النظرية التربوية عند رودولف شتاينر (دراسة تحليلية )"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

في الأونة الأخيرة لاحظنا إتجاة الدولة إلي إفتتاح عدد من المدارس التي تتبني نوع معين من التعليم .مثل المدرسة اليابانية و مدارس المتفوقين التي تهتم بالعلوم و التکنولوجيا و التي تتخذ التعلم عن طريق المشروعات مذهباً في التدريس .هذه المدارس هي تطبيق لنظريات تربوية . و إهتمام الدولة بها يعکس حاجة الدوله و رغبتها في تحسين الواقع التعليمي . و هناک الکثير من الأصوات التي تتعالي ضد إتجاة الدولة لهذه التجارب , مًعتبرتاً أن تطبيق النشاط جزئياً دون النظرية کاملةً , أي تطبيق النظرية في الإعتبارات الإدارية ,الهيکل التنظيمي للمؤسسة ,المعلمين,المناهج , التقييم و التقويم , يُنبأ بعدم نجاح التجربة . إذا تصطدم هذه التجارب بالواقع التعليمي و المنظومة البشرية القائمة علي نظام التعليم في مصر.و إن تجارب مدارس المتفوقيين تزيد من قضبية التعليم و الإهتمام الجزئي بفرع واحد من المعارف و هي العلوم و التکنولوجيا ,متجاهلاً تنمية الإحساس و مواهب الشعر و الموسقي و الأدب ....... [1]. و بتطبيق هذه المشاريع  و الوقوف علي العقبات التي ينتج عنها عدم الإستمرارية يتوصل الکثير إلي قناعة  بأننا نحتاج بعث أخلاقي و روحي لا تطور تکنولوجي فقط. أو تشريعات تربوية فقط .هذا مع واقع أن منظور التفوق العلمي الأن في المجتمع المصري مقصور علي العلوم الطبيعية . و بات التفوق تفوق علمي في العلوم أو الرياضيات متجاهلين العلوم الإنسانية. وغير مدرکين أن الدين الإسلامي نادي بالتربية الکلية ,و أن الفکر الإنساني علي مر التاريخ في حالة من الکر و الفر لفکر التربية الکلية يذهب بعيداُ عنها ثم يعود أدراجه مرة أخري لفکرة التوازن بين العلوم و التناسق بين عناصر المحتوي الکوني . فنجد القراّن الکريم في سورة البلد يجمع بين العلوم الحسية و الروحية في قوله تعالي "ألم نجعل له عينين,و لساناً و شفتين ,و هديناه النجدين "صدق الله العظيم.فأظهر لنا الحواس التي نختبر بها العلوم الحسية ثم تطرق إلي الهُدي الذي هو قُدرة روحية إلهية . و هنا الأية تنقلنا من العالم الحسي للعالم الروحي و نجد أيضاً في سورة النور قوله تعالي"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ کَأَنَّهَا کَوْکَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَکَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَکَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِکُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" لقد تنقلت الأية بالإنسان من العالم الروحي للعالم الحسي .فتظهر مرونة تربوية حتمية في القراّن الکريم في الإنتقال بين العالمين .فنجد قول الدکتور مصطفي محمود (في العلوم ظاهر الحال ,لا يُمثل کل الحقيقة ,فعلوم الکمياء و الکهرباء و الذرة و الإلکترونيات  التي سبقنا فيها الغرب ليست کل العلم و أنما هي علوم الظاهر من أمور الدنيا و قد قال الله تعالي "يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا و هم عن الأخرة هم غافلون[2] "{[3]ونجد الفليسوف أرسطو يشير إلي الإتجاة إلي تربية العقل و الروح في مقولته " لا يوجد تعليم للعقل بدون القلب". و ينادي الفليسوف المصري رشدي راشد بضرورة التناسق بين العلوم و عدم تقسيم العلم إلي شُعب (علمي-أدبي)[4].
أن المجتمعات الإنسانية مرت بعصور متعاقبة من التغييرات الحضارية و الاجتماعية و السياسية و الدينية و الاقتصادية مما جعل کثير من المفکرين و الفلاسفة و التربويين يبحثون علي مر العصور و باختلاف الظروف عن نظريات تربوية تلائم المراحل التي تمر بها مجتمعاتهم و تجابه هذه التغييرات . لذا کانت نظريات المعرفة والتربية مبحث هام جداً لهؤلاء المفکرين. حيث کان الصراع واضح منذ زمن الحضارة اليونانية حتى الوقت الحاضر  بين نظريات مبنية علي العقل المحض وأخري علي الحواس وغيرها مبنية على تنمية النواحي الروحية دون غيرها. کانت هذه النظريات کلها نتاج فلسفة تجابه التغييرات التي تحدث في المجتمعات وتجسد رغبة المفکرين المستمرة للسعي وراء الکمال الإنساني والکمال  المعرفي الذي لن يتحقق إلا بالارتقاء بالتعليم[5].
 
لذلک فإن التربية الکلية المتکاملة هي الحل .و في حقل التنظير التربوي و التعليم البديل هناک ما يسمي مدارس فالدورف أو تعليم فالدورف , و سمي فالدورف تيمناً بمدينة فالدورف في ألمانيا و التي أقيمت فيها أول لنموذج مطبق للنظرية التربوية لردولف شتاينر .
رودولف شتاينر فليسوف ومهندس معماري ,نحات , متصوف نمساوي آمنبتربية الإنسان ککل . و بني نظرية تربوية علي أساس فلسفة الأنثروبوصوفيا و هي فلسفة منبثقة من التصوف الغربي و المثالية الألمانية . و تُسمي أيضاُ "علم طبائع البشر. و يُعرف بأنه  رائدا لمجموعة متنوعة من مجالات التعلم .([6])کما دُعي شتاينير للانضمام مع مجموعة من المتخصصين للمشارکة في تحرير أعمال جوته  Goethe في فايمار، ([7])  کما أسس  الزراعة الحيوية، والطب الروحاني.([8]) أسس بعد ذلک مجلة(Lucifer) شيد المبنى الأول الذي دعي Goethanum و دار نشر أسستها "ماري فون سيفير" زوجته الثانية لنشر کتبه و
 
 
 
 
 
 
 



[1]) أ.و.طوني بيتس:مرجع سابق,ص113


[2]) سورة الروم أية 7


[3] ) مصطفي محمود:الغد المشتعل,دار کتاب اليوم , ط 3 , 1995, ص 8


[4] ) رشدي راشد: في تاريخ العلوم.دراسات فلسفية, ترجمة :حاتم الزغل-بيت الحکمة ,تونس,2005.,قراءة : عبدالله المطيري, جريدة الرياض, الخميس11 محرم 1430هـ - 8 يناير2009م - العدد 14808


[5] ) عدنان عباس علي : الاتجاهات المثالية والمادية في الفلسفة الأوربية (الحلقة الأولى),الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 – ص 16:47 
 


[6]1-Franz Winkler, Man the Bridge between Two Worlds,Harpers&Brothers,p221-225


[7]Rudolf Steiner "Mein Lebensgang "Rudolf Steiner Oline Archive, Auflage 3,2009,p24


[8]Rudolf Steiner “Anthroposophy and the Social Question Essay from "Luzifer Gnosis", 1919, , Anthroposophy, 1927 Vol. II, No.3,

 

                  

 

         کلیة التربیة

        قسم التربیة

 

ملخص بحث من رسالة الماجستیر

 بعنوان

 

" النظریة التربویة عند رودولف شتاینر (دراسة تحلیلیة )"

إعداد الباحثة

هند محمود عبد الستار الجندی

 

 

 

 

 

 

