرون للأمور من منظار نرجسيتهم الخاصة.
وقامت الباحثة بإعداد برنامجا إرشادياً قائم على بعض أبعاد التفکير الإيجابى لخفض حدة إضطراب الشخصية النرجسية حيث أن التفکير الإيجابى هو الطريق إلى حياة ناجحة وهو الإختيار الذى يميز الحقائق عن الأوهام وذلک عن طريق إستخدام الأفکار العقلانية حيث أن العقل ميزة الإنسان المفکر والتفکير دعوة قرآنية فآيات القرآن الکريم مليئة بالدعوة إلى التفکر والتدبر کقولة تعالى (الذين يذکرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفکرون فى خلق السماوات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانک فقنا عذاب النار ) (آل عمران ,191)
والطبيعة الإنسانية طبيعة إيجابية خلاقة تسعى للنمو بما لديها من إمکانيات هائله,والإيجابية هى أن تحسن ظنک بذاتک وبالأخرين وتتبع أحسن إسلوب فى الحياة.

 

                  

 

         کلیة التربیة

        قسم علم النفس

تخصص / صحة نفسیة

 

ملخص بحث من رسالة الماجستیر

 بعنوان

 

" فعالیة برنامج إرشادى للتفکیر الإیجابى فى الحد من أعراض الشخصیة النرجسیة لدى طلاب الجامعة"

إعداد الباحثة

سوزان محمد مصطفى عبد الغنى نعیم

 

 

 

 

 

مقدمة :

تعد الشخصیة الإنسانیة مزیجا من مجموعة من الخصائص الجسمیة والنفسیة سواء إکتسبها الفرد أو توارثها بالإضافة إلى کونها مزیجا من الدوافع والمیول والإستعدادات والقدرات والمشاعر والعادات والتقالید.

وتعتبرالشخصیة هى الأساس فى دراسة الجوانب النفسیة عند الأفراد وجمیع الخصائص النفسیة موجودة لدى جمیع الأفراد ولکنها تختلف من فرد لأخر فى الکم والکیف.

إن شخصیة الإنسان تتکون من مزیج من الدوافع والعادات والمیول والأراء والمعتقدات ،والمشاعر والأحاسیس , والسمات البیولوجیة الموروثة , وکل هذه المکونات تمتزج مع بعضها البعض لتکون شخصیة الإنسان .

ویمکن القول أن شخصیة الإنسان تتکون من مزیجاً من الخصائص النفسیة والجسمیة سواء إکتسبها الفرد أو توارثها , وجمیع الخصائص النفسیة موجودة لدى جمیع الأفراد, ولکنها تختلف من فرد لأخر فى الکم والکیف( أمال عبد القادر ,  2012: 338 )

والأصل فى شخصیة الفرد أن تکون طبیعیة إلا إذا حدث خلل ما فى أحد أو بعض مکوناتها فتصاب الشخصیة بإضطراب مرضى لینتج طیفاً واسعاً من الأنماط البشریة التى قد یصعب إیجاد تفسیر لبعض تصرفاتها,ویعرف إضطراب الشخصیة بأنه نمط من الشخصیة غیر المتکیفة, حیث تتمیز إضطرابات الشخصیة بمجموعة من الأنماط السلوکیة التى عادة ما یصاحبها قدر من الصعوبات على المستوى الشخصى أو الإجتماعى أو المهنى ,کما تتصف السلوکیات المصاحبة لإضطرابات الشخصیة بقدر کبیر من نقص المرونة وتتخلل هذه الأنماط السلوکیة العدید من جوانب الحیاة وقد یرجع ذلک إلى أن مثل هذه السلوکیات قد تکون مقبولة من ذات الفرد المضطرب أى أنها تتفق مع سلامة الأنا (ego- syntonic)

وبالتالى یعتبرها الشخص المضطرب سلوکیات مناسبة وینشأ عنها مهارات غیر سویة وغیر قابلة للتأقلم مع الوسط المحیط, وهو الأمر الذى یؤدى فى النهایة إلى زیادة کبیرة فى التوتر والضغط النفسى والإکتئاب .

ومن أنماط الشخصیات  غیر المتکیفة ( المضطربة ) التى ستتناولها الباحثة فى هذا البحث إضطراب الشخصیة النرجسیة (Narcissism) حیث یعد إضطراب الشخصیة النرجسیة واحدا من أهم إضطرابات الشخصیة المتداخلة  الأبعاد والمعقدة فى تکویناتها المعرفیة وما تشملة من إعتقادات خاطئة لدى الشخص النرجسى مثل أنه شخص متفرد لا یوجد له مثیل ولا یمکن أن یفهمه أو یرافقه إلا صفوة البشر ,وأنه یمکنه تحقیق التفوق والثراء والجمال والحب الذى یعجز عن إمتلاکة الأفراد العادیین مما یجعلهم یحقدون علیه.

والصفة الأساسیة للشخصیة النرجسیة هى الأنانیة والحب المفرط للذات , وهى شخصیة تتصف بالتعقید والغموض  والغرور المفرط والشعورغیر  العادى بالعظمة , وتکویناتها السلوکیة المضطربة تتمثل فى إستغلال النرجسى للعلاقات الإجتماعیة لتحقیق مصالحه الشخصیة فهو لایبالى بمشاعر الأخرین ودائما یسعى للتقلیل من شأنهم وفرض سیطرتة علیهم وتسلطه على کل مایفعلونه, ولدیه شعور بالکمالیة وکأنه لایشوبه أى نقص.

 أن الشخص النرجسى یحتقر الأخرین ویستخف بهم ولدیه حساسیة  مفرطة تجاه النقد,فهو لا یتقبل أى  نقد من الأخرین ولکنه یسمح لنفسه بنقدهم إلى درجة الإیذاء ولایکترث لمشاعرهم ویعتقد أن لدیه قوة خارقة,وعندما یتحدث الشخص النرجسى عن نفسه فإنه یحول الأعمال التى یقوم بها إلى إنجازات عظیمة .

والنرجسیون غالبا ما یشعرون بأنهم غیر واثقین من أنفسهم داخلیا ویبالغون نحو الخارج فى إظهار ثقة کبیرة مزیفة.ویستجیبون لأقل نقد سلبى بالغضب وینتظرون الفرصة لرد الصاع صاعین وذلک ناتج عن شعورهم بالمهانة عند النقد وتکمن المشکلة فى أنه یصعب معرفة الرأى الذین یعتبرونه سلبیاً والرأى الذى یعتبرونه إیجابیاً فهم ینظرون للأمور من منظار نرجسیتهم الخاصة.

وقامت الباحثة بإعداد برنامجا إرشادیاً قائم على بعض أبعاد التفکیر الإیجابى لخفض حدة إضطراب الشخصیة النرجسیة حیث أن التفکیر الإیجابى هو الطریق إلى حیاة ناجحة وهو الإختیار الذى یمیز الحقائق عن الأوهام وذلک عن طریق إستخدام الأفکار العقلانیة حیث أن العقل میزة الإنسان المفکر والتفکیر دعوة قرآنیة فآیات القرآن الکریم ملیئة بالدعوة إلى التفکر والتدبر کقولة تعالى (الذین یذکرون الله قیاماً وقعوداً وعلى جنوبهم ویتفکرون فى خلق السماوات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانک فقنا عذاب النار ) (آل عمران ,191)

والطبیعة الإنسانیة طبیعة إیجابیة خلاقة تسعى للنمو بما لدیها من إمکانیات هائله,والإیجابیة هى أن تحسن ظنک بذاتک وبالأخرین وتتبع أحسن إسلوب فى الحیاة.

تشیر أمانى سعیدة (2005) فى تعریفها أن التفکیر الإیجابى هو توقع النجاح فى القدرة على معالجة المشکلات بتوجیه من قناعات عقلیة بناءة وبإستخدام إستراتیجیات القیادة الذاتیة التى تعمل على زیادة إمداد الفرد بثقته فى أدائه وسیطرته وإرادته فى عملیة التفکیر لدیه(أمانى سعیده,2005, 114).

