فعالية برنامج معرفي سلوکي قائم على ما وراء الانفعال لتنمية التسامح لدى تلاميذ المرحلة الاعدادية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

استهدف البحث الکشف عن فعالية برنامج معرفي سلوکي قائم على ما وراء الانفعال في تنمية التسامح لدى تلاميذ المرحلة الاعدادية، طبق البحث على عينة قوامها (60) تلميذ وتلميذة من تلاميذ الصف الثالث الاعدادي، تم تقسيم العينة إلى مجموعتين تجريبية وضابطة بالتساوي، وتم تطبيق الأدوات التالية: (مقياس التسامح – البرنامج التدريبي )، تم تعرض تلاميذ المجموعة التجريبية للبرنامج المعرفي السلوکي القائم على ما وراء الانفعال على مدى (10) أسابيع تقريبًا ، تکون البرنامج التدريبي من (20) جلسة بواقع (2) جلستين أسبوعيًا استغرقت الواحدة منهم (45) دقيقة ،ولمعالجة النتائج والتحقق من صحة الفروض تم استخدام  استخدم الباحث اختبار "ت" t-test لدلالة الفروق بين متوسطي القياس القبلي والبعدي ، وتوصلت نتائج البحث إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في الدرجة للتسامح وابعاد التسامح (التسامح الديني – التسامح الاجتماعي – التسامح الفکري – التسامح نحو الذات)في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية.
الکلمات المفتاحية : برنامج معرفي سلوکي قائم على ما وراء الانفعال – التسامح .

 

 

 

     کلیة التربیة

جامعة مدینة السادات

قسم: الصحة النفسیة

 

 

فعالیة برنامج معرفی سلوکی قائم على ما وراء الانفعال لتنمیة التسامح لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة

إعـــــداد

یوسف ریاض علی عبد العاطی

إشــــــراف

الدکتور

عبد الهادی السید عبده

أستاذ علم النفس

کلیة التربیة – جامعة المنوفیة

الدکتور

أحمد ثابت فضل

أستاذ مساعد ورئیس قسم علم  النفس

کلیة التربیة–جامعة المنوفیة

 

 

 

 

 

 

 

 

1439ه – 2018م

 

العنوان : فعالیة برنامج معرفی سلوکی قائم على ما وراء الانفعال لتنمیة التسامح لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة.

ملخص البحث: استهدف البحث الکشف عن فعالیة برنامج معرفی سلوکی قائم على ما وراء الانفعال فی تنمیة التسامح لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة، طبق البحث على عینة قوامها (60) تلمیذ وتلمیذة من تلامیذ الصف الثالث الاعدادی، تم تقسیم العینة إلى مجموعتین تجریبیة وضابطة بالتساوی، وتم تطبیق الأدوات التالیة: (مقیاس التسامح – البرنامج التدریبی )، تم تعرض تلامیذ المجموعة التجریبیة للبرنامج المعرفی السلوکی القائم على ما وراء الانفعال على مدى (10) أسابیع تقریبًا ، تکون البرنامج التدریبی من (20) جلسة بواقع (2) جلستین أسبوعیًا استغرقت الواحدة منهم (45) دقیقة ،ولمعالجة النتائج والتحقق من صحة الفروض تم استخدام  استخدم الباحث اختبار "ت" t-test لدلالة الفروق بین متوسطی القیاس القبلی والبعدی ، وتوصلت نتائج البحث إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی الدرجة للتسامح وابعاد التسامح (التسامح الدینی – التسامح الاجتماعی – التسامح الفکری – التسامح نحو الذات)فی القیاس البعدی لصالح المجموعة التجریبیة.

الکلمات المفتاحیة : برنامج معرفی سلوکی قائم على ما وراء الانفعال – التسامح .

Title: The Effectiveness of a Behavioral Learning Program based on Beyond the Passion to Develop Tolerance in Middle School Students.

Abstract: The aim of the research was to identify the effectiveness of a cognitive-behavioral program based on emotional stress in the development of tolerance among students in the preparatory stage. The research was conducted on a sample of 60 pupils and pupils in the third grade. The sample was divided into two experimental groups, (Tolerance scale - training program), the students of the experimental group of the Cognitive Behavioral Program were exposed for a period of approximately 10 weeks. The training program consisted of (20) sessions with (2) two sessions per week, 45) minutes, and to treat the neta The results of the study showed that there were statistically significant differences between the intermediate grades of the experimental and control groups in the class for tolerance and tolerance (tolerance, tolerance, tolerance). Social - intellectual tolerance - tolerance towards self) in the telemetry in favor of the experimental group.

Keywords: A behavioral cognitive program based on emotion - tolerance.

 

أولاً : المقدمة:

                نحن  فی أشد الاحتیاج لترسیخ قیمة التسامح فی وقتنا الراهن إزاء انتشار ظاهرة العنف ,وعدم قبول الآخر ,والعنصریة , والتعصب, وفی ظل عصر یتمیز بالثورة العلمیة والتکنولوجیة ، عصر الفضاء والإلکترونیات وعلوم الکمبیوتر والإنترنت والأقمار الصناعیة والعولمة ، عصر الانفجار المعرفی وثورة العلم الذی یتزاید کل یوم ، وهذا یتطلب الاهتمام من المؤسسة التربویة والمسئولین والمعلمین والمدرسة التعاون من أجل بناء الفرد القادر على مواجهة التحدیات الانفعالیة غیر مسبوقة ، حیث یحتاج الطلبة إلى التدریب على امتلاک مهارات ما وراء الانفعال  من اجل تنمیة الجوانب الایجابیة من السلوک مثل قیمة التسامح والتخلص من الافکار والسلوکیات المتطرفة , مع اتساع مساحة التنوع وصولا لمستوى التعایش والانسجام بین التلامیذ , بالإضافة الى  إکساب المتعلم للعلم نفسه.

        وتمثل قیم التسامح آفاقاً جدیدة فی فهم حقوق الآخرین وواجباتهم تجاه غیرهم وعدم فرض قیود على الآخرین ما یتیح تحول الأفراد والمجموعات لمزید من التمدن ویؤصل من قیم الحریة ویساهم بجدیة فی تکریس الأطر الدیمقراطیة، ذلک أن جزءاً کبیراً من مفهوم الدیمقراطیة یرتبط بالمشاعر الشخصیة فاحترام الأغلبیة لرأی الأقلیة یتطلب روحیة معنویة خاصة تتقبل احترام الأقلیة وترتضی عن طیب خاطر ممارسة الأقلیة حقوقها المشروعة وشعائرها. (محسن صالح الزهیری،2013م:11), ویُعد ما وراء الانفعال من المفاهیم الحدیثة فی مجال علم النفس، إذ لم یُقدم هذا المفهوم إلا منذ ما یقرب من (15) عاماً وتَمثل الاهتمام الأول بهذا المفهوم فی تناول( Katz & Gottman  1986) لمدى وعی وتقبل الآباء لانفعالاتهم، وانفعالات أطفالهم، وذلک من خلال إجراء مقابلات منفصلة للآباء للحدیث عن خبراتهم الخاصة فیما یتعلق بانفعالی الحزن، والغضب، والتعبیر عنهما، والضبط الانفعالی، واتجاهاتهم، وسلوکهم نحو غضب، وحزن أطفالهم، وقد حصل من الآباء على خبرات، وأفکار، وسلوکیات متنوعة نحو هذین الانفعالین، منها ما هو إیجابی، ومنها ما هو سلبی، لدرجة أن بعضهم – الآباء - اعتبر الحزن والغضب من الشیطان، وفی ضوء ذلک قاما بوضع أداة لقیاس ما وراء الانفعال، أسماها "مقابلة ما وراء الانفعال".(Katz et al., 2012 :419). 

     وتعد المرحلة الإعدادیة أکثر المراحل اثارة للدارسین فی مجال العلوم النفسیة والاجتماعیة، لما لها من طبیعة خاصة من حیث اتساع مساحتها التی تحوی جملة من التغییرات البدنیة والنفسیة والانفعالیة تکون بمثابة بناء جدید قد تنفتح، لذا فان الطالب فی هذه المرحلة بحاجة الى الشعور بالحب والدفء والحنان والى اشباع شعوره بالانتماء إلى أسرة وجماعة تقف بجانبه فی مواقف الازمات والشدائد والشعور بأنه مقبول اجتماعیا وأنه بحاجة إلى الشعور بالأمان فی حاضره ومستقبله.( أحمد محمد نوری :2011م:2).

