فعالية برنامج ارشادي قائم على العلاج بالواقع لتحسين الرفاهية الذاتية والإستغراق الوظيفي لدى عينة من المعلمات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

نتيجة للتطور المعرفي والتقني الکبير شهدت الإدارة التربوية تغيرات کبيرة اتضحت في تغيير أهدافها ، واتساع مجالاتها فلم تعد مقتصرة على تسيير شئون المدارس والأعمال الروتينية بل أصبحت تجمع بين النواحي الإدارية ، والفنية في آن واحد ، وتعني بکل ما يتصل بالأعمال الإدارية ، وما يتصل بالطلبة ، والمعلمين ، والإداريين ، والمناهج ، والأنشطة التربوية ، والإشراف الفني وربط المدرسة بالمجتمع المحلي فضلاً عن کونها عملية انسانية هدفها العنصر البشري بالدرجة الأولى ، اذ تسعى إلى توفير الظروف والإمکانيات المتاحة التي تساعد على تحقيق الأهداف التربوية والإجتماعية المنشودة ( غنيمات ، 1990 ) .
ولقد فرض واقع المجتمع المعاصر على الإنسان تغيرات جادة وسريعة قد تتجاوز إمکانياته على الإستجابة لهذه التغيرات المتلاحق والسريعة وعلى التکيف معها واستيعابها ، وإيذاء هذه التغيرات قد يعاني الإنسان حالة من إختلال التوازن ، وذلک لأن تغيرات جادة ومفاجئة ومتلاحقة قد أحاطت بالإنسان فعجزت أجهزة التکيف والتلاؤم عن ملاحقتها ، والإستجابة لها ( محمد اسماعيل ، حنان ، 2007 ) .
وعادة ما يواجه المعلمين کثير من متطلبات العمل التي تخلق التوتر مثل ( افتقارالطلاب للنظام والأدب ، والشجار ، والتغيرات في التقنيات الجديدة ) وبإمکان هذا الموقف أن يخلق لديهم نوعاً من التعاسة خاصةً عندما لا تتوافر لديهم الموارد الکافية لمواجهة هذه المتطلبات ( Bakker , 2007)
إلا أن)  يونس ودلفاف ، 2011 )  يشيران إلى أن المعلمين بصفة عامة يشعرون بانفعالات       تجارب سيکولوجية إيجابية ، خاصة عندما يمتلکون موارد شخصية ، ومهنية کافية لمواجهة متطلبات العمل المتزايدة ، مما يساعد هؤلاء المعلمين في تکوين رأس مال سيکولوجي إيجابي ، ويرى أيضاً أنه بالرغم من تعرض هؤلاء المعلمين للعديد من ضغوط العمل والتوتر إلا أنهم ينعمون بقدر من الرفاهية والتنعم الذاتي.
 وتعکس الرفاهية الذاتية تقييم الأفراد لحياتهم . والرضا عن بعض مظاهر الحياة مثل العمل العلاقات الإجتماعية ، الصحة ، الإبتکار ، المعنى والهدف  ( يونس ودلفاف ، 2011 ) ، وتشير الرفاهية الذاتية إلى ما يفکر فيه الأشخاص وکيف يشعرون تجاه حياتهم . وإلى الاستنتاجات المعرفية والإنفعالية التي يصلون إليها عندما يقومون بتقيييم وجودهم ( باشا و عبد الستار ، 2015
ونظراً لأن السلوک الوظيفي للفرد يرتبط بسلوکه العام ويعتبر جزء منه ، وأن الأفراد المحبين لوظائفهم يعملون بکفاءة أعلى وإنتاجية أکبر من الذين لا يحبون وظائفهم بصفة عامة ، کان من الضروري دراسة الإستغراق الوظيفي لدى المعلمات لأنه يعبر عن درجة اندماج الفرد في آداء مهام وظيفته التي يمارسها ويشعر بأهميتها ، ويؤثر ذلک الإستغراق على الجانب الوجداني لدى الفرد ، ويظهر ذلک من خلال ما يحققه ارتفاع مستوى الإستغراق الوظيفي من مشاعر إيجابية مثل السعادة والرضا وتقدير الذات العالي ، ويظهر العکس عندما ينخفض مستوى الإستغراق ، ويتضح مدى التأثير السلبي له على المشاعر من خلال الضيق ، والکآبة ، والقلق ويعد الإستغراق الوظيفي من الموضوعات الهامة التي تم طرحها في السنوات الأخيرة .

 

                  

 

         کلیة التربیة

        قسم علم النفس

تخصص / صحة نفسیة

 

ملخص بحث من رسالة الماجستیر

 بعنوان

 

" فعالیة برنامج ارشادی قائم على العلاج بالواقع لتحسین الرفاهیة الذاتیة والإستغراق الوظیفی لدى عینة من المعلمات "

إعداد الباحثة /

ایناس علی اسماعیل السید رضوان

 

2018

 

 

 

المقدمة :

نتیجة للتطور المعرفی والتقنی الکبیر شهدت الإدارة التربویة تغیرات کبیرة اتضحت فی تغییر أهدافها ، واتساع مجالاتها فلم تعد مقتصرة على تسییر شئون المدارس والأعمال الروتینیة بل أصبحت تجمع بین النواحی الإداریة ، والفنیة فی آن واحد ، وتعنی بکل ما یتصل بالأعمال الإداریة ، وما یتصل بالطلبة ، والمعلمین ، والإداریین ، والمناهج ، والأنشطة التربویة ، والإشراف الفنی وربط المدرسة بالمجتمع المحلی فضلاً عن کونها عملیة انسانیة هدفها العنصر البشری بالدرجة الأولى ، اذ تسعى إلى توفیر الظروف والإمکانیات المتاحة التی تساعد على تحقیق الأهداف التربویة والإجتماعیة المنشودة ( غنیمات ، 1990 ) .

ولقد فرض واقع المجتمع المعاصر على الإنسان تغیرات جادة وسریعة قد تتجاوز إمکانیاته على الإستجابة لهذه التغیرات المتلاحق والسریعة وعلى التکیف معها واستیعابها ، وإیذاء هذه التغیرات قد یعانی الإنسان حالة من إختلال التوازن ، وذلک لأن تغیرات جادة ومفاجئة ومتلاحقة قد أحاطت بالإنسان فعجزت أجهزة التکیف والتلاؤم عن ملاحقتها ، والإستجابة لها ( محمد اسماعیل ، حنان ، 2007 ) .

وعادة ما یواجه المعلمین کثیر من متطلبات العمل التی تخلق التوتر مثل ( افتقارالطلاب للنظام والأدب ، والشجار ، والتغیرات فی التقنیات الجدیدة ) وبإمکان هذا الموقف أن یخلق لدیهم نوعاً من التعاسة خاصةً عندما لا تتوافر لدیهم الموارد الکافیة لمواجهة هذه المتطلبات ( Bakker , 2007)

إلا أن)  یونس ودلفاف ، 2011 )  یشیران إلى أن المعلمین بصفة عامة یشعرون بانفعالات       تجارب سیکولوجیة إیجابیة ، خاصة عندما یمتلکون موارد شخصیة ، ومهنیة کافیة لمواجهة متطلبات العمل المتزایدة ، مما یساعد هؤلاء المعلمین فی تکوین رأس مال سیکولوجی إیجابی ، ویرى أیضاً أنه بالرغم من تعرض هؤلاء المعلمین للعدید من ضغوط العمل والتوتر إلا أنهم ینعمون بقدر من الرفاهیة والتنعم الذاتی.

 وتعکس الرفاهیة الذاتیة تقییم الأفراد لحیاتهم . والرضا عن بعض مظاهر الحیاة مثل العمل العلاقات الإجتماعیة ، الصحة ، الإبتکار ، المعنى والهدف  ( یونس ودلفاف ، 2011 ) ، وتشیر الرفاهیة الذاتیة إلى ما یفکر فیه الأشخاص وکیف یشعرون تجاه حیاتهم . وإلى الاستنتاجات المعرفیة والإنفعالیة التی یصلون إلیها عندما یقومون بتقیییم وجودهم ( باشا و عبد الستار ، 2015

ونظراً لأن السلوک الوظیفی للفرد یرتبط بسلوکه العام ویعتبر جزء منه ، وأن الأفراد المحبین لوظائفهم یعملون بکفاءة أعلى وإنتاجیة أکبر من الذین لا یحبون وظائفهم بصفة عامة ، کان من الضروری دراسة الإستغراق الوظیفی لدى المعلمات لأنه یعبر عن درجة اندماج الفرد فی آداء مهام وظیفته التی یمارسها ویشعر بأهمیتها ، ویؤثر ذلک الإستغراق على الجانب الوجدانی لدى الفرد ، ویظهر ذلک من خلال ما یحققه ارتفاع مستوى الإستغراق الوظیفی من مشاعر إیجابیة مثل السعادة والرضا وتقدیر الذات العالی ، ویظهر العکس عندما ینخفض مستوى الإستغراق ، ویتضح مدى التأثیر السلبی له على المشاعر من خلال الضیق ، والکآبة ، والقلق ویعد الإستغراق الوظیفی من الموضوعات الهامة التی تم طرحها فی السنوات الأخیرة .

