التربية الإبداعية فى کتابات حامد عمار

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

إن الإبداع من أهم الأهداف التربوية التى تتوق المجتمعات الإنسانية الطموحة إلى تحقيقها ؛ بل يظل لغة الإنسان العليا ، التى تنضج معه بالصقل ؛ لذا فإنه على التربية أن تکون متجددة إلى أقصى درجة ممکنة فى أهدافها ، ومناهجها ؛ حتى لا تنعزل عن مجريات الأحداث ، وأن تحاول من خلال عناصرها ووسائطها المختلفة بناء الشخصية المبدعة التى لاتتابع الجديد فحسب ؛ بل تؤثر فيه وتجد لنفسها مکانًا فى عالم الإبداع .[1]
وقد شغلت قضية الإبداع وما يعانيه من معوقات فى ثقافتنا العربية عقل معظم مفکرينا ، وکان من بين هؤلاء المفکرين عالم التربية وشيخ التربوين العرب  حامد عمار الذى عالج ما أطلق عليه فى کتاباته " هموم العملية التعليمية " بمنهج نقدى" ينبش" عن جذور المشکلات التعليمية فى تفاعلها وتشابکها مع الظروف المجتمعية ، فهو يؤکد أن مشکلاتنا التعليمية ليست منفصلة عن  الظروف الاجتماعية أو السياسية ، أو الاقتصادية ، کما أن التعليم إن کان تعليميًا تحرريًا ونقديًا فإنه يسهم فى عملية الحراک المجتمعى ، فهى علاقة متشابکة ، کما أن للناحية الأقتصادية دور هام فى جودة عملية التعليم ، کذلک يؤکد- کما أکد باولو فريرى- أن التعليم عملية ساسية ، کما أن الساسية عملية تعليمية  . کماأکد على أن من أهم استثماراتنا هو تکوين الفکر المبدع الذى يدفعنا إلى الانطلاق للحاق برکب التقدم .
   ويعد حامد عمار من رواد الفکر التربوى النقدى فى الوطن العربى ، کما أنه نموذج للمفکر المبدع ؛ فلم يکتف بمجرد التنظير وطرح المشکلات ، ولکنه مع کل مشکلة  قام بطرحها ، وصف العلاج المناسب لها ، وبالتالى يستحق أن يطلق عليه " صاحب أول نظرية نقدية عربية فى التربية " فقد ربط التنظير بالممارسة ، وهذا من أهم شروط النظرية التربوية السليمة ، وماقدمه من مشروعات مثل طريقته فى تعليم الکبار ، مشروع بيت المعرفة العربى ، والشجرة التعليمية بديلًا عن السلم التعليمى خير شاهدٍ على ذلک .



[1] - حجاج عبد الفتاح أحمد : رؤى مستقبلية لإعداد المعلم العربى فى ضوء تحديات القرن الحادى والعشرين ، کلية التربية ، جامعة الإمارات العربية ، بحوث مؤتمر تربية الغد الفترة (24- 27 ) ديسمبر 1995

 

           

                                                               

جامعة مدینة السادات

کلیة التربیة

قسم  التربیة

 

 

 

                    التربیة الإبداعیة فى کتابات حامد عمار                                                              

                

     بحث مستخلص من رسالة ماجستیر مقدم ضمن متطلبات الحصول على الماجستیر

                                    

                                  تخصص أصول التربیة

                                 

إعداد

 

هویدا أحمد مروان أحمد

                                   

إشراف

 

 

أ.د سمیر عبد الوهاب الخویت                    أ.د زهیر السعید حجازى

أستاذ أصول التربیة وعمید کلیة                                      أستاذ أصول التربیة المتفرغ

التربیة جامعة طنطا                                                   ورئیس قسم أصول التربیة سابقًا

                                                                             کلیة التربیة جامعة مدینة السادات

 

 

 

1440ه /2019م

 

 

                                                         المقدمة

إن الإبداع من أهم الأهداف التربویة التى تتوق المجتمعات الإنسانیة الطموحة إلى تحقیقها ؛ بل یظل لغة الإنسان العلیا ، التى تنضج معه بالصقل ؛ لذا فإنه على التربیة أن تکون متجددة إلى أقصى درجة ممکنة فى أهدافها ، ومناهجها ؛ حتى لا تنعزل عن مجریات الأحداث ، وأن تحاول من خلال عناصرها ووسائطها المختلفة بناء الشخصیة المبدعة التى لاتتابع الجدید فحسب ؛ بل تؤثر فیه وتجد لنفسها مکانًا فى عالم الإبداع .[1]

وقد شغلت قضیة الإبداع وما یعانیه من معوقات فى ثقافتنا العربیة عقل معظم مفکرینا ، وکان من بین هؤلاء المفکرین عالم التربیة وشیخ التربوین العرب  حامد عمار الذى عالج ما أطلق علیه فى کتاباته " هموم العملیة التعلیمیة " بمنهج نقدى" ینبش" عن جذور المشکلات التعلیمیة فى تفاعلها وتشابکها مع الظروف المجتمعیة ، فهو یؤکد أن مشکلاتنا التعلیمیة لیست منفصلة عن  الظروف الاجتماعیة أو السیاسیة ، أو الاقتصادیة ، کما أن التعلیم إن کان تعلیمیًا تحرریًا ونقدیًا فإنه یسهم فى عملیة الحراک المجتمعى ، فهى علاقة متشابکة ، کما أن للناحیة الأقتصادیة دور هام فى جودة عملیة التعلیم ، کذلک یؤکد- کما أکد باولو فریرى- أن التعلیم عملیة ساسیة ، کما أن الساسیة عملیة تعلیمیة  . کماأکد على أن من أهم استثماراتنا هو تکوین الفکر المبدع الذى یدفعنا إلى الانطلاق للحاق برکب التقدم .

   ویعد حامد عمار من رواد الفکر التربوى النقدى فى الوطن العربى ، کما أنه نموذج للمفکر المبدع ؛ فلم یکتف بمجرد التنظیر وطرح المشکلات ، ولکنه مع کل مشکلة  قام بطرحها ، وصف العلاج المناسب لها ، وبالتالى یستحق أن یطلق علیه " صاحب أول نظریة نقدیة عربیة فى التربیة " فقد ربط التنظیر بالممارسة ، وهذا من أهم شروط النظریة التربویة السلیمة ، وماقدمه من مشروعات مثل طریقته فى تعلیم الکبار ، مشروع بیت المعرفة العربى ، والشجرة التعلیمیة بدیلًا عن السلم التعلیمى خیر شاهدٍ على ذلک .

مشکلة الدراسة وتساؤلاتها :

  إن التحولات التى یشهدها العالم الیوم ممثلة فى الثورة التکنولوجیة ،والتى یطلق علیها الثورة الثالثة والى تسیر بسرعة متزایدة وهاجس الدیمقراطیة الذى یعبر عن إعادة بناء النظم الاجتماعیة ، وتبلور التکتلات الاقتصادیة الکبرى لغربى أوربا وشرقى آسیا ، وبروز نظام العولمة ، کل ذلک یشیر إلى نشوء مجتمع کونى جدید هو مجتمع ما بعد الصناعة .[2]

والمشکلة المحوریة لمجتمع الألفیة الثالثة هى تنظیم العلم والمعرفة ، ممایترتب علیه اعتلاء مؤسسات التربیة والتعلیم المرتبة الرئیسة من بین المؤسسات المجتمعیة ، حیث أصبحت الأفکار والمعلومات هى محور هذا المجتمع ؛ وبناء على ذلک فإن المورد الرئیس فى هذا المجتمع هو رأس المال البشرى ، والمشکلة الأساسیة محورها سیاسات التربیة والتعلیم .[3]

  إنه مع عالم متغیر وألفیة ثالثة ، تتسابق الدول من أجل مستقبل أفضل لشعوبها ، والمستقبل یعنى الحفاظ على موهبة الطفل وتنمیة قدراته وذکائه ؛ ذلک لأن المبدع ثروة ، فالمجتمع الدولى یواجه تحدیات ، تتطلب قیادات مبدعة ، ترفض الحروب والدمار ، وتسعى للسلام وخیر البشریة ، وهذه القیادات لایمکن أن تتوافر مستقبلًا ما لم تعمل مؤسسات المجتمع المدنى وتتعاون مع حکوماتها ، کما تتعاون المؤسسات الرسمیة والخاصة لتحقیق المناخ المحرض على الإبداع .[4]

إن المتغیرات فى ثقافتنا تتسارع ، والتحولات التى تشهدها قیمنا وثقافتنا ستکون هائلة ، وستوصلنا إلى حالة من التخبط إن لم نتبنى تربیة تتلائم مع متغیرات المرحلة الجدیدة ، ولیس هناک آلیة یمکن من خلالها التکیف مع المتغیرات وتقبلها والتعامل معها أجدى من التخطیط لتربیة أطفالنا عقلیًا ومهاریًا ، تربیة تتناسب مع معطیات العصر الحالى . إن حجم التغیر وسرعته سیدخل کافة مناحى الحیاة وأسالیب تعلمنا ، وبذلک تکون التربیة الإبداعیة هى أفضل الحلول لمواجهة تحدیات القرن الحادى والعشرین .[5]

وقد یظن البعض أن الإبداع مسألة موهبة یرزق بها نفر من الناس دون غیرهم فى ترکیبة عقلیة تأتى على نحو فرید أو عبر جینات تمن الوراثة بها علیهم ، ویظن البعض الآخر أن الإبداع یحصل عن طریق التربیة والتعلیم ، والواقع أن کلا النظریتین ناقص ؛ ذلک أن الإبداع قضیة سیاسیة واجتماعیة وثقافیة واقتصادیة ونفسیة ودینیة أیضًا ، فمن الناحیة السیاسیة : الأنظمة السیاسیة فى البلدان العربیة غیر مستقرة مما یعمل على هجرة العقول المبدعة ، ومن حیث کونه قضیة اجتماعیة وثقافیة ودینیة فإن ثقافتنا العربیة والإسلامیة لا تشجع على الإبداع بسبب الفهم الخاطىء للدین والمیل إلى الاتباع ومقاومة الابتداع والجمود الفکرى وقراءة السلف دون تطویر وتوجیه النشء إلى التعایش مع مفاهیم الامتثال والتقلید والابتعاد عن المغامرة والاکتشاف والتجریب .[6]

 

کما أننا برغم کل ما قدم ویقدم من فکر تربوى لم تکن لدینا محاولة حقیقیة لبناء نظریة تتبع المنهج النقدى الذى ینبش عن جذور المشکلات التعلیمیة فى سیاقاتهاالثقافیة والاجتماعیة والساسیة والأقتصادیة ، ثم یقدم العلاج الناسب ؛ بل تعج دراساتنا التربویة باستخدام المنهج الوصفى أو التجریبى الذى لا یتناسب مع طبیعة المشکلة الاجتماعیة ن اکتفینا بتقلید الغرب فى کل ما یقدم من فکر ، ولم نحاول أن تکون لنا نظریة تربویة تنبع من ثقافتنا ومشکلاتنا التى لها طابع خاص ، وهو ما کان یردده حامد عمار فى کل المناسبات ، فقد رفض فکرة استیراد کل فکر قد لا یتناسب مع طبیعة مجتمعاتنا العربیة بحجة التطویر ، هو لا یرفض التطویر والتجدید ولکنه یرى أن ذلک لابد أن یحدث دون الانقطاع عن جذورنا .

