فاعلية برنامج إرشادي معرفي سلوکى لخفض التفاؤلية الدفاعية وأثرها في الحد من السلوک الخطر لدى عينة من المعاقين سمعياً

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

 الإعاقة السمعية هي تلک الحالة التي يُعانى منها الفرد نتيجة عوامل وراثية أو خلقية, أو بيئية مکتسبة من قصور سمعي يترتب عليه آثار اجتماعية أو نفسية أو الاثنين معاً، وتحول بينه وبين تعلم وأداء بعض الأعمال والأنشطة الاجتماعية التي يؤديها الفرد العادي بدرجة کافيه من المهارات, وقد يکون القصور السمعي إما جزئياً, أو کلياً شديداً, أو متوسطاً, أو ضعيفاً, وقد  يکون مؤقتاً, أو دائماً, وقد يکون متزايداً, أو متناقصاً, أو مرحلياً (محمد عبد الحي، 2001، 31).
   تُوجد العديد من الخصائص, والسمات التي تصف المعاقين سمعياً, فهم يسرفون فى أحلام اليقظة, ويُعانون من الشعور بالقلق والتهور وعدم قدرتهم علي ضبط انفعالاتهم, أو حل مشکلاتهم, أو الاستقلالية عن الآخرين(عبد المطلب القريطى، 2001, 320؛ سعيد العزة، 2002، 116؛ سحر القطاوى، 2011، 113 ). فمستويات طموحهم إما عالية جداً أو منخفضة جداً ولا يقدرون علي تغيير مطامحهم في ضوء أدائهم(عبد الرحمن سليمان, 2001, 105). أما عن مفهوم الذات الخاص بهم فعادةً ما يتصف بعدم الدقة وغالباً ما يکون مبالغاً فيه (جمال الخطيب ومني الحديدي، 2009، 14). المعاقين سمعياً يتصفون بالتمرکز حول الذات, وسرعة الانفعال, والاندفاعية, والفردية (Meadow-Orlans, 1980, 114)؛ ويميلون للخوف غير الواقعي ويفضلون الإشباع الآني وليس المؤجل (إبراهيم القريوتي، 2006، 63-69). کما يُظهر المعاقين سمعياً المراهقين مستويات مرتفعة من الضبط الخارجي أکثر من مستوي الضبط لدي للسامعين, کما يعتقدون في عدم قدرتهم علي السيطرة علي الأحداث السيئة أو واقعون تحت رحمة قوي خارجية, في حين يُظهر بعضهم مستوىات مرتفعة من تقدير الذات, وتصورات اجتماعية مستنيرة جدا (McDaniel, 1976, 21). کما يمتلکون مستويات مرتفعة من التحرر والطمأنينة وتقدير الذات والشعور بالأمن, والتفاؤل, ويمتلکون استراتيجيات ملائمة للتعامل مع القلق والآلام النفسية وللبعد عن التوتر(طارق النجار ومحمود الحبشي, 2014، 18).
المراهقين المعاقين سمعياً مثل السامعين يواجهون الخبرات غير المحببة في بيئتهم النمائية, وتَکمن الاختلافات فيما بينهم, وبين السامعين في طرقهم وأساليبهم المتنوعة والفريدة في التعامل والتواصل وثقافتهم ومدرکاتهمSheridan, 2011, 231)).
   يتبني المعاقين سمعياً أفکاراً ومعتقدات غير واقعية تهدف لإبعاد أنفسهم عن التوتر والضغط, وقد تکون تلک الأفکار غير الواعية؛ بسبب نقص ومحدودية معرفتهم وخبراتهم الشخصية, وقد تکون بسبب تمرکزهم حول ذواتهم, وقد تکون بسبب قلقهم, وقد تکون بسبب شعورهم بقدرتهم على ضبط واقعهم المحيط, وقد تکون بهدف رغبتهم في الحفاظ على تقدير الذات لديهم, وکل تلک العوامل تؤدي في النهاية إلي تبنى الأفکار والمعتقدات المتفائلة, والوقوع في شِرک التفاؤلية الدفاعية biased optimism للحصول على المزيد من الأمن المؤقت والتکيف والتوافق في ظل المقارنات الاجتماعية وللبعد عن التوتر. وتَظهر التفاؤلية الدفاعية  biased optimism حين يتوقع الأفراد  حدوث الأحداث الإيجابية في المستقبل على الرغم من عدم وجود دليل يدعم تلک التوقعات Sharot, et al., 2007, 102-105)).
   تتأثر التفاؤلية الدفاعية بعدة عوامل منها: الخبرة أو التجارب الشخصية، والضبط المدرک، والصورة النمطية المحببة Weinstein, 1980, 806))، وتقدير الذات (محمد أبو العلا،2010،339), والأنانية والتمرکز حول الذات (Weinstein, 1987, 481)، والقدرة على الضبط (Prentice, et al., 2005, 502)، والخبرة السابقة (Rutter ,et al., 1998, 681–696). فالأفراد يُظهرون وجود الدفاعية المنتشرة والمثيرة للدهشة عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بما سيحدث غدا أو الأسبوع المقبل، أو خلال خمسين عاما من الآن؛ فالأفراد يبالغون في تقدير احتمالات حدوث الأحداث الإيجابية، ويقللون من احتمالات حدوث الأحداث السلبية, فالتفاؤلية الدفاعية هي الفرق بين توقع الشخص والنتائج المستقبلية الفعلية، فإذا کانت التوقعات أفضل من الواقع فإن الدفاعية "تفاؤلية", و إذا کان الواقع أفضل مما کان متوقعا، فإن الدفاعية "تشاؤمية" biased Pessimism  (Sharot, 2011, 941). فالتفاؤلية الدفاعية ليست سمة شخصية, ولکنها حالة تنشأ بسبب المحاولات المشترکة لنوعين من ميکانزمات الدفاع: الأولى المحاولات التي ترتبط بالعوامل المعرفية مثل نقص المعلومات والخبرات, وضعف استبصار الفرد بمهاراته المعرفية, والثاني ميکانزم دفاعي له طبيعة دافعية أو تحفيزية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بدفاع الفرد عن تقديريه لذاته والرفض الدفاعي للتغلب علي التوتر(.(Conversano, et al., 2010 ,25
وتُعتبر التفاؤلية الدفاعية مُصطلح مثير للجدل من الناحية النفسية, فعلى الرغم من أنها تُعتَبر أوهام ايجابية تساعد على التکيف والصحة النفسية الجيدة, إلا إن تلک الأوهام تحتاج إلي الواقعية والإحساس الدقيق بالواقع, وهناک وجهتي نظر مختلفتين تفسرا مدي تأثير التفاؤلية الدفاعية هما:
-         الأولي: تشير لارتباط التفاؤلية الدفاعية وغيرها من الأوهام الإيجابية عن الذات بمشاعر السعادة, وتکوين العلاقات الاجتماعية الجيدة, وحب المغامرة , والجرأة,  والقدرة على التکيف.
-         الثانية: شَکَکت في وجهة النظر الأولي, وأکدت بأنه على المدى الطويل ستقوم الأوهام الإيجابية بمقاومة التکيف حيث تتطلب الصحة النفسية السليمة الإحساس بالواقعية والاتصال الدقيق      بالواقع Peeters, et al., 2001, 144-146)).
عندما يقوم الأفراد بتبني أفکار خاطئة ومعتقدات مضللة عن الذات وعن الآخرين, فهم بذلک يغفلون الواقع المحيط بهم, ويصبحون أکثر تهوراً وأکثر رعونة, اعتقاداً منهم بتميزهم, وأنهم مهما اقترفوا من أخطاء فهم محصنون ضد الأحداث السالبة، مما يدفعهم لتبنى سلوکيات قد تؤثر على صحتهم, وقد تضر المحيطين بهم. فالأفراد يميلون للاعتقاد بأنهم غير معرضين للإصابة بالمرض والمخاطر, وأن غيره أقرب منه للإصابة, وبالتالي يتجاوز القيام بسلوکيات تجنبه المرض, أو عدم ممارسة السلوکيات الوقائية أو العلاج المبکر(حسن الفنجرى، 2007، 37).
ارتبطت التفاؤلية الدفاعية بالقيام بالسلوکيات الخطرة وغير الصحية, مثل التدخين (Arnett, 2000, 625-632), والعدوانية والسلوک الخطر لدي المراهقين (Arnett, 1996, 693), وتبني المعتقدات الصحية الخطرة (عبد العزيز العنزى، 2015، 204), والاستهانة والتقليل من تقدير الخطر       (Watts, 2014, 1-59؛ Vanderzanden, 2015, 1-57).
   التفاؤلية الدفاعية قد تکون في صورة مبالغة وقد تکون کالهوس وبهذا تُعتبر غير تکيفيه, وقد تؤدى إلي العديد من المشکلات التي تنتج عن سوء تقدير المواقف کما تزيد من الاشتراک في السلوک الخطر, ومن ثَم فاستخدام الاسلوب المعرفي السلوکي يُساعد الفرد على توليد وإنتاج تفسيرات أکثر واقعية وعقلانية للأحداث التي يمرون بها في حياتهم Vollrath, 2006, 318)).
  يُعرف الأسلوب المعرفي السلوکي بأنه أُسلوب يجمع بين عناصر الإرشاد المعرفي والإرشاد السلوکي, فالجانب السلوکي يهتم بالطريقة التي تؤثر فيها السلوک على الصحة النفسية, بينما يهتم الجانب المعرفي بالطريقة التي يفکر بها الفرد وکيف يرى نفسه والآخرين& Wood ,2008,33)‏Wood ). فمن خلال الاسلوب المعرفي السلوکي يُمکن التعامل مع التفاؤلية الدفاعية لدي المعاقين سمعياً وذلک بتخفيضها لتکون أکثر واقعية مع الأحداث وحتي لا يصل المعاق سمعياً لحالم من عدم التکيف في المجتمع الذي يعيش فيه.