ویعکس الاستغراق الوظیفی مدى التوافق للشخص ودرجة الارتباط النفسی بالعمل ( جلاب ، 2011 ) .

ومع تقدم العلم ، وتطور التکنولوجیا ظهرت العدید من الآثار السلبیة بین الناس مما جعل علم النفس یتخطى طور الوصف والتحلیل إلى ما بعده من التدخل بکل مستویاته ، سواء على المستوى العلاجی أو المستوى الوقائی أو المستوى النمائی ، وتتعدد أشکال هذا التدخل من الإرشاد الفردی إلى الإرشاد الجماعی ، ومن الجلسات الطویلة إلى الاستشارات السریعة .

ویعد العلاج بالواقع أحد الإتجاهات الحدیثة والعقلانیة فی مجال الإرشاد والعلاج النفسی ، والذی من خلاله یستطیع الإنسان تحسین طریقة حیاته ونسقه الداخلی ، کما یقوم العلاج بالواقع بتعلیم الأفراد مهارات عامة ومعرفیة ، لتحقیق النجاح فی الحیاة ، کما یهدف العلاج بالواقع إلى تحقیق الهویة الناجحة من خلال قدرة الفرد على أن یرى نفسه شخص مقتدر ، وماهر وله أهمیة ، وحسب نظریة الإختیار فانه یتم تدریب الناس على عدم المیل إلى عزو سلوکیاتهم إلى ظروف وأسباب خارجیة وإنما جعل دوافع سلوکیاتهم داخلیة  وتشیر هذه النظریة إلى أن الأفراد لدیهم حاجات قویة یجب إشباعها کالحاجة للأمن ، والحاجة لتقدیر الذات ، والحاجة للحب والإندماج الإجتماعی ، مما یعمل على مساعدة الأفراد على تطویر حیاتهن والوصول إلى مستوى جید.

ونظراً لما تمثله المعلمات من قطاع هام وحیوی فی الحقل التربوی ، ولأن السلوک الوظیفی هو جزء من السلوک العام للفرد ، فترى الباحثة أنه یجب الإهتمام ببناء برنامج قائم على العلاج بالواقع لتحسین الرفاهیة الذاتیة والإستغراق الوظیفی لدى المعلمات .

مشکلة الدراسة :

-       شعرت الباحثة من خلال عملها کمعلمة بوزارة التربیة والتعلیم بإنخفاض مستوى الرفاهیة الذاتیة ، وکذلک الإستغراق الوظیفی لدى الکثیر من المعلمات وذلک بعد سؤالهن بعض التساؤلات التی تبین من خلالها ذلک ، وتتلخص مشکلة الدراسة فی التساؤل الرئیس التالی ما مدى فاعلیة البرنامج الإرشادی القائم على العلاج بالواقع فی تحسین الرفاهیة الذاتیة والإستغراق الوظیفی لدى عینة من المعلمات ؟

        وینبثق عن هذا التساؤل الرئیس عدة التساؤلات الفرعیة :

-       هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین درجات أفراد العینة التجریبیة قبل وبعد تطبیق البرنامج الإرشادی على مقیاس الرفاهیة الذاتیة ؟

-       هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین درجات  أفراد العینة التجریبیة  قبل وبعد تطبیق البرنامج الإرشادی على مقیاس الإستغراق الوظیفی ؟

أهدافالدراسة : تهدف الدراسة الحالیة إلى :

الهدفالرئیسی :

-  توظیف نظریات الإرشاد النفسی وخاصة نظریة العلاج بالواقع بطریقة تکاملیة انتقائیة فی الکشف عن  فعالیة برنامج ارشادی قائم على العلاج بالواقع  لتحسین الرفاهیة الذاتیة والإستغراق الوظیفی لدى عینة من المعلمات .

الأهدافالفرعیة :

-       الکشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین متوسط درجات أفراد العینة التجریبیة قبل وبعد تطبیق البرنامج الإرشادی على مقیاس الرفاهیة الذاتیة للوقوف على فعالیة البرنامج 

-       الکشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین متوسط درجات أفراد العینة التجریبیة قبل وبعد تطبیق البرنامج الإرشادی على مقیاس الإستغراق الوظیفی للوقوف على فعالیة البرنامج .

-       الکشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین متوسط درجات أفراد العینة على الإختبار البعدی على مقیاس الرفاهیة الذاتیة للتحقق من فعالیة البرنامج  .

-       الکشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین متوسط درجات أفراد العینة على الإختبار البعدی على مقیاس الإستغراق الوظیفی للتحقق من فعالیة البرنامج .

-       الکشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین متوسط درجات أفراد العینة على الإختبار التتبعی التقویمی على مقیاس الرفاهیة الذاتیة للتحقق من استمرار تأثیر البرنامج مع مرور الوقت .

-       الکشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین متوسط درجات أفراد العینة على الإختبار التتبعی التقویمی على مقیاس الإستغراق الوظیفی للتحقق من استمرار تأثیر البرنامج مع مرور الوقت .

-       هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسط أفراد العینة التجریبیة على الاختبار البعدی ومتوسط درجاتهم على الاختبار التتبعی على مقیاس الرفاهیة الذاتیة ؟

-        هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسط أفراد العینة التجریبیة على الاختبار البعدی ومتوسط درجاتهم على الاختبار التتبعی على مقیاس الإستغراق الوظیفی ؟

أهمیةالدراسة :

تکمن أهمیة الدراسة الحالیة من الناحیتین النظریة والتطبیقیة من خلال عدة محاور وهی :

الأهمیةالنظریة :

-       إثراء المکتبة النفسیة بموضوع یتسم بالندرة فی البیئة المصریة والعربیة .

-       توجیه أنظار المختصین والمؤسسات التعلیمیة إلى أهمیة الإرشاد النفسی ودوره فی تنمیة جوانب الشخصیة ، وکذلک متطلبات العمل لدى فئة المعلمات بشکل خاص ، والقائمین على العملیة التربویة والتعلیمیة بشکل عام .

-       توفیر آداتی قیاس یتوفر فیهما خصائص سیکومتریة جیدة لقیاس الرفاهیة الذاتیة ، وکذلک لقیاس الإستغراق الوظیفی لدى المعلمات .

-       تقدیم برنامج ارشادی لتحسین الرفاهیة الذاتیة والإستغراق الوظیفی لدى عینة من المعلمات

الأهمیةالتطبیقیة :

-       تزوید المعلمات ببعض الأسس والمهارات التی تساعدهن على الإستمرار فی حالة من الإستقرار النفسی والرضا ، وکذلک الإندماج النفسی داخل بیئة العمل .

-       استفادة المرشدین النفسیین العاملین فی مجال الإرشاد النفسی من البرنامج الإرشادی ، والإستنارة به وتعمیمه على فئات أخرى .

-       استفادة أفراد العینة أنفسهن من البرنامج بالتعرف على بعض الأسس والوسائل التی من شأنها رفع مستوى الرفاهیة الذاتیة وکذلک الإستغراق الوظیفی لدیهن .

مصطلحاتالدراسة :

    البرنامجالإرشادی :

 عرفه )زهران ، 2002 ، 499 ) بأنه " برنامج مخطط منظم فی ضوء أسس عملیة لتقدیم الخدمات الإرشادیة المباشرة وغیر المباشرة ، فردیاً وجماعیاً لجمیع من تضمهم المؤسسة بهدف مساعدتهم فی تحقیق النمو"

 أما ) حسین ، 2004، 284 ) فقد عرفه بأنه " مجموعة من الخطوات المحددة ، والمنظمة تستند فی أسسها على نظریات الإرشاد النفسی وفنیاته ومبادئه ، وتتضمن مجموعة من المعلومات والخبرات ، والمهارات ، والأنشطة المختلفة ، والتی تقدم للأفراد من خلال فترة زمنیة محددة بهدف مساعدتهم فی تعدیل سلوکیاتهم ، وإکسابهم سلوکیات ومهارات جدیدة تؤدی بهم إلى تحقیق التوافق النفسی وتساعدهم فی التغلب على مشکلاتهم الحیاتیة " .

