الهوية الثقافية لدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

مما لا شک فيه أن الهوية الثقافية تشکل لأى مجتمع الإطار النفسي أو الفکري العام الذى يعبر عن وجوده الاجتماعي ، فلکل أمة من الأمم ثوابت تمثل القاعدة الأساسية لبناءها ، وفى طليعة هذه الثوابت تأتي الهوية باعتبارها المحور الذى يتمرکز حوله بقية الثوابت ، وهي نتيجة للتفاعل بين مجموعة من العوامل الفکرية والمعرفية ، التى تحکم سلوک أعضاؤه وتوجه حرکاتهم ، وتحدد لهم مساراتهم المتعددة فى الحياة ، ووعيهم ، وطباعهم وأمزجتهم ، وتصوراتهم عن الکون والوجود ومعايير السلوک ، ونظام القيم واجب الاتباع ومن هنا تأتى أهمية دراسة الهوية الثقافية من أجل تعزيزها .
     فالهوية الثقافية التى تعد من أبرز خصائص الامة تميزها عن غيرها من الأمم ، تجمع أبنائها بقيم وعادات وتقاليد ودين وتراث وتاريخ ( ماضي وحاضر ومستقبل ) ، فهوية أى أمة تعرف من خلال ثقافتها وفکرها الذى يميزها ، ويشير  أبو الشيخ ( [1] ) إلى أن الهوية تعبر عن وعي الإنسان وإحساسه بانتماؤه إلى مجتمع أو أمة أو جماعة فى المجتمع الإنسانس ، فالأفراد من خلالها يفکرون ويعملون للبحث عن مصالحهم فى نطاق المجموعة التى تشترک فى الخصائص والسمات والقيم .
     وعليه فالهوية لا تتعلق بالذات أو الفرد بل تتعلق بالکيان الجماعي ، وأن مجموع القيم فى إطار واحد يکون ويشکل الهوية الثقافية لتلک الجماعة ، وتؤکد شتات  ([2] ) على أن القيم هى جوهر خلق الفرد ودافعه إلى الخير ، وهي تشکل إطاراً عاماً للجمعاة ، وتجعله يقترب من إطاره الثقافي وماضيه ومستقبله ، إنها المحک الذى على أساسه يتم الحکم على مدى انتماء وتمسک الأفراد بهوياتهم الثقافية .
وقد قامت بعض الدراسات المصرية بدراسة الهوية الثقافية فى شتى المجالات الصناعية والتجارية وقد اهتمت دراسات أخرى بمجال التعليم والتربية منها دراسة ( أبو ، 1997 ) ([3]) ، ودراسة ( مدحت ، 2001 ) ([4]) ، ودراسة ( الحوات ، 2003 ) ([5]) ، ودراسة ( السعدني ، 2003 ) ([6]) ، ودراسة (العطوي ، 2008 ) ([7]) ، ودراسة ( أبو الليل ، 2010 ) ([8]) ، ودراسة ( نور ، 2011 )([9]) ، ودراسة ( زايد ، 2011)([10]) ،


ودراسة (على ، 2011 )([11]) ، ودراسة ( جمال الدين ، 2016 )([12]) بينما قامت بعض الدراسات فى الوطن العربي بالاهتمام بدراسة الهوية الثقافية منها دراسة ( سال ، 1984 )([13]) ودراسة ( يستيکي ، أحمد ، 1997) ([14])، ودراسة ( خلف ، 1998 ) ([15]) ، ودراسة (عبدالله ، 2003 )([16] ) ودراسة ( هول ، بول ،2008) ([17]) ، ودراسة ( ابن صقر ، 2012)([18]) ودراسة ( يونس ، 2015) ([19]).
باتت الهوية الثقافية قضية تشغل کثير من العلماء والمفکرين والأدباء فى الآونة الأخيرة نظرا لما يشهده العالم من تداعيات على الساحة السياسية والاقتصادية والثقافية.
وما أحدثته وسائل الاتصال وتکنولوجيا المعلومات المتطورة التى حولت العالم إلى قرية کونية صغيرة هددت مفهوم المجتمع المحلى والقطر والدولة الواحدة ليحل بدلا منها مفاهيم النظام العالمى الجديد والمجتمع الانسانى ذو القطب الواحد والثقافة العالمية الواحدة تحت مسمى ما بات يعرف بالعولمة الثقافية التى تمثل تهديدا کبيرا للمواطنة وللخصوصيات الثقافية بحيث أصبحت مهددة بالذوبان أو الاندثار فى ظل تحولات عالمية متسارعة أدت لوجود عالم دائم التغير بلا هوية واضحة ([20] ).
وما يحدث الآن من أحداث متعاقبة وثورات فى الربيع العربى وزعزعة بعض الأفکار الراسخة وتداعيات ظهور بعض الجماعات المتطرفة ، وأحيانا حدوث انشقاقات فکرية بين أبناء القطر الواحد.
فى ضوء ذلک کان الأمر بالغ الخطورة على الهوية الثقافية العربية ، وهذا ما توصلت إليه نتائج إحدى الدراسات السابقة بان الثقافة العربية تعانى من أزمة إلى أن الآراء تتباين تجاه تحديد الأسباب الکامنة خلف هذه الأزمة والسبل التى يمکن من خلالها تخطى هذه الأزمة ومن ثم إعادة تفعيل الثقافة العربية ([21]).
والمجتمع المصرى ليس بمعزل عن ذلک ، وأن المؤسسات التربوية مطالبة الآن أکثر من أى وقت مضى التصدى لأى خطر يشکل تهديد للهوية الثقافية ، فالتربية فى کل المجتمعات تهدف إلى تحقيق الهوية الثقافية فى المقام الأول لها ، لأنها معيار وصمام أمان لدى تماسک لمجتمع ، فمثلما تسعى الدول منذ فجر تاريخها فى مشارق الأرض ومغاربها الحرص على سلامة أراضيها وإعداد القوة لذلک ، تسعى أيضاً إلى تحقيق الأمان الثقافي لها ، بل ومحاولة فرض ثقافتها على دول أخرى بوسائل مختلفة ، ومن هنا يمکن القول أن التربية لا تقل أهمية عن إعداد القوة العسکرية لتحقيق الأمن الوطنى للشعوب ، بل الحسم أن التربية هى صانعة تقدم الشعوب والقيادة ، وأکثر المؤسسات التربوية معنية بذلک الجامعات .
وقانون تنظيم الجماعات المصرية رقم 491 لسنة 1972 يشير فى مادته الأولى منه بأن تهتم الجامعات ببعث الحضارة العربية للتراث التاريخى للشعب المصرى وتقاليده الأصيلة ومراعاة المستوى الرفيع للتربية الدينية والخلقية والوطنية ([22]).
التعليم الجامعي احد أدوات نقل الثقافة القومية والمحافظة عليها وتنقيتها وتطوريها بما يؤدى من دور حاسم فى تشکيل الشخصية القومية لدى الطلاب والمحافظة عليهم من الانحراف الفکري فى تحقيق الأمان والحفاظ على الهوية الثقافية من الذوبان فى ثقافات الغير ([23]).
ومنه تقع على أعضاء هيئة التدريس بالجامعات تحقيق ذلک الامر والحفاظ على الهوية الثقافية .
و"تحظى مهنة التدريس فى الجامعة بمکانة سامية فى کل الجامعات نظراً لم تتسم به من مسئوليات وقيم ومبادئ يسعى کل من يعمل فى هذه المهنة التمسک بها"([24])
و"هناک ما يشبه الاتفاق بين الباحثين على ان مهام عضو هيئة التدريس بالجامعة لا تقتصر فحسب على نشر العلم والمعرفة بين طلابه ، بل تمتد لتشمل کافة الانطباعات والتأثيرات کافة التى يترکها بين تلاميذه وزملائه ورؤسائه والتى تعکس بدورها مجموعة أنماط سلوکه وسمات شخصيته واتجاهاته وأرائه " ([25])
      والمعلم الجامعي رغم " التطور الجاري فى التکنولوجيا واستخدمتها ، فيظل العامل الحاکم والمؤثر فى مدى کفاءة العملية والتعليمية والتربوية ،ويتضح ذلک من التوجيهات العالمية التى خصت المعلم بأدوار جديدة غير مألوفة فى فکرنا التربوي ، فهو باحث ميداني يبادر بالتجريب ، ومفکر ومبدع ورائد اجتماعي"([26])
      ولکن هناک إحدى الدراسات تشير الى "سلوکيات بعض أعضاء هيئة التدريس التى تعبر عن غياب القدوة والنموذج الحسن الذى يجب ان يقتدي به الطلاب " ([27])
      وهناک دراسة تؤکد بأن التعليم الجامعي "بإمکانيته الراهنة فى هيئة التدريس ، أصبح عاجزاً عن تلبية مطالب المجتمع الحاضرة ، ومن ثم فإذا استمر وضع هذه الهيئة على هذا النحو فان هذا التعليم سوف يصبح أکثر عجزاً عن تلبية حاجات المجتمع للتعامل مع مقتضيات الصيغة الحضارية المستقبلية "([28])
  وعن السلبيات التى لحقت بصورة الأستاذ الجامعي أسفرت نتائج دراسة أن أهم السلبيات افتقاد روح الجماعة يمثل أهم المظاهر السلبية بهذا النوع من التفاعل ، ويرجع ذلک الى التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى أعادت تشکيل نمط الحياة فى مصر ،مما انعکست أثارة فى تغير منظومة القيم السائدة فى المجتمع ، فبعد أن کانت قيم الجماعة والصبر والتأني فى العمل هى التى تحکم سلوک الأفراد ، ظهرت قيم الفردية والأنانية وسرعة الانجاز ([29]).
وفى هذا السياق ثمة تأکيد على ان منهم من تشبع بالفکر الغربي ، وما أفضى اليه من تبعية ثقافية واجتماعية لدي نفر غير قليل من هؤلاء لسفر بعضهم الى بلاد أجنبية للدارسة والبحث ، فتحول هذا النفر اما الي الرضا بالتخلف والانکفاء على الذات والتقوقع والسلبية او تحول الى ناقد لاذع رافض لکل ما هو قائم، دون ان يقدم أي بديل لتغيرة او تطويرة ، وان قدم هذا البديل فانة فى الاغلب يکون بعيد عن واقعنا ومشکلات مجتمعنا  وخصوصيتنا الثقافية وتراثنا ([30])
       وهذا بالقطع سيؤثر حتما على الهوية الثقافية لدى الطالب الجامعي اهم ثروات المجتمع وأغلاها ، لذلک کانت مبررات هذه الدراسة للوقوف على واقع الهوية الثقافية لدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية کمضمون وسلوک معبر عنها ، ومن هنا تتبلور مشکلة الدراسة فيما يلي .



[1] - أبو الشيخ عطية اسماعيل ، " الهوية الثقافية في الفکر التربوى وتحديات العولمة " في المؤتمر العلمى العشرون مناهج التعليم والهوية الثقافية ، مصر ، القاهرة : الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس ، مج 2 ، 2009 : 644 – 701


[2] - شتات ، نها ، " بعض القيم الواجب توافرها في المناهج الفلسطينية : واقع مؤتمر المناهج الفلسطينية : رؤية واقعية " ، کلية التربية ، الجامعة الإسلامية بغزة ، فلسطين ، 2007 .


[3] - أبو ، سليم ، " تغيير الهوية الثقافية " ، مجلد ديوجين – مرکز مطبوعات اليونسکو ، مصر ، ع 177 ، 1997 ، ص 4: 13.


[4] - مدحت محمود ، " الهوية الثقافية للطفل العربي : رؤية من الواقع المصري " ، مجلة الطفولة والتنمية ، مصر ، مج 1 ، ع 3 ، 2001 ، ص143 : 150.


[5] - الحوات على الهادي ، " الطفولة والهوية الثقافية " ، مجلة الطفولة والتنمية ، مصر ، مج3 ، ع 12 ، 2003 ، ص 219: 225.


[6] - احمد السعدني ، " الهوية الثقافية والنقد الأدبي " ، في المؤتمر الدولي الثالث للنقد الأدبي – النقد الثقافي ( جامعة عين شمس – الجمعية المصرية للنقد الأجنبي ) ، القاهرة : الجمعية المصرية للنقد الأدبي وجامعة عين شمس ، 2003 ، ص 85 : 60 .


[7] - أحمد عيد العطوي ، " التعليم والهوية الثقافية العربية : إلى أين ...؟ " ، في المؤتمر العلمي العشرون – مناهج التعليم والهوية الثقافية – مصر ، القاهرة : الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس ، مج 1 ، 2008 ، ص 216 : 241 .


[8] - خالد عبد الحليم أبو الليل ، " المأثورات الشعبية والهوية الثقافية : کيف يمکن أن تساهم المأثورات الشعبية في خلق الهوية : إسرائيل نموذجاً " ، مجلة رسالة المشرق – مرکز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة – مصر ، مج 25 ، ع 34 ، 2010 ، ص423 : 460 .


[9] - محمد الحسن محمد نور ، " اللهجة والهوية الثقافية " ، عالم التربية – مصر ، س12 ، ع36 ، 2011 ، ص481 : 494 .


[10] - أميرة عبد السلام عبد المجيد زايد ،" التعليم وأبعاد الهوية الثقافية : اللغة نموذجاً " ، فى مؤتمر ثورة 25 يناير ومستقبل التعليم فى مصر ( معهد الدراسات التربوية ، جامعة القاهرة ) ، القاهرة ، معهد الدراسات التربوية ، جامعة القاهرة ، 2011 ، ص 113 : 122 .


[11] - زينب على محمد على ، " الهوية الثقافية والطفل المصري " ، فى مؤتمر ثورة 25 يناير ومستقبل التعليم فى مصر ( معهد الدراسات التربوية – جامعة القاهرة )  ، القاهرة ، معهد الدراسات التربوية ، جامعة القاهرة ، 2011 ، ص 161 : 171 .


[12] - جمال الدين ، نجوى يوسف ، أحمد محمد مهدي الخالدي ، " الهوية الثقافية : المفهوم والخصائص والمقومات ،" العلوم التربوية ، مصر ، مج 24 ، ع 3 ، 2016 ، ص 32 : 67 .


[13] - أمادو لامين سال ، " حول الهوية الثقافية ومشاکلها ، " مجلة التربية ، قطر ، ع 67 ، 1984 ، ص ص 126 : 129 .


[14] - شفيقة بستيکي ، أحمد الربعي بشارة ، " الحرية الجامعية والهوية الثقافية " ، المجلة العربية للعلوم الإنسانية ، الکويت ، مج 15 ، ع58 ، 1997 ، ص ص 222 : 252 .