وبناء على ما سبق یمکن تحدید مشکلة الدراسة فى التساؤلات التالیة :

1-من حامد عمار ؟ وما العوامل المؤثرة فى تکوین فکره ؟

        2 - ما الإطار الفلسفى للتربیة الإبداعیة عند حامد عمار؟

       3 - ما التربیة الإبداعیة لدى حامد عمار ؟

        4 - ما أوجه الاستفادة من فکر حامد عمار فى تربیة الإبداع ؟

أهداف الدراسة :

هدفت الدراسة إلى :

التعرف على حامد عمار وفکره التربوى النقدى والعوامل والظروف التى ساهمت فى تکوین هذا الفکر والمنابع الثقافیة التى استقى منها حامد عمار رؤیته النقدیة لکل الهموم التعلیمیة فى تشابکها وتفاعلها مع الظروف المجتمعیة .

التعرف على الإطار الفلسفى للتربیة الإبداعیة عند حامد عمار .

التعرف على ما قدمه حامد عمار من تربیة ابداعیة ، وحلول مبدعة للکل المشکلات التعلیمیة من أجل تربیة لصناعة الإبداع .

التعرف على محاور النظریة النقدیة التربویة عند حامد عمار .وکیفیة الاستفادة من فکر حامد عمار لتحقیق الإبداع فى التربیة .

أهمیة الدراسة                                                                                         

1-  حامد عمار واحد من أهم کبار علماء التربیة فى الوطن العربى ، وقد أثرى المکتبة العربیة بمجموعة من المؤلفات الهامة والمؤثرة فى المجال التربوى ، کما کان له جهد ملحوظ فى کل المؤتمرات والندوات والهیئات الدولیة المهتمة بقضایا التعلیم ، إیمانًا منه بدور التربیة والتعلیم القائم على أسس صحیحة وفى بیئة تشجع النقد والإبداع وفى مناخ اجتماعى وثقافى وسیاسى واقتصادى یدعم الفکر الناقد ویتبنى القدرات الإبداعیة ویعمل على تنمیتها ورعایتها حتى تکون حائط صد أمام عجلات العولمة والمادیة الجارفة . وبالتالى یستحق هذا الفکر المتمیز الذى قدمه حامد عمار أن یکون موضع دراسة وتحلیل علنا نجد فیه الحل لکل المشکلات التعلیمیة والثقافیة التى یعانى منها المجتمع العربى .

2-  أول دراسة تتناول الفکر النقدى لحامد عمار ، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج النقدى واستخدمت أداة تحلیل المضمون وهذا المنهج یقل الاعتماد علیه فى الدراسات التربویة .

3-  تتناول الدراسة قضیة من أهم القضایا التربویة فى العصر الحالى وهى تربیة الإبداع .

4-  تشخص الدراسة معوقات الإبداع فى ثقافتنا العربیة وتقدم الحلول.

5-  تعد أول محاولة لبناء نظریة نقدیة عربیة فى التربیة .

منهج الدراسة وأدواتها :

استخدمت الدراسة المنهج النقدى التحلیلى لملائمته لطبیعة الموضوع ؛ حیث تم تحلیل کتابات حامد عمار لتحدید أبعاد رؤیته النقدیة للتربیة الإبداعیة ، وبیان علاقتها بالثقافة العربیة ، کما استخدمت الدراسة أداة تحلیل المضمون .

مصطلحات الدراسة

-التربیة الإبداعیة

أ‌-     التربیة لغة : جاء فى لسان العرب ربا الشىء أى زاد ونما وأربیته أى أنمیته وجاء فى القرآن الکریم (یربى الصدقات ) أى یزیدها وفى المعجم الوسیط : تربى بمعنى نشأ وتغذى وتثقف .

ب‌-التربیة اصطلاحًا : عملیة التفاعل المستمر التى تتضمن مختلف أنواع النشاط المؤثرة سلبًا وإیجابًا فى الفرد والتى تعمل على توجیهه فى الحیاة الطبیعیة .[7]

الإبداع لغویًا :

ورد فى لسان العرب " بدع الشىء " یبدعه وابتدعه أى نشأه أولًا ، کذلک ورد أن المبدع : الذى یأتى أمرًا أولًا ، أى لم یسبقه أحد ، والبدیع : المحدث العجیب .[8]

الإبداع اصطلاحًا :

یعد مفهوم الإبداع من المفاهیم التى لم یتم الاتفاق علیها بین العلماء والباحثین ، فهو مفهوم یتسع بالسعة والمرونة ، وقد قدمت له تعریفات متعددة بعضها یقوم على أهمیة الإنتاج وندرته ، ومنها ما یرکز على العملیات العقلیة المنظمة ، وهناط تعریفات على مسار النمو والتغیر للحیاة النفسیة للمبدع ، کما تدور بعض التعریفات حول الخبرة الذاتیة للمبدع ومن هذه التعریفات :

- تعریف مید Mead والذى یشیر إلى أن الإبداع هو " تلک العملیة التى یقوم بها الفرد والتى تؤدى اختراع شىء جدید بالنسبة إلیه "[9]

- کما حدد ویلیامز Williamsالإبداع بأنه عملیة تتضمن المعرفة، وأنه من العملیات العقلیة التى تعتمد فى أساسها على المعرفة وتستخدم التفکیر التباعدى والترابطى .[10]

- أماجیلفورد فیرى أن الإبداع هو سمات استعدادیة تضم الطلاقة فى التفکیر والمرونة والأصالة والحساسیة للمشکلات وإعادة تعریف المشکلة وإیضاحها بالتفصیل والإسهاب ؛ وهو یقصد بالطلاقة القدرة على تولید عدد کبیر من البدائل أو المترادفات أو الأفکار أو الاستعمالات عند الاستجابة لمثیر معین ، والسرعة والسهولة فى تولیدها ، وتعد فى جوهرها عملیة تذکر واستدعاء اختیاریة لمعلومات أو خبرات أو مفاهیم سبق وأن تعلمها .[11]

أ-الفکر

- الفکر لغویًا :

ورت مادة " فکر" فى لسان العرب بمعنى إعمال الخاطر فى الشىء .[12]

- الفکر اصطلاحًا :

- یستخدم مصطلح الفکر للدلالة على " نتائج عملیات التفکیر والتأمل العقلى التى یقوم بها الإنسان بوصفه کائنًا عاقلًا مفکرًا .[13]

- ما یتم التفکیر به من أفعال ذهنیة[14] من أجل ترتیب أمور معلومة للوصول إلى مجهول .[15]

ج- الإبداع الفکرى

یمکن تقدیم تعریف إجرائى لمصطلح( الإبداع الفکرى ) یتمثل فى

عملیة تنظیم للفکر لیظهر فى صورة جدیدة اعتمادًا على التأمل العقلى ونقد الواقع

 

 

 

 

 

 

الدراسات السابقة :

الدراسات العربیة

-       دراسة منار سالم أبو خاطر(2010)[16]

هدفت الدراسة الکشف عن مدى ممارسة أساتذة الجامعة لدورهم فى تنمیة الإبداع لدى طلبتهم فى ضوء السنة النبویة الشریفة من وجهة نظرهم ، والکشف عن الفروق بین متوسطات تقدیرات الطلاب لدور الجامعة فى تنمیة الإبداع لدى الطلاب یعزى إلى متغیر الدراسة ( الجنس – التخصص – المعدل التراکمى )، وتم تقدیم تصور مقترح للارتقاء بدور الجامعة فى تنمیة الإبداع لدى طلبتها فى ضوء السنة النبویة ، ولتحقیق أهداف الدراسة استخدمت الباحثة المنهج الوصفى التحلیلى ،وکان من أهم نتائج الدراسة

بلغت درجة ممارسة أساتذة الجامعة لدورهم فى تنمیة الإبداع لدى طلبتهم فى ضوء السنة النبویة من وجهة نظرهم وزنًا نسبیًا مقداره 33.86% وقد أوصت الدراسة بضرورة توفیر المناخ الملائم لتنمیة الإبداع من قبل الأستاذالجامعى ومن خلال هدیة صلى الله علیه وسلم الإبداعى

       - دراسة مها بنت سلیمان الحربى ( 2014 ) [17]

هدفت الدراسة إلى التعرف على الإطار المفاهیمى الذى تبنى علیه التربیة الإبداعیة فى الإسلام وتحدید مجالات التربیة الإبداعیة فى الإسلام وإبراز أهم أسالیب التربیة الإبداعیة ، وقد استخدمت الباحثة المنهج الاستنباطى ، وقد توصلت إلى مجموعة من الاستنتاجات من أهمها : أن الإبداع الإسلامى یتمیز بأنه یسیر وفق غایة عظمى فى تحقیق العبودیة لله ، وهى کفیلة بأن تجعل منه إبداعًا بناءًا فى کل الأحوال ، کما تسعى التربیة الإبداعیة إلى بناء أفراد قادرین على تحقیق حاجات مجتمعهم ، بدلًا من الاعتماد على الغیر واستهلاک ما ینتجه الآخرون .

- دراسة زینب عبد الله مجحود (2015 )[18]

هدفت الدراسة إلى الکشف عن معوقات الإبداع والفروق بین المعوقات فى کل مرحلة دراسیة ، وقد استعانت الباحثة بمقیاس میسرات ومعةقات الإبداع بین صفوف کل مرحلة من المراحل الدراسیة ما قبل الجامعة ، وقد توصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج من أهمها : أنه یوجد اختلاف فى معوقات الإبداع بین صفوف کل مرحلة من مراحل التعلیم المختلفة ؛ ففى المرحلة الثانویة تأتى النتائج لصالح الصف الثالث الثانوى فى المعوقات الوجدانیة والمجموع الکلى ، وفى الصف الثانى معوقات الإدارة التعلیمیة ، أما بالنسبة للمرحلة الإعدادیة تکون المعوقات الوجدانیة أیضًا والمجموع الکلى ، ولا یوجد اختلافات على معوقات الإبداع من وجهة نظر مدراء المدارس والإدارات التعلیمیة .