     ومن خلال ما تقدم وفی ضوء الأهمیة البالغة للمرحلة الإعدادیة  فی تشکیل شخصیة الطالب والتأثیر على مستقبله وتحدید هویته الذاتیة وتوافقه الانفعالی وتنمیة قیم التسامح لدیه  تسعى الدراسة الحالیة إلى الکشف عن فاعلیة برنامج إرشادی قائم على ما وراء الانفعال لتنمیة التسامح لدى تلامیذ المرحلة الإعدادیة

مشکلة البحث:

            نبعت مشکلة البحث الحالی من خلال ملاحظة الباحث  بحکم عمله کمدیر إدارة تعلیمیة وزیاراته المیدانیة للمدارس بإدارات مختلفة عمل بها ومن بینها إدارة الواحات البحریة حیث لاحظ تفشی بعض المظاهر السلوکیة مثل العنف بکل أشکاله وخاصة لدى تلامیذ المدارس وعلى وجه الخصوص  فی المرحلة الاعدادیة  وقد یرجع ذلک الى انخفاض مستوی التسامح نتیجة  وعدم الاستقرار الانفعالی الذی تتمیز به هذه المرحلة وهذا ما لفت نظر الباحث للبحث فی هذا المجال.

   حیث أکد المرکز الدولی للدراسات المستقبلیة والاستراتیجیة (2010م) أن هناک تراجعا فی قیم التسامح والاعتدال فی المجتمع المصری فی مواجهة تنامی ظواهر التطرف الفکری والدینی والسلوکی وشیوع العنف بدرجاته وصوره الاجتماعیة والسیاسیة .

     وبالاطلاع على الأطر النظریة ونتائج الدراسات والبحوث السابقة   توصلت نتائج دراسة (إیمان عبده حافظ: 2000م)   عن غیاب استراتیجیة واضحة لتنمیة قیم التسامح والسلام فی المناهج بالرغم من أهمیتها للطلاب فی المراحل التعلیمیة المختلفة ، وأوضحت بضرورة إعداد دورات تدریبیة للمعلمین لتوجیه نظرهم إلى الاهتمام بتلک القیمتین عند تخطیط الدروس ,   وأسفرت نتائج دراسة  (Viadero;2005) عن فشل المدارس الدینیة فی تعلیم التسامح نتیجة عدم تضمینه بصورة کافیة فی المناهج ، وأوصت بضرورة تعلیم التسامح فی المدارس بصفة عامة والمدارس الدینیة بصفة خاصة لإتاحة الفرصة للطلاب لتعلیم المزید منهم ,  وبینت نتائج دراسة  عدنان المهداوی وخنساء عبد(2008م) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین أفراد المجموعة التجریبیة لصالح البرنامج الإرشادی، ووجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة فی الاختبار البعدی لصالح المجموعة التجریبیة,  وتوصلت نتائج دراسة (طارق المنصوب ,2011م)  إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة لمتغیر الجنس ومکان (ریف-حضر) الإقامة والانتماء السیاسی ، کما أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائیا لمتغیر الکلیة وهذه الفروق تتعلق بالتحدیات الاقتصادیة ، والاجتماعیة وعلى مستوى المقیاس ککل , وأکدت نتائج  دراسة( احمد عبد الملک,2011م)   على وجود فروق دالة بین الذکور والإناث فی التسامح لصالح الإناث ،وکذلک توجد فروق دالة إحصائیا بین الأفراد ذوی المستوى المرتفع فی التسامح ، والأفراد ذوی المستوى المنخفض فی التسامح فی أبعاد استراتیجیات إدارة الصراع لصالح الأفراد ذوی مستوى  المرتفع فی التسامح , وکشفت نتائج دراسة( عون محیسن وإسماعیل الهلول,2012م) عن ارتفاع نسبة التسامح لدى الطلبة، ووجود علاقة دالة بین التسامح والصحة النفسیة، ووجود فروق دالة بین الذکور والإناث لصالح الإناث فی التسامح, وبینت نتائج دراسة (محسن الزهیری ,2013م ) وجود علاقة بین الذکاء الأخلاقی والتسامح الاجتماعی، وعدم وجود فروق دالة إحصائیا فی التسامح الاجتماعی بین الطلبة تعزى إلى متغیر الجنس,  وأظهرت نتائج دراسة (مناف الجبوری,2014م) عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین الذکور والإناث فی التسامح الفکری، وعدم وجود فروق دالة بین الذکور والإناث بالتماسک الاجتماعی، وبین التسامح الفکری والتماسک الاجتماعی , وأسفرت نتائج( قاسم خزعلی وآخرون,2016م)  إلى وجود فروق داله إحصائیا فی درجات أفراد المجموعة التجریبیة على القیاس البعدی للتسامح الاجتماعی  ,عدم وجود فرق ذی دلالة إحصائیة لدى عینة الدراسة لدى الجنسین , وأشارت نتائج دراسة (نورة البقمی, 2017م) إلى وجود ارتباط سالب ودال إحصائیاً بین التسامح والانتقام، کما ظهرت ارتباطات موجبة ودالة إحصائیاً بین التسامح وکل من الانبساطیة، والمقبولیة، ویقظة الضمیر، والانفتاح على الخبرة، فی حین کان الارتباط سالباً ودالاً إحصائیاً بین التسامح والعصابیة، کما وجدت علاقة سالبة ودالة إحصائیاً بین الانتقام وکل من الانبساطیة، ویقظة الضمیر، والانفتاح على الخبرة، والمقبولیة، وعلاقة موجبة ودالة إحصائیاً بین الانتقام والعصابیة. کما ظهرت فروق بین الجنسین فی التسامح وکانت الفروق باتجاه الإناث، فی حین کانت الفروق فی الانتقام بین الجنسین دالة  باتجاه الذکور . لذا  تتمحور  مشکلة هذا البحث  فی الاجابة عن التساؤل التالی :  ما مدى  فعالیة برنامج إرشادی قائم على ما وراء الانفعال لتنمیة التسامح لدى تلامیذ المرحلة الإعدادیة؟".

 ومن ثم یمکن تحدید مشکلة  البحث الحالی  فی الإجابة على الأسئلة الآتیة :

1.       هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة   عند مستوى(0.01) بین متوسط درجات المجموعة التجریبیة ومتوسط درجات المجموعة الضابطة على الدرجة الکلیة للتسامح لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة؟

2.       هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة عند مستوى(0.05) بین متوسط درجات المجموعة التجریبیة ومتوسط درجات المجموعة الضابطة على بعد التسامح الدینی لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة؟

3.       هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة عند مستوى(0.01)  بین متوسط درجات المجموعة التجریبیة ومتوسط درجات المجموعة الضابطة على بعد التسامح نحو الآخر لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة؟

4.       هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسط درجات المجموعة التجریبیة ومتوسط درجات المجموعة الضابطة على بعد التسامح الفکری لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة؟

5.       هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسط درجات المجموعة التجریبیة ومتوسط درجات المجموعة الضابطة على بعد التسامح نحو الذات لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة؟

أهمیة الدراسة:

 تبرز أهمیة الدراسة من الناحیة العلمیة فی الآتی :

- تتجلى أهمیة الدراسة الحالیة لتناولها موضوعا جدیرا بالاهتمام؛ ألا وهو تنمیة التسامح لدى طلاب المرحلة الإعدادیة من طریق برنامج معرفی سلوکی قائم على ما وراء الانفعال ، وهو من الموضوعات التی تثیر الجدل بصورة تجعل دراستها محل حداثة دائما .

-        تعد دراسة ما وراء الانفعال ودوره فی تنمیة التسامح من مطالب النمو المهمة فی المراهقة والمؤثرة على شخصیة المراهق، وعلى الرغم من أهمیة مثل هذا الموضوع إلا أن الدراسات فی العالم العربی ما زالت قاصرة، مما دفع الباحث إلى إجراء هذه الدراسة.

-        تکمن أهمیة الدراسة الحالیة فی أهمیة الفئة التی تتناولها  وهم طلاب المرحلة الإعدادیة ، حیث یبدأ من خلالها الأفراد فی تکوین التزامات وتعهدات جادة نحو الذات والآخرین.

-        توجیه نظر  رجال التربیة والتعلیم فی مختلف المجالات العلاجیة منها والإرشادیة، وذلک بما تقدمه من نتائج یمکن أن تمثل واحدا من الأساسات لبناء البرامج التربویة والإرشادیة، وکذلک قد تزود الآباء والمعلمین بالبیانات التی تساعدهم فی تفهم حاجات المراهق وبالتالی تساعدهم فی عملیة دعم وتنمیة الانفعالات الإیجابیة وتنمیة التسامح  مما یسهل على الطلاب تحقیق هویتهم الشخصیة والاجتماعیة.