ویمثل التفکیر الإیجابى الأنشطة والأسالیب التى یستخدمها الفرد لمعالجة المشکلات بإستخدام قناعات عقلیة بناءة وبإستخدام إستراتیجیات القیادة الذاتیة للتفکیر , والتفکیر الإیجابى عبارة عن مجموعة من الإستراتیجیات توجد لدى الشخصیة ولکن بدرجات متفاوتة,ومن أبعاد التفکیر الإیجابى التفاؤل ,الذکاءالوجدانى ,الرضا والتقبل للذات غیر المشروط , الإنجاز وتحقیق الذات

ولما وجدت الباحثة من أهمیة للتفکیر الإیجابى فى الحیاه وأثره فى على الفرد وبالإضافة إلى ماوجدته الباحثة من توصیات ومقترحات لدراسة إضطراب الشخصیة النرجسیة لندرة دراسته فقد قررت الباحثة استخدام التفکیر الإیجابى من خلال برنامج إرشادى حتى یتم تخفیف حدة أعراض الشخصیة النرجسیة الذى قد یؤدى بالفرد إلى إیذاء نفسه وتدمیرها

مشکلة الدراسة :

لقد وجدت الباحثه ان هناک العدید من الدراسات التى تناولت التفکیر الإیجابى وأثره القوى فى خفض مستوى الإضطرابات التى قد توجد فى شخصیة الفرد مثل دراسة أمانى سعیده(2005)

حیث تعرف التفکیر الإیجابى" أنه یمثل الأنشطة والأسالیب التى یستخدمها الفرد لمعالجة المشکلات بإستخدام قناعات بناءة "

وهو قدرة الفرد على تقویم أفکاره ومعتقداته , والتحکم فیها وتوجیهها تجاه تحقیق ماتوقعه من النتائج الناجحة , وتدعیم حل المشکلات , من خلال تکوین أنظمة وأنساق عقلیة منطقیة ذات تابع تفاؤلى تسعى إلى الوصول لحل المشکلة (أمانى سعیده ,2005)

وقد وجدت الباحثه أن الطالب الجامعى یواجه العدید من المشکلات النفسیة التى یسببها إنتقاله من مجتمع المدرسة الضیق إلى مجتمع الجامعة وهو مجتمع مفتوح ومن خلاله یبدأ الطالب فى التوسع فى بناء العلاقات مع الأخرین من مجتمعات جدیده علیه ,ومن المشکلات التى قد یکون لها أثر على هذه العلاقات هى مشکلة الشعور بالنرجسیة  (Narcissism) بإعتباره أحد أهم إضطرابات الشخصیة المعقدة والمتداخلة الأبعاد, حیث یواجه الشباب والفتیات فى هذه الفترة تحدیاً عصریاً ملیئاً بالتقنیات الحدیثة والتطلع إلى أفضل مستوى سواء مادى أو إجتماعى یمکنه من خلاله أن یکون جذاباً للأخرین , ومتمیزاً عنهم ومسیطراً علیهم .(د.أنسام السید بظاظو:2011).

وتتکون هذه الفکره لدى الفرد عن ذاتة نتیجة وضع الوالدین للإبن مستویات طموحات خیالیة وغیر واقعیة فى مرحلتى الطفولة والمراهقة فإنه فى مرحلة الرشد یجد تصادم أحلامه وطموحاته هذه مع الواقع ومع محدودیة إمکانیاته فى المجتمع الذى یعیش فیه , ومن ثم فکل مایحققه من إنجازات ونجاحات مختلفة نجدها لا ترضى ذاته ولا تشبع خیاله الذى یتمادى فى التشعب فیه للأبد ویصبح تقدیره لذاته غیر سوى , , وینقلب على الأخرین من خلال ثورات الغضب والإنفعال حاقداً علیهم حاسداً لهم بما لدیهم من ممیزات متمنیاً حوزتها بالإضافه إلى ما لدیه وبعد حصوله علیه لا یشعر إلا بالإحباط والعزلة الإجتماعیة وقد تتطور إلى الرغبة فى الإنتحار أو الإنتقام من الأخرین فى صورة العدوان المباشر وغیر المباشر فقد ینتج عنها بعض الإضطرابات الأخرى مثل البارانویا  بالإضافة إلى الإکتئاب والقلق, والشخص النرجسى یتصف بالأنانیة وعدم مراعاة الأخرین وإحتقارهم مما یؤدى إلى علاقات قائمة على الإستغلالیة من طرف  الشخص النرجسى حیث أن شعوره بأنه شخصیة منفرده لیس لها مثیل شخصیة لا یشوبها أى نقص یسبب له الغرور والتکبر والشعور بالعظمة ودونیة الأخرین

مما یجعل المحیطین به ینفرون من سلوکیاته المضطربة ,فهو لایکترث بألام الأخرین ویؤذیهم بأفعاله وأقواله وقد یؤذى نفسه کما حدث فى القصة الأسطورة الإغریقیه للشاب نرجس التى تتلخص فى حب مفرط للذات وتعظیم وتفخیم وتقدیر مفرط للذات ثم إلى تدمیر الذات , ویعانى داخلیاً من عدم الإستقرار النفسى وتقلب المعنویات وسرعة إنحرافها وکثیرا مایعانى من الإکتئاب والقلق والأرق.

وبالرغم من أنه لایوجد دراسات  تتناول مدى إنتشار إضطراب الشخصیة النرجسیة ,إلا أن بعض الإکلینیکین لاحظوا أنه یوجد تزاید فى الحالات التى تتطلب العلاج من هذا الإضطراب Paris,2005:31. Pincus, 2008:319) )    إذ یقدر نسبة إضطراب الشخصیة النرجسیة من مجموع المرضى الذین یترددون على العیادات ب2-16% Sperry,2005:147))  وترتبط النرجسیة ببعض السمات العدوانیة مثل أنهم أکثر الأفراد رغبة فى الإنتقام , وأقل إستعداداً للتسامح DeYoung,2009)) وأکثر غضباً ,وأکثر إندفاعیة Vazir&Funder,2006))

   أهداف الدراسة :                                                                                                                              

  1. التعرفعلى أعراض الشخصیة النرجسیة لدى عینة الدراسة ودور التفکیر الإیجابى فى تخفیف حدة أعراض الشخصیة النرجسیة.
  2. إعداد برنامج إرشادى للتفکیر الإیجابى یهدف إلى الحد من أعراض الشخصیة النرجسیة لدى طلاب الجامعة
  3. التحقق من فاعلیة البرنامج للتفکیر الإیجابى  فى الحد من أعراض الشخصیة النرجسیه لدى طلاب الجامعة.

4 .  تحدید حجم تأثیر البرنامج المقترح لتخفیف حدة أعراض الشخصیة النرجسیة

أهمیة الدراسة :

تتوقع الباحثة أن تسهم الدراسة الحالیة فیما یلى :

1- أنها بمثابة إضافة إلى التراث النظرى حول متغیرات الدراسة ( الشخصیة النرجسیة – التفکیرالإیجابى) وبالتالى یمکن تقدیم أطر نظریة مستقبلیة لتفسیر جمیع أبعاد التفکیر الإیجابى والشخصیة النرجسیة.

2- تزوید العاملین فى مجال الإرشاد بشکل عام بمفاهیم إضافیة تتعلق بنمط الشخصیة النرجسة.

3- تصمیم خطط إرشادیة لدعم وتنمیة التفکیر الإیجابى.

4- التوصل إلى بعض المقترحات التى یمکن أن تفید العاملین فى هذا المجال

5- التعرف على مدى فعالیة برنامج إرشادى للتفکیر الإیجابى فى الحد من أعراض الشخصیة النرجسیة لدى طلاب الجامعة .

حدود الدراسة :

1-  الحد الموضوعى : (برنامج إرشادى - التفکیر الإیجابى –أعراض الشخصیة النرجسیة – طلاب الجامعة ).

2-  الحد المکانى : تقتصر هذه الدراسة على طلاب الجامعة

3 - الحد الزمانى : العام الدراسى 2017/2018

3-  الحد البشرى : تم تطبیق البرنامج على الفئة العمریة التى تتراوح أعمارهم بین (18-26 ) عام وهم طلاب الجامعه.

 

مصطلحات الدراسة:    

 برنامج :

*المعنى اللغوى الجمع "برامج " وهو منهج موضوعى أو خطة مرسومة لغرض ما .

* المعنى الإصطلاحى هو خطة موضوعه وممنهجة لتحقیق هدف معین وتکون معدة مسبقاً .

برنامج إرشادى :

*یعرفه ( زهران ,1998) بأنه برنامج مخطط ومنظم فى ضوء أسس علمیة لتقدیم الخدمات الإرشادیة المباشرة والغیر مباشرة فردیاً وجماعیاً لجمیع من تضمهم الجماعة أو المؤسسة یهدف إلى مساعدتهم فى تحقیق النمو السوى والقیام بالإختیار الواعى المتعقل لتحقیق التوافق النفسى داخل الجماعة وخارجه.

*التعریف الإجرائى : هو مجموعة الإجراءات والأنشطة والخدمات الإرشادیة المخطط لها مسبقاً وتقدم للفرد بطریقة مباشرة أو غیر مباشرة معتمدة فى ذلک على أبعاد التفکیر الإیجابى التى تستخدمهم الباحثة لخفض حدة إضطراب الشخصیة النرجسیة لدى طلاب الجامعة .