المقدمة

فی الأونة الأخیرة لاحظنا إتجاة الدولة إلی إفتتاح عدد من المدارس التی تتبنی نوع معین من التعلیم .مثل المدرسة الیابانیة و مدارس المتفوقین التی تهتم بالعلوم و التکنولوجیا و التی تتخذ التعلم عن طریق المشروعات مذهباً فی التدریس .هذه المدارس هی تطبیق لنظریات تربویة . و إهتمام الدولة بها یعکس حاجة الدوله و رغبتها فی تحسین الواقع التعلیمی . و هناک الکثیر من الأصوات التی تتعالی ضد إتجاة الدولة لهذه التجارب , مًعتبرتاً أن تطبیق النشاط جزئیاً دون النظریة کاملةً , أی تطبیق النظریة فی الإعتبارات الإداریة ,الهیکل التنظیمی للمؤسسة ,المعلمین,المناهج , التقییم و التقویم , یُنبأ بعدم نجاح التجربة . إذا تصطدم هذه التجارب بالواقع التعلیمی و المنظومة البشریة القائمة علی نظام التعلیم فی مصر.و إن تجارب مدارس المتفوقیین تزید من قضبیة التعلیم و الإهتمام الجزئی بفرع واحد من المعارف و هی العلوم و التکنولوجیا ,متجاهلاً تنمیة الإحساس و مواهب الشعر و الموسقی و الأدب ....... [1]. و بتطبیق هذه المشاریع  و الوقوف علی العقبات التی ینتج عنها عدم الإستمراریة یتوصل الکثیر إلی قناعة  بأننا نحتاج بعث أخلاقی و روحی لا تطور تکنولوجی فقط. أو تشریعات تربویة فقط .هذا مع واقع أن منظور التفوق العلمی الأن فی المجتمع المصری مقصور علی العلوم الطبیعیة . و بات التفوق تفوق علمی فی العلوم أو الریاضیات متجاهلین العلوم الإنسانیة. وغیر مدرکین أن الدین الإسلامی نادی بالتربیة الکلیة ,و أن الفکر الإنسانی علی مر التاریخ فی حالة من الکر و الفر لفکر التربیة الکلیة یذهب بعیداُ عنها ثم یعود أدراجه مرة أخری لفکرة التوازن بین العلوم و التناسق بین عناصر المحتوی الکونی . فنجد القراّن الکریم فی سورة البلد یجمع بین العلوم الحسیة و الروحیة فی قوله تعالی "ألم نجعل له عینین,و لساناً و شفتین ,و هدیناه النجدین "صدق الله العظیم.فأظهر لنا الحواس التی نختبر بها العلوم الحسیة ثم تطرق إلی الهُدی الذی هو قُدرة روحیة إلهیة . و هنا الأیة تنقلنا من العالم الحسی للعالم الروحی و نجد أیضاً فی سورة النور قوله تعالی"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکَاةٍ فِیهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِی زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ کَأَنَّهَا کَوْکَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَکَةٍ زَیْتُونَةٍ لَا شَرْقِیَّةٍ وَلَا غَرْبِیَّةٍ یَکَادُ زَیْتُهَا یُضِیءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشَاءُ ۚ وَیَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ" لقد تنقلت الأیة بالإنسان من العالم الروحی للعالم الحسی .فتظهر مرونة تربویة حتمیة فی القراّن الکریم فی الإنتقال بین العالمین .فنجد قول الدکتور مصطفی محمود (فی العلوم ظاهر الحال ,لا یُمثل کل الحقیقة ,فعلوم الکمیاء و الکهرباء و الذرة و الإلکترونیات  التی سبقنا فیها الغرب لیست کل العلم و أنما هی علوم الظاهر من أمور الدنیا و قد قال الله تعالی "یعلمون ظاهرا من الحیاة الدنیا و هم عن الأخرة هم غافلون[2] "{[3]ونجد الفلیسوف أرسطو یشیر إلی الإتجاة إلی تربیة العقل و الروح فی مقولته " لا یوجد تعلیم للعقل بدون القلب". و ینادی الفلیسوف المصری رشدی راشد بضرورة التناسق بین العلوم و عدم تقسیم العلم إلی شُعب (علمی-أدبی)[4].

أن المجتمعات الإنسانیة مرت بعصور متعاقبة من التغییرات الحضاریة و الاجتماعیة و السیاسیة و الدینیة و الاقتصادیة مما جعل کثیر من المفکرین و الفلاسفة و التربویین یبحثون علی مر العصور و باختلاف الظروف عن نظریات تربویة تلائم المراحل التی تمر بها مجتمعاتهم و تجابه هذه التغییرات . لذا کانت نظریات المعرفة والتربیة مبحث هام جداً لهؤلاء المفکرین. حیث کان الصراع واضح منذ زمن الحضارة الیونانیة حتى الوقت الحاضر  بین نظریات مبنیة علی العقل المحض وأخری علی الحواس وغیرها مبنیة على تنمیة النواحی الروحیة دون غیرها. کانت هذه النظریات کلها نتاج فلسفة تجابه التغییرات التی تحدث فی المجتمعات وتجسد رغبة المفکرین المستمرة للسعی وراء الکمال الإنسانی والکمال  المعرفی الذی لن یتحقق إلا بالارتقاء بالتعلیم[5].

 

لذلک فإن التربیة الکلیة المتکاملة هی الحل .و فی حقل التنظیر التربوی و التعلیم البدیل هناک ما یسمی مدارس فالدورف أو تعلیم فالدورف , و سمی فالدورف تیمناً بمدینة فالدورف فی ألمانیا و التی أقیمت فیها أول لنموذج مطبق للنظریة التربویة لردولف شتاینر .

رودولف شتاینر فلیسوف ومهندس معماری ,نحات , متصوف نمساوی آمنبتربیة الإنسان ککل . و بنی نظریة تربویة علی أساس فلسفة الأنثروبوصوفیا و هی فلسفة منبثقة من التصوف الغربی و المثالیة الألمانیة . و تُسمی أیضاُ "علم طبائع البشر. و یُعرف بأنه  رائدا لمجموعة متنوعة من مجالات التعلم .([6])کما دُعی شتاینیر للانضمام مع مجموعة من المتخصصین للمشارکة فی تحریر أعمال جوته  Goethe فی فایمار، ([7])  کما أسس  الزراعة الحیویة، والطب الروحانی.([8]) أسس بعد ذلک مجلة(Lucifer) شید المبنى الأول الذی دعی Goethanum و دار نشر أسستها "ماری فون سیفیر" زوجته الثانیة لنشر کتبه و

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محاضراته.([9]) فی أواخر عام 1910 کان شتاینر یعمل مع مجموعة من الاطباء لوضع نهج جدید فی مجال الطب وخاصة لخلق نظام تعلیمی علاجی خاص بذوی الإحتیاجات الخاصة  (.([10] کما أسس نهج جدید للتعبیر الفنی، أو ما یعرف بـ "تشکیل الکلام" والدراما، الذی تناوله مایکل تشیخوف وعمل على تطویره، لیصبح معروفا الیوم تحت عنوان "أسلوب تشیخوف فی التمثیل"، کما أسهم فی مجالات  متنوعة لتطویر الإنسانیة. ([11]) کما دعی إلی ما یسمی بالفردیة الأخلاقیة و التی علی أساسها وضع مبادیء للتربیة الحرة للأطفال و نتج عنه قناعته لفصل الطلاب عن التأثیر الإعلامی و الدوجما الفکریة .وتتألف کتبه من 170 کتابًا ونصوصًا منشورة لما یقرب من 6000 محاضرة، حیث یقول عن الفن، العلوم، المعرفة، الحضارة، الفلسفة، الصوفیة، الروح، الاجتماع، الاقتصاد والتعلیم، منذ وفاته، أکثر من 1100 مدرسة فی جمیع أنحاء العالم على المبادئ التعلیمیة لشتاینر، بالإضافة للعدید من المدارس لذوی الاحتیاجات الخاصة، وهناک أیضًا مئات من المزارع (الحیویة) التی تستفید من رؤى شتاینر الزراعیة، والعدید من المزارع التی تتبنى أفکار شتاینر فی مجال البیئة والأغذیة العضویة.

وتأسیس مدارس ومعاهد لطرق التدریس المبتکرة مثل الأوریثمی Eurythmy، أنشطة مستمرة حتى الآن للجمعیة الروحیة الأنثروبوصوفیا، مواقع إلکترونیة، مؤسسات صحفیة باسم شتاینر، وأخرى باسم الأنثروبوصوفیا، بالإضافة إلى عیادة ویتاویجمان، ومجتمع کامب هیل، ومستشفیات تستخدم طب الأنثروبوصوفیا، هناک أیضًا أنشطة ثقافیة فی الجوتینایوم فی سویسرا([12])، بالإضافة لـ(قطار شتاینر) الذی ینطلق فی رحلة عبر المدن الألمانیة التی وُلد فیها وعمل بها شتاینر فی جولة سیاحیة تثقیفیة([13])، بالإضافة إلى تأسیس حرکة مبنیة على مفاهیم شتاینر فیلسوف الإنسانیة([14]

مدارس فالدورف :- حاول رودولف شتاینر البحث عن منهاج تعلیمی بعید عن التلقین والاعادة وبحث عن افکار لتطویر مهارات الطفل الروحیة والجسدیة والعقلیة بحیث یستطیع ان یصل الى المعلومة عبر المحاکمة لا عبر التلقین. یبدأ الطلاب صباحهم بالغناء والعزف على الفلوت.مع ترانیم دینیة لا تتبع مدارس فالدورف نظام الحصص، بل یتم تدریس موضوع ما لفترة تستمر أسبوعین أو ثلاثة أسابیع، حتى ینتهی هذا الموضوع تمامًا، ویتیح طول الفترة المتاحة للتدریس أن یتناول المعلم مع تلامیذه الموضوع من جمیع جهاته المعرفیة عن طریق الرسم والنحت والحکایة والموسیقا والغناء والمسرح وحتى الرقص والریاضة والاعمال الیدویة ( حیاکة، نجارة، وحدادة فی المراحل المتقدمة) والمواد التعلیمیة متداخلة جدا مع الفن والاسطورة والرحلات فی الطبیعة.