 

 

 

 

 

 ثالثا. مصطلحات البحث:

2- التسامح:

     تعریف  التسامح لغة أصله السماح والسماحة وهما الجود ، وسمح وأسمح إذا جاد وأعطى عن کرم وسخاء، وسمح لی فلان أی أعطانی، وسمح لی بذلک: وافقنی على المطلوب، والمسامحة : المساهلة، وتسامحوا: تساهلوا، وسمح وتسمح: فعل شیئا فسهل فیه، وقولهم : الحنفیة السمحة: لیس فیها ضیق ولا شدة(ابن منظور، 2003م :214) ویعرف الباحث التسامح بأنه" اتجاه إیجابی لدى الفرد یمثل الجوانب المعرفیة ، والوجدانیة ، والسلوکیة التی تمثل: مجموعة المعارف والمعتقدات والمشاعر الذاتیة والتی تنعکس على سلوکه وتصرفاته مع الآخرین فی المواقف المختلفة لتحقیق التوازن لقبول الفرد للآخر والالتزام السلوکی نحو التنوع ، والتعددیة ، ونبذ التعصب والعدوان.", ویعرف اجرائیا فی البحث الحالی الدرجة التی یحصل علیها التلمیذ على مقیاس التسامح (اعداد الباحث)

3-  ما وراء الانفعال:

  یُعرف بأنه: مشاعر الفرد نحو الانفعال، وما یصاحبها من خبرات معرفیة، وتفکیر فی الانفعال)، ومعارف ما وراء الانفعال ، واستراتیجیات ما وراء الانفعال  التی یستخدمها الفرد لتنظیم انفعاله ذاتیا . (Norman & Furnes, 2014:4), ویعرف الباحث ما وراء الانفعال بأنه: انتباه، ووعی، وتقییم الفرد لانفعالاته، وانفعالات الآخرین، وما یسفر عنه من معتقدات، ومشاعر سلبیة أو إیجابیة نحوها، ومن ثم العمل على ضبطها وتنظیمها فی ضوء ذلک. وبهذا یبتعد ما وراء الانفعال عن مجرد وصف الحالة الانفعالیة إلى الدخول فی أعماق فکر الفرد، لیُصبح الانفعال محوراً لتفکیره، فیتأمله، ویُقیمه، وینظمه.

رابعًا : محددات البحث

 یتحدد البحث الحالی بالعینة، والنتائج محکومة بکل من : محتوى البرنامج ، والأدوات المستخدمة ، والمفاهیم النظریة، والأهداف، والفروض الخاصة بها، والأسالیب الإحصائیة المستخدمة فی معالجة بیانات البحث.

 

 

 

الإطار النظری

أولا مفهوم التسامح:

      التسامح یعنی القدرة على تحمل الرأی الآخر ، والصبر على أشیاء لا یحبها الإنسان ولا یرغب فیها، بل یعدها أحیانا مناقضة لمنظومته الفکریة والأخلاقیة ، فیتجاوز الانقسام الذی یقوم على أساس الجنس ، أو المعتقد ، أو اللغة أو الثقافة (عبد الحسن شعبان,2011م :62), وتعرف زینب شقیر(2010م : 6) التسامح بأنه" مکون معرفی وجدانی سلوکی نحو الذات والآخر والمواقف ، فمثلا فی مجموعة من المعارف والمعتقدات والمبادئ والمشاعر والسلوکیات التی تدفع صاحبها للتصالح ذاته والآخرین ،ویجعله متصفا بالتسامح فی مواقف الحیاة المختلفة".

و یعرف الباحث التسامح بأنه" اتجاه إیجابی لدى الفرد یمثل الجوانب المعرفیة ، والوجدانیة ، والسلوکیة التی تمثل: مجموعة المعارف والمعتقدات والمشاعر الذاتیة والتی تنعکس على سلوکه وتصرفاته مع الآخرین فی المواقف المختلفة لتحقیق التوازن لقبول الفرد للآخر والالتزام السلوکی نحو التنوع ، والتعددیة ، ونبذ التعصب والعدوان."

 أهمیة التسامح:- للتسامح أهمیة بالغة فی عصر العولمة ،حیث تزداد وتیرة العلاقات والتفاعلات بین الشعوب والجماعات المختلفة من خلال التقدم التکنولوجی فی وسائل الاتصالات والمواصلات ولتوطید تلک العلاقات ینبغی لترکیز على أهمیة التسامح ونبذ التعصب الاجتماعی والثقافی والسیاسی( جمال عبد الجواد, 2000م: ).

دور المؤسسات  التربویة فی تنمیة التسامح:  تتمثل أهمیة التسامح التربویة فی کونه ذا بعد وجودی ،أی ضروری لاستمرار الحیاة ،وتدفق الحیویة المجتمعیة ، ولقد اقتضت سنة الوجود أن تتواجد الناس جماعات بشریة ، وهی وإن اتفقت فی ما یجمع بینها من الأصل والحاجة إلى التجمع والحرص على اللقاء والرغبة فی التمکن من مقومات الحیاة والسعی فی إقامة التمدن  والعمران فتلک سنة الله فی خلقه ولقد أوضح القرآن الکریم تلک الحقیقة الوجودیة فی قوله } یأیها الناس إن خلقناکم من ذکر وأنثى وجعلناکم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أکرمکم عند الله أتقاکم إن الله علیم خبیر{ (الحجرات :آیة 13)(فخریة محمد, 2012م: 407).

   وهذه ما یؤکده إعلان المبادئ 1995والذی نصت مادته الرابعة على أن :(التربیة هی الأداء الأکثر فاعلیة للوقایة من التعصب ، وأول خطوة فی هذا الإطار تکمن فی تعلیم الأفراد معرفة حقوقهم وحریاتهم لضمان احترامها ، ولحمایة حقوق وحریات الآخرین), ومما سبق نستنتج ان التعلیم هو الرکیزة الأولى فی غرس القیم الاخلاقیة والتسامح لدى النشء منذ نعومة أظافرهم وذلک من خلال مناهج تربویة تساعد على بناء الشخصیة السویة التی ترفض سلوک العنف والتطرف وتدعو الى التفاهم والسلم وقبول الآخر الأولى فی غرس القیم الاخلاقیة والتسامح لدى النشء منذ نعومة أظافرهم وذلک من خلال مناهج تربویة تساعد على بناء الشخصیة السویة التی ترفض سلوک العنف والتطرف وتدعو الى التفاهم والسلم وقبول الآخر .

   التسامح فی مواجهة العنف و التعصب    إن التسامح هو المشهد الإنسانی الذی تغیب فیه مظاهر العنف وتعلو فیه قیم السلام وهذا یعنی أننا أمام مفهومین لا یتعارضان فحسب وإنما تتنافیان على نحو الإطلاق : فالتسامح یعنی غیاب العنف والتعصب، والعنف والتعصب ، یعنیان غیاب التسامح وبالتالی غیاب السلام(علی وطفة,2005م: 73).

    ولذا  یرى الباحث أن من أفضل الوسائل للقضاء على العنف والتطرف فی المجتمعات یکون من خلال غرس قیمة التسامح لدى النشء  لان العنف لابد وأن یواجه بالتسامح الذی یعمل على نشر روح التعایش السلمی, وقبول الآخر , واحترام الآخر, والاستماع له , والتحاور معه فمثل هذه السلوکیات تقضی على مظاهر العنف والتطرف فی المجتمع إذ أنه من المستحیل أن یجتمع العنف والتطرف فی أن واحد سواء لدى الفرد أو فی المجتمع  لان وجود أحدهما یعنی انعدام الأخر.

أنواع التسامح :

1-      التسامح الفکری: أقرت منظمة الأمم المتحدة فی مؤتمرها العام الثامن والعشرین عام 1955م مبادئ التسامح الفکری موقفا  یقوم على الاعتراف بالحقوق العالمیة للشخص الإنسانی ، والحریات الأساسیة للآخرین .

   ومن  الدراسات التی تناولت التسامح الفکری دراسة مرزوق السحیمی (2011م), ودراسة محمد السید وعزة علی(2011م) ودراسة مناف الجبوری(2014م), حیث تؤکد هذه الدراسات على التسامح الفکری یقوم على احترام وقبول التنوع الثقافی والفکری , وقبول وجهات النظر المختلفة على أساس الحوار وبعیدا عن التعصب الأعمى. 

2-      التسامح الاجتماعی: رکز إعلان مبادئ التسامح الصادر عن منظمة الیونسکو فی الدورة الثامنة والعشرین المنعقدة فی 12 نوفمبر 1995م على الأبعاد الاجتماعیة للتسامح الذی یبدو ضروریا بین الأفراد وعلى صعید الأسرة والمجتمع المحلی ، بحیث یعزز التسامح من خلال الأسرة والمؤسسات التعلیمیة ووسائل الإعلان للقضاء على التعصب والتحیز العنصری الذی تعانی منه المجتمعات ، وأکد الإعلان على ضرورة إیلاء فئات المهمشین والمستضعفین بالمجتمعات التی تعانی من الحرمان الاجتماعی أو الاقتصادی أهمیة خاصة.

