فعالية برنامج إرشادي قائم على التعلم التعاوني في تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال التوحديين بدولة الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

يمر الإنسان بنموه بمراحل متتابعة بدءاً من الطفولة والمراهقة مروراً بالشباب والرجولة وصولاً إلى الکهولة والشيخوخة. وتلعب مرحلة الطفولة دوراً حاسماً وحيوياً في حياة الفرد. فعلى أساس السنوات المبکرة من حياة الفرد تتضح العديد من الملامح الثابتة لشخصية الإنسان فيما بعد. ومن ثم فإن الاهتمام بالنمو الشامل والمتکامل للطفل في مرحلة الطفولة يعد أمراً حيوياً للغاية.
ويمثل الاهتمام بالطفولة أحد أهم مؤشرات حضارة الأمم حيث يعد مطلباً رئيسياً تقتضيه الحاجة إلى مواجهة التخلف والتحديات العلمية والطبيعية التي تواجه المجتمع الذي يريد لنفسه البقاء والاستمرار، ولا ينسحب مصطلح الطفولة على أولئک الأطفال العاديين، بل تخطى ذلک ليمثل أيضاً الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقات المختلفة، ومن بين أنواع الإعاقات الحادة التي تؤثر تأثيراً سلبياً على کافة أفراد الأسرة وخاصة على الوالدين ما يُعرف الآن في دوائر البحث العلمي بـ (إعاقة التوحد) وبدأت تلقى اهتماماً واسع النطاق من قبل العديد من الباحثين والدارسين على المستويين العالمي والمحلي (خالد الحربي، 2017، ص2).
ويعد التوحد من اضطراب النمو المعقدة التي تظهر في مرحلة مبکرة من العمر وتستمر مدى الحياة. وقد يظهر لدى الأطفال خلال السنوات الثلاث الأولى، حيث يؤثر على مظاهر النمو المختلفة، وتتنوع تلک الاضطرابات وتؤثر بالخصائص اللغوية والاجتماعية والعقلية والانفعالية والعاطفية. وهذا بالتالي يؤثر على تفاعلهم واهتماماتهم المتنوعة، حيث يختلف الأطفال بهذا المرض فيما بينهم في قوة مظاهر الاضطراب، ذلک يحتم استخدام طرائق تعامل مختلفة (أفنان الحربي، ومحمد الحجيلان، 2016، ص79).
ويعد التوحد من المشکلات المحيرة بالفعل، لأن الطفل التوحدي لا يبدو من نظهره الخارجي أنه يعانى من أي اضطراب بالمقارنة بالإعاقات الأخرى مثل التخلف العقلي، أو الصمم أو البکم أو العمى، فهو يبدو طبيعياً تماماً من حيث المظهر أو الشکل الخارجي، وبالتالي يصعب التعرف على الاضطراب بسهولة ودقة، ويحتاج إلى قدر کبير من المعرفة من خلال قياس أعراض المرض، وخاصة اللغة والاتصال بالمجتمع والتعامل مع الآخرين (سعد رياض، 2008، ص5).
ومنذ حوالى عشرين عاماً، کان التوحد نادر الحدوث حيث کان يصيب حوالى أربعة أو خمسة أطفال من کل عشرة آلاف طفل، ولکن من المؤسف أن معدل انتشار التوحد قد زاد زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة، وهذه الزيادة في اضطراد مستمر لدرجة أن الدراسات التي أُجريت مؤخراً في الولايات المتحدة الامريکية قد وجدت أن التوحد قد يصيب طفلاً من کل 250 طفلاً، وفي بعض الاماکن تزداد هذه النسبة لطفل کل 150 طفلاً (جيهان مصطفي، 2008، ص12).
ويعتبر التوحد کحالة اضطرابيه سلوکية نمائية ذات تداعيات نفسية، حالة شائعة، وتزداد يوماً بعد يوم على خلفية ما يُوفر لها من مؤثرات وعوامل إضافية تعزز تفاقمه لا سيما إذا کان عامل الوراثة أساساً في حصوله، فالتوحد بالمبدأ ذي طبيعة وراثية (جين غوردن، 2016، ص17). ومن الملامح الأساسية لاضطراب التوحد أن يعد بمثابة إعاقة اجتماعية حيث يعاني الطفل على أثرها من قصور واضح في مستوي نموه الاجتماعي فلا يصل غالبية هؤلاء الأطفال إلى المرحلة الثالثة من مراحل النمو الاجتماعي التي حددها إريکسون Erickson، وبالتالي يحدث قصور واضح وکبير في علاقاتهم الاجتماعية، ونقص أو قصور مماثل في مهاراتهم الاجتماعية اللفظية وغير اللفظية ينسحبون على أثره من المواقف والتفاعلات الاجتماعية (دعاء عبدالوارث، 2016، ص168).
فالتوحد هو  اضطراب نمائي يتسم بوجود خلل في قدرة الأطفال ذوي اضطراب التوحد على الانتباه الاجتماعي واکتساب بعض المهارات الاجتماعية عند مقارنة أدائهم بأداء أقرانهم العاديين المساويين لهم في العمر الزمني، وربما هذا يعيقهم على التوافق في أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية، ويطلق علماء علم النفس التربوي والصحة النفسية والتربية الخاصة على اضطراب التوحد اللغز المحير أو الإعاقة الغامضة (وليد خليفة، 2014، ص213).
وفي هذا الصدد, ألقت العديد من الدراسات الحديثة الضوء على ضعف وجوانب العجز في المهارات الاجتماعية، والتواصل والتفاعل الاجتماعي والتعاون والسلوک الاجتماعي الإيجابي لدى الأطفال التوحديين وأبرزت أن هذا الضعف يرتبط بالعديد من المشکلات السلوکية التي يعاني منها هؤلاء الأطفال (Li, Zhu & Chen, 2018; Sturm, Gillespie-Lynch & Kholodovsky, 2017; Kaartinen, Puura, Pispa, Helminen, Salmelin, Pelkonen & Skuse, 2017; Choque Olsson, Rautio, Asztalos, Stoetzer & Bölte, 2016; Yuill, 2014; Downs, 2002).
وفي سياق متصل نشأ الإرشاد النفسي بمفهومه الواسع منذ أن وجد الإنسان، فالرغبة في مساعدة الآخرين وإرشادهم قديمة قدم الحياة نفسها، وذلک بقيام الفرد بعرض مشکلاته طلباً للمشاورة الوجدانية، أو المساعدة في حلها من المحيطين به، أمر لجأ إليه الإنسان منذ  أن بدأت العلاقات بين البشر وقد اتخذ الإرشاد قديماً أشکالاً عديدة ، مثل تقديم النصيحة (صالح الخطيب، 2003، ص 24).  وفي الوقت يتم تقديم خدمات الإرشاد النفسي بکافة صورها للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومن بينهم الأطفال التوحديين.
          ونظراً لجوانب العجز الاجتماعي المتنوعة لدى الأطفال التوحديين فقد حاولت العديد من الدراسات الاستفادة من ميزات التعلم التعاوني ومن خلال تطبيق معالجات تجريبية أو برامج تدريبية مستندة إلى التعلم التعاوني کما هو الحال في دراسات کل من (Johnson, 2014; Rotondo, 2004; Grim, 2003). وعلى نحو مشابه، وظفت العديد من الدراسات أساليب التعلم التشارکي/التعاوني collaborative learning سواءاً بشکله الحقيقي المباشر أو الافتراض المعتمد على تقنيات المعلومات والاتصالات کما هو الحال في دراسات کل من (Wang, Laffey, Xing, Galyen & Stichter, 2017; Boyle, Arnedillo-Sanchez & Zahid, 2015; Huskens, Palmen, Van der Werff, Lourens & Barakova, 2015; Bauminger-Zviely, Eden, Zancanaro, Weiss & Gal, 2013; Millen, Edlin-White & Cobb, 2010; Cheng, Chiang, Ye & Cheng, 2010; Battocchi, Ben-Sasson, Esposito, Gal, Pianesi, Tomasini & Zancanaro, 2010).
کما اهتمت العديد من الدراسات التي رکزت على تنمية المهارات الاجتماعية من خلال برامج تدخل متنوعة على توظيف أساليب تستخدم المجموعات صغيرة العدد أو توجيه الأقران کما هو الحال في دراسات کل من (Cummings, 2017; Hayes, 2017; Gates, Kang & Lerner, 2017; Choque Olsson, 2016; Deckers, Muris, Roelofs & Arntz, 2016; Fannin, 2015; Nora, Tammimies & Bölte, 2015; Tobin, 2014; Ranjan, Pradhan & Wong, 2014; Evans, 2012) وذلک من منطلق أن مثل هذه الخبرات يمکن أن توفر فرص تعليمية وإرشادية وتدريبية مناسبة وطبيعية لممارسة المهارات الاجتماعية ومن ثم مساعدة الأطفال التوحديين على إتقانها من خلال الاستفادة من أقران ذوي مستوى أفضل من المهارات الاجتماعية.
ومن ناحية أخرى, شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في الدراسات التي تثبت فوائد النمذجة عبر الفيديو للأطفال التوحديين والذي يتضمن نمذجة المهارات الاجتماعية أمام الأطفال باستخدام فيديوهات تبرز المهارات المطلوبة. إذ تتعاطى النمذجة عبر الفيديو مع الصفات والخصائص المتفردة للطلاب التوحديين، بما في ذلک کونهم متعلمين بصريين، ولهم اهتمامات تقييدية ومتکررة (مثل مشاهدة نفس مادة الفيديو أو العرض التلفزيوني مراراً وتکراراً)؛ ويتمتعون بمهارات قوية نسبية في التقليد. کما ثبت أنها (أى النمذجة عبر الفيديو) أداة قيمة للمعلمين، والممارسين، وأفراد الأسرة. ومن شأن النمذجة عبر الفيديو أن تساعد الطلاب في اکتساب مهارات جديدة (Corbett & Abdullah, 2005).
حيث يمکن تشغيل مواد الفيديو على نحو متکرر بما يمثل فائدة للطلاب التوحديين الذين يتعلمون من خلال التکرار. بالإضافة إلى هذا، تقدم النمذجة عبر الفيديو أمثلة واقعية للمهارات المنشودة، وتستجلى الغموض الذي قد يشوب بعض أوجه التفاعل الاجتماعي وتنشئ سياقاً بصرياً محسوساً للطلاب التوحديين(Bellini & Akullian, 2007; Sherer et al., 2001)
ونجد أن الجمع بين النمذجة عبر الفيديو والتعلم التعاوني ممثلاً في توجيه الأقران- أي جعل الأقران الطبيعيين للطلاب ذوي الإعاقة يمارسون المهارات، ويقدمون التغذية الراجعة على المهارات، ويتيحون مزيد من الفرص للاندماج الاجتماعي (Fuchs & Fuchs, 2005)- من شأنه أن يعزز ويقوي تأثير تعليم المهارات الاجتماعية.
مما تقدم، يلاحظ أن الأطفال التوحديين هم من بين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. ويمکن القول بأن التوحد هي بالأساس إعاقة اجتماعية تتمثل مشکلتها الرئيسية في ضعف قدرة الطلاب على التواصل وعجز واضح في المهارات الاجتماعية لديهم. إن هؤلاء الأطفال بحاجة ماسة إلى برامج تعليمية وإرشادية تتناسب مع خصائصهم واحتياجاتهم الخاصة. ويحتاجون بشکل خاص إلى ما يعزز قدرتهم على التواصل والتعاون مع الآخرين، وما يسمح بتوفير فرص لممارسة فعلية للمهارات الاجتماعية في سياق اجتماعي واقعي. ولذلک فربما يساعد التعلم التعاوني على تنمية المهارات الاجتماعية وبالتالي التغلب على واحد من أبرز جوانب الضعف لدى الأطفال التوحديين. وفي هذا السياق، تأتي الدراسة الحالية في محاولة للکشف عن مدى فاعلية برنامج إرشادي في تنمية برنامج إرشادي مستند إلى التعلم التعاوني في تنمية المهارات الاجتماعية لدى عينة من الأطفال التوحديين في دولة الکويت.