- دراسة محمد فتحى السید فتحى ( 2014)[19]

هدفت الدراسة بیان مجالات التجدید التربوى فى التعلیم قبل الجامعى من خلال کتابات حامد عمار ، وتشمل التجدید فى المفاهیم والمناهج الدراسیة ، التجدید فى تکنولوجیا التعلیم ، التجدید فى المبنى ن والتنمیة المهنیة للمعلم ، التجدید فى الإدارة المدرسیة ، وتوجهات السیاسة التعلیمیة ، وتمویل التعلیم ، والتجدید فى الموقف التدریسى . واستخدم الباحث المنهج الوصفى وأداة تحلیل المضمون ، وتوصل إلى مجموعة من النتائج من أهمها : أن حامد عمار کان مقتنعصا بأن الاعتماد على الإمکانات البشریة والمادیة والتخطیط المستقبلى للتعلیم بأیدى مصریة بعیدًا عن الاقتباس والاستعارة من نظم تعلیمیة أخرى یوفر فرصة حقیقیة لبناء نظام تعلیمى مصرى یسهم فى إعداد الکوادر البشریة القادرة على تحقیق التنمیة فى کافة المجالات.

الدراسات الأجنبیة

-                   دراسة (A.Taylor2001)[20]

هدفت الدراسة الکشف عن توقعات المعلمین لمفاهیم الذکاء والموهبة والعلاقة بینهما بناء على بعض المتغیرات کالجنس والعدد والعرق ، وتوصلت الدراسة إلى أن مفاهیم المعلمین للذکاء والموهبة بناء على المتغیرات السابقة ، له أکبر تأثیر على تمثیل الأقلیات فى تعلیم الموهوبین من غیر الأقلیات ،فیحظون بالرعایة والاهتمام ، وأوصت الدراسة بضرورة الاهتمام فى برامج إعداد المعلم بإکسابه مهارات التعامل  مع الموهوبین والأذکیاء وضرورة زیادة عدد البحوث حول الذکاء والموهبة .

-       دراسة (Janet Ray 2005)[21]

هدفت الدراسة إلى التعرف على دور الوالدینفى اتخاذ قرار مشارکة الأطفال فى برنامج وطنى لتحدید الموهوبین والمتفوقین فى المدارس المتوسطة ، شارک فى البرنامج 196 من أولیاء أمور الطلبة المتفوقین فى العامیین الدراسیین 2001/2002 و 2002/2003 وتم اختیار الطلاب من اثنتین من أکبر المناطق التعلیمیة وست مدارس خاصة صغیرة فى منطقة حضریة کبیرة فى جنوب غرب الولایات المتحدة ، وقد تم استخدام الأسالیب الکمیة والنوعیة لتحدید المتغیرات التنبؤیة لاتخاذ القرارات الوالدیة فیما یتعلق بمدى المشارکة فى البحث عن المواهب ، ملأ کل من الوالدین استبیان یتکون من الاختیار من متعدد وأسئلة مفتوحة ، کما شارک الآباء فى مقابلات منظمة .وتوصلت الدراسة إلى أن المستوى التعلیمى للوالدین یؤثر على مدى قناعتهم بالمشارکة فى هذا البرنامج ، وأوصت الدراسة بضرورة بذل توعیة أکبر للوالدین للاشتراک فى هذا البرنامج .

التعلیق على الدراسات السابقة

- أوجه الاتفاق مع الدراسة الحالیة

اتفقت دراسة کل من الحربى وابوخاطر ومجحود فى بیان أهمیة الإبداع وطرق تنمیته والمعوقات التى تحول دون تحقیقه سواء داخل الأسرة أو المدرسة أو الجامعة کما اتفقت دراسة محمد فتحى مع الدراسة الحالیة فى تناول حیاة حامد عمار والظروف التى أثرت فى تکوین شخصیته .

- أوجه الاختلاف

اختلفت الدراسات السابقة عن الدراسة الحالیة فى المنهج المستخدم حیث أن الدراسة الحالیة قد اعتمدت على المنهج النقدى التحلیلى .کما اختلفت فى أن بعضها دراسات میدانیة مثل دراسة أبو خاطر ومجحود .

بالنسبة للدراسات الأجنبیة                                                                                                                                                                                      

اتفقت مع الدراسة الحالیة فى موضوعها وهو الإبداع وبیان دور المعلیمین والوالدین فى تنمیة الإبداع.

ولکنها اختلفت عن الدراسة الحالیة فى المنهج المستخدم حیث اعتمدت على المنهج

التجریبى کما لأنها دراسات میدانیة ، وتمت فى ظروف تختلف عن ظروف مجتمعنا

خطوات الدراسة

أولًا: حامد عمار والعوامل المؤثرة فى تکوین فکره

هو حامد مصطفى حامد عمار ، ولد فى قریة سلوا بحرى بمحافظة أسوان فى 25 فبرایر 1921م ، کان والده الشیخ مصطفى کاتب القریة المفضل فى تحریر الرسائل والشکاوى حیث کان متقنًا للقراءة والکتابة.[22]

کان الکتاب أولى مراحل التعلیم التى مر بها حامد عمار ، فقد التحق به فى سن الخامسة ، وفى أوائل السنة السادسة انتقل إلى المدرسة الإلزامیة وذلک فى عام 1926 ، وقد کانت مختلفة تمامًا عن جو الکتاب من حیث النظام ووجود کتب مصورة ومقاعد ، وقد کان حامد من بین المتفوقین فى تلک المدرسة ، ثم انتقل بعد ذلک إلى المدرسة الابتدائیة التى تعد بدایة التعلیم المدنى الذى بدأه محمد على متسلسلًا إلى المرحلة الثانویة فالجامعة ، وقد واصل حامد عمار تفوقه أیضا مما شجعه على مواصلة دراسته فى المدرسة الثانویة برغم قلة المال إلا أن الله قد سخر له بعض الشخصیات التى وفرت له الظروف الملائمة لاستکمال تعلیمه ، وقد کان تفوقه بعد توفیق الله سندًا له فى استکمال تعلیمه ، ثم انضم بعد ذلک إلى مدرسة أسوان الثانویة ، وأظهر تفوقًا ملحوظًا وکان من بین الأوائل فى کل السنوات ، وکان ترتیبه السادس من بین الناجحین على مستوى القطر ، ثم التحق بعد ذلک بکلیة الآداب وذلک بعد أن قدم شهادة فقر کى یحصل على المجانیة ، وکان من أهم ما لفت نظر حامج عمار فى الکلیة هو رؤیة الطالبات مع الطلاب وعلى وجوه الجمیع آیات الابتهاج والسعادة ، کانت مرحلة الجامعة بالنسبة له مرحلة ثریة ثقافیًا وعلمیًا مما فتح شهیته للتزود بالمعرفة أنى وجدت ، کما کان حریصًا على حضور المحاضرات والمناظرات التى کانت تنظم کجزء من النشاط الثقافى للکلیة أما عن ثقافته السیاسیة یقول " ولقد بدأت ثقافتى السیاسیة تتشکل منذ التحاقى بکلیة الآداب ، لقد کنت حریصًا بالذات على حضور المناسبات التى تنظمها الأحزاب ؛ خاصة تلک التى کان یخطب فیها زعماؤها من أحزاب الوفد والأحرار الدستوریین ثم السعدیین والکتلة مع الانشقاقات فى حزب الوفد "[23]

  * تخرج حامد عمار فى کلیة الآداب عام 1941م حاصلًا على شهادة اللیسانس الممتازة فى التاریخ ، ثم التحق بمعهد التربیة حتى یتمکن من العمل فى التدریس ، وبعد حصوله على دبلوم التربیة تم تعیینه فى مدرسة قنا الابیتدائیة ، وحاول استخدام کل ما یروق له من طرق غیر تقلیدیة فى التدریس ، وبعد ذلک تم نقله إلى المدرسة النموذجیة بحدائق القبة بالقاهرة .

    بدأت بعد ذلک رحلته فى الدراسات العلیا فقام بإعداد رسالة ماجستر فى التاریخ تحت عنوان ( علاقات مصر المملوکیة بالدول الإفریقیة ) تم مناقشتها صیف 1945م، ومع انتهاء رسالته فى التاریخ ، تنتهى صلته بصناعة التاریخ ، وتبدأ رحلته مع صناعة التربیة أو کما یحلو له زراعتها ، ومع انتهاء الحرب العالمیة الثانیة تبدأ وزارة المعارف والجامعة انفتاحها الجدید نحو التزود من المعارف والعلوم الغربیة وإرسال البعثات إلى إنجلترا وأمریکا وفرنسا ، وعندما ظهرت قوائم البعثات کان اسمه ضمن قائمتین إحداهما لنیل درجة الدکتوراة فى التاریخ والأخرى فى أصول التربیة ؛ فیختار أصول التربیة بعد استشارة أستاذیة إسماعیل القبانى وشفیق غربال ، انتظم حامد فى برنامج دبلوم المعلمین بمعهد التربیة بجامعة لندن ، وکان من بین أساتذته ( کارل مانهایم ) وهو من أقطاب مدرسة الاجتماع النقدى ، وقد کلفه بقراءة کتابین أحدهما مؤلفه ( کارل بوبر ) فیلسوف تاریخ العلم المشهور بعنوان (المجتمع المفتوح )، والکتاب الثانى مؤلفه عالم النفس المشهور ( إیرک فروم ) بعنوان الخوف من الحریة، وبعد الانتهاء من الدبلوم الأکادیمیة قام بالتسجیل لدرجة الماجستیر بعنوان( بحث فى عدم تکافؤ الفرص التعلیمیة فى مصر)أتم الرسالة فى عامین ، ثم بدأ فى الإعداد لرسالة الدکتوراة تحت عنوان ( التنشئة الاجتماعیة فى قریة مصریة –سلوا مدیریة أسوان ) والتى نوقشت فى أوائل یولیه 1952

 

 

 

 

 

    أ-العوامل البیئیة والاجتماعیة

کانت سلوا قمة من عزلة الریف تعانى من الفقر والحرمان شأنها شأن باقى القرى المصریة وقد أشار إلى ذلک یحیى حقى فى کتاب  صفحات من تاریخ مصر إلى أنه حین خرج الفلاحون فى ثورة 1919 ینادون بالاستقلال والحریة ، کانوا یهتفون " نحن هنا ، طال نسیانکم انا ، نسیان أشبه بالاحتقار ، لنرفع جمیعًا أیدینا معًا لیکون مرد الحکم إلى الشعب ، لا لشهوة الحکم ، بل للعدل لتحقیق التکافل الاجتماعى "[24]

کانت قریة سلوا بحرى التى یسکنها حوالى ألفى نسمة فى ذلک الوقت منعزلة عما حولها من القرى ، نهر النیل بالنسبة لأهلها هو مصدر الرزق والقوت ، أما من ناحیة الخدمات الصحیة فلم تعرف القریة حتى الأربعینیات الوحدة الصحیة ولم تعرف من الدولء إلا بعض الأعشاب والحجامة لعلاج الأمراض المنتشرة .وبالنسبة للخدمات الترویحیة فکانت ألعابًا تقلیدیة مثل المصارعة والکرة الشراب وسباق الجرى

