فاعلية استخدام ملفات الانجاز في تنمية مهارات التفکير الاستدلالي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية في مادة الدراسات الاجتماعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

مستخلص الدراسة
 
   استهدفت الدراسة الحالية التحقق من فاعلية استخدام ملفات الانجاز في تدريس مادة الدراسات الاجتماعية في تنمية مهارات التفکير الاستدلالي (الاستدلال الاستقرائي-الاستدلال الاستنباطي-الاستدلال الاستنتاجي-تحليل الظواهر والمواقف الجغرافية)، لدى عينة عشوائية من تلاميذ الصف الخامس الابتدائي، وتکونت عينة الدراسة من(60) تلميذ وتلميذة، تم تقسيمهم الى مجموعتين ضابطة وتجريبية وذلک بعدد (30) لکل مجموعة. ولتحقيق أهداف الدراسة طبق الباحث الادوات التالية؛ ملف انجاز التلميذ من إعداد الباحث، واختبار التفکير الاستدلالي من إعداد الباحث، حيث استخدم الباحث التصميم التجريبي ذو المجموعتين التجريبية والضابطة ذوي الاختبار القبلي البعدي، وباستخدام الأساليب الاحصائية توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية: وجود فرق ذو دلالة إحصائية (عند مستوى  0.01) بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التفکير الاستدلالي ککل وفي مهارته الفرعية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية لصالح تلاميذ المجموعة التجريبية، کما توصلت النتائج الى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات تلاميذ المجموعة التجريبية في التطبيق البعدي لاختبار التفکير الاستدلالي ککل ولمهاراته الفرعية کل على حدة تعزى لمتغير الجنس (ذکور / إناث).
وفي ضوء هذه النتائج فقد أوصت الدراسة بعدد من التوصيات منها: العمل على زيادة وعي المعلمين ومعرفتهم بملفات الانجاز وأهميتها وأنواعها وخطوات بنائها واستخداماتها من خلال لقاءات ونشرات تربوية، وإعادة النظر في مناهج الدراسات الاجتماعية والعمل على إثرائها ببرامج تعليمية خاصة بتنمية التفکير الاستدلالي ومهاراته، کذلک اقترحت الدراسة إجراء المزيد من الدراسات والبحوث حول هذا الموضوع تتناول متغيرات أخرى ولمراحل تعليمية مختلفة.
 
الکلمات المفتاحية: ملف الانجاز، التفکير الاستدلالي، استدلال استقرائي، استدلال استنباطي، استدلال استنتاجي، تحليل الظواهر والمواقف الجغرافية. 
 

 

 

 

 

جامعة مدینة السادات

کلیــة التربیـــة

قسم المناهج

 

 

فاعلیة استخدام ملفات الانجاز فی تنمیة

مهارات التفکیر الاستدلالی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة

 فی مادة الدراسات الاجتماعیة

 

مستخلص بحث استکمالا لمتطلبات الحصول على

درجة الماجستیر فی التربیة

(تخصص مناهج وطرق تدریس الدراسات الاجتماعیة)

 

أعداد الطالب

فرج عطا محمد فرج

 

إشراف

        أ.د/ علی أحمد الجمل                           أ.د/ خمیس محمد خمیس

 أستاذ المناهج وطرق تدریس التاریخ            أستاذ المناهج وطرق التدریــس          

    کلیة التربیة – جامعة عین شمس           کلیة التربیة - جامعة مدینة السادات

 

2018/2019

مستخلص الدراسة

 

   استهدفت الدراسة الحالیة التحقق من فاعلیة استخدام ملفات الانجاز فی تدریس مادة الدراسات الاجتماعیة فی تنمیة مهارات التفکیر الاستدلالی (الاستدلال الاستقرائی-الاستدلال الاستنباطی-الاستدلال الاستنتاجی-تحلیل الظواهر والمواقف الجغرافیة)، لدى عینة عشوائیة من تلامیذ الصف الخامس الابتدائی، وتکونت عینة الدراسة من(60) تلمیذ وتلمیذة، تم تقسیمهم الى مجموعتین ضابطة وتجریبیة وذلک بعدد (30) لکل مجموعة. ولتحقیق أهداف الدراسة طبق الباحث الادوات التالیة؛ ملف انجاز التلمیذ من إعداد الباحث، واختبار التفکیر الاستدلالی من إعداد الباحث، حیث استخدم الباحث التصمیم التجریبی ذو المجموعتین التجریبیة والضابطة ذوی الاختبار القبلی البعدی، وباستخدام الأسالیب الاحصائیة توصلت الدراسة إلى النتائج الآتیة: وجود فرق ذو دلالة إحصائیة (عند مستوى  0.01) بین متوسطی درجات تلامیذ المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار مهارات التفکیر الاستدلالی ککل وفی مهارته الفرعیة لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة لصالح تلامیذ المجموعة التجریبیة، کما توصلت النتائج الى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات تلامیذ المجموعة التجریبیة فی التطبیق البعدی لاختبار التفکیر الاستدلالی ککل ولمهاراته الفرعیة کل على حدة تعزى لمتغیر الجنس (ذکور / إناث).

وفی ضوء هذه النتائج فقد أوصت الدراسة بعدد من التوصیات منها: العمل على زیادة وعی المعلمین ومعرفتهم بملفات الانجاز وأهمیتها وأنواعها وخطوات بنائها واستخداماتها من خلال لقاءات ونشرات تربویة، وإعادة النظر فی مناهج الدراسات الاجتماعیة والعمل على إثرائها ببرامج تعلیمیة خاصة بتنمیة التفکیر الاستدلالی ومهاراته، کذلک اقترحت الدراسة إجراء المزید من الدراسات والبحوث حول هذا الموضوع تتناول متغیرات أخرى ولمراحل تعلیمیة مختلفة.

 

الکلمات المفتاحیة: ملف الانجاز، التفکیر الاستدلالی، استدلال استقرائی، استدلال استنباطی، استدلال استنتاجی، تحلیل الظواهر والمواقف الجغرافیة. 

 

 

 

 

 

.

المقدمة:

   یتسم العصر الحالی بسرعة التغیر والتطور المعرفی فی شتى العلوم، الأمر الذی أدى إلى حدوث تغیرات هائلة فی المجتمع، ولمواجهة هذه التغیرات فلابد من امتلاک الأفراد قدر من المعارف والاتجاهات والقدرات والمهارات والقیم، وتتکاتف المؤسسات المختلفة لتحقیق هذا الهدف ومنها المؤسسة التعلیمیة وتمثل المدرسة إحدى المؤسسات الرئیسیة التی تقع علیها مسئولیة تنمیة القدرات العقلیة عند المتعلمین من خلال تنمیة التفکیر، ولما کانت التربیة مناط بها مساعدة المتعلمین على فهم عملیات التفکیر وخاصة العملیات العقلیة التی یستخدمونها فی التعلم، فانه ینبغی تنمیة قدراتهم على کیف یفکرون ویصلون إلى حلول لمشکلاتهم، مما یسهل عملیة التعلم.

   ویذکر خمیس محمد خمیس (2010، 191)[1] أن التفکیر نشاط ذهنی منظم یتم فی مواقف مختلفة من خلال ممارسة مجموعة من العملیات والمهارات الذهنیة التی یقوم بها العقل البشری من اجل إیجاد حل لموقف مثیر أو الوصول إلى حلول لمشکلات قائمة والوصول إلى نواتج محددة ویتمیز هذا النشاط العقلی بأنه:

-   یتم من خلال مجموعة من العملیات والمهارات.

-   عملیات ومهارات التفکیر قابلة للتعلم فی سیاقات محددة.

-   الهدف الأساسی للتفکیر هو الوصول إلى نتائج محددة لحل مواقف معینة.