و بالبحث عن جودة المنتج  فإن مدارس فالدورف التی إنبثقت من الفکر الفلسفی للفلیسوف النمساوی رودلف شتاینر تخرج منها الکثیر من المشاهیر فی جمیع المجالات[15] . و لم یکن نجاح التطبیق فقط هو الحافز و لکن أیضاً تنوع البیئات التی تم التطبیق فیها حتی وصلت إلی مصر عن طریق مدارس سیکم .و لکن زخم الشخصیة الفکری و زخارة و تنوع الإنتاج  الفلسفی ,الأدبی و المعرفی . فلم یکن فقط

و بنی شتاینر فلسفته التعلیمیة علی عدة محاور:

-          مفهوم شتاینر للإنسان (ثلاثیة الإنسان –رباعیة البنیة الإنسانیة -سباعیة النمو)

-          نظریة شتاینر الإجتماعیة

-          الثلاثیة الثقافیة (العلوم، والدین والفن)

-          المعرفة الکلیة

-          فلسفة الحریة و الفردیة الأخلاقیة

-          اللامرکزیة فی التعلیم

یشیر شتاینر عند تعامل المعلمین مع عدد کبیر من الأطفال فعلینا تصنیف مثلاً الأطفال الذین یهتمون بأشیاء عدیدة و متنوعة و لکن لوقت قصیر  بأنهم ذات المزاج (الدموی)أی الناری . و الأطفال المتقوقعین علی ذات النشاط الداخلی هم أصحاب المزاج (السوداوی )الترابی,فهم نشطون و مشغولون بکیانهم الداخلی . و لذلک تناول شتاینر الخصائص النفسیة الناتجة عن التغییرات النفسیة و التکونیة لجسم الإنسان و ذلک لأهمیتها التربویة فی مراعاة المرحلة و طبیعتها بالنسبة للطفل . ووجه شتاینر معلمی فالدورف للدراسة المتفحصة لهذا الجانب  الهام  و مراعاة هذه التغییرات. و لذلک تناول شتاینر الخصائص النفسیة الناتجة عن التغییرات النفسیة و التکونیة لجسم الإنسان و ذلک لأهمیتها التربویة فی مراعاة المرحلة و طبیعتها بالنسبة للطفل . ووجه شتاینر معلمی فالدورف للدراسة المتفحصة لهذا الجانب  الهام  و مراعاة هذه التغییرات ولقد قسم هذه التغیییرات إلی ما یسمی سُباعیة شتاینر.إذ قسم نمو الإنسان إلی سبع مراجل من النمو , مدة کل مرحلة 7 سنوات .

-          السبع سنوات الأولی ربطها بالقمر . وخلال هذه الفترة، تعمل القوى النفسیة على تحویل جسد الطفل من طفل ورث من الوالدین، إلى شخص یمثل شخصیة الطفل الکاملة.

-          وترتبط السنوات السبع الثانیة (7-14 سنة) بعطارد. فی هذا الوقت، خیال الطفل والشعور بالحیاة یأخذ مرکز الصدارة.

-          وترتبط السنوات السبع الثالثة (14-21 سنة) مع کوکب الزهرة، وخلال هذه الفترة تتنامی جذور العقل المراهق، ویمکن أن تنزعج التنمیة النفسیة من قبل الدوافع القویة للبلوغ.

-          ترتبط المراحل الثلاث التالیة مع الشمس (21-42 سنة)، ویظهر فیها الروح الملهمة، والروح الفکریة، والنفس الواعیة. [16]

-          و یرتبط الجزء التالی من سبع سنوات مع المریخ (42-49 سنة)، عندما تعمل الروح بجد داخل شخصیة الفرد فی هذا الوقت، والروح لدیه الفرصة لحالة أعلى من الوعی تسمی روح الذات.

-          ترتبط السبع سنوات التالیة بالمشتری حیث بزوغ الحکمة و ترید الأنا أن تستکشف روح العالم .

-          وترتبط فترة السبع سنوات الأخیرة مع زحل (56-63 سنة) عندما یکمل زحل دورته"العودة" الثانیة (على سبیل المثال یعود إلى موقفه عند ولادة الشخص)، والروح یمکن أن تظهر کأعلى عنصر من الذات تدعی روح الإنسان. [17]

-          ثلاثیة شتاینر (Man Three Fold)

-          کما تناولنا فی الفصل الثالث الأساس الذی بنی علیه رودولف شتاینر  النظریة الثلاثیة  وأنه إستمد هذا المفهوم من علم السیمئیات فی  الإنجیل .التی مزجها مع  مفهومه عن البنیة الرباعیة لجسم الإنسان و الأمزجة الأربعة

-          و یفترض رودولف شتاینر ثلاثیة هی أساس تنمیة الکائن البشری (البنیة الثلاثیة للإنسان) .و یقسمه وفقا ل "الهیئات" أو الصفات الأولیة، بل بالأحرى وظیفیا وفقا للوظائف الفلسفیة الأساسیة الثلاث:والتفکیر، والشعور والإرادة. و هو یربط هذه النظرة الفلسفیة  بثلاثة مناطق فی الجسم مختلفة و ثلاث عملیات فسیولوجیة مختلفة .فهی رؤیة أکثر دینامیکیة للکائن الحی وروحه. شتاینر یمیز بین القطب العلوی الجهاز  العصبی (الفکر)، والتی هو موضعه فی منطقة الرأسhead ،  و الأطراف التی یتمثل فیها (الإرادة )Willفی الأطراف الجسدیة من الذراعین والساقین. و المنطقة  فی الوسط بین الرأس و الأطراف ،و هو التنفس الإیقاعی وأنظمة الدورة الدمویة.وتقع هذه فی منتصف الجسم، فی منطقة الصدرالذی یمثل (الشعور)heart ،و هی الثلاثیة التی إنتهجتها نظریات التربیة الکلیة المسماه فی النظریات الحدیثة ب)3Hhead-heart-hands)[18].[19]و لتوفیر المواءمة و التوازن فإن  الفکر و الخیال و التصور ، تقوم على الحواس والأعصاب التی تتمحور داخل الدماغ. بینما الجانب المعاکس هو نظام الأعضاء الأیضیة،حیث الإرادة نشطة جنبا إلى جنب مع الرغبات والغرائز.العملیات الإیقاعیة، وخاصة الدورة الدمویة والتنفس، توسط بین هذه القطبین، فیکمن الإحساس و الشعور  بین الخیال و الارادة. معا تشکل هذه النظام الإیقاعی فی أجهزة منطقة الصدر.من خلال استنشاق وزفیر الرئتین وتشدید والاسترخاء فی القلب توازن بین المیل  للهدوء من العقل مع توافق حرکة الهضم والحرکة یتم تحقیق التوازن بین الثلاث أجهزة . تماما کما فعل مع رباعیة بنیة جسم الإنسان (الأنا-الجسم المادی –الجسم الأثیری- الجسم النجمی)، و لإحداث التوازن بین الأبنیة الثلاثیة  یفترض شتاینر الترابط بین المجالات الوظیفیة  النفسیة الثلاثة.هذه المجالات الوظیفیة الثلاثة تؤدی أیضا إلى علاقة ثلاثیة بین الإنسان والبیئة: من خلال الأعصاب والحواس ینظر إلى البیئة فی شکل غیر مادی من التصور.و من خلال عملیة التنفس یشکل جزء من البیئة . لأن جمیع البشر تحتل نفس الفضاء ,نتنفس نفس الهواء، وهذا یؤدی إلى التجربة العاطفیة والاجتماعیة. و من خلال نظام الأیض تصبح علاقة الإنسان و البیئة أکثر أهمیة لأن الکائن الحی یستقبل المواد الخام من خلال طعامه؛ و یدخل الرجل فی علاقةسیطرة علی  البیئة. و لذلک فإن أطفال فالدورف دائماً ما یمارسون الأنشطة فی الطبیعة و الحدیقة المدرسیة مع إعطاء التعلیم شعور بالإنطلاق

-          و تنعکس أیضاً ثلاثیة شتاینر بالمجالات الثلاثة الرئیسیة للثقافة البشریة -و هی العلوم، والدین والفن[20] - کل ذلک یعکس هذه اللاثیة ،و إنعکس ذلک فی النظام الإجتماعی الثلاثی لشتاینر (The Threefold Social Organism) الذی ینظم الحیاة الإجتماعیة و یعکس سیطرة الإنسان علی العالم  و هی  النظام  القانونی والسیاسی و الإقتصادی, کما سبق أن تحدثنا عنه فی الجزء الخاص بتطبیقات الفلسفة  .[21]

إنطلاقاً من هذه النظریة الثلاثیة و البنیة الرباعیة و الدوائر النمو السباعیة أسس أنثروبوصوفیا التعلیم و التی علی أساسها بُنی تعلیم فالدورف و إنتشر فی کل أنحاء العالم و أصبحت الرموز التی تمثل الأربع أقطاب أو الثلاثة أو السابعة منتشرة فی کل مدارس فالدورف مثل رمز مدرسة سیکم فی مصر . و  شعار  جامعة هیلیوبولس .