3-      التسامح الدینی: التسامح الدینی یعنی تقبل الآخر، والاعتراف بحقه فی الاعتقاد وممارسة الشعائر الدینیة موقف منفتح یدعو إلى التحاور بین الدیانات المختلفة لیحل التسامح محل التعصب الدینی ،والتسامح الدینی مع الآخر یتمثل فی احترام معتقدات الآخر وأماکن عبادته ، الإقرار بحریه الآخر فی اعتناق الدین ، والمذهب الذی یختاره لنفسه دون إکراه ، والعمل على دعوته على أساس مبدأ المحبة والولاء وإنما على مبدأ الأخوة الإنسانیة وأرضیة المصالح المشترکة التی تجمع مختلف الأدیان والشعوب من أجل تحقیق حیاة آمنة ومستقرة على مستوى المجتمع الدولی والإقلیمی ، والمحلی.(مریم الغامدی,2012م:37-38).

4-      التسامح السیاسی: یرى الباحث أن التسامح الدینی یعنی الاعتراف بحق الآخر فی التعبیر عن رأیه بحریة , وممارسة الدیمقراطیة, والبعد عن العنف, والتعصب ,والعنصریة.  

ثانیا-  ما وراء الانفعال:                                  

 تعرف  ما وراء الانفعال لغاً کالآتی: کلمة میتا Meta هی: کلمة یونانیة الأصل، وتعنی (بعد)  أو (وراء)   وکلمة Emotion تعنی (الانفعال), ولذلک فإن مصطلح    Meta – Emotion حدیثا یعنی ما وراء الانفعال اصطلاحا  قد تباینت  تناولت لتعریف ما وراء الانفعال على النحو التالی: یعرف Goleman 1995:3)) أن ما وراء الانفعال هو قدرة الفرد على الوعی بانفعالاته وانفعالات الآخرین ومعرفة ما یشعر به المرء واستعمال هذه المعرفة لإنجاز قرارات سلیمة  , ویُعرف کل من حمدی الفرماوی وولید رضوان( 2009م: 53) ما وراء الانفعال بأنه الاستبصار الذاتی الذی یُبدیه الفرد تجاه انفعالاته، والذی تدعمه الدرایة والخبرة المیت انفعالیة، وما یستتبع ذلک من استنهاض لعملیات الإدارة المیت انفعالیة لانفعالاته.

    وفی ضوء ما تم عرضه یُمکن تعریف ما وراء الانفعال بأنه: انتباه، ووعی، وتقییم الفرد لانفعالاته، وانفعالات الآخرین، وما یسفر عنه من معتقدات، ومشاعر سلبیة أو إیجابیة نحوها، ومن ثم العمل على ضبطها وتنظیمها فی ضوء ذلک. وبهذا یبتعد ما وراء الانفعال عن مجرد وصف الحالة الانفعالیة إلى الدخول فی أعماق فکر الفرد، لیُصبح الانفعال محوراً لتفکیره، فیتأمله، ویُقیمه، وینظمه.

-         الفرق بین ما وراء الانفعال ـ الانفعال ـ الذکاء الانفعالی:

1-      ما وراء الانفعال مقابل الانفعال:Meta-emotion Versus Emotion               

  کما أن الاختلاف بین الانفعال وما وراء الانفعال یکون فی الدرجة  ، فهما بمثابة طبقات، ولیسا انفعالین متسلسلین ، فمثلاً: عند شعور شخص ما بالفرح تجاه شعوره بالفرح، یکون لدیه انفعال من الدرجة الأولى، وهو البهجة نحو الحدث الذی أسعده، ولدیه انفعال من الدرجة الثانیة  ، وهو فرحه نحو شعوره بالفرح، وهو ما وراء الانفعال(Mendonca,2013:390).

2- ما وراء الانفعال مقابل الذکاء الانفعالی: Meta-emotion  Versus Emotional Intelligence

    عرفه فاروق عثمان ومحمد رزق (2002م: 36) بأنه " القدرة على الانتباه والإدراک الجید للانفعال والمشاعر الذاتیة وفهمها وصیاغتها بوضوح وتنظیمها وفقا لمراقبة وإدراک دقیق لانفعالات الآخرین ومشاعرهم للدخول معهم فی علاقات انفعالیة واجتماعیة  إیجابیة تساعد الفرد على الرقی العقلی والمهنی وتعلم المزید من المهارات الإیجابیة للحیاة"

    ومما سبق یتضح  الفرق بین مفهوم ما وراء الانفعال ومفهوم الذکاء الانفعالی تتمثل فی:

ـ أن ما وراء الانفعال ینتج عنه من مشاعر وانفعالات أخرى ترتد نحو الانفعالات الأولى، فی حین أن الذکاء الانفعالی عبارة عن مشاعر وأفکار الفرد الذی  یعکس صفات ثابتة نسبیاً فی الفرد.  ـ ـ ـ أن ما وراء الانفعال یتناول التفکیر فی الانفعال ذاته والعملیات المعرفیة المتعلقة به، فی حین أن الذکاء الانفعالی یرکز على التوافق الاجتماعی للفرد ومهاراته الاجتماعیة .  

  النماذج المفسرة لما وراء الانفعال:

     حاول العدید من الباحثین تحدید أنواع من النماذج التی تناولت مکونات ما وراء الانفعال ،وفیما یلی عرض لنماذج ما وراء الانفعال لدى الباحثین

1-      أنموذج   ما وراء الانفعال عند جوتمان (Gottman et al.1996):

قدم Gottman et al. 1996)) نموذجا لما وراء الانفعال فی ضوء استجابات الوالدین على مقابلة ما وراء الانفعال وهی:

(الوعی :  Awareness - التقبل :Acceptance -التنظیم  : Regulation - التدریب : Coaching)  

2-      أنموذج  ما وراء الانفعال عند یه(Yeh, 2002) اشتمل نموذج  ما وراء الانفعال عند(Yeh, 2002) ستة مکونات، وهی:( الوعی: Awareness- القبول: Acceptability -التواصل:Communication - السببیة:Causality- التعدیل أو المعالجة: Manipulation- التدریب:Coaching   (  Wong, 2010:4,Chen et al.,2012:406).

3-      أنموذج ما وراء الانفعال عند هیسلر(Hessler et al. 2005):

  وضعHessler et al. 2005))  نموذج لماورائی الانفعال لدى الطفل والمراهق  وحدد مکونات ما وراء الانفعال وهی کالآتی:(الوعی::Awareness  - التعبیر:Expression- التنظیم: Regulations - التطبیب أو المداواة :Remediation)(Hunter et al., 2011:433) , ومن الدراسات التی تناولت مکونات ما وراء الانفعال کما جاءت ( عندHessler et al. (2005 دراسة (Katz & Hunter ,2007)  والتی تناولت علاقة ما وراء الانفعال لدى الأمهات بأعراض الاکتئاب لدى أبنائهن المراهقین. وکذلک دراسة(Hunter et al. 2011)  عن علاقة ما وراء الانفعال لدى الآباء بما وراء الانفعال لدى أبنائهم المراهقین.

4-      أنموذج ما وراء الانفعال عند بارتش( Bartsch et al. 2008):

   حدد نموذج ما وراء الانفعال عند(  (Bartsch et al. 2008مکونات ما وراء الانفعال فی ثلاثة هی:

1-التقییم الشخصی للانفعال سواء أکان سلبیاً أم إیجابیاً.

2- الوجدان أو المشاعر الموجهة نحو الانفعال والتی تنتج عن تقییم الفرد له .

3- الفعل الذی یمیل إلیه الفرد فی تعامله مع الانفعال من أجل تنظیمه    (Bartsch et al.,2008:21).

5-      أنموذج ما وراء الانفعال عند( حمدی الفرماوی وولید رضوان,2009م): حدد حمدی الفرماوی وولید رضوان (2009م) مکونات ما وراء الانفعال فی مکونین أساسیین:

 الأول: الوعی المیتا انفعالی Meta emotional Awareness: ویتشکل بتوجیه انتباه الفرد نحو انفعالاته الداخلیة، وتفکیره فیها. ویتضمن ثلاثة مکونات فرعیة، هی: الدرایة المیت انفعالیة , والخبرة المیت انفعالیة  , واستکشاف الذات للانفعالات والتعبیر عنها )

الثانی: الإدارة المیت انفعالیةMeta emotional Management: وتتضمن ضبط    وتنظیم الفرد لانفعالاته وانفعالات الآخرین، وذلک من خلال عدة مهارات أساسیة، وهیالتخطیط المیت انفعالی  - مراقبة الذات المیت انفعالیة   - المعالجة والمداواة المیت انفعالیة  - حوار الذات المیت انفعالی  (حمدی الفرماوی وولید حسن،2009،   73-107).