    وتتعدد أنماط التفکیر حسب درجة تعقید کل نمط من أنماط التفکیر المختلفة وعلى ذلک یضم التفکیر إشکالا عدیدة منها التفکیر التصوری والتأملی، الابتکاری، الترابطی والاستدلالی ویعتبر هذا الأخیر من أنماط التفکیر المرکب. (عدنان العتوم، عبد الناصر الجراح وموفق بشارة، 2014، 258: 259)

   وإذا کانت تنمیة مهارات التفکیر مهمة بشکل عام فان تنمیة مهارات التفکیر الاستدلالی تمثل ضرورة ملحة للتلامیذ، حیث یعد التفکیر الاستدلالی من أنماط التفکیر المتقدمة التی لا یمکن الاستغناء عنها ویعد من أسس التطور المعرفی والارتقاء الفکری، فالعملیات المنطقیة تساعد الفرد على الوصول إلى استنتاجات معرفیة جدیدة بالإضافة إلى دورها فی تنظیم الخبرات السابقة للإفادة منها فی مواجهة المشکلات الجدیدة. (محسن علی التمیمی، 2008 ،340)

 

    وعلى الرغم من الأهمیة الکبیرة للتفکیر الاستدلالی فی اکتساب المعرفة وتطویرها فی مختلف العلوم، إلا أن المتعلمین قد ینهون الدراسة دون أن یتعرضوا لخبرة تربویة مباشرة فی مجال الاستدلال الاستقرائی والاستنباطی، وإذا حدث شیء ذو علاقة بالاستدلال، فلا یعدو غالبا أن یکون إجرائیا عشوائیا لا یستند إلى خطة مدروسة. (رعد رزوقی، سهى عبد الکریم، 2015، 87)

 وتشیر أمان المنفود (2017، 45) الى بعض فوائد التفکیر الاستدلالی حیث انه:

1-یساعد على التنبؤ بالنجاح المدرسی.

2-منهج بحث نعالج به فروع العلوم المختلفة، فهو أداة إثراء لحقائق ونظریات العلم.

3-یلعب دور فی اتخاذ القرار ویتعامل مع العالم الواقعی والاجتماعی.

4-یستخدم کأسلوب لحل المشکلات عن طریق الربط بین الخبرات والمعلومات السابقة.

    حیث یعد الاستدلال أحد العملیات الهامة التی تلعب دورا رئیسیا فی التوصل إلى نتائج مفیدة، ومن ثم یمکن تحدید أهمیة التفکیر الاستدلالی کما حددتها بعض الدراسات السابقة ومن هذه الدراسات دراسة (هزاع الشمری، 2011)، (Nnorom, 2013)، (حمادة رمضان عبد الجواد، 2014)، (Gunham, 2014)، (بلال أبو العلا ،2016)، (أمان المنفود،2017) فی الآتی:

-الاستدلال أداة لإثراء العلم فالمتعلم عندما یستخدم المنهج العلمی فانه یتحرک بین الاستنباط والاستقراء.

- الاستدلال یحقق أهداف التعلیم حیث یستطیع المتعلم أن یفکر بوضوح ودقة وان یخرج بالشواهد والاستنتاجات الصحیحة لکی یتخذ القرارات الحکیمة.

- الاستدلال یزید تحصیل المتعلمین ویعینهم على الفهم والتطبیق ویزودهم بطریقة منظمة للتعلیم والانتفاع بما تعلموه عند الحاجة، کما انه من المتطلبات اللازمة لحل المشکلات.

- الاستدلال یفید فی المواقف الحیاتیة التی تتطلب اتخاذ قرارات مستقبلیة لیحصل الفرد على نتائج صحیحة تجعل حیاته أکثر تنظیما.

- انه عملیة منطقیة، أی تصدر النتائج بواسطته بالضرورة من مقدمات، وذلک وفق القواعد المنطقیة دون الحاجة إلى تجریب.

- یمتاز بالدقة التی تتمثل فی تحدید کافة المصطلحات والألفاظ التی تتضمنها المقدمات.               

  ویتفق کلا من صلاح الدین عرفة (2005، 29) وإمام محمد علی البرعی (2012، 47) على أن القیمة التربویة للجغرافیا فی إثارتها لقدرات المتعلمین على الوصف والتفسیر وان من أهم القدرات العقلیة التی تعمل تنمیتها لدى المتعلمین هی القدرة على الاستدلال والاستقراء من خلال عملیات الربط بین خصائص الأشیاء، وان لتحقیق أهداف تدریس الجغرافیا ینبغی أن یراعى فی تصمیم مقررات الجغرافیا مساعدة التلامیذ على فهم التعمیمات والقیام بعملیات الاستدلال.

ولتحقیق ذلک التطویر کان لابد من إتباع أدوات تقویم بدیلة تسمح بالترکیز على النواتج التربویة والمهارات التعلیمیة بما یتیح للمتعلمین أن یظهروا ویوضحوا کافة الدلائل والمؤشرات التی تثبت أنهم حققوا هذه النواتج وأتقنوا هذه المهارات، ومن أهم الاتجاهات التربویة المعاصرة التی تم تنفیذها فی مجال التعلم وبخاصة فی منظومة التقویم التربوی، هو استخدام ملفات الانجاز کأدوات للتقویم التربوی الشامل، والذی یطبق مبادئ الجودة الشاملة حیث یساعد على تحقیق الأهداف التربویة المحددة. (مصطفی محمد جاویش، 2013 ،7)

   وتؤکد دراسة فوکس و وایتوکد (Fox, White & Kidd, 2011) ان التقویم باستخدام ملف الانجاز یساعد على تحسین اداء المتعلمین، فضلا عن إشراکهم فی عملیة التقویم وجعلهم مسئولین عن عملیة التعلم، کما انه یساعد المعلمین والمشرفین على تقویم البرامج التعلیمیة وعلى تطویر مهارات التأمل والاستقصاء لدى المتعلمین.

   من خلال العرض السابق یتبین أهمیة ملفات الانجاز فی تحقیق أهداف تعلیمیة مرتبطة بتنمیة مهارات التفکیر، کما بعض الدراسات السابقة على ذلک منها: دراسة فیتش (Fitch, 2007)،  (Ghoorchaei & et al, 2010, 37)، (محمد ادم احمد السید، 2012)، (فریال محمد أبو عواد، 2013)، (انتصار عبد العزیز المطوع، 2015)، (رانیة قریطم، 2017).

   ومع الأهمیة القصوى للتفکیر الاستدلالی فی العملیة التعلیمیة إلا إنه لا یحظى باهتمام معلمی الدراسات الاجتماعیة، بالرغم من إنه من أهم الأهداف التی تسعى مادة الدراسات الاجتماعیة إلى تحقیقها، ویتضح ذلک من طبیعیة الطرق المتبعة فی تدریس مادة الدراسات الاجتماعیة وهذا ما أکدته الدراسة الاستطلاعیة التی قام بها الباحث من خلال:

1-تحلیل وحدیتین من منهج الدراسات الاجتماعیة بالصف الخامس الابتدائی الفصل الدراسی الثانی 2016/2017.

2-ملاحظة المتعلمین إثناء عملیة التدریس حیث لاٌحظ عدم استجابة المتعلمین للإجابة على الأسئلة الشفهیة إثناء الحصة بالرغم من معرفة التلامیذ للإجابة وبخاصة عند طرح الأسئلة فی صورة استفساریة أو استنتاجیه، وعند طرح الأسئلة بطریقة مباشرة تعتمد الإجابة عنها على الحفظ المباشر أو على التشابه بین منطوق السؤال وموضوعه فأنهم یجبون عنها إجابة صححیه.

3-وبملاحظة ثلاثة معلمین یعملان فی مدرسة أبو بکر الصدیق الابتدائیة التابعة لإدارة عابدین التعلیمیة، ومدرسة الروضة التابعة لنفس الإدارة بواقع ثلاثة حصص لکل مدرس وهو ما یمثل أسبوع دراسی بدأت الملاحظة یوم 20/3/2017حتی 27/3/2017م.

4-تطبیق اختبار مهارات التفکیر الاستدلالی على عدد من تلامیذ الصف الخامس الابتدائی.

وقد اتفقت نتائج الدراسة الاستطلاعیة مع ما توصلت إلیه الدراسات السابقة حیث أشارت النتائج إلى:

*وجود مهارات التفکیر الاستدلالی فی مناهج الدراسات الاجتماعیة.

*الترکیز فی عملیات تنفیذ المنهج على تنمیة الجوانب المعرفیة فقط واعتماد استراتیجیات التدریس على الإلقاء والتلقین والبعد عن استراتیجیات تنمیة التفکیر.