 

 

 

جامعة مدینة السادات

کلیة التربیة

قسم علم النفس

 

 

 

 

 

فعالیة برنامج إرشادی قائم على التعلم

التعاونی فی تنمیة المهارات الاجتماعیة

لدى الأطفال التوحدیین بدولة الکویت

 

 

مستخلص بحث مقدم  ضمن استکمال متطلبات الحصول

على درجة الدکتوراه

تخصص- الصحة النفسیة

 

مقدمة من الطالب

فیصل حردان مهدی حسین عباس السلیسل

 

 

تحت إشراف

أ.د/ عادل عبد الله محمد

أستاذ وعمید کلیة علوم الإعاقة

جامعة الزقازیق

 

أ.م.د/ أحمد ثابت فضل

أستاذ علم النفس المساعد ورئیس قسم علم النفس بکلیة التربیة - جامعة مدینة السادات

1441هـ- 2019 م

 

 

مقدمة الدراسة:

یمر الإنسان بنموه بمراحل متتابعة بدءاً من الطفولة والمراهقة مروراً بالشباب والرجولة وصولاً إلى الکهولة والشیخوخة. وتلعب مرحلة الطفولة دوراً حاسماً وحیویاً فی حیاة الفرد. فعلى أساس السنوات المبکرة من حیاة الفرد تتضح العدید من الملامح الثابتة لشخصیة الإنسان فیما بعد. ومن ثم فإن الاهتمام بالنمو الشامل والمتکامل للطفل فی مرحلة الطفولة یعد أمراً حیویاً للغایة.

ویمثل الاهتمام بالطفولة أحد أهم مؤشرات حضارة الأمم حیث یعد مطلباً رئیسیاً تقتضیه الحاجة إلى مواجهة التخلف والتحدیات العلمیة والطبیعیة التی تواجه المجتمع الذی یرید لنفسه البقاء والاستمرار، ولا ینسحب مصطلح الطفولة على أولئک الأطفال العادیین، بل تخطى ذلک لیمثل أیضاً الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة والإعاقات المختلفة، ومن بین أنواع الإعاقات الحادة التی تؤثر تأثیراً سلبیاً على کافة أفراد الأسرة وخاصة على الوالدین ما یُعرف الآن فی دوائر البحث العلمی بـ (إعاقة التوحد) وبدأت تلقى اهتماماً واسع النطاق من قبل العدید من الباحثین والدارسین على المستویین العالمی والمحلی (خالد الحربی، 2017، ص2).

ویعد التوحد من اضطراب النمو المعقدة التی تظهر فی مرحلة مبکرة من العمر وتستمر مدى الحیاة. وقد یظهر لدى الأطفال خلال السنوات الثلاث الأولى، حیث یؤثر على مظاهر النمو المختلفة، وتتنوع تلک الاضطرابات وتؤثر بالخصائص اللغویة والاجتماعیة والعقلیة والانفعالیة والعاطفیة. وهذا بالتالی یؤثر على تفاعلهم واهتماماتهم المتنوعة، حیث یختلف الأطفال بهذا المرض فیما بینهم فی قوة مظاهر الاضطراب، ذلک یحتم استخدام طرائق تعامل مختلفة (أفنان الحربی، ومحمد الحجیلان، 2016، ص79).

ویعد التوحد من المشکلات المحیرة بالفعل، لأن الطفل التوحدی لا یبدو من نظهره الخارجی أنه یعانى من أی اضطراب بالمقارنة بالإعاقات الأخرى مثل التخلف العقلی، أو الصمم أو البکم أو العمى، فهو یبدو طبیعیاً تماماً من حیث المظهر أو الشکل الخارجی، وبالتالی یصعب التعرف على الاضطراب بسهولة ودقة، ویحتاج إلى قدر کبیر من المعرفة من خلال قیاس أعراض المرض، وخاصة اللغة والاتصال بالمجتمع والتعامل مع الآخرین (سعد ریاض، 2008، ص5).

ومنذ حوالى عشرین عاماً، کان التوحد نادر الحدوث حیث کان یصیب حوالى أربعة أو خمسة أطفال من کل عشرة آلاف طفل، ولکن من المؤسف أن معدل انتشار التوحد قد زاد زیادة ملحوظة فی السنوات الأخیرة، وهذه الزیادة فی اضطراد مستمر لدرجة أن الدراسات التی أُجریت مؤخراً فی الولایات المتحدة الامریکیة قد وجدت أن التوحد قد یصیب طفلاً من کل 250 طفلاً، وفی بعض الاماکن تزداد هذه النسبة لطفل کل 150 طفلاً (جیهان مصطفی، 2008، ص12).

ویعتبر التوحد کحالة اضطرابیه سلوکیة نمائیة ذات تداعیات نفسیة، حالة شائعة، وتزداد یوماً بعد یوم على خلفیة ما یُوفر لها من مؤثرات وعوامل إضافیة تعزز تفاقمه لا سیما إذا کان عامل الوراثة أساساً فی حصوله، فالتوحد بالمبدأ ذی طبیعة وراثیة (جین غوردن، 2016، ص17). ومن الملامح الأساسیة لاضطراب التوحد أن یعد بمثابة إعاقة اجتماعیة حیث یعانی الطفل على أثرها من قصور واضح فی مستوی نموه الاجتماعی فلا یصل غالبیة هؤلاء الأطفال إلى المرحلة الثالثة من مراحل النمو الاجتماعی التی حددها إریکسون Erickson، وبالتالی یحدث قصور واضح وکبیر فی علاقاتهم الاجتماعیة، ونقص أو قصور مماثل فی مهاراتهم الاجتماعیة اللفظیة وغیر اللفظیة ینسحبون على أثره من المواقف والتفاعلات الاجتماعیة (دعاء عبدالوارث، 2016، ص168).

فالتوحد هو  اضطراب نمائی یتسم بوجود خلل فی قدرة الأطفال ذوی اضطراب التوحد على الانتباه الاجتماعی واکتساب بعض المهارات الاجتماعیة عند مقارنة أدائهم بأداء أقرانهم العادیین المساویین لهم فی العمر الزمنی، وربما هذا یعیقهم على التوافق فی أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعیة، ویطلق علماء علم النفس التربوی والصحة النفسیة والتربیة الخاصة على اضطراب التوحد اللغز المحیر أو الإعاقة الغامضة (ولید خلیفة، 2014، ص213).

وفی هذا الصدد, ألقت العدید من الدراسات الحدیثة الضوء على ضعف وجوانب العجز فی المهارات الاجتماعیة، والتواصل والتفاعل الاجتماعی والتعاون والسلوک الاجتماعی الإیجابی لدى الأطفال التوحدیین وأبرزت أن هذا الضعف یرتبط بالعدید من المشکلات السلوکیة التی یعانی منها هؤلاء الأطفال (Li, Zhu & Chen, 2018; Sturm, Gillespie-Lynch & Kholodovsky, 2017; Kaartinen, Puura, Pispa, Helminen, Salmelin, Pelkonen & Skuse, 2017; Choque Olsson, Rautio, Asztalos, Stoetzer & Bölte, 2016; Yuill, 2014; Downs, 2002).

وفی سیاق متصل نشأ الإرشاد النفسی بمفهومه الواسع منذ أن وجد الإنسان، فالرغبة فی مساعدة الآخرین وإرشادهم قدیمة قدم الحیاة نفسها، وذلک بقیام الفرد بعرض مشکلاته طلباً للمشاورة الوجدانیة، أو المساعدة فی حلها من المحیطین به، أمر لجأ إلیه الإنسان منذ  أن بدأت العلاقات بین البشر وقد اتخذ الإرشاد قدیماً أشکالاً عدیدة ، مثل تقدیم النصیحة (صالح الخطیب، 2003، ص 24).  وفی الوقت یتم تقدیم خدمات الإرشاد النفسی بکافة صورها للأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة ومن بینهم الأطفال التوحدیین.