العلاجبالواقع :

  وعرفته ) سلیمان ، 2015 ) بأنه عملیة تعلیمیة یتم من خلالها مساعدة الفرد على تحدید حاجاته واشباعها بالطرق الصحیحة ، وتحمل مسئولیة اختیاره ووضع الخطط التی تساعده على ذلک ، مع عدم قبول أعذار المسترشد ویمکن استخدامه فی الجانب الوقائی الإرشادی وکذلک الجانب العلاجی ، سواء کان فردیاً أو جماعیاً.

الرفاهیةالذاتیة :

  یعرف (Hefferon & Boniwell ,2011) الرفاهیة الذاتیة بأنها ارتفاع الرضا عن الحیاة ، وهو یمثل المکون المعرفی للسعادة عند الأفراد ، وأن إرتفاعه یؤثر بشکل إیجابی فی الحیاة بینما یؤثر إنخفاضه بشکل سلبی فی الحیاة

 الإستغراقالوظیفی :

 یعرف ( Kanungo, 1982)  الإستغراق الوظیفی بأنه مدى التطابق النفسی مع العمل ، مما ینعکس على التزام الفرد نحو ذلک العمل وکذلک على تحقیق الفرد لذاته .

ویعرف  ( زهران و زهران ،  2013 ، 349 )  الإستغراق الوظیفی فی علم النفس بأنه "ترکیز الإنتباه فی شئ ما بحیث لا ینشغل الفرد بما عداه "  .

 المفاهیم النظریة للدراسة :

 الرفاهیة الذاتیة : یعد مفهوم الرفاهیة Well –being  من المفاهیم الحدیثة فی علم النفس ، وخاصة علم النفس الإیجابی و  یذکر دنیر (2000) أن معرفة علماء النفس بمصطلح الرفاهیة ما زال حدیثاً نسبیاً ، حیث تم تناوله من خلال (138) دراسة عالمیة من عام 1938 وحتى عام 2002 ، ونجد هناک اختلاف فی ترجمته فی اللغة العربیة فالبعض یراه مرادفاً للسعادة ، أو لجودة الحیاة الذاتیة وهناک مفاهیم أخرى منها الهناء الشخصی ، وحسن الحال ، والتنعم الذاتی ، والحیاة الطیبة ( خرنوب ،2016) .

ویرتبط مفهوم الهناء الشخصی ( الرفاهیة الذاتیة) بوجود نوع من الخلط بینه وبین مفاهیم أخرى کالرضا عن الحیاة ونوعیة الحیاة والسعادة .( عبد الستار و باشا ، 2015) .

ویقصد بالرفاهیة الذاتیة  Subjective well – being تقیممات الأفراد الوجدانیة والمعرفیة لحیاتهم وما إذا کانت حیاة کریمة وسعیدة أو مکدرة وکئیبة (الصبوة ، 2008).

مکونات الرفاهیة الذاتیة :

  الرضا عن الحیاة : Satisfaction with life

  یعد مفهوم الرضا عن الحیاة أحد المؤشرات للصحة النفسیة ویرجع استخدام هذا المفهوم إلى الثلاثینیات من القرن العشرین . ویوجد العدید من جوانب الحیاة التی تؤثر على رضا الأفراد الذاتی عن حیاتهم . وتسهم فی زیادة الشعور بالرضا عن الحیاة مثل : العلاقات الحمیمة ، والصحة ، والأسرة ، والصداقة ، والأطفال ، والعمل ، والإبداع ، والتعبیر الذاتی . ویعتبر مفهوم الرضا عن الحیاة تکوین فرضی  Hypothetical construct  ولیس شیئاً ملموساً یمکن قیاسه ویستدل علیه غالباً من خلال إستجابات سلوکیة معینة ، وتختلف آراء الخبراء حول مفهوم الرضا بإختلاف المجال والإهتمامات ( الذوادی ، 2015 ) .

وتعرفه جمعیة علم النفس الأمریکیة American psychological Association  بأنه المستوى الذی یجد عنده الشخص حیاته مترفة ، کاملة وعالیة الجودة ، وذات مغزى ( Vanden Bos ,2007).

ویعتبر الرضا عن الحیاة مؤشر هام على رفاهیة الفرد الذاتیة ، حیث یعبر عن الدرجة التی یحکم فیها الشخص إیجابیاً عن نوعیة حیاته ( علوان ،2006) .

ویعد الرضا عن الحیاة بنیة نفسیة متعددة الأبعاد حیث ترتبط بالکثیر من المتغیرات النفسیة مثل : تقدیر الذات ، وتمثل هذه البنیة المؤشر الأساسی لنجاح الفرد مع ظروف حیاته المتغیرة ( عیسى وآخرون ، 2006).

ویشیر الرضا عن الحیاة إلى التقییم المعرفی الذاتی Self-Cognitive Evaluation فی ضوء إدراک الشخص للرضا عن ذاته وتقبله لها ، وقناعاته بما یحققه من إنجازات وکذلک شعوره بالإنسجام مع الواقع والأمن والطمأنینة ( مبروک ، 2007) .

ویعد الرضا عن الحیاة أحد مکونات الرفاهیة الذاتیة ویعرف بأنه تقدیر الفرد لنوعیة حیاته بوجه عام معتمداً فی ذلک التقییم على الحکم الشخصی له وتتمثل جوانب ذلک التعریف فی الآتی :

1-  یعتمد على حکم الشخص وتقدیره الذاتی ولیس کما یحدده الآخرین.

2-  یحدد الفرد المعاییر التی یقیم من خلالها حکمه على نوعیة الحیاة .

3-  ینتمی الحکم على الحیاةإلى الجوانب المعرفیة للشخص ولیست الجوانب الوجدانیة .

4-  یتعلق ذلک التقدیر بالحکم الشامل عن الحیاة ولیس على قطاع محدد . حیث ینقسم الرضا إلى جانبین أولهما یتعلق بالرضا عن الحیاة بوجه عام ، وبشکل شامل والثانی یتعلق بالرضا عن قطاعات محددة فی حیاة الفرد کالأسرة ، والأصدقاء ، والمال ، والمهنة و غیرها ( عبد الخالق ، 2008) .

وتعرفه (الذوادی ، 2015) بأنه تقییم معرفی یعکس مدى تقبل الفرد لذاته ، وکذلک درجة توافقه مع البیئة المادیة والإجتماعیة المحیطة به ، کما یعبر عن النظرة المتفائلة للمستقبل .

الإنفعالات الإیجابیة :Positive Emotion

 مع تزاید الإهتمام بسیکولوجیة الحیاة الطیبة ، ظهرت العدید من البرامج البحثیة لمحاولة فهم وتفسیر الإنفعالات الإیجابیة من منظور علمی وتطورت دراسة هذه الإنفعالات خلال السنوات الخمسة عشر الأخیرة مثل دراسة الإمتنان، والبهجة ،والإهتمام وهناک العدید من الأبحاث الجیدة التی تثبت أن الإنفعالات الإیجابیة تسبق ظهور العدید من النتائج الجیدة کمزید من الرضا والقناعة ، والنجاح فی مجال العمل ، وتقویة جهاز المناعة ( یونس و دولفاف، 2011). ومن هذه الإنفعالات الإیجابیة :

 التفاؤل Optimism :

 یعرف التفاؤل فی معجم ویبستر Webster عام 1991بأنه المیل إلى توقع أفضل النتائج الممکنة ( الأنصاری ، 1998).

وهو أیضاً القدرة على توقع أشیاء جیدة فی الحیاة ، ویرتبط ذلک التوقع بالرفاهیة الذاتیة للفرد حتى فی الظروف الضاغطة ( Carver ,et al.,2009).

ویعرف أیضاً بأنه " نظرة استبشار نحو المستقبل تجعل الفرد یتوقع الأفضل وینتظر حدوث الخیر ویرنو إلى النجاح ، ویستبعد ما خلا ذلک " . ( عبد الخالق و الأنصاری ، 1995).