التفکیر  (Thinking):

*المعنى اللغوى: فکر فى الأمر , إفکارا , التفکیر هو إعمال العقل فى مشکلة للتوصل إلى حلها , وهو إعمال العقل فى أمر لحله وإدراکه .

*عرفه فتحى جروان أن التفکیر هوسلسلة من النشاطات العقلیة غیر المرئیة التى یقوم بها الدماغ عندما یتعرض لمثیر یتم إستقباله عن طریق واحدة أو أکثر من الحواس الخمسة بحثاً عن معنى فى الموقف أو الخبرة , وهو سلوک هادف وتطورى , یتشکل من داخل القابلیات والعوامل الشخصیة والعملیات المعرفیة وفوق المعرفیة , والمعرفة الخاصة بالموضوع الذى یدور حوله التفکیر .

التفکیرالإیجابى (Positive thinking   ):

*نسبة إلى الإیجابیة وهى المحافظه على التوازن السلیم فى إدراک مختلف المشکلات .

* وعرفه سکوت دبلیو بأنه قدرتنا الفطریة للوصول إلى نتائج أفضل عبر أفکار إیجابیة

*عرفه (Stallard  2002, 69) أن التفکیر الإیجابى هو نمط من أنماط التفکیر المنطقى التکیفى الذى یبتعد فیه الفرد عن أخطاء التفکیر الهدامة ,والتى یحملها فى بعض المعتقدات التى توجه أفکاره ومشاعره وجهه سلبیة , وهو یشمل السیطرة الألیة لبعض الأفکار عن غیرها فى توجیه مشاعر الفرد ,وضعف القدرة على التخلص منها والمبالغة فى رؤیة الأخطاء والنقائض , والإستعداد المسبق لقبول الکل أو لا شیء غیر الکل .

*وترى أمانى سعیدة (2004, 5) بأن التفکیر الإیجابى هو قدرة الفرد الإرادیة على تقویم أفکاره ومعتقداته والتحکم فیها وتوجیهها تجاه تحقیق ماتوقعه من النتائج الناجحة , وتدعیم حل المشکلات من خلال تکوین أنظمة وأنساق عقلیة منطقیة ذات طابع  تفاؤلى تسعى إلى الوصول لحل مشکلة.

 * التعریف الإجرائى : هو مجموع الدرجات التى یحصل علیها الفرد فى مقیاس التفکیر الإیجابى المستخدم فى الدراسة.

الشخصیة :

*المعنى اللغوى : هى إسم مؤنث منسوب إلى شخص , وهى إشتقاق من کلمة الشخوص بمعنى التبدى والظهور أمام الأخر , والشخص هو سواد العین أى إنساناً , والشخص هو کل جسم إرتفع  ولا یختلف الأمر کثیراً بالنسبة لکلمة الشخصیة فى الکلمات الأوروبیة لأنها تشتق من کلمة بیرسونا أى القناع وهم الذین یمثلون الیونانیون ویستعملون أدوات معینة وهذا المعنى یدل فى اللغات الأوروبیة على الأدوار التى یؤدیها الفرد أمام ناظره .

*التعریف الشامل الحدیث للشخصیة : الشخصیة هى التنظیم النفسى الإنسانى المحدد الفرید الذى یتضمن مجموعة ما یمتلکه ذلک الإنسان بذاته من إستعدادات وقدرات جسمیة وإنفعالیة وإدراکیة وإجتماعیة بإسلوب سلوکى فى المواقف المختلفة فى مجال حیاته العملیة بحیث تستطیع التنبؤ بأنماط سلوکه الثابتة نسبیاً فى معالجة المواقف المتشابهة .

النرجسیة  ( Narcissus ):

*المعنى اللغوى : هى مصد صناعى من نرجس / نرجس هى إعجاب المرء بنفسه وإفتتانه بها .

* فى علوم النفس : هى شذوذ جنسى یشتهى فیه المرء ذاته .

* یعرفها جولدنسون ( 1970 ) بأنها حب الذات الذى یصل إلى درجة مفرطة , وهى تعبیر عن عدم النضج الإنفعالى , فالفرد الطبیعى یتطور من حب الذات الطفولى إلى حب الأخرین وإهتمامات الراشدین , ومن مرحلة الأنانیة إلى درجة ما من الغیریة , ولکن الفرد غیر النلضج أو المضطرب یظل مغالیا فى إهتماماته بنفسه , ومتعلقاً بشکل مفرط بذاته , ویبحث عن الهروب من المسؤلیة والإحساس بالفشل .

*ویعرفها کولز (1992) بأنها تضخم الشعور بالذات وتضخم الإنجازات وزیادة تقدیر الذکاء , ویصف هؤلاء الناس أنفسهم بأن لهم قیمة فائقة لا تتکرر,وتشغلهم أحلام الیقظه الخاصة بالنجاح والنبوغ والتفوق والطموح الذى لا حدود له وفى الوقت نفسه یحسدون من یتصورون أنه أفضل منهم ولا یتعاطفون مع غیرهم , الحساسیة الشدیدة للنقد و یسعون إلى کسب الإعجاب

*التعریف الإجرائى : هى الدرجة التى یحصل علیها الفر فى مقیاس الشخصیة النرجسیة المستخدم فى الدراسة .

المفاهیم النظریة

المحور الأول : الشخصیة النرجسیة

إن شخصیة الإنسان تتکون من مزیج من الدوافع والعادات والمیول والأراء والمعتقدات ،والمشاعر والأحاسیس , والسمات البیولوجیة الموروثة , وکل هذه المکونات تمتزج مع بعضها البعض لتکون شخصیة الإنسان .

ویمکن القول أن شخصیة الإنسان تتکون من مزیجاً من الخصائص النفسیة والجسمیة سواء إکتسبها الفرد أو توارثها , وجمیع الخصائص النفسیة موجودة لدى جمیع الأفراد, ولکنها تختلف من فرد لأخر فى الکم والکیف ( أمال عبد القادر ,  2012, 338 )

والأصل فى الشخصیة أن تکون طبیعیة , وإذا حدث خلل ما فى أحد مکوناتها تصاب هذه الشخصیة بإضطراب مرضى فینتج طیفاً من الأنماط البشریة التى قد یصعب علینا إیجاد تفسیر لکثیر من تصرفاتها , وإضطراب الشخصیة هو نمط من أنماط الشخصیة الغیر مرنة وغیر متکیفة مما ینتج عنه فشل إجتماعى ومعاناة ذاتیة ومن أمثلة الشخصیات الغیر متکیفة التى تناولتها الباحثة الشخصیة النرجسیة , حیث یعد إضطراب الشخصیة النرجسیة واحداً من أهم اضطرابات الشخصیة المتداخلة الأبعاد والمعقدة فى تکویناتها المعرفیة وما تشمله من إعتقادات خاطئة لدى النرجسى مثل أنه شخص متفرد لا مثیل له , ولا یمکن أن یرافقه أو یفهمه إلا صفوة البشر مثله , وأنه یستطیع تحقیق النجاح ویمتلک القوة والثراء والجمال الذى یعجز الناس عن إمتلاکهم مما یجعلهم یحقدون علیه ویحسدونه , وکذلک تکویناتها السلوکیه المضطربة مثل إستغلال النرجسى للأخرین لتحقیق مآربه الخاصه وعدم الإعتراف بتبادل المنفعة (أنسام بظاظو,2011 :7 )

یتباهى النرجسى بمکانته الإجتماعیة ,والنرجسى عادة مایکون لدیه قصور بالمبادئ الإجتماعیة والأخلاقیة ,وعدم المشارکة الوجدانیة فهو لایبدى أى تعاطف مع الآخرین ولا یکترث بهم ولا یأبه لآلامهم فهذه کلها أشیاء خارج إهتماماته وإن دل ذلک فإنما یدل على أنانیته التى تعد الصفة الأساسیة للشخص النرجسی فهو یتمرکز حول ذاته مما یستدعى غضب الآخرین منه , فقد یتحول سلوکه إلى غطرسة وتعجرف وتبلد للمشاعر وهو لایبالى أبداً بإحتیاجات الآخرین , وکل مایشغله هو إشباع إحتیاجاته حتى لوکانت على حساب الغیر وهى عادة تکون کذلک , ویحسد النرجسى الآخرین على نجاحاتهم وعلاقتهم بمن حولهم , وعلى الرغم أنه متأکد من داخل نفسه أنهم یمتلکون ممیزات کثیرة لایتمتع هو بها لکنه یقنع نفسه دائماً أنه محسود ممن حوله على جماله وثرائه وقوته وتفکیره الذى لایخطئ أبداً وتفرده وممیزاته الکثیره التى وهبها الله له فقط لاغیر .