       
       
 

 

 

                        

 

جامعة مدینة السادات                                                                   کلیة التربیة

                                                                                        قسم علم النفس                                                                                                                                                                                                                                               

 

 

فاعلیة برنامج إرشادی معرفی سلوکى لخفض التفاؤلیة الدفاعیة وأثرها فی الحد من السلوک الخطر لدى عینة من المعاقین سمعیاً

 

 
 

بحث ضمن متطلبات الحصول علی درجة الماجستیر فی التربیة

تخصص- الصحة النفسیة

إعداد

مروة توفیق أبو المعاطی الجمل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاستاذ الدکتور

فاروق السید عثمان

أستاذ علم النفس

کلیة التربیة - جامعة مدینة السادات

 

الاستاذ الدکتور

عصام جمعة نصار

أستاذ علم النفس المساعد

کلیة التربیة - جامعة مدینة السادات

 

إشراف

 

 

              

 

 

2018م –  1439هـ

 مقدمة الدراسة:-

 الإعاقة السمعیة هی تلک الحالة التی یُعانى منها الفرد نتیجة عوامل وراثیة أو خلقیة, أو بیئیة مکتسبة من قصور سمعی یترتب علیه آثار اجتماعیة أو نفسیة أو الاثنین معاً، وتحول بینه وبین تعلم وأداء بعض الأعمال والأنشطة الاجتماعیة التی یؤدیها الفرد العادی بدرجة کافیه من المهارات, وقد یکون القصور السمعی إما جزئیاً, أو کلیاً شدیداً, أو متوسطاً, أو ضعیفاً, وقد  یکون مؤقتاً, أو دائماً, وقد یکون متزایداً, أو متناقصاً, أو مرحلیاً (محمد عبد الحی، 2001، 31).

   تُوجد العدید من الخصائص, والسمات التی تصف المعاقین سمعیاً, فهم یسرفون فى أحلام الیقظة, ویُعانون من الشعور بالقلق والتهور وعدم قدرتهم علی ضبط انفعالاتهم, أو حل مشکلاتهم, أو الاستقلالیة عن الآخرین(عبد المطلب القریطى، 2001, 320؛ سعید العزة، 2002، 116؛ سحر القطاوى، 2011، 113 ). فمستویات طموحهم إما عالیة جداً أو منخفضة جداً ولا یقدرون علی تغییر مطامحهم فی ضوء أدائهم(عبد الرحمن سلیمان, 2001, 105). أما عن مفهوم الذات الخاص بهم فعادةً ما یتصف بعدم الدقة وغالباً ما یکون مبالغاً فیه (جمال الخطیب ومنی الحدیدی، 2009، 14). المعاقین سمعیاً یتصفون بالتمرکز حول الذات, وسرعة الانفعال, والاندفاعیة, والفردیة (Meadow-Orlans, 1980, 114)؛ ویمیلون للخوف غیر الواقعی ویفضلون الإشباع الآنی ولیس المؤجل (إبراهیم القریوتی، 2006، 63-69). کما یُظهر المعاقین سمعیاً المراهقین مستویات مرتفعة من الضبط الخارجی أکثر من مستوی الضبط لدی للسامعین, کما یعتقدون فی عدم قدرتهم علی السیطرة علی الأحداث السیئة أو واقعون تحت رحمة قوی خارجیة, فی حین یُظهر بعضهم مستوىات مرتفعة من تقدیر الذات, وتصورات اجتماعیة مستنیرة جدا (McDaniel, 1976, 21). کما یمتلکون مستویات مرتفعة من التحرر والطمأنینة وتقدیر الذات والشعور بالأمن, والتفاؤل, ویمتلکون استراتیجیات ملائمة للتعامل مع القلق والآلام النفسیة وللبعد عن التوتر(طارق النجار ومحمود الحبشی, 2014، 18).

المراهقین المعاقین سمعیاً مثل السامعین یواجهون الخبرات غیر المحببة فی بیئتهم النمائیة, وتَکمن الاختلافات فیما بینهم, وبین السامعین فی طرقهم وأسالیبهم المتنوعة والفریدة فی التعامل والتواصل وثقافتهم ومدرکاتهمSheridan, 2011, 231)).

   یتبنی المعاقین سمعیاً أفکاراً ومعتقدات غیر واقعیة تهدف لإبعاد أنفسهم عن التوتر والضغط, وقد تکون تلک الأفکار غیر الواعیة؛ بسبب نقص ومحدودیة معرفتهم وخبراتهم الشخصیة, وقد تکون بسبب تمرکزهم حول ذواتهم, وقد تکون بسبب قلقهم, وقد تکون بسبب شعورهم بقدرتهم على ضبط واقعهم المحیط, وقد تکون بهدف رغبتهم فی الحفاظ على تقدیر الذات لدیهم, وکل تلک العوامل تؤدی فی النهایة إلی تبنى الأفکار والمعتقدات المتفائلة, والوقوع فی شِرک التفاؤلیة الدفاعیة biased optimism للحصول على المزید من الأمن المؤقت والتکیف والتوافق فی ظل المقارنات الاجتماعیة وللبعد عن التوتر. وتَظهر التفاؤلیة الدفاعیة  biased optimism حین یتوقع الأفراد  حدوث الأحداث الإیجابیة فی المستقبل على الرغم من عدم وجود دلیل یدعم تلک التوقعات Sharot, et al., 2007, 102-105)).

   تتأثر التفاؤلیة الدفاعیة بعدة عوامل منها: الخبرة أو التجارب الشخصیة، والضبط المدرک، والصورة النمطیة المحببة Weinstein, 1980, 806))، وتقدیر الذات (محمد أبو العلا،2010،339), والأنانیة والتمرکز حول الذات (Weinstein, 1987, 481)، والقدرة على الضبط (Prentice, et al., 2005, 502)، والخبرة السابقة (Rutter ,et al., 1998, 681–696). فالأفراد یُظهرون وجود الدفاعیة المنتشرة والمثیرة للدهشة عندما یتعلق الأمر بالتنبؤ بما سیحدث غدا أو الأسبوع المقبل، أو خلال خمسین عاما من الآن؛ فالأفراد یبالغون فی تقدیر احتمالات حدوث الأحداث الإیجابیة، ویقللون من احتمالات حدوث الأحداث السلبیة, فالتفاؤلیة الدفاعیة هی الفرق بین توقع الشخص والنتائج المستقبلیة الفعلیة، فإذا کانت التوقعات أفضل من الواقع فإن الدفاعیة "تفاؤلیة", و إذا کان الواقع أفضل مما کان متوقعا، فإن الدفاعیة "تشاؤمیة" biased Pessimism  (Sharot, 2011, 941). فالتفاؤلیة الدفاعیة لیست سمة شخصیة, ولکنها حالة تنشأ بسبب المحاولات المشترکة لنوعین من میکانزمات الدفاع: الأولى المحاولات التی ترتبط بالعوامل المعرفیة مثل نقص المعلومات والخبرات, وضعف استبصار الفرد بمهاراته المعرفیة, والثانی میکانزم دفاعی له طبیعة دافعیة أو تحفیزیة ترتبط ارتباطاً وثیقاً بدفاع الفرد عن تقدیریه لذاته والرفض الدفاعی للتغلب علی التوتر(.(Conversano, et al., 2010 ,25

وتُعتبر التفاؤلیة الدفاعیة مُصطلح مثیر للجدل من الناحیة النفسیة, فعلى الرغم من أنها تُعتَبر أوهام ایجابیة تساعد على التکیف والصحة النفسیة الجیدة, إلا إن تلک الأوهام تحتاج إلی الواقعیة والإحساس الدقیق بالواقع, وهناک وجهتی نظر مختلفتین تفسرا مدی تأثیر التفاؤلیة الدفاعیة هما:

-         الأولی: تشیر لارتباط التفاؤلیة الدفاعیة وغیرها من الأوهام الإیجابیة عن الذات بمشاعر السعادة, وتکوین العلاقات الاجتماعیة الجیدة, وحب المغامرة , والجرأة,  والقدرة على التکیف.