لقد کان للبیئة الطبیعیة والاجتماعیة التى نشأ فیها حامد عمار أثرًا واضحًا فى تکوین شخصیته یقول عن تأثیر نشأته الریفیة أثناء حدیثه عن الطریقة التى بنى بها منزله بعد العودة من لبنان " ویبدو أن نشأتى الریفیة قد جعلتنى أعنى بما یحیط بالمبنى من حدیقة ، وکنت دائمًا أتصور أن العنایة بالزرع کالعنایة بتربیة النشء ، فحین تبذر البذور وتغرس الأشجار وتغذیها بالماء والسماد والتقلیم تأخذ فى النمو ، وتصیبها الآفات فترشها بالمبید مما یحاول الاعتداء علیها من الحشرات . کذلک شأن التعلیم ."[25]

أ‌-                       العوامل الاقتصادیة

کانت سلوا نمطًا من أنماط الاکتفاء الذاتى واقتصاد الکفاف فقد کانت معتمدة تمام الاعتماد على نفسها مکتفیة بمواردها المحدودة ، أما عن أسرته فلم یکن والده من کبار التجار أو الملاک ، وبرغم الظروف الاقتصادیة الصعبة التى عایشها حامد عمار فى طفولته وشبابه إلا أنه استطاع بفضل ما منحه الله له من ذکاء وذهن متوقد وأسرة ترى فى التعلیم الخلاص من حیاة الفقر إلى حیاة الرقى والوجاهة الاجتماعیة ، وکذلک من سخرهم الله له من شخصیات کانت تطبق مبدأ التکافل الاجتماعى بصورة عملیة وبمنتهى التلقائیة دون تصنع أو تفاخر أستطاع بفضل کل ذلک أن یواصل تعلیمه مظهرًا تفوقصا ملحوظًا أطلق علیه " فقر یدعمه التفوق أو تفوق یدعمه الفقر ".

   لقد لعبت هذه الظروف دورً مهمًا فى تکوین قیم واتجاهات حامد عمار فاکتسب صلابة فى مواجهة کل ما قابله من تحدیات فى باقى حیاته ، کذلک جعلته یهتم بقضیة تعلیم الفقراء ، ومحو الأمیة وعمله فى مرکز سرس اللیان التابع لمنظمة الیونسکو خیر شاهد على ذلک ، وقد بذل جهودًا کبیرة فى تشخیص وتحدید الداء المتمثل فى فى انتشار الأمیة ووصف العلاج الشافى له وفى مقال له بجریدة الشروق یقول " المصابین بالأمیة یتألفون عادة من المصابین بالفقر الشدید مما تتم به معیشتهم بحثًاعن لقمة العیش ... إلى جانب عوامل التسرب الاقتصادیة تأتى أسالیب التسلط والعنف وبخاصة فى مدارس الریف الفقیر ."[26]

ج- العوامل السیاسیة :

   بدأت الثقافة السیاسیة لحامد عمار تتشکل منذ التحاقه بکلیة الآداب عام 1938 وقد کان لما تضطرب به تیارات الفکر والساسة أثارًا واضحة فى فکر حامد عمار؛ فقد تعرض لمختلف التوجهات والصراعات السیاسیة والوطنیة والفکریة منذ التحاقه بالجامعة ، فقد شارک فى ضخب الحیاة الساسیة فى آواخر الثلاثینات وأوائل الأربعینیات ؛ فقد کانت القضیة الوطنیة فى ذلک الوقت متمحورة حول إجلاء القوات البریطانیة عن مصر ، وقد مارس الطلاب أدوارًا فعالة فى الحرکة الوطنیة منذ بدایة تلک الفترة حتى قیام ثورة یولیو 1952 م.[27]

وبفضل ما مر به حامد عمار وعایشه من ظروف سیاسیة تأصل فى نفسه یقین بأن المجتمع الدیمقراطى لیس وهمًا أو ادعاءًا ، وأن بناء دولته ومؤسساته القائمة على الحریة والعدالة والمشارکة وإلى تفقد أحواله التى تفرضها الثورة العلمیة هى سبیلنا إلى السعادة والعیش المشترک یقول " وستظل الدیمقراطیة وحقوق الإنسان البؤرة التى ینطلق منها الإصلاح السیاسى فى تأثیراته على الأبعاد الاجتماعیة والاقتصادیة والتربویة ."[28]

مصادر ثقافة حامد عمار

  • المصادر العربیة

اتمد حامد عمار ثقافته الأولى من قریته سلوا عن طریق بعض الکتیبات الدینیة الموجودة فى بیته ، ثم الثقافة الشفهیة التى حصل علیها من خلال الجلسات المسائیة التى کان یعقدها أهل القریة ، وما کان یقصه علیه وزملائه فى الکتاب ، ثم بعد ذلک المرحلة الثانویة وما کان لها من دور هام فى تشکیل جزء من البنیة الثقافیة لدیة عن طریق أساتذة المدرسة الذین کان کل منهم بحرًا فى مادته ، وفى المرحلة الجامعیة انفتحت أمامه طاقات من الفکر والمعرفة ظلت رصیدًا زاخرًا فى رأس ماله الثقافى بفضل الأساتذه العظام الذین تتلمذ على أیدیهم ، کما مثل معهد التربیة مصدرا من مصادر ثقافة حامد عمار .

  • المصادر الأجنبیة

کانت فترة البعثة فى لندن للحصول على الماجستیر مصدرًا هامًا للاطلاع على الثقافة الغربیة فقد کان من بین أساتذته ( کارل مانهایم) وهو من أقطاب مدرسة الاجتماع النقدى وأحد مؤسسى علم الاجتماع الکلاسیکى ومؤسس علم اجتماع المعرفة ومن أشهر کتبه(الأیدولوجیا والیوتوبیا مقدمة فى سوسیولوجیا المعرفة )والذى کان أول مصدر یلفت انتباهه لضرورة استخدام المنهج النقدى الاجتماعى فى التربیة  کذلک اطلاعه على کتاب ( المجتمع المفتوح )، وکتاب ( الخوف من الحریة ) ، کذلک تأثر حامد عمار بالفکر الناقد لأستاذه المشرف على رسالة الماجستیر جوزیف لاورابز

المنهج الفکرى لحامد عمار وعلاقته بباولو فریرى

حامد عمار وباولو فریرى کان من أشد أنصار المنهج النقدى فى التربیة فى العالم الثالث ، والعلاقة بین حامد عمار وباولو فریرى قد یصح أن یطلق علیها تعبیر ( توأمة فکریة ) بمعنى أن الشبه بینهما قریب فى معظم الظروف ، ولکن ذلک لا یمنع من وجود اختلاف إلى حد ما ؛ فکلاهما ینتمى إلى العالم النامى ، وکلاهما عانى من ظروف اجتماعیة صعبة ، هذه الظروف أفرزت مفکرین تربویین مختلفیین کان التعلیم خاصة تعلیم الفئات المحرومة قضیتهم الکبرى ، وقد وصف حامد عمار باولو فریرى بأنه أعظم فلاسفة التربیة الذین أفرزهم العالم الثالث فى القرن العشرین وأنه فیلسوف الأمل التربوى فى القرن العشرین یقول حامد عمار عن تشابهما فى تاریخ المیلاد " ومن المصادفات التى تستحق التنویه ما یقوم بینه وبین فریرى من تطابق فى تاریخ المولد وهو عام 1921" [29]هذا عن التشابه فى تاریخ المیلاد ، أما عن النشأة والظروف فتکاد تکون متشابهة إلى حد کبیر ، فکما نشأ حامد عمار فى أسرة فقیرة ، نشأ کذلک باولو فریرى فى بیئة فقیرة فى میناء ریسفى على الساحل الشمالى الشرقى من البرازیل ، ینتمى إلى أبوین من الطبقة الوسطى ، وقد تأثر أیضًا بالأزمة الاقتصادیة العالمیة التى وقعت فى الفترة من 1982- 1932 والتى أثرت بشکل کبیر على الطبقة الوسطى ، فعانى مرارة الفقر ، وبذلت والدته تضحیات کبیرة من أجل أن یواصل تعلیمه .[30]

لقد کانت الظروف الاجتماعیة الصعبة قاسمًا مشترکًا بین حامد عمار وباولو فریرى فقد جعلتهما یشعران بحال الطبقات الفقیرة التى تعیش تحت وطأة الفقر والجهل .لم یکن التدریس بالنسبة لحامد عمار وباولو فریرى مجرد مهنة لکسب القوت ؛ بل کان رسالة ودور وطنى یسعى لقهر ثقافة الصمت وتحریر المقهورین کما أطلق علیه باولو فریرى ، فکما عمل حامد عمار معلمًا لمادة الدراسات الاجتماعیة بعد تخرجه فى کلیة الآداب فى مدرسة قنا الابتدائیة ومن بعدها فى المدرسة الثانویة عمل فریرى أیضًا معلمًا للغة البرتغالیة بالمدارس الثانویة فى الفترة من عام 1941- حتى عام 1947 وفى الفترة من عام 1948 حتى عام 1960 عمل فى مجال تعلیم الکبار وهو المجال الذى کرس له حیاته وبرز فیه وکان السمة الممیزة لفلسفته وکتاباته بقیة حیاته ، وعلى نفس الخطى تقریبًا سار حامد عمار .

حامد عمار وباولو فریرى کانا من أشد أنصار المنهج النقدى فى التربیة فى العالم الثالث ، وبالتالى کانت

 

 

 

 

هناک مجموعة من الخطوط المشترکة التى جمعت بین الفکر التربوى لکل منهما من أهمها :

1-                    التعلیم والسیاسة

کانت قضیة دیمقراطیة التعلیم من أهم القضایا التى شغلت فکر حامدعمار وباولو فریرى ؛ فقد حمل کل منهما على عاتقه السعى الدؤؤب والکفاح من أجل تحقیق العدالة والدیمقراطیة فى مجال التعلیم وهى فى الأساس تقوم على الدیمقراطیة السیاسیة أو هى تابعة لها کما أکد فریرى أن التعلیم عملیة سیاسیة کما أن السیاسة عملیة تعلیمیة ، ولیس هناک تعلیم محاید بل هناک تعلیم من أجل القهر وتعلیم من أجل التحریر .وهو ما أکد علیه حامد عمار حیث أن دور التربیة خلال النظام التعلیمى وغیره من القوى المعلمة فى المجتمع لیس حیادیًا ولیس مستأنسًا على حد تعبیره ، فمعالجة القضایا التربویة فى العمق هى معالجة سیاسیة اجتماعیة فى المقام الأول ، وهو ما قامت علیه المدرسة النقدیة فى التربیة التى ترى التقاطع والتفاعل بین النظام التربوى والنظام السیاسى المجتمعى مؤسساته وآلیاته وقواة الاجتماعیة وشرائحه الطبقیة .