*ضعف مستوى مهارات التفکیر الاستدلالی لدى التلامیذ، حیث بلغت النسبة المئویة للمتوسط الحسابی لمهارة الاستدلال الاستقرائی 52%، مهارة الاستدلال الاستنباطی 27%، مهارة الاستدلال الاستنتاجی 28% والنسبة المئویة لمهارات التفکیر الاستدلالی الثلاثة 36%.

    مما سبق یتضح تدنی مستوى الاهتمام بتنمیة مهارات التفکیر العلیا لدى المتعلمین من قبل المعلمین، ومن ثم تدنی مهارات التفکیر الاستدلالی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة وهو ما یفرض على المربین توفیر أدوات حدیثة فی التدریس تساعد المتعلمین على تنمیة مهارات التفکیر الاستدلالی لدیهم وذلک بتنمیة وعی المتعلم بما یتعلمه والتفکیر فیه والمشارکة فی تعلمه وتقییم نفسه.

مشکلة الدراسة:

    من خلال العرض السابق تظهر أهمیة تنمیة التفکیر الاستدلالی لدى المتعلمین فی الخروج بهم من دائرة الحفظ والاستظهار والنمطیة فی التعلم إلى مهارات الاستنتاج والاستنباط والاستقراء وتحلیل الظواهر والمواقف الجغرافیة التی تعد من مهارات التفکیر الاستدلالی الرئیسیة، وکذلک نظرا لما تتمتع به مهارات التفکیر الاستدلالی من أهمیة- کما أوضحنا سابقا- على المستوی الاجتماعی والشخصی والتعلیمی، فضلا على إن هذه المهارات مهارات عقلیة قابلة لزیادة شانها فی ذلک شان المهارات الحرکیة التی تنمى بالمران، ویتوقف ذلک على البیئة المعینة، وما یقوم به المتعلم سواء على المستوى الشخصی أو التفاعلی سواء بین المتعلمین أو المتعلمین والمعلم.

إلا انه بالنظر فی واقع الحیاة العملیة وما یقوم به المعلم داخل الفصل فانه یغفل عن هذه المهارات ویکتفی بنقل المعرفة إلى المتعلمین باستخدام الحفظ والاستظهار مما یؤدی إلى تدنی مهارات التفکیر الاستدلالی لدى المتعلمین وهذا ما أکدته بعض الدراسات السابقة ومن هذه الدراسات دراسة (میادة سهیل دیاب، 2005)، (مروة محمد فتحی، 2007)، (محمد السلامات، 2013)، (حمادة رمضان عبد الجواد، 2014)، (Gunham, 2014)، (بلال أبو العلا، 2016)، (أمان المنفود، 2017).

   وفی ضوء التوجهات الحدیثة المتسارعة أصبح توظیف المعرفة هو الغایة ولیس الحصول علیها ومن هذا المنطلق کان من الضروری أن تتغیر أسالیب الحصول على المعرفة من قبل المتعلم وطریقة عرضها من المعلم إلى النظرة الحدیثة التی ترکز على وظیفیة المعرفة والأداء الخاص بالمتعلم وهذا ما تتبناه ملفات الانجاز إلا إن باستقراء الدراسات السابقة الخاصة بملفات الانجاز تبین قلة هذه الدراسات وابتعادها عن مرحلة التعلیم الأساسی وهذا ما أکدته عدة دراسات منها ( (AlBlowi, 2012، (أبو مرق رفا حمزة، 2013)، ( (رانیة قریطم، 2017).

   ومن هنا یمکن تحدید المشکلة فی تدنی مهارات التفکیر الاستدلالی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة فی مادة الدراسات الاجتماعیة فی حین لا یستخدم معلمی هذه المرحلة أدوات حدیثة لتنمیة تلک المهارات.

 وعلى ذلک یمکن صیاغة المشکلة فی السؤال الرئیسی الآتی:

ما فاعلیة استخدام ملفات الانجاز فی تنمیة مهارات التفکیر الاستدلالی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة فی مادة الدراسات الاجتماعیة؟

ویتفرع من هذا السؤال الرئیسی الأسئلة الفرعیة الآتیة:

-ما فاعلیة استخدام ملفات الانجاز فی تنمیة مهارة الاستدلال الاستقرائی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة فی مادة الدراسات الاجتماعیة؟

- ما فاعلیة استخدام ملفات الانجاز فی تنمیة مهارة الاستدلال الاستنباطی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة فی مادة الدراسات الاجتماعیة؟

- ما فاعلیة استخدام ملفات الانجاز فی تنمیة مهارة الاستدلال الاستنتاجی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة فی مادة الدراسات الاجتماعیة؟

- ما فاعلیة استخدام ملفات الانجاز فی تنمیة مهارة تحلیل المواقف والظواهر الجغرافیة لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة فی مادة الدراسات الاجتماعیة؟

- ما فاعلیة استخدام ملفات الانجاز فی تنمیة مهارات التفکیر الاستدلالی ککل لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة فی مادة الدراسات الاجتماعیة؟

- ما مستوى الاختلاف فی تنمیة مهارات التفکیر الاستدلالی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة باستخدام ملفات الإنجاز تبعا لمتغیر النوع؟

أهداف الدراسة:

-                قیاس فاعلیة استخدام ملفات الانجاز فی تنمیة مهارة الاستدلال الاستقرائی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة فی مادة الدراسات الاجتماعیة.

-                قیاس فاعلیة استخدام ملفات الانجاز فی تنمیة مهارة الاستدلال الاستنباطی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة فی مادة الدراسات الاجتماعیة.

-                قیاس فاعلیة استخدام ملفات الانجاز فی تنمیة مهارة الاستدلال الاستنتاجی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة فی مادة الدراسات الاجتماعیة.     

-                قیاس فاعلیة استخدام ملفات الانجاز فی تنمیة مهارة تحلیل المواقف والظواهر الجغرافیة لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة فی مادة الدراسات الاجتماعیة.       

-                  قیاس فاعلیة استخدام ملفات الانجاز فی تنمیة مهارات التفکیر الاستدلالی ککل لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة فی مادة الدراسات الاجتماعیة. 

-                دراسة مستوى الاختلاف فی تنمیة مهارات التفکیر الاستدلالی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة باستخدام ملفات الإنجاز تبعا لمتغیر النوع.                              

أهمیة الدراسة:

تبرز أهمیة هذه الدراسة من الناحیتین النظریة، والعملیة بالآتی:

  • ·     الإسهام فی تنمیة مهارات التفکیر الاستدلالی باستخدام ملفات الانجاز لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة.
  • ·     تزوید معلمی وموجهی الدراسات الاجتماعیة فی مرحلة التعلیم الابتدائی بدلیل معلم یستخدم ملفات الإنجاز یمکن استخدامه لتنمیة مهارات التفکیر لدى المتعلمین فی مجال الدراسات الاجتماعیة مما یساعدهم على تغیر الطرق التقلیدیة المقدمة فی التدریس لهذه المرحلة.
  • ·     إبراز أهمیة استخدام ملفات الانجاز لدى مطوری أنشطة الدراسات الاجتماعیة حیث تعد من أدوات التقویم الأصیل وتسهم فی تنمیة جوانب تعلم المادة والعدید من مهارات التفکیر المتنوعة.
  • ·     یشکل استجابة موضوعیة لما ینادی به التربویون فی الوقت الحاضر، من مسایرة الاتجاهات الحدیثة والعالمیة للاهتمام بالتفکیر ومهارات التدریس، وتجریب أدوات ونماذج تعلیمیة، قد تؤدی الى نتائج إیجابیة فی العملیة التعلیمیة ومجالاتها.

أدوات الدراسة:

-         اختبار مهارات التفکیر الاستدلالی لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة ذو الأبعاد الآتیة (من إعداد الباحث): (مهارة الاستدلال الاستقرائی – مهارة الاستدلال الاستنتاجی -مهارة الاستدلال الاستنباطی – مهارة تحلیل الظواهر والمواقف الجغرافیة).

فروض الدراسة:

- لا یوجد فرق ذو دلالة إحصائیة عند مستوى (0.05) بین متوسطات درجات تلامیذ المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار مهارات التفکیر الاستدلالی عند مهارة الاستدلال الاستقرائی.