-         الثانیة: شَکَکت فی وجهة النظر الأولی, وأکدت بأنه على المدى الطویل ستقوم الأوهام الإیجابیة بمقاومة التکیف حیث تتطلب الصحة النفسیة السلیمة الإحساس بالواقعیة والاتصال الدقیق      بالواقع Peeters, et al., 2001, 144-146)).

عندما یقوم الأفراد بتبنی أفکار خاطئة ومعتقدات مضللة عن الذات وعن الآخرین, فهم بذلک یغفلون الواقع المحیط بهم, ویصبحون أکثر تهوراً وأکثر رعونة, اعتقاداً منهم بتمیزهم, وأنهم مهما اقترفوا من أخطاء فهم محصنون ضد الأحداث السالبة، مما یدفعهم لتبنى سلوکیات قد تؤثر على صحتهم, وقد تضر المحیطین بهم. فالأفراد یمیلون للاعتقاد بأنهم غیر معرضین للإصابة بالمرض والمخاطر, وأن غیره أقرب منه للإصابة, وبالتالی یتجاوز القیام بسلوکیات تجنبه المرض, أو عدم ممارسة السلوکیات الوقائیة أو العلاج المبکر(حسن الفنجرى، 2007، 37).

ارتبطت التفاؤلیة الدفاعیة بالقیام بالسلوکیات الخطرة وغیر الصحیة, مثل التدخین (Arnett, 2000, 625-632), والعدوانیة والسلوک الخطر لدی المراهقین (Arnett, 1996, 693), وتبنی المعتقدات الصحیة الخطرة (عبد العزیز العنزى، 2015، 204), والاستهانة والتقلیل من تقدیر الخطر       (Watts, 2014, 1-59؛ Vanderzanden, 2015, 1-57).

   التفاؤلیة الدفاعیة قد تکون فی صورة مبالغة وقد تکون کالهوس وبهذا تُعتبر غیر تکیفیه, وقد تؤدى إلی العدید من المشکلات التی تنتج عن سوء تقدیر المواقف کما تزید من الاشتراک فی السلوک الخطر, ومن ثَم فاستخدام الاسلوب المعرفی السلوکی یُساعد الفرد على تولید وإنتاج تفسیرات أکثر واقعیة وعقلانیة للأحداث التی یمرون بها فی حیاتهم Vollrath, 2006, 318)).

  یُعرف الأسلوب المعرفی السلوکی بأنه أُسلوب یجمع بین عناصر الإرشاد المعرفی والإرشاد السلوکی, فالجانب السلوکی یهتم بالطریقة التی تؤثر فیها السلوک على الصحة النفسیة, بینما یهتم الجانب المعرفی بالطریقة التی یفکر بها الفرد وکیف یرى نفسه والآخرین& Wood ,2008,33)‏Wood ). فمن خلال الاسلوب المعرفی السلوکی یُمکن التعامل مع التفاؤلیة الدفاعیة لدی المعاقین سمعیاً وذلک بتخفیضها لتکون أکثر واقعیة مع الأحداث وحتی لا یصل المعاق سمعیاً لحالم من عدم التکیف فی المجتمع الذی یعیش فیه.

مشکلة الدراسة:-

 تُعتبر التفاؤلیة الدفاعیة طریقة العقل لإنکار الحقیقة أو تغیرها أو التلاعب بها من أجل حمایة الشخص من الشعور بالقلق أو التوتر بسبب الأحداث المختلفة, فمن خلالها یری الفرد نفسه مُحصن ضد الأمور غیر المستحبة, ویأمل دائماً فی حدوث الأفضل له, ویُغفل العوامل المحیطة به والمؤثرة فی حیاته.   فالأفراد دائماً ما یمیلون لإدراک ذواتهم بأنهم محصنین فریدین unique invulnerability وأقل قابلیة من غیرهم للوقوع کضحایاPerloft, 1983, 41)). فالتفاؤلیة الدفاعیة تُقلل من تقدیرات إمکانیة التعرض للخطر وبالتالی یؤدى ذلک إلى إهمال الفرد لإتباع السلوکیات الوقائیة اللازمة للمحافظة على الصحة, کما تُعزز السلوکیات الضارة بالصحة مثل التدخین والتغذیة غیر الصحیة  .(Sharot, 2011, 944)

کما یتصف المعاقین سمعیاً بنقص الحکمة والاندفاع والعدوان(Denmark ,1994, 56)، ویقومون بسلوک التمرد والعصیان والسلوک المضاد للمجتمع, والسلوک المدمر والعنیف (سحر القطاوى، 2011, 113؛ عبد المطلب القریطى، 2001، 320)، ولدیهم  مشکلات انفعالیة وسلوکیة (Van Eldik, et al., 2004 ,148 ) ، کما یعانون من انتشار حالات زیادة الوزن ((Dair, et al., 2006 ,318, وارتفاع معدلات التدخین فیما بینهم (Berman ,et  al., 2006, 441), فذوى الاحتیاجات الخاصة بشکل عام یقومون بإتباع أسلوب حیاة غیر صحی ویقومون  بأنماط السلوک الخطر (Qidwai , et al., 2010, 1).

إن التفاؤلیة الدفاعیة جانباً إلی جانب مع الإعاقة السمعیة لدی المراهق، قد تُؤدی إلى المزید والمزید من السلوکیات الخطرة التی تؤثر على المعاق سمعیاً وعلی المحیطین به, فبالرغم من الجهود المبذولة والرسائل التی تناولت المعاقین سمعیا بالدراسة والفحص, إلا أن هناک افتقار فی الدراسات التی اهتمت بخفض التفاؤلیة الدفاعیة وأثرها فی التقلیل من السلوکیات الخطیرة التی یقوم بها المراهق المعاق سمعیاً, فهذا الموضوع لم یحظى بالقدر الکافی من الدراسة والبحث.

وتتبلور مشکلة الدراسة فی السؤال الرئیسی التالی:

ما مدى فاعلیة برنامج إرشادی معرفی سلوکی لخفض التفاؤلیة الدفاعیة وأثره فی الحد من السلوک الخطر لدى عینة من المعاقین سمعیا؟

وینبثق من السؤال الرئیسی السابق مجموعة من الأسئلة الفرعیة وهى کالآتی:

  1. ما فاعلیة الإرشاد المعرفی السلوکی فی خفض التفاؤلیة الدفاعیة لدی عینة من المعاقین سمعیاً؟
  2. هل یقل السلوک الخطر لدی المعاقین سمعیاً بعد تعرضهم للبرنامج الإرشادی المعرفی السلوکی المقدم لهم؟
  3. هل هناک استمراریة لأثر البرنامج الإرشادی المعرفی السلوکی فی خفض التفاؤلیة الدفاعیة والسلوک الخطر لدی المعاقین سمعیاً الذین تعرضوا للبرنامج الإرشادی المعرفی السلوکی؟

أهداف الدراسة:-

تُهدف الدراسة الحالیة ؛  للتحقق من مدى فاعلیة برنامج إرشادی معرفی سلوکی لخفض التفاؤلیة الدفاعیة وأثره فی الحد من السلوک الخطر لدى عینة من المعاقین سمعیاً.

أهمیة الدراسة:-

تَشتمل الدراسة على جانبین من الأهمیة هما:

الأهمیة النظریة:

-         تُسهم الدراسة فی إلقاء الضوء على مفهوم حدیث نسبیاً فی العالم العربی وهو التفاؤلیة الدفاعیة.

-         لم تَتم دراسة التفاؤلیة الدفاعیة فی مصر من قبل وبالتالی فتناولها قد یُساعد فی فتح أبواب جدیدة لدراستها وتفسیرها من أکثر من جانب.

-         تُسهم الدراسة أیضا فی التعرف على السلوکیات الخطرة التی یتعرض لها المراهقین عموماً والمراهقین من ذوى الإعاقة السمعیة علی وجه الخصوص.

الأهمیة التطبیقیة:

تمثلت الأهمیة التطبیقیة فی الآتی:

1-            تُسهم الدراسة الحالیة فی تقدیم الرعایة للمراهقین المعاقین سمعیاً وتحسین مستوى صحتهم النفسیة والجسمیة.

2-            تُساعد الأسرة والمعلمین والأخصائیین النفسیین فی اختیار الأسلوب الأفضل فی التعامل مع أبنائهم وطلابهم للتقلیل من التفاؤلیة الدفاعیة، وبالتالی تقلیل السلوکیات الخطرة التی یتعرض لها المعاقین سمعیاً.