6-      أنموذج ما وراء الانفعال عند میتمانسجروبر(Mitmansgruber et al. 2009)

     وضح نموذج ما وراء الانفعال عند (Mitmansgruber et al. 2009:448) مکونات ما وراء الانفعال فی ستة مکونات، یُعد اثنان منها ما وراء الانفعال الإیجابی، وهما: الرعایة العطوفة   ، والاهتمام  ، وتمثل المکونات الأربعة الأخرى ما وراء الانفعال السلبی، وهی (الغضب  ، والخزی/ الاحتقار ، والإخماد أو القمع، والضبط الصارم  ).

7-      أنموذج ما وراء الانفعال عند کاتز(Katz et al. 2012):

   قدمKatz et al.2012:418)) نموذج لما وراء الانفعال الوالدی،  محددا مکونات ما وراء الانفعال الوالدی فی ثلاثة مکوناته:(الوعی بانفعالات الأطفال- تقبل انفعالات الأطفال- تدریب انفعالات الأطفال).

     ومن الدراسات التی تناولت مکونات ما وراء الانفعال کما جاءت  عند(Katz et al. (2012) دراسة کل من:(Chen et al., 2012; Dohanos,2012; Lee, 2012; Nelson et al.,2012; Fishman

,(2013

8-      أنموذج ما وراء الانفعال عند باترسون(Paterson et al. 2012):

توصلPaterson et al. 2012:583))  من خلال التحلیل العاملی لاستجابات الوالدین نحو الانفعالات، إلى أن ما وراء الانفعال الوالدی یتضمن أربعة مکونات، هی:

( تدریب الانفعال  - التقبل الوالدی للانفعالات السلبیة   -الرفض الوالدی للانفعالات السلبیة   - الشعور بالحیرة/ عدم الفاعلیة فی التنشئة الانفعالیة)  .

    فی ضوء ما سبق عرضه للنماذج المفسرة لما وراء الانفعال یقدم الباحث أنموذج لما وراء الانفعال یتضمن أربع مکونات وهی کالاتی:

البعد الأول - الوعی بما وراء الانفعال ویتضمن هذا البعد مکونین وهما

(الوعی بما وراء الانفعالات الذاتیة- الوعی بما وراء الانفعال للآخرین).

البعد الثانی- المشاعر نحو الانفعالات ویتضمن هذا البعد مشاعر:

(ما وراء الانفعالات السلبیة- ما وراء الانفعالات الایجابیة).

البعد الثالث- التقییم الشخصی لما وراء الانفعال ویشتمل هذا البعد معیارین وهما:

-       التقییم الایجابی لما وراء الانفعالات السلبیة للشخص نفسه.

-       التقییم الایجابی لما وراء الانفعالات السلبیة للأخرین.

البعد الرابع- تنظیم ما وراء الانفعال ویتضمن الاستراتیجیات الآتیة:

(استراتیجیة صرف الانتباه- استراتیجیة تعدیل الاستجابة الانفعالیة السلبیة للفرد ذاته- استراتیجیة تعدیل الاستجابة الانفعالیة السلبیة للأخرین- استراتیجیة النمذجة- استراتیجیة السلحفاة  - استراتیجیة القمع)

بحوث ودراسات سابقة:

   هدفت  دراسة (إیمان عبده حافظ: 2000م) إلى تحدید موقع وجوانب قیمتی التسامح والسلام فی التربیة الإسلامیة وذلک من مصادرها الأساسیة وهی القرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة , واستهدفت دراسة   Earnest,2002)) تقییم فعالیة برنامج تدریبی فی زیادة تعلیم المدرسین المرشحین مستوى التسامح وذلک باستخدام التعددیة والتنوع و تقییم الموقف ، ودراسة عیسى أبو زهیرة (2004م)هدفت هذه  إلى التعرف على مضمون التسامح فی المنهاج الفلسطینی من خلال الإجابة على التساؤلین الآتیین : کیف تسهم المدرسة فی تشکیل عقل ونفسیة الطفل تجاه الآخر؟ على أی نحو تؤثر المدرسة فی تشکیل عقل ونفسیة الطفل تجاه الآخر ؟ على أی نحو تؤثر المدرسة فی تشکیل رؤیة وتصور الطفل للتسامح؟  ,  وهدفت دراسة (Viadero;2005) إلى توضیح أثر تعلیم التسامح ودوره فی تغییر الاتجاهات والمعتقدات الدینیة، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی ، واستهدفت دراسة منصور أبو خضیر (2007م) بیان مفهوم التسامح فی القرآن الکریم وآثاره التربویة فی الفرد والمجتمع ، وهدفت دراسة عدنان المهداوی وخنساء عبد(2008م)إلى الکشف عن فاعلیة برنامج إرشادی فی تنمیة التسامح الاجتماعی لدى طالبات المرحلة الإعدادیة فی مدینة بعقوبة العراقیة , وهدفت دراسة جاسم عیدی(2010م) التعرف على التسامح لدى الطلبة العرب العراقیین فی جامعة صلاح الدین فی العراق ,و دراسة مرزوق السحیمی (2011م) هدفت  إلى التعرف على مدى إسهام جامعة طیبة بالمدینة المنورة بعناصرها المختلفة (إدارة الجامعة، أعضاء هیئة التدریس ، محتوى المقررات الجامعیة، الأنشطة الطلابیة) فی تنمیة قیم التسامح الفکری لدى الطلبة من وجهة نظرهم ، وفی دراسة بکر المواجد(2010م) هدفت الدراسة  إلى الکشف عن دور الثقافة الإسلامیة المدرسیة للصفین الأول الثانوی والثانی الثانوی فی نشر ثقافة الحوار والتسامح مع الآخر فی الأردن ،واستهدفت  دراسة وهمان فراج ووفاء عبد الجواد (2010م) التعرف على فاعلیة البرنامج المستخدم فی تنمیة التسامح وأن أفراد المجموعة التجریبیة الذین اشترکوا فی البرنامج قد استفادوا من المضامین التربویة والتعلیمیة ، ودراسة محمد السید وعزه علی(2011م) تناولت مفهوم قیم ثقافة التسامح فی الفکر التربوی مع إلقاء الضوء على مسئولیة الأسرة والمدرسة نحو تنمیة ثقافة التسامح وتقدیم رؤیة تربویة مقترحة لتفعیل مسئولیة کل من الأسرة والمدرسة نحو تنمیة ثقافة التسامح. وهدفت دراسة (طارق المنصوب 2011م) التعرف على  التسامح فی کثیر من دول المجتمع العربی بشکل عام والمجتمع الیمنی ، کما أن دراسة احمد عبد الملک(2011م):هدفت  إلى التعرف على  الفروق بین الذکور والإناث من طلاب کلیة التربیة بجامعة المنیا فی کل من التسامح واستراتیجیات إدارة الصراع  , واستهدفت دراسة عون محیسن وإسماعیل الهلول(  2012م) إلى تحدید العلاقة بین التسامح والصحة النفسیة لدى طلبة جامعة الأقصى فی غزة.  ودراسة على جودة و آخرون(2012م): هدف إلى  تنمیة بعض أبعاد التسامح لدى طلاب المرحلة الثانویة الأزهریة ومدى توافر هذه الأبعاد  وکیفیة تنمیتها لدى طلاب المرحلة الثانویة ،    , ودراسة مناف الجبوری(2014): هدفت إلى التعرف على  العلاقة بین التسامح الفکری والتماسک الاجتماعی لدى طلبة جامعة کربلاء فی العراق , وهدفت دراسة قاسم خزعلی وآخرون(2016م) إلى الکشف عن أثر استراتیجیة (jigsaw II) فی التعلم التعاونی فی تنمیة التسامح الاجتماعی لدى عینة من طلبة الصف العاشر الأساسی فی مدینة أربد ,و هدف دراسة (نورة البقمی, 2017م): إلى التعرف على طبیعة العلاقة بین کل من التسامح والانتقام وسمات الشخصیة لدى طلبة الجامعة, وتناولت دراسة(Dohanos,2012) مدی تحسن ما وراء الانفعال وسلوک التواصل الانفعالی بین الآباء وأبنائهم المراهقین خلال جلسات العلاج الأسری،  و استهدفت  (Sastre, Vinsonneau, Neto, 2003 Girard & Mullet) الکشف عن علاقة التسامح بالرضا عن الحیاة ,و هدفت دراسة (Kluwer&  Karremans, Vanlange, 2003) إلى الکشف عن دور التسامح فی تحسین مستوى السعادة الذاتیة، واستهدفت دراسة  (Ross, et al 2004)  الکشف عن العلاقة بن  العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة والعفو عن الذات والعفو عن الآخرین،   أما دراسة (Feldman,2004 ) هدفت إلى الکشف عن العلاقة بین  الذکاء الوجدانی، والصلابة الأکادیمیة، والتسامح، وعلاقتهما بالمخرجات الأکادیمیة لدی عینة من طلاب الجامعة الجدد، وهدفت دراسة (شحاتة محمد أحمد زیان , 2005م) :استطلاع علاقة بعض المتغیرات النفسیة (الشخصیة) بالتسامح عبر مراحل عمریة تبدأ مرحلة المراهقة بکل مستویاتها إلی بدایة مرحلة الرشد ومقارنة بین  الجنسین  فی کل مرحلة عمریة.  استهدفت دراسة ( Maltby, Day & Barber,2005  ) : الکشف عن العلاقة بین التسامح وعلاقته بالسعادة طویلة المدى، والسعادة قصیرة المدى )القائمة على المتعة), وهدفت دراسة   ( Thompson, et al. 2005, ) : إلى بحث العلاقة الارتباطیة بین المیل إلى التسامح والرضا عن الحیاة , ودراسة شیماء مفلح (2009م) : هدفت إلى الکشف عن أثر أسلوبیین إرشادیین- المفهوم الخاطئ والعلاج العقلانی العاطفی- فی تنمیة التسامح لدى طالبات معاهد إعداد المعلمات , ودراسة هالة عبد اللطیف(2014م) : هدفت إلى تطبیق التدخلات العلاجیة لدى عینة من طلبة الجامعة من أجل التخلص من الآثار السلبیة الناتجة عن العرض للأذى أو الإساءة من قبل أشخاص آخرین وما ینتج عن تلک الإساءة من آلام.  ,وهدفت دراسة هانی سعید(2014م):هدفت هذه الدراسة الکشف عن علاقة التسامح والامتنان بالسعادة لدى طلاب الجامعة والتعرف على درجة إسهام التسامح والامتنان فی التبوء بالسعادة لدى عینة الدراسة وأیضا التعرف على الفروق بین الطلاب والطالبات فی متغیرات الدراسة  .