- لا یوجد فرق ذو دلالة إحصائیة عند مستوى (0.05) بین متوسطات درجات تلامیذ المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار مهارات التفکیر الاستدلالی عند مهارة الاستدلال الاستنباطی.

-لا یوجد فرق ذو دلالة إحصائیة عند مستوى (0.05) بین متوسطات درجات تلامیذ المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار مهارات التفکیر الاستدلالی عند مهارة الاستدلال الاستنتاجی.

- لا یوجد فرق ذو دلالة إحصائیة عند مستوى (0.05) بین متوسطات درجات تلامیذ المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار مهارات التفکیر الاستدلالی عند مهارة تحلیل الظواهر والمواقف الجغرافیة.

-لا یوجد فرق ذو دلالة إحصائیة عند مستوى (0.05) بین متوسطات درجات تلامیذ المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار مهارات التفکیر الاستدلالی ککل.

- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات تلامیذ المجموعة التجریبیة فی التطبیق البعدی لاختبار التفکیر الاستدلالی ککل ولمهاراته الفرعیة کل على حدة تعزى لمتغیر الجنس (ذکور / إناث).

حدود الدراسة:

اقتصرت الدراسة الحالیة على الحدود التالیة:

الحدود الموضوعیة: تقسیم مهارات التفکیر الاستدلالی إلى (الاستدلال الاستقرائی، الاستدلال الاستنباطی، الاستدلال الاستنتاجی، تحلیل الظواهر والمواقف الجغرافیة) نظرا لأنها أکثر التقسیمات المتاحة لمهارات التفکیر الاستدلالی فی الدراسات السابقة، وذلک ضمن المحتوى المقرر بمادة الدراسات الاجتماعیة بالصف الخامس الابتدائی بالفصل الدراسی الأول.

مجتمع الدراسة وعینته: تکون مجتمع الدراسة من تلامیذ الصف الخامس بالمرحلة الابتدائیة حیث تم اختیار عینة عشوائیة من التلامیذ وتم تقسیمهم إلى مجموعتین متکافئتین أحدهم تجریبیة والاخرى ضابطة وذلک بمدرسة مجدی بن حلیم الابتدائیة التابعة لأداره العجمی التعلیمیة وتبرز أهمیة اختیار الصف الخامس الابتدائی، نظرا للخصائص العمریة التی یمتاز بها هذا الصف، فالمتعلمین فی هذا الصف یمتلکون القدرة على الاختیار وانتقاء أفضل الأعمال ویمیلون الى التعاون والمشارکة الجماعیة وإبداء الرأی بدرجة أفضل من طالبات الصفوف الأولیة.

                                                            (مصطفی محمد، 2013، 221)

الحدود المکانیة والزمانیة: مدرسة مجدی بن حلیم الابتدائیة التابعة لأداره العجمی التعلیمیة التابعة لمحافظة الإسکندریة، بالفصل الدراسی الأول من العام 2018/2019م.

منهج الدراسة:

اعتمدت الدراسة الحالیة علی:

- المنهج التجریبی: عند تطبیق أدوات الدراسة وتحلیل النتائج، وباستخدام تصمیم القیاس القبلی بعدی لمجموعتین متکافئتین تجریبیة وضابطة.

متغیرات الدراسة:

أ) المتغیر المستقل: استخدام ملفات الانجاز.

ب) المتغیر التابع: مهارات التفکیر الاستدلالی (مهارة الاستدلال الاستقرائی – مهارة الاستدلال الاستنتاجی -مهارة الاستدلال الاستنباطی – مهارة تحلیل الظواهر والمواقف الجغرافیة).

مصطلحات الدراسة:

-ملفات الإنجاز:

    یعرفه ولیم عبید (2004، 44): بأنه عبارة عن تکلیفات مجمعة عن انجازات المتعلم تبین مجهوداته وتحصیله وما یعکس طرق تفکیره، ویتضمن هذا الملف أنواعا مختلفة من التقییم استخدمت فیها أدوات قیاس متعددة ومتنوعة بعضها شفویة وأخرى عملیة وبصور رسمیة وغیر رسمیة.

   تعرف إجرائیا بأنها هی تجمیع مقصود لمجموعة من أعمال التلمیذ فی الصف الخامس الابتدائی تتضمن الأنشطة التی قام بها، ونتائج التکلیفات والمهام التی اجتازها، والتی تعتبر مؤشرا لتقدمه فی القدرة على التفکیر الاستدلالی واستخدام مهاراته الاستنتاج والاستقراء والاستنباط وتحلیل المواقف والظواهر فی المواقف التعلیمیة المختلفة.

-التفکیر الاستدلالی:

    هو القدرة على استخدام أکبر قدر من المعلومات؛ بهدف الوصول إلى حلول تقاربیه، سواء کانت هذه الحلول إنتاجیة productive أم انتقائیةselective  وتلک القدرة تعنی فهم العلاقات واستعمالها إما فی صورة استقرائیة Inductive أو فی صورة استنباطیة Deductive والأولی تسیر من الأجزاء للوصول إلى الکل (التعمیم المستخلص) بینما تسیر الثانیة فی الاتجاه العکسی من الکل للوصول إلى الأجزاء المکونة لذلک الکل.

       (حسن شحاتة، حامد عمار، زینب النجار،2003، 125)

   ویعرف إجرائیا بأنه نمط من أنماط التفکیر یتطلب من تلمیذ الخامس الابتدائی استخدام المعلومات المختلفة والخروج بعلاقات منظمة فیما بینها سواء أکانت من العام إلى الخاص (استنباط) أو من الخاص إلى العام (استقراء) أو تحلیل الظواهر والمواقف الجغرافیة أو استنتاج نتیجة من حقائق معینة، ویتم قیاسه بالدرجة التی یحصل علیها التلمیذ فی اختبار التفکیر الاستدلالی المعد لذلک.

إجراءات الدراسة:

سارت الدراسة الحالیة وفقا للخطوات التالیة:

1) الاطلاع على الأدبیات التربویة والبحوث والدراسات السابقة العربیة والأجنبیة ذات الصلة بـ:

-التفکیر الاستدلالی.

-ملفات الانجاز.

2) معالجة الأنشطة التعلیمیة المتضمنة فی المادة العلمیة واختیار العناصر المناسبة لملفات الانجاز التی تنشط مهارات التفکیر الاستدلالی لدى المتعلمین خلال:

-تحلیل محتوى مادة الدراسات الاجتماعیة بالفصل الدراسی الأول للصف الخامس الابتدائی فی ضوء خصائص تلامیذ الصف الخامس الابتدائی ومهارات التفکیر الاستدلالی.

- وضع تصور لمحتویات ملفات الانجاز بحیث یشتمل على أنشطة یقوم به الطالب وأوراق عمل ومهام یدویة حیث یتم تصمیم کراسة أنشطة للطالب ودلیل للمعلم، وعرض المادة فی صورته المبدئیة على مجموعة من المحکمین لتحدید مدی صلاحیته للتطبیق.

3) إعداد قائمة بمهارات التفکیر الاستدلالی المناسبة لتلامیذ الصف الخامس الابتدائی وعرضه على المحکمین.

4) إعداد اختبار لمهارات التفکیر الاستدلالی وأبعاده الفرعیة وعرضه على المحکمین لتحدید مدى صلاحیته للتطبیق وحساب صدقه وثباته.

5) اختیار عینة من تلامیذ الصف الخامس الابتدائی بإحدى مدارس إدارة برج العرب التعلیمیة وتقسیمهم إلى مجموعتین عشوائیا أحداهما ضابطة والأخرى تجریبیة.

6) تطبیق اختبار التفکیر الاستدلالی قبلیا على مجموعتی الدراسة.

7) استخدام ملفات الانجاز مع تلامیذ المجموعة التجریبیة والبقاء على الطریقة المعتادة للمجموعة الضابطة.

8) تطبیق اختبار التفکیر الاستدلالی بعدیا على مجموعتی الدراسة.

9) جمع البیانات، واختبار صحة الفروض وتحلیل النتائج وتفسیرها.

10) تقدیم التوصیات والمقترحات.