          ونظراً لجوانب العجز الاجتماعی المتنوعة لدى الأطفال التوحدیین فقد حاولت العدید من الدراسات الاستفادة من میزات التعلم التعاونی ومن خلال تطبیق معالجات تجریبیة أو برامج تدریبیة مستندة إلى التعلم التعاونی کما هو الحال فی دراسات کل من (Johnson, 2014; Rotondo, 2004; Grim, 2003). وعلى نحو مشابه، وظفت العدید من الدراسات أسالیب التعلم التشارکی/التعاونی collaborative learning سواءاً بشکله الحقیقی المباشر أو الافتراض المعتمد على تقنیات المعلومات والاتصالات کما هو الحال فی دراسات کل من (Wang, Laffey, Xing, Galyen & Stichter, 2017; Boyle, Arnedillo-Sanchez & Zahid, 2015; Huskens, Palmen, Van der Werff, Lourens & Barakova, 2015; Bauminger-Zviely, Eden, Zancanaro, Weiss & Gal, 2013; Millen, Edlin-White & Cobb, 2010; Cheng, Chiang, Ye & Cheng, 2010; Battocchi, Ben-Sasson, Esposito, Gal, Pianesi, Tomasini & Zancanaro, 2010).

کما اهتمت العدید من الدراسات التی رکزت على تنمیة المهارات الاجتماعیة من خلال برامج تدخل متنوعة على توظیف أسالیب تستخدم المجموعات صغیرة العدد أو توجیه الأقران کما هو الحال فی دراسات کل من (Cummings, 2017; Hayes, 2017; Gates, Kang & Lerner, 2017; Choque Olsson, 2016; Deckers, Muris, Roelofs & Arntz, 2016; Fannin, 2015; Nora, Tammimies & Bölte, 2015; Tobin, 2014; Ranjan, Pradhan & Wong, 2014; Evans, 2012) وذلک من منطلق أن مثل هذه الخبرات یمکن أن توفر فرص تعلیمیة وإرشادیة وتدریبیة مناسبة وطبیعیة لممارسة المهارات الاجتماعیة ومن ثم مساعدة الأطفال التوحدیین على إتقانها من خلال الاستفادة من أقران ذوی مستوى أفضل من المهارات الاجتماعیة.

ومن ناحیة أخرى, شهدت السنوات الأخیرة زیادة ملحوظة فی الدراسات التی تثبت فوائد النمذجة عبر الفیدیو للأطفال التوحدیین والذی یتضمن نمذجة المهارات الاجتماعیة أمام الأطفال باستخدام فیدیوهات تبرز المهارات المطلوبة. إذ تتعاطى النمذجة عبر الفیدیو مع الصفات والخصائص المتفردة للطلاب التوحدیین، بما فی ذلک کونهم متعلمین بصریین، ولهم اهتمامات تقییدیة ومتکررة (مثل مشاهدة نفس مادة الفیدیو أو العرض التلفزیونی مراراً وتکراراً)؛ ویتمتعون بمهارات قویة نسبیة فی التقلید. کما ثبت أنها (أى النمذجة عبر الفیدیو) أداة قیمة للمعلمین، والممارسین، وأفراد الأسرة. ومن شأن النمذجة عبر الفیدیو أن تساعد الطلاب فی اکتساب مهارات جدیدة (Corbett & Abdullah, 2005).

حیث یمکن تشغیل مواد الفیدیو على نحو متکرر بما یمثل فائدة للطلاب التوحدیین الذین یتعلمون من خلال التکرار. بالإضافة إلى هذا، تقدم النمذجة عبر الفیدیو أمثلة واقعیة للمهارات المنشودة، وتستجلى الغموض الذی قد یشوب بعض أوجه التفاعل الاجتماعی وتنشئ سیاقاً بصریاً محسوساً للطلاب التوحدیین(Bellini & Akullian, 2007; Sherer et al., 2001)

ونجد أن الجمع بین النمذجة عبر الفیدیو والتعلم التعاونی ممثلاً فی توجیه الأقران- أی جعل الأقران الطبیعیین للطلاب ذوی الإعاقة یمارسون المهارات، ویقدمون التغذیة الراجعة على المهارات، ویتیحون مزید من الفرص للاندماج الاجتماعی (Fuchs & Fuchs, 2005)- من شأنه أن یعزز ویقوی تأثیر تعلیم المهارات الاجتماعیة.

مما تقدم، یلاحظ أن الأطفال التوحدیین هم من بین الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة. ویمکن القول بأن التوحد هی بالأساس إعاقة اجتماعیة تتمثل مشکلتها الرئیسیة فی ضعف قدرة الطلاب على التواصل وعجز واضح فی المهارات الاجتماعیة لدیهم. إن هؤلاء الأطفال بحاجة ماسة إلى برامج تعلیمیة وإرشادیة تتناسب مع خصائصهم واحتیاجاتهم الخاصة. ویحتاجون بشکل خاص إلى ما یعزز قدرتهم على التواصل والتعاون مع الآخرین، وما یسمح بتوفیر فرص لممارسة فعلیة للمهارات الاجتماعیة فی سیاق اجتماعی واقعی. ولذلک فربما یساعد التعلم التعاونی على تنمیة المهارات الاجتماعیة وبالتالی التغلب على واحد من أبرز جوانب الضعف لدى الأطفال التوحدیین. وفی هذا السیاق، تأتی الدراسة الحالیة فی محاولة للکشف عن مدى فاعلیة برنامج إرشادی فی تنمیة برنامج إرشادی مستند إلى التعلم التعاونی فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى عینة من الأطفال التوحدیین فی دولة الکویت.

ـ مشکلة الدراسة:

تضافرت العدید من العوامل لبلورة معالم مشکلة الدراسة الحالیة والتی نبرزها فیما یلی:

1-    من خلال مراجعة الأدبیات المتعلقة بخصائص الأطفال التوحدیین فإننا نجد أن هؤلاء الأطفال یعانون عجزاً واضحاً فی الجوانب الاتصالیة والوجدانیة والسلوکیة والاجتماعیة وتتجسد أبرز ملامحها على الإطلاق فی ضعف المهارات الاجتماعیة لدیهم. ویؤدی هذا العجز الاجتماعی الواضح لدى هؤلاء الأطفال فی إعاقة قدرتهم على الاستفادة من فرص التعلم التعاونی التی یمکن أن تتاح سواءاً فی المدرسة أو خارجها وفی کافة المؤسسات التی یمکن أن یعملون أو یلتحقون بها لاحقاً بما یضعف من الفرص التعلیمیة والاجتماعیة ویقلص رأس المال الاجتماعی بشکل واضح لدى هؤلاء الأطفال عندما یکبرون کراشدین.

2-    من خلال مراجعة الدراسات السابقة یتضح أنه وعلى الرغم من وجود عدة دراسات تهتم بتنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین فإن هناک قدر محدود للغایة من الدراسات التی حاولت الاستفادة من فرص التعلم التعاونی لتنمیة المهارات الاجتماعیة لدیهم خاصةً البرامج الإرشادیة التی تستند إلى التعلم التعاونی. ولذلک؛ فإن هناک حاجة إلى تقدیم برنامج إرشادی یستند إلى التعلم التعاونی لتنمیة المهارات الاجتماعیة لدیهم وهو ما یتم الترکیز علیه فی الدراسة الحالیة.

3-    یعد الاهتمام بذوی الاحتیاجات الخاصة وتعلیمهم وتدریبهم وإرشادهم بمثابة أولویة مهمة تهتم بها رأس الدولة خاصةً وفقاً لمتطلبات رؤیة کویت جدیدة 2030 والتی تعکس الاهتمام المتزاید بالدولة بذوی الاحتیاجات الخاصة والحاجة إلى دمجهم والاستفادة بهم کرأس مال للمجتمع. ولذلک؛ فإن الاهتمام بالأطفال التوحدیین یعد أمراً ضروریاً خاصةً فی مجال مساعدتهم على التکیف والاندماج فی مجتمعهم من خلال تنمیة المهارات الاجتماعیة وقدرتهم على التعلم التعاونی والاستفادة منه.

          ومما تقدم، یمکن صیاغة مشکلة الدراسة الحالیة فی ضعف المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین وضعف قدرتهم على الاستفادة من التعلم التعاونی والحاجة إلى برامج إرشادیة مستندة إلى التعلم التعاونی لتنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین. ویمکن التعبیر عن مشکلة الدراسة الحالیة فی صورة تساؤل رئیسی مفاده: "ما فاعلیة برنامج إرشادی مستند إلى التعلم التعاونی لتنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین فی دولة الکویت؟". وینبثق عن هذا التساؤل الرئیسی مجموعة التساؤلات الفرعیة التالیة:

1-  ما المهارات الاجتماعیة التی یتعین تنمیتها لدى الأطفال التوحدیین المشارکین فی الدراسة ؟

2-  کیف یمکن بناء برنامج إرشادی مستند إلى التعلم التعاونی (توجیه الأقران) والنمذجة من خلال الفیدیو لتنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین؟ 

3-  ما فعالیة البرنامج الإرشادی المقترح فی تنمیة المهارات البین شخصیة لدى الأطفال المشارکین من وجهة نظر المعلمین وفقاً لاستبیان فینلاند؟

4-  ما فعالیة البرنامج الإرشادی المقترح فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى کل طفل من الأطفال المشارکین ما بین مراحل خط الأساس والتدخل والمتابعة (وفقاً لبیانات بطاقة الملاحظة)؟

أهداف الدراسة:

ترکز الدراسة الحالیة على تحقیق أهداف الوصف والتفسیر والتنبؤ والتحکم. حیث یتم تحقیق هدف الوصف من خلال وصف کیفیة بناء برنامج إرشادی مقترح یستند إلى التعلم التعاونی (توجیه الأقران) والنمذجة من خلال الفیدیو لتنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین. کما تسعى الدراسة إلى تحقیق هدف التحکم من خلال العمل على تعدیل مستویات المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین وتنمیتها وعلاج جوانب العجز فیها. أما هدف التفسیر فیتحقق من خلال تفسیر الفعالیة المحتملة لبرنامج إرشادی على المهارات الاجتماعیة بالاعتماد على الإطار النظری والدراسات السابقة.

أهمیة الدراسة:

لهذه الدراسة أهمیة من الناحیتین التطبیقیة والنظریة على النحو التالی:

أ- الأهمیة التطبیقیة للدراسة:

          من الناحیة التطبیقیة فإن لهذه الدراسة أهمیة  کبیرة؛ حیث تعد مفیدة للفئات التالیة:

(1)     الأخصائیین والمرشدین النفسیین الذین یتعاملون مع الأطفال التوحدیین یمکن أن تکون هذه الدراسة مفیدة لهم فی تقدیم برنامج إرشادی یمکن أن یتم الاعتماد علیه فی تعزیز قدرة الأطفال التوحدیین على التعاون مع الآخرین وتنمیة المهارات الاجتماعیة لدیهم.  کما تلقی الدراسة الضوء على السبل التطبیقیة والخطوات العملیة لتوظیف النمذجة من خلال الفیدیو فی البرامج الإرشادیة المقدمة لهؤلاء الأطفال.