تتمیز الشخصیة النرجسیة بالحساسیة المفرطة تجاه نقد الآخرین حیث أن النرجسى یستجیب لأقل نقد سلبى بالغضب وینتظرون الفرصة المناسبة لرد الصاع صاعین وقد یصل رد الفعل إلى العدوانیة والعنف

ومشکلة التعامل مع النرجسى تکمن فى أنه یصعب معرفة ما لرأى الذى یعتبرونه سلبیاً وما الرأى الذى یعتبرون إیجابیاً من وجهة نظره , فهو حاسد مزمن لمن یعتبره أکثر تألقاً منه ویضع العراقیل فى طریقه إذا أحس أنه أکثر نجاحاً, فیسفه رأیه ویقلل من قیمته وأهمیته , والنرجسى یبالغ فى إنجازاته ومیزاته ویتوقع ممن حوله أن یکونوا دائمین المدح والإمتنان والإعتراف بالجمیل سواء کان هذا الإعتراف مبررأم لا (أمل الخالدى & کاظم الدفاعى , 2017 ,459-460 )

ویتبین مما تقدم إنعکاسات إضطراب الشخصیة النرجسیة  على حیاة الفرد , وأن هذه الإنعکاسات تجعل الحاجة إلى دراسة هذا الإضطراب لدى طلاب الجامعة لأنهم یواجهون تحدیات عصریة کثیرة ملیئة بالتقنیات الحدیثة والتطلع إلى أفضل مستوى مادى وإجتماعى مما یمکنه أن یکون محط إعجاب وجاذبیة للآخرین مما یجهله متمیزاً عنه  ومسیطراً علیهم , ففى هذه المرحلة العمریة یمتلأ الشباب بطاقات عدیدة لابد أن تتوظف جیداً للعمل والإنتاج.

المرجع التاریخى لمفهوم للنرجسیة :

یشیر "بیود"Budd  إلى أن مفهوم النرجسیة یرجع إلى أسطورة إغریقیة قدیمة تروى أنه کان هناک شاب وسیم یدعى "نرجس" Narcissus وقع فى حبه کثیر من الفاتنات لشدة جماله , وقد سبى بوسامته کل عقول النساء ولم تفلت واحده من حبه حت " إیکو" Echo أجمل الحوریات أنذاک وقعت فى حبه , وقد أثر حبه علیها تأثیراً کبیراً لأنه کان من طرف واحد ,فنالت العقاب الإلهى على ذلک عن طریق سحب قدرتها على الکلام ونطقت فقط حین أرادت أن تبوح لنرجس بحبها , ولقسوته رفض حبها بطریقة عنیفة ونتیجة لقسوته إنتقم الإله نمسیس منه حیث قاده إلى برکة ماء لیشرب منها وبینما هو منثن لیشرب رأى صورته لأول مرة ووقع فى حب صورته لدرجة العشق , وکلما حاول الوصول إلیها ابتعدت الصورة عنه وتعود مرة أخرى وقام بذلک مراراً وتکراراً, ولم یجد أى وسیلة لتحقیق هدفه فقرر الإنتحار , وقد بحثت الحوریات الحزینات عن الجثة ولنهم لم یجدوها ووجدوا زهرة قد نبتت من دمه ذات لون أخضر وهى زهرة النرجس (عبدالرقیب البحیرى ,2007, 15)

وترى الباحثة من خلال الأحداث المأساویة فى أسطورة نرجس أن الحب المرضى للذات یجعل الفرد یرکز کل طاقاته وحواسه وطاقته حول موضوع واحد وهو ذاته , والإنشغال بالذات لدرجة تستفز کل طاقته الداخلیة لکى یصل إلى الإعجاب والکمال الخیالى ,فقد تجاهل نرجس حب جمیع الحوریات وخاصة إیکو وتمادى فى عشق ذاته,وانعزل عمن حوله , ولم یبالى بمشاعر الآخرین ساعیاً لتحقیق أکبر قدر من التعظیم والسعادة الوهمیة لذاته لیستقر فى النهایة إلى معاناة مع إضطراب الشخصیة النرجسیة الذى قد یصل فى النهایة إلى حد تدمیر الذات وهو المصیر الذى لاقاه نرجس.

ولقد ظهرت البدایات الأولى لإستخدام مصطلح نرجس فى الطب النفسى على ید "ألیس"Allis فى عام 1898ولکنه قد إستخدم هذا المصطلح أنذاک لیشیر إلى الإنفعالات الجنسیة Sexual - perversion حیث تم تغییره بعد ذلک لیشیر إلى إستغراق الفرد فى إعجابه بذاته Self-admiration  Ellis,1898:260-299))

واستخدمه بعد ذلک "ناکیه"Ncke  فى عام 1899 لیشیر إلى الإنحراف الجنسى حیث یتعامل الفرد مع جسمه من الناحیة الجنسیة وعلى الرغم من أن ناکیه کان طبیباً ألمانیاً غیر معروف أنذاک إلا أنه یرجع الفضل له فى لفت إنتباه فروید لمصطلح النرجسیة ,وقد ترک هذا المصطلح إنطباعاً قویاً لدى فروید عام 1914 , وأصبح مفهوماً محوریاً فى تفکیره الإکلینیکى والمیتا سیکولوجى (Raskin&Terry,1988:890-902 )

تعریف النرجسیة :

تعریف النرجسیة عند فروید

إستخدم فروید Freud مصطلح النرجسیة بین عامى (1910-1914) فى بعض أبحاثة المبکره ونظر فروید إلى النرجسیة کقوة لیبیدیة Libidinal force  وربط فروید بین النرجسیة وتولید الرغبة الجنسیة , وتوهم المرض ,ودونیة العضو وأن النرجسى یتخذ من نفسه موضوعاً جنسیاً فقط لا غیر (الفقى & الهوساوى,2015, 37)

 

تعریف النرجسیة بعد فروید

لقد نمى المفهوم السیکولوجى للنرجسیة عام 1905 على ید فروید ثم وصفه بشیئ من التفصیل فى مقاله عام 1914 وفى الثلاثینات إندمج سولیفان فى تحلیل شامل لصورة الذات Self- image  وفى الأربیعینیات قدم إریکسون مفهوم الهویة identity.

تعنى کلمة نرجس فى اللغة العربیة کما یعرفها المعجم الوسیط هو نبت من نبت الریاحین , وله أنواع کثیرة وأشهرها النرجس , وزهره جمیل وطیب الرائحة وزهرته تشبه الأعین , النرجسیة تعنى شذوذ جنسى فیه یشتهى المرء ذاته ( الوسیط ,1985, 949)

وفى عام 1950عرف هارتمان النرجسیة على أنها شحنة وجدانیة لا تتعلق بالأنا Ego ولکنها تتعلق بالذات Self (عبدالرقیب البحیرى ,1987, 12 )

وقد عرفها راسکن وتیرى(1988 )على أنها زیادة حب الفرد لذاته. Raskin&Terry,1988:890))

ویعرف عید(1997) النرجسیة بأنها الإلتصاق بالذات والتمرکز علیها على نحو یوثن فیه الإنسان نفسه ولا یقدر على تجاوزها إلى الآخرین متسامحاً ومتقبلاً تناقضات الحیاة واحباطاتها, ومن ثم یحتاج إلى مدد نرجسى من الآخرین یشعره بذاته وبعظمتها.(عید ,1997, 200)

بینما یرى کیرنبرج (2004) النرجسیة على أنها مصطلح معقد بسبب وجود مستویین متوازیین من التعریفات حیث یکمل کلاً منهما الآخر فالمستوى الأول یتبع النظریة التحلیلیة حیث ینظر إلى النرجسیة على أنها إتثمار اللیبیدو فى الأنا , ویعترف کیرنبرج بصعوبة هذا المستوى , والمستوى الثانى هو ماتمثله الأعراض الإکلینیکیة التى تمیز المرضى الذین یعانون من تقدیر ذات غیر سوى (Abnormal self-esteem regulation) Kernberg,2004:45-46))

ویعرفها کامبل وآخرون(2007) أن النرجسیة سمة فى الشخصیة ترتبط بمفهوم ذات متضخم , ونقص فى المودة والألفة فى العلاقات الشخصیة المتبادلة مع الآخرین .(Campbell, et al., 2007:227-229)

وعرف هوک (2007) النرجسیة بأنها الشعور المفرط بأهمیة الذات والتفرد والغطرسة والرغبة الملحة فى الإعجاب من قبل الآخرین , فضلاً عن المیل لإستغلال الآخرین وعدم التعاطف معهم .(Hook,2007: p. 16-17)

وتعرف النرجسیة فى قاموس کامبرج لعلم النفس على أنها تقییم الفرد المتضخم للذات , والإنشغال بخیالت النجاح والقوة , والإحساس بالصدارة , والمیل إلى إستغلال الآخرین . (Matsumoto,2009:326)

وتم استخدام مفهوم النرجسیة فى الأدب التربوى بـ ثلاث طرق :

   الأولى کانت من وجهة النظر الوصفیة والدینامیة التى نظرت على أنها إنغماس فى الذاتSelf- indilgence وحب الذات Self-love.