التعلیق  على الدراسات والبحوث السابقة:

من خلال النظر إلى مجمل الدراسات التی اشتملت علیها المحاور الثلاثة للدراسات السابقة یمکن ملاحظة ما یأتی:-

- فاعلیة  ما وراء الانفعال، ودوره فی تحسین القدرة على تنظیم الانفعالات وخفض السلوک العدوانی, وانخفاض المشکلات السلوکیة , تحمل المواقف الضاغطة , وانخفاض مستوى القلق, والقدرة علی ادارة الذات.

- ندرة الدراسات العربیة- فی حدود ما اطلع علیه الباحث- فی مجال دراسات ما وراء الانفعال.

- و یتضح لنا أیضا حداثة وندرة دراسات ما وراء الانفعال لدى طلاب المدارس وطلاب الجامعة، لذا توجد حاجة ضروریة لمزید من الدراسات فی هذا المیدان، لاسیما فی تناول علاقته بالعدید من المتغیرات السلوکیة، والنفسیة، والأکادیمیة،  والاجتماعیة لدیهم. 

- إمکانیة  تنمیة التسامح نتیجة للمشارکة فی برنامج تدریبی قائم على ما وراء الانفعال.

- الحاجة إلى وجود برامج للتدریب قائمة على ما وراء الانفعال

- تلامیذ المرحلة الاعدادیة فی حاجة ملحة لتمیة التسامح وذلک لخفض مستوى العنف والسلوک العدوانی لدیهم

 یمکن تلخیص أوجه إفادة الباحث فی دراسته الحالیة من الدراسات السابقة فیما یلی:

1-      تحدید التعریفات الإجرائیة لمصطلحات الدراسة (ما وراء الانفعال -  التسامح)

2-      أفادت الدراسة الحالیة من الدراسات السابقة فی بناء مقیاس التسامح.

3-      الاطلاع على الأنشطة واستراتیجیات ما وراء الانفعال  فی التدریب لتنمیة التسامح.

4-      اختیار أنشطة ما وراء الانفعال التدریبیة فی تنمیة التسامح.

5-      إعداد أدوات الدراسة إعدادا صادقا.

6-      الاطلاع على کیفیة تنفیذ استراتیجیات ما وراء الانفعال أثناء تنفیذ البرنامج, من حیث أوراق العمل، ووسائل التقویم، وأشکال المکافآت المادیة والمعنویة الممکنة وغیرها.

7-      تحدید المعالجات الإحصائیة التی استخدمت فی اختبار الفرضیات وتحلیل البیانات والنتائج.

8-      المساعدة فی تفسیر النتائج التی توصلت إلیها الدراسة الحالیة تفسیرا علمیا وموضوعیا

فروض الدراسة:

    نظرا لعدم وجود دراسات سابقة تعاملت مع متغیرات الدراسة الحالیة بشکل مباشر، مع تناقض نتائج الدراسات السابقة من حیث  ، فأن الباحث یصوغ فروضا للدراسة بصورة صفریة على النحو التالی:

1.لا توجد فروق ذات دلالة احصائیة  عند مستوى دلالة (0.01) بین متوسط درجات المجموعة التجریبیة ومتوسط درجات المجموعة الضابطة فی الدرجة الکلیة لمقیاس للتسامح لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة؟

2.لا توجد فروق ذات دلالة احصائیة ب عند مستوى دلالة (0.05)ین متوسط درجات المجموعة التجریبیة ومتوسط درجات المجموعة الضابطة فی بعد التسامح الدینی لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة؟

3.لا توجد فروق ذات دلالة احصائیة عند مستوى دلالة (0.01)بین متوسط درجات المجموعة التجریبیة ومتوسط درجات المجموعة الضابطة فی بعد التسامح نحو الآخر لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة؟

4.لا توجد فروق  ذات دلالة احصائیة عند مستوى دلالة (0.01) بین متوسط درجات المجموعة التجریبیة ومتوسط درجات المجموعة الضابطة فی بعد التسامح الفکری لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة؟

5. لا توجد فروق ذات دلالة احصائیة عند مستوى دلالة (0.01) بین متوسط درجات المجموعة التجریبیة ومتوسط درجات المجموعة الضابطة على بعد التسامح نحو الذات لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة؟

 

 

 

 

إجراءات تنفیذ البحث  :

اتبع الباحث الإجراءات التالیة فی تنفیذ البحث الحالی وهی :

1-      قام بالاطلاع على الأدبیات والدراسات والأبحاث السابقة التی تناولت ما وراء الانفعال، والتسامح, وکان من نتائج هذه الخطوة إعداد المقیاس المستخدم فی قیاس التسامح، وتصمیم برنامج معرفی سلوکی قائم على ما وراء الانفعال.

2-      قام بتحدید المحتوى المعرفی للجلسات الخاصة بالبرنامج  الذى یتم التدریب علیه باستخدام برنامج معرفی سلوکی قائم على ما وراء الانفعال.

3-      وکان من نتائج الخطوتین 1، 2 إعداد برنامج معرفی سلوکی قائم على ما وراء الانفعال ومقیاس التسامح.

4-      تحدید المدرسة التی ستجرى علیها الدراسة التجریبیة، حیث اختار الباحث مدرسة الباویطى الاعدادیة التابعة لإدارة الواحات البحریة التعلیمیة بمحافظة الجیزة .

5-      التحقق من صلاحیة المقیاس  المستخدم فی البحث الحالی.

6-      الحصول على الموافقة من السادة المشرفین على البحث الحالی بعد تحققهم من سلامة وصلاحیة الأدوات على القیام بالتطبیق على مجموعة البحث الأساسی .

7-      الاتفاق مع کل من إدارة مدرسة الباویطى الاعدادیة المشترکة على اختیار بعض الفصول داخل المدرسة من طلاب الصف الثالث الاعدادی لتطبیق البحث المیدانی علیهم .

8-      اختیار فصلین عشوائیاً من بین فصول الصف الثالث الاعدادی بالمدرسة والبالغ عددها سبعة فصول لإجراء البحث علیهم، حیث وقع الاختیار على الفصلین 3/3، 3/  لتطبیق البحث المیدانی علیهما.

9-      طبق مقیاس التسامح على الفصول المختارة، وقد التزم الباحث بتعلیمات کل مقیاس بدقة أثناء تطبیقه (قیاساً قبلیاً) قبل البدء فی تنفیذ الدروس التدریبیة .

10-    قام بتوزیع المعالجات التجریبیة عشوائیاً على الفصول المختارة حیث وقع الاختیار على فصل 3/3 لیمثل المجموعة التجریبیة الأولى والتی یتم تدریبها باستخدام إجراءات البرنامج التجریبی، وفصل 3/   لیمثل المجموعة الضابطة والتی لم تتعرض لإجراءات البرنامج .

11-    تطبیق جلسات البرنامج الـ (20) جلسة ، واستغرق تطبیق البرنامج شهرین ونصف بواقع جلستین أسبوعیا (45) لکل جلسة، وتخلل ذلک  جلستین (جلسة القیاس القبلی– جلسة القیاس البعدی) .