(2)     یمکن أن تکون هذه الدراسة مفیدة لمعلمی الأطفال التوحدیین سواء معلمی التربیة الخاصة أو المعلمین فی نظام الدمج إذ تبین سبل الاستفادة من التعلم التعاونی وتوظیفه بطریقة تطبیقیة فعالة مع هؤلاء الأطفال فی حجرة الدراسة ومواقف التدریس الیومیة.

(3)     قد تفید هذه الدراسة أولیاء أمور الأطفال التوحدیین إذ أنها توضح بعض من الإجراءات العملیة التی یمکن أن تساهم فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى أطفالهم، کما تلقی الضوء على بعض الجوانب التی فیها یمکن أن یتعاون أولیاء الأمور مع الأخصائیین النفسیین والمعلمین فی تعلیم وإرشاد أطفالهم.

(4)     قد تفید هذه الدراسة الأطفال التوحدیین أنفسهم من خلال تقدیم برامج ذات فاعلیة عملیة تساهم فی التغلب على بعض جوانب العجز الاجتماعی والاتصالی الذی یعانون منه وتنمیة المهارات الاجتماعیة لدیهم وهو ما یحسن کثیراً من فرصهم للتعلیم والاندماج المجتمعی الناجح خاصةً فی عصر مهارات القرن الحادی والعشرین.

الأهمیة النظریة للدراسة:

لهذه الدراسة العدید من جوانب التفرد فهی بحد علمی تعد الدراسة الوحیدة التی تجرى فی دولة الکویت والتی ترکز على الاستفادة من التعلم التعاونی (ممثلاً فی توجیه الأقران) والنمذجة من خلال الفیدیو لبناء برنامج إرشادی لتنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین. کما تعد هذه الدراسة وبحد علم الباحث الحالی من الدراسات القلیلة التی سعت لتوظیف النمذجة من خلال الفیدیو لتنمیة المهارات الاجتماعیة لدى هذه العینة من الأطفال وبالتالی تمثل الدراسة إضافة علمیة قویة للمجال خاصةً فی دولة الکویت.  کما أن هذه الدراسة تعد من بین الدراسات القلیلة بحد علمی والتی توظف التعلم التعاونی مع الأطفال التوحدیین؛ وهی بذلک تساهم إسهاماً کبیراً فی إثراء الأدبیات المتعلقة بسیکولوجیة الأطفال التوحدیین وإرشادهم.

حدود الدراسة: تلتزم الدراسة بالحدود التالیة:

أ- الحدود البشریة والمکانیة: عینة من الأطفال التوحدیین فی دولة الکویت ممن تنطبق علیهم المعاییر التشخیصیة الأمریکیة لتشخیص التوحد إضافة إلى قرار تعلیمی, واثبات إعاقة, وتقیر طبی صادر عن الهیئة العامة لذوی الإعاقة ووزارة الصحة بدولة الکویت. وقد تم اختیار مدارس المعرفة النموذجیة – برنامج الاحتیاجات الخاصة – لتطبیق البرنامج الإرشادی المقترح وهی من المدارس المعتمدة لدى الإدارة العامة للتعلیم الخاص والهیئة العامة لشئون ذوی الإعاقة بالکویت.

ب- الحدود الزمنیة: تطبیق الدراسة خلال العامین الدراسیین (2018-2019).

جـ- الحدود الخاصة بالموضوع:

- یقتصر مفهوم التعلم التعاونی فی الدراسة الحالیة على أسلوب توجیه الأقران.

- الاعتماد على برنامج إرشادی قائم على النمذجة من خلال الفیدیو بالتکامل مع توجیه الأقران کأحد أشکال التعلم التعاونی.

- یتم الاعتماد فی تشخیص حالات التوحد لدى الأطفال المشارکین فی الدراسة الحالیة استناداً إلى التشخیص السابق لهؤلاء الأطفال من الهیئة العامة لشئون ذوی الإعاقة ووزارة الصحة والذی على أساسه تم اعتبارهم توحدیین، واعتمدت جمیع هذه المؤسسات بالأساس على المعاییر والمحکات الوارد فی الدلیل التشخیصی الرابع للاضطرابات النفسیة (DSM IV) الصادر عن الجمعیة  الأمریکیة للطب النفسی لتشخیص الأطفال التوحدیین.

 –  تقتصر الدراسة على مجموعة من المهارات الاجتماعیة الأساسیة والبسیطة التی یتعین على الأطفال التوحدیین إتقانها وهی: التحیة والأحادیث القصیرة - الاستجابة للحوار واللعب - المبادرة بالحوار واللعب- تناوب الأدوار.

مصطلحات الدراسة:

المهارات الاجتماعیة social skills:

تُعرف إجرائیاً فی الدراسة الحالیة على أنها مجموعة من المهارات التی یحتاج أن یؤدیها الأطفال التوحدیین بسرعة ودقة فی المواقف الاجتماعیة المختلفة والتی تمکنهم من ممارسة سلوک اجتماعی إیجابی والتفاعل والتواصل الاجتماعی بإیجابیة مع الآخرین، والتعاون والمشارکة معهم وإدراک مشاعرهم والاستجابة لها بشکل بناء. وتتضمن المهارات الاجتماعیة موضع الترکیز فی الدراسة الحالیة: التحیة والأحادیث القصیرة - الاستجابة للحوار واللعب - المبادرة بالحوار واللعب - تناوب الأدوار وتقاس المهارات الاجتماعیة فی الدراسة الحالیة بالدرجة التی یحصل علیها الطفل استناداً إلى بطاقة الملاحظة المعدة والتی یتم استخدامها لهذا الغرض.

البرنامج الإرشادی: Counseling Program

یُعرف البرنامج الإرشادی إجرائیاً فی الدراسة الحالیة على أنه مجموعة من الخبرات المخططة بعنایة وفقاً للاحتیاجات الإرشادیة للأطفال التوحد خاصةً المتعلقة بتنمیة المهارات الاجتماعیة لدیهم من خلال مواقف تعتمد على التعلم التعاونی وبالتحدید أسلوب توجیه الأقران جنباً إلى جنب مع استخدام النمذجة من خلال الفیدیو للمهارات الاجتماعیة المتعلمة. ویتضمن البرنامج الأهداف المنشودة والأساس النظری والمحتوى والأسالیب والفنیات، والمخرجات والتقییم بهدف تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال المشارکین. ویتم تطبیقه عبر سلسلة من الجلسات التی یقوم بها فرد مهنی متخصص.

التوحد Autism

یشیر التوحد إلى إعاقة نمائیة، تصیب الاطفال فی السنوات الثلاث الاولى من العمر، وتستمر مدى الحیاة، وتظهر اضطرابات متعددة شدیدة، خاصة فی التواصل (اللغوی والبصری)، فهو منغلق على نفسه، مع جمود عاطفی وانفعالی، واضطراب فی الاستجابات الحسیة للمثیرات، وهو اضطراب سلوکی واجتماعی وانفعالی وذهنی (عبد الحکیم العواس، 2011، ص11).

التعلم التعاونی Cooperative learning

 یُعرف التعلم التعاونی على أنه تعلم المهارات الاجتماعیة فی سیاق مجموعات صغیرة العدد أو ثنائیات (توجیه الأقران) وهو أسلوب یعتمد على الاعتمادیة المتبادلة الإیجابیة، والمسئولیة الفردیة والاجتماعیة، والمهارات الشخصیة والجماعیة، ومعالجة عمل المجموعة، والتفاعل المعزز وجهاً لوجه. ویتضمن هذا الأسلوب الاستفادة من وجود طفل على مستوى أعلى من المهارات الاجتماعیة مقارنةً بالطفل ذی التوحد بحیث یکون نموذجاً للطفل ویساعد التفاعل وجهاً لوجه بینهما على اکتساب هذه المهارات وتعلمها منه.

 

 

 

 

أولاً: الدراسات العربیة

1- دراسة إکرام درادکه، وأحمد خزاعلة (2017)

            هدفت الدراسة إلى التعرف على العلاقة بین المظاهر السلوکیة والتواصل الاجتماعی لدى

الأطفال التوحدیین، فی محافظة عجلون من وجهة نظر معلمیهم. والتعرف على مهارات التواصل الاجتماعی التی یملکها الأطفال التوحدیین. ولتحقیق أهداف الدراسة تم توظیف منهجیة بحثیة وصفیة. وقد طُبقت الدراسة على عینة قوامها (39) معلماً ومعلمة من معلمی الأطفال فی مراکز وجمعیات التربیة الخاصة فی محافظة عجلون للعام الدراسی 2015-2016. ولجمع بیانات الدراسة تم تطویر مقیاسین، أحدهما تناول قیاس المظاهر السلوکیة لدى الأطفال ذوی اضطراب التوحد ومقیاساً آخر یقیس مهارات التواصل الاجتماعی. وللتحلیل الإحصائی وظف الباحثان المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة بالإضافة إلى حساب تحلیل التباین الثلاثی، واختبار شیفیه. وقد بینت نتائج الدراسة وجود علاقة سلبیة ذات دلالة إحصائیة بین المظاهر السلوکیة لدى الأطفال التوحدیین ومهارات التواصل الاجتماعی، مما یدل على أن الأطفال التوحدیین یعانون من مشکلات سلوکیة، وکلما زادت هذه المشکلات السلوکیة قلت قدراتهم على بناء العلاقات الاجتماعیة والمحافظة علیها مع أقرانهم. وبینت نتائج الدراسة أن مهارات التواصل الاجتماعی التی یمتلکها أطفال ذوو اضطراب طیف التوحد من وجهة نظر معلمیهم بشکل عام جاءت بدرجة متوسطة، وأن أبرز مهارات التواصل الاجتماعی التی یمتلکها الأطفال ذوو اضطراب طیف التوحد تمثلت فی أنه یصغى لتوجیهات معلمته، ویقبل الأشخاص المألوفین لدیه، ویستجیب للمعززات الاجتماعی، ویحسن رکوب الباص أو السیارة. وفی ضوء ما توصل إلیه الباحثان من نتائج أوصى بضرورة تطویر المهارات الاجتماعیة والتی تتضمن مهارات التقلید، والبدء بالتفاعل الاجتماعی، والاستجابة للتفاعل الاجتماعی المقدم من قبل الآخرین، وتطویر مهارات اللعب النشط مع الآخرین، کما أوصى بضرورة تقدیم برامج خاصة لإرشاد الأطفال التوحدیین والتی تُصمم لدفع الطفل للتفاعل مع الآخرین وتعلیمه التواصل عن طریق التخاطب مع الآخرین.