ویؤکد حامد عمار على التشابک بین السیاسة والتعلیم من خلال الأحداث التى مرت بها الحضارة العربیة الإسلامیة ، فقد شهدت نوعًا من التداخل والتماوج فى تأویا آیات القرآن الکریم بدوافع سیاسیة للحکام المسلمین .فقد کانت الأطراف المتنازعة تفسر الآیات بما یعطیها الحق أو یدلل على صحة موقفها وفساد موقف الآخر ، ومن أمثلة ذلک ( وهو بذلک یستشهد بما ورد فى کتابات محمد عابد الجابرى فى ثلاثیته تکوین العقل العربى – بنیة العقل العربى – العقل السیاسى العربى ) تأویلات الشیعة على أن هناک علم الظاهر وعلم الباطن إلى غیر ذلک من الأحادیث التى ینسبونها إلى النبى – صلى الله علیه وسلم – ومن خلال حکم الباطن أخذوا یضفون المشروعیة الدینیة على أحقیتهم بالحکم وبخلافة الله فى الأرض ، ومن ذلک أیضًا قضیة الجبر والاختیار حیث أنهالم تکن مسألة دینیة بحتة بل کانت مسالة سیاسیة بالدرجة الأولى . هذه الأمثلة تؤکد العلائق المتشابکة والمتقاطعة والمتفاعلة بین النظام السیاسى بأیدولوجیته وبین توظیف النظام التعلیمى لخدمة أغراض تحت ستار الهیبة والهالة التى ارتبطت منذ أقدم العصور بالمعرفة والعلم والتعلیم .[31]

  وکما حذر باولو فریرى من خطورة ما أسماه بالتعلیم البنکى الذى یعد من أهم صور القهر السیاسى من منطلق تأکیده على أن " التعلیم عملیة سیاسیة " نادى حامد عمار أیضًا إلى ما أطلق علیه المدرسة الدیمقراطیة فمن خلال التعلیم وحده یمکن خلخلة النظم الاستبدادیة وتشیع الدیمقراطیة من خلال القضاء على أسلوب التعلیم القائم على الحفظ والتلقین والمعلومات الجافة التى أطلق علیها المعلومات المعلبیة والتى لا تثیر الوجدان والعاطفة .[32]

2-                    حقوق الإنسان :

قضیة حقوق الإنسان کانت من بین الخطوط المشترکة بین حامد عمار وباولو فریرىوهى نابعة من تأثیر الظروف التى عایشها کلا المفکرین بغض النظر عن طبیعة وخصوصیة تلک الظروف إلا أنها تکاد تکون متشابهة إلى حد کبیر.

ویرى حامد عمار أن الوفاء بمتطلبات حقوق الإنسان لن یستقیم إلا إذا قامت العلاقة بین الدول على أساس التعاون ومراعاة المصالح المشترکة ، کما یؤکد على أن القهر والظلم یحول دون نمو الخصائص الإنسانیة ، ومن أهم شروط العدل الاجتماعى التمتع بخدمات التعلیم والصحة والثقافة والإسکان ، وإتاحتها للجمیع بأثمان معقولة وفى بعضها بالمجان وذلک باعتبار أنها من ضرورة العیش معًا .[33]

أما باولو فریرى فیرى أن أهم حقوق الإنسان هو الحق فى الأمل فهو مطلب وجودى عام للبشریة ، والأمل فى التحرر یحتاج إلى النضال من أجل الحریة فى إطار ظروف تاریخیة مواتیة فلابد من مواصلة العمل متسلحین بالأمل .[34]

3-                    تعلیم الکبار

یقوم البرنامج التربوى لفریرى فى تعلیم الکبار على تهیئة الناس وتقدیمهم إلى حلقات الثقافة وهى عبارة عن مجموعات صغیرة من الکبار لا تزید عن عشرین فردًا ، توضع فى هذه الحلقات الأفکار التى أتى بها بحث الموضوع / المحور فى شکل أسئلة أو مشکلات ، ویستخدم المنسقون وسائل تعلیمیة من شرائح شفافة ، وصور ، ومقالات وصحف ، وحکایات ، وشعر ، ومسرحیات وما إلى ذلک مما یمکن أن یعبر عن تلک الأفکار وکان القائمون على إدارة حلقات الثقافة من المجتمع المحلى ، وقد تم تدریبهم على أسلوبه فى تعلیم وتنمیة الکبار . لقد اعتمد برنامج فریرى لتعلیم الکبار على المشارکة التطوعیة سواء من المجتمع المحلى أو من الدائرة الإقلیمیة أو حتى مستوى الأمة کلها وکان یتم تقسیمهم إلى مجموعات . اعتمد برنامج فریرى أیضا على الطریقة التولیدیة للکلمات وهى عبارة عن تقسیم الکلمة إلى مقاطع ومن خلال المقاطع یتم تکوین کلمات أخرى ، فکل مقطع یکون عائلة لغویة ، ویمکن للمتعلم أن یبدع کلمات جدیدة ترتبط بواقعه وتساعده على تنمیة الأفکار المترابطة من خلال عملیة المناقشة والحوار.[35]

طرح حامد عمار رؤیة جدیدة لمفهوم تعلیم الکبار ونادى بضرورة الفصل بینه وبین ما یتم من أنشطة فى مجال محو الأمیة ، حیث یکون لتعلیم الکبار تنظیم مؤسسى له رسالته وتحدید من یلتحقون بمؤسساته ومراکزه ومعاهده ، لیؤدى دوره فى إعداد وتهیئة المواطن لمطالب العمل الوطنى وتحدیاته فى القرن الحادى والعشرین ، وهو عبارة عن نشاط علمى یسعى إلیه الکبیر بدافع ذاتى ولیس بدافع الحصول على شهادة ، یرکز على مفاهیم وقیم وفکر وممارسات تقتضیها إشکالیة المواطنة فى عالم الیوم بمتغیراته ، ویوضح أنه سیکون لدینا نوعان رئیسیان لتعلیم الکبار :

-    النوع الأول : مرتبط بمکافحة الأمیة ، ویظل موجهًا نحو الأمیین أو المتحرریین من الأمیة حدیثًا ، ویرى أنه من الضرورى أن یستمر تطویر مضمون الثقافة الحیاتیة المتضمنة فى برامجه فى ضوء متغیرات الحیاة ومطالبها وصعوباتها ، بحیث تصبح قراءة الکلمة إضافة إلى بصره وبصیرته واحترامه لذاته ، لتکون نواة الثقافة الشعبیة المستنیرة وتطویر الحیاة فى المجتمعات المحلیة ریفًا وحضرًا .وقد نادى بما نادى به باولو فریرى بأن تکون برامج محو الأمیة عملیة معرفیة ، اجتماعیة، تحرریة ، وضرورة إدراک الأمیین لواقعهم وإکسابهم الثقة فى قدراتهم على تغییر نمط حیاتهم وأوضاع مجتمعهم .

-    النوع الثانى : ویکون موجه لفئتین :

-    الفئة الأولى أطلق علیها حامد عمار " أصحاب الثقافة العالمة " والذین أتموا  مرحلة التعلیم ما قبل الجامعى وانقطعوا عن متابعة تعلیمهم ، ولدیهم الرغبة فى الاستزادة من من المعرفة الحدیثة تحسینًا لمدراکهم وخبراتهم وتطلعًا إلى ترقیة مکانتهم الاجتماعیة دون ضغوط مطالب الحصول على شهادة متوقفة على النجاح والرسوب .

الفئة الثانیة : اطلق علیها حامد عمار "أصحاب الثقافة الرفیعة " وهم مجموعتین ، مجموعةمعنیة أو تعمل فى الإبداع والنشر والنقد لمجالات الآداب والفنون من شعر وقصة وروایة ونص مسرحى وفنون التصویر والموسیقى والغناء والتمثیل ، ومجموعة تضم المعنیین بالعلوم الطبیعیة والبیولوجیة والتکنولوجیة وبالعلوم الاجتماعیة من اقتصاد وسیاسة واجتماع وفلسفة وتربیة وإعلام ، وهؤلاء هم منتجو الثقافة الرفیعة معنیان بتوظیفها فى حرکة التنمیة والتقدم فى مسیرة المجتمع .

ویرى حامد عمار أن لدینا إشکالیة کبرى فى سیاق بناء الثقافة القومیة وهى إشکالیة المواطنة مما ینبغى أن تتولاها مؤسسات تعلیم الکبار وبالتالى ینبغى أن تتضمن مناهج تعلیم الکبار  الوطنیة والمواطنة ومقوماتها واقتضاءاتها ، ویوضح أن مبررات تعلیم الکبار للفئات السابقة تتضح فى أنها تعمل على عدم تآکل المعرفة والکسل العقلى وتجعل الإنسان یلاحق التغییر المستمر المتسارع فى ظروف الحیاة هذا بالنسبة لأصحاب الثقافة العالمة ، أما أصحاب الثقافة الرفیعة فسوف تؤدى برامج وأنشطة تعلیم الکبار إلى عملیة عصر الذهن وإعمال الفکر وإفراغ الطاقة وبذل الجهد ومن هذه الفئة تبرز القیادات الفکریة ( الطازجة ) لتأسیس مجتمع النهضة والحیویة بإیجاد الحلول المبتکرة [36]

ثانیًا : الإطار الفلسفى للإبداع الفکرى عند حامد عمار

      لقد نبعت النظرة النقدیة للإبداع الفکرى عند حامد عمار من مجموعة من المحاور تمثل الإطار الفلسفى لفکره                           الإبداعى وهى کالتالى :

1-  المناعة الاجتماعیة والثقافیة من خلال الدور الذى یلعبه کل من التعلیم والثقافة والذى وصف العلاقة بینهما بأنها علاقة توأمة ، ومن خلال طرفى التوأمة تتشکل دینامیات تفکیر الإنسان وسلوکه مؤثرً ومتأثرًا .[37]

2-  الدیمقراطیة وتکافؤ الفرص والعدالة الاجتماعیة فهو یؤکد على ضرورة غرس بذور التوجهات الدیمقراطیة لتجنب نزوات السلطة الأبویة أو الاستبدادیة ، من خلال أسلوب حوارى یتیح الفرصة للنقد والتغییر والتلاقح مما یحقق شرف الکلمة وشرف الفعل وبلوغ الدقة والإبداع فى الفکر وفى الإنجاز العلمى والتنظیمى .[38]

3-  تنمیة أخلاقیات وعادات العمل الجاد ، والمنتج ،والمتقن وصولًا إلى الإبداع والابتکار .

4-  یرى أن الإبداع فعل إیجابى ذاتى ، ولیس مجرد رد فعل لعوامل خارجیة ، وهو الأب الشرعى لمجتمع یتسع صدره لمقولة لا کما یتسع لمقولة نعم .

5-  الإنسان هو محور التنمیة ؛ فلابد من توفیر حقوقه الإنسانیة ، وصیانة کرامته المستمدة من الوفاء بحاجاته من طعام وشراب ومسکن وملبس وتعلیم وصحة وسکن ، والتأکید على حریته فى التعبیر والتأثیر ، من خلال المشارکة فى بناء مجتمعه ویتطلب ذلک العمل على تنمیة طاقاته البدنیة والعقلیة والاجتمعیة والروحیة والمهاریة والإبداعیة ، ومجتمع یتمتع بالاستقرار ، وتکافؤ فرص الحیاة .[39]

6-  البشر مورد لا ینضب فکرًا وعملًا .