[15] - سليمان نجم خلف ، " العولمة والهوية الثقافية : تصور نظري لدراسة نموذج مجتمع الخليج والجزيرة العربية " ، المجلة العربية للعلوم الإنسانية ، الکويت ، مج 16 ، ع 61 ، 1998 ، ص ص 52 : 93 .


[16] - نادية جبر عبد الله ، " المربيات الأجنبيات والهوية الثقافية : دراسة ميدانية لعينية من الأسر السعودية " ، مستقبل التربية العربية ، مصر ، مج 9 ، ع 30 ، 2003 ، ص ص 275 : 310 .


[17] - ستيوارت هول ، طبر بول ، " حول الهوية الثقافية " ، المجلة العربية لعلم الاجتماع ، لبنان ، ع 2 ، 2008 ، ص ص 137 : 174 .


[18] - عبد العزيز بن عثمان بن صقر ، " الهوية الثقافية والاجتماعية الخليجية : التحديات والحلول " ، آراء حول الخليج – ع 93 ، الإمارات ، 2012 ، ص 4 : 5 .


[19] - صلاح الدين يونس ، " المثاقفة والهوية الثقافية : جدل الشرقي والغربي " ، المعرفة ( وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية ) ، ع 622 ، سوريا ، 2015 ، ص ص 82 : 98 .


[20] - مجدى محمد يونس ، " الجامعة وتنمية المواطنة فى عالم متغير " ، المؤتمر العلمى الرابع ، التربية وبناء الانسان فى ظل التحويلات الديموقراطية ، (29- 30 إبريل) ، کلية التربية ، جامعة المنوفية ، 2014 ، ص227 .


[21] - ماهر أحمد عبد العال " العولمة والهوية الثقافية : دراسة لموقف المثقف المصرى" ، رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية الآداب ، جامعة عين شمس ، 2002.
 


[22] - ج.م.ع ، " قانون تنظيم الجامعات فى مصر " ، ط (19) ، المطابع الأميرية ، القاهرة ، 2003 ، ص2 .


[23] - زهير السعيد السيد حجازى ، محمد عبد المنطلب أبو احمد ، " الهوية الثقافية لدى طلاب کليات التربية بالجامعات المصرية " ، ورقة عمل مقدمة الى المؤتمر العلمي العربي الثاني عشر ( الدولي التاسع ) التعليم والمجتمع المدني وثقافته المواطنة 11، 25 ، 26 ابريل سوهاج ،2018،صـــــ11
 


[24] - محمد السيد الشباسي ،"الهوية الثقافية ومتطلبات تنميتها لدى طلاب الجامعة فى ضوء العولمة "،رسالة دکتوراه ، کلية التربية ، جامعه عيش شمس ، 2008،ص105.
 


[25] - فادية علوان ، " الجوانب السلبية التى لحقت بصورة الاستاذ الجامعي فى مصر : دراسة استکشافية " ندوة معايير الأعراف والقيم الجامعية ، کلية الآداب ، جامعة القاهرة ، 1999 ص 265.


[26] - المجالس القومية المتخصصة ،"التعليم الجامعي والعالي وتحديات العولمة "د29،2002 ، ص124.
 


[27] - علي السيد الشخيبى ،"التربية الوجدانية لطلاب الجامعة کواقع ورؤية "،المؤتمر السنوي الحادى عشر ( العربي الثالث ) لمرکز تطوير التعليم الجامعي بالتعاون مع مرکز الدراسات المعرفية ن التعليم الجامعي العربي وأفاق الإصلاح والتطوير ، الجزء الأول ، جامعة عين شمس و2004 ، ص326.
 
 


[28] - سعيد أحمد سيلمان ،"التطور النوعي للتعليم الجامعي المصري ، حتمية تاريخية وضرورة مستقبلية " التربية والتنمية  السنة التاسعة ، العدد 24 ،  ديسمبر ،2001، ص139.
 


[29] - فاديه علوان ، مرجع سابق ،ص174 - 276
 


[30] - سعيد أحمد سليمان ، مرجع سابق ، ص 10
 

 

 

 

 

 

 

 

جامعة مدینة السادات

کلیة التربیة

قسم أصول تربیة

 

 

الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة

 

مستخلص بحث مقدم لنیل درجة الماجستیر فی التربیة

(تخصص أصول التربیة)

 

إعـــــــــــداد

محمد على عبد الرحمن على

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملخص الدراســــــــة

مقدمة

     مما لا شک فیه أن الهویة الثقافیة تشکل لأى مجتمع الإطار النفسی أو الفکری العام الذى یعبر عن وجوده الاجتماعی ، فلکل أمة من الأمم ثوابت تمثل القاعدة الأساسیة لبناءها ، وفى طلیعة هذه الثوابت تأتی الهویة باعتبارها المحور الذى یتمرکز حوله بقیة الثوابت ، وهی نتیجة للتفاعل بین مجموعة من العوامل الفکریة والمعرفیة ، التى تحکم سلوک أعضاؤه وتوجه حرکاتهم ، وتحدد لهم مساراتهم المتعددة فى الحیاة ، ووعیهم ، وطباعهم وأمزجتهم ، وتصوراتهم عن الکون والوجود ومعاییر السلوک ، ونظام القیم واجب الاتباع ومن هنا تأتى أهمیة دراسة الهویة الثقافیة من أجل تعزیزها .

     فالهویة الثقافیة التى تعد من أبرز خصائص الامة تمیزها عن غیرها من الأمم ، تجمع أبنائها بقیم وعادات وتقالید ودین وتراث وتاریخ ( ماضی وحاضر ومستقبل ) ، فهویة أى أمة تعرف من خلال ثقافتها وفکرها الذى یمیزها ، ویشیر  أبو الشیخ ( [1] ) إلى أن الهویة تعبر عن وعی الإنسان وإحساسه بانتماؤه إلى مجتمع أو أمة أو جماعة فى المجتمع الإنسانس ، فالأفراد من خلالها یفکرون ویعملون للبحث عن مصالحهم فى نطاق المجموعة التى تشترک فى الخصائص والسمات والقیم .

     وعلیه فالهویة لا تتعلق بالذات أو الفرد بل تتعلق بالکیان الجماعی ، وأن مجموع القیم فى إطار واحد یکون ویشکل الهویة الثقافیة لتلک الجماعة ، وتؤکد شتات  ([2] ) على أن القیم هى جوهر خلق الفرد ودافعه إلى الخیر ، وهی تشکل إطاراً عاماً للجمعاة ، وتجعله یقترب من إطاره الثقافی وماضیه ومستقبله ، إنها المحک الذى على أساسه یتم الحکم على مدى انتماء وتمسک الأفراد بهویاتهم الثقافیة .

وقد قامت بعض الدراسات المصریة بدراسة الهویة الثقافیة فى شتى المجالات الصناعیة والتجاریة وقد اهتمت دراسات أخرى بمجال التعلیم والتربیة منها دراسة ( أبو ، 1997 ) ([3]) ، ودراسة ( مدحت ، 2001 ) ([4]) ، ودراسة ( الحوات ، 2003 ) ([5]) ، ودراسة ( السعدنی ، 2003 ) ([6]) ، ودراسة (العطوی ، 2008 ) ([7]) ، ودراسة ( أبو اللیل ، 2010 ) ([8]) ، ودراسة ( نور ، 2011 )([9]) ، ودراسة ( زاید ، 2011)([10]) ،


ودراسة (على ، 2011 )([11]) ، ودراسة ( جمال الدین ، 2016 )([12]) بینما قامت بعض الدراسات فى الوطن العربی بالاهتمام بدراسة الهویة الثقافیة منها دراسة ( سال ، 1984 )([13]) ودراسة ( یستیکی ، أحمد ، 1997) ([14])، ودراسة ( خلف ، 1998 ) ([15]) ، ودراسة (عبدالله ، 2003 )([16] ) ودراسة ( هول ، بول ،2008) ([17]) ، ودراسة ( ابن صقر ، 2012)([18]) ودراسة ( یونس ، 2015) ([19]).

باتت الهویة الثقافیة قضیة تشغل کثیر من العلماء والمفکرین والأدباء فى الآونة الأخیرة نظرا لما یشهده العالم من تداعیات على الساحة السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة.

وما أحدثته وسائل الاتصال وتکنولوجیا المعلومات المتطورة التى حولت العالم إلى قریة کونیة صغیرة هددت مفهوم المجتمع المحلى والقطر والدولة الواحدة لیحل بدلا منها مفاهیم النظام العالمى الجدید والمجتمع الانسانى ذو القطب الواحد والثقافة العالمیة الواحدة تحت مسمى ما بات یعرف بالعولمة الثقافیة التى تمثل تهدیدا کبیرا للمواطنة وللخصوصیات الثقافیة بحیث أصبحت مهددة بالذوبان أو الاندثار فى ظل تحولات عالمیة متسارعة أدت لوجود عالم دائم التغیر بلا هویة واضحة ([20] ).

وما یحدث الآن من أحداث متعاقبة وثورات فى الربیع العربى وزعزعة بعض الأفکار الراسخة وتداعیات ظهور بعض الجماعات المتطرفة ، وأحیانا حدوث انشقاقات فکریة بین أبناء القطر الواحد.

فى ضوء ذلک کان الأمر بالغ الخطورة على الهویة الثقافیة العربیة ، وهذا ما توصلت إلیه نتائج إحدى الدراسات السابقة بان الثقافة العربیة تعانى من أزمة إلى أن الآراء تتباین تجاه تحدید الأسباب الکامنة خلف هذه الأزمة والسبل التى یمکن من خلالها تخطى هذه الأزمة ومن ثم إعادة تفعیل الثقافة العربیة ([21]).

والمجتمع المصرى لیس بمعزل عن ذلک ، وأن المؤسسات التربویة مطالبة الآن أکثر من أى وقت مضى التصدى لأى خطر یشکل تهدید للهویة الثقافیة ، فالتربیة فى کل المجتمعات تهدف إلى تحقیق الهویة الثقافیة فى المقام الأول لها ، لأنها معیار وصمام أمان لدى تماسک لمجتمع ، فمثلما تسعى الدول منذ فجر تاریخها فى مشارق الأرض ومغاربها الحرص على سلامة أراضیها وإعداد القوة لذلک ، تسعى أیضاً إلى تحقیق الأمان الثقافی لها ، بل ومحاولة فرض ثقافتها على دول أخرى بوسائل مختلفة ، ومن هنا یمکن القول أن التربیة لا تقل أهمیة عن إعداد القوة العسکریة لتحقیق الأمن الوطنى للشعوب ، بل الحسم أن التربیة هى صانعة تقدم الشعوب والقیادة ، وأکثر المؤسسات التربویة معنیة بذلک الجامعات .

وقانون تنظیم الجماعات المصریة رقم 491 لسنة 1972 یشیر فى مادته الأولى منه بأن تهتم الجامعات ببعث الحضارة العربیة للتراث التاریخى للشعب المصرى وتقالیده الأصیلة ومراعاة المستوى الرفیع للتربیة الدینیة والخلقیة والوطنیة ([22]).

التعلیم الجامعی احد أدوات نقل الثقافة القومیة والمحافظة علیها وتنقیتها وتطوریها بما یؤدى من دور حاسم فى تشکیل الشخصیة القومیة لدى الطلاب والمحافظة علیهم من الانحراف الفکری فى تحقیق الأمان والحفاظ على الهویة الثقافیة من الذوبان فى ثقافات الغیر ([23]).

ومنه تقع على أعضاء هیئة التدریس بالجامعات تحقیق ذلک الامر والحفاظ على الهویة الثقافیة .

و"تحظى مهنة التدریس فى الجامعة بمکانة سامیة فى کل الجامعات نظراً لم تتسم به من مسئولیات وقیم ومبادئ یسعى کل من یعمل فى هذه المهنة التمسک بها"([24])

و"هناک ما یشبه الاتفاق بین الباحثین على ان مهام عضو هیئة التدریس بالجامعة لا تقتصر فحسب على نشر العلم والمعرفة بین طلابه ، بل تمتد لتشمل کافة الانطباعات والتأثیرات کافة التى یترکها بین تلامیذه وزملائه ورؤسائه والتى تعکس بدورها مجموعة أنماط سلوکه وسمات شخصیته واتجاهاته وأرائه " ([25])

      والمعلم الجامعی رغم " التطور الجاری فى التکنولوجیا واستخدمتها ، فیظل العامل الحاکم والمؤثر فى مدى کفاءة العملیة والتعلیمیة والتربویة ،ویتضح ذلک من التوجیهات العالمیة التى خصت المعلم بأدوار جدیدة غیر مألوفة فى فکرنا التربوی ، فهو باحث میدانی یبادر بالتجریب ، ومفکر ومبدع ورائد اجتماعی"([26])

      ولکن هناک إحدى الدراسات تشیر الى "سلوکیات بعض أعضاء هیئة التدریس التى تعبر عن غیاب القدوة والنموذج الحسن الذى یجب ان یقتدی به الطلاب " ([27])

      وهناک دراسة تؤکد بأن التعلیم الجامعی "بإمکانیته الراهنة فى هیئة التدریس ، أصبح عاجزاً عن تلبیة مطالب المجتمع الحاضرة ، ومن ثم فإذا استمر وضع هذه الهیئة على هذا النحو فان هذا التعلیم سوف یصبح أکثر عجزاً عن تلبیة حاجات المجتمع للتعامل مع مقتضیات الصیغة الحضاریة المستقبلیة "([28])

  وعن السلبیات التى لحقت بصورة الأستاذ الجامعی أسفرت نتائج دراسة أن أهم السلبیات افتقاد روح الجماعة یمثل أهم المظاهر السلبیة بهذا النوع من التفاعل ، ویرجع ذلک الى التغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة التى أعادت تشکیل نمط الحیاة فى مصر ،مما انعکست أثارة فى تغیر منظومة القیم السائدة فى المجتمع ، فبعد أن کانت قیم الجماعة والصبر والتأنی فى العمل هى التى تحکم سلوک الأفراد ، ظهرت قیم الفردیة والأنانیة وسرعة الانجاز ([29]).

وفى هذا السیاق ثمة تأکید على ان منهم من تشبع بالفکر الغربی ، وما أفضى الیه من تبعیة ثقافیة واجتماعیة لدی نفر غیر قلیل من هؤلاء لسفر بعضهم الى بلاد أجنبیة للدارسة والبحث ، فتحول هذا النفر اما الی الرضا بالتخلف والانکفاء على الذات والتقوقع والسلبیة او تحول الى ناقد لاذع رافض لکل ما هو قائم، دون ان یقدم أی بدیل لتغیرة او تطویرة ، وان قدم هذا البدیل فانة فى الاغلب یکون بعید عن واقعنا ومشکلات مجتمعنا  وخصوصیتنا الثقافیة وتراثنا ([30])

       وهذا بالقطع سیؤثر حتما على الهویة الثقافیة لدى الطالب الجامعی اهم ثروات المجتمع وأغلاها ، لذلک کانت مبررات هذه الدراسة للوقوف على واقع الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة کمضمون وسلوک معبر عنها ، ومن هنا تتبلور مشکلة الدراسة فیما یلی .