3-            تُسهم الدراسة الحالیة فی تجنیب المجتمع مما قد یقوم به المراهق المعاق سمعیاً من سلوکیات خطیرة، قد تؤُدى بحیاته والتی تکون ناتجة عن تفاؤل غیر واقعی للأحداث، وهذا من شأنه جعل المعاق سمعیاً أکثر صلابة وأکثر صحة نفسیة حتى مع إعاقته.

محددات الدراسة:-

تتحدد نتائج الدراسة الحالیة بمحدداتها المنهجیة, والمکانیة, والزمنیة کالآتی:

1-  المحددات المنهجیة: وتشمل المحددات البشریة ومنهج الدراسة، وأدواتها، والأسالیب الإحصائیة المستخدمة کالتالی:

           أ‌-         المحددات البشریة : وتُمثل مجتمع الدراسة، وتتکون من(14) طالب من المعاقین سمعیاً، تتراوح أعمارهم ما بین 16-19 عاماً، وجمیعهم من مدرسة الأمل للصم وضعاف السمع بشبین الکوم بمحافظة المنوفیة.

         ب‌-      منهج الدراسة : تم استخدام المنهج التجریبی لملائمته لمجتمع وطبیعة عینة الدراسة.

         ت‌-      أدوات الدراسة : وتتمثل أدوات الدراسة الحالیة فی:

ü     مقیاس التفاؤلیة الدفاعیة للمعاقین سمعیاً (إعداد الباحثة).

ü     استطلاع رأی المعلمین وأولیاء الأمور للسلوکیات الخطر للمعاقین سمعیاً(إعداد الباحثة).

ü     مقیاس السلوک الخطر للمعاقین سمعیاً(إعداد الباحثة).

ü     البرنامج الإرشادی المعرفی السلوکی لخفض التفاؤلیة الدفاعیة للمعاقین سمعیاً (إعداد الباحثة).

         ث‌-      الأسالیب الإحصائیة: وتتمثل فی:

-         معادلة ألفا کرونباخ . Alpha Cronbach

-         اختبار مان ویتنى U)) Mann,Whitney Test .

-         معامل ارتباط بیرسون  Pearson's correlation coefficient .

-         اختبار ویلکوکسون. Wilcoxon Test  (W) .

-         معامل الارتباط الثنائی المتسلسل جلاس Point Biserial Correlation Coefficient (Glass).                                                                               

-         قیمة Z  Z –value)).

2-  المحددات المکانیة: یُقصد بها المکان الذی نُفذت فیه الدراسة وهى مدرسة الأمل للصم وضعاف السمع بشبین الکوم محافظة المنوفیة.

3-  المحددات الزمنیة: وتعنى الفترة الزمنیة التی استغرقتها الدراسة الحالیة, حیث امتدت من الفصل الدراسی الأول حتى الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی 2017 /2018, وتم تنفیذ جلسات البرنامج المکون من 16 جلسة واستغرقت 5 أسابیع بواقع 3 جلسات أسبوعیاً, ویتراوح زمن کل جلسة 45 دقیقة.

 

 المصطلحات الاجرائیة للدراسة :-         

1- المعاقین سمعیاً Hearing disabled individuals :

 

فالمعاق سمعیاً هو الفرد الذی یعانى من فقدان سمعی یصل إلی أکثر من (70) دیسیبل مما یحول دون تمکنه من المعالجة الناجحة للمعلومات اللغویة من خلال جهاز السمع وحده ، سواء باستخدام المعینات السمعیة أم بدونها (إبراهیم القریوتى، 2006، 28) .

یعرفون إجرائیا بأنهم الطلاب ذوی القصور السمعی الملتحقین بمدرسة الأمل للصم وضعاف السمع بشبین الکوم محافظة المنوفیة، والذین یعانون من فقدان سمعی، ویعتمدون علی المعینات السمعیة ولغة الاشارة وقراءة الشفاه لتعلم الکلام واللغة.

2-  التفاؤلیة الدفاعیة Biased optimism/Optimism bias:

التفاؤل Optimism هو "المذهب الذی یؤمن بأن کل شیء فی الطبیعة سیؤول إلی الأفضل, والمیل لتبنى اتجاهاً مفعماً بالأمل فیما یتعلق بالأمور الاجتماعیة والسیاسیة" (Webster, 2000, 583) .

التفاؤلیة الدفاعیة هی  إحدى الأوهام الایجابیة التی تساعد فی التصدی للتهدید الاجتماعی, فمواجهة النتائج الاجتماعیة السلبیة قد یؤدى إلی الإحساس بعدم الکفایة الشخصیة, ونقص الإحساس بالقدرة على الضبط وزیادة مشاعر عدم الحصانة, والإحساس بالکآبة وتلک المشاعر السلبیة یتم التغلب علیها من خلال الأوهام الایجابیة, فهی استراتیجیة  معرفیة للمواجهة تعبر عن شکل من أشکال خداع الذات (Catina & Iso-Ahola, 2008, 102).

تُعرف إجرائیا بأنها میکانزیم دفاعی واستراتیجیة معرفیة یقوم خلالها الأفراد بتشویه الواقع وبتبنی نمطا محدداً من الأفکار التی تقودهم لإصدار مجموعة من الأحکام والتقییمات المستقبلیة, بهدف تحقیق التکیف وتقلیل التهدید المرتبط بالأحداث غیر السارة, وذلک من خلال اعتقادهم  بأن الأحداث الایجابیة ستکون أکثر حدوثاً من الأحداث السلبیة لهم مقارنةً بغیرهم من الأفراد, وتُحدد بالدرجة التی یحصل علیها المعاق سمعیاً علی مقیاس التفاؤلیة الدفاعیة للمعاقین سمعیاً(إعداد الباحثة).

3-  السلوک الخطر Risky behavior:

فالسلوک الخطر هو الفعل الذی یعرض الإنسان أو غیره للضرر, وهو الاستجابة التی تهدف إلى إلحاق الضرر والأذى بالآخرین, وهو سلوک یصدره الفرد, لفظیاً أو بدنیاً، صریحاً أو غیر صریح أو ضمنیاً, مباشراً أو غیر مباشر, ایجابیا أو سلبیاً, ویُحدده صاحبه بأنه سلوک أملته علیه مواقف الغضب أو الإحباط أو الإزعاج من قبل الآخرین أو مشاعر عدائیة, وترتب علی هذا السلوک أذی بدنی أو مادی أو نفسی للآخرین أو للشخص نفسه (منصور العصیمی، 2010، 13).

ویعرف إجرائیاً بأنه الفعل الذی یقوم به المعاق سمعیاً ویسبب أذى نفسیاً أو جسدیاً له أو لغیره ویتمثل فی أی من السلوکیات التالیة؛  سوء استخدام التکنولوجیا الحدیثة (الشاشات الالکترونیة-الانترنت), والتدخین, والعنف, والسلوکیات الغذائیة غیر الصحیة, وتحدد بالدرجة التی یحصل علیها المعاق سمعیاً على مقیاس السلوک الخطر للمعاقین سمعیاً(إعداد الباحثة).

4- الارشاد المعرفی السلوکی :Cognitive behavioral Counseling

الإرشاد المعرفی السلوکی اتجاها یعمل على الدمج بین الإرشاد المعرفی بفنیاته المتعددة والإرشاد السلوکی بما یضمه من فنیات ویتعامل مع الاضطرابات المختلفة من منظور ثلاثی الأبعاد إذ یتعامل معها معرفیاً وانفعالیاً وسلوکیاً بحیث یستخدم العدید من الفنیات سواء من المنظور المعرفی أو الانفعالی أو السلوکی.(محمد عمارة، 2008، 122)

یُعرف إجرائیا بأنه نوع من الإرشاد النفسی یُستخدم فیه فنیات الأسلوب المعرفی السلوکی والتی تُعتبر مزیجاً بین الفنیات المعرفیة التی تستهدف تغیر الأفکار والمعتقدات اللاعقلانیة والخاطئة بأخرى أکثر عقلانیة, ومجموعة من الفنیات السلوکیة التی تهدف تعدیل السلوکیات الخاطئة وإکساب سلوکیات جدیدة فی التعامل مع الأحداث المختلفة. 