2- دراسة فادیة مصطفى (2017)

هدفت هذه الدراسة إلى معرفة مدى فاعلیة برنامج تدریبی مقترح فی تنمیة مهارات التفاعل

الاجتماعی لدى الأطفال التوحدیین بمراکز التوحد بولایة الخرطوم. اُستخدم المنهج التجریبی بتصمیمه شبه التجریبی (المجموعة الواحدة). وتمثل مجتمع الدراسة فی الأطفال التوحدیین بمراکز التوحد بولایة الخرطوم،  والبالغ عددهم (64) طفلاً، (41) ذکراً و (23) أنى، تم اختیار عینة قصدیة بلغ قوامها (17) طفلاً وطفلة. ولجمع البیانات صممت الباحثة مقیاس لمهارات التفاعل الاجتماعی لدى الأطفال التوحدیین، وتکون من الأبعاد (مهارات التواصل غیر اللفظی؛ ومهارات التواصل اللفظی؛ ومهارات التبادل العاطفی والمشارکة الاجتماعیة)، وکذلک تم إعداد برنامج سلوکی مقترح لتحسین مهارات التفاعل الاجتماعی، ورکز على مهارات التفاعل الاجتماعی الضروریة للأطفال التوحدیین التی لابد من اکتسابها حتى یتمکنوا من التفاعل الاجتماعی، وتألف البرنامج من ثلاثة مهارات رئیسیة وتحتوى کل مهارة عدداً من المهارات الفرعیة بلغ عددها (23) مهارة، وتحتوى کل مهارة فرعیة عدة أهداف سلوکیة بلغت فی مجملها (80) هدفاً سلوکیاً. وتمثلت الأهداف العامة للبرنامج فی: تحسین مهارات التفاعل الاجتماعی لأطفال التوحد، أما الأهداف الخاصة للبرنامج، فهی: تحسین مهارات التواصل البصری وتعبیرات الوجه والإیماءات الاجتماعیة، وتحسین بعض المهارات اللغویة، وتحسین مقدرة الطفل على الأخذ والعطاء، وتحسین مهارة اللعب الجماعی، وتحسین مهارة المشارکة والتعاون والعمل الجماعی، وتشجیع الطفل على الاختلاط بالناس. وأثبتت الدراسة فاعلیة البرنامج التدریبی فاعلیته فی تحسین مهارات التفاعل الاجتماعی لدى الأطفال التوحدیین، کما وُجدت فروق ذات دلالة إحصائیة فی فاعلیة البرنامج التدریبی على مهارات التفاعل الاجتماعی حسب مستوى تعلیم الأب ودرجة التوحد والعمر الزمنی للطفل التوحدی، ولم توجد أی فروق جوهریة فی تحسین مستوى مهارات التفاعل الاجتماعی حسب نوع الطفل التوحدی، ونوع الأسرة والمستوى التعلیمی للأمهات، وکذلک لم یتبین وجود تفاعل بین نوع الطفل التوحدی (ذکر-أنثی) مع درجة إعاقته (خفیفة-متوسطة-شدیدة) على درجة التحسن فی مهارات التفاعل الاجتماعی وسط الأطفال التوحدیین.

3- دراسة أمیمة کامل (2017)

هدفت هذه الدراسة إلى الکشف عن أثر تدریبات تدخل الانتباه المشترک فی تحسین المهارات الاجتماعیة ومهارات التواصل اللفظی لدى الأطفال الذین یعانون من اضطراب التوحد. واعتمدت الدراسة على المنهج التجریبی القائم على تصمیم تجریبی ذی مجموعتین متکافئتین، إحداهما تجریبیة (تم تطبیق البرنامج المستخدم علیها)، والأخرى ضابطة. واشتملت عینة الدراسة على (8) أطفال یعانون من اضطراب التوحد مرتفعی الوظیفة بمدرسة التربیة الفکریة بروض الفرج تم توزیعهم بالتساوی إلى مجموعتین (تجریبیة، وضابطة). ولجمع بیانات الدراسة تم استخدام مقیاساً للمهارات الاجتماعیة، یهدف لقیاس المهارات الاجتماعیة لدى الطفل ذی اضطراب التوحد، ویتکون من (34) عبارة موزعة على ثلاث أبعاد فرعیة وهی: التعاون الاجتماعی، والتفاعل الاجتماعی، والاستقلال الاجتماعی)،  وکذلک مقیاس تقدیر المعلم للتواصل اللفظی لدى الطفل ذی اضطراب التوحد. کما تم إعداد برنامج یهدف قائم على الانتباه المشترک لتحسین المهارات الاجتماعیة والتواصل اللفظی لدى الأطفال ذوی اضطراب التوحد، وتکون البرنامج من (20) جلسة تدریبیة واستغرق البرنامج فترة زمنیة قدرها خمسة أسابیع. ومن بین الأسالیب الإحصائیة المُوظفة بالدراسة اختبار مان-وتینی، واختبار ویلکوکسون. وبینت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین أفراد المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی القیاس البعدی لمقیاس المهارات الاجتماعیة، والتواصل اللفظی وجاءت الفروق لصالح المجموعة التجریبیة.

4- دراسة جلال أبو شریعة (2016)

تمثل الهدف الرئیس لهذه الدراسة فی التعرف على مستوى الانسحاب الاجتماعی لدى الأطفال ذوی اضطراب التوحد بمحافظة اربد من وجهة نظر معلمیهم، وکذلک التعرف على أثر المتغیرات الشخصیة (الجنس، والعمر) فی مستوى الانسحاب الاجتماعی لدى الأطفال التوحدیین. ووظفت الدراسة منهجیة بحثیة قائمة على المنهج الوصفی المسحی، وطُبقت الدراسة على عینة قوامها (121) من مجتمع أصلی قوامه (200) تم اختیارهم قصدیاً من الأطفال الذی یعانون اضطراب طیف التوحد فی محافظة اربد. ولجمع بیانات الدراسة صمم الباحث استبانة مکونة من (30) فقرة تقیس الانسحاب الاجتماعی لدى الأطفال الذین یعانون اضطراب طیف التوحد بمحافظة اربد. ولتحلیل البیانات إحصائیاً اُستخرجت المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة، وکذلک اختبار "ت"، وتحلیل التباین أحادی الاتجاه. وقد أبرزت نتائج الدراسة أن مستوى الانسحاب الاجتماعی لدى الأطفال ذوی اضطراب التوحد فی مدینة اربد من وجهة نظر معلمیهم کان عالیاً، کما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی مستوى الانسحاب الاجتماعی لدى أطفال ذوی اضطراب التوحد تعزى لتغیر الجنس (وجاءت الفروق لصالح الذکور)، وکذلک تبین وجود فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لأثر العمر بین الفئة العمریة (6-9سنوات) من جهة وکل من الفئتین (10-13سنة) و(14-16سنة) من جهة أخرى، وجاءت الفروق لصالح لکل من الفئتین (10-13سنة) و(14-16سنة).

5- دراسة أحمد السید (2016)   

هدفت الدراسة إلی الکشف عن أهم جوانب القصور فی التفاعل الاجتماعی لدی الأطفال التوحدیین والتی تحتاج إلی تحسین، وکذلک التحقق من فاعلیة برنامج للأنشطة الجماعیة فی تحسین التفاعل الاجتماعی لدی الأطفال التوحدیین. ووظفت الدراسة المنهج التجریبی، الذی یقوم علی المقارنة بین المجموعات التجریبیة والضابطة، والمقارنة بین أفراد المجموعة التجریبیة فی القیاس القبلی والبعدی والتتبعی. اشتمل مجتمع وعینة الدراسة على (12) من الأطفال الذکور المصابین بالتوحد الملتحقین بفصول ومراکز التوحد والتربیة الخاصة بمحافظة الإحساء ممن تراوحت أعمارهم الزمنیة ما بین 8-14 سنة، تم تقسیمهم إلی مجموعتین بالتساوی إلی مجموعة تجریبیة وأخری ضابطة، قوام کل مجموعة 6 أطفال. وتمثلت أدوات الدراسة فی مقیاس التفاعل الاجتماعی، الذی تم تصمیمه بهدف قیاس مستوی التفاعل الاجتماعی لدی الأطفال التوحدیین فی المجموعتین التجریبیة والضابطة قبل وبعد تطبیق برنامج الأنشطة الجماعیة وتطبیقه علی المجموعة التجریبیة فقط فی القیاس التتبعی، واحتوی المقیاس علی ثلاثة أبعاد رئیسة هی: التعاون والتواصل والإقبال الاجتماعی. وکذلک تم إعداد برنامجاً للأنشطة الجماعیة، المعتمد علی مجموعة من الأنشطة الجماعیة مثل النشاط الریاضی، والفنی، والاجتماعی، ودورها فی تحسین بعض أبعاد التفاعل الاجتماعی لدی الأطفال التوحدیین، ویساعد البرنامج فی تحسین مستوی التفاعل الاجتماعی لدی الأطفال التوحدیین، وکذلک یسهم البرنامج فی تقدیم بعض المواقف الاجتماعیة الجماعیة للأطفال التوحدیین، واکتساب مهارات وعادات اجتماعیة، ومن ثم وزیادة التفاعل الاجتماعی لدیهم، واستند برنامج الأنشطة الجماعیة المستخدم فی الدراسة علی أسلوب الإرشاد الجماعی، الذی یقوم علی التفاعل والتأثیر المتبادل بین أفراد المجموعة الإرشادیة بعضهم البعض من جهة، والذی بدوره یؤدی إلی تحسین مستوی التفاعل الاجتماعی لدیهم، ویتخلل الإرشاد الجماعی إرشاد فردی حسب طبیعة کل فرد وخصوصیته وحسب طبیعة کل جلسة وکل نشاط. وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود فروق دالة إحصائیا فی رتب درجات أطفال المجموعة التجریبیة بین التطبیقین القبلی والبعدی لصالح التطبیق البعدی، کذلک وجدت فروق دالة إحصائیا بین متوسطات رتب درجات أطفال المجموعة التجریبیة، ومتوسطات رتب درجات أطفال المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی لصالح أطفال المجموعة التجریبیة، ولم توجد فروق دالة فی رتب درجات أطفال المجموعة التجریبیة بین التطبیقین البعدی والتتبعی، مما یعنی نجاح برنامج الأنشطة الجماعیة فی تحسین التفاعل الاجتماعی لدی الأطفال التوحدیین، واستمرار فاعلیة برنامج الأنشطة الجماعیة فی تحسین التفاعل الاجتماعی لدی هؤلاء الأطفال بعد فترة المتابعة.