 

مشکلة الدراسة .

 

انطلاقاً من المکانة العلمیة والأدبیة التى یشغلها أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ، کونهم قادة وقدوة اجتماعیة ، قادة للمجتمع المصری بالسیر به نحو صنع مستقبل أفضل لمصر ، قدوة اجتماعیة فهم صفوة المجتمع المصری علمیاً وسیکولوجیاً وأیدیولوجیاً ، لما یتمتعون به من مکانة على قمة الهرم الاجتماعی ، فضلاً عن التربوی ، فأعضاء هیئة التدریس یشکلون الوعی الثقافی لعامة الشعب فحسب ، فطلاب الجامعة أکثر فاعلیة علیهم فى تشکیل وعیهم الثقافی ، نظراً للاحتکاک المباشر بهم ، وقطعاً طلاب الجامعة فئة لا یستهان بها بالنسیج الاجتماعی .

وعلیه أى خلل یظهر فى سلوک أعضاء هیئة التدریس بالجامعة ، کان له مردود سلبی على تشکیل الوعى الثقافی لدى طلاب الجامعة ، ثم المجتمع ، لذلک ضرورة إلتزام أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة بترجمة مکونات الهویة الثقافیة لدیهم لسلوکیات تعبر عنها فى الواقع الاجتماعی ، کونهم قدوة تربویة .

وتحدیداً تکمن مشکلة الدراسة فى الإجابة عن التساؤلات التالیة :-

1-    ما مفهوم الهویة الثقافیة ؟

2-    ما نظریات الهویة الثقافیة ومکوناتها ؟

3-    ما واقع الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ؟

4-    ما الرؤیة المقترحة لتنمیة الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ؟

أهداف الدراسة

1-    التعرف على مفهوم الهویة الثقافیة .

2-    التعرف على نظریات الهویة الثقافیة ومکوناتها .

3-    الوقوف على واقع الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجماعات المصریة .

4-    الکشف عن المشکلات المرتبطة بمکونات الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة.

5-    التوصل إلی الرؤیة المقترحة لتنمیة الهویة الثقافیة لدى أعضاء التدریس بالجامعات المصریة .

حدود الدراسة : 

تم تطبیق استبانة کمقیاس للهویة الثقافیة ( إعداد الباحث ) لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ، وکانت حدودها کالآتى :

أ- الحدود الموضعیة : رکزت الدراسة الحالیة على دراسة واقع الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة .

ب- الحدود الجغرافیة : فى حدود العینة المتاحة من الجامعات المصریة وضمت :

1- جامعه القاهرة                                           2- جامعة حلوان

3- جامعة المنیا                                            4- جامعه الأزهر

5- جامعه مصر للعلوم والتکنولوجیا                        6- جامعة مدینة السادات

جـ- الحدود البشریة : عینة عشوائیة من أعضاء هیئة التدریس من جامعات مصریة
( حکومی / أزهری / خاص ) على أفراد ( ذکور / إناث )  .

 أهمیة الدراسة :

1- الأهمیة النظریة

أ- ترجع أهمیة الدراسة إلى أهمیة الموضوع التى تعالجه وهو قضیة الهویة الثقافیة ، والتى تعتبر من أخطر القضایا فى الدراسات عموماً ، ووصفه مفهوماً یتأثر بالظروف السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والإعلامیة ، فى وقت تستخدم فیه العولمة کل آلیاتها لتستطیع من خلالها السیطرة السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة على العالم أجمع ومحاولة طمس هویة الشعوب والتقلیل من شأن ثقافتها ، لیسود النمط الغربی عامة ، والأمریکی خاصة ، فالهویة الثقافیة من الموضوعات التى تنتهی دراستها عند مجرد دراسة أو عدة دراسات سابقة ، إنها تحتاج لدراسات بصفة مستمرة ،فدراسة الهویة الثقافیة بشکل دوری بمثابة معیار وصمام أمان لتماسک المجتمع واستقراره .

ب- تکمن أهمیة البحث من أهمیة الفئة التى یتناولها .

جـ- فى حدود علم الباحث قد یکون البحث تناول جانب لم یبحث من قبل ، بإبراز الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعة فهم صفوة المجتمع وصانعو العقول ومنبر التوجیه الاجتماعی ، لذا هم القدوة للمجتمع ، وعلیه فظهور خلل یصیب أى مکون من مکونات الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ، یؤثر حتماً على الهویة الثقافیة لدى طلاب الجامعة فضلاً عن المجتمع .

2- الأهمیة التطبیقیة

أ- تکمن فى معرفة واقع الهویة الثقافیة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعة .

ب - قد تخرج نتائج البحث بمقترحات کتوصیات ربما تفید فى تنمیة الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجماعات المصریة.

 

 

 

 

منهج الدراسة وأدتها :

اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی من منطلق أهداف الدراسة ، فهو من أنسب المناهج لطبیعة الدراسة الحالیة ، حیث یعتبر منهج لا یقف عند مجرد الوصف ، بل یصل لتفسیر البیانات والمعلومات وتحلیلها لاستنباط دلالات ذو مغزى تفید فى الوقوف على واقع الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ، فضلاً عن الاستفادة من الأدبیات التى تناولت مفهوم الهویة الثقافیة ، وتحددت أدوات البحث فى أداتین

أولها :  استبانة لقیاس واقع الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ، وهی من إعداد الباحث طبقت على عینة عشوائیة من أعضاء هیئة التدریس بجامعات مصریة مختلفة ( حکومی / أزهر / خاص ) متضمنة ستة وثلاثون عبارة دارت حول مکونات الهویة الثقافیة ( اللغة – العقیدة – التاریخ والتراث – القیم – أصالة العادات والتقالید – الوطنیة والولاء والانتماء ) ، تم تفریغ استجابات العینة من خلال أوزان بعینها وصولاً لتحدید مستوى الهویة الثقافیة للعینة من خلال النسبة المئویة ، کما تم التحقق من صحة فروض الدراسة فى ضوء متغیرات نوع الجامعة ( حکومی / أزهر / خاص ) نوع أفراد العینة ( ذکور / إناث ) .

ثانیها : استطلاع رأى الخبراء المتخصصین حول سبل تنمیة الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس للجامعات المصریة للاستعانة بها فى وضع رؤیة مخترقة کتوصیات تخرج بها الدراسة فى ضوء ما تم من جمع المعلومات والبیانات وتصنیفها ومن ثم تحلیلها .

مصطلحات الدراسة

الهویة الثقافیة  : " Cultural Identity  "

مفهوم الهویة الثقافیة مفهوماً مرکباً لذلک یقتضی تحلیل عناصره على النحو التالی :

مفهوم الهویة : " Identity Concept  "

المعنى اللغوی : یورد المعجم الوثیق تعریفاً بالهویة على أنها مصدر صناعی مرکب من "هو" ضمیر الغائب المفرد الغائب بمعنى الشیء ذاته فهی حقیقة الشیء أو الشخص التى تمیزه عن غیره ([31])

مفهوم الثقافة : " Culture concept  "

المعنى اللغوی : یرجع الأصل الاشتقاقی لکلمة الثقافة فى اللغة العربیة إلى الفعل ( تثقف – ثقفاً) بمعنى صار حاذقاً فطناً ، أما تثقف الشیء فمعناه أقام المعوج منه وسواه ، وثقف الإنسان أدبه وعلمه ، ومن ثم فإن الثقافة هى العلوم والمعارف التى یطلب الحذق منها ([32]) .

أما العلاقة بین الهویة و الثقافة فإنها تعنى علاقة الذات بالإنتاج الثقافی ، فالذات المفکرة تقوم بدور کبیر فى إنتاج الثقافة ، وتحدید نوعها ، وأهدافها ، وهویتها فى کل مجتمع إنسانی ([33]) .

 

 

الهویة الثقافیة :

عرفها ( محمد الشباسی ، 2008 ) ([34]) بأنها جمیع الأنماط والسمات الممیزة للأمة کاللغة والدین والعادات والتقالید والعلاقات الاجتماعیة وطرائق التفکیر وغیرها ، مما یحفظ للأمة خصوصیتها المتجددة عبر التاریخ وتمیزها عن غیرها من الأمم .

وحددها ( نازی الوکیل ، 2012 )([35]) بأنه الخصائص المشترکة التى تمیز المجتمع العربی ، والتى تمثل فى اللغة والدین والعرف والخبرات التى تکسبه خصوصیته .

ویعرفها الباحث بأنها ذلک المکون من اللغة والدین والتاریخ والقیم والعادات والتراث والأعراف والتقالید الممیزة للأمة العربیة ، ومحققه الشعور بالوطنیة والولاء والانتماء وتترجمه السلوکیات المعبرة عن ذلک ومولدة قوى قؤدى إلى تماسک الأمة العربیة وتدفع إلى النضال ضد أى قوى خارجیة تحاول السیطرة علیها والتى تحاول تعبئة موارد المجتمع والاتجاه إلى الأفضل.

هیئة التدریس " Staff Members   "

هم الفئة الحاصلة على درجات علمیة تؤهلهم ومن ثم تلحقهم بالعمل بمهنة التدریس للطلبة باحدى کلیات الجامعة .

الدراسات السابقة :

أولاً : الدراسات العربیة

1- دراسة ( مصطفى مرتضى ، 2011) ([36])

هدفت الدراسة الى الکشف عن تأثیر العولمة الإعلامیة من خلال البث الفضائی المباشر على الهویة الثقافیة فى المجتمع المصری ، وانعکاس ذلک على انساق القیم داخل المجتمع .

واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی واستخدمت المقابلة على عینة قوامها (300) مفردة من الشباب الجامعی .

وتوصلت الدراسة الى عدة نتائج أهمها :

1- تستخدم الفضائیات اللغات واللکنات المحلیة الأجنبیة مما یؤثر على اللغة العربیة .

2- تستخدم الفضائیات وسائل غیر مباشرة فى عرض برامجها قد تؤثر على تغیر الاتجاهات والأفکار والمتعاقدات.

3- تقدم الفضائیان مواد إعلامیة تعتمد على الرقص العاری والغناء المثیر للغرائز بما لاتفق مع المعاییر العربیة.

4- رکزت العدید من الفضائیات على الامور المرتبطة بالمأکل والمشرب والمسکن وفرض أنماط الحیاة الغربیة ومشاهدة الأفلام الأمریکیة التى بعها الکثیر من الخرافات والتضلیل ، ومن المحتمل ان یفقدنا هذا هویتنا وخصوصیتنا .

5- ما یقدم من الفضائیات من عروض یؤثر على أخلاقیات الشباب وضعف الوازع الدینی .

6- ما یقدم من الفضائیات یؤثر سلباً فى إدراک الشباب وسلوکیهم بحیث تتحول من مجرد صورة ذهنیة الى نشاط عملى عن طریق المحاکاة والتقلید الاجتماعی .

7- قد تثر الفضائیات على الثقافة الأسریة من حیث العادات والقیم والسلوکیات وفى ضوء ذلک قدمت توصیات نذکر منها :

1- ضرورة غرس الوعی الدینی لدى الشباب .

2- ضرورة الرقابة التربویة على ما یتقدم من برامج والعنایة بالشباب . 

2- دراسة ( نازی الوکیل ، 2013) ([37])

هدفت الدراسة الى الإجابة على التساؤلات التالیة :

تساؤل رئیسی : کیف یمکن تفعیل الشراکة بین الأسرة والمدرسة لتعزیز الهویة الثقافیة ؟

وللإجابة على التساؤل سعت الدراسة الى الإجابة على التساؤلات الفرعیة التالیة :

1- ما الاتجاهات الفکریة المعاصرة فى الهویة الثقافیة وما تداعیاتها ؟

2- ما الاتجاهات الفکریة المعاصرة فى الشراکة ؟وما تداعیاتها ؟

3- ما تداعیات العولمة على الهویة الثقافیة للشباب المصرى

4- ما دور الشراکة بین الأسرة ، والمدرسة فى تعزیز الهویة الثقافیة لدى طلاب المرحلة الثانویة فى مصر؟

5- ما التصور المقترح لتفعیل الشراکة بین الأسرة ، والمدرسة لتنمیة الهویة الثقافیة لدى طلاب المرحلة الثانویة وما آلیات تفعیل هذا التصور ؟

     واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی ، واستخدمت الاستبانة وتطبیقها على عینة من المعلمین ، وأولیاء الامور والأخصائیین للکشف عن واقع الشراکة بین الأسرة ، والمدرسة ودورها فى تنمیة الهویة الثقافیة.

وتوصلت الدراسة عدة نتائج من أهمها :

 ( دور المدرسة فى تعزیز الهویة الثقافیة ) من حیث الأبعاد ( الدین - التراث - التاریخ - اللغة )

1- الدین : دور المدرسة فعال من حیث ترکیز بعض المقررات الدراسیة على أهمیة الدین ولکن الأنشطة المدرسیة غیر فعال فى تنمیة هذا الجانب مما یستدعی عقد برنامج وندوات یشتررک فیه المعلمین والطلاب وأولیاء الامور لتنمیة هذا الجانب للإطراف الثلاثة .

2- التراث : فعالیة دور المدرسیة ینحصر فى بعض المقررات الدراسیة التى تسهم فى إحیاء التراث رغم إخفاقها فى إعداد الطلاب فى مواجهة الاغتراب الثقافی والحضاری کما أن دور الأنشطة المدرسیة غیر فعال فى إعداد الطلاب والمعلمین ، وأولیاء الامور لتبصریهم بأهمیة التراث وخطر الهیمنة الثقافیة الغربیة .

3- التاریخ : دور المدرسة فعال خاصة المعلم ، المقررات الدراسیة فى تعمیق الشعور بالانتماء للوطن فى حین ضعف الأنشطة ، المدرسیة فى هذا الجانب مما یستدعی القیام برحلات مدرسیة .

4- اللغة : دور المدرسة فعال فى بعض المقررات المدرسیة خاصتاً فى تعزیز اللغة داخل الفصل ، ولکن یتسنى على المدرسة تفعیل دور الأنشطة المدرسیة فى حث الطلاب عن العزوف عن استخدام غیر عربیة قد نشوة لغتهم الأصلیة

        وفی ضوء ذلک وضعت الدراسة التصور المقترح ، وقد جاءت منطلقات التصور المقترح لتأکید على :

1- تعزیز اللغة العربیة فى نفوس الطلاب باعتبارها أهم ملامح هویتنا الثقافیة

2- المحافظة على العقیدة باعتبارها مرتکز أساسی للهویة الثقافیة .