7-  تکوین الإنسان الکلى المتکامل .

8-  الحریة هى القلب فى إنسانیة الإنسان .

    ثالثًا : الإبداع الفکرى لدى حامد عمار

       اتسم الفکر التربوى الذى قدمه حامد عمار بالإبداع والتمیز ، فقد وضع صورة لتعلیم المستقبل کى یکون له الدور الفاعل فى عملیة التنمیة البشریة المتکاملة والتى تهدف إلى بناء الإنسان بناءًا کلیًا ومن أمثلة ما قدمه من إبداع فکرى تربوى مشروع الشجرة التعلیمیة .

الغرض من الشجرة التعلیمیة هو التوسع والمرونة فى إتاحة فرص التعلیم وهویصف الشجرة بأنها " کائن حى نامٍ، له جذوره الممتدة ، والقابلة للامتداد ، لها جذع أساسى کبیر الحجم ، طویل المدى ، قوى متماسک ، ینطلق من الجذور ، وللجذع فروع رئیسیة ، تتشعب منها أغصان وفروع متعددة ومتجددة باستمرار دائمة الخضرة ، ومن هذه الفروع تبرز الثمار وتنضج ، ویتم قطافها کل عام ، ویتوقف ما تجود به من ثمار على رعایتها طوال العام من رى وتسمید ومکافحة للآفات "[40]

   ویقصد حامد عمار بجذر الشجرة الثقافة الوطنیة ن أما ساقها فهو فهو مراحل التعلیم الأساسى التى یتسلق علیها جمیع المتعلمین حتى نهایته دون استبعاد لأى منهم بسبب تجاوزه سنًا معینة ، او لتعسره فى مادة معینة ، بل من الممکن أن یترک المتعلم الدراسة فترة من الزمن ثم یعود مرة أخرى ، ویحدث ذلک فى أى مرحلة سو[41]اء التعلیم الثانوى أو الجامعى ، أما الفروع والأغصان المتعددة والمتجددة دائمة الخضرة یقصد بها تعدد التخصصات وتنوعها والعمل على  وتطویرها وتجدیدها باستمرار بما تقدمه من مناهج متطورة ومتجددة ، وفى إتاحة الفرص للراغبین فى التعلم بعد فترة من الانقطاع ، ولکن تقترن العودة إلى الشجرة بعد الانقطاع عنها بالاختبارات المناسبة ، کما یقترن الصعود من غصن إلى غصن على جذعها وأغصانها بالاختبارات المناسبة ، وبهذه المرونة یتم التحلل من کثیر من الشروط البیروقراطیة التى تحکم الحرکة فى السلم التعلیمى مثل السن ومرات الرسوب وبقاء الطالب فى تخصص غیر راغب فیه ، کما أن عملیة القفز المتاحة فى الشجرة تسمح للموهوبین بعدم الالتزام بترتیب سنوات التدرج ، فهى تسمح لهم بالقفز أو الطیران من فرع إلى فرع ، وبالتالى تتیح الشجرة قدرًا کبیرًا من المرونة تتحدد فیه فرص التعلیم بقدرات الطالب، ولیس بعمره ، وبرغباته لا بالقوانین واللوائح الجامدة ، کما أن هذا التعدد والتنوع فى التخصصات ، یسهل التنقل بین فروعها من التعلیم النظرى ، إلى الفنى ، والعکس ، ومن تخصص إلى تخصص ، ومن مدرسة إلى مدرسة ، ومن جامعة إلى جامعة .

 وقد دعا حامد عمار إلى إنشاء ما یعرف ببیت المعرفة العربى کى یدخل الوطن العربى عالم المعرفة الجدیدة والمتجددة ویرى أن ذلک یتطلب توفیر ثلاثة أجواء مجتمعیة عامة هى :[42]

-       توفیر جو من حریة التفکیر والحوار ، حاجة وحقًا ونظامًا ومناخًا وتعبیرًا ، وتأثیرًا ، ووصولًا إلى مصادر المعلومات ، وهو یؤکد على أن ذلک یسهم بشکل فعال فى القضاء على التزییف والخوف والفساد، وینفتح المجال للمغامرة والنقد والإبداع والتجدید .ولابد من الاهتمام بهذه الأمور بدایة من تنشئة الطفولة فى البیت وفى المدرسة والجامعة وفى مراکز البحوث ، وتقتضى أیضًا أن یبرأ المعلم والأستاذ من کونه عاملًا فى مصنع التعلیم ، مهمته تعلیب المعرفة ونقلها وبیعها للزبائن ، وعلى الزبائن أن یبتلعوها ویحتفظوا بها دون هضم أو محاولة للتغییر .

-       إشاعة دیمقراطیة التعلیم وتعلم الدیمقراطیة ؛ فکل إنسان له الحق فى التعلیم والتعلم مما یضمن العدالة الاجتماعیة وإتاحة الفرص التعلیمیة على أوسع نطاق ، وهذا یتطلب التوسع الکمى والکیفى فى التعلیم ، وتطویر السیاسات التعلیمیة ، فلن تقوم نهضة ودیمقراطیة حقیقیة بقیادة نخبة صغیرة تعلمت تعلیمًا راقیًا ، ووراءها جماهیر من الأمیین ، أو ممن لم تحظ إلا بتعلیم متدنى هزیل .

-       توفیر آلیات ومقومات التعاون والتکامل القومى بین أقطار الوطن العربى فى مشروعاته الإصلاحیة التنمویة والتعلیمیة ، وتوظیف کافة الوسائل التکنولوجیة لذلک التعاون والتکافل .

    ویدعو حامد عمار إلى ضرورة التفاعل مع المحیط العالمى وما یموج به من إنجازات علمیة وتکنولوجیة واتصالیة وتعدد مصادر المعلومات وتنظیمها وطرق معالجتها فلابد من الإفادة من إبداعاتها والاغتراف منها والتوظیف لها بما یغذى تعلیمنا وثقافتنا یقول " ... سوف تتغذى أنشطتنا ومشروعاتنا الإصلاحیة لتأسیس بیت المعرفة العربى من منجزات مجتمع المعرفة العالمى ، ومع ذلک یصبح للبیت العربى خصوصیاته وتمایزاته المعرفیة إلى جانب ما یتفاعل معه عالمیًا .. ولتکن الثقافة العلمیة هى طریق الفکاک من جمود التنمیة وتباطؤها فى تحقیق کرامة الإنسان ونهوض المجتمع "[43]

      ویلفت حامد عمار الانتباه إلى وجود مجموعة من المعوقات التى تقف دون تأسیس بیت المعرفى العربى تتمثل فى الأجواء الثقافیة والمجتمعیة السائدة مثل البیروقرطیة الخانقة ، طرق التعلیم والتعلم التقلیدیة ، وتدهور وانکماش اللغة العربیة خادمة التفکیر والتعبیر فى تنافسها مع اللغات الأجنبیة فى مجالات التعلیم والثقافة وسوق لبعمل ، بالإضافة إلى قضایا الثقافة والإعلام والفنون وقیم المواطنة والتراث والتى تعج بالاضطراب والخلل والمتناقضات بین توجهات الأصالة والمعاصرة ، وبین الإبداع والاتباع ، والمطلق والنسبى ، وبین الثراء الفاحش والفقر المدقع ، وبین ضرورات العیش المشترک والتفکیک والتوترات على أساس العصبیات القبلیة والطائفیة ، وبین شیوع قناعات تدیین السیاسة والدولة المدنیة ، وأما على المستوى القومى یشیع اضطراب العلاقات والمصالح والنفوذ القطرى فى مواجهة القضایا القومیة ، ولهذه الأجواء المعتمةآثارها فى محاولات تأسیس بیت المعرفة العربى .[44]

   وفى مجال الاهتمام بالإبداع وتنمیة المواهب ، یرى حامد عمار أن من بین مهمات المجتمع وبخاصة الأسرة والمدرسة والإعلام و الثقافة العمل على ما أطلق علیه ( زرع بذور المواهب ، وتوفیر جمیع العوامل التى تعمل على نمو تلک البذور ، فإذا کنا نؤکد على أهمیة عملیة اکتشاف المواهب ورعایتها وتنمیتها ، فإن زراعة المواهب ترتبط بمسئولیتنا عن توفیر الظروف الملائمة ، والتى تمکن ما نقوم بتقدیمه وتعلیمه من مؤثرات تربویة من أن یکون أداة وواسطة لنمو المواهب ن ولیس انتظارًا أو توقعًا عشوائیًا لظهورها فاکتشافها ، وهکذا یصبح کل متعلم هو ( مشروع موهبة )، وهذا یتطلب الانتقال من مجرد اکتشاف مواهب فطریة لدى القلة إلى زراعة أکبر عدد ممکن من المواهب بالجهد المطلوب والوسائل الملائمة للحفز المستمر على توظیف تلک الموهبة ونمائها ، وافتراض أن کل طفل هو مشروع موهبة یمثل توجهًا نحو الطموح الملح لتعلیمنا فى سیاق التنافس العلمى ، وهذا یحققه معلم یزرع من خلال عمله حشدًا لطاقات طلابه واستثارة حماسهم ، ومرافقتهم وإرشادهم فى سیاحة عقلیة عبر کل الحواجز والسدود ، رحلة استکشاف ورصد للکون والنفس والغد ، ورصد واستکشاف للمعرفة والحقیقة والفرص .[45]

رابعًا : توظیف فکر حامد عمار لبناء نظریة نقدیة عربیة لتربیة الإبداع

     قد یثار تساؤل عن المبرر وراء اختیار الفکر التربوى لحامد عمار لبناء نظریة تربویة نقدیة دون    غیره من فکر تربوى ؛ والإجابة عن هذا التساؤل قد تم إیضاح جانب کبیر منها من خلال ماتم تناوله فى الفصول السابقة من الدراسة من عرض للرؤى التربویة التى قدمها حامد عمار وما أبدعه من مشروعات إصلاحیة تخص العملیة التربویة والتعلیمیة ؛ فقد قدم حامد عمار على مدى أکثر من ستین عامًا فکرًا تربویًا یعالج کل إشکالیات العملیة التعلیمیة والتربویة التى تنبع بدورها من إشکالیات المجتمع المصرى والعربى ، ومما لا ینکر أنه سار على درب المدرسة النقدیة الاجتماعیة من حیث المنهج فى ربط مشکلات التعلیم والثقافة بالعوامل المجتمعیة الأخرى (سیاسیة –اقتصادیة – اجتماعیة ) ، لکن فکره التربوى کان نابعًا من مصریته وعربیته ، فقد کان صاحب مشروع وطنى وقومى فى التعلیم ینطلق من إیمانه الشدید بأن الإنسان هو أهم الثروات على الإطلاق التى إن أحسن تربیتها وتنمیتها ، أعادت صیاغة الواقع والمستقبل ،نبعت أفکاره فى تربة همومنا الوطنیة والقومیة یقول "لدى إحساس بأن فى داخلى فکرًا ووجدانًا ، ورصیدًا ثریًا من تاریخ الحرکة الوطنیة ، بعضه مما أودعه التعلیم فى عقولنا ونفوسنا ، وأغلبه مما عایشنا هوامشه أو عانینا مشاهده وأحداثه .وأجدنى مدفوعًا إلى محاولة تسجیل شفراته ورموزه ، وبعض أشرطته ... وهى فى مجمل تفاعلاتها تمثل مرکبًا لمعانى السیاسة التى یضطرب بها الإحساس بالوطن ، والوطنیة ماضیًا وحاضرًا ومستقبلًا ."[46]