ویرى (Diener et al , 1999) أن طریقة تفکیر الفرد تلعب دوراً هاماً فی تحدید الرفاهیة الذاتیة . کما أن التفاؤل وإحترام الذات تعد سمات شخصیة ترتبط إرتباط کبیر بالرفاهیة الذاتیة .(Baumeister et al ,2003)

 الأمل : Hope

 تعتبر بحوث الأمل من البحوث الهامة فی تحقیق التکیف الإنسانی ،  وتقع تلک البحوث فی قلب علم النفس الإیجابی ، وتم تقدیم تلک المفاهیم المرتبطة بالأمل فی الدراسات الطبیة النفسیة والدراسات النفسیة خلال خمسینات القرن الماضی ، ویقوم الأمل بدور المعدل Moderator لتأثیر الضغوط على الصحة الجسمیة والنفسیة ، ویؤثر الأمل على عملیة التطور النفسی والروحی لدى الفرد (عبد الخالق ، 2004).

ویقصد بالأمل أنه حالة دافعیة موجبة ووجهة معرفیة تجاه تحقیق الأهداف ، وطاقة موجهة لتحقیق ذلک الهدف وتعتمد على الشعور بالنجاح . ( عبد الخالق ، 2004) ویتضمن الأمل بعدین أساسیین :

1-  السبل : وهى تتمثل فی قدرة الفرد فی التوصل إلى طرق لتحقیق الأهداف المطلوبة .

2-  المقدرة : وهى الطاقة الموجهة لتحقیق الهدف والقدرة على المواصلة لتحقیق ذلک الهدف.(  یونس و دولفاف ، 2011 ؛ کمال وآخرون ، 2012) .

ویختلف الأمل عن التفاؤل من حیث المفهوم ، رغم اشتراکهم فی نقاط متعددة حیث یندرج التکوین النظری للأمل تحت التفکیر الإیجابی وهو أحد المتغیرات الهامة والرئیسیة فی علم النفس الإیجابی وله آثار إیجابیة على الصحة النفسیة، والجسمیة ، وعلى تحقیق التکیف الإنسانی ، ومقاومة الضغوط ، والرغبة فی التعلم والإنجاز الأکادیمی ، ویستخدم الأمل کنقطة إیجابیة فی تنمیة الموارد البشریة فی مجالات : التعلیم ، والعمل ، والإنتاج ( أبو الدیار ، 2012).

وهناک نوعان للأمل :

1-  الأمل العام : وهو یمثل الشعور العام بالقدرة على النجاح والإنجاز.

2-  الأمل الخاص : وهو المتعلق بالنجاح فی موضوع معین مثل الإلتحاق بوظیفة أو نتیجة الإمتحان. ( مخیمر ، 2009).

 الإمتنان:

  تشیر الأبحاث إلى أن دراسة الإمتنان مهمة بالنسبة للأفراد ، ویعتبر الإمتنان أحد السمات التی تُقدر بشکل کبیر . بالإضافة إلى ذلک یعتبر الإمتنان أحد القوى الهامة للحیاة الجیدة ویعرف الإمتنان بأنه : الشعور بالشکرو تقدیر الجمیل ویمثل الإمتنان النزعة لخبرة هذه الحالة حیث تعزز خبرة الإمتنان والتعبیر عنها الرفاهیة الذاتیة للفرد  ( Watkins et al .,2003).

ویذکر آدم سمیث فی نظریة المشاعر الأخلاقیة ( 1790/1976) أن الإمتنان یعتبر دافع أساسی للسلوک الخیر تجاه فاعل الخیر ویرتبط الإمتنان بالحالات النفسیة الإیجابیة مثل السعادة والرضا والأمل ، ویوضح لازاروس عام (1994) أن الإمتنان یساعد على تفسیر الأحداث التی تحدث لهم وتقییم أهمیتها بالنسبة للرفاهیة الذاتیة والنفسیة بالنسبة للفرد .

التسامح Forgiveness :

 أشار إنریت Enright عام 1988 أنه فی الفترة ما بین عام 1980 وعام 1998 تزایدت أعداد  الدراسات الحدیثة عن التسامح والعفو حیث بلغ عدد المقالات والکتب التی تناولت التسامح إلى 600 عنوان کتاب ومقالة وقد توصل الباحثون إلى أن التسامح یمکن أن یعمل على زیادة الصحة الإنفعالیة والتغلب على المشاعر السلبیة الناتجة عن الصراعات بین الأفراد ( Orathinkal & vansteenwegen , 2006).

وأوضح کلاً من بالیری Paleari  وریجالیا Regalia وفینشام  Fincham عام 2005 أن التسامح یتنبأ بجودة أو نوعیة الحیاة الزواجیة مع مرور الوقت (عبد الستار و باشا ، 2015).

 حب الحیاة Love of life :

 یشیر دنیر وآخرون عام 2000 أن حب الحیاة هو حکم الفرد على حیاته وهو یترادف مع مفهوم أعم و أشمل وهو الرفاهیة الذاتیة . وهو مصلح یطلق على تقییم الناس لأنفسهم ویتضمن هذا المصطلح بعض المتغیرات التی یشتمل علیها مثل : حب الحیاة ، والمشاعرالإیجابیة ، ونقص المشاعر السلبیة .(Diener  ,E., et al .,2000,).

ویعرف حب الحیاة بأنه : حکم یصدره الفرد عن جودة حیاته وهو یعتمد على تقبل الفرد لذاته وللحیاة التی یحیاها بصورة تعکس حالة نفسیة إیجابیة یعبر عنها الفرد بمشاعر البهجة والإستمتاع والتفاعل مع البیئة المحیطة بشکل إیجابی ( عبد العال و مظلوم ، 2013).

النظریات المفسرة للرفاهیة الذاتیة Theories of subjective well – being

  النظریة الهادفة :

تشیر هذه النظریة إلى أن الرفاهیة الذاتیة تتحقق عند الوصول لهدف أو حاجة ما ویرى البعض أن التحرک فی تحقیق رغبة ما یکون أکثر إشباعاً من تحقیق الشیء نفسه ، بینما یرى البعض الآخر أن الوصول الفعلی إلى الشیء هو الذی یحقق الرفاهیة .

وتقترح نظریة الهدف أن الأفراد یتحقق لدیهم قدر من الرفاهیة عندما تتحقق لدیهم الأهداف التی وضعوها وهذه الأهداف إما أن تکون فطریة أو مکتسبة ( یونس و دلفاف ، 2011).

ویشیر ( لوک وهن) إلى أن الأفراد الذین لدیهم أهداف وخطط مستقبلیة واضحة وقیم محددة . غالباً ما یشعرون بالرضا تجاه حیاتهم . مما یملأ حیاتهم بالأمل والتفاؤل ویجعلها أکثر متعة ، إذ یعیشون على أمل تحقیق الأهداف والوصول إلى نقطة النجاح، مما یوفر لدیهم نوعاً من الرفاهیة الذاتیة ( العش ، 2002).

 النظریة التصاعدیة والتنازلیة :

تقوم هذه النظریة على المناظرة بین النظریتین التصاعدیة والتنازلیة فی التساؤل عما إذا کانت الرفاهیة الذاتیة تنتج من الإستعداد المعرفی للأحداث بطریقة معینة أو من خلال الأحداث نفسها ، وترى النظریة التصاعدیة أن الأحداث السعیدة تخلق مشاعر الرضا والرفاهیة بینما تعکس الأحداث السلبیة مشاعر الإکتئاب والغضب ( یونس و دلفاف ،2011).

بینما ترى النظریة التنازلیة أن مشاعر الرفاهیة الذاتیة تنتج عن الحالة الذهنیة للفرد بغض النظر عن الأحداث الموضوعیة ( Diener , 2008) .

 النظریة التطوریة :

 تقترح هذه النظریة أن نماذج تطور أصل الرفاهیة ترى أن السعادة تنتج عن أنشطة تعین الإنسان على البقاء . فی حین یؤمن الکثیر من العلماء بالقیمة التطوریة للإنفعالات السلبیة والتی تساعد على التفاعل مع المخاطر البیئیة والتهدیدات . حیث یرى ( Fredrickson) أن الأفراد عندما ینالوا الدعم من مشاعر إیجابیة ومن الرفاهیة  الذاتیة العالیة فإنهم یجتهدون لتحقیق أهداف جدیدة ویذکر (Maslow 1943,Veenhoven 1991) أن إشباع الحاجات السیکولوجیة  والبیولوجیة الأساسیة کالروابط الإجتماعیة والأمان والمأوى .  ینتج عنه نجاح تطوری بسبب مشاعر الرفاهیة والرضا ، و أن غیاب الأحداث السلبیة تهیىء الأفراد للمشاعر الإیجابیة البسیطة التی تساعدهم على ( التعلم – الإکتشاف – الإختلاط الإجتماعی). (Diener ,1996) .