3- إذکاء مشاعر الاعتزاز بالتاریخ ، والتراث والفخر بأمجاده ، الاستفادة من کبواته .

3- دراسة ( فکرى السعدنى ،2015 ) ([38] )

هدفت الدراسة الى الکشف عن الهویة الثقافیة لدى مدارس التعلیم العام من خلال دراسة حالة على محافظة جنوب سیناء ، وتوصلت الدراسة لمجموعة توصیات لتنمیة الهویة الثقافیة لدى مدارس التعلیم العام بمحافظة جنوب سیناء

4- دراسة ( کارمن السراج ،2017) ( [39] )

هدفت الدراسة الى الکشف عن الهویة الثقافیة لدى الفتاه المصریة فى ضوء المتغیرات المجتمعیة المعاصرة وتوصلت الدراسة لمجموعة من التوصیات من أهمها سبل تنمیة الهویة الثقافیة لدى الفتاه الجامعیة .

5- دراسة (زهیر حجازى  ،  2018) ([40])

هدفت الدراسة إلى:

1- تحدید مفهوم الهویة الثقافیة بشکل عام ، وفى مجال التربیة بشکل خاص

2- الوقوف على واقف الهویة الثقافیة فى المجتمعات العربیة

3- التعرف على دور التربیة فى الحفاظ على الهویة الثقافیة لدى طلاب کلیات التربیة بالجامعات المصریة

وقدمت الدراسة مجموعة من التوصیات أهمها :-

1- ضرورة زیادة حجم الأنشطة الجامعیة الجاذبة وغیر التقلیدیة التى تؤکد على الهویة الثقافیة

2- ضرورة الاهتمام بتفعیل القیم الأصیلة فى مناهج کلیات التربیة بما یتناسب والألفیة الثالثة ، فلیس کافیاً تضمین هذه القیم کمفاهیم مجردة وانما العمل على تفعیلها وممارستها عملیاً

3- ضرورة التأکید على أعضاء هیئة التدریس للتنویع فى استخدام أسالیب التدریس الحدیثة لما لذلک من أثر على تطویر القیم المختلفة عند المتعلمین

4- ضرورة طرح مساق على مستوى الجامعات یؤکد على تدعیم الهویة الثقافیة العربیة الإسلامیة، وعلى تدریب الطلبة المعلمین على أن یکونوا فاعلین فى غرس مثل هذه القیم فى نفوس طلباتهم فى المستقبل

انطلاقاً من هذه الدراسة یتبین لنا أنها تتشابه مع ادراسة الحالیة فى مجموعة من النقاط کان من أهمها:-

1- تحدید مفهوم الهویة الثقافیة بشکل عام فضلاً عن مفهوم الهویة الثقافیة بشکل خاص العلوم الأخرى ومنها التربیة.

2- ضرورة الاهتمام بتفعیل القیم الأصلیة إدیولوجیا وسیکولوجیا فضلاً عن الجانب السوسیولوجى.

3- التأکد على دور أعضاء هیئة التدریس فى تفعیل القیم.

4- ضرورة طرح مساق على مستوى الجامعات یؤکد على تدعیم الهویة الثقافیة.

     ومن ذلک التشابه الکبیر فى هذه الدراسة مع الدراسة الحالیة یتبین لنا التلاقى فى نهایة المطاف على ضرورة تنمیة الهویة الثقافیة.

ثانیاً: الدراسات الأجنبیة

1- دراسة (Robert J. Lieber and Ruth , 2002) ([41])

     تحت عنوان " العولمة ، الثقافة والهویات " ، وأشارت إلى أن الثقافة بمختلف أشکالها تشکل مجال رئیس من العولمة ، والقیم الحدیثة ، کما تحتل مجال هام من المنافسة نحو الوطنیة والدین والهویة، وبالرغم من ردود الأفعال فى أوربا والیابان ، والمجتمعات الأخرى التى تسودها القیم الحدیثة ، إلا أنها تهدف إلى تکوین نموذج فى ساحات العالم النامى خاصة الدول الاسلامیة التى تسودها القیم التقلیدیة والمفاهیم المختلفة جذریاً ، إن ردود الأفعال تهدف إلى أن تکون مکثفة جداً نحو الأهداف الممتدة ، وذلک من خلال صور انتقال هذه المفاهیم ، وفى نهایة المطاف فإن الصدام لیس بین الحضارات ، ولکن داخل الحضارات.

2- دراسة Woked Mohamed ,2003)) ([42] )

هدفت الدراسة إلى معرفة أثر العولمة على الثقافة المصریة بفحص جدل العولمة فى مصر فى الکتابات المصریة الرسمیة واللا رسمیة ، مقارنة بما نشر عنها فى الغرب وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها:

1- أن جدل العولمة یمثل طوراً جدیداً من القضیة الاستعماریة القدیمة وأن السمة الغالبة للعولمة هی تشابهها بنائیاً مع النماذج الأقدم للحداثة وتسعی لإقناع العالم باحتفال بنصار الولایات المتحدة فى الحرب الباردة ، وبإخضاع العالم للقومة الأمریکیة وأن جدل العولمة یدعم السیطرة الغربیة النظام الدولی  لما بعد الحرب الباردة.

2- جدل العولمة قد دخل فى مصر بصورة منشطة عبر متمیزة من المذاهب المدفوعة بقوة مرکزیة دافعة ودار فى مصر فى ثلاثة اتجاهات هی الاتجاه الرسمی والحرکة المصریة المناهضة للعولمة والمفکرین وکل منهم لة آلیات وأدوات ونماذج لتقدیم الحقیقة ومجال للتأثیر ما أدى إلى شظى الجدل المحلی حول العولمة. 

3- دراسة (T. Wood Rmarch , 2003) ([43])

بعنوان " ثقافة الشباب الفرعیة : ملاحظات حول تعقید الهویة الثقافیة " وکانت تدور حول الترکیز على المعاییر ، والقیم ، والمعتقدات المشترکة ، والتى تربط بالثقافات الفرعیة بالزمن ، واشارت إلى أن باحثین الثقافات الفرعیة فى الماضى غالباً ما یشیرون إلى إشکالیة أن أعضاء الثقافة الفرعیة المقدمة من الهویة الثقافیة تتشابه فى رد الفعل لتلک الأثار من تجانس الهویة . إن هذه المقالة تستکشف درجة تعقید الهویة الثقافیة الفرعیة خلال دراسة حالة لثقافة الشباب الفرعیة ، واستطلاع أرائهم . فالهویة الثقافیة الفرعیة هى ظاهرة شدیدة السلاسة والتناقض ، وقد تم اکسابها بناؤها واکسابها خصائصها الفردیة من قبل أفراد من ذوى الخیرة ، ومن هنا یتضح أن تلک الدراسة ترکز على تحلیل الثقافات الفرعیة للشباب وعلاقتها بالهویة الثقافیة ، فنجد أن تلک الدراسة تقترب من الدراسة الحالیة وذلک لأن الدراسة الحالیة تهتم بدراسة الهویة الثقافیة لصفوة المجتمع العلمیة وعلاقة ذلک بالهویة الثقافیة من منطلق تأثر الهویة الثقافیة بهویة هؤلاء الصفوة والذین یعدون قمة الهرم العلمى للمجتمع ، فأى مردود سیکولوجى وسوسیولوجى منهم له أثره على الهویة الثقافیة العامة.

4- دراسة (Mohamed El-Shibiny , 2007) ([44])

التى تحمل عنوان " عولمة الثقافة " ، وتشیر إلى دور التکنولوجیا والانترنت ، وآلات الفاکس ، والأقمار الصناعیة ، والفضائیات فى ظل ثقافة عالمیة ، إلى جانب الشرکات العالمیة التى تشکل أحلام المواطنین العادیین أینما کانوا یعیشون کما شجعت الثقافة الغربیة على إنتشار قیم ، وأعراف غربیة تقضى على الشعور بالانتماء للمجتمع ، وکذلک اکتساح اللغة الانجلیزیة للغات الأخرى.

     من منطلق هذه الدراسة یتبین أن هناک أخطار تغزو هوایتنا الثقافیة وتحاول مراراً وتکراراً تزویدها بالوسائل المختلفة ، وهذا لم یتثنى أى فئة أو طبقة إجتماعیة بل تستهدف تلک الاخطار جمیع أطیاف المجتمع بکل أشکاله ، وهذا ما تسعى الیه الدراسة الحالیة الکشف عن الهویة الثقافیة لأهم فئة اجتماعیة وهم صفوة المجتمع العلمیة

الإطار النظری

أولاً : مفهوم الهویة الثقافیة

الهویة لغة : کلمة مرکبة من ضمیر الغائب " هو " مضافاً إلیه یاء النسب ، لتدل على ماهیة الشخص أو الشیء المعنی کما هو فى الواقع وخصائصه وممیزاته التى یعرف بها وتعرف الهویة بمعنى " التفرد " ، فالهویة الثقافیة تعنی التفرد الثقافی لکل ما یتضمنه معنى الثقافة من عادات وأنماط وسلوک ومیول وقیم ، ونظرة إلى الکون والحیاة ، إن هویة أى أمة هى صفاتها التى تمیزها عن باقی الأمم وتعبر عن شخصیتها الحضاریة ([45])

     یمکن تعریف الهویة الثقافیة والحضاریة لأى أمة من الأمم بأنه " القدر الثابت والجوهری والمشترک من السمات العامة التى تمیز حضارة هذه الأمة عن غیرها من الحضارات والتى  تجعل للشخصیة الوطنیة أو القومیة طابعاً یتمیز به عن الشخصیات الوطنیة والقومیة الأخرى . ([46])

     کما أنها ذلک المرکب المتجانس من الذکریات والتصورات والقیم والرموز والتعبیرات والإبداعات والتطلعات التى تحتفظ لجماعة بشریة تشکل أمة أو نا فى معناها بهویتها الحضاریة فى إطار ما تعرفه من تطورات بفعل دینامیاتها الداخلیة وقابلیتها للتواصل والأخذ والعطاء ، وبعبارة أخرى هى المعبر الأصیل عن الخصوصیة التاریخیة لأمة من الأمم ، عن نظرة هذه الأمة إلى الکون والحیاة والموت والإنسان ومهامه وقدراته وحدوده وما ینبغی أن یعمل وما ینبغی أن یأمل ( [47] )

     ویعرفها آخرون بأنها الشفرة التى یمکن للفرد عن طریقها أن یعرف نفسه فى علاقاته بالجماعة الاجتماعیة التى ینتمی إلیها ، والتى عن طریقها یتعرف علیه الآخرون باعتباره منتمیاً إلى تلک الجماعة ، والهویة کیان یصیر ویتطور ، ولیست معطى جاهزاً ونهائیاً ، فهی تتطور إما فى اتجاه الانکماش ، وإما فى إتجاه الإنتشار ، وهى تغتنى بتجارب أهلها ومعاناتهم وانتصاراتهم وتطلعاتهم وأیضاً باحتکاکها سلباً وإیجاباً مع الهویات الأخرى ( [48] ) .

     وقد قدم عالم النفس الاجتماعی تاجفل Tajfel ومجموعة من الباحثین فى علم النفس الاجتماعی نظریة الهویة الثقافیة Social identity Theory عام 1972 ، لیفسر کیف تستمد الذات معناها من خلال السیاق الاجتماعی الذى یحدث من العلاقات بین الجماعات ، ولیفسر کیف یحدد التصنیف الاجتماعی مکان الفرد فى المجتمع . ویعرف " تاجفل " مفهوم الهویة الثقافیة : لأنها جزء من مفهوم الذات لدى الفرد ، ویشتق من معرفته بعضویته بالجماعة أو الجماعات ، مع اکتساب المعانی القیمیة والوجدانیة المتعلقة بهذه العضویة ( [49] ) .

     وتعرف الهویة الثقافیة فى التربیة : بأنها مجموعة السمات والخصائص التى تتمیز بها شخصیة الطلاب وتجلعها متمیزة عن غیرها من الثقافة الأخرى وتتمثل تلک الخصائص فى اللغة والدین والتاریخ والتراث والعادات والتقالید والأعراف وغیرها من المکونات الثقافیة ذات السمة العربیة والإسلامیة ([50] ).

ویرى الباحث أن ذلک التعریف السالف قد یتفق بتخصیصها مع السمات الشخصیة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة فالهویة الثقافیة هى کل ما یمیز أمة عن أمة بکل ما تحمله من قیم وعادات وسلوکیات ، أو أنها عبارة عن عدد من التراکمات الثقافیة والمعرفیة ، سواء کانت تلک المعارف تأتى إنطلاقاً من تقالید وعادات فى العائلة والمجتمع المحیط به ، عاشها الفرد منذ لحظة میلاده فکانت الأساس فى تکوینه طیلة أیام حیاته ، وأصبحت جزءاً من طبیعته ، أو انطلاقاً من الدین .

     الهویة الثقافیة هى المعبر الأساسی عن الخصوصیة التاریخیة لمجموعة ما أو أمة ما إضافة إلى نظرة هذه المجموعة أو الأمة إلى الکون والموت والحیاة ، إضافة إلى نظرتها للإنسان ومهامة وحدوده وقدراته ، والمسموح له والممنوع عنه .

نتائج الهویة الثقافیة من تعریفات الهویة الثقافیة نستنتج أنه یستحیل أن تتواجد فى یوم من الأیام ، لکن المتواجد عدد من الثقافات المتعددة والمتنوعة على مستوى الأفراد والجماعات والأمم ، وتعمل کل ثقافة من هذه الثقافات بصورة عفویة وتلقائیة ، أو عن طریق تدخل من أصحاب هذه الثقافة بهدف الحفاظ على مقوماتها وکیانها الخاص ، ومنها ما یمیل إلى الانکماش والانغلاق ، ونوع آخر من الثقافات یهدف إلى التوسع والانتشار ، إذاً فإن الهویة الثقافیة تغطى ثلاث مستویات فردیة وجماعیة ووطنیة أو قومیة ، بحیث یتم تحدید العلاقة بین هذه المستویات بنوع آخر والمواجهة لها ، والعلاقة بین أطراف الهویة الثقافیة وهم الأفراد والجماعات والمجتمع أو الأمة تأخذ شکل المد والجذر .