مفهوم التعلیم عند شتاینر

-          بدایات شتاینر الطبیعیة جعل عقائده الأساسیة تبدو کتجدید لأراء جان جاک روسو  للوهلة الأولى, و خاصة فیما یتعلق بالنمو .ولکن على النقیض من المسارات التی اتخذها المعاصرون مثل دیوی ومونتسوری ، من خلال تأسیس تعلیمهم الجدید على الأفکار التجریبیة لعلم نفس الطفل ، شتاینر و ضع خطة للتعلیم  مأخوذ بالکامل من الأنثروبولوجیا الکونیة الروحیة:"إذا کنا ترید أن ندرک طبیعة الإنسان المتطور ، یجب علیناتبدأ من خلال النظر فی الطبیعة البشریة الخفیة على هذا النحو فالإنسان صورة مصغرة من الکون , کل القوى والأفکار فی الکون تعمل  فی کیانه." [22]

-          وفقا لشتاینر أن کل فترة من الفترات السبع الأولى تتطلب شکلاً مختلفًا العلاقة التربویةو یقود هذه العلاقة  المعلم. فی فترة السنوات السبع الأولى ، یکون المعلم هو "النموذج" ، فی الفترة الثانیة یکون المعلم  "السلطة" أو زعیم الطفل، وفی الفترة الثالثة یصبح المعلم بمثابة "المتخصص'".

-          و لقد وجه شتاینر المعلمین بمراعاة الأمزجة الأربعة و فی أول سنوات الدراسة تکون مهمة تعلیم فالدورف هو  مواجهة الطفل مع 'مرآة' تعکس مزاجه الخاص به ,

-          و یری أن المعلم الجید هو من یتعامل مع مزاج الطفل کإلهام و لیس کعائق  "یجب أن نتوقع دائما ما هو موجود ولیس ما هو غیر موجود" فهو یدعو المعلم معالجة واضحة لمزاج الطفل بدلا من مجرد محاولةلتحقیق التوازن بشکل مصطنع.[23]

-          إدخال الفن فی تدریس جمیع المواد الدراسیة عامل أساسی لتعلیم شتاینر .

-          تطویر الحواس من خلال التقلید. ثم یطور الخیال الجرافیکی الحواس الداخلیة. الفکر المستقل یطور العقل والتأمل الذاتی یؤدی إلى الأفکار العالمیة.

-          المهام المرکزیة للتعلیم  القائم على الطفل هی الرعایة التنمویة وتقویة الشخص الجسدی

-          "النمو" النفسی والفکری وتوازن المواءمة من جانب واحد من جانب مزاجه فی سیاق مفهوم المصغرة ، یدعم التعلیم  النمو وتحقیق التوازن من عدم التوازن.

-          طبقاً لمفهوم شتاینر عن التعلیم فالمعلم مثل بستانی و معالج . یصبح المعلم ککاهن و زعیم روحانی .[24]

-          إن تحدید الکلیات الثلاث کأهمیة فی السیاق التربوی یسبق شتاینر فیها  سلفه من الفلاسفة منهم: التربوی السویسری والمصلح التعلیمی یوهان هاینریش Pestalozzi (1827-1746)- (وضع ترکیزًا کبیرًا على تحقیق التوازن بین "الرأس والقلب والیدین" فی التعلیم المدرسی. بهذه الطریقة عکف کل من Pestalozzi و Steiner على الجذور الکلاسیکیة لفلسفتهما من أجل الجانب الثلاثی الأبعاد , الذی کان قد تم تحدیده فی الأصل مع ثلاثة فضائل أفلاطونیة للحقیقة والجمال والخیر. و أکدته التعالیم الباطنیة المسیحیة, کما نجد جذور لهذه الثلاثیة فی  فلسفة کانط (1724-1804) فیما یسمی نقد العقل الخالص نجد نقدات کانط الثلاثة مع الفضائل: إن نقد العقل الصافی یتعلق بفضیلة الحقیقة وتتماشى مع التفکیر والرأس. نقد العقل العملی معنی مسائل الأخلاق ، الخیر ، بینما  طبیعة الإرادة ؛ ونقد الحکم معنی بمسائل  الجمال والجمال یرتبط بالقلب.[25]

-          یتم تطبیق الفضائل الثلاث للحقیقة والجمال والخیر فی تعلیم شتاینر کزخارف رائدة فی المراحل الثلاث  الحافز على الطفولة المبکرة ، عندما یکون الأطفال الصغار نشیطین جدًا فی الأطراف فی لعبهم غالبا ما یستمتع الأطفال بتقلید أنشطة الکبار. لکن الأطفال أیضا یقلدون الصفات الداخلیة للبالغین الذین یعتنون بهم و یمتصون   القیم الأخلاقیة لمعلمیهم وأولیاء أمورهم دون وعی ؛ إنهم یتغذون من البیئات "الأصلیة" حیث تزرع "الخیر" بوعی. [26]  

-          یتعرف الطفل الصغیر جداً قبل سن المدرسة على العالم وغیره من خلال النشاط البدنی والحسی. هذه طریقة فوریة ، تشارکیة فی المعرفة ، والتی من خلالها الطفل ، وقبل کل شیء من خلال التقلید والمضاهاة واللعب ، یأتی إلى معرفة وجعل العالم الخاص به .

-          الجمال هو الفکرة الأساسیة للتعلیم الابتدائی وخلال هذه المرحلة تلعب الفنون دورًا مهمًا بشکل خاص فی التعلیم الجمالی لأعضاء هیئة التدریس. یتم إیلاء اهتمام خاص لجمال اللون والشکل والتوازن والنبرة واللحن والانسجام والحرکة التی تعبر عن صفات القلب.

-          المهمة الأساسیة خلال هذه السنوات هی تثقیف وتغذیة القوى الخلاقة للطفل. هذه القدرة الحیویة  القادرة على صنع الصورة التی تعطی الحیاة والبصیرة للتفکیر المنطقی والمفاهیمی ،

-          الفکرة الثالثة للحقیقة هی الأکثر قابلیة للتطبیق فی المدرسة الثانویة عندما یکون الطلاب مستعدین للانخراط فی التفکیر الفکری الصارم ودمج التصورات الداخلیة والخارجیة المتنوعة بطریقة تمکنهم من البدء فی تمییز الحقیقة فی أنفسهم.یتطلع المراهقون إلى اکتشاف أن العالم یقوم على الحقیقة. وبالتالی ، فإن التعلیم فی هذه السنوات یعنى بالدرجة الأولى بالتدریب على التفکیر. لا یقصد من المعرفة تحمیل العقل ما لا یطیق  ولکن لتغذیة وتحفیز نشاط الفکر .[27]

-           

-          یشکل التعلیم المدرسی الذی یتوسط  الروضة والتعلیم الابتدائی بتلبیة المیول النشیطة (عنصر الإرادة) للأطفال الصغار ، و یضمن  مزید من التطورات فی هذا المجال فی المرحلة  الإعدادیة التالیة والمدرسة الثانویة. بطریقة مماثلة  یتم الحفاظ على العناصر الخیالیة القویة  التی تًشبع و تسمو بالروح ، مع توسیع نطاق تفکیر المراهق فی مساره الخاص باعتباره مسارًا صحیحًا وصحیاً لاستکشاف العالم المعرفی من خلال التطویر الشامل للتفکیر التحلیلی والمنطقی. تعمل  الکلیات الثلاث جنبا إلى جنب ککل وکل منها یخضع لنمو کبیر وتغییر کبیر فی جمیع المراحل. فمثلا،على الرغم من أن فترة الطفولة المبکرة تتمیز بالطبیعة النشطة القویة للأطفال الصغار ، فمن الواضح أن تطوراً کبیراً فی مجالات الشعور والتفکیر یحدث أیضاً فی هذا الوقت.[28]

-          و أخیر إبتکر شتاینر ما یسمی " التدریس الإقتصادی" الذی ینادی من خلاله أن لا یُحمل الطفل ما لا یطیق من المعرفة و المواد المُثقلة بالکم المعرفی دون جدوی منه .[29]

-          الإدارة و الحکم الذاتی (اللامرکزیة فی التعلیم )

-          -مدرسة فالدورف "مدرسة موحدة" بمعنى أنها سعت لتلبیة متطلبات "الإنسان الکلی".[30]عندما طلب مولت من شتاینر تأسیس مدرسة .إشترط شتاینر أن تکون مستقلة من السیطرة على الدولة وتدار ذاتیا. قائلاً فی إجتماعاته  "المدرسة لابد أن تکون  إدارة خاصة بهم على أساس جمهوری ولن تدار من فوق. یجب أن لا نتراجع . یجب أن نکون جمهوریة المعلمین المعنین بإدارة المدرسة .مما یمکنا من أن نجد  فی أنفسنا القوة التی ستمکننا من القیام بما یتعین علینا القیام به مع المسؤولیة الکاملة. "[31]من هذه العبارات تظهر ثلاثة مبادئ حول الإدارة الذاتیة:

-          -  یجب أن تکون المدارس خالیة من سیطرة الدولة کجزء من الخدمة المجانیة الحیاة الثقافیة

-          - یجب أن یشارک المعلمون فی إدارة المدرسة وفی صنع القرار ،

-          - لذلک کان لدى مدارس فالدورف شکل اجتماعی غیر هرمی فی کان على الأفراد أن یعملوا على علاقاتهم وتجاربهم العمل فی القوى الاجتماعیة والمعاشیة الاجتماعیة.