الإستغراق الوظیفی :

یرجع مصطلح الإستغراق الوظیفی إلى بدایة عام 1921 وذلک من خلال الدراسات التی أجریت على استعداد مجموعة من الأفراد نحو تحقیق الأهداف التنظیمیة لمنظماتهم . وخلال الحرب العالمیة الثانیة شارک الجیش الأمریکی فی نضوج فکرة القیمة المعنویة للمنظمات للتنبؤ باستعداد وجهد القوات من أجل رفاهیة المنظمة ( ماضی ، 2014) .

أبعاد الإستغراق الوظیفی:

 اختلفت آراء الباحثین على تحدید أبعاد الإستغراق الوظیفی ومن خلال تتبع العدید من أدبیات الإستغراق  الوظیفی وجدت الباحثة أن هناک بعض الدراسات تناولت أبعاد الإستغراق الوظیفی من خلال البعد الإدراکی المعرفی ، والبعد الشعوری ، والبعد الجسدی کدراسة (زهران وزهران ، 2013)

 الإستغراق الإدراکی المعرفی Cognitive Engagement  :   

 یشیر ذلک البعد إلى الناحیة الإدراکیة ، والتی من خلالها ینغمس الأفراد بشکل کامل فی عملهم . ویرکزون  بشکل مکثف على المهمة التی أعطیت لهم ، ویکونون فی حالة یقظة ذهنیة تجاه ما یقومون به ( Rich,2010).

 الإستغراق الشعوری Emotional Engagement  :

ویقصد به وجود علاقة قویة بین أفکار، وعواطف ومشاعر الفرد ، وبین وظیفته مما یشعر الفرد بالفخر والحماس تجاه تلک الوظیفة ، وعلى الجانب الآخر یوضح مفهوم (الغیاب الشعوری) الفصل بین أفکار الفرد وبین مشاعره وعواطفه مما ینعکس بدوره على وظیفته ( العابدی ، 2012).

الإستغراق الجسدی Physical Engagement :

یشیر معنى الإستغراق من الناحیة المادیة إلى توجیه الطاقات المادیة للفرد تجاه استکمال مهمة معینة ، ویتراوح الإستغراق المادی ما بین الانخراط النشط والانخراط الخامل حیث یشیر الانخراط النشط إلى : إلى قیام الفرد بمشارکته فی أعمال عضلیة خارج اختصاصه بالإضافة للأعمال المکلف بها ، بینما یشیر الإنخراط الخامل إلى  تخلی الفرد عن آداء واجباته العضلیة وأن یخلد إلى الراحة (العابدی ، 2012).

المشارکة فی صنع القرار Participation Indecision Making  :

تعرف المشارکة بأنها : تقاسم التأثیر فی إتخاذ القرار بین المدیر ومرؤوسیه ، ویشیر ذلک إلى درجة سماح المدیر بمشارکة مرؤوسیه فی عملیة صنع القرار ( الخشالی والتمیمی ، 2004) ، ، وذلک لیعلموا من خلال ما یقروه لأنفسهم ، ولیس من خلال ما یفرضه علیه الآخرین ، وأن مشارکة العاملین فی عملیة صنع القرار تجعلهم یبحثون عن أفکار جدیدة ، وبذل المزید من الجهد ( الطیب ، 2008) .

 توسیع العمل Job Enlargement  :

یشیر توسیع العمل أو الوظیفة إضافة مهمات إلى من نفس طبیعة ومستوى المهارات المستخدمة فی الوظیفة الموجودة ، حیث یعمل توسیع العمل على التقلیل من رتابة وملل العمل ، والتغلب على مشاکل الإرهاق والمعنویات المتدنیة واللامبالاة الناتجة عن التخصص المفرط ( محمود ،2013 )

الفاعلیة الذاتیة Self – efficacy   :

یشیر الإستقلال فی العمل إلى معتقدات الأفراد بالدرجة التی یؤثرون بها فی بیئة عملهم ، والإستقلال فی العمل یکون نابع داخلیاً من الفرد ،لا بواسطة مبادىء مفروضة علیه من الخارج ( الفخری ، وآخرون ، 2008) ، وکلما زادت حریة الفرد فی اختیاره لطریقة آداء عمله ، کلما زادت درجة الرضا عن ذلک العمل ، حیث یشکل العمل ذاته حافزاً هاماً للفرد وذلک لتحقیق الذات والإحترام ، ویمکن إشباع الحاجات العلیا للفرد ( کالمسؤولیة ، والتحدی ، والإنجاز ، والنمو ، والإستقلالیة ) من خلال العمل ذاته ، وذلک لإشتمال العمل على جوانب وخصائص تشبع هذه الحاجات وتحفز الفرد إلى الإنجاز والعمل ( محمود ، 2013 ) .

 العلاقة مع الزملاء The Relationship with Colleagues  :

لا شک أن علاقة الفرد بزملائه فی وحدة العمل تلعب دوراً هاماً فی مدى إرتباطه وتعلقه بوظیفته ، وإستغراقه فی العمل ( الطیب ، 2008) ، وکلما کانت العلاقة بین الزملاء بالعمل قائمة على المودة والإحترام ، والشعور بالمسؤولیة تجاه الآخرین کلما زاد الرضا عن العمل ، وإرتفعت روح الفرد المعنویة ، وأن عدم إشباع الفرد لحاجاته فی بیئة العمل کالرغبة فی الإتصال ، والصداقة ، وتکوین علاقات إجتماعیة یؤدی إلى الإحساس بعدم التوازن النفسی ( الدهش ، 2006) .

 الرضا عن العمل Job Satisfaction  :

یعرف الرضا عن العمل بالشعور الإیجابی حول وظیفة الفرد الناتج من تقییم خصائصه ، وینشأ الرضا نتیجة ادراک الموظفین بمدى توفیر وظائفهم للأشیاء التی تعتبر مهمة ومفیدة لهم ، ویعبر الرضا عن العمل عن مجموعة من الإهتمامات بظروف الفرد النفسیة والمادیة والبیئیة ، والتی تسهم فی خلق الوضع الذی یرضى به الفرد ( الدهش ، 2006) ، ویعبر الرضا عن العمل على تکامل الفرد مع وظیفته ، وعمله حتى یصبح إنساناً تستغرقه وظیفته ( محمود ،2013 ) .

 التغذیة المرتدة  : Feedback

  ویقصد بها حصول الموظف على المعلومات على مستوى آدائه لعمله، وتشمل التغذیة العکسیة على جانبین هما :

-         إعطاء التغذیة العکسیة .

-         تلقی هذه التغذیة .

وتعنی عملیة ( إعطاء التغذیة العکسیة ) إشعار العاملین بمدى تحقق المتوقع منهم من الآداء من خلال تقاریر مکتوبة أو ملاحظات شفویة أو کلاهما ، وتعمل التغذیة العکسیة على تعزیز الآداء الإیجابی للفرد ، ویجب أن تکون محددة ودقیقة وتُعرف الفرد بمستوى سلوکه أو إنجازه ( العساف ، 2004)

النظریات المفسرة للإستغراق الوظیفی :

  نظریة دور السلوک :  قام William Kann عام 1990 بربط أصول الإستغراق بنظریة دور السلوک ل Goffman  عام 1961     ظهرت هذه النظریة فی مطلع القرن العشرین وتعتقد هذه النظریة أن سلوک الفرد وعلاقته الإجتماعیة تعتمد على الدور أو الأدوار التی یشغلها الفرد وتقوم هذه النظریة بدراسة سلوک الأفراد الذی یُشکل من خلال مطالب وقواعد الأشخاص الآخرین . وعلیه فإن منظرو نظریة الدور یعتقدون أن الأفراد یجب أن یتوافقوا مع توقعات اجتماعیة معینة وهذه التوقعات ترتبط بدور هؤلاء الأفراد ومن خلال ذلک فإنه یمکن توقع سلوک الأفراد من خلال تحلیل أدوارهم ( العابدی ، 2012).