   الثانیة من وجهة النظر التطوریة التى نظرت إلى النرجسیة على أنها المرحلة التى تسبق مرحلة حب الموضوع Object – love  

   والثالثة من وجهة النظر التشخیصیة التى نظرت إلى النرجسیة على أنها إضطراب فى الشخصیة مثل إضطراب الشخصیة الفصامیة أو الحدیه , والسیکوباتیة . (أمال جودة ,2012 ,554)

خصائص الشخصیة النرجسیة

1-  لدیه شعور بالعظمة وأهمیة الذات

2-   یبالغ فى إنجازاته ومواهبه وقدراته ویتوقع أن یعترف به کل من حوله بأنه متفوق وعظیم دون تحقیق إى إنجاز.

3-  مستغرق فى خیالات النجاح اللا محدودد أو القوة أو الجمال أو الحب .

4-  یعتقد أنه متمیز وفرید من نوعه ویمکن أن یفهم الأخرین . ویصاحب فقط من یقتنع هو أنهم قریبین من تفکیره الفرید.

5-  لایکترث بمشاعر الآخرین فهو یفتقر إلى التفهم العاطفى.

6-  الأنانیة  فهو دائماً یقول أنا ثم أنا ولایأبه بالأخرین .

7-  إستغلالى فى علاقاته الشخصیة مع المحیطین.

8-  الحسد والغیرة الشدیدة من نجاحات الأخرین , ویعتقد أنه دائماً محسود.

9-  التعجرف والغطرسة والإستعلاء

10-           الحساسیة المفرطة تجاه النقد من الأخرین ,والرد علیهم بغضب عارم.

11-           عدم القدرة على تحمل الإحباط والإحساس بالضعف والنقص.

12-           التطرف واللا عقلنیة وعدم المرونة فالنرجسى یمتلک الکثیر من الأفکار اللاعقلانیة التى قد تؤدى إلى الإنتحار کما حدث فى الأسطورة الإغریقیة  " نرجس " , ولیس لدیه مرونة فى التفکیر فهو دائماً مصمم على وجهة نظره التى یراها دائماً صائبة , فهو یرى نفسه شخص مترفع عن الخطأ.

13-الأناقة فیما یخص المظهر الخارجی سواء کانت متمیزة أو مهملة ( الباس الشاذ, استخدام مبالغ فیه ومفرط للعطور أو المکیاج أو الحلی ).
14- فرط الحیویة.
 15- التفاخر
16- الثرثرة
17- السلوک المستبد.
18- الافراط العاطفی (الغضب, حب الانتقام, الحماس)
19- الشرود عند محادثة الاخرین وتحویل الحدیث الى الذات.
20- الاعتقاد بتوارد الخواطر وغیرها.
21- الحرص على النظافة .
22-  صاحب هذه الشخصیة وکأنه فی حالة تحفز دائم للشک وفی أن ما یعمله هو الصواب.
23- عنید فی الرأی وکأنه ملزم على هذا العناد ولا یقتنع بسهوله بوجهة نظر الاخرین

24-الفشل فی الحیاة الجنسیة الکاملة بسبب عدم النضوج فی النمو العاطفی الجنسی مما یؤدی الى 25- عدم التوافق والفشل فی الحیاة الزوجیة.

  • ·         العوامل المساعدة فى تطور إضطراب الشخصیة النرجسیة :

یرى Kaplan& Sadock)) أن من أهم العوامل التى تساعد فى تطور إضطراب الشخصیة النرجسیة لدى الفرد هو أن الکثیر من النرجسیین یکون لدیهم بعض الصفات التى تدعم الإحساس المتزاید عندهم بالعظمة والخصوصیة مثل :

أ‌-     أن یکونوا موهوبین ومتفوقین

ب‌- أن یکونوا على درجة عالیة من الجمال والذکاء(, 2000,p. 1745 Kaplan& Sadock ).

وقد ذکر عبد الرقیب البحیرى بعض من العوامل التى تساعد على تطور اضطراب الشخصیة النرجسیة لدى الفرد ومنها :

1-  الإساءة إلى الأطفال : حیث أ، الإساءة الوالدیة للأطفال قد یکون نتاجها طفل نرجسى حیث أن الطفل یلجأ إلى تکوین ذات عظیمة ترفض هذه الإساءة , مما یجعله یندمج مع صورة مثالیة لوالدین داخل واقعه الإفتراضى لحمایة ذاته من الإساءة الوالدیة .

2-  نرجسیة الوالدین :  وتتضمن هذه الحالة صورة الأب الذى  قد تخلى عن سلطته الأبویة للزوجة , بینما یکون الطفل فى حاجة إلى سلطة ثابتة توجهه وتضبط سلوکیاته , وتساند تکامل الجوانب السلبیة والإیجابیة لکل من الذات والموضوعات ,وهنا یکون الأب لا یساعد الطفل على إخضاع تفکیره وقوته إلى الواقع والأم تعتبر الطفل ملکاً لها فهى المسیطر الوحید على الأسرة , مما یجعله تتعامل معه على أنه عامل مهم ومقدس لسعادتها مما یعزز شعوره بالتقدیر الذاتى المرتفع اللا واقعى  , فوجود الطفل مع أبوین نرجسیین یجعل العدید من سماته النرجسیة متناغمة مع الأنا.

3-  الطلاق : إن الطفل ذو الوالدین المطلقین یأخذ الصورة الوالدیة ویحل محل الوالد غیر الراعى , وقد یهدف الوالد الراعى إلى محو کل ما یربط الطفل مع الوالد غیر الراعى ( الأب المطلق ) فیتم إنکار الطفل له بشکل مستمر , مما یضاعف المشکلة أن یکون محتوماً علیه الإرتباط بالوالد الراعى ( زوج الأم) الذى یسعى إلى فصل الطفل عن ذکریات ماضیه مع والده ولکن الطفل یقیم ذاتاً عظیمة دفاعاً فقدان الشخصیة وتحقیراً للوالد الراعى الذى یشعر الطفل نحوه بالعداء , مما یؤدى إلى تمرکز الطفل حول ذاته ویظهر عدم الإهتمام أو المشارکة الوجدانیة مع الأخرین ( عبدالرقیب البحیرى ,2007 ,107-109 ).

المحور الثانى : التفکیر الإیجابى (Positive Thinking)

یعد التفکیر عملیة إنسانیة مستمرة حیث أن العقل البشرى یتمیز بهذه القدرة عن غیره من الکائنات, والتفکیر یحدد کثیرا من أمور الحیاة الحالیة والمستقبلیة للأفراد والمجتمعات , وماتم التوصل إلیه الیوم هو حصاد فکرة الأمس وماسیتم الوصول إلیه غداً هونتاج بذرة أفکار الیوم , الفرق بین الإنسان الناجح والإنسان الفاشل هو التفکیر .

والتفکیر دعوة قرآنیة فأیات القرآن الکریم ملیئة بالدعوه إلى التفکر وإعمال العقل والتدبر کقوله تعالى " الله الذى سخر لکم البحر لتجرى الفلک فیه بأمره ولتبتغوا من فضله لعلکم تشکرون وسخر لکم مافى السموات ومافى الأرض جمیعاً منه إن فى ذلک لآیات لقوم یتفکرون " (الجاثیة ,13)

وقد تعددت تعریفات التفکیر حیث عرفه حمودة (2000) أن التفکیر هو کل نشاط عقلى یقوم به العقل لحل مشکلة أو عقدة ما أو موقف غامض أو إیجاد وسیلة للتخفیف من متاعب الحیاة .

ویرى کارول2004 أن التفکیر هو العملیة التى ینظم بها العقل خبراته بطریقة منطقیة لحل مشکلة معینه

ویعرفه زاید (2009) بأن التفکیر هو مجموعة من العملیات أو المهارات العقلیة التى یستخدمه الفرد عند البحث عن إجابة لسؤال ما أو لإیجاد حل لمشکلة معینة والتوصل إلى نتائج منطقیة کانت مجهولة له من قبل وهذه العملیات العقلیة قابلة للتعلم

ومن خلال تلک التعریفات یمکن النظر إلى التفکیر على أنه نشاط عقلى یقوم به العقل البشرى متضمناً مجموعة من العملیات العقلیة اللازمة لحل مشکلة ما والتوصل إلى نتائج سلیمه وذلک من خلال إدراک الأمور وفهمها جیداً وبالتالى یؤدى إلى حل المشکلة .