     الهویة الثقافیة عبارة عن کیان یمکن أن یتطور ، ولا یمکن تحدیدها کمعطى نهائی ، حیث أنها یمکن أن تسیر فى اتجاه الإنکماش وتقلص أو اتجاه الإنتشار ، وتمتاز هذه الهویة بغناها الناتج عن تجارب أصحابها  وکم المعاناة التى مروا بها ونجحاتهم وانتصاراتهم وتطلاعاتهم ، إضافة إلى احتکاکها الإیجابی أو السلبی بالهویات الثقافیة الأخرى التى تتداخل معها بشکل أو بآخر ( [51] )

     ووفقاً  لأمارتیا صن یمکن أن یقدم الشعور بالهویة مساهمة مهمة لجعل العلاقة مع الآخرین قویة ودافئة ، مثل جیران أو أعضاء الجماعة أو المواطنین أنفسهم من أبناء الوطن أو التابعین للدیانة نفسها ، ویمکن أن یسرى ترکیزنا على هویات معینة روابطنا ، ویجعلنا نفعل أشیاء کثیرة بعضنا ببعض ، ویمکن أن یساعد فى أن نتجاوز حیاتنا المتمرکزة حول الذات ، وللأدبیات التى ألفت فى الفترة الأخیرة عن رأس المال الاجتماعی ، کشفت بوضوح کیف أن هویة مشترکة مع الآخرین فى الجماعة الاجتماعیة نفسها یمکن أن تجعل حیاة الجمیع تسیر بشکل أفضل کثیراً فى الجماعة ، ولهذا ینظر إلى الشعور بالإنتماء إلى جماعة إنسانیة ما باعتباره أحد مصادر الثروة مثل رأس المال ( [52] ) .

     وهناک علاقة ارتباطیة قویة بین الانتماء والهویة ، حیث یسعى الإنتماء إلى توطید الهویة وتعد الهویة دلیلاً على وجود الإنتماء ، فالانتماء یدعم الهویة ویقویها ، أى : إن الهویة ولیدة الإنتماء ، وحینما یدرک الإنسان معنى انتماؤه یستطیع أن یعرف من هو ؟ ولماذا هو موجود ؟ ولأى هدف یسعى ؟ فالبحث عن الهویة هو البحث فى وحدة الإنتماء ، فالتماسک الاجتماعی یحقق الولاء ویقوى الإنتماء الذى یتضح فى مدى اعتزاز الفرد بهویته والفخر بها أینما کان ، فالهویة ولیدة الإنتماء وهى الوجود الحقیقی له فتنشأ منه بقدر ما تعمل على توکیده( [53] ).

ویرى الباحث ان ذلک التعریف لمفهوم الهویة الثقافیة هو المناسب لطبیعة الدراسة الحالیة

ثانیاً : الاتجاه الاسلامی فى الهویة الثقافیة :

یعتبر الاسلام هو المرجع الاساسی للهویة الثقافیة فی الفکر التربوی المعاصر ، فالمعتقدات الدینیة من اهم مقومات الهویة الثقافیة نظراً لدورها فی توجیه أفراد المجتمع ، وشمولها جوانب الحیاة المختلفة ، ویعتبر التعریف الذی عرفته الشقافة العربیة الإسلامیة للهویة الثقافیة من أکثر التعریفات المنطقیة لها ، فقد عرفها الفارابی علی أنها " من الموجودات ولیس من جملة المقولات فهی من العوارض اللازمة ، ولیست من جملة اللواحق التی تکون بعد الماهیة " ([54]) .

کما حدد هویة الشئ بأنها " عینیته " ، ووحدته ، وتشخصه ، وخصوصیته ، ووجوده المنفرد له . قد عرف ابن رشد الهویة أیضاً فی هذا الإطار المنطقی ، ولکن یظهر ابن رشد بالفلسفة الیونانیة فی تناوله لمفهوم الهویة ، وقد تجلی ذلک واضحاً من نص ابن رشد نفسه الذی یری فیه ان الهویة تقال " بالترادف علی المعنی الذی یطلق علیه اسم الموجود ، وهی مشتقة من الهو کما تشتق الإنسانیة من الإنسان " ([55]). 

وبالنظر الفاحص لهذا الرأی نجده یتوافق مع احد قوانین الفکر الاساسیة عند أرسطو " قانون الهویة " والذی یؤکد فیه أن الشئ هو ذاته بصفاته الاساسیة الجوهریة رغم اختلاف الصفات العرضیة . وإذا نظرنا إلی الهویة فی الفکر التربوی المعاصر نجدها تعتمد علی مرتکزین أساسیین :- ([56])

(1)              المبادئ العامة التی جاء بها القرآن الکریم ، والسنة النبویة الشریفة .

(2)              العناصر الثقافیة المستمدة من التراث العربی ، والتی تتفق مع أصول العقیدة الإسلامیة .

وبذلک اعتمدت الهویة الثقافیة العربیة الإسلامیة علی المرتکزات التربویة التی تؤمن بتعالیم الدین الإسلامی ، وتحاول تطبیقها فی مختلف جوانب الحیاة ، وقد تجلی ذلک واضحاً من خلال الکتب ، والرسائل الموجهة إلی العلماء ، والمفکرین ، والعامة فی المدرسة الفکریة المحافظة علی ترسیخ الهویة الثقافیة الإسلامیة ، ویقول " إسماعیل " فی هذا الصدد :- " ویکتب الرسائل الخاصة علی أناس بذواتهم من المؤمنین بدعوته ، أو الی العلماء الاسلام ، أو ذوی الریاسة ، والوجاهة ، أو غیر المقتنعین بالدعوة بین عقیدة السلف ، ورد الشبهات ، والإعتراضات " ([57]) .

کما یقول محمد عمارة فی هذا الصدد : " إذا تساءلنا عن هویة ثقافتنا العربیة الإسلامیة ، التی هی جوهرها وحقیقتها ، وثوابتها ، فإننا نستطیع ان نقول : إن الاسلام منذ أن تدینت به أغلبیة هذه الامة فقد أصبح هو الهویة الممثلة لأصالة ثقافة هذه الامة ، وهو الذی یطبع ، ویصبغ ثقافتنا بطابعه ، وصبغته " ([58]) . 

ولکن البعض یری ان الافکار العدیدة التی ظهرت فی فی العقد الاخیر تمثل صدمة ثقافیة ، " حیث أعیدت المرجعیات التقلیدیة فی الثقافات التی تتسبب فی تکوین رؤیة غیر دقیقة عن الاخرین " وترجع المسئولیة فی نشر سوء التفاهم ، والاراء المسبقة عن الاخرین لوسائل الاعلام ، حیث یتسبب تکرار المواقف السلبیة المستمر فی خلق الأراء المسبقة ضد جماعة دینیة ، أو ثقافة معینة ، ومع ذلک شجعت بعض وسائل الاعلام الصراع بین الثقافات والأدیان ، ولهذا فلا ریب أن فکرة الحوار بین الثقافات مهمة لمستقبل العالم کله ، ومن الضروری التفریق بین القیم الکونیة ، والقیم الفانیة حتی لا نکون عبید الافکار المصطنعة " ([59])

وقد اهتم بعض المفکرین العرب بقضیة الإنتماء کأحد عناصر الهویة الثقافیة ، ومنهم طه حسین الذی یری ان مصر عقلها ینتمی إلی الثقافة الیونانیة ، کما نادی أن تکون ثقافتنا غربیة خالصة ، ولکن سید قطب یعترض علی تلک الرؤیة ، ویؤکد أن هناک عوامل طبیعیة تسببت فی اختلاف الثقافة والعقلیة المصریة عن العقلیة الاوربیة ، ومنها الطبیعة القاسیة التی تدفع الأوربیین إلی العمل الجاد ، وضبط النفس ، أما الطبیعة المصریة تجعل المصری قادر علی تحملها بدون تحفظ ، أو إدخار لقوته ، ولکن هذا لا یعنی عدم التطرف إلی الغرب ، وإقتباس تلک السمات من الشخصیة الأوربیة ، فالعمل الجاد ، وتحدید الهدف لا یتعلق بالعوامل الطبیعیة ، وإنما یتعلق بعوامل نفسیة ، وإجتماعیة تتعلق بأفراد المجتمع ومستوی وعیهم ، ودرجة انتمائهم ([60])      

وهنا نجد رؤیة الدکتور زکی نجیب محمود والتی یحدد فیها بعض الانتماءات الثقافیة فی قوله " إنه مصری ، عربی ، مسلم " ویقول " قد یکون أشد ما أنتمی إلیه لیس هو أهم جانب من جوانب حیاتی ، لکن إنتمائی لأسرتی ، وقریتی ، ولوطنی ، ولعروبتی ، وللإنسانیة جمعاء یجئ فیها ترتیب الدرجات علی أساس أخر غیر أساس الاهمیة ، وقد یکون هذا الأساس هو المشارکة الوجدانیة ، بینی وبین أفراد أسرتی اقوی بالطبع من المشارکة الوجدانیة بینی وبین مسلم الصین ، دون ان یغیر هذا الموقف الوجدانی من حقیقة کون إسلامی أهم جانب من جوانب حیاتی ". ([61])   

وإذا تأملنا رؤیة الدکتور زکی نجیب محمود ، ومدی قربها من الواقع لوجدنا أن الانتماء فی أغلب الاحیان قد لا یرتبط بعقیدة ، فالمسلم ، والمسیحی فی مصر یمکن ان یتحدان لمواجهة أی خطر خارجی ، حتی ولو کان العدو علی نفس عقیدة المسیحی ، وقد ظهر ذلک واضحاً أثناء ثورة 25 ینایر حینما وقف المسلم ، والمسیحی یداً واحدة أمام الفساد ولهدف واحد ، ورفعا معاً شعار الصلیب بجانب القرآن الکریم ، کما أظهرت الثورة أیضاً مدی حرص المسلم علی الحفاظ علی الکنائس وحمایتها ، وهناک رؤیة اخری لعبد الحلیم منتصر یؤکد فیها أوجه التباین بین الثقافة ، والعلم ، فالثقافة تتصل فی بعض جوانبها بطبیعة الوطن المرتبطة به ، أما العلم فلا وطن له ، وبالتالی یظل لا هویة له ([62]) .  

ولکن یجب الإشارة إلی زاویة هامة إلی العلم بأنه مصدر الثقافة فی معظم الأحیان ، فالعلم یعد رکائز الثقافة ، وأی تقدم علمی للمجتمع ینعکس بالضرورة علی ثقافته ، وفی ظل التقدم الهائل فی تکنولوجیا المعلومات والاتصالات تظهر ثقافة عالمیة مشترکة لا تقتصر علی وطن معین .

وبالنظر إلی أی دولة یحدث فیها إنقسامات فکریة لدی بعض الفئات إلا أنهم فی النهایة یتفقون علی سبل الحفاظ علی الهویة المجتمعیة والتمسک بها ، ولکن العمل علی دعم الهویة العربیة الإسلامیة لا یقتصر علی الإحتفاظ بالتراث فقط ، وإنما یجب ان نضیف إلیه ، فالعرب فی العصور الإسلامیة رغم ما توصلوا إلیه من إرث علمی وثقافی إلا أنهم إتجهوا إلی الغرب کأمم متحضرة سبقتهم فی الحضارة لیقتبسوا خلاصة ما عندهم حتی وصلوا إلی قمة حضارتهم الغربیة ، رغم أن الحضارة الإسلامیة أسهمت بصورة فعالة فی حفظ ثقافات الأوربیون القدماء لنقلها إلی أوربا ، هذا وإلی جانب إضافات تلک الحضارة الجلیلة ، والمثمرة إلی کنوز الثقافة الإنسانیة ، فهذا دور یؤیده مؤرخو الأفکار الغربیون ، والشرقیون علی حد سواء .

فالثقافة العربیة تظل واحدة من أعرق ثقافات الامم ، وأوسعها إمتداداً ، وأکثرها غنی فی العطاء سواء علی المستوی القومی أو الإنسانی ، فقد غذت ، وما زالت تغذی أجیال عدیدة بقیمها ، وإبداعاتها علی مر التاریخ فقد کانت إحدی الثقافات النادرة التی إکتسبت صفة العالمیة قبل العصر الحدیث ، سواء فی جمع ثمار الحضارات السابقة لها ، وتمثلها ، وتجاوبها معها ، أو فی انتشار قیمها ، ومفاهیمها لدی العدید من الشعوب المتحضرة .

" أیة مراجعة بسیطة لإعلانات مفکرین من أمثال توینبی ، وواشنطن إرفنغ ( أبة الأدب الأوروبی ) من بین اخرین ، لن تخنق قط فی إماطة اللثام عن عقول غربیة عملاقة وقفت متواضعة أمام هول المنجز الحضاری ، والثقافی العربی الإسلامی عبر التاریخ " ([63]) .

وعلی هذا الصعید جدیر بالذکر أن أغلب البحوث العلمیة الغربیة وخاصة فی مجالات علوم الطب والجیولوجیا والفلک تسفر نتائجها عن معلومات أخبرنا بها رسولنا الحبیب منذ أکثر من الف وربعمائة عام ، وذلک من خلال الاحادیث النبویة والقرآن الکریم ، وعلیه یکفینا شرعاً ان نعتز ونفتخر بهویتنا العربیة والإسلامیة ، وعلینا أن نحافظ علیها بکل ما أوتینا من قوة .

ثالثاً : نظریة الدور فى الهویة الثقافیة :

لهذه النظریة ارتباط کبیر بطبیعة البحث الراهن حیث تحتل هذه النظریة أهمیة لطبیعة عینة البحث من أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة من خلال الدور الذی یقومون به وعلاقته بهویتهم الثقافیة ، فنظریة الدور وتنتمی إلی المدرسة الوظیفیة فی علم الاجتماع ، ویعتبر مفهوم الدور من أعقد المفاهیم الاجتماعیة ، فهو نمط السلوک الذی یتوقعه الاخرون من شخص یحتل مرکزاً اجتماعیاً معیناً خلال تفاعله مع اشخاص یشغلون هم الاخرون اوضاعاً إجتماعیة اخری کما تتضمن ان الناس یشغلون مواقع معینة فی البناء الاجتماعی وان کل موقع مرتبط بدور محرر ([64]) .

ویعرف البعض الدور بأنه تلک الافعال التی تتقبلها الجماعة فی ضوء مستویات السلوک فی الثقافة السائدة وعادة ما یکون للفرد أکثر من دور داخل النظام الذی ینتمی إلیه ، ففی عملیة التفاعل الاجتماعی یکتسب الفرد أدواراً إجتماعیة من الاباء والراشدین ، والارتباط العاطفی مهم لأنه یحرک دوافع الفرد نحو التعلم وأیضاً لابد من تواجد الامن والطمأنینة ، ویتحدد دور اشخص فی أی موقف عن طریق مجموعة من توقعات یعتنقها الاخرون ، کما یعتنقها الشخص نفسه ([65]) . فکری ص84

وتصور نظریة الدور الافراد الذین یشغلون المراکز ویؤدون الادوار بإعتبارهم یکشفون عن صفتین مترابطتین : الخصائص المتعلقة بالذات – مهرات وقدرات أداء الدور ([66]) .