الدراسات السابقة:-

 دراسة (Arnett, 2000, 625-632)حیث قام بدراسة التفاؤلیة الدفاعیة بشأن مخاطر التدخین على عینة من المراهقین عددها ٢٠٠ (فى الاعمار بین ١٢-١٧) وعینة من البالغین عددها ٢٠٣ (فى الاعمار بین ٣٠-٥٠) , وتم تطبیق استبانا یتضمن جزئین الجزء الاول هو مقیاس حالة التدخین والذى یستخدم فى البحوث الخاصة بالتدخین (قسم الصحة والموارد البشریة فى الولایات المتحدة الامریکیة) أما الجزء الثانى من الاستبیان فقد تضمن أسئلة حول المخاطر المدرکة للتدخین , وجائت النتائج  بأن الاغلبیة العظمى من المراهقین والبالغین المدخنین وغیر المدخین قد وافقوا على ان التدخین یسبب الادمان ویؤدى الى الوفاة  'لمعظم الناس' الذین یدخون. ولکن بالنسبة لهم شخصیاً فلقد شکک المدخنون من المراهقین والشباب فى أنهم قد یموتون من التدخین أکثر من غیر المدخنین, حتى لو کانوا یدخنون ل ٣٠ أو ٤٠ سنة .وعلاوة على ذلک فلقد إعتقد  ٦٠%من المراهقین المدخنین , و٤٨%من البالغین المدخنین انهم یستطیعون التدخین لبعض السنوات ثم یقومون بالاقلاع عنها إذا ارادوا. وهکذا تظهر التفاؤلیة الدفاعیة بشأن مخاطر التدخین من قبل کل من المراهقین والبالغین المدخنین ، وخاصة من قبل المراهقین وبالتحدید فیما یتعلق الإدمان.

دراسة واتس (Watts, 2014,1-59) بعنوان :إدراک المخاطر , والسعى للإثارة , والتفاؤلیة الدفاعیة, القیام بسلوکیات القیادة الخطرة بین السائقین الشباب حیث تناولت العلاقة بین ادراک الخطر والسعی  للإحساس بالإثارة وبین التفاؤلیة الدفاعیة والاشتراک فى القیادة الخطرة بین 100 من السائقین الشباب والذی یبلغ متوسط أعمارهم 20 عاماً ومدة الخبرة بالقیادة 4 سنوات , وجاءت النتائج منخفضة بالنسبة لسلوکیات القیادة الخطرة والسعى للإحساس بالإثارة والتفاؤلیة الدفاعیة , فى حین کانت المعدلات طبیعیة لبعد إدراک الخطر کما کان له التأثیر الأقوى فى سلوکیات القیادة المشتتة وعدم استخدام حزام الأمان , وأظهرت النتائج أن الرجال أکثر میلاً للاشتراک فى السلوکیات الخطرة للقیادة , کما اتفقت الدراسة مع نظریة السلوک المشکل فى أن الاشتراک فى سلوک واحد من السلوکیات الخطرة للقیادة یزید من احتمالیة الاشتراک فى غیره من السلوکیات الخطرة وبالرغم من الاختلاف فى تأثیر کل متغیر من المتغیرات النفسیة الثلاثة إلاأن جمیعهم یؤثرون فى سلوکیات القیادة الخطرة.

دراسة مها رشید (2013) أثر برنامج ارشادی فی خفض التفاؤل غیر الواقعی لدى طلبة الجامعة؛ وتهدف الدراسة  لبناء مقیاس التفاؤل غیر الواقعى لدى طلبة الجامعة والتعرف على مستوى التفاؤل غیر الواقعی واستعانت الدراسة  بطلبة جامعة بغداد للعام الدراسی (2011-2012) وتألفت عینة التحلیل الإحصائی من(250 )طالب وطالبة جامعیة اما بالنسبة لأدوات البحث قامت الباحثة ببناء مقیاس التفاؤل غیر الواقعی لدى طلبة الجامعات بعد الاطلاع على الدراسات والمقاییس الخاصة بالموضوع وتکون من (35) فقرة کل فقرة تحمل اتجاهین (سلبی, وایجابی )بصیغته الاولیة وبعد عرضه على الخبراء وتحقق من الصدق والثبات اذ بلغ معامل الثبات بطریقة ألفا کرونبخ (0,89) واستعملت الباحثة الوسائل الاحصائیة (مربع کای, اختبارمان وتنی اختبار التائی لعینة واحدة ومعامل ارتباط بیرسون) توصلت الى النتائج وهی وجود التفاؤل غیر الواقعی لدى طلبة الجامعة وقد توصلت الى عدد من الاستنتاجات ووضعت عددا من المقترحات والتوصیات على ضوء النتائج التی توصلت الیها.

ثانیاً: فروض الدراسة:

 

ویمکن الاستفادة من الدراسات السابقة فی وضع فروض الدراسة الحالیة کالآتی:

 

  1. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة وبین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة الضابطة على مقیاس التفاؤلیة الدفاعیة (الأبعاد والدرجة الکلیة) فی التطبیق البعدی.
  2. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة وبین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة الضابطة على مقیاس السلوک الخطر (الأبعاد والدرجة الکلیة) فی التطبیق البعدی.
  3. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فی التطبیقین البعدی, والتتبعی لمقیاس التفاؤلیة الدفاعیة (الأبعاد والدرجة الکلیة).
  4. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فی التطبیقین البعدی, والتتبعی لمقیاس السلوک الخطر(الأبعاد والدرجة الکلیة).
  5. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة الضابطة فی التطبیقین القبلی, والبعدی لمقیاس التفاؤلیة الدفاعیة (الأبعاد والدرجة الکلیة).
  6. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة الضابطة فی التطبیقین القبلی, والبعدی لمقیاس السلوک الخطر(الأبعاد والدرجة الکلیة).

 

 

 

البرنامج الإرشادی المعرفی السلوکی:

وفیما یلی مخطط لأهم عناصر البرنامج الارشادى المعرفی السلوکى لخفض التفاؤلیة الدفاعیة للمعاقین سمعیاً جدول(1):

جدول(1)

مخطط لأهم عناصر البرنامج الارشادى المعرفی السلوکى لخفض التفاؤلیة الدفاعیة للمعاقین سمعیاً

م

المسمى

المحتوی

1

عنوان البرنامج

برنامج إرشادی معرفی سلوکی لخفض التفاؤلیة الدفاعیة لدى عینة من المعاقین سمعیاً

2

الهدف العام

خفض التفاؤلیة الدفاعیة لدى عینة من المعاقین سمعیاً

3

 

 

 

 

 

 

 

الاهداف الخاصة

  1. التفریق بین الأفکار الواقعیة وغیر الواقعیة وتحدید بعضها وأثرها فی تعامل الفرد.
  2. تدریب المجموعة الإرشادیة علی تحسین القدرة علی اتخاذ القرارات بشان الأحداث المختلفة.
  3. توضیح الطریقة التی یقوم بها الأفراد بالهروب من المواقف الصعبة والمؤلمة من خلال التفاؤل الذائد عن الحد وطمس الشعور الحقیقی بواقع المشکلات والأحداث.
  4. توضیح العلاقة بین أبعاد التفاؤلیة الدفاعیة  وبین عدم القدرة علی اتخاذ القرار بواقعیة أو تأجیله أو تشویهه.
  5. التدریب على مهارات حل المشکلات للمواقف التی تستطیع تغیرها و التعامل معها بواقعیة
  6. تنمیة أحادیث ذاتیة ایجابیة فعالة لدی أفراد المجموعة الإرشادیة.
  7. تحدید أوجه التناقض والاختلاف بین الصورة النمطیة المحببة وغیر المحببة لأفراد المجموعة الإرشادیة,  ومساعدة أفراد المجموعة الإرشادیة على تغیر وتعدیل الصورة النمطیة الزائفة والساذجة
  8. عرض نماذج لخبرات سابقة وتفسیرها , ومساعدة أفراد المجموعة الإرشادیة على التعامل مع الأحداث بواقعیة .
  9. تعریف المجموعة الإرشادیة بأنواع الأحداث التی قد تکون خطرة أو متکررة وساعدتهم فى إدراک الأحداث بطریقة واقعیة , وإکسابهم طرقاً للتعامل مع الأحداث بشکل أکثر واقعیة وعقلانیة.
  10. فهم العلاقة بین الایجابیة غیر الواقعیة وبین بعض المشکلات الصحیة, والتأکید على ضرورة الاعتناء بالصحة .

4

 

 

 

نوع الارشاد وفنیاته

الارشاد الجمعی , باستخدام الارشاد المعرفى السلوکی , وبتوظیف عدد من فنیاته المناسبة مثل : المحاضرة , والمناقشة والحوار, والواجب المنزلى, والمراقبة الذاتیة, والتغذیة الراجعة, ولعب الادوار, والمرح , والتخیل العقلانی الانفعالی, والعصف الذهنى, والتدریب على الاسترخاء, والضبط الذاتی, والنمذجة, والحوار الذاتى, والغمر, والتدریب على مهارات حل المشکلات, والأسئلة السقراطیة, وإعادة البناء المعرفى, وفنیة ABCDEF.