6- دراسة حسین النجادات، وإبراهیم الزریقات (2016)

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على فاعلیة التدریب على التواصل الوظیفی فی خفض السلوکیات غیر المرغوب فیها وتنمیة المهارات الاجتماعیة لدى عینة من أطفال التوحد فی الأردن. واتبعت الدراسة منهجیة شبه تجریبیة من خلال تصمیم مجموعتین تجریبیة وضابطة مع اختبار قبلی وبعدی. وتمثلت عینة الدراسة من (20) طفلاً توحدیاً فی الفئة العمریة بین (6) إلى (10) سنوات، تم اختیارهم بطریقة قصدیة من مرکزین من مراکز التوحد وهما (المرکز العربی للتربیة الخاصة وجمعیة مساندة ودعم الأفراد التوحدیین وأسرهم)، وتم توزیع أفراد الدراسة إلى مجموعتین رئیستین بصورة عشوائیة، هما: المجموعة الأولى تجریبیة وعددهم (10) طلاب من المرکز العربی تلقوا التدریب على البرنامج المقترح والثانیة مجموعة ضابطة وعددهم (10) لم یتلقوا التدریب علیه من طلبة جمعیة مساندة ودعم الأفراد التوحدیین. ولتحقیق أهداف الدراسة تم إعداد ثلاثة مقاییس، هی: مقیاس لتقدیر السلوکات غیر المرغوب فیها، ومقیاس لتقدیر المهارات الاجتماعیة لأطفال التوحد: وتکون من 35 فقرة، توزعت على الأبعاد الآتیة: بُعد الفهم العاطفی ومهارات إبداء وجهة النظر ، بُعد البدء فی التفاعلات (العلاقات) ، بُعد الاستمرار والمحافظة على التفاعلات والعلاقات الاجتماعیة (4) فقرات، بُعد بدائل السلوک العدوانی، بُعد اتباع التعلیمات ، بُعد المهارات الاجتماعیة المتقدمة. وکذلک تم إعداد برنامج تدریبی مبنی على استراتیجیة التدریب على التواصل الوظیفی، وقد اُتبع فی هذا البرنامج مجموعة من الاستراتیجیات کاستخدام بعض الاستراتیجیات السلوکیة من مثل الحث والتلقین والتعزیز، کما تم استخدام استراتیجیة النمذجة والمحاکاة، واستراتیجیات تواصل تعتمد على الصور والکلام، وتکون البرنامج من (33) جلسة تدریبیة. وقد أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائیة على مقیاس المهارات الاجتماعیة بین أفراد المجموعة الضابطة والتجریبیة على القیاس البعدی لصالح المجموعة التجریبیة التی طُبق علیها البرنامج التدریبی.

7- دراسة إلهام القصیریین (2016)

هدفت الدراسة إلى التعرف على أثر برنامج تدریبی قائم على القصص الاجتماعیة فی خفض حدة بعض أعراض التوحد لدى الأطفال التوحدیین بالمملکة العربیة السعودیة من خلال إکسابهم بعض من المهارات الاجتماعیة. والتعرف على فاعلیة تلک القصص الاجتماعیة فی تحسین التفاعل الاجتماعی لدیهم. واتبعت الدراسة المنهج شبه التجریبی بتصمیم مجموعتین (تجریبیة، وضابطة). وقد تکونت عینة الدراسة من عینة قصدیة قوامها (16) طفلاً وطفلاً ممن یعانون من اضطراب التوحد والملتحقین بالجمعیة السعودیة للتوحد فی جدة، تم توزیعهم عشوائیاً إلى مجموعتین احدهما تجریبیة تلقت البرنامج التدریبی المقترح والأخرى ضابطة لم تتلق أی تدریب. ولجمع البیانات طبقت الباحثة مقیاساً للمهارات الاجتماعیة یقیس المهارات الاجتماعیة للأطفال ذوی اضطراب التوحد، اشتمل على المهارات الاجتماعیة التالیة (مهارة تحمل المسئولیة، ومهارة التوکید، ومهارة ضبط النفس، ومهارة التعاون، ومهارة التعاطف، ومهارة التواصل مع الأقران). وکذلک تم إعداد برنامج للقصص الاجتماعیة احتوى على مجموعة من المواقف التی یمر بها الطفل فی المرکز والأسرة والحیاة الاجتماعیة بشکل عام، ویهدف إلى تزوید الأطفال ذوی اضطراب التوحد بالسلوکیات المرغوب فیها، والمواقف التی سیواجهها الطفل التوحدی، ویعلمه مهارات اجتماعیة معینة فی مواقف معینة، واشتمل البرنامج فی صورته النهائیة على (10) قصص اجتماعیة تمثل المهارات الاجتماعیة والسلوکیة، وقد اشتملت اجراءات الدراسة على إعادة القصة مع کل طفل یومی إلى ان یتم محاکاتها من قبله والتحقیق من توصیل الأهداف المطلوبة فیها، وتم تطبیق القصص لمدة ثمانیة أسابیع. وأوضحت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین درجات أطفال المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس المهارات الاجتماعیة بأبعاده لصالح القیاس البعدی،  حیث تبین أن أکبر تأثیر للبرنامج کان على مهارة اتباع التعلیمات یلیها مهارة التعاون یلیها مهارة ضبط النفس ثم مهارة تحمل المسئولیة، ویلیها مهارة التواصل معا الأقران ثم مهارة التعاطف، وکشفت النتائج أیضاً أن القصص الاجتماعیة وما تحتویه من مهارات وسلوکیات اجتماعیة کان لها دوراً فی تنمیة بعض جوانب المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال الذین یعانون من اضطراب التوحد والملتحقین بالجمعیة السعودیة للتوحد فی جدة ، مما أتاح الفرصة لخفض بعض أعراض التوحد.

 

8- دراسة منصور الزیود (2016) 

هدفت الدراسة إلى بناء برنامج تدریبی علاجی قائم على السیکودراما والموسیقی للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، وقیاس أثر هذا البرنامج فی تنمیة المهارات الاجتماعیة والتواصلیة والترویحیة لدیهم. وتم توظیف المنهج شبه التجریبی بتصمیم مجموعتین احدهما تجریبیة والأخرى ضابطة مع اختبار قبلی وبعدی. وقد تألفت عینة الدراسة من (30) طفلاً من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد فی مدینة عمان، تم توزیعهم عشوائیاً إلى مجموعتین تجریبیة وضابطة. ولجمع بیانات الدراسة تم بناء برنامج تجریبی قائم على السیکودراما والموسیقی قائم على فلسفة علاجیة نفسیة سلوکیة، تمثل الهدف منه فی تنمیة المهارات الاجتماعیة والتواصلیة والترویحیة باعتبار أن هذه المهارات تعتبر أساسیة فی التعلم ورفع کفاءة السلوک التکیفی. وکانت مدة البرنامج (40) جلسة. ولجمع البیانات, تم إعداد مقیاساً لکل من المهارات الاجتماعیة والتواصلیة والترویحیة. وبینت نتائج الدراسة وجود أثر دال إیجابیاً للبرنامج التدریبی العلاجی القائم على السیکودراما والموسیقی فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین فی مدینة عمان، حیث تبین وجود فروق دالة إحصائیاً بین المجموعتین التجریبیة والضابطة فی المهارات الاجتماعیة المتمثلة فی (مهارات التواصل، والمهارات الترویحیة) وجاءت الفروق لصالح المجموعة التجریبیة.

9- دراسة سالی حبیب (2016)

هدفت الدراسة إلى الکشف عن فاعلیة برنامج تدریبی قائم على نموذج جرای للقصص الاجتماعیة فی تحسین بعض المهارات الاجتماعیة وتعدیل سلوکیات التحدی لدى الأطفال ذوی اضطراب التوحد مرتفعی الأداء، والتعرف على الفروق بین المجموعتین التجریبیة التی تعرضت للبرنامج والضابطة التی لم تخضع للتدریب فی ضوء البرنامج. واستخدمت الدراسة المنهج التجریبی. وقد اشتملت عینة الدراسة على (10) أطفال من ذوی اضطراب التوحد مرتفعی الأداء بمؤسسة مصر للتوحد بمدینة القاهرة وتم تقسمیهم إلى مجموعتین تجریبیة وضابطة.  ولجمع بیانات الدراسة تم توظیف مقیاس المهارات الاجتماعیة الذی یهدف إلى قیاس المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال ذوی اضطراب التوحد، والذی تکون من 30 عبارة موزعة على أربعة أبعاد وهی (التفاعل، والاستهلال، والتعاون، وإدارة الذات). وکذلک تم بناء برنامج تدریبی یهدف إلى تحسین بعض المهارات الاجتماعیة وتعدیل سلوکیات التحدی لدى الاطفال ذوی اضطراب التوحد مرتفعی الأداء، وتکون البرنامج من 21 جلسة، ویعتمد على بعض المهارات الاجتماعیة وتعدیل سلوکیات التحدی لدى الاطفال التوحدیین مرتفعی الأداء على تدریبات القصص الاجتماعیة. وقد أشارت النتائج إلى فعالیة البرنامج التدریبی القائم على نموذج جرای للقصص الاجتماعیة فی تحسین المهارات الاجتماعیة وتعدیل سلوکیات التوحد لدى الأطفال ذوی اضطراب التوحد مرتفعی الوظیفی.