الإطار النظری للدراسة

المحور الأول: ملف الانجاز

نتیجة لما یشهده العصر الحالی من تحولات فکریة وعلمیة فی الساحة التربویة حدث تحول کبیر فی أدوات وأسالیب التقویم التربوی، وتغیرت النظرة الضیقة للتقویم التی تعتمد على أسالیب تقلیدیة مثل الاختبارات للتعرف على مستوى المتعلمین وإعطاء کل متعلم درجة، وإهمال المهارات الأخرى التی لا تقاس بالاختبارات، إلى النظرة الأکثر شمولا واتساعا، إلى التقویم البدیل الذی یستخدم أدوات متنوعة وغیر تقلیدیة للتعرف على مستوى المتعلمین وقدراتهم ویعمل على تنمیة هذه المهارات وبذلک تکون أدوات تقویم وتعلم.

وهناک مجموعة من الأدوات الحدیثة التی تقع تحت مظلة التقویم البدیل والتی من خلالها یمکن تطویر أدوات والیات التقویم المستخدمة فی العملیة التعلیمیة، منها حقائب العمل وتقویم الأداء والمقابلات والمناقشات الصفیة والمشروعات والکتابات الإبداعیة والنشاطات الفنیة والتقویم الذاتی للمتعلم نفسه، وتعتبر حقائب العمل أو ملفات انجاز المتعلم من أفضل آلیات التدریس والتقویم الجدیدة لما لها من دور فی تنمیة قدرات المتعلمین وقیاس مهاراتهم المختلفة وإمکانیاتهم بمستوى عال من الدقة والعدالة والشمول. (رضا السید، 2014، 192)

المقصود بملف الانجاز:

تتنوع التعریفات التی تناولت مفهوم ملف الانجاز وذلک نظرا لتعدد استخدامه فی العملیة التربویة وتعدد وجهات النظر حول النظر إلیه فهناک من یرى انه عبارة عن عملیات وهناک من یرى انه نواتج، وأیا کان التعریف الذی نتبناه فأن ملف الانجاز قد خرج من التعریف الضیق الذی یرى انه مجرد ملف أو حافظة إلى أنه أداة فعالة یمکن الاعتماد علیها لتحقیق التدریس الجید.

وتتعدد تعریفات ملفات الانجاز منها:

حیث یعرفه کل من بیرجین وباکیBirgin&Baki, 2007,80) ) ملف الانجاز علی "انه تسجیل لعملیة تعلیم المتعلم، حیث یتم تسجیل ما قام المتعلم بتعلمه، ومدى ما حصل علیه من علم، وکیفیة تفکیره، واستفساراته، وتحلیل إبداعه واستنتاجه، وتجمیعه، وکیفیة تفاعله عاطفیا واجتماعیا مع الآخرین".

وأشارت سعاد الفجال (2017، 102) إلى أن ملف الانجاز"عبارة عن ملف یضم عینات من الأعمال والأنشطة والمشروعات والتقاریر التی یقوم بها المتعلم ویشمل مدی ما حققه من تقدم لتحقیق أهداف منشودة ویشارک المتعلم فی اجتیازها من خلال معاییر وأسس توضح مدى التقدم وتوضع مسبقا لهذا الاختیار لملف انجاز المتعلم مشارکا وفاعلا فی عملیات التعلم والتعلیم وتعتبر محتویات هذا الملف أداة رئیسیة فی تقویم المتعلم".

    نلاحظ من التعریفات السابقة أن معظمها یتمحور حول فکرة الملفات کوسیلة تقویمیة، ولکن هناک تعریفات أخری لملفات الانجاز، توضح أنها أداة للتعلیم بجانب التقویم حیث تری مایسة فاضل (2010، 15) أن البورتفولیو یقع بین مجالین هما التدریس والتقویم، ولیس التقویم وحده فهو مؤثر على عملیة التدریس ذاتها بما یؤکد أن عملیة التدریس والتقویم متلازمتان، ذلک لان العلاقة بین التدریس والتقویم ستعزز نتیجة تراکم إنتاج الطلبة المثبتة فی ملفاتهم، مما یساعد المتعلمین فی معرفة مدى تقدمهم ونموهم العلمی بصورة حقیقة فعلیة0

بینما یرى استردلر و وتزل(Strudler, & Wetzel, 2011, 166)  أن ملفات الانجاز لا تعنی بتقویم أداء المتعلم بقدر اهتمامها وترکیزها على تعریف المتعلم بنفسه وتأمل نتائج تعلمه وإکسابه القدرة على اکتشاف نقاط القوة والضعف فی ذاته وهذا یساعد على تطویر أدائه فی المستقبل وتحقیق تعلم أفضل، بالإضافة إلی ما یقوم به المتعلم من عملیة تفکیر "ماذا وکیف ولماذا" خلال عملیة أعداد ملف الانجاز مما یمثل إعداد جید للمتعلم نحو عملیة التعلم الذاتی وأیضاً لأنه "یعزز التفکیر العمیق للطلاب والتعلم".                    

 إن ملفات الانجاز طریقة من شأنها تولید حوار حول التدریس والتعلم، حیث یشرح المتعلم للمعلم أسباب اختیاره للأعمال والمهام مما یعزز التعلم، کما یعتبر بمثابة دلیل على حدوث التعلم الذی تم من خلال التدریس، حیث یحفز المتعلمین ویزید من دافعیتهم للتعلم من خلال جمع الاعمال وعرضها على زملائهم مما یثری التعلم من خلال النقاش الجماعی. (ریهام سعید عبد الله، 2012، 112)

     ویرى فان ویک (van Wyk, 2017, 17-18) أن ملف الانجاز یعد أداة تعلم جیدة وذلک لأنه یکسب المتعلمین ملکیة عملیة التعلم بل ویجعله مسئول عن عملیة تعلمه وذلک من خلال قیام المتعلم بتحدید الأهداف وجمع محتویات ملف الانجاز والاختیار من بینها والتأمل فیها، الامر الذی یجعل المتعلم یستجیب لمهام التعلم وذلک لیصل المتعلم إلى إنتاج أفضل المهام مما یجعل الملف جید ویمثل شخصیته، مما یدل على تقدمه العلمی ویبرهن على ما یمتلکه من مهارات وقدرات تساعد على اکتشافه ذاته.

ومن خلال العرض السابق لمفاهیم ملفات الانجاز، نستنتج بعض السمات الممیزة لملفات الانجاز وهی:

-       تعکس انجازات المتعلم وتقدمه خلال فترات متتابعة من الزمن فی المجالات الدراسیة.

-       یتم تقویمها وفق معاییر محددة مسبقا.

-       تقع ملفات الانجاز بین مجالین هما التعلیم والتقویم.

-       استخدام ملفات الانجاز لیس معناه جمع عینات من أعمال المتعلمین فقط لکنها أیضا فی مفهومها تعنی أنها جزء من عملیة التعلیم الجیدة، أو أنها تعکس جودة التعلیم.

 ملف الانجاز کأداة تعلم:

لا یمکن أن یکون الهدف من تقویم تعلم المتعلمین هو مجرد تصمیم المعلم لاختبارات أو أدوات قیاس وإخبارهم فی نهایة البرنامج بنتائج الاختبارات؛ وإنما فی ظل التطور الحدیث ودخول المدرسة البنائیة فی التعلم أصبح یمکن للمتعلم المشارکة فی اختیار وتصمیم وسائل التقویم بل وتقویم أنفسهم بهدف تحسین تعلیمهم، لذا أصبح للتقویم دور جدید فی مساعدة المتعلمین على التعلم، وتنمیة مهاراتهم المستقبلیة، على أن یتم ذلک فی ضوء معاییر واضحة حتى یکون التقویم عملیة تطوریة للتعلم أکثر من کونها عملیة إصدار حکم على أداء المتعلمین. (Brown, 2005, 84)

أن ملفات الانجاز قامت فی البدایة على فکرة التقویم غیر التقلیدی، ولکنها یمکن أن تمتد لتصبح أداة تربویة، تتضمن النمو الذاتی لکل من المعلم والمتعلم، ویمکن أن تزید وتوسع بیئة الاستخدام لتخدم أکثر عملیات الاتصال والتعاون فی البیئة التعلیمیة، وقد بدأت هذه التحولات انطلاقا من:

  1. أن انشغال المتعلمین بأنشطة تعلیمیة تعلمیة فعالة ذات مغزى لدیهم یحقق التفاعل والمشارکة والانضباط فی الفصل.
  2. التعلم یأخذ مکانه من خلال بعض أنواع النشاط التی یکون فیها الهدف واضحا؛ وهذا ما یمثله ملف الانجاز.
  3. انه من غیر الممکن الفصل بین التقویم فی ملفات الانجاز وأعمال التعلیم والتعلم؛ فهی ترتبط ارتباطا وثیقا وتؤثر فیما بینها تأثیرا متبادلا.
  4. أظهرت تطبیقات ملفات الانجاز فی البحث العلمی عدة ممیزات تربویة بالإضافة إلى عملیة التقویم، فیمکن أن تتخذ المتعلم محورا، وتستطیع کذلک إنماء التعلم والارتقاء به من خلال حل المشکلات، والتأملات والتفکیر الناقد والمسئولیة عن التعلم والمهارات فی مجال معین.
  5. التعلم بملفات الانجاز یعتمد على التأمل الذاتی من المتعلم والتغذیة الراجعة من المعلم.
  6. إتاحة فرصة للنقاش الفعال والایجابی بین الاطراف المشارکة فی عملیة التعلم یثری بیئة التعلم وذلک من خلال إتاحة فرصة للتعاون وتقبل النقد.

                                             (مصطفى محمد جاویش،2013، 85 ـــ87)

 

مزایا استخدام ملف الانجاز فی الدراسات الاجتماعیة:

إن استخدام ملف الانجاز التعلیمی یحقق العدید من المزایا فی تعلم الدراسات الاجتماعیة (Alcazar, Petifils, 2005,24_28) وصالحة عبد الله عیسان واخرون (2007، 374):

v یعطی للمتعلم فرصة معایشة موقف الخبرة سواء کان حدث تاریخی أو موقف اجتماعی مما یعمل على تنمیة الاستقلالیة والتعبیر عن نفسه وقیادة ذاته.

v یعزز التعلم الفعال فهو یقوم المتعلمین من خلال مواقف ومهام تجعل المتعلم نشط ومشارک فی تحدید مهام تعلمه وقواعد قیاسها وتمد المتعلم بالتغذیة الراجعة بصورة مستمرة.

v یقدم الملف توثیق حقیقی من خلال ما یقوم به المتعلم من تقاریر عن زیارات ومقالات وبحوث مما یزید من شعوره بصدق تقدیره لأدائه.

v یستطیع معلم الدراسات الاجتماعیة إتاحة فرصة أکبر للنقاش الفعال والایجابی بین الأطراف المشارکة فی عملیة التقویم مما یثری بیئة التعلم وإتاحة فرصة للتعاون وتقبل النقد.

v یستطیع ملف الانجاز من خلال موضوعات الدراسات الاجتماعیة إکساب المتعلمین مهارات التفکیر التدبری (کیف یختار-کیف یرتب-کیف یحل مشکلة ما)

المحور الثانی: التفکیر الاستدلالی

فی هذا العصر ذی المعطیات العلمیة والتقنیة المتقدمة والتغیرات المتسارعة فی شتی مجالات الحیاة، أصبح من الضروری إعداد المتعلمین وتربیتهم من اجل العیش فی هذا العالم بحیث یکونون قادرین على التفاعل الایجابی مع معطیاته، وحل مشکلاتهم ومشکلات مجتمعهم من اجل تحقیق رفاهیتهم ورفاهیة مجتمعهم، ولا یتم ذلک إلا من خلال التفکیر، وعلى ذلک نرى إننا بحاجة إلى تعلیم مهارات التفکیر من اجل:

  • ·               تمکین المتعلم من اکتشاف بدائع خلق الله.
  • ·               التفوق الدراسی ورفع مستوی التحصیل.
  • ·               یتعلم المتعلم کیفیة توظیف المعلومات بدلا من الاقتصار على حفظها.
  • ·               تمکین المتعلم من حل المشکلات مما یسهم فی تقدمه وتقدم المجتمع ووطنه والإسهام فی بناء الحضارة الإنسانیة.
  • ·               الإسهام فی تخریج متعلمین مفکرین ومنتجین وذوی مهارات تمکنهم من التفاعل مع حاجات سوق العمل. (إیمان المعمریة، 2011، 13)

المقصود بالتفکیر الاستدلالی:

أشارت سماح محمد سلمان (2012، 27) إلى أن التفکیر الاستدلالی "نمط من أنماط التفکیر یتطلب استخدام المعلومات السابقة والخروج بعلاقات منظمة فیما بینها سواء أکان من العام إلى الخاص (الاستنباط) أو من الخاص إلى العام(استقراء) أو استنتاج من حقائق معینة.

ویعرفه فتحی جروان (2012، 288) على انه" عملیة عقلیة یتم بموجبها التوصل إلى قرار أو استنتاج، وتولید معرفة جدیدة من معلومات متوفرة باستخدام قواعد، واستراتیجیات معینة فی التنظیم المنطقی".

وأشار إبراهیم أبو عقیل (2013، 107) إلى التفکیر الاستدلالی على انه "قدرة الطالب العقلیة التی یتوصل بها إلى حل مشکلة حلا ذهنیا من خلال العلاقات المنطقیة بین الحقائق والمقدمات للوصول إلى النتائج والانتقال من الجزئیات إلى الکلیات أو من الکلیات إلى الجزئیات".

ومن التعریفات السابقة یتضح أن التفکیر الاستدلالی یبدأ من مقدمات تتمثل فی قضایا مسلم بصدقها وینتهی إلى نتائج تتمثل فی قضایا أخرى تلزم عن المقدمات ویتضمن فی جوهره اکتشاف العلاقات بین هذه المعلومات فی إنتاج معلومات جدیدة، ویعد التفکیر الاستدلالی وسیلة علمیة للحصول إلى العدید من الحقائق وإثباتها نظریا، مما یفتح ذهن المتعلم على أفاق من المعرفة فی مادة الدراسات الاجتماعیة لم تکن لدیه، وتثیر فضوله نحو الاطلاع والتعمق فیما حوله من ظواهر جغرافیة.

وباستقراء التعریفات السابقة یتضح أن التفکیر الاستدلالی:

1)  عملیة منطقیة یتم فیها الوصول إلى النتائج من المقدمات.

2)  أداة علمیة لحل المشکلات.

3)  یعتمد على الخبرة السابقة لدى المتعلم.

4)  تفکیر علاقی تشابکی ترتبط فیه المقدمات بالنتائج.

مهارات التفکیر الاستدلالی وتصنیفاتها:

وعلى ذلک یمکن تحدید مهارات التفکیر الاستدلالی المناسبة لتلامیذ الصف الخامس الابتدائی فی:

مهارة الاستدلال الاستقرائی

1. یتوصل إلى تعمیم جغرافی یربط بین مجموعة من المفاهیم الجغرافیة.

2.  یتوصل إلى صیاغة صحیحة للمفهوم الجغرافی.

3. یحدد العلاقة بین الأنشطة الاقتصادیة المختلفة.

مهارة الاستدلال الاستنباطی    

1. جمع وتنظیم المعلومات من المصادر الجغرافیة.

2. یتأمل فی الظواهر والموضوعات الجغرافیة لتولید الأفکار.

3. یحدد أسباب المشکلة البیئیة المحتملة.

4. یصنف الصور البیئیة حسب مضمونها.

مهارة الاستدلال الاستنتاجی

1. یحدد الآثار المترتبة على حدوث الظاهرة الجغرافیة.

2. یقترح بدائل لحل المشکلات البیئیة.

3. یقترح تعدیلات على الصور البیئیة.

4. تعلیل اسباب حدوث الظواهر الجغرافیة.

مهارة تحلیل الظواهر والمواقف الجغرافیة.  

1. یحلل أسباب الظواهر والمواقف البیئیة.

1. یفرق بین الرأی والحقیقة.

2. یصنف المعلومات الجغرافیة وفق معاییر محددة.

3. یحدد مواقع الظواهر الجغرافیة على الخریطة.