-          مدرسة فالدورف الأولی

-          تعتبر مدارس فالدورف أول تطبیق للنظریة الإجتماعیة لرودولف شتاینر  و الذی نادی من خلالها بالحریة (الثقافة ),المساواة (الحقوق)و الإخاء (الإقتصاد) [32]. و  یأتی التعلیم فی مجال الثقافة . وهو ینادی بتحدیث التعلیم و المحتوى فی المدارس العلیا من خلال "أفکار النظرة العلمیة، التی أُکتسبت  کبدیل للمعتقدات الدینیة بین عامی 1906 و 1909.[33] و لقد سعی لتطبیق نظریته الثلاثیة حتی فی الإدارة و الهیکل التنظیمی. و لقد تم تأسیس مدرسة فالدورف بطلب من إیمیل مولت Emile Molt  مدیر مصنع السجائر فی شتوتجارت  عام 1919 رغبةً منه فی إعطاء أبناء العمال فرصة تعلیمیة مناسبة علی قدر من المساواة مع أبناء الطبقة الغنیة .

-           وترتبط حرکة المدرسة مع التنمیة البشریة لتشکل الدائرة الدینامیکیة للتنمیة المستدامة . لذلک أضاف قائلاً

الإیقاع  العام لمدرسة فالدورف :

إن  تعلیم Waldorf مبنی على فکرة تطویر الأطفال خلال مراحل من سبع سنوات لکل مرحلة یستکشف الطفل بها  العالم بشکل مختلف .یتناول المنهج الأطفال فی المقام الأول من خلال حواسهم ، وخیالهم ، وأجسامهم. یتم تدریس الکتابة من خلال سرد القصص والرسم من الصور ، والریاضیات یستخدم فن الحرکة و الأیروثمی فی تعلیم المبادیء الأساسیة فی الریاضیات کالأشکال الهندسیة .یستخدم التعلیم فن   الإیقاع والحرکة. فی مدارس والدورف ، الذی من خلاله یتم تحفیز العقل بشکل مباشر ، على مدار الیوم والسنة ، هو عنصر هیکلی هام فی تعلیم والدورف.

الدائرة الصباحیة :

إنها العلامة الممیزة لمجتمعات و مدارس فالدور ف و هی و قوف جمیع العاملین و المعلمین و المدیرین و الطلاب فی حلقة دائریة کبیرة صباحاً . و بعد إنتهاء العمل  بعد الساعة الرابعة : و لکن لماذا الدائرة :

طبقاً للفلسفة شتاینر و المیل لربط الرمز بالمفهوم فإن الدائرة ترمز لعددة مفاهیم :

1-      المساواة :فإن کل النقاط علی الدائرة علی مسافة متساویة مع المرکز .النصف قطر .

2-      الإخاء :کل نقطة علی الدائرة تری بوضوح کل النقاط  الأخری علی الدائره کلها .

3-      الحریة :إن سطح الکرة یعطی مجالاً للتحرک فی جمیع الإتجاهات و لأعلی و لأسفل .

إذن فإن مفهوم الدائرة یشمل القیم الإجتماعیة الثلاث للنظام الإحتماعی الثلاث قوی .

 

إختیار توقیت الدائرة :

الثامنة صباحاً و الرابعة مساءاً (الأوقات لتی تکون أشعة الشمس بها غیر ضارة )[34]

-          یبدأ  تدریس المنهج دائماً بدرس رئیسی طویل ، یتم تناول الدرس علی مدی إسبوعین إلی أربعة أسابیع . یم تناول الدرس و ممارسة فی جمیع الأنشطة :الرسم –النحت , الأیروثمی,الموسیقی , الرحلات الحقلیة Field Trip.[35]

-          الأیوریثمیEurythmie فن الحرکة (فن  تعلیمی إبتکره شتاینر)

-          أسس رودولف شتاینر فن الأویرثمی منذ 100 عام , و هو یُعرف بفن الحرکة .فلقد آمن شتاینر بأن الحرکة هی سمة کونیة , و بأنها الحیاة , خارج الشخص و داخله . سواء أن کانت حرکة فی الفراغ , حرکة فردیة أو جماعیة  .فذرات الکون فی حرکة, أعضاء الجسم فی حرکة ,ضخ الدم فی جسم الإنسان فی حالة حرکة مستمرة . فهی سعی الإنسان ,طموحه ما بین الصعود و الهبوط  ,آلالام النفس ما بین القوة و الضعف .و الحرکة البینیة بین أنماطها و تنقلاتها بین النفس الأمارة بالسوء ,النفس اللوامة و النفس المطمئنة . و إنفعالاتها ما  بین الولع , التوق و الإشتیاق . أو الضجر, الضیق و الکآبة . الهدوء و السکون أو الإنفعال و الغضب . و حرکة الروح و تجلیاتها للعوالم العلیا.و لذلک إبتکر فناً یعتبر المارکة المسجلة لتعلیم فالدورف . فهو لیس رقص بالمعنی المعتاد و لکن هو  فن یحول اللغة المنطوقة إلی مرئیة .الموسیقی إلی مرئیة و من خلال حرکات الأطفال و إیماءاتهم الجسمانیة یتم التعبیر إما عن مدلول الحرف أو النغمة ,أو  عن حرکة الحروف  و شکلها . و یستخدم الیورثمی أیضاً کعلاج و تأهیل نفسی . إن جمیع المواد تستخدم الیورثمی کطرق تدریس و نشاط .إلی جانب إستخدامه کطرق تدریس , کعلاج. یُستخدم الیورثمی  کفن مستقل یربط بین الثلاثیة الإنسانیة ( الإرادة الإنسانیة و الشعور و التفکیر )و الروح .

طرق التدریس :

طرق التدریس فی فالدورف مختلفة و مبتکرة, تنفرد بها مدارس فالدورف . و لقد قدم شتاینر شرح واف للطرق المقترحة أثناء تدریب المعلمین ,مثال تعلیم اللغات (الشکل و الروح )لقد أشار أن اللغة عبارة عن حروف متحرکة و ساکنة الأولی ترتبط بروح الکلمة و الشعور التی تحتویه الکلمة  و الأخر یربط مدلول الکلمة بشکلها :مثال  الحرف Bفیمکن للمعلم تصویره للطفل بهذه الطریقة :

مبادی شتاینر للتعلیم  القبل المدرسی

المبدأ الأول :فردیة الطفل

"کل طفل هو متعلم مختص من الولادة یمکن أن یکون مرنًا وقادرًا وواثقًا واثقًا ذاتیًا. ترکز الالتزامات على التنمیة. إدراجه؛ سلامة؛ والصحة والرفاهیة"[36]و هذا المبدأ مأخوذ من  محاضرات شتاینر للمعلمین ,التی أبدی من خلالها إهتمامه البالغ بمرحلة ما قبل المدرسة

-          منظور شتاینر  " و لقد أشار شتاینر فی محاضراتة للمعلمین قائلاً:""نحن لا نعلم الطفل لسن الطفولة ، فنحن نعلمه من أجل وجوده الأرضی بأکمله".[37]

2-المبدأ الثانی EYFS: 2. العلاقات الإیجابیة

"یتعلم الأطفال أن یکونوا أقویاء ومستقلین عن أساس علاقات محبة وآمنة مع الوالدین و ترکز الالتزامات حول الاحترام ؛ الشراکة مع الآباء  مع دعم التعلم ودور الأقران [38] .

-          منظور شتاینر:

"هناک ثلاث فضائل أساسیة یجب أن نطورها فی الطفل: الامتنان والحب والمسؤولیة. هذه الفضائل الثلاث هی الأساس الذی تبنى علیه الحیاة الاجتماعیة بأکملها[39] "

-          دور المدرسة :

تُمکّن مدارس شتاینر والدورف لریاض الأطفال من الإنتماء إلی  مجموعات عائلیة مختلطة العمر ، تتراوح أعمارهم بین ثلاث إلى ست سنوات. یتم تشجیع الأطفال على المشارکة والعمل معاً ورعایة بعضهم البعض واحترام احتیاجات الآخرین. یتم تشکیل سلوک الأطفال من خلال ما یحیط بهم .

-          دور المعلم :یتعامل المعلمون بودیة و لطف مع الأطفال . مع إکستبهم الثقة فی مُعلمیهم و الوالدین .تنمی المدرسة الإحساس و تربی داخله الحدس الأخلاقی بشکل تدریجی عن طریق القصص الخیالیة التقلیدیة وقصص الطبیعة.یتحلی  التسامح والصبر وفی حالات السلوک الصعب ، یعالج السلوک ولیس الطفل.

-          بیئة العمل :یعمل الممارس (العامل الرئیسی) وغیرهم من المساعدین کفریق ، مما یوفر بیئة عائلیة بعیدًا عن المنزل. یتم إجراء اتصالات قویة مع عائلة الطفل / مقدمی الرعایة والمحافظة علیها ، ویتم بناء جسر بین المنزل والمدرسة.

المبدأ الثالث: مبدأ EYFS: 3. البیئات التمکینیة

"تلعب البیئة دوراً أساسیاً فی دعم وتوسیع تنمیة الأطفال وتعلمهم. ترکز الالتزامات على الملاحظة والتقییم والتخطیط. یقدم المعلم الدعم لکل طفل ؛ ملائمة بیئة التعلم - الانتقالات والاستمراریة والعمل متعدد الأوجة[40].