إن المفاهیم المرتبطة بالذات فی نظریة الدور متنوعة ولکنها تمیل ألی أن تتجمع حول إهتمام تحلیلی بتأثیر مفاهیم الذات علی تفسیر مختلف أنواع التوقعات التی تقود وترشد السلوک فی مکانة معینة ([67])

أما مهارات اداء الدور فتعنی تلک القدرات التی لدی الافراد لإدراک مختلف أنواع التوقعات بدرجات مختلفة من الکفاءة ومختلف أسالیب اداء الدور ([68]) .

هذا ویقوم إختیار هذه النظریة کونها تهتم بالادوار المختلفة والمتوقعة من کل فرد فی المجتمع ، من أنا ؟ وماذا یجب علی فعله ؟ ، مما یساهم فی بلورة الهویة وتعزیز مقوماتها ، وکذلک بلورة المعاییر والافکار والافعال والواجبات والحقوق وسلوک الفرد شاغل مکانة معینة فی المجتمع ، وذلک فی موقف معین وما یترتب علیه من عملیات وأفعال معینة ، والفرد له أدوار من خلال السلوک والتفاعل مع الاخرین ، والمجتمع یتوقع من الشخص أشیاء معینة ، وکذلک الناس تتوقع منه أدوار معینة وهذا بطبعه ینمی هویته الثقافیة ، لأنه یرسم له معالم هویة خاصة یدور فلکها ، فلا خلاف علی استنکار المجتمع لأفراد ، یعلن عنهم کل حین یقومون بإستخبارات للعدو الإسرائیلی ،

اخرهم ما اعلن فی 26/6/2014م الماضی ، وما لا یعلن لأسباب أمنیة قد یکون أکثر ، فضلاً عما لم یکتشف بعد ، وهذا یکشف - علی نظریة الدور – ان ثمة خللاً قد أصاب بعض الافراد فی أشیاء عدیدة منها الخلل فی ـ أدوارهم نحو وطنهم ، مما یؤکد أن الدور المتوقع لم یمارس بعد ([69]) .

ونظریة الدور فی إطار عمل تصوری وإستراتیجیة نظریة تمثل منظوراً نظریاً ومدخلاً ملائماً لفهم التفاعل الاجتماعی ([70]) بین الفرد وما حوله ومجتمعه ، وصولاً الی بلورة هویته الثقافیة ، فلا شک ان هذه التفاعلات تساهم بصورة او بأخری فی بلورة هویة الفرد الثقافیة ، وما یرتبط به من سلوک وتنظیماً إجتماعی وذلک بالدخول الی ذلک العالم الغامض المتمثل فی الشخصیة الإنسانیة ، ومحاولة فهم العلاقة بین الشخصیة والمجتمع من خلال الادوار الاجتماعیة ([71]) .

إن الافراد فی المجتمع یمیلون لأن یکون لدیهم إطار لسلوکهم منظوراً لتأویل سلوک الاخرین ویضل کمرجع لعلاقات الدور ، ویمیل الافراد لتکوین تصورات الذات بإختیار هویة أدوار معینة من مخزونهم بإعتبارها أکثر إتساقاً مع ذواتهم منه بالنسبة للأدوار الاخری ([72]) .

وعلیه یتبین أن نظریة الدور تتوافق مع طبیعة الدراسة الحالیة ، فأعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة لیس محل أنظار طلاب الجامعة فحسب ، فهم منارة العلم للمجتمع ، ولذا ینظر لهم فئات المجتمع بکل أطیافه وطبقاته فی ضوء الدور الذی یقومون به کأعضاء هیئة التدریس بالجامعة من منطلق دورهم البارز لتقدم المجتمع ورقیه مع الحفاظ علی الموروث الثقافی للمجتمع ، فضلاً عن الدور المتوقع منهم کسلوک إجتماعی لهم وعلاقته بهویتهم الثقافیة کأعضاء هیئة تدریس الجامعة

الإطار المیدانی :

نتائج الدراسة وتفسیرها ومناقشتها :-

أولاً : أهداف الدراسة المیدانیة :

تهدف الدراسة المیدانیة إلى :-

1-  التعرف على واقع الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة مع إبراز مشکلات بمکونات الهویة الثقافیة فى دور تحلیل النتائج وتفسیرها .

2- وضع رؤیة مقترحة کتوصیات لسبل تنمیة الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة

ثانیاً : التعریف الإجرائی للهویة الثقافیة .

الهویة الثقافیة تعرف إجرائیاً فى الدراسة المیدانیة على أنها إجمالى وجهة نظر أفراد العینة "أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة " نحو السادة الزملاء أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة على عبارات الاستبانة بمحاورها الستة کمکونات للهویة الثقافیة (الوطنة والولاء والانتماء – العقیدة – أصالة العادات والتقالید – التاریخ والتراث – القیم – اللغة ) وذلک لتحدید مستوى الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة عن کل مکون من مکونات الهویة الثقافیة فضلاً عن مستوى الهویة الثقافیة ککل .

أما عن تعریف مکونات الهویة الثقافیة الستة فهی کما یلى :

1-  العقیدة

إن العقیدة الدینیة التى یتبناها الإنسان هى المحرک له ، وتمثل القوة الدافعة التى توجه حیاته ، وسلوکه ، وتعطیه قیمته فى هذه الحیاة ، فالعقیدة هى الوسیلة الأساسیة لحفظ توازن الإنسان النفسی ، وذلک من خلال الحلول التى تقدمها العقیدة فى مواقف الحیاة المختلفة  ، ومما لا شک فیه أن ذلک التوازن النفسی له أبعد الأثر فى تشکیل هویة الفرد ، وتقویة انتماؤه ، وتضامنه مع الآخرین .

2-  التاریخ والتراث :

یعد التاریخ من أهم عوامل تکوین الشخصیة ، وبالتالی یعد من أهم عوامل تشکیل الهویة ، فالتاریخ من أهم عوامل شعور الأمة بذاتها ، ولا یشعر الفرد بانتماؤه لأمته إلا بعد انصهاره فى تاریخها ، فالإرث التاریخی یجعل أبناء الامة یشعرون بالدور العظیم الذى قام به أجدادهم ، وأسلافهم فى التاریخ الإنسانی ، والتاریخ المشترک یجعل الماضی حافز للحاضر ، والمستقبل ، أما التراث یعد کل أثار ترکه السلف أو حضارة کانت قائمة یعتز بها الأمة کفخر لها أمام الأمم الأخرى وهذا ما یشمل التراث المادی ، فهناک أیضاً التراث الثقافی وهو مجموعة الأداب والفنون ، والحرف ، ومختلف المهارات والمعارف الشعبیة التى أبدعها المجتمع بکافة فئاته ، یعتبر التراث من العوامل الأساسیة لمنح الأمة شعور بالوحدة ، ودفعها إلى الطموح ، وحمل الرسالة ، کما یصعب تصور الحیاة الإنسانیة بدون تراث مادی ، ثقافی ، فکرى ، فهو الأساس الذى یمیز أى فرد أو مجتمع عن آخر.

3-  اللغة :

تعتبر اللغة هى المقوم الأصیل للشخصیة القومیة ، وهی حیاة الأمة ، فمن وظائفها أنها تعد الأداة التى یعبر بها الفرد عن تفکیره ، وأداة تسجیل ، ونقل خبراته ، وتجاربه ، وبالتالى تمثل وعی الإنسان بکینونته الوجودیة ، والتاریخیة ، وبهویته الذاتیة ، والاجتماعیة ، والقومیة ، واللغة العربیة تعد من أهم عناصر ثقافة الأمة فهی لغة القرآن الکریم ، والحدیث الشریف ، فضلاً عن کونها تضمن معالم رفیعة سامیة دینیة ، واجتماعیة ، وتشریعیة.

4-  القیم

تمثل القیم أحد المکونات الأساسیة للهویة الثقافیة التى تعد بدورها وعاء یستوعب شبکة القیم الجماعیة ، ویجسد المعتقدات ، والممارسات التى من خلالها تتشکل آلیات ومجالات السلوک العام فى المجتمع والقیم الأخلاقیة تستمد من العقیدة الدینیة والتى من أهمها قیمة التسامح ، والفرد فى حاجة ماسة فى تعامله مع الأشخاص والمواقف إلى نسق أو نظام للمعاییر والقیم وهذا النظام بمثابة موجهات لسلوکه وطاقاته ، وبدیهی أنه إذا غابت القیم أو تضاربت فإن الإنسان یغترب عن ذاته وعن مجتمعه وعلیه تذبذب هویته الثقافیة.

5-  الوطنیة والولاء والإنتماء :

الولاء یمثل حب الفرد واخلاصه لوطنة الذى ینتمى إلیه والمواطنة تحدد للمواطن حقوقه وواجباته الوطنیة تجاه وطنة والمواطنة لها دلالات سلوکیة إلى جانب المشارکة السیاسیة والاجتماعیة ، الالتزام بالمحافظة على انجازات المجتمع وتکوین رؤیة حول الاعتبارات السیاسیة فى حل المشکلات الاجتماعیة والاقتصادیة ، أما الإنتماء هو الاارتباط العاطفی والوجدانی والفکری والسلوکی بالوطن ، والوطنیة والولاء والانتماء نسیج مترابط کمکون واحد له علاقة وطیدة بالهویة الثقافیة فهو مکون یمثل حصن منیع للفرد والمجتمع من أخطار الغزو الثقافی والمتمثل فى العولمة وتداعیاتها .

6-  أصالة العادات والتقالید :

تعتبر العادات والتقالید احدى الدعامات الاجتماعیة الرئیسیة للهویة الثقافیة لأى مجتمع ، فلا یمکن تصور قیام مجتمع منظم دون عادات وتقالید اجتماعیة فضلاً عن أنها تشکل خط الدفاع الأول فى الحفاظ على أصالة الهویة الثقافیة من أخطار العولمة وغزوها الثقافی ، والعادات والتقالید هى سلوکیات اجتماعیة یتمسک بها أفراد المجتمع کقیمة مرجعیة یعتزون بها ، جدیر بالذکر أن أصالة العادات والتقالید المنبثقة من العقیدة یکون لها ثقل اجتماعی فأى عادات وتقالید دخیلة على المجتمع لا تتفق مع العقیدة تکون حتماً قنبلة موقوتة لهدم الهویة الثقافیة للمجتمع.

تلک المکونات السالفة للهویة الثقافیة هى نسیج متشابک مع بعضها البعض یصعب الفصل بینها فکل مکون مرتبط بالمکونات الأخرى بشکل أو بآخر .

ثالثاً : نتائج الدراسة :

نتائج الدراسة وتفسیرها ومناقشتها

هدفت الدراسة  إلى التعرف على واقع الهویة الثقافیة لدى اعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ، ولتحقیق هدف الدراسة تم إعداد استبانة والتأکد من صدقها، ومعامل ثباتها، وبعد عملیة جمع البیانات، تم ترمیزها وإدخالها للکمبیوتر ومعالجتها إحصائیا باستخدام برنامج الحزمة الإحصائیة (SPSS) للعلوم الاجتماعیة وفیما یلی نتائج الدراسة تبعًا لتسلسل أسئلته وفرضیاتها.

أ) نتائج الاستبانة على العینة ککل :

أولاً : النتائج المتعلقة بالمحور الاول( الولاء والوطنیة والانتماء لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة):

والذى یتعلق بـ :" ما مدى الولاء والوطنیة والانتماء لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ؟

تبین أن متوسط الاهمیة النسبیة لعبارات هذا المحور " الوطنیة والولاء والانتماء" " = 2.47  وبوزن نسبى (82.33%) وهى تمثل درجة موافقة عالیة    .

وربما ترجع هذه النتیجة إلى : ارتفاع الوعی لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة لمکون الوطنیة والولاء والانتماء فى الهویة الثقافیة ، وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (تیسیر الخوالدة ، 2009 ) ([73]) ، وهذا لیس بغریب عن تلک الفئة کونهم صفوة المجتمع العلمیة والتربویة والاجتماعیة ، ولکن أرى أن مستوى هذه النسبة المئویة لا یلیق بمکانة تلک الفئة ، رغم کونها عالیة ، فتلک الفئة کان متوقع منها أن لا تقل الأهمیة النسبیة عن 98% لدیهم .

ثانیاً : النتائج المتعلقة بالمحور الثانى( العقیدة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ):

والذى یتعلق بـ :" ما مدى الولاء والوطنیة والانتماء لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ؟

تبین أن متوسط الأهمیة النسبیة لعبارات هذا المحور " الهویة الثقافیة ( العقیدة ) لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة " = 2.37  وبوزن نسبى (79%) وهى تمثل درجة موافقة عالیة   

وربما ترجع هذه النتیجة إلى :

ارتفاع الوعی لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة لمکون العقیدة فى الهویة الثقافیة ، وهذا أیضاً لیس بغریب عن تلک الفئة کونهم صفوة المجتمع العلمیة والتربویة والاجتمایة ، ولکن یرى الباحث أن مستوى هذه النسبة ، لا تلیق بالمکانة العلمیة والأدبیة لتلک الفئة ، رغم کونها عالیة فکان متوقعاً أن تکون اعلى من ذلک بکثیر ، وربما یرجع ذلک بوجود مشکلة لمکون العقیدة فى الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ، وعلیه یستدعی ضرورة تنمیة مکون العقیدة لدیهم ، وهذا ما أکدته بعض الدراسات السابقة والتى منها دراسة ( أحمد حنورة ، 1993 ) ([74]) ، ودراسة ( کمال عجمی ، 2003 ) ([75]) ودراسة ( مصطفى مرتضى ، 2011) ([76]) ، ودراسة ( سید خلف ، 2007) ([77]) ، ودراسة ( نازى الوکیل ، 2013 ) ([78]) .

ثالثاً : النتائج المتعلقة بالمحور الثالث( أصالة العادات والتقالید لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ):

والذى یتعلق بـ :" ما مدى اصالة العادات والتقالید لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ؟

تبین أن متوسط الأهمیة النسبیة لعبارات هذا المحور " اصالة العادات والتقالید   " = 2.28  وبوزن نسبى (76%) وهى تمثل درجة موافقة متوسطة .

، وربما ترجع هذه النتیجة إلى :

وجود مشکلة بالمکون أصالة العادات والتقالید فى الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة على أرض الواقع ، وعلیه یرى الباحث أن مستوى هذه النسبة لا یلیق بالمکانة العلمیة والأدبیة لتلک الفئة ، وذلک یستدعى بضرورة تنمیة مکون أصالة العادات ولاتقالید لدیهم ، وهذا ما اکدته الدراسات السابقة والتى منها دراسة ( فاطمة الزهراء ، 2007)[79] ، دراسة (ابتسام عبد التواب ، 2010) [80] ، دراسة (الزهیر السعید ، 2018 ) ([81]).