 إعداد ادوات الدراسة:

-إعداد اختبار التفکیر الاستدلالی فی الدراسات الاجتماعیة:

فی ضوء ما تهدف الیه الدراسة من التعرف على فاعلیة ملفات الانجاز فی تنمیة بعض مهارات التفکیر الاستدلالی لدى تلامیذ الصف الخامس الابتدائی، تتطلب إعداد اختبار لمهارات التفکیر الاستدلالی، وفیما یلی ما اتبع من إجراءات لإعداد هذا الاختبار:

تحدید الهدف من الاختبار:

 هدف بناء الاختبار إلى قیاس قدرة التلامیذ بالصف الخامس الابتدائی على ممارسة مهارات التفکیر الاستدلالی (مهارة الاستدلال الاستقرائی، مهارة الاستدلال الاستنباطی، مهارة الاستدلال الاستنتاجی، مهارة تحلیل الظواهر والمواقف الجغرافیة)، وقد بنى الاختبار فی ضوء المهارات سالفة الذکر.

ابعاد الاختبار:

    اقتصرت حدود الاختبار على أربع مهارات رئیسیة لأنه تتناسب مع المرحلة الدراسیة عینة الدراسة وهی (مهارة الاستدلال الاستقرائی، مهارة الاستدلال الاستنباطی، مهارة الاستدلال الاستنتاجی، مهارة تحلیل الظواهر والمواقف الجغرافیة)، وقد تم اختیار هذه المهارات تحدیداً لأنها:

  • ·        مناسبة لطبیعة التلامیذ فی الصف الخامس الابتدائی والذین یتمیزون بممارسة عملیات التفکیر، والقدرة على حل المشکلات واثبات الذات فی مواقف التحدی.

إعداد جدول مواصفات الاختبار:

تم بناء جدول مواصفات الاختبار فی ضوء الابعاد السابقة، کما هو موضح فی الجدول (1):

 

 

 

 

 

جدول (1) بیان بالأوزان النسبیة لأبعاد اختبار مهارات التفکیر الاستدلالی

 

م

ابعاد اختبار مهارات التفکیر الاستدلالی

أرقام المفردات التی تقیسها

عدد المفردات

الوزن النسبی

 

1

مهارة الاستدلال الاستقرائی

1(أ)-11(أ)-13(أ)-1(خ)-3(ت)-11(ذ)-1(ث)-3(ر)-4(ت)-3(ذ)-4(ذ)-11(ر)3(ز)-6(أ)-9(أ)-2(د) 6(ب)-9(ج)2(أ) -10(أ)-4(د)

21

23%

 

2

مهارة الاستدلال الاستنباطی

1(ب)_2(ت)-13(ث)-3(أ) –7(ث)-13(ذ)-2(ب) -9(ب)-13(ح)-5(أ)-7(أ)-9(ح)-7(ت)-2(خ)13(خ)-4(ح)-10(ت)-13(ج)-3(ج)-6(ج)-12(ت)

21

23%

 

3

مهارة الاستدلال الاستنتاجی

3(ث)-6(ث)-9(ت)-2(ج) -5(ب)-9(ث)-5(ت)_6(ت)-13(ب)-1(ح) -9(د)-11(د)-1(ت)_3(ب)-9(خ)-2(ث) 3(ش)-7(خ)-2(ح)_ 10(ب)-13(ت)-3(د) -4(خ)-10(ج)

24

27%

 

4

مهارة تحلیل الظواهر والمواقف الجغرافیة

4(ج)-8(ب)-11(خ)-1(ح)-10(ث)-13(ر)-1(ج)-4(ت) -12(أ)-4(أ)-11(ب )13(د)-3(ح)-8(ت)-12(ب)-7(ب) -8(أ)-1(ت)-3(س)-11(ج)-14-3(خ) –5(ث)-11(ث)

24

27%

المجموع

90

100%

             

 

 

1-  صیاغة مفردات الاختبار:

     قبل وضع مفردات الاختبار فی صورتها الاولیة تم الرجوع الادبیات والدراسات السابقة والاطلاع على ما بها من اختبارات تقیس التفکیر الاستدلالی مثل (ندا محمود مصطفى،2010)، (فهاد عوض، 2012)، (مها صبری معوض، 2014)، (نادیة عبد الجواد محمد، 2016)، (فایزة أحمد السید، 2016)، (میساء حمزة، 2017) وذلک للاستفادة منها فی وضع مفردات اختبار التفکیر الاستدلالی ثم صیغت مفردات الاختبار بناء على جدول المواصفات السابق، وعلى الشروط والمعاییر العلمیة لصیاغة مفردات الاختبارات الموضوعیة والتی تقیس التفکیر مع مراعاة الفروق الفردیة بین المتعلمین، مع اختیار أنواع فعالة من الأسئلة التی تقیس التفکیر الاستدلالی، ومن ثم تکون الاختبار فی صورته الأولیة من (90) مفردة، حیث استخدم الباحث الاسئلة الموضوعیة وذلک لأنها:

  • o       تتمیز بالخلو من ذاتیة المصحح.
  • o       سهولة التصحیح.
  • o       قدرته على قیاس مهارات متنوعة مثل الاستنتاج والاستقراء والاستنباط، وتحلیل الظواهر.
  • o       تتناسب مع التلامیذ فی هذه المرحلة.

2-  صیاغة تعلیمات الاختبار وتحدید طریقة تصحیحه:

لبیان کیفیة الاجابة على مفردات الاختبار تم إعداد صفحة للتعلیمات تضمنت ما یلی:

- قراءة تعلیمات الاختبار جیدا.

- قراءة السؤال جیدا قبل الاجابة عنه.

- البعد عن التخمین فی الاجابة.

- الاجابة فی نفس ورقة الاسئلة.

- عدم إعطاء وقت طویل لسؤال بعینه دون باقی الاسئلة.

وقد تم تصحیح الاختبار بحیث یحصل التلمیذ على إجابته الصحیحة على درجة واحدة، وصفر للإجابة الخاطئة، ومن ثم تکون الدرجة الکلیة للاختبار (90) درجة، ویظهر ذلک فی مفتاح التصحیح المرفق بالاختبار.

6-عرض الاختبار فی صورته الأولیة على المحکمین: حیث عرض الباحث تلک الصورة الأولیة للاختبار على مجموعة من السادة المحکمین فی قسم المناهج وطرق تدریس الدراسات الاجتماعیة، وطلب الباحث منهم التکرم بالاطلاع على بنود الاختبار وبإبداء الرأی.

     وبعد تقدیر صدق الاختبار باستخدام طریقتی صدق المحکمین – ویظهر ذلک فی العرض السابق لآراء ومقترحات السادة المحکمین -وصدق المحتوى – من خلال مقارنة جدول المواصفات السابق الخاص بالاختبار بالمهارات الفرعیة للتفکیر الاستدلالی، أصبح الاختبار فی صورته النهائیة مکون من (90) مفردة.

7-التجربة الاستطلاعیة للاختبار:

    تم تطبیق الاختبار فی صورته الأولیة یوم الاثنین الموافق 1|10|2018م على (30) تلمیذ وتلمیذة بالصف الخامس الابتدائی بمدرسة مرایف بإدارة برج العرب بمحافظة الاسکندریة، وتم حساب الآتی:   * الزمن المناسب للاختبار:

 ولحساب الزمن المناسب للاختبار تم رصد زمن إجابة کل تلمیذ، وتدوینها على ورقة الإجابة الخاص به، وفی نهایة التجربة الاستطلاعیة تم حساب المتوسط الحسابی لتلک الأزمنة، ومن ثم بلغ الزمن المناسب للإجابة على الاختبار (60) دقیقة، وذلک بعد إضافة خمسة دقائق لقراءة تعلیمات الاختبار.