-          منظور شتاینر:

"لکی تصبح معلمین حقیقیین ، فإن الشیء الأساسی هو أن نکون قادرین على رؤیة العنصر الجمالی بحق فی العمل ، لتحقیق جودة فنیة فی مهامنا ، مثل إنشاء مواد اللعب." [41]

-          دور المدرسة : یتم تشجیع الأطفال على تقدیر العالم الطبیعی من أجل مساعدتهم على تقدیر ذاتهم . و معرفة الفرق بین فصول السنة .مساعدتهم علی ملاحظة جمال الطبیعة والنباتات والحشرات والحیوانات مع تحفیو مشاعر التعجب و الحذر.

-          الأهداف : عندما یصنع الأطفال ألعابًا من صوف الأغنام والخشب والشعر والقطن والمواد الطبیعیة الأخرى ، یتعلمون عن أصل هذه المواد. من خلال البستنة العضویة وإعادة التدویر والعنایة ببیئتنا المباشرة ، فإننا نخلق أساسًا للعنایة بعالمنا والآخرین وأنفسنا. تعلم کیفیة استخدام الأدوات بطریقة آمنة وملائمة.

-          دور المعلم :استخدام المواد الطبیعیة فی اللعب والحرف یشجع على التواصل مع العالم الطبیعی.  مع مساعدة الطفل علی وضع أسس احترام البیئة وکل ما توفره. یعطی الطالب ما یًسمی بالمهام المنزلیة  التی تعُد فرصًا للتجارب الأولیة للعلوم والعناصر الأربعة(الماء –انار-التراب-الهواء ). یتم تشجیع الأطفال على رعایة معدات ریاض الأطفال ، وأثاث وألعاب خشبیة مصنوعة من الصنفرة والتزییت ، مما یؤدی إلى إصلاح الأشیاء التی تنکسر ، وغسل الملابس ، والقیام بمهام بسیطة أخرى یقوم بها الأطفال والبالغین معًا.

-          الأدوات المستخدمة :

یحتاج النشاط المنزلی إلى أدوات مناسبة ، لذلک یتم توفیر السکاکین والقشور والمناشیر والتدریبات الیدویة وأدوات البستنة المناسبة .

المبدأ الرابع :التعلم والتطویر

"یتطور الأطفال ویتعلمون بطرق مختلفة وبمعدلات مختلفة ، وجمیع مجالات التعلم والتطویر متساویة فی الأهمیة ومترابطة"ـ[42]

-          منظور شتاینر:

"بالنسبة للأطفال الأصحاء ، اللعب لیس هوایة ممتعة فحسب ، بل إنه نشاط خطیر للغایة.

یتدفق اللعب بشکل حقیقی من جسم الکائن الحی بأکمله.'[43]

-          الهدف :

 الترابط بین النمو الجسدی والعاطفی والاجتماعی والروحانی والمعرفی. تجربة  ملاءمة عالمهم قبل فصل أنفسهم عنه والبدء فی تحلیله بطریقة منفصلة.مع  تعلم اکتساب معنى من حیث صلته بالحیاة.  و التمهید بأن یصبح الأطفال متحمسین ومتعلمین مستقلین.

-          المنهج و الأداة :

یعتمد منهج شتاینر للطفولة المبکرة على اللعب و الفنون ولا ینبغی فصلها عن أعمال الحیاة الیومیة.تُمنح المهارات المعرفیة والاجتماعیة والعاطفیة والجسدیة قیمة متساویة ویتم تطویر العدید من الکفاءات المختلفة. تعکس الأنشطة اهتمامات الطفل واهتماماته ومراحل نموه.

-          دور المدرسة :

وقد تم تصمیم البیئة المنظمة بعنایة لتعزیز التعلم الشخصی والاجتماعی. یسمح لکل من التطور الفکری والبدنی للطفل بالنمو  والسرعة الخاصة بهما ،

-          دور المعلم :

تشجیع الأطفال على العثور على مواقف التعلم الخاصة بهم فی اللعب الحر والإبداعی للأطفال ، و مساعدتهم من خلال اللعب علی  تطویر  مهارات اجتماعیة إیجابیة والتعاطف تجاه بعضهم البعض. یساعد الممارسون ویسهلون تطویر المهارات الحیاتیة بمرور الوقت والتی تصبح بعد ذلک عادات جیدة ، تدعم تعلم الطفل.

مما سبق نجد أن کل شیء یقدم ضمن المبادیء المطروحة یدعم التعلم الرسمی الذی یحدث فی مرحلة لاحقة. حیث ینتهی بهدف جعل الطفل متعلم مستقل , مما یمهد الطریق للمرحلة الثانیة من التعلیم . یعتقد شتاینر أن تعلم الأطفال یرتبط ارتباطًا جوهریًا برؤیته لنماء الطفل وأنه ضار إذا تم تقدیم خدمات تعلم غیر مناسبة قبل أن یکون الطفل جاهزًا للنموو وجه لأهمیة مبدأ التعلیم الإقتصادی فی هذا الإطار[44]

الفنون و المهارات الیدویة روح  مدارس فالدورف .ئ

بالإضافة للأیروثمی الذی یختلف منهجهه من صف إلی أخر . هناک الرسم و تعتمد مدارس فالدورف مبادئ نظریة الألون لجوته . و إختلاط الألوان لإنتاج لون مختلف ,فمن لون إلی لون إلی شکل من تجمع لونی معین . دون تحدید بالقلم و ذلک یعُد تحدیاً للمهارة الیدویة و الخیال. و هناک النمذجة , و التحت بالإضافة للأعمال الخشبیة .

التکنولوجا و الإعلام :

 فی المرحلة المبکرة ، یتعامل المنهج مع الطفل ککائن جسدی ، یخاول منهج فالدورف لإرسال موجات و  نداءات إلى الإرادة والحدس والحواس والخیال ومهارات التقلید. و هذا هو الهدف المرحلی للطفولة .أن یتفاعل الطفل مع بیئته و عالمة کإنسان بدائی أولی فلطالما کانت البیئة  المعلم الأول للإنسان . مما یؤدی إلی توثیق صلته کإنسان بالأرض و الزرع و التراب و السماء . فمن خلال بیت الشجرة و التسلق یتجسد داخل وعیه مبادیء الجاذبیة وذلک من خلال شعوره بالفرق بین سرعة و إنسابیة الحرکة فی الصعود و الهبوط . و لذبک فإن فصل الطالب عن بیئته و کونه التی خُلق به عارفاً بأسماءه و إختبار خواصه و خصائصه ,یؤدی  بالطالب إلی الإنفصال عن الواقع , و إتساع هویة بین فکره و الموجودات و الکون و البیئة و الوطن و العائلة . فعند تعلیمنا الطفل الکلام أول سیء نقوله له (إسمک)ثم إسم (والده )ثم (أمه )ثم (بلده ) و عنوانه و أماکن الأشیاء و الحاجات الأساسیة فی البیت . حتی یستطیع تحریر قوی إرادته و أداء المهام الخاصه به بوعی کامل للقوانین .

إن معظم مشاکل التعلیم الیوم تکمن فی السلوک الإنسانی الناجم عن الجهل بقوانین المجتمع و الأسرة و المخالطة القرناء و إستعمال المادة . لذلک فإن تأخیر إستخدام التکنولوجیا فی تعلیم فالدورف حتی الفصل السادس  نقطة تربویة هامة . ثم یبدأ تعلیمه المبادیء و المکونات الأساسیة ثم المواطنه الرقمیه .

البنیة المعماریة و التصمیم و إتعکس مبادیء النظریة

یمکن ملاحظة النظریة  أیضًا فی الهندسة المعماریة. والعلاقة التی یخلقها المبنى بین الإنسان الأول والعالم. المبنى فی فالدورف لیس  مجرد انحیاز حضارتنا الفکریة العقلانیة .بل  أنه یشهد على ثقافة بناء یمکن للبشر أن یطور فیه محاور التنمیة البشریة الثلاث (الإرادة- التفکیر – الشعور) فی تناسق جسدی . من هذا المنظور ، التصمیم المعماری لفاردورف یعکس الفلسفة الخاصة بمراحل النمو السبعة و متغیراتها , یعکس تجلی الأجسام الإنسانیة  ینجح البناء المادی فی فالدورف  فی جلب مستخدمیه عن طریق الإدراک الحسی إلى علاقة مع الروح المناسبة لکل تطورهم ، یمکننا أن نشیر حقًا إلى "أشکال البناء کأفکار یمکن من خلالها الحصول على إحساس بالثقافة و العالم".[45]

البعد المکانی هو عنصر متکامل فی  Waldorf ، سواء من الناحیة النظریة أو فی الممارسة ،  و من حیث إنعکاس الفلسفة و الأفکار  یتم تضمین الفضاء ، والغرف ، والهندسة المعماریة فی المناهج الدراسیة بعدة طرق. فهناک

انعکاس مکانی مستمر. ربط المعلمون مشارکتهم المکانیة بممارساتهم التعلیمیة أیضًا لاعتبارات أکثر عمومیة للطفل النامی على أساس الأفکار  . فمدرسة فالدورف تتمیز بالمساحات الساشعة . مع وجود حدیقة خاصة للممارسات التربویة . مثل حدیقة الفواکه  , التی من خلالها  یلمس الطفل الثمار و یقطفها بیدیة مع ملاحظة علامات النضج . و یشم رائحة الفواکة المختلفة و یمیزها . و یلاحظ الندی المتساقط علیها و یتعلم العد عن طریق عد ما إستطاع جمعة فی السلة . و یتعلم الألوان المختلفة من حلال تنوع الثمار .و یبدأ فی مرلة علیا التفکیر لماذا یبدو التفاح هنا أخضر بینما یبدو هناک التفاح أحمر , ما الفرق بین البذرة هنا و هنا .