وترى الباحثة أن التفکیر یعد عملیة عقلیة معقدة تعتمد علیها باقى العملیات العقلیة الأخرى مثل ( الإدراک , الإحساس,التخیل , التذکر ) وهى عملیات تزود الفرد بمختلف الإستراتیجیات التى تساعده على مواجهة تحدیات الحیاة وتطوراتها ,وقد تعترف الطبیعة البشریة بوجود فروق فردیة فى کیفیة إستخدام التفکیر وتبنى إستراتیجیات لمواحهة المشکلات

التطور التاریخى للتفکیر الإیجابى :

إن بدایة مفهوم الجوانب الإیجابیة فى الشخصیة کان فى النشاط الفکرى الذى بدأ به فلاسفة الیونان تصوراتهم عن الفضیلة الإنسانیة التى تزود البشر بالطاقة والقدرة على إیجاد مایسمى بــ" الحیاة الطیبة "فالفیلسوف سقراط (399-470ق.م )رأى ان الفضیلة تکمن فى الانسان ,ومتى بذل مجهود عقلیا فى أختیار السلوک  الافضل فى أى موقف من المواقف استطاع أن یدرک الخیر وطریق الفضیلة یتناسب مع جوهر الإنسان.(قاسم,عبد المرید ,2009: 696)

وقد تأثر أفلاطون (347-427ق.م )بشخصیة وأراء أستاذه سقراط حیث أنه اتیع نفس المنهج فى رؤیته لجوهر الإنسان على أنه یملک نفس حکیمة تتحلى بالکمة والشجاعة ,ومن أهم وظائف هذه النفس هى السیطرة على النفس الغاضبة والشهوانیة لکى یحدث ذلک توازناً داخل الإنسان . (زقزوق,محمود ,1998: 95)

أما أرسطو (384 - 322ق.م) فیرى أن للإنسان جانباً عاقلاً یستطیع به السیطرةعلى میله الشهوانى ,فالانسان الفاضل یتمیز بمعرفته بالفضیلة التى بها یتحسن سلوکه ویسمو فوق غرائزه وانفعالاته وهى السبیل للحیاة الطیبة(سلیجمان, ترجمة صفاء الاعصروآخرین,2005: 7).

 واذا أنتقلنا الى علم النفس فى القرنین الثامن عشر و التاسع عشر فسنجد اشارات الى التفکیر الایجابى فى الشخصیة لدى رواد مختلف التوجهات النظریة "السلوکیة- البنائیة – الوجودیة – التحلیلیة – الانسانیة" تمثلت فى تناولهم للجوانب الایجابیة فى الانسان فعلى سبیل المثال نجد أن من أهم کتابات ولیم جیمس عن الصحة العقلیة عام 1902 کانت الملامح الإیجابیة للإنسان هى محور الإهتمام .Gable&Haidt,2005,p104))

وکتب فروید (1933- 1977) عن مبدأ اللذة لدى الانسان والرغبة فى تحقیقها وتجنب الالم و الافعال والتوتر,وذکر یونج (1955) أفکار حول السمو والکمال الشخصى والروحى. .(قاسم,عبد المرید ,المرجع السابق: 697)

وقد اتفق کلاً من (على ,2013)و( توفیق زاید الرقیب ,2009)على أن نورمان فینست بیل "Norman Vinccit Peel " هو أول من أرسى المفاهیم الحدیثة للتفکیر , حیث أنه قد عاش فى حقبة سلبیة تعد الکبرى فى التاریخ ألا وهى حقبة الحربیین العالمیتین الأولى والثانیة فهى فترة الکساد الکبیر , حیث کان الناس فى تلک الحقبة محاطیین بالیأس والإحباط والغضب من الحرب والحزن الشدید على فقد ذوویهم, وقد کان بیل هو أول من تنبأ بقوة التفکیر الإیجابى مقتنعاً بقدرته على تغییر المواقف السلبیة إلى مواقف إیجابیة , وقد کان بیل شغوفً بعلم النفس , وخاصة کتاب جیمس جویس حیث یعد الأب الشرعى لعلم النفس الحدیث فى جامعة هارفارد .

ویعود سبب موضوع 

أما أدلر ( 1979)  فله أراء قویة ترى أن الانسان لدیه التوجه لیصبح أفضل وأحسن مما هو علیه الآن من خلال ما لدیه من دوافع القوة والمکانه التى لها أکثر من مغزى وأهمیة للسلوک  وقد نظر أدلر إلى اتجاهات التفوق على أنها أحد وسائل التعویض عن إدراک الإنسان بالنقص ویؤکد أدلر على الإهتمام الإجتماعى.Seligman,2002,p5))

وقد أکد ماسلو (1958) على أن الطبیعة الإنسانیة طبیعة إیجابیة وخلاقة بالفطرة وتسعى دائماً للنمو بما لدیها من إمکانات هائلة تساعد على النمو الشخصى ومن هنا وضع ماسلو نظریة إیجابیة عن الدافعیة تضم أعلى القدرات على الصحة والقوة عام (1970)   وأشار روجرز أیضا الى ضرورة الاهتمام بدراسة الطبیعة الانسانیة  وخیرها ,فالانسان یولد مزودا بالحب و الارتقاء ولدیه قوة لتوجیه حیاته والقدرة على تحقیق الامل والسعادة.(Jeffery,2004, p18)

تعریف التفکیر الإیجابى:

وتعرفه فیرا بیفر(2003) بأنه هو توظیف أطروحات العقل الباطن بطریقة إیجابیة أو النظر إلى الجوانب الإیجابیة فى الأحداث والأفکار , وعلیه فالإنسان الإیجابى هو الإنسان السعید الستفید من ماضیه ,المتحمس فى حاضره, المتفائل فى مستقبله.

ویقدم لنا سکوت دبلیو (2003) تعریفاأعم وأشمل فهو یرى أن التفکیر الإیجابى یتضمن قدرتنا الفطریة للوصول إلى نتائج أفضل وعبر أفکارا إیجابیة , وأنه ترکیبة من عدة خصال وهى ( التفاءل,الحماس,الإیمان ,التکامل ,الشجاعة ,الثقة , التصمیم ,الصبر , الهدوء , الترکیز)( سکوت دبلیو ,2003, 49)

ویعرفه عبدالستار إبراهیم (2005)بأنه قدرة الفردالإرادیة على تقویم أفکاره ومعتقداته والتحکم فیها , وتوجیهها تجاه تحقیق مایتوقعه من النتائج الناجحة , وتدعیم حل المشکلات , وذلک من خلال تکوین أنظمة عقلیة بناءة تسعى للوصول إلى حل المشکلة (:عفراء العبیدى ,2013, 129).

وتوضح نادیا العریفى (2005): أن التفکیر الإیجابى هو الوعى بأهمیة إستعمال العقل بطریقة فعالة مما یضفى الإیجابیة على حیاة الفرد سواء الشخصیة أو العملیة , وهو إستخدام العقل البشرى بکل مایملک من طاقات وإمکانات دون وضع أى إعاقة سلبیة سواء کانت شعور أو تصرف , والتأکید الإیجابى Affirmations   هو عبارة عن جمل تتضمن صفات أو أفعال لها مفهوم إیجابى یرددها الشخص على نفسه لکى تساعده على إتباع سلوک إیجابى (نادیا العریفى , 2005 , 147)ویشیر (Neck,Manz,1993) أن التفکیر الإیجابى هو إمتلاک الفرد لعدد من التوقعات الإیجابیة المتافئلة تجاه المستقبل وإقتناعه بقدرته على النجاح ومن أهم هذه التوقعات ( أنا أعتقد أنه فى إستطاعتى ..I THINK I CAN)( یوسف محیلان ,2013 ,62 ).

ویشیر محمد خیرالله(2008) إلى أن التفکیر الإیجابى هو إستعداد شخص للتوقع الإیجابى للأحداث, وهو نظرة أمل نحو المستقبل تجعل الفرد یتوهج أکثر , وینتظر حوث الخیر , ویرنو إلى النجاح(علا عبد الرحمن,2013, 30 ).