12-    بعد انتهاء فترة التدریب طبق الباحث مقیاس التسامح على المجموعتین التجریبیة والضابطة (قیاساً بعدیاً)، وذلک للوقوف على فاعلیة البرنامج المعرفی السلوکی  القائم ما وراء الانفعال فی تنمیة التسامح لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة ، وفى النهایة طبق مقیاس التثبت من صحة إجراءات وفاعلیة المعالجة التجریبیة على أفراد المجموعتین.  

13-    قام الباحث بتصحیح استجابات الطلاب على المقاییس المستخدمة فی البحث، ثم رصد الدرجات فی جداول خاصة لإجراء عملیات التحلیل الإحصائی لها ، بعد استبعاد نتائج الطلاب الذین لم یستکملوا استجاباتهم أو لم جمیع جلسات البرنامج.

14-    تم تفریغ البیانات واجراء التحلیل الإحصائی لها، ثم تفسیر النتائج فی ضوء الإطار النظری والدراسات السابقة للبحث الحالی .

نتائج البحث ومناقشتها

 اشتملت الدراسة الحالیة على أربعة فروض تتعلق بمتغیرات الدراسة، وفیما یلی عرضٌ لنتائج الدراسة بشیء من التفصیل:

  النتائج الخاصة بالفرض الإحصائی الأول:

    للتحقق من هذا الفرض الذی ینص على أنه " لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0.01)   بین متوسط درجات المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی القیاس (قبلی- بعدى) للدرجة الکلیة لمقیاس التسامح, وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدم الباحث اختبار "ت" t-test لدلالة الفروق بین متوسطی القیاس القبلی والبعدی للدرجة الکلیة لمقیاس التسامح , حیث أکدت النتائج قیمة "ت" دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.01 ) مما یؤکد  فاعلیة المعالجة التجریبیة فی القیاس البعدی لتنمیة التسامح العام لدى التلامیذ الذین أجری علیهم البحث  .

النتائج الخاصة بالفرض الإحصائی الثانی:

    للتحقق من هذا الفرض الذی ینص على أنه " لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0.05)   بین متوسط درجات المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی القیاس (قبلی- بعدى) للدرجة فی بعد التسامح الدینی وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدم الباحث اختبار "ت" t-test لدلالة الفروق بین متوسطی القیاس القبلی والبعدی للدرجة الکلیة لمقیاس التسامح , حیث أکدت النتائج قیمة "ت" دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05 ) مما یؤکد  فاعلیة المعالجة التجریبیة فی القیاس البعدی لتنمیة التسامح الدینی لدى التلامیذ الذین أجری علیهم البحث  .

 

 

 

 

النتائج الخاصة بالفرض الإحصائی الثالث:

    للتحقق من هذا الفرض الذی ینص على أنه " لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0.01)   بین متوسط درجات المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی القیاس (قبلی- بعدى) للدرجة فی بعد التسامح الاجتماعی وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدم الباحث اختبار "ت" t-test لدلالة الفروق بین متوسطی القیاس القبلی والبعدی للدرجة على بعد التسامح الفکری, حیث أکدت النتائج قیمة "ت" دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.01 ) مما یؤکد  فاعلیة المعالجة التجریبیة فی القیاس البعدی لتنمیة التسامح الاجتماعی لدى التلامیذ الذین أجری علیهم البحث  .

النتائج الخاصة بالفرض الإحصائی الرابع:

    للتحقق من هذا الفرض الذی ینص على أنه " لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0.01)   بین متوسط درجات المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی القیاس (قبلی- بعدى) للدرجة فی بعد التسامح الفکری, وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدم الباحث اختبار "ت" t-test لدلالة الفروق بین متوسطی القیاس القبلی والبعدی للدرجة على بعد التسامح الفکری, حیث أکدت النتائج قیمة "ت" دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.01 ) مما یؤکد  فاعلیة المعالجة التجریبیة فی القیاس البعدی لتنمیة التسامح الفکری لدى التلامیذ الذین أجری علیهم البحث  .

النتائج الخاصة بالفرض الإحصائی الخامس:

    للتحقق من هذا الفرض الذی ینص على أنه " لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0.01)   بین متوسط درجات المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی القیاس (قبلی- بعدى) للدرجة فی بعد التسامح نحو الذات, وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدم الباحث اختبار "ت" t-test لدلالة الفروق بین متوسطی القیاس القبلی والبعدی للدرجة على بعد التسامح الفکری, حیث أکدت النتائج قیمة "ت" دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.01 ) مما یؤکد  فاعلیة المعالجة التجریبیة فی القیاس البعدی لتنمیة التسامح نحو الذات لدى التلامیذ الذین أجری علیهم البحث.   

التوصیات والبحوث المقترحة

فی ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدراسة الحالیة یقدم الباحث التوصیات الآتیة:

- ضرورة الاهتمام بتنمیة التسامح وترجمته فی صورة أهداف سلوکیة.

- ضرورة تدریب المعلمین على البرنامج التدریبی المستخدم فی  الدراسة الحالیة وتعریفهم بأهمیته فی تنمیة التسامح لدى التلامیذ .

- الوعی بأهمیة  تطبیق البرنامج التدریبی  من قبل المعلم والطالب معاً فی مدارسنا .

- ینبغی أن تتضمن المناهج الدراسیة المواقف المختلفة الت یتضمنا البرنامج، والتی تتیح للطلاب تطبیق ما اکتسبوه من سلوکیات فی مواقف حیاتیة جدیدة.

- زیادة الاهتمام بتقویـم أداء الطلاب السلوکی التسامحی فی الموقف الحیاتیة  مما یساعد على علاج سلوکیات الغیر سویة تجاه الآخر.

- ضرورة الاهتمام بنشر ثقافة التسامح بین التلامیذ والطلاب  فی المراحل التعلیمیة المختلفة.

البحوث المقترحة:

  1.  فعالیة برنامج قائم على  ما وراء الانفعال فی تنمیة الدافعیة للإنجاز لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة .
  2.  فعالیة برنامج قائم على  ما وراء الانفعال فی تنمیة جودة الحیاة  لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة.
  3. فعالیة برنامج قائم على ما وراء الانفعال فی تحسین اتخاذ القرار لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة .

 

المراجع :

أولًا: المراجع العربیة:

1-  أبن منظور (2003م): لسان العرب ،دار صادر بیروت ، لبنان.

2-            أحمد عبد الملک أحمد (2011م): دراسة فارقة للتسامح واستراتیجیات إدارة الصراع لدى عینة من طلاب وطالبات کلیة التربیة بجامعة المنیا- دراسة من منظور علم النفس الایجابی ، مجلة العلوم العربیة والإنسانیة – جامعة القصیم السعودیة عدد(1) من ص ص 127-178.

3-            أحمد محمد البالیسانی (2004م):"الدیمقراطیة فی المنظور الإسلامی". المؤتمر العام السادس عشر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامیة عن التسامح فی الحضارة الإسلامیة ، القاهرة فی 29/ 4-1/5 2004م، ص ص 335-362. 

4-            أشرف عبد الوهاب (2006م): التسامح الاجتماعی بین التراث والتغیر، رسالة دکتوراه منشورة، مرکز البحوث والدراسات الاجتماعیة، القاهرة,.

5-            أمل محمد حسونة(2011): الأطفال وتنمیة التسامح ، مجلة الطفولة العربیة_ الکویت _ العدد(48)مجلد(12) من ص ص 104- 108.

6-            إیمان عبده حافظ (2000م): قیم التسامح والسلام فی التربیة الإسلامیة فی التعلیم العام، مجلة التربیة ، جامعة بنها، عدد اکتوبر.

7-            بکر المواجده (2010م):دور کتب الثقافة الإسلامیة المدرسیة فی حوار الحضارات من خلال نشر ثقافة الحوار والتسامح مع الآخر ، مجلة جامعة النجاح للأبحاث (العلوم الإنسانیة) مجلد (24) ، کلیة لعلوم التربویة ،جامعة الإسراء ، الأردن.

8-            بو بکر جیلانی (2014م): الاختلاف والتواصل والحوار والتسامح من سنن الکون وشروط توازنه، مجلة الکلمة، منتدى الکلمة للدراسات والبحوث ،لبنان العدد(84)   من ص ص58-81.

9-            حمدی علی الفرماوی، ؛ ولید رضوان حسن (2009م): المیتا انفعالیة لدى العادیین وذوی الإعاقة الذهنیة. عمان: دار صفاء للنشر والتوزیع.

10-                               زکی المیلاد (2007م): الإسلام والإصلاح الثقافی ، دار أطیاف للنشر والتوزیع – القطیف – السعودیة.

11-                               زکیة فارس اسماعیل (2007م): بناء برنامج تدریبی لمفهوم الذات والدافعیة لدى طلبة المرحلة الأساسیة فی الاردن . رسالة دکتوراه, جامعة عمان العربیة , کلیة الدراسات التربویة العلیا.