رابعاً : النتائج المتعلقة بالمحور الرابع( التاریخ والتراث لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ):

والذى یتعلق بـ :" ما مدى  توافر التاریخ والتراث لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ؟

تبین أن متوسط الاهمیة النسبیة لعبارات هذا المحور( التاریخ والتراث ) " الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة " = 2.29  وبوزن نسبى (76.33%) وهى تمثل درجة موافقة متوسطة .

، وربما ترجع هذه النتیجة إلى :

وجود مشکلة بمکون التاریخ والتراث فى الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجماعات المصریة على أرض الواقع ، وعلیه یرى الباحث أن مستوى هذه النسبة لا یلیق بالمکانة العملیة والأدبیة لتلک الفئة وذلک یستدعى بضرورة تنمیة مکون التاریخ والتراث لدیهم ، وهذا ما أکدته الدراسات السابقة ، والتى منها دراسة (سامیة السعاتى ، 2004 ) [82] ، (محسن خضر ، 2006 ) [83] ، ( محمد الشباسی ، 2008) [84] .

خامساَ : النتائج المتعلقة بالمحور الخامس( القیم لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ):

والذى یتعلق بـ :" ما مدى  توافر القیم  لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ؟

تبین أن متوسط الأهمیة النسبیة لعبارات هذا المحور " الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة " = 2.30  وبوزن نسبى (77%) وهى تمثل درجة موافقة عالیة .

وربما ترجع هذه النتیجة إلى :

ارتفاع الوعی لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة لمکون القیم فى الهویة الثقافیة وذلک هو المتوقع منهم على ارض الواقع کونهم صفوة المجتمع العلمیة والتربویة والاجتماعیة ، ولکن یرى الباحث أن مستوى هذه النسبة ، لا یلیق بالمکانة العلمیة والأدبیة لتلک الفئة رغم کونها عالیة ، وربما یرجع ذلک لوجود مشکلة لمکون القیم فى الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ، وذلک یتفق مع دراسة ( فادیة علوان ، 1999) [85] ، ودراسة ( سعید أحمد ، 2001 ) [86] ، ودراسة ( على الشخیبی ، 2004 ) [87] ، وعلیه یستدعى بضرورة تنمیة مکون القیم فى الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة .

سادساً : النتائج المتعلقة بالمحور السادس( اللغة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة):

والذى یتعلق بـ :" ما مدى  توافر القیم  لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ؟

تبین أن متوسط الأهمیة النسبیة لعبارات هذا المحور " الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة " = 2.23  وبوزن نسبى (74%) وهى تمثل درجة موافقة متوسطة .

وربما ترجع هذه النتیجة إلى :

وجود مشکلة بمکون اللغة العربیة فى الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجماعات المصریة على أرض الواقع ، وعلیه یرى الباحث أن مستوى هذه النسبة لا یلیق بالمکانة العملیة والأدبیة لتلک الفئة وذلک یستدعى بضرورة تنمیة مکون اللغة لدیهم ، وهذا ما أکدته الدراسات السابقة ، والتى منها دراسة (فادیة علوان ، 1999 ) [88] ، (سعید سلیمان ، 2001) [89] ، ( هشام عمارة ، 2005) [90] ، ( محمد عبد الرحمن ، 2006) [91]

ومما سبق ، ومن خلال التحلیل السابق لاستجابات عینة الدراسة عن الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة تخلص الدراسة إلى أن :

-       متوسط الأوزان النسبیة   للهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة =  2.32  وبوزن نسبى 77%    ، وهى درجة متوسطة  .

وهذه النتیجة لا تلیق بالمکانة العلمیة والأدبیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ، وهی ما اتفقت مع دراسة ( على الشخیبی ، 2004 ) [92] ، تشیر إلى سلوکیات بعض أعضاء هیئة التدریس التى تعبر عن غیاب القدوة والنموذج الحسن الذى یجب أن یقتدى به الطلاب ، وهذا الخلل قد یرجع إلى شبه هبوط فى الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس نتیجة التغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة التى أعادت تشکیل نمط الحیاة فى مصر ، مما انعکست آثاره فى تغیر منظومة القیم السائدة فى المجتمع ، وفى ضوء ذلک هناک سلبیات لحقت بصورة الأستاذ الجامعی ، وهذا ما أکدته دراسة ( فادیة علوان ، 1999 ) [93] ، فمنهم من تشبع بالفکر الغربی ، وما أفضى إلیه من تبعیة ثقافیة واجتماعیة لدى نفر غیر قلیل منهم .

ومن منطلق ذلک یستدعی بضرور ة تنمیة الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة فمکانتهم العلمیة والادبیة وهم الصفوة وقادة المجتمع المصری نحو مستقبل أفضل .

 

شکل ( 1 )  یوضح متوسط الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة .

من الجدول والشکل  السابقین نلاحظ أنه یمکن ترتیب محاور الاستبانة وفقاً لأهمیتها النسبیة کما یلى :

1-  الوطنیة والولاء والانتماء.

2-  العقیدة.

3-  القیم .

4-  التاریخ والتراث .

5-  اصالة العادات والتقالید.

6-  اللغة.

فى ضوء النتائج التى توصل إلیها البحث یمکن بلورة الرؤیة المقترحة لتنمیة الهویة الثقافیة کتوصیات    توصل إلیها الباحث بما یلی :

1-  ضرورة اختصاص مرکز تنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس والقیادات الجامعیة بکل جامعة بتنمیة الهویة الثقافیة لدى أعضاء هیئة التدریس .

2-  ضرورة اهتمام مجالس الأقسام بالکلیات والجامعات بوضع معاییر للسمات الشخصیة لعضو هیئة التدریس والتى منها تحقق تکامل الهویة الثقافیة لدیه .

3-  ضرورة إنشاء مراکز تدریب وتأهیل فى کل جامعة تختص بعمل برامج تدریبیة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعة للاستفاضة فى تحصیلهم علوم ( الاجتماع – النفس – التاریخ الوطنى والقومی – قواعد اللغة العربیة – أصول التربیة – أصول الدین ) ، على أن تدرس کمداخل لهذه العلوم ، وعدم حصول عضو هیئة التدریس على درجة الدکتوراة ورخصة لمزاولة المهنة إلا بعد اجتیاز اختبارات هذه الدورات ، واعتماد شهادة موثقة من المرکز تفید ذلک .

4-  ضرورة وضع وزارة التعلیم العالى معاییر کمیثاق شرف مهنیة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة والتى من دوافعها تنمیة الهویة الثقافیة لدیهم والالتزام بتلک المعاییر عموماً کل أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة [ حکومی – أزهر – خاص ] .

5-  ضرورة عقد اجتماعات بصفة دوریة ( فیدیو کونفراست ) بین قیادات من المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعلیم العالی وبین أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة لمناقشة بعض المشکلات الاجتماعیة فضلاً عن مشکلات مرتبط بالتعلیم الجامعی ، ووضع بدائل لحل هذه المشکلات من خلال الحوار البناء .

6-  ضرورة إشراف الدولة على التعلیم الجامعی الخاص .

7-  ضرورة تحفیز الشخصیات الجامعیة على المشارکة فى العمل الوطنی وإشعارهم بقیمة هذا العمل وبقیمتهم کأفراد فى مجتمعهم وتنمیة قیم الاعتزاز بالانتساب الوطنی ولجمیع مؤسساته المدنیة والأمنیة .

8-  ضرورة اعتماد لجان من وزارة التعلیم العالی والمجلس الأعلى للجامعات لتنفیذ ومتابعة وتقویم ما جاء من توصیات .


قائمة المراجع

أولاً : المراجع العربیة

1-   ابتسام عبد التواب عبد اللطیف محمد ، " دور التربیة فى الحفاظ على الهویة الثقافیة المصریة فى عصر العولمة " ، رسالة دکتوراة ، معهد الدراسات التربویة ، جامعة القاهرة ، 2010 .

2-       إبراهیم عصمت مطاوع ،" فى أصول التربیة " ، الأنجلو المصریة ، القاهرة ، 1979.

3-   ابراهیم مدکور وآخرون ، " المعجم الوسیط " ، ج2 ، ط 3 ، مجمع اللغة العربیة ، القاهرة ، 1972.

4-       أبو الیزید أبو زید العجمی ، " العقیدة الإسلامیة بین جهود واهتمام المصلحین " ، المؤتمر الدولى الثالث ، دور العقیدة فى حیاة الإنسان المعاصر ، کلیة دار العلوم ، جامعة القاهرة ، 2004 .

5-       أحمد أبو زید ، " البناء الاجتماعی " ، جـ 1 ، ط 8 ، الهیئة العامة للکتاب بالاسکندریة ، 1982.

6-       أحمد أبو زید ، " هویة الثقافة العربیة " ، الهیئة المصریة العامة لقصور الثقافة ، القاهرة ، 2004.

7-       أحمد الطیب ، " خصائص الحضارة الإسلامیة مقارنة بالحضارة الغربیة ، حقیقة الاسلام فى عالم متغیر " ، سلسلة قضایا إسلامیة ، ع87 ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامیة ، القاهرة .

8-   أحمد حسینی حنورة ، " المشکلات الدینیة التى یواجهها طلاب الجامعة واقتراحاتهم لحلولها : دراسة میدانیة " ، مجلة کلیة التربیة ، جامعة طنطا ، ع 19 ، 1993 .

9-       أحمد حسن البرعی ، ( د.ت) ، " الثورة الصناعیة وأثرها الاجتماعیة والقانونیة " ، دار الفکر العربی ، القاهرة .

10-  أحمد ذکی بدوى ، " معجم مصطلحات العلوم الاجتماعیة ، القاهرة ، 2000.

11-  أحمد حمد مبارک ، " العویة الکویتیة فى علاقتها ببعض المتغیرات النفسیة والدیموجرافیة ، مجلة البحث فى التربیة وعلم النفس ، ع 2 ، مجلد 13 ، کلیة التربیة ، جامعة المنیا ، 1999.

 

ثانیا: المراجع الأجنبیة

(1) Ayman Zohry , '' Globalization and Identity in Egypt '' , Journal - of Computer - Communication , 2002

(2) Campbell Al April , (Cultural Identity as Asocial Construct) Intercultural Education , 2000 , Volume 11, number 1 , bb 31-39

(3) Hammond T , "Ghana English Culture Alienation A Critical Theory Perspectives Education Sociology" Vol. 59. 1998

(4)  Houda Gamal Abdul Nasser ,'' Arabs. Arab . Americans and Globalization '' Al-Hewar , Inc , 1999 (2) (5) Khanlou , N , '' Adolescent Cultural Identity and Swlf E steen Multicultural Society Unpublished Ph. D Degree Memaster University , Canada , 2002

(6) Lei , G , '' Laims to belonging and differences : Cultural Cigizenship and Identity Construction in School '' , Unpublished Ph. D Degree University of Wisconsin , M - Madison , 2002

(7) Mohamed El-Shibiny , '' Globalization of Culture '' , Middle East Journal , 2007.

(8) Robert J. Lieber and Ruth E. Weiberg , '' Culture , and Society '' , International Journal of Politics '' , Vol 016 , No. 2 , Winter , 2002.

(9) T. Wood Rmarch , '' the Straightedge Youth Sub. Culture : Observations on the Complexity of Sub. Cultural Identity '' , Journal of Youth Studies , 2003 , Volume 6 . Number 1.

(10) Ozdemir , Galuk , '' Ubrooted Ccultures Cuitural Identity '' , P h D Diss Abs Vol. (62-11A) , B3923 , 2001 - 2003 - 05

(11) Waked Mohamed ," the localization of the western globajization discourse in Egypt ,2003

 



[1] - أبو الشیخ عطیة اسماعیل ، " الهویة الثقافیة فی الفکر التربوى وتحدیات العولمة " فی المؤتمر العلمى العشرون مناهج التعلیم والهویة الثقافیة ، مصر ، القاهرة : الجمعیة المصریة للمناهج وطرق التدریس ، مج 2 ، 2009 : 644 – 701

[2] - شتات ، نها ، " بعض القیم الواجب توافرها فی المناهج الفلسطینیة : واقع مؤتمر المناهج الفلسطینیة : رؤیة واقعیة " ، کلیة التربیة ، الجامعة الإسلامیة بغزة ، فلسطین ، 2007 .

[3] - أبو ، سلیم ، " تغییر الهویة الثقافیة " ، مجلد دیوجین – مرکز مطبوعات الیونسکو ، مصر ، ع 177 ، 1997 ، ص 4: 13.

[4] - مدحت محمود ، " الهویة الثقافیة للطفل العربی : رؤیة من الواقع المصری " ، مجلة الطفولة والتنمیة ، مصر ، مج 1 ، ع 3 ، 2001 ، ص143 : 150.

[5] - الحوات على الهادی ، " الطفولة والهویة الثقافیة " ، مجلة الطفولة والتنمیة ، مصر ، مج3 ، ع 12 ، 2003 ، ص 219: 225.

[6] - احمد السعدنی ، " الهویة الثقافیة والنقد الأدبی " ، فی المؤتمر الدولی الثالث للنقد الأدبی – النقد الثقافی ( جامعة عین شمس – الجمعیة المصریة للنقد الأجنبی ) ، القاهرة : الجمعیة المصریة للنقد الأدبی وجامعة عین شمس ، 2003 ، ص 85 : 60 .

[7] - أحمد عید العطوی ، " التعلیم والهویة الثقافیة العربیة : إلى أین ...؟ " ، فی المؤتمر العلمی العشرون – مناهج التعلیم والهویة الثقافیة – مصر ، القاهرة : الجمعیة المصریة للمناهج وطرق التدریس ، مج 1 ، 2008 ، ص 216 : 241 .

[8] - خالد عبد الحلیم أبو اللیل ، " المأثورات الشعبیة والهویة الثقافیة : کیف یمکن أن تساهم المأثورات الشعبیة فی خلق الهویة : إسرائیل نموذجاً " ، مجلة رسالة المشرق – مرکز الدراسات الشرقیة بجامعة القاهرة – مصر ، مج 25 ، ع 34 ، 2010 ، ص423 : 460 .

[9] - محمد الحسن محمد نور ، " اللهجة والهویة الثقافیة " ، عالم التربیة – مصر ، س12 ، ع36 ، 2011 ، ص481 : 494 .

[10] - أمیرة عبد السلام عبد المجید زاید ،" التعلیم وأبعاد الهویة الثقافیة : اللغة نموذجاً " ، فى مؤتمر ثورة 25 ینایر ومستقبل التعلیم فى مصر ( معهد الدراسات التربویة ، جامعة القاهرة ) ، القاهرة ، معهد الدراسات التربویة ، جامعة القاهرة ، 2011 ، ص 113 : 122 .