5

العینة

تتکون العینة الاساسیة من 14 طالباً من المعاقین سمعیاً, وقُسمت العینة الى مجموعتین تجریبیة وضابطة وکل مجموعة تتکون من 7 طلاب, تتراوح أعمارهم بین 16-19 عاماً.

6

مجتمع الدراسة

مدرسة الأمل للصم وضعاف السمع بشبین الکوم بمحافظة المنوفیة .

7

عدد الجلسات

16 جلسة .

8

مدة الجلسة

تتراوح مدة الجلسة الواحدة من 30- 45 دقیقة

9

مدة البرنامج

5 أسابیع بواقع 3 جلسات أسبوعیاً.

10

منفذ البرنامج

الباحثة.

11

تقییم البرنامج

تقییم قبلى _تقیم بعدى_ تقییم تتبعی.

  • نتائج الدراسة وتفسیرها:-

-       الفرض الأول: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة وبین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة الضابطة على مقیاس التفاؤلیة الدفاعیة (الأبعاد والدرجة الکلیة) فی التطبیق البعدی.

ولاختبار الفرض الأول تم حساب الفروق بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی(بعد تطبیق البرنامج الإرشادی) على مقیاس التفاؤلیة الدفاعیة (الأبعاد والدرجة الکلیة) باستخدام اختبار مان- وتنی, جدول (2) :

 

 

 

جدول (2)

الفروق بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة فى التطبیق البعدی لمقیاس التفاؤلیة الدفاعیة (الأبعاد والدرجة الکلیة) باستخدام اختبار مان وتنى (ن=14)

البعد

المجموعات

N

متوسطات المتوسطات رتب

مجموع المتوسطات رتب

U

W

Z

مستوى الدلالة

البعد الأول

التجریبیة

7

4.00

28.00

.000

 

28.000

 

3.169

.002

الضابطة

7

11.00

77.00

البعد الثانی

التجریبیة

7

4.00

28.00

.000

28.000

3.144

.002

الضابطة

7

11.00

77.00

البعد الثالث

التجریبیة

7

4.00

28.00

.000

28.000

3.141

.002

الضابطة

7

11.00

77.00

البعد الرابع

التجریبیة

7

4.00

28.00

.000

28.000

3.176

.001

الضابطة

7

11.00

77.00

البعد الخامس

التجریبیة

7

4.00

28.00

 

.000

 

28.000

3.176

.001

الضابطة

7

11.00

77.00

البعد السادس

التجریبیة

7

4.00

28.00

 

.000

28.000

3.144

.002

الضابطة

7

11.00

77.00

الدرجة الکلیة

التجریبیة

7

4.00

28.00

 

.000

28.000

3.137

.002

الضابطة

7

11.00

77.00

    (**) دالةعندمستوىالدلالة .0.01

ویوضح  الجدول (2) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة فى التطبیق البعدی لمقیاس التفاؤلیة الدفاعیة (الأبعاد والدرجة الکلیة) باستخدام اختبار (مان- وتنى) فی اتجاه أو لصالح المجموعة الضابطة, وبالتالی تم رفض الفرض الصفری, وقبول الفرض البدیل، حیث انخفضت متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة مقارنتاً بمتوسطات رتب درجات افراد المجموعة الضابطة فی القیاس البعدی لمقیاس التفاؤلیة الدفاعیة (الأبعاد والدرجة الکلیة)، وتتفق هذة النتائج مع دراسة (Dewberry, et al., 1990, 151)، ودراسة (Price, et al., 2002, (242، ودراسة ((Gibbon & Mccoy, 1991, 414, ودراسة (Harris, et al., 2008, 1225), فجمیعها یؤکد علی أن وجود علاقة بین زیادة کل من القلق, وتقدیر الذات والتمرکز حول الذات, والقدرة على الضبط, والصورة النمطیة للنموذج, ونقص الخبرة بالحدث وبین زیادة مستوى التفاؤلیة الدفاعیة, وبالتالی عند انخفاض تلک الأبعاد تنخفض التفاؤلیة الدفاعیة لدى المجموعة التجریبیة وذلک بعد تقدیم البرنامج الإرشادی لهم. کما ان اختیار الفنیات الإرشادیة الملائمة مثل (الاسترخاء، والتغذیة الراجعة، والحوار الذاتى، والمراقبة الذاتیة، والمحاضرة , والمناقشة والحوار, والمرح, وفنیات ABCDEF, وغیرها من الفنیات التی نُفذت فی البرنامج الإرشادی) فی البرنامج المعرفی السلوکی کان له أثر کبیر وفاعلیة کبیرة فی خفض مستوی التفاؤلیة الدفاعیة مع افراد المجموعة التجریبیة, وهذا ما یؤکده بیک (1979) حیث أکد على أن الأسلوب المعرفی السلوکی یُساعد الفرد على تولید وإنتاج تفسیرات أکثر واقعیة وعقلانیة للأحداث التی یمرون بها فی حیاتهم والتقلیل من التفاؤلیة الدفاعیة( .(Vollrath, 2006, 318فی حین ظل مستوى التفاؤلیة الدفاعیة مرتفع لدى أفراد المجموعة الضابطة التی لم تطبق علیها البرنامج الإرشادی ویتفق وذلک مع دراسة (Weinstein, 1980, 807-809).أما لحساب حجم الأثر الذی أسهم به البرنامج فی خفض التفاؤلیة الدفاعیة لدی عینة الدراسة تم استخدام معادلة الارتباط الثنائی المتسلسل جلاس، وجاءت نتیجة حجم الأثر للدرجة الکلیة (ر) = 1 وهی درجة تدل علی مدى فاعلیة وکفاءة البرنامج الإرشادی فی خفض التفاؤلیة الدفاعیة , ومدی ملائمة فنیات البرنامج لعینة الدراسة .

-       الفرض الثانی: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة وبین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة الضابطة على مقیاس السلوک الخطر (الأبعاد والدرجة الکلیة)  فی التطبیق البعدی. ولاختبار الفرض الثانی تم حساب دلالة الفروق بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لمقیاس السلوک الخطر (الأبعاد والدرجة الکلیة) باستخدام اختبار (مان-وتنى) جدول (3):                

جدول (3)

دلالة الفروق بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی على مقیاس السلوک الخطر (الأبعاد والدرجة الکلیة) باستخدام اختبار مان وتنى (ن=14)