      -   کذلک انطلقت کل رؤاه التربویة من تربة الثقافة العربیة ، فکان دائم الاسترشاد بأصول الثقافة العربیة وما حدث على مر التاریخ العربى من فترات ازدهار وفترات ضعف حتى فى استعماله على سبیل المثال استخدامه لمفاهیم وقواعد فقهیة أصولیة أو عبارات تراثیة مثل ( الضرورات تبیح المحظورات ) فیطور هذه القاعدة مستخدمًا إیاها فى قضیة مجانیة التعلیم ورفضه البات للمساس بها فیردد فى کل المناسبات " الضرورات الاقتصادیة لا تبیح المحظورات التربویة " ، کذلک فى الحدیث عند بعض اللزومیات التعلیمیة التى ینبغى التعجیل بتوفیرها وفق القاعدة الأصولیة ( ما لم یتم الواجب إلا به فهو واجب ) ومنها مقولة ( من البلیة تشییخ الصحیفة ) ؛ حین یقوم الکتاب المقرر مقام المعلم ، ومنها أیضًا ( أن الأحکام تدور مع العلة وجوبًا وعدمًا ، ومن مقولات السلف التى تدل على الأفکار النهضویة مقولة أبى حیان التوحیدى ( الإنسان ماعاش فى تجریب ) ودعوته إلى التجدید والتغیر الرادیکالى ( الحرکة فى النار لهب ، وفى الهواء ریح ، وفى الأرض زلزلة ) وقد عبر عن مفهوم التنمیة بقضیة ( عمارة الکون ) ، وقد أولى أهمیة خاصة لمفهوم التراث ودوره فى عملیات التطویر المجتمعى والتنمیة البشریة ، وأکد أنه جزء لا یتجزأ فى تحلیل الواقع المعاش أى التراث الحى .[47]

        ففکرة التجدید والإبداع لدى حامد عمار استمدها من الثقافة العربیة وما حملته فى طیاتها من أفکار غایة فى الإبداع والتجدید ، فقد کانت بالنسبة له مثلًا یحتذى ، وفى العصر الحدیث کان مثله الأعلى فى التجدید والإصلاح التربوى رفاعة الطهطاوى وکتابه (المرشد الأمین للبنات والنبین فى القرن الحادى والعشرین[48] ) خیر شاهدٍ على ذلک ؛ حیث جعل عنوانه نفس عنوان کتاب رفاعة الطهطاوى ( المرشد الأمین للبنات والبنین)

         وأهم ما یمیز الفکر التربوى لحامد عمار هو ارتباط النظریة بالممارسة ویعد ذلک الشرط أهم شروط النظریة التربویة السلیمة ، فهو لم یکن منظرًا یطرح فکرته ثم یمضى إلى حال سبیله بل کان مع کل إشکالیة یطرحها یقدم الحلول التى تناسب طبیعة مجتمعنا ، والشاهد على ذلک دوره فى مشروع تعلیم الکبار ، مشروع بیت المعرفة العربى ، والشجرة التعلیمیة ، وما طرحه من علاج للسیاسات التعلیمیة التى أدت لوجود المشکلات التى یعانى منها النظام التعلیمى .

وبناء على ما سبق ترى الدراسة أن الفکر التربوى الذى قدمه حامد عمار یصلح لبناء نظریة عربیة نقدیة فى التربیة ومحاور هذه النظریة کالتالى :

1-           الحریة والدیمقراطیة

2-           حقوق الإنسان

3-           العدالة وتکافؤ الفرص

4-           تنمیة الإنسان الکلى

5-           تکوین القدرة على التغییر والتغیر 

6-           التربیة التحرریة

7-           التربیة النقدیة

8-           التربیة الإبداعیة والاهتمام بالمواهب

9-           تعلیم الکبار

   والحقیقة أن المتأمل فی محاور تلک النظریة یجد أنها نظریة لتربیة الإبداع ، وتکوین المواطن صاحب الفکر النقدى الذى ینبش على حد تعبیره عن أصول المشکلة ویجد لها الحلول المناسبة من خلال ربطها فى جمیع سیاقاتها المجتمعیة ، وکل محاور تلک النظریة هى فى مجملها من شروط تحقق الإبداع ، فالإبداع یحتاج إلى الحریة والدیمقراطیة ، وتحقق العدالة الاجتماعیة المتجسدة فى تکافؤ الفرص التعلیمیة ، کما أنها نظریه تهدف إلى بناء الإنسان الکلى من خلال التربیة الکلیة التى تنمى جمیع قدراته ، وتبث فیه روح التحرر والنقد البناء ، لقد قدم حامد عمار مجموعة من المشروعات المبدعة مثل الشجرة التعلیمیة ، ونظام تعلیم الکبار ومقترح حول إقامة بیت المعرفة العربى ، وغیرها من المقترحات والرؤى والمشروعات التى تصدر عن مفکر تربوى مبدع یحمل هم وطنه وعروبته ، إن ما قدمه حامد عمار من فکر رائد یستحق أن ینظر إلیه بعین التقدیر والاعتبار وأن یدخل حیز التنفیذ الفعلى ، لعله یکون الشفاء من کل العلل التربویة التى یأن منها نظامنا التعلیمى ، فهو خلاصة تجربة إنسانیة تربویة استمرت على مدى أکثر من ستین عامًا ، فهى بحق محاولة حقیقیة لبناء أول نظریة نقدیة عربیة فى التربیة.

نتائج الدراسة

استنتاجًا من الإجابة على تساؤلات الدراسة ، خلصت الباحثة إلى مجموعة من النتائج أهمها :

1-                    مر حامد عمار بظروف بیئیة واجتماعیة وسیاسیة واقتصادیة کان لها الأثر الواضح فى تکوین شخصیته التى تصدت لکل ما واجهها من تحدیات قاهرة .

2-                    کانت فترة البعثة فترة خصیبة لتکوین وعیه النقدى من خلال قراءاته لأقطاب المدرسة النقدیة

3-                    کانت هناک توأمة فکریة بین حامد عمار وفیلسوف التربیة البرازیلى باولو فریرى .

   4-الحریة والدیمقرطیة وتکافؤ الفرص التعلیمیة هى الأساس لتحقیق الإبداع.

        5- الثقافة والتعلیم توأم فى عملیة التنمیة البشریة .

6-قدم حامد عمار مشروعات تربویة تنم عن فکر إبداعى مثل : الشجرة التعلیمیة ، بیت المعرفة العربى ،

7-الفکر التربوى لدى حامد عمار یصلح لبناء نظریة نقدیة عربیة لتربیة الإبداع .

                          التوصیات

1-               توصى الدراسة بتطبیق مفهوم دیمقراطیة التعلیم

2-               العمل على تکافؤ الفرص التعلیمیة

3-                التربیة الکلیة التى تنمى جمیع قدرات الإنسان

4-               تطبیق مشروع الشجرة التعلیمیة بدلًا من السلم التعلیمى

5-               إنشاء بیت المعرفة العربى

6-               اتباع طریقة حامد عمار فى تعلیم الکبار          

                  البحوث المقترحة

واستکمالًا لما تم فى هذه الدراسة ترى الباحثة إجراء مجموعة من البحوث تخص الفکر التربوى لحامد عمار باعتباره مفکرًا تربویًا عربیًا متمیزًا ربط بین النظریة والتطبیق ومن البحوث المقترحة :

1-               الدور السیاسى للتعلیم فى کتابات حامد عمار

2-               النظریة النقدیة بین حامد عمار وباولو فریرى

3-               تعلیم الکبار فى کتابات حامد عمار

4-               التربیة الکلیة فى کتابات حامد عمار

5-               الإصلاح التربوى من رفاعة الطهطاوى إلى حامد عمار                           

   قائمة المراجع

1-                      ابن منظور : لسان العرب ، القاهرة ، دار المعارف ،1979

2-                      مجمع اللغة العربیة : المعجم الفلسفى ، المطابع الأمیریة ، القاهرة ،1979

3-                      أبو الحسن الجرجانى :التعریفات ،دار إحیاء التراث العربى ، 2003

4-                      حجاج عبد الفتاح أحمد : رؤى مستقبلیة لإعداد المعلم العربى فى ضوء تحدیات القرن الحادى والعشرین ، کلیة التربیة ، جامعة الإمارات العربیة ، بحوث مؤتمر تربیة الغد الفترة (24- 27 ) دیسمبر 1995

5-                        سناء محمد حجازى : سیکولوجیة الإبداع –تعریفه-تنمیته – وقیاسه لدى الأطفال ، دار الفکر العربى ، القاهرة ، 2015

6-                       غالب فریجات :الإدارة والتخطیط التربوى ،الشرکة العربیة الجدیدة للطباعة ، عمان ، الأردن ، 2000

7-                      حسن شحاته ،لیلى معوض : التعلیم للإبداع وصناعة المبدعین ، الدار المصریة اللبنانیة ، القاهرة ، 2018

8-                       ثائر سلیمان طامنى : تربیة الإبداع ودورها فى مواجهة تحدیات القرن الحادى والعشرین ، مجلة دیالى ، العدد الثامن والخمسون ، 2013

9-                       قاسم حسین صالح : نحو بناء نظریة فى الإبداع وتذوق الجمال فى الوطن العربى ، مجلة شبکة العلوم النفسیة العربیة ، العدد 21،22 شتاء & وربیع 2009

10-                  عبد السلام عبد الغفار : التفوق العقلى والابتکار ، دار النهضة العربیة ، القاهرة ،1997

11-                  نایفة قطامى وآخرون : تنمیة الإبداع والتفکیر الإبداعى فى المؤسسات التربویة ، الشرکة العربیة للتسویق والتوریدات ، جامعة القدس المفتوحة ، 2007

12-                  فتحى عبد الرحمن جراون : تعلیم التفکیر – مفاهیم وتطبیقات ، دار الکتاب الجامعى ، عمان ،الأردن ، 1999