 نظریة الدعم التنظیمی : أثار الدعم التنظیمی قدراً من الإهتمام بین الباحثین فی مجالات علم النفس والإدارة ( Rhoads,2002) ویعرف Eisenberger  عام 1986 الدعم التنظیمی بأنه مدى تقدیر المنظمة للعاملین بها ومساهمتها بالإهتمام برفاهیتهم ، وتفترض نظریة الدعم التنظیمی وجود علاقة تبادلیة ومشارکة بین المنظمة والعاملین بها ، فلا بد أن تتفاعل وتتأثر معتقدات العاملین بمدى تقدیر المنظمة لإسهاماتهم والعنایة برفاهیتهم ، وتتضمن هذه المعاملات الموضوعات المادیة والشخصیة على حد سواء فهى تشمل مثلاً الصداقة ، والإحترام ، والمحبة ، کما تتضمن النقود والخدمات والمعلومات (ماضی ، 2014).

العلاج بالواقع :

ترجع أصول العلاج بالواقع إلى ولیام جلاسر ، الذی ولد فی مدینة أوهایو وحصل على البکالوریوس فی الهندسة الکیماویة ، والماجستیر فی علم النفس الإکلینیکی ثم الدکتوراه عام 1955 وفی عام 1956 عمل کمرشد فی کلیة فنتور للبنات ( عبد الرشید ، 2011).

 ثار جلاسر على الطریقة الکلاسیکیة " التحلیل النفسی لفروید" ، وقام بنشر أفکاره لأول مرة عام 1962 م ( سلیمان ، 1997).

حیث عمل جلاسر فی الستینات کمرشد عام فی مجال التعلیم . وکان اهتمامه یرکز على تفاعل الطلاب مع المعلمین ، ورأى جلاسر أن الحیاة الناضجة والمسئولة تأتی عندما یعتمد الأفراد على قراراتهم أکثر من إعتمادهم على مواقفهم .( عبد الرشید ، 2011) .

أسس العلاج بالواقع :

یقوم العلاج بالواقع على مجموعة من الأسس ، والمتمثلة فی الأسس الفسیولوجیة ، والأسس الفلسفیة ، والأسس الإجتماعیة ، والأسس النفسیة والتربویة .

الأسس الفسیولوجیة :

    أشار جلاسر عام 1985 أن الفرد یولد ولدیه خمس حاجات أساسیة یجب إشباعها ، وأن عدم إشباعها سوف یؤدی لإصابة الفرد بالإضطراب النفسی ، وتتمثل هذه الحاجات فی الحاجة إلى : البقاء ، والقوة ، والحریة ، والمرح ، والمتعة ، وفی المقابل فإن جلاسر لا ینفی دور البیئة بما فیها من أحداث ، وأشخاص ، ومتغیرات فی عملیة الإشباع لتلک الحاجات ( زکی ، 2011).

الأسس الفلسفیة :

یذکر جلاسر عام 1992 أن الإرشاد بالواقع یثق فی قدرة الفرد فی تحدید خبراته ، وفی قدرته على إختیار ما یناسبه ، وأنه حر فی إتخاذ قراراته ، وبالتالی فهو مسؤول عن نتیجة أفعاله . فالإرشاد بالواقع ینظر للفرد نظرة إیجابیة ( زکی ، 2011) .

الأسس النفسیة والتربویة :

یذکر الشناوی عام 1994 أن العلاج بالواقع یعمل على تکوین الشخصیة السویة من خلال إشباعه لحاجاته الخاصة ، مما یساعد الفرد على إدراکه لذاته على أنه فرد ناجح ، ویؤکد جلاسر على أهمیة إشباع تلک الحاجات منذ المیلاد حتى ینمو الفرد ، ویکون سویاً ، ویرى جلاسر أنه من المهم إشباع تلک الحاجات فی أی وقت ، وذلک من خلال عملیة التعلم بما لا یخل بحقوق الآخرین ، وفی أی مرحلة عمریة حیث لم یهتم جلاسر بتقسیم المراحل النمائیة ( سلیمان ، 2015) .

الأسس الإجتماعیة :

یولد الفرد ویعیش فی محیط إجتماعی ینتمی إلیه یؤثر فیه ویتأثر به ، ویکون لدیه مجموعة من الحاجات التی یرید إشباعها ، ویحاول الفرد الإندماج فی الجماعة التی تتفق مع قیمه ، ومعتقداته ، وحاجاته بصفة عامة ، ویزداد ولاء الفرد لتلک الجماعة عندما تساعده فی إشباع حاجاته ، وتنمیة مهاراته الإجتماعیة (سلیمان ، 2015) .

المفاهیم الأساسیة فی العلاج بالواقع :

یقوم العلاج بالواقع على ثلاثة مفاهیم أساسیة وهى المسئولیة ، والواقع والصواب والخطأ ویرمزلها ب 3Rs"" وهناک مفاهیم أخرى ترتبط بالعلاج بالواقع مثل : السلوک الکلی ، الدافعیة .

المسئولیة Responsibility  :

تعتبر المسئولیة مفهوم أساسی فی العلاج الواقعی ویرى جلاسر Glasser أن المسئولیة الشخصیة هى قدرة الفرد على إشباع حاجاته الشخصیة دون حرمان الآخرین من إشباع حاجاتهم وتتمثل تلک الحاجات فی الحاجة إلى الکینونة ، والحاجة إلى حفظ الذات ، والحاجة إلى القوة أو الإنجاز ، والحاجة إلى الحریة أو الإستقلال والمتعة. وتشتمل المسئولیة على محاسبة الأفراد عن سلوکهم الشخصی وأنهم مسئولون عن الوفاء بحاجاتهم الشخصیة بصرف النظر عن الظروف المحیطة بهم .ویجب أن یفهم الأفراد أنهم مسئولون عن الوفاء بحاجاتهم الشخصیة وعن سلوکهم لیکتسبوا هویة ناجحة ، ویشیر جلاسر أن الصحة النفسیة لا تؤدی إلى السلوک المسئول وإنما السلوک المسئول هو الذی یؤدی إلى الصحة النفسیة ، وأن السلوک الغیر مسئول یسبب التعاسة والمعاناة الشخصیة نتیجة لعدم المسئولیة ونجد أن النقد الشدید للذات أو للآخرین یعمل على الهروب من الواقع ، وعدم تحقیق الأهداف ، وإشباع الإحتیاجات ، وذلک لأن البحث عن الأخطاء یؤدی إلى الفشل ، ولهذا نجد أن العلاج الواقعی یؤکد على الإبتعاد عن نقد الذات او نقد الآخرین (حسین ، 2010) .

الواقع Reality  :

یمثل الواقع الخبرة الحقیقیة الشعوریة للفرد فی الوقت الحاضر ، والهدف الأساسی من العلاج الواقعی هو تنمیة الواقع وتطویره لدى المسترشد ، والفرد السوی هو الذی یتقبل الواقع المحیط به ولا ینکره (أبو سیف ، 2011).

ویشیر( Glasser &Zunin,1973 ) إلى أن الأشخاص الذین یکونون مجرمون أو منحرفون أو لدیهم اضطرابات فی الشخصیة فإنهم یتجاهلون وینکرون الواقع فی عقولهم ، ویختارون النظم والقوانین الخاصة بهم متجاهلین بذلک الواقع المحیط بهم .

 الصواب والخطأ Right & Wrong :

یمثل کلاً من الصواب والخطأ مبدأ معیاری أخلاقی یتحدد من خلاله سلوک الفرد السوی والغیر سوی والذی یحقق للفرد حیاة إجتماعیة ناجحة بعیداً عن الإضطرابات والفشل ( زهران ، 1997).

ویشیر جلاسر أنه لکی نکون جدیرین بالإحترام یجب أن نلتزم بمعیار سلوکی نرضى عنه ، ولکی نفعل ذلک فإنه یجب أن نتعلم أن نقوم بتصحیح أنفسنا عندما نرتکب الخطأ ، وأن نکافىء أنفسنا إذا فعلنا الصواب ، وبعد تقییم السلوک إذا لم نعمل على تحسینه فإننا لا نستطیع إشباع حاجاتنا لکی نکون جدیرین بالإحترام ، وذلک لأن المعاییر والقیم والسلوک الصحیح والخاطىء ترتبط بشکل مباشر بإشباع الحاجات اللازمة لتقدیر الذات والتی تعد ضروریة وهامة فی العلاج الواقعی (عبد العزیز ، 2001) .