10- دراسة هناء لدلیمی، ویعمر حسین (2016)

هدفت الدراسة إلى قیاس مستوى التواصل الاجتماعی لدى عینة من الأطفال المصابین اضطراب طیف التوحد بمحافظة بابل فی الجمهوریة العراقیة والتعرف على دلالة الفروق فی التواصل الاجتماعی التی تعزى لمتغیر الجنس (ذکور-إناث). ولتحقیق أهداف هذه الدراسة, تم توظیف منهج البحث الوصفی المقارن. وقد تمثلت عینة الدراسة فی عینة قصدیة قوامها (30) طفلاً وطفلة من الاطفال المصابین بالتوحد المسجلین بمعهد الإمام الحسین للتوحد بمحافظة بابل. ولجمع بیانات الدراسة تم استخدام مقیاس مهارات التواصل الاجتماعی والمشتمل على بُعدین (التواصل اللفظی، والتواصل غیر اللفظی). وقد أثبتت نتائج الدراسة ضعف مستوى التواصل الاجتماعی لدى الاطفال المصابین بالتوحد  کما یتضح من درجاتهم على مقیاس التواصل الاجتماعی، کما وُجدت فروق جوهریة تعزى لمتغیر الجنس (ذکر-أنثی) بین الأطفال المصابین بالتوحد، فقد لُوحظ أن الأطفال الإناث المصابین بالتوحد یظهرون متوسط قدرات أعلى من مما یظهره الذکور المصابین بالتوحد.

 

ثانیاً: الدراسات الأجنبیة

1- دراسة "أکیرز وآخرون" (Akers, et. al., 2018)

هدفت الدراسة للکشف عن فائدة جدولة الأنشطة التی تنطوی على مسودات نصیة فی تدریس الأطفال ذوی اضطرابات الطیف التوحدی الانخراط فی لعب إحدى الألعاب الاجتماعیة المعقدة وبمزید من التحدید, سعت الدراسة للتحقق من إمکانیة استخدام جدولة الأنشطة فی تدریس الأطفال ذوی اضطراب الطیف التوحدی اللعب (لعبة اختبأ وابحث) مع مجموعة من الأقران، وکذلک إثبات أن الأطفال التوحدیین یمکنهم الاستمرار فی هذه اللعبة عند التقلیص التدریجی الممنهج لجدولة النشاط. وقد شارک فی الدراسة ثلاثة أطفال توحدیین فی عمر ما قبل المدرسة مثلوا العینة الرئیسیة للتدخل، بالإضافة إلى اثنی عشر طفلاً من أقرانهم طبیعی النمو. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج التجریبی التدخلی (جدولة الأنشطة) القائم على القیاسات المتعددة لخط الأساس (المستویات الحدیة) وتنفیذ التدخل، والقیاس البعدی. وتم جمع البیانات من خلال أداة الملاحظة؛ حیث جرى تسجیل کافة الجلسات صوتیاً ومرئیاً (بالفیدیو)، وتم تسجیل السلوکیات المجدولة وسلوکیات الانخراط فی اللعبة من خلال مقیاس "تسجیل کل فرصة سانحة" Per-Opportunity الموضوع من قِبل برودهید وآخرون عام 2014. جرى کذلک تسجیل البیانات المتعلقة بمختلف العبارات المستخدمة من خلال المشارکین. وأشارت النتائج إلى أن البرنامج التدخلی القائم على جدولة الأنشطة کان فعالاً فی تعلیم الأطفال التوحدیین لعب "اختبأ وابحث"؛ حیث أنه بمجرد تنفیذ التدخل، شرع المشارکون فی الانخراط فی سلوکیات مستقلة فی اللعبة "اختبأ وابحث". أوضحت النتائج کذلک إلى أن المشارکین التوحدیین استمروا فی اللعبة بعد السحب التدریجی لکافة النصوص المتضمنة وغالبیة الجدولة للأنشطة، وقد استمر هذا الأثر فی بیئة جدیدة تم تقدیمها بعد انتهاء المعالجة التجریبیة بأسبوعین، مما یدل على بقاء أثر التعلم لدى الطلاب التوحدیین فی فترة التتبع.

2- دراسة "دیکیر وآخرون" (Dekker, et al, 2018)

هدفت الدراسة للکشف عن فعالیة التدریب الجماعی على المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال ذوی اضطرابات الطیف التوحدی. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج التجریبی عبر تقدیم برنامج تدخلی تدریبی على المهارات الاجتماعیة فی ظل وجود وغیاب مشارکة الآباء والمعلمین. وقد شارک فی الدراسة 122 طفل توحدی، تم اختیارهم وتوزیعهم عشوائیاً على ثلاث مجموعات: مجموعة تجریبیة تلقت التدریب على المهارات الاجتماعیة فی ظل مشارکة الآباء والمعلمین، ومجموعة تجریبیة تلقت التدریب فی ظل غیاب المعلمین والآباء، ومجموعة ضابطة تلقت الرعایة المعتادة. وقد تم استخدام النمذجة الخطیة الهرمیة فی التحلیلات الفوریة (قبل وبعد التنفیذ مباشرة) والتحلیل التبعی بعد مضی 6 شهور على تقدیم التدخل. وقد تم جمع البیانات باستخدام مقیاس فینلاند للسلوک التکیفی، ومقیاس تقدیر السلوکیات الاجتماعیة (مع الآباء والمعلمین) لقیاس مهارات التعاون، والضبط الذاتی، والمسؤولیة. وتم تحلیل البیانات من خلال أدوات الإحصاء الوصفی (المتوسط، الانحراف المعیاری، المدى، وتحلیل التباین أحادی الاتجاه). وأشارت النتائج إلى أن أطفال المجموعتین التجریبیتین قد أحرزوا تحسناً دالاً فی نتائج المقیاس ککل وفی القیاسات الفرعیة لمهارة التعاون فیما بعد التدخل مباشرة وفی مرحلة التتبع مقارنة بالمجموعة الضابطة. کما کان تحسن الأطفال فی مجموعة التدخل التی تنطوی على وجود الآباء والمعلمین أفضل من المجموعتین الأخریین (التجریبیة الأخرى والضابطة) فی مهارات التعاون، والتوکید، وضبط الذات. وقد انتهت الدراسة من واقع تلک النتائج إلى فعالیة التدریس الجماعی على المهارات الاجتماعیة لدى تلک الفئة من الطلاب لاسیما فی وجود الآباء والمعلمین، وأوصت بتکرار الدراسة على عینات أکبر لإمکانیة تعمیم النتائج.

3- دراسة "هارت وباندا"(Hart & Banda, 2018)

هدفت الدراسة للکشف عن أثر برنامج تدخلى قائم على "وساطة الأقران" فی زیادة، وترسیخ وإبقاء، وتعمیم المبادرات initiation والاستجابات الاجتماعیة لدى طلاب المرحلة الابتدائیة ذوی اضطراب الطیف التوحدی مقارنة بأقرانهم طبیعیی النمو. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج التجریبی عبر تقدیم التدخل المعتمد على توجیه الأقران. واستهدف التدخل المهارات الاجتماعیة: (1) المبادرات: أول الکلمات المتلفظة فی التفاعل الاجتماعی، (2) الاستجابة: الاستجابة اللفظیة فی الموضوع رداً على المبادرة. وقد شارک فی الدراسة أربع طلاب توحدیین بالإضافة إلى 12 طالب عادی فی فصول هؤلاء الطلاب. وقد تم التطبیق فی فصل کل طالب وتم استخدام خطوط أساس متعددة عبر المشارکین لتقییم أثر التدخل. وقد جرى تقییم المهارات الاجتماعیة للمشارکین من خلال استمارة تقدیر المهارات الاجتماعیة التی أجاب علیها المعلمون. وتم إجراء التدخل فی فصل کل طالب وکانت الجلسة تستغرق 5 دقائق تدریب تتبعها 10 دقائق ملاحظة وکانت تتضمن العرض المباشر مثل النمذجة، والتنبیه, وتصحیح الخطأ، والثناء، والممارسة الموجهة. وقد جرى تحلیل البیانات باستخدام أدوات الإحصاء الوصفی المتمثلة فی النسب المئویة، والتکرارات، والمدى. وأشارت النتائج إلى أن البرنامج القائم على "توجیه الأقران" قد أسفر عن زیادة وترسیخ، وتعمیم الاستجابات الاجتماعیة لکافة المشارکین، وأن المبادرات استمرت بمعدل ثابت. إلى جانب ذلک، فقد تزایدت مستویات استجابة کافة المشارکین إلى مستویات تضاهی مستویات استجابة أقارنهم الطبیعیین؛ بما یثبت فعالیة التدخل فی تحسین المهارات الاجتماعیة للأطفال التوحدیین.

4- دراسة "جونسون وآخرون"(Jonsson, et al., 2018)

هدفت الدراسة للکشف عن أثر التدریب الجماعی على المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال والمراهقین ذوی اضطراب الطیف التوحدی. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج التجریبی الذی یستخدم برنامج تدریبی عبر توظیف مجموعتین: أحدهما تجریبیة خضعت للبرنامج التدریبی (KONTAKT) کبرنامج مکمل للرعایة المعتادة المقدمة، ومجموعة ضابطة حصلت على الرعایة المعتادة فقط وتوظیف القیاسات المتکررة (فی خط الأساس، وبعد تنفیذ التدخل مباشرة، وقیاس تتبعی بعد مضی 3 شهور). وقد تم عقد الجلسات لمدة 24 أسبوع  فی وحدتی علاج خارجی للأطفال والمراهقین فی السوید. وقد اعتمد البرنامج التدریبی على العلاج السلوکی المعرفی، والتدریب المعرفی القائم على الحاسوب، والتنشیط السلوکی، والتثقیف النفسی، والتعلم عبر الملاحظة، والمشارکة الأبویة فی تطبیق المعالجة. واستهدف التدخل المهارات الاجتماعیة: الوعی الاجتماعی، المعرفة الاجتماعیة، التواصل الاجتماعی، الدافعیة الاجتماعیة، السمات التوحدیة. وقد شارک فی الدراسة 50 طفل ومراهق من المصابین بالتوحد فی سن 8-17 سنة تم توزیعهم عشوائیاً بالتساوی على المجموعتین. وتم جمع البیانات باستخدام مقیاس "تقدیر الاستجابة الاجتماعیة، النسخة الثانیة" الذی أجاب عنه معلمو وآباء هؤلاء الأطفال. کذلک تم قیاس المهارات التکیفیة باستخدام نظام تقییم السلوک التکیفی. وقد تم تحلیل البیانات باستخدام النمذجة الخطیة للأثر المختلط، وخط الانحدار، وحجم الأثر. وأشارت نتائج الدراسة من خلال تقدیرات الآباء إلى حدوث تحسن دال فی المهارات الاجتماعیة لأطفالهم على إثر تقدیم البرنامج، وأن هذا التحسن استمر فی القیاس التتبعی. فی حین لم تصل تقدیرات المعلمین إلى أی مستوى إحصائی دال. ومن شأن هذه النتائج أن توحی بالقیمة المضافة للتدریب الجماعی على المهارات الاجتماعیة للأطفال والمراهقین التوحدیین.