فی حدیقة الأطفال  تم تصمیم قلاع خشبیة أمنة للتسلق . مع وجود بیت الشجرة , المشهور للعب الأطفال , و إختبار الحیاة البدائیة , و تعلم المهارات الیدویة . و یتعلم التفاعل مع النبات , فهو هنا فی قلب الشجرة خفر بیتاً بها . مثلما یفعل السناجب .

التقییم و التقویم :

-          یقوم معلم فالدورف بکتابة ملاحظاته علی کل طالب فی دفتر خاص بکل طالب . وفی نهایة العام یتم تقدیر الدرجة طبقاً لترج النمو  المعرفی و الوجدانی للطالب .إحدى المهام الرئیسیة للمعلمین فی فالدورف و التی تختلف فی هیکلها مع المدارس الأخری , هی مراقبة وتقییم وتقییم أعمال الطلاب". الجوانب الرئیسیة للتقییم التربوی. یمکننا إضافة نشاطین إضافیین إلى هذه القائمة. الأول هو وصف ما یقوم به التلامیذ ، والثانی هو وضع السیاق - أی فهم الظروف التی یحدث فیها التعلم والتطویر. لذلک نحتاج إلى تعیین مهام الطلاب التی تمکنهم من استخدام وتطویر مجموعة من التصرفات والمهارات فی مختلف الحالات المعقدة والحقیقیة ، أی أننا نحتاج إلى أشکال تقییم مرنة. فیما یلی بعض الاقتراحات العامة فی هذا الاتجاه:

-          • یجب أن تکون المهمة واضحة للطلاب.

-          • یجب أن توفر المهمة فرصًا لاستخدام الاختصاص بشکل مناسب.

-          • یجب أن تتضمن المهمة نوعًا من الأداء ، أی مهمة حقیقیة تقع فی سیاق ذی معنى والتی تحقق شیئًا یجربه الطلاب على أنه ذو صلة. فی مصطلحات والدورف ، هذا یعنی أن المهمة یجب أن تکون ذات معنى وإشراک إرادة التلمیذ.

-          • یجب أن یحدث التقییم مع مرور الوقت ، ویفضل أن یکون ذلک عبر سیاقات متعددة حیث یوفر کل سیاق استخدام الکفاءة المطلوبة بطرق مختلفة.

-          • على کل من المتعلم ومعلم التقییم أن یکون واضحًا بشأن أنواع الأدلة المطلوبة. وبالتالی یجب أن یستند التقییم على معاییر محددة بوضوح.

-          • عملیة التقییم هی أیضا تکوینیة وینبغی تمکین الطلاب من خلال مساعدتهم على فهم تعلمهم بشکل أفضل.

-          • ردود واقتراحات واضحة ، تستند إلى الأدلة ، تجعل الإنجازات والخطوات التالیة واضحة للطلاب.

-          • ﻋﻧد ﺗﻘدﯾم ﺣﮐم ﺷﺎﻣل ﺣول اﻟﮐﻔﺎءة ، ﯾﻧﺑﻐﻲ إدراج ﻋدة ﺣﻟﻘﺎت ﻋﻟﯽ ﻣدى ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ، ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﻘﯾﯾﻣﺎت.[46]

-          مع زیادة عدد الطلاب فی الفصول و تعدد الفصول الذی یشرف علیها المعلم . فیجب الإحتفاظ بما یشبة النوته  أو السجل التی یدون فیه المعلم ملاخظاته عن کل طفل بشکل یومی .و تتعدد أنواع التقییمات فی فالدورف .

معلم فالدورف

طبقاً لللمعاییر العالمیة فإنه یتطلب من معلم فالدورف الأتی ::

أن یکون المعلمون خبراء فی التدریس والتعلم. و أن تکون هذه مهمتهم الأساسیة. و أن یملک مهارات  والتخطیط القائم على العلم والتنظیم والتفکیر . ویقوم بعملیات التدریس والتعلم بالإضافة إلى التقییم  الفردی للطلاب والتقییم المنهجی.

یدرک المعلمون أن المهمة التعلیمیة فی المدرسة ترتبط ارتباطًا وثیقًا بالمجتمع-ویرتبط التدریس بالحیاة المدرسیة. و أن تکون العلاقات مبنیة علی التعاون .

-التواصل  مع الآباء والأمهات. و العمل معا علی إیجاد حلول بناءة عندما یتعلق الأمر بالمشاکل التعلیمیة أو عملیات التعلیم.

یمارس المعلمون تقییماتهم ومهامهم الإرشادیة فی الفصول الدراسیة و الوقوف علی نقاط الضعف و القوة لکل طالب مع توجیهات و مشورات مستقبلیة .

کفاءات المعلمین المطلوبة.

یقوم المعلمون بتطویر مهاراتهم باستمرار واستخدامها  و تطبیقها فی خدمة التعلیم  .کما یسعی  للتعلیم المستمر والدورات التدریبیة المتقدمة ، و الوقوف علی التطورات الجدیدة والعلمیة.

-أن تأخذ فی الاعتبار النتائج فی نشاطهم المهنی. وبالإضافة إلى ذلک، یجب على المعلمین الاتصال مع المؤسسات المنظمة للعمل  بشکل عام.

یشارک المعلمون فی تطویر المدرسة ، فی تصمیم المدرسة , و خلق ثقافة مدرسیة صدیقة للتعلیم ومناخ مدرسی محفز. وهذا یشمل الرغبة فی المشارکة فی التقییمات الداخلیة والخارجی

ثلاث نماذج للمعلم فی فالدورف :

مدرس فصل ،یستمر مع الفصل لمدة 8 سنوات

• معلم صف یدرّس موضوعه إلى فصل آخر ،

• مدرس موضوع لیس معلم فصل. معلم متخصص, یدرس موضوع معین .[47]

التأهیل الوظیفی

تتطلب الالتحاق کمعلم  بمدرسة فالدورف الاستعداد للتعلم - وحتى التعلیم - بطریقة جدیدة تمامًا. بدلاً من تعلیم الطلاب إجابات مألوفة ، یعلمهم معلم Waldorf أن یسأل أسئلة غیر مألوفة. بدلاً من التدریس من مفاهیم إلى تجارب أو أمثلة من هذه المفاهیم - على سبیل المثال من مبدأ الفیزیاء إلى دلیل على هذا المبدأ فی المختبر - یعلم معلم Waldorf العکس: من التجربة إلى المفهوم. أحیانًا ما یطلق على هذا النهج "طریقة الاکتشاف" الخاصة بالتدریس ، أو "التعلیم القائم على الظواهر". قد تستغرق هذه الطریقة فی التدریس وقتًا أطول ، ولکن نتائجها تدوم مدى الحیاة.

لیصبح مدرس Waldorf یتطلب العمل  الروحی الداخلی والتحول الذاتی. لتکون قادرة على تغییر الأطفال ، یجب أولا أن تکون قادرة على تغییر نفسه.

أن تصبح مدرسًا لفالدورف یتطلب الثقة والصبر: الثقة فی أن الطفل سینمو خلال مراحل متوقعة من التطور (بعضها مضطرب) ؛ الصبر لتوجیه الطفل من خلال هذه المراحل.

- یتطلب التأهیل کمعلم فالدورف القدرة لیس فقط على التدریس من خلال الفنون بل على التعلیم فنیا بحیث لا یکون کل درس مصنوعًا بشکل جمیل فحسب ولکنه حقیقی أیضًا. یتم إجراء معظم دروس Waldorf دون الإشارة إلى کتاب دراسی ، على الرغم من أن الطلاب یقرؤون على نطاق واسع فی المصادر الأولیة.

-  لتصبح مدرس Waldorf یتطلب روح الدعابة الدافئة.لکی تصبح مدرسًا لولدورف یتطلب تدریبًا خاصًا :-

- أولاً فی الدراسات التأسیسیة فی الفلسفة والأنثروبصوفیا . دراسة معاهد تربیة الأنثروبصوفیا لمدة أربع سنوات

- ثانیاً  دراسة أنثربوصوفیا التعلیم فی مرحلة الطفولة المبکرة ، الابتدائیة ، أو مدرسة ثانویة "تأهیل تربوی

- ثالثاُ تدریب المعلم فالدورف فی الدورات التنشیطیة الجاریة فی معاهد و مؤسسات فالدورف حول العالم

 و أخیراً إن رودولف شتاینر فلیسوف تتفق معه أو تختلف فلقد إستطاع أن یستمر إسمه فی الخریطة التعلیمیة علی مدی مائة عام .و لم یقتصر الأمر علی مدونات أو کتب و مقترحات ,بل نظریة متکاملة الأرکان . و تعلیم سُمی بإسم أول مدرسة أسسها ."تعلیم فالدورف " الإسم الذی یُطرح کتعلیم بدیل . و دور نشر , مسارح ,فنون ,و فاعلیات , من محاضرات فی الجامعات إلی قطار رودولف شتاینر الذی یخترق المدن الألمانیة لمدة 3 أیام للمرور علی المدن و المدارس و المعاهد الذی نشأ و درس و عمل بها .مرونة النظریة من خلال الوصول إلی موائمة مع قوانین الدول التی تُؤسَس فیها المدارس . یظهر الرغبة الشدیدة فی الإنتشار و القدرة علی التحاور مع الثقافات ا لأخری.إنتقال التجربة إلی مصر علی ید صانع الحضارة إبراهیم أبو العیش . بإسلوب و وعی دینی وو أخلاقی هو المرتکز الأساسی الذی نبنی علیه التصور المقترح فی ضوء التشریعات المصریة , المنظمة للتعلیم .