  • §        معاملات السهولة والصعوبة والتباین لمفردات الاختبار:

   استخدم الباحث المعادلات الإحصائیة لحساب معاملات السهولة والصعوبة والتمیز لکل مفردة من مفردات الاختبار، وتراوحت قیم معاملات السهولة ما بین (0.6، 0.2) مما یدل على أنها تتمیز بنسب سهولة وصعوبة مناسبة لأفراد مجتمع الدراسة، وبلغ معامل السهولة للاختبار ککل (0.6) مما یدل على مناسبة الاختبار فی ضوء معاملات السهولة والصعوبة،

 

نتائج الدراسة وتفسیرها، والتعقیب علیها:

   حیث توصلت الدراسة إلى النتائج الآتیة:

  • ·        یوجد فرق ذو دلالة إحصائیة عند مستوی (0.01) بین متوسطات درجات تلامیذ المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار مهارات التفکیر الاستدلالی عند مهارة الاستدلال الاستقرائی لصالح تلامیذ المجموعة التجریبیة.
  • ·        یوجد فرق ذو دلالة إحصائیة عند مستوی (0.01) بین متوسطات درجات تلامیذ المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار مهارات التفکیر الاستدلالی عند مهارة الاستدلال الاستنباطی لصالح تلامیذ المجموعة التجریبیة.
  • ·        یوجد فرق ذو دلالة إحصائیة عند مستوی (0.01) بین متوسطات درجات تلامیذ المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار مهارات التفکیر الاستدلالی عند مهارة الاستدلال الاستنتاجی لصالح تلامیذ المجموعة التجریبیة.
  • ·        یوجد فرق ذو دلالة إحصائیة عند مستوی (0.01) بین متوسطات درجات تلامیذ المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار مهارات التفکیر الاستدلالی عند مهارة تحلیل الظواهر والمواقف الجغرافیة لصالح تلامیذ المجموعة التجریبیة.
  • ·        یوجد فرق ذو دلالة إحصائیة عند مستوی (0.01) بین متوسطات درجات تلامیذ المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار مهارات التفکیر الاستدلالی ککل لصالح تلامیذ المجموعة التجریبیة.
  • ·        لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات تلامیذ المجموعة التجریبیة فی التطبیق البعدی لاختبار التفکیر الاستدلالی ککل ولمهاراته الفرعیة کل على حدة تعزى لمتغیر الجنس (ذکور / إناث).

 

 

 

 

  التوصیات:

بناء على النتائج التی توصلت إلیها الدراسة، فقد تم وضع عدد من التوصیات وهی:

  1. العمل على زیادة وعی المعلمین ومعرفتهم بملفات الانجاز وأهمیتها وأنواعها وخطوات بنائها واستخداماتها من خلال لقاءات ونشرات تربویة.
  2. إعادة النظر فی مناهج الدراسات الاجتماعیة والعمل على إثرائه ببرامج تعلیمیة خاصة بتنمیة التفکیر الاستدلالی ومهاراته.
  3. العمل على إقامة دورات تدریبیة للمعلمین والمتعلمین تختص فی أسالیب تنمیة مهارات التفکیر الاستدلالی.
  4. اعتماد ملفات الانجاز کأحد الادوات التی یمکن الاعتماد علیها فی تدریس الدراسات الاجتماعیة ضمن مقررات برامج إعداد المعلمین فی کلیات التربیة.
  5. مراجعة مناهج الدراسات الاجتماعیة فی المرحلة الابتدائیة بحیث تتضمن مواقف تعلیمیة تدفع التلامیذ الى القیام بعملیات الربط والمقارنة والاستقراء والاستنتاج والاستنباط وتحلیل الظواهر والمواقف الجغرافیة والتوصل الى المعرفة بأنفسهم، بما یسهم فی زیادة تحصیلهم الدراسی وتنمیة مهارات التفکیر عامة والاستدلالی خاصة

البحوث المقترحة:

  1. تکرار الدراسة الحالیة على عینات أخرى من التلامیذ فی أماکن ومراحل تعلیمیة مختلفة.
  2. أثر استخدام ملفات الانجاز بالمرحلة الابتدائیة للتلامیذ المتفوقین على التحصیل الدراسی وتنمیة التفکیر الابداعی لدیهم فی مادة الدراسات الاجتماعیة.
  3. فاعلیة ملفات الانجاز فی اکتشاف الطلاب الموهوبین وذوی الاداء الممیز.
  4. فاعلیة ملف الانجاز فی تنمیة مهارات ما وراء المعرفة لدى طلاب المراحل التعلیمیة المختلفة.
  5. فاعلیة استخدام ملف الانجاز فی تدریس الدراسات الاجتماعیة فی تنمیة التفکیر الناقد وبقاء أثر التعلم.

 

 

 

المراجع

  1. إبراهیم أبو عقیل (2013): "أثر استخدام الخرائط المفاهیمیة فی تدریس التفاضل وتنمیة التفکیر الاستدلالی لدى طلبة الثانویة العامة فلسطین"، مجلة اتحاد الجامعات العربیة لتربیة وعلم النفس، جامعة دمشق، کلیة التربیة، مج11، ع3، ص ص98-121.
  2. أمان سالم محمد المنفود (2017): "استراتیجیة مقترحة قائمة على النظریة البنائیة لتنمیة التفکیر الاستدلالی والتحصیل فی مادة الریاضیات لدى تلامیذ الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی فی دولة لیبیا"، رسالة ماجستیر، کلیة الدراسات العلیا للتربیة، جامعة القاهرة.
    1. انتصار عبد العزیز إبراهیم المطوع (2015): "فاعلیة التقویم من خلال بناء حقیبة وثائقیة إلکترونیة "البورتفولیو" فی مقرر التربیة المیدانیة فی تنمیة التفکیر التأملی وتنظیم الذات للتعلم لدى معلمات الریاضیات قبل الخدمة"، مجلة تربویات الریاضیات، مصر، مج18، ع14، ص ص6-48.
    2. حمادة رمضان عبد الجواد(2014): "أثر استخدام استراتیجیة السقالات التعلیمیة فی تدریس الدراسات الاجتماعیة لتلامیذ الصف الأول الإعدادی على تنمیة المفاهیم التاریخیة ومهارات التفکیر الاستدلالی، مجلة جامعة الفیوم للعلوم التربویة والنفسیة، کلیة التربیة، جامعة الفیوم، مج1، ع3 ص ص99-137
    3. خمیس محمد خمیس عبد الحمید (2010): "فاعلیة برنامج فی الجغرافیا قائم على استراتیجیات ما وراء المعرفة فی تنمیة مهارات التفکیر الإبداعی والتحصیل الدراسی لدی طلاب المرحلة الثانویة "، مجلة الجمعیة التربویة للدراسات الاجتماعیة، ع30، ص ص180 – 228. 
    4. رانیة یوسف علی قریطم (2017): استخدام البورتفولیو فی تنمیة مهارات التعلم المنظم ذاتیا وتحسین نواتج التعلم المستهدفة لدى عینة من تلامیذ المرحلة الاعدادیة، رسالة ماجستیر، کلیة تربیة، دمنهور
      1. رضا السید شعبان (2014): "أثر استخدام نموذج التعلم التولیدی فی تصحیح التصورات البدیلة لدى تلامیذ الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی وتنمیة التفکیر الاستدلالی لدیهم"، مجلة الدراسات العربیة فی التربیة وعلم النفس، السعودیة، مج4، ع47، ص ص59-102.
      2. رعد مهدی رزوقی، سهى إبراهیم عبد الکریم (2015): التفکیر وأنماطه (التفکیر الاستدلالی/التفکیر الإبداعی/التفکیر المنظومی/التفکیر البصری)، عمان، دار المسیرة للنشر والتوزیع.
        1. Fitch, G. (2007): A Rubric for Assessing Students ability to use the Light Microscope. The American Biology Teacher, Vol.(4),NO.(69), PP211-214.
        2. Fox, K., White, S.,& Kidd, J.(2011): Program portfolios: Documenting teachers growth in reflection based inquiry. Teacher and Teaching: Theory and Practice,Vol. (1), NO(19), PP149-167.
        3. Ghoorchae, B. , Tavakoli, M. & Ansari, D.N. (2010): The impact of Portfolio Assessment On Iranian EFL Students Essay Writing: Aprocess – Oriented Approach, Journal of Language studies, Vol.(10),No.(3), PP35-51.
        4. Gunham, B. C. (2014): A case study on The investigation of Reasoning Skills in Geometry, South African Journal of Education, Vol.(43),NO.(2),PP 1–19.
        5. Nnorom,N.R,(2013): The Effect of Reasoning Skills ON Student Achievement in Biology in Anambra State, International Journal of Scientific &Engineering research, Vol.4,NO.12,101–169.

 



[1]یتبع نظام التوثیق بالخطة APA حیث (اسم المؤلف، تاریخ النشر، أرقام الصفحات)