12-                               زینب شقیر (2010): مستویات التسامح لدى شرائح عمریة متنوعة من الجنسین (مدخل لعلم النفس الایجابی وجودة الحیاة)المؤتمر العلمی السابع لکلیة التربیة جامعة کفر الشیخ کاستثمار للعلوم التربویة والنفسیة 13-14ابریل ص127-237.

13-                      شیماء مفلح ( :.(2009أثر أسلوبین إرشادیین المفهوم الخاطئ والعلاج العقلانی العاطفی فی تنمیة التسامح لدى طالبات معاهد إعداد المعلمات. أطروحة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة،

14-                               طارق أحمد المنصوب(2011م): الوحدة الوطنیة وثقافة التسامح : دراسة تطبیقیة على عینة من طلبة جامعة إب- الیمن، المؤتمر الدولی الرابع للعلوم الاجتماعیة – الکویت.

15-                               عبد الحسین شعبان (2011م): فقه التسامح – فی الفکر العربی – الإسلامی الثقافی والدولة – دار أراس للطباعة والنشر – العراق. 

16-                               عبد الفتاح رجب  مطر (2017). سیکولوجیة ما وراء الانفعال للعادیین وذوی الاحتیاجات الخاصة.عمان: دار الکندی.

17-                               عدنان المهداوی و خنساء عبد(  :(2008فاعلیة برنامج إرشادی

18-                               علی أسعد وطفة(2005): التربیة على التسامح فی مواجهة التطرف، شئون عربیة، العدد(124) من ص ص 72-93.

19-                               فاروق السید عثمان ومحمد عبد السمیع رزق (2002م):مقیاس الذکاء الاجتماعی: مفهومه وقیاسه فی عبد الهادی عبده وفاروق السید عثمان والاختبارات النفسیة أسس وأدوات، دار الفکر العربی ، القاهرة.

20-                               فخریة محمد إسماعیل (2012): ضرورات التربیة على التسامح فی عصر العولمة :منظور تربوی إسلامی ،دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس – السعودیة ،العدد (22) مجلد (3)- من ص ص 415-479.

فی تنمیة التسامح الاجتماعی لدى طالبات المرحلة الإعدادیة.

21-                               قاسم الخزعلی وعبد اللطیف مومنی ومحمد ملحم (2016م):أثر إستراتیجیة (jigsaw II) فی التعلم التعاونی فی تنمیة التسامح الاجتماعی لدى عینة من طلبة الصف العاشر الأساسی فی مدینة أربد ، المجلة الأردنیة فی العلوم والتربیة ، مجلد (12) عدد (2) من ص ص 209-221.

22-                               قاسم الصراف (1995م): المفاهیم التربویة للقیم المتعلقة بالتسامح فی مناهج المرحلة الابتدائیة – مجلة التربیة- الکویت ،العدد 13من ص ص 6-16.

23-                               ماجد الغرباوی (2008م): التسامح ومنابع التسامح، فرص التعایش بین الأدیان والثقافات ، بغداد، الحضاریة للطباعة والنشر.

مجلة الأستاذ، .366-305 ،77

24-                               محمد عبدالسمیع  رزق (2003) : مدى فاعلیة برنامج التنویر الانفعالی فی تنمیة الذکاء الانفعالی للطالبات  بکلیة التربیة بالطائف . مجلة أم القرى للعلوم التربویة والاجتماعیة والإنسانیة ، 15(2) ، 60-92.

25-                               مریم بنت صالح أحمد الغامدی (2012م): ثقافة التسامح مع الآخر ومدى انتشارها بین طلاب وطالبات جامعة طیبة ,رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة طیبة ، السعودیة.

26-                               منصور محمد أحمد أبو خضیر(2007م):"التسامح وآثاره التربویة فی المجتمع" ، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة الیرموک ، الأردن.

27-                               منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم والثقافة " الیونسکو" ،(1995م):"وثیقة إعلان الیونسکو حول التسامح" ، المؤتمر العام للیونسکو فی دورته الثامنة والعشرین ، نوفمبر ، باریس ، فرنسا.

28-                               نورة بنت سعد البقمی (2017م): التسامح والانتقام وعلاقته بالسمات الشخصیة لدى عینة من طلبة الجامعة ,کلیة العلوم الاجتماعیة ,جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة ,الریاض ,السعودیة.

29-                               هالة عبد اللطیف محمد رمضان(2014م): فعالیة برنامج إرشادی لتعزیز التسامح لدى عینة من طلبة الجامعة ، دراسات نفسیة مصر، مجلد (24)عدد(3) من ص ص 363-411.

30-                               هانی سعید حسن محمد (2014م):الإسهام النسبی للتسامح والامتنان فی التنبؤ بالسعادة لدى طلاب الجامعة ، دراسة فی علم النفس الایجابی، دراسات نفسیة ،مصر، العدد (2) من ص ص 143-184.

31-                               هدى مصطفى محمد عبد الرحمن (2013م):برنامج الکترونی مقترح لتنمیة التسامح الدینی والمفاهیم الدینیة لدى الطلاب معلمی اللغة العربیة ،مجلة کلیة التربیة ، جامعة بنها ، المجلد (24) عدد (94)من ص ص 31-75.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانیاً-المراجع الأجنبیة:

1-  Bartsch, A., Vorderer., P., Mangold, R., &Viehoff, R.(2008).Appraisal of emotions in media use: Toward a process model of meta-emotion and emotion regulation. Media Psychology, 11(1),7–27.Development, 59(2), 25-52.

2-  Dollman, L., Morgan, C., Pergler, J., Russell, W., &
Watts, J. (2007). Improving social skills through
the use of cooperative learning.
Unpublished
Master thesis, Saint Xavier University, Chicago,
Illinois. ERIC No. ED496112.
-Feldman, J. M. (2004). The Relationship among College

3-  Gottman, J. M., Katz, L. F., &Hooven, C. (1997). Meta-emotion: How families communicate emotionally. Hillsdale, NJ: Lawrence Erlbaum.

4-  Gottman, J.M., Katz, L., &Hooven, C. (1996). Parental meta-emotion philosophy and the emotional life of families: Theoretical models and preliminary data. Journal of Family Psychology, 10(3), 243-268.

5-  Gross,  J.J.(2008). Emotion regulation. In  M . Lewis, J.M. Haviland-Jones & L.F. Barrett (Eds),Handbook of emotions (pp.497-512).New York: Guilford.

6-  Hessler, D. M., Hunter, E. C., Katz, L. F., &Windecker-Nelson, B.(2005). The child and adolescent meta-emotion coding system. InHunter, E.C., Katz, L. F., &Leve, C.(2011). How do I feel about feelings? Emotion socialization in families of depressed and healthy adolescents. Journal of Youth and Adolescence,40(4),428-441. 

7-  Hunter, E.C., Katz, L. F., &Leve, C.(2011). How do I feel about feelings? Emotion socialization in families of depressed and healthy adolescents. Journal of Youth and Adolescence,40(4),428-441. 

8-  Katz, L.F., Maliken, A.C., &Stettler, N.M.(2012). Parental meta-emotion philosophy: A review of research and theoretical framework. Child Development Perspectives, 6(4),417– 422.

9-  Kehoe, C.E.(2006). Parents’ meta-emotion philosophy, emotional  emotion coaching skills and their children’s emotional competence. Unpublished Master Thesis ,  Colorado State University,Colorado.

10-              Mitmansgruber, H., Beck, T., Hِofer, S., &Schubler, G.(2009). When you don’t like what you feel: Experiential avoidance, mindfulness and meta-emotion in emotion regulation. Personality and Individual Differences ,46(4),448–453.

11-              Mitmansgruber, H., Beck, T.,& Schubler, G.(2008). Mindful helpers: Experiential         avoidance, meta-emotions, and emotion regulation in paramedics. Journal of Research in Personality, 42(5),1358–1363.

12-              Psychology, 25(3), 373-381.

13-              Salovey, P., Mayer, J., Goldman, S., Turvey, C., &Palfai, T. (1995). Emotional attention, clarity, and repair: Exploring emotional intelligence using the Trait Meta-Mood Scale. From Pennebaker, James W. (Ed), (1995). Emotion, disclosure, & health. , (pp. 125-154). Washington, DC, US: American Psychological Association

14-              Thompson, R. A. (1994). Emotion regulation: A theme in search of definition. Monographs of the Society for Research in Child

15-              Velasco, J.G.(2011). Parented emotion: A study of adult-children's emotion socialization and family communication patterns. UnpublishedPh.D.Thesis, University of Denver.

16-              -Viadero, debra .(2005): Row Erupts in Britain over teaching of tolerance. education week, Vol24 Issue27,p12

17-              Yeh, K. H. (2002). Parental meta-emotion philosophy styles and measures.  In Wong, M. (2010).The relations between teacher's meta-emotion, student's bonding to school and academic performance.Unpublished  MasterThesis, The University of Hong Kong, Pokfulam, Hong Kong.