 الدافعیة Motivation  :

ینظر العلاج الواقعی إلى الفرد على أنه له أهمیة واستقلالیة وفردیة ومن ثم له حاجات أساسیة وقد أطلق جلاسر علیها مفهوم (الهویة) وهذه الحاجات الأساسیة مثل الحاجات الفسیولوجیة کالحاجة إلى الطعام والماء والهواء ، وهى مطلب أساسی لکل البشر ، وقد میز جلاسر بین نوعین من الهویات وهما هویة النجاح وهویة الفشل وتشیر هویة النجاح إلى أن الفرد یرى نفسه أنه شخص قادر على التأثیر والسیطرة على حیاته ، وأن له أهمیة فی الحیاة ، وقادر على إشباع حاجاته دون إلحاق الضرر بالآخرین ، أما هویة الفشل فهی تلک الهویة التی تکون لدى الشخص الذی لم یکن له علاقات وثیقة مع الآخرین ولا یستطیع أن یتصرف بمسؤولیة (الشناوی ، 1994) .

السلوک الکلی Total Behavior :

ترى نظریة العلاج بالواقع أن سلوک الأفراد سلوک کلی یتکون من أربعة عناصر أساسیة وهى :      

الأفعال والمشاعر ، والتفکیر والإستجابة الفسیولوجیة ، وشبههما جلاسر بإطارات السیارة الأربعة ، فالتفکیر والعمل هما العجلتان الأمامیتان ، بینما الشعور ووظائف الأعضاء هما العجلتان الخلفیتان ، ونحن لا نستطیع توجیه العجلات الخلفیة دون توجیه العجلات الأمامیة ( Howatt,2001 &Carob,2006) .

الحاجات الأساسیة الإنسانیة Basic Human Needs :

 یرى جلاسر أن الإنسان فی العلاج بالواقع مدفوع بخمس قوى داخلیة فطریة ، وغیر متعلمة وهى سلوک الإنسان الذی یهدف لإشباع حاجاته النفسیة وهى ( الإنتماء belonging ، الحریة freedom  ، القوة power  ، المرح fun  أو الإستمتاع enjoyment  ، البقاء survival ) وأن إشباع تلک الحاجات یؤدی إلى ضبط الفرد ، بینما عدم إشباعها فیؤدی إلى الألم وهوما یتسبب فی اضطراب الفرد لأن هذه الحاجات تسهم فی قوة الفرد النفسیة  ( Carob,2006) .

النظریات المفسرة للعلاج بالواقع :

تناول Glasser فی تنظیره للعلاج بالواقع ثلاثة نظریات منذ الستینات من القرن الماضی وحتى نهایة القرن الحالی عام 2000 ، وقد قام Glasser بعمل تغییرات کبیرة فی ضوء هذه النظریات الثلاثة منذ عام 1965 وحتى عام 2000 وهذه النظریات هى :

-         نظریة الهویة فی الفترة ما بین عام 1965 إلى عام 1980 .

-         نظریة الضبط فی الفترة ما بین عام 1980 إلى عام 1990 .

-         نظریة الإختیار فی الفترة ما بین عام 1996 إلى عام 2000 (Lennon , 2000 ) .

وسوف نتناول تلک النظریات فیما یلی :

نظریة الهویة :

تعتبر نظریة الهویة هى النظریة الأقدم التی تناولها Glasser  فی تفسیره لتطور الشخصیة ، وتفترض هذه النظریة أن هناک حاجة نفسیة أساسیة یواجهها کل فرد وهذه الحاجة هى الهویة ، ویعرفها Glasser بأنها حاجة کل فرد للشعور بالخصوصیة والتمیز عن غیره من الکائنات ، والهویة إما أن تکون هویة نجاح أو هویة فشل ، وتشیر هویة النجاح إلى قدرة الفرد على أن یرى نفسه على أنه شخص مقتدر ماهر وله أهمیة (الشناوی ، 1994) ، وله قدرة على ضبط  سلوکه ، والتأثیر فی بیئته ، بینما تعبر هویة الفشل عن عدم قدرة الفرد على تکوین علاقات وثیقة مع الآخرین ، وعدم التصرف بمسؤولیة ، وکذلک شعورهم بعدم أهمیتهم ، ویرى Glasser أن عدم قدرة الفرد على إشباع حاجتین أساسیتین وهما الشعور بالأهمیة ، والقیمة بالنسبة لأنفسنا ، وللآخرین ، وکذلک الشعور بالحب یؤدی به إلى هویة الفشل ، والتی تؤدی إلى حدوث المشکلات والإضطرابات بأنواعها (عتمان ، 2011) .

نظریة الضبط :

تفترض هذه النظریة أننا نملک صوراً ذهنیة عن ماهیة الواقع ، وصور أخرى عما نرید أن یکون علیه الواقع ، ویؤکد Glasser على أن سلوک الأفراد هو محاولة الفرد المتصلة لتقلیل الإختلاف بین ما نرید (الصور الذهنیة) ، وبین ما نمتلکه (الطریقة التی نرى بها المواقف فی العالم المحیط) کما أوضح Glasser أن الناس یمکن أن یتحکموا ویضبطوا ما یقومون به وذلک لأن سلوک الأفراد ما هو إلا نظام محکم منضبط (عتمان ، 2011) .

نظریة الإختیار :

تعتبر نظریة الإختیار نتاج تعدیلات نظریة الضبط ، وتفترض هذه النظریة أن سلوک الأفراد یعد أفضل محاولة لضبط الواقع ، والتحکم فیه لکی نشبع رغباتنا وإحتیاجاتنا ، وقد أوضح جلاسر أنه یمکن أن نختار من بین سلوکیاتنا ما نحکم علیها بأنها أفضل سلوکیات متاحة ، وذلک لتقلیل الإختلاف بین ما هو فی أذهاننا ، وبین ما هو فی الواقع ، وأوضح Glassar أن الأفراد الذین یتصرفون بعدم مسؤولیة أو سلبیة فإن ذلک نیجة فشلهم فی القیام بسلوکیات مسؤولة أو أنهم لم یتعلموا الأسالیب المسؤولة للتصرف فی مواقف معینة ( Glasser , 1998)

محددات الدراسة :

عینة الدراسة :

وتتمثل عینة الدراسة فی کل من العینة الإستطلاعیة والعینة التجریبیة

العینةالاستطلاعیة :

تکونت العینة الاستطلاعیة من (75) معلمة تم اختیارهن بشکل عشوائی من معلمات إدارة السادات التعلیمیة ، وذلک لتطبیق کل من مقیاس الرفاهیة الذاتیة ، ومقیاس الإستغراق الوظیفی على أفراد العینة .

العینةالتجریبیة :

تم تطبیق البرنامج على عینة تجریبیة قوامها ( 20 ) معلمة تم اختیارهن من اللائی حصلن على أدنى الدرجات على مقیاسی الرفاهیة الذاتیة ، والإستغراق الوظیفی لتطبیق البرنامج الإرشادی .

أدوات الدراسة :

 قامت الباحثة بتطبیق ثلاث أدوات على عینة الدراسة للتحقق من فروض الدراسة و تمثلت تلک الأدوات فی :

-       أولاً : مقیاس الرفاهیة الذاتیة ، إعداد الباحثة .

-       ثانیاً : مقیاس الإستغراق الوظیفی ، إعداد الباحثة .

-       ثالثاً : البرنامج الإرشادی القائم على العلاج بالواقع ، إعداد الباحثة .

 الأسالیب الإحصائیة :

 تم استخدام الأسالیب الإحصائیة التالیة وذلک للتأکد من صدق وثبات أدوات الدراسة ، وکذلک لإختبار فروض الدراسة وتحلیل النتائج :

-        معامل ارتباط بیرسون

-        معامل ألفا کرونباخ

-        معامل التجزئة النصفیة

-        اختبار (ت) للعینات المرتبطة 

  فروض الدراسة :

  • توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات القیاسین القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة فی الدرجة الکلیة لمقیاس الرفاهیة الذاتیة وفی کل بعد من أبعاده .
  • لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات القیاسین البعدی والتتبعی للمجموعة التجریبیة فی الدرجة لمقیاس الرفاهة الذاتیة وفی کل بعد من أبعاده .
  • توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات القیاسین القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة فی الدرجة الکلیة لمقیاس الاستغراق الوظیفی وفی کل بعد من أبعاده .
  •  لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات القیاسین البعدی والتتبعی للمجموعة التجریبیة فی الدرجة لمقیاس الاستغراق الوظیفی وفی کل بعد من أبعاده .