البعد

المجموعات

N

متوسطات المتوسطات رتب

مجموع المتوسطات رتب

U

W

Z

مستوى الدلالة

البعد الأول

التجریبیة

7

4.00

28.00

.000

28.000

3.162

.002

الضابطة

7

11.00

77.00

البعد الثانی

التجریبیة

7

4.00

28.00

.000

28.000

3.151

.002

الضابطة

7

11.00

77.00

البعد الثالث

التجریبیة

7

4.00

28.00

.000

28.000

3.173

.002

الضابطة

7

11.00

77.00

البعد الرابع

التجریبیة

7

4.00

28.00

.000

28.000

3.169

.002

الضابطة

7

11.00

77.00

الدرجة الکلیة

التجریبیة

7

4.00

28.00

.000

28.000

3.137

.002

الضابطة

7

11.00

77.00

 (**) دالةعندمستوىالدلالة .0.01

ویوضح الجدول (3) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی (بعد تطبیق البرنامج الإرشادی) لمقیاس السلوک الخطر (الأبعاد والدرجة الکلیة) باستخدام اختبار مان وتنی فی اتجاه أو لصالح المجموعة الضابطة, وبالتالی تم رفض الفرض الصفری وقبول الفرض البدیل, حیث انخفضت متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة مقارنتاً بمتوسطات رتب درجات أفراد المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی لمقیاس السلوک الخطر (الأبعاد والدرجة الکلیة), وذلک یوضح العلاقة بین انخفاض التفاؤلیة الدفاعیة وانخفاض السلوک الخطر للمعاقین سمعیاً, ویتفق ذلک مع دراسة (Rutter, et al., 1998, 681–696), , دراسة (Arnett, 1996, 693), دراسة (Arnett, 2000, 625-632), دراسة ((Watts, 2014, 1-59، ودراسة (Qidwai, et al., 2010, 1)، دراسة  (Vanderzanden, 2015, 1-57)؛ وکلها دراسات تؤکد العلاقة بین التفاؤلیة الدفاعیة وبین وجود السلوک الخطر مرتبطاً بمرحلة المراهقة, والذی یتمثل فی أبعاد الدراسة الحالیة؛ کاستخدام التکنولوجیا الحدیثة بصورة مفرطة ومضرة, والتدخین بأنواعه, والعنف بین المعاقین سمعیاً بأنواعه, والسلوکیات الغذائیة غیر السلیمة, فزیادة القیام بالسلوک الخطر مرتبطاً بزیادة التفاؤلیة الدفاعیة, وبالتالی فبعد تقدیم البرنامج الإرشادی والذی أسهم فی خفض التفاؤلیة الدفاعیة لدى أفراد المجموعة التجریبیة أدى بدوره إلى خفض السلوک الخطر بین أفراد المجموعة التجریبیة من المعاقین سمعیاً، فی حین ظلت مستویات الإتیان بالسلوک الخطر لدى المجموعة الضابطة مرتفعة والتی لم یقدم لها البرنامج الإرشادی. فبعد البرنامج الارشادی أصبح أفراد المجموعة الإرشادیة أکثر عقلانیة ومنطقیة نحو المعتقدات الحیاتیة التی کانوا یرونها صحیحة، أکثر استبصاراً بالسلوکیات الخطرة التی اعتادوا القیام بها، فمنهم من اصبح یمارس الریاضة بدلاً من مشاهدة التلیفزیون وقضاء الساعات علی الانترنت، ومنهم من قلل التدخین لانهم أدرکوا مدی مخاطرة الفتاکة، ومنهم من أصبح أقل عنفاً مع زملائه والمحیطین بهم، کما اهتموا بصحتهم وبسلامة غذائهم، فلقد کانت التفاؤلیة الدفاعیة عامل أساسی فی نشأة واستمرار السلوک الخطر ومع توضیح أثرها وتقلیلها، أدی ذلک فی المقابل الی تقلیل السلوکیات الخطرة. ولحساب حجم الأثر الذی أسهم به البرنامج فی خفض السلوک الخطر لدی عینة الدراسة تم استخدام معادلة الارتباط الثنائی المتسلسل جلاس ؛ وجاءت نتیجة حجم الأثر للدرجة الکلیة (ر) = 1 وهی درجة تدل علی مدى کفاءة البرنامج الإرشادی فی الحد من السلوک الخطر, ومدی ملائمة فنیات البرنامج لعینة الدراسة.

-       الفرض الثالث: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى التطبیقین البعدی, والتتبعی لمقیاس التفاؤلیة الدفاعیة (الأبعاد والدرجة الکلیة). ولاختبار الفرض الثالث تم حساب دلالة الفروق بین متوسطات رتب درجات  أفراد المجموعة التجریبیة فی التطبیقیین البعدی والتتبعی لمقیاس التفاؤلیة الدفاعیة (الأبعاد والدرجة الکلیة) باستخدام اختبار ویلکوکسون جدول (4) :

                                                     جدول (4)

 الفروق بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فی التطبیقین البعدی والتتبعی  لمقیاس التفاؤلیة الدفاعیة (الأبعاد والدرجة الکلیة)(ن=7).

البعد

التطبیق

N

متوسطات المتوسطات رتب

مجموع المتوسطات رتب

متوسطات المتوسطات رتب  السالبة

مجموع المتوسطات رتب  الموجبة

Z

مستوى الدلالة

البعد الأول

البعدی

7

1.50

3.00

2.00

2.00

0.736

0.461

التتبعی

7

3.50

7.00

البعد الثانی

البعدی

7

2.50

7.50

4.00

3.00

1.121

0.262

التتبعی

7

5.13

20.50

البعد الثالث

البعدی

7

3.25

6.50

5.00

2.00

1.275

0.202

التتبعی

7

4.30

21.50

البعد الرابع

البعدی

7

4.00

28.00

0.00

7.00

2.401

0.016

التتبعی

7

0.00

0.00

البعد الخامس

البعدی

7

1.50

1.50

5.00

0.00

1.892

0.058

التتبعی

7

3.90

19.50

البعد السادس

البعدی

7

2.00

6.00

3.00

3.00

0.946

0.344

التتبعی

7

5.00

15.00

الدرجة الکلیة

البعدی

7

3.33

10.00

3.00

4.00

0.681

0.496

التتبعی

7

3.33

18.00

ویوضح جدول (4) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى التطبیقیین البعدی والتتبعی لمقیاس التفاؤلیة الدفاعیة (الأبعاد والدرجة الکلیة ) باستخدام اختبار ویلکوکسون؛ وبالتالی تم قبول واعتماد الفرض الصفری؛ حیث لم توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین درجات المجموعة التجریبیة فی التطبیقین البعدی والتتبعی لمقیاس التفاؤلیة الدفاعیة للمعاقین سمعیاً، ویرجع ذلک لاستمرار أثر البرنامج الإرشادی المعرفی السلوکی فی خفض التفاؤلیة الدفاعیة ویتفق ذلک مع دراسة, دراسة (Armor & Taylor, 2002, 336)، ودراسة ( مها صائب رشید،2013), ودراسة (فراس القعدان ونسیمة داوود، 2015، 693), (Kruger & Burrus, 2004, 332)؛ ویوضح هذا مدى استمرار اثر البرنامج الإرشادی فی تکوین فاعلیة للمعاقین سمعیاً فی القیاس البعدی، واستمرار تلک الفاعلیة والأثر للقیاس التتبعی؛ حیث أدى خفض الأبعاد الخاصة بالتفاؤلیة الدفاعیة؛ فبتقلیل کل من القلق, وتقدیر الذات غیر الواقعی, والتمرکز حول الذات, ومصدر الضبط, والصورة النمطیة الزائفة, ونقص الخبرة بالحدث؛ وبالتالی یُوجد فاعلیة للبرنامج الإرشادی المقدم للمعاقین سمعیاً فی الدراسة الحالیة, ولیس ذلک فقط ولکن أیضاً استمرار تلک الفاعلیة لدى أفراد المجموعة التجریبیة عند تطبیق القیاس التتبعی علیهم.

-     الفرض الرابع: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فی التطبیقین البعدی, والتبعی لمقیاس السلوک الخطر(الأبعاد والدرجة الکلیة).

ولاختبار الفرض الرابع؛ تم حساب دلالة الفروق بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فی التطبیقین البعدی والتتبعی لمقیاس السلوک الخطر (الأبعاد والدرجة الکلیة) باستخدام اختبار ویلکوکسون(W) جدول(5):

جدول (5)

 الفروق بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى التطبیقین البعدی والتتبعی لمقیاس السلوک الخطر (الأبعاد والدرجة الکلیة) (ن=7)

البعد

التطبیق

N

متوسطات المتوسطات رتب

مجموع المتوسطات رتب

متوسطات المتوسطات رتب  السالبة

مجموع المتوسطات رتب  الموجبة

Z

مستوى الدلالة

البعد الأول

البعدی

7

2.00

4.00

5.00

2.00

1.706

0.088

التتبعی

7

4.80

24.00

البعد الثانی

البعدی

7

0.00

0.00

7.00

0.00

2.379

0.017

التتبعی

7

4.00

28.00

البعد الثالث

البعدی

7

2.83

8.50

4.00

3.00

0.938

0.348

التتبعی

7

4.88

8.50

البعد الرابع

البعدی

7

4.00

4.00

5.00

1.00

1.378

0.168

التتبعی

7

3.40

17.00

الدرجة الکلیة

البعدی

7

1.00

1.00

6.00

1.00

2.197

0.028

التتبعی

7

4.50

27.00

 

ویوضح جدول (5) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فی التطبیقیین البعدی والتتبعی لمقیاس السلوک الخطر (الأبعاد والدرجة الکلیة) باستخدام اختبار ویلکوکسون(W), ولذلک تم قبول الفرض الصفری, حیث لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس السلوک الخطر(الأبعاد والدرجة الکلیة) فی التطبیقین البعدی, والتتبعی, وهذا یؤکد العلاقة بین انخفاض التفاؤلیة الدفاعیة وانخفاض السلوک الخطر, کما یُشیر إلى أثر البرنامج الإرشادی فی تقلیل والحد من السلوک الخطر کنتیجة لخفض التفاؤلیة الدفاعیة فى القیاس البعدى, وإستمرار أثره  ففى القیاس التتبعی, ویتفق ذلک مع دراسة (یاسرة هدروس, 2013، 115), ودراسة ((Watts, 2014, 1-59، ودراسة Qidwai, et al., 2010,1)).

تعلیق عام علی نتائج الدراسة:

 أظهرت نتائج الدراسة الحالیة أن البرنامج الإرشادی المعرفی السلوکی کان له أثر وفاعلیة کبیرة فی خفض مستوی التفاؤلیة الدفاعیة لدی أفراد المجموعة التجریبیة, فالأسلوب المعرفی السلوکی یُساعد الأفراد على تولید وإنتاج تفسیرات أکثر واقعیة وعقلانیة للأحداث التی یمرون بها فی حیاتهم والتقلیل من التفاؤلیة الدفاعیة  .(Vollrath, 2006, 318)

 

                    

المراجع :-

-         ابراهیم القریوتى.(2006).الاعاقة السمعیة.الأردن. دار یافا العلمیة للنشر والتوزیع، دار مکین للنشر والتوزیع.