13-                  عامر حسن فیاض ، وعلى عباس مراد : مدخل إلى الفکر السیاسى القدیم والوسیط، دار الفکر ، بنغازى ، 2004

14-                  یحیى حقى : صفحات من تاریخ مصر ، الهیئة المصریة العامة للکتاب ، القاهرة ، 1989

15-                  یونان لبیب رزق : المرجع فى تاریخ مصر الحدیث والمعاصر ، المجلس الأعلى للثقافة ، القاهرة ،2009

 

16-                  حامد عمار :خطى اجتزناها بین الفقر والمصادفة إلى حرم الجامعة سیرة ذاتیة ، الدار المصریة اللبنانیة ، القاهرة ، 2006

 

 

 

 

17-                  حامد عمار :تساؤلات حول تعلیم الکبار : رسالة ومؤسسة جدیدة ، مجلة آفاق جدیدة فى تعلیم الکبار ،   العدد الرابع ،العدد الرابع ، 2006

18-                   حامد عمار :الإصلاح المجتمعى ، إضاءات ثقافیة واقتضاءات تربویة ، الدار العربیة للکتاب ، القاهرة ،2006

19-                   حامد عمار: ثقافة الحریة والدیمقراطیة بین آمال الخطاب وآلام الواقع، الدار العربیة للکتاب ،القاهرة ،2007

20-                  حامد عمار : قیم تربویة فى المیزان ، الدار العربیة للکتاب ، القاهرة ،2008

21-                   حامد عمار : فى آفاق التربیة العربیة من ریاض الأطفال إلى الجامعة ، الدار العربیة للکتاب ،القاهرة ، 2008

22-                     حامد عمار : عولمة الإصلاح التربوى بین الوعود والإنجاز والمستقبل ، الدار المصریة اللبنانیةن القاهرة ، 2010

23-                  حامد عمار ، صفاأحمد : المرشد الأمین لتعلیم البنات والبنین فى القرن الحادى والعشرین ، الدار المصریة اللبنانیة ، القاهرة ، 20012

24-                  حامد عمار : محو الأمیة أم محو الفساد ، القاهرة ، جریدة الشروق ، الثلاثاء ، 9 أکتوبر ، 2012

25-                   باولو فریرى: تربیة القلب فى مواجهة اللیبرالیة الجدیدة ، ترجمة سامى نصار، الدار المصریة اللبنانیة ، القاهرة ، 2007

26-مبروک إبراهیم عبد العال : النظریة التربویة عند باولو فریرى ، الأکادیمیة للکتاب الجامعى ، القاهرة ،2005

27-عبد الراضى إبراهیم :نظریة باولو فریرى فى تعلیم الکبار ،دراسة فى فلسفة التربیة تحلیلیة ناقدة ، مجلة دراسات تربویة ، المجلد التاسع ، الجزء 67 ،القاهرة ،1994

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

       

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  

 

 



[1] - حجاج عبد الفتاح أحمد : رؤى مستقبلیة لإعداد المعلم العربى فى ضوء تحدیات القرن الحادى والعشرین ، کلیة التربیة ، جامعة الإمارات العربیة ، بحوث مؤتمر تربیة الغد الفترة (24- 27 ) دیسمبر 1995

[2] - سناء محمد حجازى : سیکولوجیة الإبداع –تعریفه-تنمیته – وقیاسه لدى الأطفال ، دار الفکر العربى ، القاهرة ، 2015 ، ص 34

[3] - غالب فریجات : الإدارة والتخطیط التربوى ، الشرکة الجدیدة للطباعة ، عمان ، 2000 ، ص 231

[4] -حسن شحاته ،لیلى معوض : التعلیم للإبداع وصناعة المبدعین ، الدار المصریة اللبنانیة ، القاهرة ، 2018 ،ص ص 15-16

[5] - ثائر سلیمان طامنى : تربیة الإبداع ودورها فى مواجهة تحدیات القرن الحادى والعشرین ، مجلة دیالى ، العدد الثامن والخمسون ، 2013

[6] - قاسم حسین صالح : نحو بناء نظریة فى الإبداع وتذوق الجمال فى الوطن العربى ، مجلة شبکة العلوم النفسیة العربیة ، العدد 21،22 شتاء & وربیع 2009

[7] -الموقع الإلکترونى www.uobabylon.eduiq/uobColeges/lecture.aspx?fid=

[8] -ابن منظور : لسان العرب ، القاهرة ، دار المعارف ، 1979

[9] - عبد السلام عبد الغفار : التفوق العقلى والابتکار ، دار النهضة العربیة ، القاهرة ، 1977 ، ص 13

[10] - نایفة قطامى وآخرون : تنمیة الإبداع والتفکیر الإبداعى فى المؤسسات التربویة ، الشرکة العربیة المتحدة للتسویق والتوریدات ، جامعة القدس المفتوحة ، 2007 ، ص 15

[11] -فتحى عبد الرحمن جراون : تعلیم التفکیر –مفاهیم وتطبیقات ، دار الکتاب الجامعى ،عمان ،الأردن ،1999، ص 82

[12] - ابن منظور : لسان العرب ، مرجع سابق

[13] - عامر حسن فیاض ،وعلى عباس مراد :مدخل إلى الفکر السیاسى القدیم والوسیط ، دار الفکر ، بنغازى ،2004 ،ص 160

[14] -مجمع اللغة العربیة: المعجم الفلسفى ،المطابع الأمیریة ، القاهرة ، 1979 ،ص137

[15] -أبو الحسن الجرجانى : التعریفات ، دار إحیاء التراث العربى ، 2003 ،ص 138

[16] - منار سالم أبو خاطر : دور الجامعة فى تنمیة الإبداع لدى طلبتها فى ضوء السنة النبویة من وجهة نظرهم ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، الجامعة الإسلامیة ، غزة ، 2010

[17] -مها بنت سلیمان الحربى : التربیة الإبداعیة فى الإسلام ، رسالة ماجستیر ،کلیة التربیة ، جامعة أم القرى، 2014

[18] -زینب عبد الله مجحود : معوقات الإبداع بمراحل التعلیم العام بإقلیم الجبل الأخضر بدولة لیبیا ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، جامعة المنصورة ، 2015

[19] - محمد فتحى السید : التجدید التربوى فى التعلیم قبل الجامعى فى کتابات حامد عمار ، رسالة ماجستیر ، معهد البحوث والدراسات العربیة ، القاهرة ، 2014

[20] -E.taylor: presevice teacher conceptions of intelligence and giftedness of dgree of  philosophy , college of education, University of South Folrida,2001

[21] - J.ray: parent aldecision-making regarding their child,participation in middle-schooltalent search ,dgree of doctor of philosophy , university of Northtexas,2005

[22] - حامد عمار :خطى اجتزناها بین الفقر والمصادفة إلى حرم الجامعة سیرة ذاتیة ، الدار المصریة اللبنانیة ، القاهرة ، 2006 ، ص49

[23] - المرجع السابق :ص 108

[24] - یحیى حقى : صفحات من تاریخ مصر ، الهیئة المصریة العامة للکتاب ، القاهرة ، 1989 م ، ص2016

 

[25] - حامد عمار : خطى اجتزناها بین الفقر والمصادفة إلى حرم الجامعة سیرة ذاتیة ، مرجع سابق ، ص 241

[26] -حامد عمار : محو الأمیة أم محو الفساد ، القاهرة ، جریدة الشروق ، الثلاثاء ، 9 أکتوبر ، 2012

[27] - یونان لبیب رزق وآخرون : المرجع فى تاریخ مصر الحدیث والمعاصر ، المجلس الأعلى للثقافة ، القاهرة ، 2009، ص 511

[28] - حامد عمار: ثقافة الحریة والدیمقراطیة بین آمال الخطاب وآلام الواقع، الدار العربیة للکتاب ،القاهرة ،،2007ص 23

[29] - حامد عمار : مواجهة العولمة فى التعلیم والثقافة ،ط2، دار الکتاب العربى ،القاهرة ، 2008 ، ص 181

[30] - مبروک إبراهیم عبد العال : النظریة التربویة عند باولو فریرى ، الأکادیمیة الحدیثة للکتاب الجامعى ، القاهرة ، 2005 ، ص ص 37-38

[31] - حامد عمار : مقدمة کتاب : شبل بدران ، صناعة العقل ، کتاب الأهالى 44 ، 1993 ، ص 10

[32] - حامد عمار : عولمة الإصلاح التربوى بین الوعود والإنجاز والمستقبل ، الدار المصریة اللبنانیة ، القاهرة ، 2010 ، ص 184

[33] -المرجع السابق نفسه : ص 189

[34] - باولو فریرى : تربیة القلب فى مواجهة اللیبرالیة الجدیدة ، ترجمة سامى نصار ، الدار المصریة اللبنانیة ، القاهرة ، 2007 ص 71

[35] - عبد الراضى إبراهیم محمد : نظریة باولو فریرى فى تعلیم وتنمیة الکبار ، دارسة فى فلسفة التربیة تحلیلیة ناقدة ، مجلة دراسات تربویة ، المجلد التاسع ، الجزء 67 ، القاهرة ،،1994 ص ص 48- 49

[36] - حامد عمار : تساؤلات حول تعلیم الکبار  رسالة ومؤسسة جدیدة ، مجلة آفاق جدیدة فى تعلیم الکبار ، العدد الرابع ،2006

[37] -حامد عمار : الإصلاح المجتمعى ، إضاءات ثقافیة واقتضاءات فکریة ، الدار العربیة للکتاب ، القاهرة ، 2006 ، ص 57

[38] - حامد عمار : قیم تربویة فى المیزان ، الدار العربیة للکتاب ،القاهرة ،،2008ص 229

[39] - حامد عمار : مواجهة العولمة فى التعلیم والثقافة ، مرجع سابق ، ص 94

[40] - حامد عمار ، صفا أحمد : المرشد الأمین لتعلیم البنات والبنین فى القرن الحادى والعشرین ، الدار المصریة اللبنانیة ، القاهرة ، 2012 ، ص 79

[41] - حامد عمار :نحو تجدید تربوى ثقافى ، مرجع سابق،  ص ص 82-83

[42] - المرجع السابق : ص ص 116-117

[43] -حامد عمار، صفاء أحمد : المرشد الأمین لتعلیم البنات والبنین فى القرن الحادى والعشرین ، مرجع سابق ، ص118

[44] - المرجع السابق نفسه : ص 129

[45] - حامد عمار : فى آفاق التربیة العربیة من ریاض الأطفال إلى الجامعة ،الدار العربیة للکتاب ، القاهرة ، 2008،ص ص 264-265                                                                                                                                                 

[46] - حامد عمار : خطى اجتزناها بین الفقر والمصادفة إلى حرم الجامعة ، سیرة ذاتیة ، مرجع سابق ، ص 279

[47] - المرجع السابق : ص ص 269-270

[48] - حامد عمار ، صفاء أحمد : المرشد الأمین للبنات والبنین فى القرن الحادى والعشرین ، مرجع سابق