أهمیة التفکیر الإیجابى:

ویرى العدید من علماء النفس أن التفکیر الإیجابى هو عبارة عن مهارات مکتسبة أکثر ماهى فطریة ,لأن هذا الأخیر یظهر فى المواقف التى تطلب نوعا منالذکاء لحل المشکلات والتغلب علیها, وذلک بتدریب العقل على أى طریقةنریدأن نفکر بهافإذا فکرنا بإیجابیة فإننا نستطیع إکتساب مهارة التفکیر الإیجابى , لأنه یبدأ من فکرة إیجابیة یتم إستخراجها على شکل سلوک إیجابى , وأن یدرب نفسه على التخلى عن الأفکار السلبیة التى تحد من قدراتنا , والتى تضیع جهودنا فى سبیل تحقیق مانصبو إلیه من أهداف فى حیاتنا(محمد القزدر,2013, 263).

ویرى کلا من أنتونى(2005),بیفر(2011) أن هناک إرتباط قوى بین العقل الواعى واللاواعى , فالعقل الواعى هو المسؤل عن إستقبال وإدراک کل ما نراه ونسمعه وما نمر به من أحداث , ثم یأتى العقل الاواعى لتخزین تلک الأحداث فى الذاکرة , والذاکرة تقوم بتخزین الحدث ذاته بالإضافة إلى الشعورالمصاحب للحدث , لذلک کان لابد من إشباع العقل الواعى بالأفکار الإیجابیة کالتردید بالعبارات الإیجابیة والتوقعات الإیجابیة وذلک بشکل متکرر ودائم مما یساهم فى إحداث نوع من نمط التفکیر الإیجابى الذى یترجم فى شکل سلوکیات وأفعال إیجابیة , فمن الأفضل أن نبرمج أنفسنا على کل مایدعو للتفاؤل , الإبداع ,التقدم , الحیویة, والمرونة, وتجنب الوقوع فى الأمراض النفسیة التى یسببها الإتجاه السلبى التشاؤمى فى التفکیر.

وترى علا محمد(2013)أن التفکیر الإیجابى هو أساس الحیاة السلیمة المستقیمة فى القرن الحالى  بإعتباره المرادف للحیاه الصحیة السلیمة جسمیا وعقلیا ونفسیا فالفرد المفکر إیجابیا هو الفرد السوى فى حیاة ملیئة بالضغوطات والمشکلات الیومیة التى تتزاید وتتفاقم مع التطور العلمى والتکنولوجى , وتضیف کیف نستطیع أن نتخیل أن أم تبنى أفکارا وأجیالا جدیدة تتمیز بالتشاؤم والإکتئاب والنظرة المظلمة للمستقبل , فبدون التفکیر الإیجابى للأم,وبدون التفؤل تجاه المستقبل وإقتناعها بقدرتها على النجاح والتمیز فى کافة مجالات الحیاة ولاسیما فى مجال تربیة جیل جدید من الأطفال ,فإنها لا تستطیع الإستمرار فى هذا العمل (عاطف عثمان ,2016, 15).

خصائص المفکرون إیجابیاً:

إن المفکرون إیجابیاهم أناس یقدرون الحیاة ویرفضون الهزیمة,ویبحثون عن التغیر من حالة التفکیر السلبى والتشاؤمى إلى الأداء الأفضل والنظرة التفاؤلیة بطریقة التفکیرالإیجابى ,ولدیهم رغبة شدیدة فى التغیر للأفضل.

یشیر (ناصر المحارب,1990)إلى أن الأفراد الذین یستخدمون التفکیر الإیجابى یتمیزون بعدد من الخصائص مما یجعلهم أکثر تکیفا مع أنفسهم وأفکارهم , ومشاعرهم ,فهم یبحثون عن الأفکار قبل الأحداث(ناصر المحارب,1990, 23).

واتفق کلا من Connl,2004) ) و(کریمان بدیر,2006)أن المفکرون الإیجابیون یتصفون بـ(عشق العمل ,الصدق , المثابرة, تواصل التفکیر , التحلیل ,العمل بروح الفریق, مساعدة الأخرین , البساطة , القدرة على الربط , الرؤیة الشمولیة , الإعتراف بالخطأ, القدرة على تحدید الجزیئات , القدرة على حل المشکلات , الشجاعة , الممارسة , قوة الإقتناع , الصبروالقدرة على الإحتمال, الإصرار, الإحساس بقیمة الوقت , الدقة , التخطیط , الترکیز , تقبل الإختلاف,حسن معاملة الأخرین, إحترام النظام , الموضوعیة , توقع رد الفعل ,تحدید الأهداف ,البعد عن النمطیة,إحترام الأخلاق والقیم , التفاؤل, الثقة بالنفس ,التعلم المستمر (کریمان بدیر,2006, 17-25),(Connel,2004, 1)

العوامل المؤثرة على التفکیر الإیجابى:

هناک مجموعةعوامل تؤثر على التفکیر الإیجابى وهى :

1-التنشئة الإجتماعیة .            2-الحروب.         3-المناخ الأسرى.         4-المدرسة.

5-شعور الفرد بالنقص والدونیة.          6- وسائل الإعلام (زیادبرکات,2006, 12)

أبعاد التفکیر الإیجابى:

یعتبر "إبراهیم عبدالستار" من المهتمین فى هذا المجال من الدراسة وهو التفکیر الإیجابى والعلاج المعرفى السلوکى وأیضاً علم النفس الإیجابى وبعد الدراسة المستفیضة التى طرحها فى العدید من کتبه , وضع أبعاداً للتفکیر الإیجابى وهى کالآتى :-

1- التوقعات الإیجابیة والتفاؤل:

أى التوقعات الإیجابیة بتحقیق مکاسب فى مختلف جوانب حیاة الشخص , فضلاً عن زیادة مستوى التفاؤل وما یتوقعه من نتائج إیجابیة فى حیاته الصحیة, الشخصیة ,الإجتماعیة والمهنیة.

2- الضبط الإنفعالى والتحکم فى العملیات المعرفیة العلیا:

وهى مهارات الشخص فى توجیه إنتباهه وذکریاته وقدراته على التخیل فى إتجاهات سلیمة تتلائم مع متطلبات الصحة النفسیة

3- حب التعلم والتفتح المعرفى الصحى :

أى مایمیزه من إتجاهات إیجابیة نحو إمکانیات التغیر بما فى ذلک من إهتمام بالمعلافة وحب التعلم, بکل ماهو جدید وملائم لتحقیق الصحة النفسیة,ویتسم أصحاب هذا النمط أسضاً بالنظرة الإیجابیة لأهمیة العلاج النفسى والثقة فیما یقدمه المعالج من نصائح وتوجیهات.

4- الشعور العام بالرضا :

وهو الشعور العام بالرضا عن النفس والسعادة بتحقیق الأهداف العامة فى الحیاة بما فى ذلک مستوى المعیشة والإنجاز والتعلیم.

5-  التقبل الإیجابى للإختلاف عن الآخرین :

تبنى أفکار وسلوکیات إجتماعیة تدل على تفهم الإختلاف بین الناس , ولابد من تشجیع الإختلاف والنظر له بمنظور إیجابى  وتفتح.

6- السماحة والأریحیة :

أى تبنى معتقدات متسامحة عما مر بنا من خبرات ماضیة أو ألام نفسیة ارتبطت بأحداث ماضیة , بعبارة أخرى تبنى أفکار وسلوکیات تنظر للماضى الذى عشناه بصفته أمر مضى وإنقضى ومن المؤسف أن تظل مقیداً به.

7- الذکاء الوجدانی:  یشیر هذا المفهوم إلى مجموعة من الصفات الشخصیة والمهارات الإجتماعیة والوجدانیة التى تمکن الشخص من تفهم مشاعر وإنفعالات الآخرین , ومن ثم یکون أکثر قدرة على ترشید حیاته النفسیة والإجتماعیة إنطلاقاً من هذه المهارات.

8-  تقبل غیر مشروط للذات :

أى أن تتقبل ذاتک وتعرف قیمتها ,وتقبل الذات یعنى الرضا بما تملک من إمکانیات, وتجنب عدم تحقیر الذات أمام الأخرین بهدف الحصول على إنتباههم أو عطفهم أو حتى لمجرد لفت النظر , وتقبل الذات یتضمن جانباً کبیراً من العقلانیة.

9-  تقبل المسؤلیة الشخصیة :

الإیجابیون من الناس الذین لا یتحججون بقلة الوقت ولا یلقون الأعذار على غیرهم , ویمتلکون من الشجاعة مایسمح لهم بتحمل مسؤلیة أنفسهم بلا تردد, هؤلاء هم النماذج الناجحة فى مساعدة الأخرین على النجاح .

 

10-المجازفة الإیجابیة :

الإیجابیون یتسمون بقدرات أعلى من حیث حب الإستطلاع والرغبة فى إکتشاف المجهول , وتقبل الغموض, ومن ثم هم أکثر قدلرة على إتخاذ القرارات الإیجابیة الفعالة المحسوبة (عبد الستار إبراهیم ,2011, 392-400).