 

   نتائج الدراسة :

1-   وجود فروق ذات دلاللة إحصائیة عند مستوى دلالة ( 1,. ) بین متوسطات درجات القیاسین القبلی ، والبعدی على مقیاس الرفاهیة الذاتیة لصالح التطبیق البعدی .

2-  عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات القیاسین البعدی والتتبعی للمجموعة التجریبیة على مقیاس الرفاهیة الذاتیة .

3-  وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة ( 1,. ) بین متوسطات درجات القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس الإستغراق الوظیفی  لصالح التطبیق البعدی .

4-  عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات القیاسین البعدی والتتبعی للمجموعة التجریبیة على مقیاس الإستغراق الوظیفی .

مما یشیر إلى مدى فعالیة البرنامج الإرشادی القائم على العلاج بالواقع لتحسین الرفاهیة الذاتیة والإستغراق الوظیفی لدى عینة من المعلمات .

    توصیات الدراسة :

1-    الإهتمام ببناء برامج إرشادیة جدیدة تساعد على تنمیة الرفاهیة الذاتیة والإستغراق الوظیفی لدى المعلمین لتتلائم مع مؤثرات الحیاة الیومیة ، والواقع الوظیفی .

 

2-    إجراء دراسات عن الرفاهیة الذاتیة على عینات أخرى ، لأهمیتها لمواجهة الأحداث السلبیة ، والمواقف الضاغطة التی تواجه الإنسان فی حیاته المختلفة .

 

3-    تنفیذ برامج متخصصة لتحسین الإستغراق الوظیفی على عینات أخرى ، وذلک لأهمیتها فی الواقع العملی ، ورفع مستوى جودة العمل .

 

4-    إجراء دراسات مماثلة على شرائح إجتماعیة أخرى .

 

المراجع

أولاً : المراجع باللغة العربیة :

-         القرآن الکریم .

-         مدکور ، ابراهیم (1993) . المعجم الوجیز .

-         یونس ، ابراهیم . (2017) . قوة علم النفس الإیجابی . مؤسسة حورس الدولیة للنشر . طبعة أولى .ص 61 .

-         خرنوب ، فتون . (2016) . الرفاهیة النفسیة وعلاقتها بالذکاء الانفعالی والتفاؤل . مجلة اتحاد الجامعات العربیة للتربیة وعلم  النفس . 14 (1) . ص 222.

-         الخرافی ، نوریة مشاری و القحطانی ، هیفاء محمد عثمان . (2016) . فعالیة العلاج الواقعی فی التخفیف من السلوک العدوانی لدى طالبات المرحلة الثانویة فی دولة الکویت . المجلة العلمیة لکلیة التربیة . جامعة أسیوط .32 . (3).ص ص 487 – 489.

-         الذوادی ، لطیفة جاسم . (2015) . الرضا عن الحیاة والمساندة الإجتماعیة لدى المرأة العاملة . مکتبة الأنجلو المصریة . ص ص 25- 27 .

-         عبد الستار ، رشا و باشا ، شیماء . (2015) . علم النفس الإیجابی رؤیة معاصرة . مصر : مکتبة الأنجلو المصریة.

-         ارنوط ، بشرى اسماعیل أحمد . (2015) . فاعلیة برنامج ارشادی قائم على نظریة العلاج الواقعی فی خفض الکمالیة العصابیة وزیادة فاعلیة الذات الأکادیمیة لدى طالبات الدراسات العلیا بجامعة الملک خالد .مجلة الإرشاد النفسی . (42). مصر ، ص 43 – 47.

-         سلیمان ، نورهان أحمد زغلول . (2015) . فعالیة الإرشاد بالواقع فی خفض حدة بعض ضغوط العمل لدى معلمات ریاض الأطفال . دراسة مقدمة للإستیفاء جزئیاً لدرجة الماجستیر فی التربیة / ریاض الأطفال . قسم العلوم النفسیة . جامعة الإسکندریة ص 9- 20.

-         حجازی ، حمدی حامد محمد . (2014) . فاعلیة العلاج الواقعی فی خدمة الفرد فی دمج خریجی مؤسسات الرعایة الإجتماعیة للأحداث الجانحین فی المجتمع . مجلة دراسات فی الخدمة الإجتماعیة والعلوم الإنسانیة.36 (11). ص ص 4100 – 4105.

-         ماضی ، أحمد دیب محمد . (2014) . أثر الدعم التنظیمی على تنمیة الإستغراق الوظیفی لدى العاملین فی مکتب غزة الإقلیمی التابع للأونروا . ص ص 9 – 29.

-         حجازی ، نادیة عبد العزیز محمد . (2013) . الضغوط التی تعانی منها المرأة المصابة بسرطان الثدی وتصور مقترح لمدخل العلاج الواقعی فی طریقة خدمة الجماعة لمواجهتها . المؤتمر العلمی الدولی  السادس والعشرون للخدمة الإجتماعیة ، کلیة الخدمة الإجتماعیة ، جامعة حلوان . (6) . ص ص 2096 – 2102 .

-         زهران ، محمد حامد و زهران ، سناء حامد . (2013) . العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعلاقتها بکل من الصمود الأکادیمی والإستغراق الوظیفی لدى طلاب الدراسات العلیا للعاملین بالتدریس ، مجلة الإرشاد النفسی – مرکز الإرشاد النفسی .(36) . مصر ، ص ص  233 – 240 .

-         الحمد ، نایف بن أحمد .(2014). دور الإرشاد والعلاج بالواقع فی خفض الشعور بالإکتئاب النفسی لدى المراهقین ، مجلة المنارة للبحوث والدراسات .20 (1). الأردن . ص ص 12 – 20.

-         محمود ، شیلان فاضل. (2013). دور بعض عوامل الهندسة البشریة فی الإستغراق الوظیفی ، دراسة استطلاعیة لآراء عینة من العاملین فی شرکة أسایل للإتصالات. ص ص  75 – 99.

-         الحربی ، نایف محمد والشوربجی ، أبو المجد ابراهیم ( 2012) العنف الأسری وأثره على کل من الهناء الشخصی والعدوانیة لدى الأبناء بالمدینة المنورة . مجلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس م (2) (24) ، ص ص 551- 558 .

-         أبو الدیار ، مسعد . (2012). سیکولوجیة الأمل . الکویت : مکتبة الکویت الوطنیة ، ص ص 11-13 .

-         کمال، أحمد وکاظم ، علی والنبهانی ،هلال والبیری، أنور وجوده ، آمال وأبو القاسم ، موضى . (2012). الذکاء الإنفعالی والسعادة والأمل لدى طالبات الجامعة فی مصر

ثانیاً : المراجع الأجنبیة :

 

1- Barve,B.N.(2011). Astudy of job – stress , job – involvement , anxiety level and mental health among Manarashtra Police constables . Indian streans Research journal .1, 10, P:  55- 61.

 

 

2- Chin  , c .c , & Chin m s. f. (2009) The mediating role of job involvement in the relationship between job characteristics and organizational citizen ship behavior, Journal of Social Psychology , vol 149 , No 4 , P 31 .

 

 3- Diener , E. (2000).E. (2000) subjective well – being : The science of happiness and proposal  for anational index. American psychologist , 55(1),34-43.

 

 

4-  Hefferon & Boniwell .(2011). Positivf psychology : Theory , Research and Applications . England . British library . Pp1-17.

 

 

 5- Word , Jessica (2012) . Engaging work as acalling : Examining the link between .spirituality  and job hnvolvement : Journal of Management , spirituality & Relhgion ,9 (2) Pp. 147,166.

 

 6- Rich,Brucelouis, and Jeffrey Alpine and Earn .Crawford(2010),Job engagement : Ante cedents and effects on job performance ,Academy of Management journal , vol .53,No .3,Pp 617 – 635.

 

7- Leong , I. (2003). An empirical study on professional commitment organizational commitment and Job Involvement in Canada accounting firms .Journal of American Academy of Business.2, Pp 360 – 370.

8- Lawler , E & Hall . D. (1970) Relationship of Job characteristics to Job Involvement, satisfaction and intrinsic Motivation, Journal of Applied Psychology, vol. 54 No 5 , P 310 .

9- Lamberts , 6 , Eric & Paoline , Eugene , A , (2012) Explning potential Antecedents of job Involvement . An Exploratory study Among Jail staff , criminal justice and Behavior vol 12 , No 21 P 256 .