 



[1]) أ.و.طونی بیتس:مرجع سابق,ص113

[2]) سورة الروم أیة 7

[3] ) مصطفی محمود:الغد المشتعل,دار کتاب الیوم , ط 3 , 1995, ص 8

[4] ) رشدی راشد: فی تاریخ العلوم.دراسات فلسفیة, ترجمة :حاتم الزغل-بیت الحکمة ,تونس,2005.,قراءة : عبدالله المطیری, جریدة الریاض, الخمیس11 محرم 1430هـ - 8 ینایر2009م - العدد 14808

[5] ) عدنان عباس علی : الاتجاهات المثالیة والمادیة فی الفلسفة الأوربیة (الحلقة الأولى),الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 – ص 16:47 

 

[6]1-Franz Winkler, Man the Bridge between Two Worlds,Harpers&Brothers,p221-225

[7]Rudolf Steiner "Mein Lebensgang "Rudolf Steiner Oline Archive, Auflage 3,2009,p24

[8]Rudolf Steiner “Anthroposophy and the Social Question Essay from "Luzifer Gnosis", 1919, , Anthroposophy, 1927 Vol. II, No.3,

4 Allgemeine Anthroposophische Gesellschaft, CH-4143 Dornach, 2006 Editors: Bodo v. Plato,Wolfgang Held Lectures Stuttgart October 1922,p5

[10] Rudolf Steiner "Fundamental of Anthroposophical Medicine, The Mercury Press, Stuttgart,Lecture1 October 26, 1922,,on-line since :31st December,1999

[11]- Rudolf Steiner "Freiheit Philosophie",op cit ,p12

([12]) HEINER ULLRICH, Rudolf Steiner, Translated by Janet Duke and Daniel Balestrini, Continuum Library of Educational Thought, Volume 11,2006,pp39

([13])من 24 إلى 28 فبرایر 2011، کان "رس 150 رودولف شتاینر إکسبرس" قطار خاص تکریما لرودولف شتاینر من کولونیا عبر مانهایم، شتوتغارت، أولم، برین، میونیخ، سالزبورغ، غراتس إلى دونیی کرالجیفیک - مسقط رأس رودولف شتاینر - و ثم عبر نیودورفل وبرون آم جیبیرج إلى فیینا، انظر:

Rudolf Steiner Express - Der Film von Norbert Roztocki, Dec 11, 2011

http://www،norbertroztocki،pl

([14])حرکة کامب هیل عبارة عن مبادرة تهدف إلى التغییر المجتمعی وهی مستوحاة من الحکمة الإنسانیة، ومجتمعات کامب هیل مجتمعات سکنیة تقوم على "تقاسم الحیاة" وتضم مدارس للبالغین والأطفال الذین یعانون من صعوبات فی التعلم ومشکلات صحیة عقلیة وغیر ذلک من الاحتیاجات الخاصة وتقدم الخدمات والدعم اللازمین للعمل والتعلیم والعیش الیومی، ویوجد 119 مجتمعًا من مجتمعات کامب هیل فی 23 دولة بأوروبا وأمریکا الشمالیة وجنوب إفریقیا وآسیا (وذلک اعتبارًا من مارس 2012)، وتنادی فلسفة هذه المجتمعات المتمثلة فی الحکمة الإنسانیة بأن، "کل إنسان لدیه روح مثالیة التکوین وقدر یقود مصیره،"[4] اقتبس کونیغ المبادئ الأساسیة لمدرسة کامب هیل من مفاهیم التعلیم والحیاة الاجتماعیة التی بینها قبل ذلک بعقود فیلسوف الحکمة الإنسانیة رودلف شتاینر، انظر:

Jeremy Millar,Holistic Special Education: Camphill Principles and Practice, Lecturer,Robert Gordon University,2006,

[15]see(Waldorfs-Famous Alinus) http://thewaldorfs.waldorf.net/publicreports/php/FamousAlumniByNames.php

[16]Rudolf Steiner: The Evolution of the Earth and Man, Rudolf steiner Archive ,1987, pp. 178-182

[17]Thomas Armstrong, The Stages of Life According to Rudolf Steiner,Article at Amirican institut of learning and Human Development , August 7, 2012

 

[18]Samson Basome, Charles Nyakito,and others: The Quest for 3H: Towards a Holistic Secondary Education In Kenya, University of Eastern Africa, Baraton, Baraton Interdisciplinary Research Journal (2017), 7(Special Issue), pp 1-7

[19]Rudolf Steiner:The Art of Educating Older Boys and Girls,Lecture August 21, 1922, Oxford, England (GA 305), Anthroposophic Press , 2004 ,p59

[20] Rudolf Steiner: SCIENCE, ART, RELIGION AND MORALITY,  Lecture: S-5373: 5th August, 1923, On-line since: 31st January, 2010

[21] med. J.J. Kuehne: The Threefold Nature of the Human Organism, anthro medicine Library,Article, 2009

[22] Rudolf Steiner: The Education of the Child, SteinerBooks, 3.vol,1996 ,p4

[23]Rudolf Steiner : TEACHERS AS ARTISTS IN EDUCATION,Lecture August 22, 1922,pp74-77

[24]Heiner Ullrich,op cit ,p78

 

[25] Michael Rohlf: Immanuel Kant, Stanford Encyclopedia,First published Thu May 20, 2010; substantive revision Mon Jan 25, 2016

[26]SEA:ASCF CURRICULUM:Educational Foundations of Steiner Education,1.vol,October,2011 ,p21.see:www.steinereducation.edu.au

[27]Christef Wiechert:What can Rudolf Steriner Words to the first Waldorf Teachertell us today,Research Bulletin ,2010 ,Volume 15 ,pp 9-10

[28]Rudolf Steiner: CHILDREN FROM THE SEVENTH TO THE TENTH YEAR ,Lecture :December 31, 1921, the Book of "Soul economy" ,pp135-140

[29]Rudolf Steiner : Soul economy ,op cit ,p15

[30]Rudolf Steiner : Faculty Meetings with Rudolf Steiner,Translated by Robert F. Latheand Nancy Parsons Whittaker, SteinerBooks , 2 volumes, September 1998 ,p23  

[31]Rudolf Steiner, Education as Art (Blauvelt, NY, Garber Publications,

1970), pp. 74–75.

[32]Martin Ashley: Education for Freedom,op cit,p222

[33]Heiner Ullrich,op cit ,p76

[34] هناء الحمادی: شعة الشمس.. ضارة ونافعة فی آن واحد,جریدة الإتحاد , تاریخ النشر: الثلاثاء 29 یونیو 2010

[36]The Association of Steiner Waldorf Schools: Guide to the Early Years FoundationStage:op cit ,p7

[37]Rudolf Steiner:Roots of Education,Steriner Presse,Lecture,17-4-1924

[38]The Association of Steiner Waldorf Schools: Guide to the Early Years Foundation,op cit ,p9

[39]Rudolf Steiner: The Child’s Changing Consciousness As the Basis of Pedagogical Practice, Anthroposophic Press, Lecture Six, APRIL 20, 1923, Trans: Roland Everett 1996,p124

[40] The Association of Steiner Waldorf Schools: Guide to the Early Years Foundation,op cit,p9

[41]Rudolf Steiner: The Child’s ChangingConsciousness As the Basis of Pedagogical Practice,op cit ,Lecture 4,18/4/1923,p66

[42]The Association of Steiner Waldorf Schools: Guide to the Early Years Foundation,op cit,p10

[43]Rudolf Steiner: The Child’s Changing Consciousness As the Basis of Pedagogical Practice,op cit ,Lecture8,22/April/1923.p167

1  Rudolf Steiner: The kingdom of childhood,Rudolf Steiner Archive:Lectutre7 Lecture: S-5877: 19th August, 1924 Lecture: S-5877: on line: 15th November, 2010

[45] Matthias Mochner: Human Beings as the Measure of Things: On the architecture of Waldorf schools,Waldorf Today "online Journal", July 2014

 

[46] Martyn Rawson: Assessment: A Waldorf Perspective, University of Plymouth,research,2016

[47]  Robbie Bruens: Waldorf Education Teacher – Education, Job and Salary Information,Blog by Concordia University Portland,4-October-2012