عینة الدراسة :

تقوم الدراسة الحالیة على طلاب کلیة التربیة جامعة مدینة السادات وتتکون العینة الإٍستطلاعیة من (70) طالب وطالبة وتتکون   العینة الفعلیة للدراسة من مجموعتین المجموعة التجریبیة عددها (20) طالب وطالبة  والمجموعة الضابطة تتکون من (21) طالب وطالبة من طلاب الفرقة الأولى کلیة التربیة شعبة علم النفس.

أدوات الدراسة: قامت الباحثة بإستخدام بعض الأدوات فى الدراسة الحالیة وهى :

1-  مقیاس الشخصیة النرجسیة إعداد الدکتور عبد الرقیب البحیرى

2-  مقیاس التفکیر الإیجابى إعداد الباحثة

3-  البرنامج الإرشادى للتفکیر الإیجابى.

الأسالیب الإحصائیة المستخدمة:  استخدمت الباحثة الأسالیب الإحصائیة المتمثلة فى :

1-  معامل إرتباط بیرسون

2-  معامل ألفا کرونباخ

3-  معامل التجزئة النصفیة

4-  T test 

نتائج الدراسة :

  1-توجد فروق داله إحصائیاً عند مستوى (0,01) بین متوسطات درجات المجموعة التجریبیة    والمجموعة الضابطة فى القیاس البعدی فى الدرجة الکلیة لمقیاس التفکیر الایجابی وفی کل بعد من أبعاده لصالح المجموعة التجریبیة، کما یتضح من الجدول وجود حجم أثر للبرنامج ، وذلک الأثر مرتفع ؛ حیث تراوح حجم الأثر ما بین (0,71 – 0,91) ، وحیث أن جمیع القیم أکثر من (0,20) فإن البرنامج المستخدم ذو کفاءة عالیة.

2- توجد فروق داله إحصائیاً عند مستوى (0,01) بین متوسطات درجات المجموعة التجریبیة فى القیاسین القبلی والبعدی فى الدرجة الکلیة لمقیاس التفکیر الایجابی وفی کل بعد من أبعاده لصالح القیاس البعدی، کما یتضح من الجدول وجود حجم أثر للبرنامج ، وذلک الأثر مرتفع ؛ حیث تراوح حجم الأثر ما بین (0,70 – 0,93) ، وحیث أن جمیع القیم أکثر من (0,20) فإن البرنامج المستخدم ذو کفاءة عالیة.

3- لا توجد فروق داله إحصائیاً بین متوسطات درجات القیاسین البعدی والتتبعی للمجموعة التجریبیة فى الدرجة الکلیة لمقیاس التفکیر الایجابی وفی کل بعد من أبعاده.

4-توجد فروق داله إحصائیاً عند مستوى (0,01) بین متوسطات درجات القیاسین القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة استبیان الشخصیة النرجسیة لصالح القیاس البعدی، کما یتضح من الجدول وجود حجم أثر للبرنامج ، وذلک الأثر مرتفع ؛ حیث جاء حجم الأثر (0,83) ، وحیث أن هذه القیمة أکثر من (0,20) فإن البرنامج المستخدم ذو کفاءة عالیة.

5-توجد فروق داله إحصائیاً عند مستوى (0,01) بین متوسطات درجات القیاسین القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة استبیان الشخصیة النرجسیة لصالح القیاس البعدی، کما یتضح من الجدول وجود حجم أثر للبرنامج ، وذلک الأثر مرتفع ؛ حیث جاء حجم الأثر (0,83) ، وحیث أن هذه القیمة أکثر من (0,20) فإن البرنامج المستخدم ذو کفاءة عالیة.

6-لاتوجد فروق داله إحصائیاً بین متوسطات درجات القیاسین البعدی والتتبعی للمجموعة التجریبیة فى استبیان الشخصیة النرجسیة.

التوصیات  :

1-توصى الباحثة  ببناء برامج إرشادیة تستخدم فى الحد من أعراض الشخصیة النرجسیة مع متغیرات أخرى غیر التفکیر الإیجابى

2 وتوصى بزیادة الإهتمام بدراسات متعلقة بإضطراب الشخصیة النرجسیة بسسب ندرة الدراسات

3-وتوصى بتناول التفکیر الإیجابى مع الشخصیة الإضطهادیة.

4-توصى الباحثة بالإهتمام فى الدراسات المستقبلیة بطلاب الجامعة وذلک لأهمیة هذه المرحلة ولکثرة مایتعرض له الطلاب من مشکلات حیاتیة

1-  توصى الباحثة بإستخدام التفکیر الناقد مع إضطراب الشخصیة النرجسیة

 

المراجع العربیة

1-أمانى سعیدة (2005) : فاعلیة برنامج لتنمیة التفکیر الإیجابى لدى الطالبات المعرضات للضغوط النفسیة , مجلة کلیة التربیة بالإسماعیلیة : جامعة قناة السویس.

2- أمال جودة (2013): النرجسیة وعلاقتها بالرضا عن الحیاة لدى الجامعة بمصر وفلسطین دراسة عبر ثقافة (2013) کلیة دراسات نفسیة – مصر – یولیو – حج 23-ع 3، 2013. (323- 358.

3-أمل الخالدی، کاظم الدفاعى (2017) :الشخصیة النرجسیة وعلاقتها بالتدین النصفی لدى طلبة الجامعة. کلیة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس، العدد (8) 457-485.

4- أنسام بظاظو(2011): برامج علاجیة فى تخفیف حدة إضطراب الشخصیة النرجسیة لدى الراشدین(النظریات والتطبیقات العلاجیة والکلینیکیة)

5-سکوت دبلیو(2003) : " قوة التفکیر الإیجابى فى الأعمال " مکتبة العبیکان , الریاض

6– عماد مخیمر(2006) : علم النفس المرضی القاهرة، مکتبة النهضة المطریة.

7 - عبد الرقیب البحیرى (1987) :الشخصیة النرجسیة دار شرح ضوء التحلیل النفسی، دار المعارف. ط1، کلیة التربیة – جامعة أسیوط.

8-عبد الستار إبراهیم (2011) :عین العقل ؟ دلیل المعالج المعرفى لتنمیة التفکیر العقلانى الإیجابى, القاهرة : مکتبة الأنجلو المصریة

9-علا عبد الرحمن(2013) : " فاعلیة برنامج تدریبى اکساب بعض أبعاد التفکیر الإیجابى لدى المعلمات بریاض الأطفال وتأثیره على جودة الحیاة لدیهن" العلوم التربویة ,ع 4 , مصر

10-عید إبراهیم (1997). النرجسیة وعلاقتها بالاکتئاب لدى الشباب المدفن فی مصر. فی أزمات الشباب النفسیة، القاهرة، مکتبة زهراء الشرق.

11-کریمان بدیر (2006): التعلم الإیجابى وصعوبات التعلم , رؤى نفسیة تربویة معاصرة , عالم الکتب: القاهرة.

 

 

 

 

 

المراجع الأجنبیة:

 

1-     Connel ,Jeremy(2004) : Stress News ,Person Center Counseled in Working with Stress Problems ,Vol.(16)no.(1).

2- Campbell, K. W., Reeder, G., Sedikides, C. & Elliot, A.J. (2001): Narcissism and comparative self-enhancement strategies. Journal of research in personality, Vol. 34, pp-339-347.

3- David L. Rosenhan & Martin E. P. Seligman (1995): Abnormal psychology. 3" Ed, Norton company preew, London.

4- Ellis, H. (1898). Auto- criticism: a Dcychological study. Alienist   

   . Elizabeth Noemi Lima (2007): The association between narcissim and implicit self-esteem. Florida state university, U.A.A.

    5 - Hook. Tarah. Lynn. (2007) the Roolofself.  And Narcissism In psychology. University of Saskatchewan.

                                                                                                            

6-Kornberg, O. (2004) "Aggressivitjy, narcissism and self-destructiveness in the psych other ape relationship. Yale University press.

7-Matsumoto, D. (2009): the Cambridge Dictionary of Psychology. New York: Cambria Unite rsity press.

Powered by

 

8-  Raskin, R. & Terry, H. (1988). Aprincipal- components analysis of the narcissistic Personality. Journal of personal ty and social psychology, 45, 5: 890- 902.

9- Rhodewalt, F., Madrian, J. C. & Cheney, S. (1998): Narcissism, self-knowledge, organization and emotional reactivity " The effects of daily experiences on self-esteem and affect, Journal of personality and social psychology Bulletin, vol. 24, pp. 75-86.

10-Simine Vazire & David C. Funder (2006): Impulsivity and self- defeating behavior of narcissists, university of Califmina, U.S.A. joumal of personality and social psychology review, Vol> 10, pp.153-165)-