-         جمال الخطیب ومنى الحدیدی.(2009). المدخل الى التربیة الخاصة .(ط1). عمان. دار الفکر.

-         حسن عبد الفتاح حسن الفنجری.(2007). العلاقة بین التفاؤل غیر الواقعی والمشکلات الصحیة والقلق. مصر. دراسات الطفولة. 10(37) ، 25-38 .

-         راس یاسین القعدان, ونسیمة على داوود.(2015). أثر برنامج إرشادی معرفی سلوکی فی خفض مستوى القلق وتحسین تقدیر الذات لدى عینة من طلبة الصفین التاسع والعاشر الاساسی من ذوی اضطراب التصرف .الاردن. دراسات العلوم التربویة. 42(2).

-         سحر منصور أحمد القطاوی.(2011). الإرشاد الأسرى لذوى الإعاقة السمعیة. القاهرة. دار الکتاب الحدیث.

-         سعید حسنى العزة.(2002). المدخل الى التربیة الخاصة للأطفال ذوى الحاجات الخاصة: المفهوم – التشخیص – أسالیب التدریس.(ط1).عمان. الدار العلمیة الدولیة للنشر والتوزیع.

-          طارق محمد السید النجار, محمود علی الحبشى.(٢٠١٤).القلق والاکتئاب وعلاقتهم بالتوافق النفسی لدی ضعاف السمع. الدار البیضاء. لیبیا.

-          عبد العزیز حجى العنزی .(2015). دور التفاؤل غیر الواقعی فی العلاقة بین المعتقدات الصحیة وسلوک التدخین لدى الشباب الجامعی. کلیة التربیة جامعة تبوک .المجلة الدولیة التربویة المتخصصة, 4(9), 203-222.

-         عبد المطلب امین القریطى.(2001). سیکولوجیة ذوى الاحتیاجات الخاصة وتربیتهم. (ط3). القاهرة. الفکر العربی للنشر.

-         فراس یاسین القعدان, ونسیمة على داوود.(2015). أثر برنامج إرشادی معرفی سلوکی فی خفض مستوى القلق وتحسین تقدیر الذات لدى عینة من طلبة الصفین التاسع والعاشر الاساسی من ذوی اضطراب التصرف .الاردن. دراسات العلوم التربویة. 42(2).

-         محمد أشرف أحمد أبو العلا.(2010). التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بتقدیر الذات ومستوى الطموح والتوافق مع الحیاة الجامعیة لدى عینة من الطلاب والطالبات. مصر. مجلة دراسات عربیة فی علم النفس. 9(2)، 339-398.

-         محمد عمارة .(2012). برامج علاجیة لخفض مستوی السلوک العدوانی لدی المراهقین. (ط2). القاهرة .المکتب الجامعی الحدیث.

-          محمد فتحی عبد الحى. (2001).الاعاقة السمعیة وبرامج إعادة التأهیل. القاهرة . الکتاب الجامعی.

-         منصور بن دخیل موسی العصیمی.(2010). تقییم السلوک الخطر لدی طلاب المرحلة الثانویة لمدینة الریاض. رسالة ماجستیر فی العلوم الاجتماعیة. الریاض.

-         مها صائب رشید.(2013). أثر برنامج ارشادی فی خفض التفاؤل غیر الواقعی لدی طلبة الجامعة. بغداد .رسالة ماجستیر.

-         یاسرة "محمد أیوب" محمد أبو هدروس.(2013). فاعلیة برنامج إرشادی معرفی سلوکی فی عالج الإدمان على موقع التواصل الاجتماعی "الفیس بوک" لدى عینة من المراهقات .الأردن. مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسانیة، 16(3).

-       Armor, D. A., & Taylor, S. E. (2002). When predictions fail: The dilemma of unrealistic optimism. In T. Gilovich, D. Griffin, & D. Kahneman (Eds.), Heuristics and biases: The psychology of intuitive judgment (pp. 334-347). New York, NY, US: Cambridge University Press.http://dx.doi.org/10.1017/CBO9780511808098.021

-       Arnett, J. J. (1996). Sensation seeking, aggressiveness, and adolescent reckless behavior. Personality and individual differences, 20(6), 693-702.

-       Arnett, J. J. (2000). Optimistic bias in adolescent and adult smokers and nonsmokers. Addictive behaviors25(4), 625-632

-       Catina, P., & Iso-Ahola, S. E. (2008). DEVELOPMENT, CONSTRUCTION, AND VALIDATION OF A SCALE TO MEASURE POSITIVE ILLUSION IN SPORT. Sports and Athletics Developments, 101.

-       Conversano, C., Rotondo, A., Lensi, E., Della Vista, O., Arpone, F., & Reda, M. A. (2010). Optimism and its impact on mental and physical well-being. Clinical practice and epidemiology in mental health: CP & EMH6, 25.

-       Dewberry, C., Ing, M., James, S., Nixon, M., & Richardson, S. (1990). Anxiety and unrealistic optimism. The Journal of Social Psychology130(2), 151-156.

-       Harris, P. R., Griffin, D. W., & Murray, S.(2008)Testing the limits of optimistic bias: event and person moderators in a multilevel framework.JPersSoc Psychol. Journal of Personality and Social Psychology 1225-1237:. doi: 10.1037/a0013315.

-       Kruger, J., & Burrus, J. (2004). Egocentrism and focalism in unrealistic optimism (and pessimism). Journal of Experimental Social Psychology40(3), 332-340. https://doi.org/ 10.1016 /j.jesp.2003 .06 .0 02 

-       McDaniel, J. W. (1976). Physical Disability and Human Behavior: (2.ed).Pergamon General Psychology Series (3). Elsevier.‏

-     Meadow-Orlans, K. P. (1980). Deafness and child development. Univ of California Press.

-       Merriam-Webster, Inc. (2000). Merriam-Webster's Collegiate Encyclopedia. Merriam-Webster

-       Prentice, K. J., Gold, J. M., & Carpenter Jr, W. T. (2005). Optimistic bias in the perception of personal risk: patterns in schizophrenia. American Journal of Psychiatry162(3), 507-512.

-       Price, P. C., Pentecost, H. C., & Voth, R. D. (2002). Perceived event frequency and the optimistic bias: Evidence for a two-process model of personal risk judgments. Journal of Experimental Social Psychology38(3), 242-252.

-     Qidwai, W., Ishaque, S., Shah, S., & Rahim, M. (2010). Adolescent lifestyle and behaviour: A survey from a developing country. PloS one5(9), doi:10.1371/journal.pone.0012914

-     Rutter, D. R., Quine, L., & Albery, I. P. (1998). Perceptions of risk in motorcyclists: Unrealistic optimism, relative realism and predictions of behaviour. British Journal of Psychology89(4), 681-696

-       Sharot, T. (2011). The optimism bias - Current Biology, 21(23), 941-945.

-       Sharot, T., Riccardi, A.M., Raio C. M. ,& Phelps, E. A.,(2007),Neural mechanisms mediating optimism bias, Nature Publishing Group,24October,

-       Sheridan, M. A.(2011).Whose Literacy Is It, Anyway? Strengths-Based Guidelines for Transforming the Developmental Environments of Deaf Children and Adolescents .:In Zand, D. H., & Pierce, K. J. (Eds.). Resilience in deaf children: Adaptation through emerging adulthood. Springer Science & Business Media.

-       Vanderzanden, K. E. (2015). Influencing unrealistic optimism in young women's perceived risk of skin cancer. The University of North Dakota, ProQuest Dissertations

-     Vollrath, M. E. (Ed.). (2006). Handbook of personality and health. John Wiley & Sons. LTD. England.

-     Wardle, J., Steptoe, A., Bellisle, F & Davou, P (1997). Health dietary practice among European students. Health Psychology. Septemper. 16-15(443-450).

-       Watts, K.(2014).Risk perception, sensation-seeking, optimism bias, and the engagement in risky driving behaviors among young drivers. Southern Connecticut State University, ProQuest Dissertations Publishing, 2014. 1525937

-       Weinstein, N. D(1980), Unrealistic optimism about future life events., Journal of Personality and Social Psychology, Vol 39(5), pages 806-820.

-       Weinstein, N. D., & Lachendro, E. (1982). Egocentrism as a source of unrealistic optimism. Personality and Social Psychology Bulletin8(2), 195-200.

-       Weinstein, N.D. (1987), “Unrealistic optimism about susceptibility to health problems: conclusions from a community‐wide sample”, Journal of Behavioral Medicine, Vol. 10 No. 5, pp. 481‐500. 

-       Wood, J. C., & Wood, M. (2008). Therapy 101: A Brief Look at Modern Psychotherapy Techniques and How They Can Help. New Harbinger Publications ,Inc.