[11] - زینب على محمد على ، " الهویة الثقافیة والطفل المصری " ، فى مؤتمر ثورة 25 ینایر ومستقبل التعلیم فى مصر ( معهد الدراسات التربویة – جامعة القاهرة )  ، القاهرة ، معهد الدراسات التربویة ، جامعة القاهرة ، 2011 ، ص 161 : 171 .

[12] - جمال الدین ، نجوى یوسف ، أحمد محمد مهدی الخالدی ، " الهویة الثقافیة : المفهوم والخصائص والمقومات ،" العلوم التربویة ، مصر ، مج 24 ، ع 3 ، 2016 ، ص 32 : 67 .

[13] - أمادو لامین سال ، " حول الهویة الثقافیة ومشاکلها ، " مجلة التربیة ، قطر ، ع 67 ، 1984 ، ص ص 126 : 129 .

[14] - شفیقة بستیکی ، أحمد الربعی بشارة ، " الحریة الجامعیة والهویة الثقافیة " ، المجلة العربیة للعلوم الإنسانیة ، الکویت ، مج 15 ، ع58 ، 1997 ، ص ص 222 : 252 .

[15] - سلیمان نجم خلف ، " العولمة والهویة الثقافیة : تصور نظری لدراسة نموذج مجتمع الخلیج والجزیرة العربیة " ، المجلة العربیة للعلوم الإنسانیة ، الکویت ، مج 16 ، ع 61 ، 1998 ، ص ص 52 : 93 .

[16] - نادیة جبر عبد الله ، " المربیات الأجنبیات والهویة الثقافیة : دراسة میدانیة لعینیة من الأسر السعودیة " ، مستقبل التربیة العربیة ، مصر ، مج 9 ، ع 30 ، 2003 ، ص ص 275 : 310 .

[17] - ستیوارت هول ، طبر بول ، " حول الهویة الثقافیة " ، المجلة العربیة لعلم الاجتماع ، لبنان ، ع 2 ، 2008 ، ص ص 137 : 174 .

[18] - عبد العزیز بن عثمان بن صقر ، " الهویة الثقافیة والاجتماعیة الخلیجیة : التحدیات والحلول " ، آراء حول الخلیج – ع 93 ، الإمارات ، 2012 ، ص 4 : 5 .

[19] - صلاح الدین یونس ، " المثاقفة والهویة الثقافیة : جدل الشرقی والغربی " ، المعرفة ( وزارة الثقافة فی الجمهوریة العربیة السوریة ) ، ع 622 ، سوریا ، 2015 ، ص ص 82 : 98 .

[20] - مجدى محمد یونس ، " الجامعة وتنمیة المواطنة فى عالم متغیر " ، المؤتمر العلمى الرابع ، التربیة وبناء الانسان فى ظل التحویلات الدیموقراطیة ، (29- 30 إبریل) ، کلیة التربیة ، جامعة المنوفیة ، 2014 ، ص227 .

[21] - ماهر أحمد عبد العال " العولمة والهویة الثقافیة : دراسة لموقف المثقف المصرى" ، رسالة دکتوراه غیر منشورة ، کلیة الآداب ، جامعة عین شمس ، 2002.

 

[22] - ج.م.ع ، " قانون تنظیم الجامعات فى مصر " ، ط (19) ، المطابع الأمیریة ، القاهرة ، 2003 ، ص2 .

[23] - زهیر السعید السید حجازى ، محمد عبد المنطلب أبو احمد ، " الهویة الثقافیة لدى طلاب کلیات التربیة بالجامعات المصریة " ، ورقة عمل مقدمة الى المؤتمر العلمی العربی الثانی عشر ( الدولی التاسع ) التعلیم والمجتمع المدنی وثقافته المواطنة 11، 25 ، 26 ابریل سوهاج ،2018،صـــــ11

 

[24] - محمد السید الشباسی ،"الهویة الثقافیة ومتطلبات تنمیتها لدى طلاب الجامعة فى ضوء العولمة "،رسالة دکتوراه ، کلیة التربیة ، جامعه عیش شمس ، 2008،ص105.

 

[25] - فادیة علوان ، " الجوانب السلبیة التى لحقت بصورة الاستاذ الجامعی فى مصر : دراسة استکشافیة " ندوة معاییر الأعراف والقیم الجامعیة ، کلیة الآداب ، جامعة القاهرة ، 1999 ص 265.

[26] - المجالس القومیة المتخصصة ،"التعلیم الجامعی والعالی وتحدیات العولمة "د29،2002 ، ص124.

 

[27] - علی السید الشخیبى ،"التربیة الوجدانیة لطلاب الجامعة کواقع ورؤیة "،المؤتمر السنوی الحادى عشر ( العربی الثالث ) لمرکز تطویر التعلیم الجامعی بالتعاون مع مرکز الدراسات المعرفیة ن التعلیم الجامعی العربی وأفاق الإصلاح والتطویر ، الجزء الأول ، جامعة عین شمس و2004 ، ص326.

 

 

[28] - سعید أحمد سیلمان ،"التطور النوعی للتعلیم الجامعی المصری ، حتمیة تاریخیة وضرورة مستقبلیة " التربیة والتنمیة  السنة التاسعة ، العدد 24 ،  دیسمبر ،2001، ص139.

 

[29] - فادیه علوان ، مرجع سابق ،ص174 - 276

 

[30] - سعید أحمد سلیمان ، مرجع سابق ، ص 10

 

[31] - رشدی طعیمه ، " الثقافة العربیة الإسلامیة بین التألیف والتدریس " ، دار الفکر العربی ، القاهرة ، 1998 ، ص 35 .

 

[32] - مجمع اللغة العربیة ، " المعجم الوجیز " ، الهیئة العامة لشئون المطابع الأمیریة ، 1999 ، ص 85 . 

[33] - عبد المنعم الحفنى ، " المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة " ، مکتبة مدبولى ، القاهرة ، 2000 ، ص 1 .

[34] - محمد سید الشباسی ، " الهویة الثقافیة ومتطلبات تنمیتها لدى طلاب الجامعة فی ضوء العولمة " ، رسالة دکتوراة ، کلیة التربیة ، جامعة عین شمس ، 2008 ، ص 27 .

[35] - نازى فتحى الوکیل ، " تفعیل الشراکة بین الأسرة والمدرسة الثانویة وتعزیز الهویة الثقافیة لطلابها فی ضوء تحدیات العولمة " ، رسالة ماجستیر ، جامعة عین شمس ، 2012 ، ص 8 .

[36] - مصطفی مرتضى ،" دور الفضائیات وثقافة الشباب المصرى : دراسة میدانیة على عینة من الشباب الجامعی "،المجلة الاجتماعیة القومیة ، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة ، المجلد (48) ، العدد(2)،2011.

[37] - نازی محمد فتحی الوکیل ،"مرجع سابق 2012

[38] -  فکرى عبد المنعم محمد السعدنى  ، الهویة الثقافیة فى المدارس التعلیم العام ، دراسة حالة على محافظة جنوب سیناء ، رسالة دکتوراه ، کلیة الدراسات العلیا ، جامعة القاهرة ، 2015.

[39] - کارمن حسانین السراج ، ازمة الهویة الیقافیة لدى الفتاه المصریة فى ضوء المتغیرات المجتمعیة المعاصرة ، دراسة حالة فى جامعة مصریة "،رسالة دکتوراه للتربیة جامعة القاهرة ،2017

[40] - (1) زهیر السعید السید ، محمد عبد المتطلب إبراهیم أبو أحمد ، "الهویة الثقافیة لدى طلاب کلیات التربیة بالجامعات المصریة" ، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر العلمى العربى الثانى عشر (الدولى التاسع) بعنوان التعلیم والمجتمع المدنى وثقافة المواطنة ، 25،26 ابریل ، جامعة سوهاج ، 2018 .

[41] Robert J. Lieber and Ruth E. Weiberg , '' Culture , and Society '' , International Journal of Politics '' , Vol 016 , No. 2 , Winter , 2002.

[42]Waked Mohamed ," the localization of the western globajization discourse in Egypt ,2003

 

[43] - T. Wood Rmarch , '' the Straightedge Youth Sub. Culture : Observations on the Complexity of Sub. Cultural Identity '' , Journal of Youth Studies , 2003 , Volume 6 . Number 1.

[44]  Mohamed El-Shibiny , '' Globalization of Culture '' , Middle East Journal , 2007.

[45] - کاظم سائر رحیم ، " العولمة والمواطنة والهویة " ، بحث فى تأثیر العولمة على الإنتماء الوطنی والمحلی فى المجتمعات ، مجلة القادسیة فى الأداب والعلوم التربویة ، المجلد الثامن ، العدد الأول ، جامعة القادسیة ، العراق 2009 ، ص ص 258 : 259.

[46] - عبد العزیز بن عثمان التویجری ، " الهویة والعولمة من منظور حق التنور الثقافی " ، الإسلام الیوم ، المغرب ، مج 15 ، ع 15 ، 1998 ، ص 15 .

[47] - محمد عابد الجابری ، " العولمة والهویة الثقافیة : عشر أطروحات " ، فى بحوث ومناقشات الندوة الفکریة : العرب والعولمة ، مرکز دراسات الوحدة العربیة ، لبنان ، بیروت ، 1997 ، ص 14 .

[48] - جلال أمین ، " العولمة والهویة الثقافیة والمجتمع التکنولوجی الجدید " ، مجلة المستقبل العربی ، ع 2 ، 1998 ، ص 61 .

[49] - أحمد زاید ، "سیکیولوجیة العلاقات بین الجماعات ، قضایا فى الهویة الاجتماعیة وتصنیف الذات " ، سلسلة عالم المعرفة ، ع 326 ، المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب ، الکویت ، ابریل 2006 ، ص 18 : 19 .

[50] - أریج حسین موسى ، " مستویات الهویة الثقافیة لدى طلبة جامعة الیرموک فى ضوء العولمة والعوامل المؤثرة فیها " ، رسالة دکتوراة ، جامعة الیرموک ، اربد ، 2016 ، ص 11 .

[51] - زهیر السعید حجازى ، " الهویة الثقافیة لدى طلاب کلیات التربیة بالجاماعت المصری " ، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر العلمى العربی الثانی عشر (الدولی التاسع) بعنوان ( التعلیم والمجتمع المدنی وثقافة المواطنة ) ، 25 ، 26 ابریل 2018 جامعة سوهاج ، ص 10 .

[52] - أمارتیا صن ، " الهویة والعنف وهم المصیر الحتمی " ، ترجمة سحر توفیق ، سلسلة عالم المعرفة ، ع 352 ، المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب ، الکویت ، 2008 ، ص 18 .

[53]  - خونى وریده ، " دور المدرسة فى تنمیة قیم الانتماء الوطنی " ، مجلة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة ، جامعة قاصدى مرباح ، ورقلة ، الجزائر ، 2011 ، ص 72 : 129

[54] - سعید اسماعیل علی ، " الهویة والتعلیم " عالم الکتب ، القاهرة ، 2005 ، ص23 .

[55] - المرجع السابق ، ص24 .

[56] - نازی محمد فتحی محمد ، مرجع سابق ، ص22 .

[57] - سعید إسماعیل علی ، " مناهج التعلیم ومؤسسات البحث العلمی وأثرها فی الوفاق العربی " ، المنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم ، 1987 ، ص ص86 ،88 .

[58] - محمد عمارة ، " مخاطر العولمة علی الهویة الثقافیة " ، نهضة مصر للطباعة والنشر ، القاهرة ، 1999 ، ص25 .

[59] - نادزاداجارابوس ، " مقومات الامة المجتمعیة فی الإسلام " ، المؤتمر العام العشرین للمجلس الاعلی للشئون الإسلامیة المنعقد بالقاهرة فی الفترة 8-11 ربیع الاول 1429هـ حتی 19 مارس ، 1999 ، القاهرة ، ص409 .

[60] - نازی محمد فتحی محمد ، " تفعیل الشراکة بین الاسرة والمدرسة الثانویة وتعزیز الهویة الثقافیة لطلابها فی ضوء تحدیات العولمة " ، مرجع سابق ، ص23 .

[61] - زکی نجیب محمود ، " فی مفترق الطرق " ، دار الشروق ، القاهرة ، 1987 ، ص359 .

[62] - نازی الوکیل ، مرجع سابق ، ص24 .

[63] - محمد الدعمی ، " الحضارة وإرتطام الکتل الثقافیة " ، مجلة الرافد ، العدد 56 ، 2002 ، ص7 .

[64] - عبد العزیز خواجه ، " مبادئ فی التنشئة الاجتماعیة ، دار الغرب للنشر والتوزیع ، وهوان ، 2005 ، ص78 .

[65] - میشال مان ، " موسوعة العلوم الاجتماعیة " ، ترجمة عادل مختار الهواری وسعد عبد العزیز ، دار المعرفة الجامعیة ، الإسکندریة ، 1999 ، ص612 .

[66] - السید علی شتاء " نظریة الدور المنظور الظاهری لعلم الإجتماع " ، مکتبة ومطبعة الإشعاعة الفنیة ، الإسکندریة ، 1999 ، ص76 .

[67] - فکری عبد المنعم محمد السعدنی ، مرجع سابق ، ص84 .

[68] - عدلی علی طاحون ، " فی النظریات الاجتماعیة المعصرة " ، ( د .ت ) ، المکتب الجامعی الحدیث ، الإسکندریة ، ص537 .

[69] - فکری عبد المنعم محمد السعدنی ، مرجع سابق ، ص85 .

[70] - المرجع السابق ، ص84 .

[71] - السید علی شتا ، مرجع سابق ، ص 64 .

[72] - المرجع السابق ، ص88 .

[73] -  تیسیر الخوالدة ، مرجع سابق .

[74] - أحمد حنورة ، مرجع سابق .

[75] - کمال عجمی ، مرجع سابق .

[76] - مصطفى مرتضى ، مرجع سابق .

[77] - سید خلف ، مرجع سابق .

[78] - نازى الوکیلا ، مرجع سابق .

[79] - فاطمة الزهراء ، مرجع سابق .

[80] - ابتسام عبد التواب ، مرجع سابق .

[81] - الزهیر السعید ، مرجع سابق .

[82] - سامیة السعاتى ، مرجع سابق .

[83] - محسن خضر ، مرجع سابق .

[84] - محمد الشباسی ، مرجع سابق .

[85] - فادیة علوان ، مرجع سابق .

[86] - سعید أحمد ، مرجع سابق .

[87] على الشخیبی ، مرجع سابق .

[88] - فادیة علوان ، مرجع سابق .

[89] - سعید سلیمان ، مرجع سابق .

[90] - هشام عمارة ، مرجع سابق .

[91] - محمد عبد الرحمن ، مرجع سابق .

[92] - على الشخیبی ، مرجع سابق .

[93] - فادیة علوان ، مرجع سابق .