 

5- دراسة "جاد الله" (Gadalla, 2017)

هدفت الدراسة للتحقق من فعالیة برنامج تدریبی مقترح فی تحسین المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین فی لیبیا. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج شبه التجریبی عبر توظیف مجموعتین تجریبیة وضابطة واستخدام القیاسات المتکررة (القبلی، والبعدی، والتتبعی). وقد شارک فی الدراسة 34 طفل توحدی فی سن 10-15 سنة جرى توزیعهم بالتساوی على المجموعتین التجریبیة والضابطة. وتم جمع البیانات اللازمة من خلال استبیانین، علاوة على أدوات تقویم البرنامج. وقد استغرق البرنامج 18 أسبوعاً بمعدل 3 جلسات یومیة کل منها یستمر لمدة 30 دقیقة. وأشارت  النتائج لعدم وجود فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی القیاس القبلی للمهارات الاجتماعیة. فی المقابل، کان هنالک فروق دالة إحصائیاً فی المهارات الاجتماعیة بین المجموعتین فی القیاس البعدی الذی تم بعد تنفیذ البرنامج مباشرة لصالح أفراد المجموعة التجریبیة، وقد استمر هذا الفارق دالاً فی القیاس التتبعی الذی تم إجراؤه بعد انقضاء ثمانیة أسابیع على انتهاء التدخل. وقد انتهت الدراسة من ذلک إلى فعالیة البرنامج التدریبی المقترح فی تحسین المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین. وقد أوصت الدراسة بتطبیق البرنامج على عینة أکبر من المشارکین حتى یتسنى. تعمیم نتائجه.

6- دراسة "جیتس، وکانج، ولیرنر" (Gates, Kang, & Lerner, 2017)

هدفت الدراسة للقیام بتحلیل بعدی لمجموعات من الدراسات العلمیة من أجل التحقق من فعالیة التدخلات الجماعیة الرامیة لتحسین المهارات الاجتماعیة على النحو التی جرى تقییمهما به فی دراسات تجریبیة مضبوطة عشوائیاً مصممة بشکل جید فی الأدبیات المعاصرة. سعت الدراسة کذلک للتحقق مما إذا کانت الآثار الناجمة عن تلک التدخلات قد اختلفت فیما بینهما وفقاً لکافة المصادر المعروفة للمعلومات فی الأدبیات (التقاریر الوالدیة، تقاریر المعلمین، التقاریر الذاتیة، تقاریر الملاحظین، السلوکیات المقاسة فی المهام ذات الصلة)، وکذلک وفقاً لخصائص التدخل، ومحتواه، وقیاس التغیر الحادث. وقد اشتمل هذا التحلیل البعدی علی ١٨ دراسة استوفت معاییر الضم وجمیعها دراسات إمبریقیة مضبوطة عشوائیاً ومنشورة فی دوریات محکمة وذات سمعة. وقد اشتملت الدراسة على ست عملیات تحلیل بعدی منفصلة؛ تضمنت الأولی کافة مقاییس الکفاءة الاجتماعیة من کل دراسة بغض النظر عن مصدر المعلومات. وحتى یتسنى التحقق من تأثیر مصادر المعلومات على تقدیرات نتائج الکفاءة الاجتماعیة، فقد تألفت عملیات التحلیل البعدی الخمس الباقیة من قیاسات مقرة حصریاً من مصادر مختلفة فی: الأب، المعلم، الشخص ذاته، الملاحظ، والسلوکیات المقاسة فی المهمة ذات الصلة. وقد تألفت العینات الإجمالیة التی شارکت فی الدراسات الثمانیة عشر التی جرى تحلیلها بعدیاً على ٧٣٥ مشارک. وتم التحلیل باستخدام أحجام الأثر لقیاس الفارق فی حجم الأثر من دراسة لأخرى. وأشارت النتائج إلى الأحجام الکلیة للأثر الإیجابی کانت متوسطة. وقد کان التأثیر کبیراً بالنسبة للتقاریر الذاتیة، ومتوسطاً بالنسبة للمقاییس القائمة على المهمة وصغیراً بالنسبة لتقاریر الآباء والملاحظین، وغیر دالا بالنسبة لتقاریر المعلمین. کما أشارت تحلیلات التواسط moderation للتقاریر الذاتیة أن الأثر کان یُعزَى کلیَّة لإقرار الشباب بأنهم تعلموا ما یتعلق بسلوکیات المهارات الاجتماعیة، ولیس أنهم یقومون بتلک السلوکیات. فی ضوء ذلک، یبدو أن تدخلات المهارات الاجتماعیة الراهنة یترتب علیها أثراً متوسطاً فی فعالیته بالنسبة للشباب المصابین باضطراب الطیف التوحدی، لکن العدید منها لا یمکن تعمیمه علی المواضع المدرسیة أو السلوکیات الاجتماعیة المقرة ذاتیاً.

7-  دراسة "لییف وآخرون" (Leaf, et, al, 2017)

هدفت الدراسة لتقویم فعالیة التدریب الجماعی على المهارات الاجتماعیة فی تحسین السلوک الاجتماعی لدى الأفراد المصابین باضطراب الطیف التوحدی. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج شبه التجریبی عبر توظیف مجموعتین تجریبیة وضابطة والقیاسات المتکررة (قبل وبعد تنفیذ التدخل، القیاس التتبعی بعد 6، 12، 32 أسبوع). وقد اعتمد البرنامج التدخلی على نموذج تقدمی/ تدریجی لتحلیل السلوک التطبیقی؛ واستغرق 32 جلسة کل منها استمرت لمدة ساعتین. وشارک فی الدراسة 15 طفل جرى توزیعهم عشوائیاً على مجموعتین تجریبیة (8 طلاب) وضابطة (7 طلاب). وقد تم جمع البیانات اللازمة للدراسة عبر التطبیق القبلی والبعدی والتتبعی للأدوات التالیة: نظام تحسین المهارات الاجتماعیة، مقیاس الاستجابة الاجتماعیة، مقیاس "والکر- ماکونیل" للکفاءة الاجتماعیة والمدرسیة، قائمة التکیف السلوکی والسلوکیات الشاذة. وجرى تحلیل البیانات المتحصلة من خلال أدوات التحلیل الإحصائی الوصفی التی تضمنت المتوسطات، الانحرافات المعیاریة، التکرار، والنسب، بالإضافة إلى تحلیل التباین المتعدد المختلط  وتحلیل التباین المتلازم (مانکوفا). وأشارت النتائج إلى أن المشارکین قد أحرزوا تحسنات دالة فی سلوکهم الاجتماعی على إثر تنفیذ التدخل، وأن تلک النتائج قد استمرت على دلالتها بعد مضی 32 أسبوع من انتهاء التدخل. ومن شأن تلک النتائج أن تثبت فعالیة التدریب الجماعی على المهارات الاجتماعیة القائم على التحلیل السلوکی التطبیقی فی تحسین المهارات الاجتماعیة للأطفال ذوی اضطرابات الطیف التوحدی.

 

8- دراسة "هایز" (Hayez, 2017)

هدفت الدراسة للتحقق من أثر التدریب الجماعی على المهارات الاجتماعیة فی تحسین مهارات التواصل الاجتماعی لدى الطلاب المصابین باضطراب الطیف التوحدی. وقد اعتمدت الدراسة على منهجیة "بحوث الفعل" Action researchمن خلال تصمیم شبه التجریبی بالتطبیق على عینة من طلاب المرحلة الثانویة التوحدیین ممن یدرسون فی مدراس التعلم العام فی أیرلندا. وقد اعتمدت الدراسة فی تنفیذ التدخل على فرضیة نظریة مفادها أن التعلیم الجماعی للمهارات الاجتماعیة فی المواضع المدرسیة من شأنه أن یلعب دوراً هاماً فی البرامج التدریسیة للمهارات الاجتماعیة للطلاب التوحدیین فیما بعد المرحلة الابتدائیة. وتم جمع البیانات باستخدام أداة الملاحظة للمهارات الاجتماعیة للطلاب عبر مجموعة متنوعة من المواضع. وأشارت  نتائج الدراسة إلى فعالیة البرنامج التدخلی المطبق فی هذه الدراسة والمستند إلى التدریب الجماعی على المهارات الاجتماعیة فی تحسین المهارات الاجتماعیة للطلاب التوحدیین فی المرحلة الثانویة.

9- دراسة "خان"   (Khan, 2016)

هدفت الدراسة للتحقق من فعالیة برنامج تدریب قائم على العلاج الجماعی فی تحسین المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال ذوی اضطراب الطیف التوحدی. وقد استهدفت الدراسة التحقق من أثر البرنامج فی تحسین مهارات التفاعل الاجتماعی لدى الأطفال على وجه الخصوص، وکذلک علاقتها بالجوانب الدیموجرافیة والاقتصادیة الاجتماعیة. وقد اتبعت الدراسة المنهج الکمی شبه التجریبی المعتمد على استخدام مجموعة تجریبیة واحدة والقیاسات القبلیة-البعدیة. وقد تألفت عینة الدراسة من 28 طفل من الأطفال التوحدیین تم وضعهم جمیعاً فی مجموعة تجریبیة واحدة. وکانت المهارات المقاسة هی التفاعل الاجتماعی، واللعب الاجتماعی، والنمو الانفعالی العاطفی، والتنظیم الانفعالی، ومهارات التواصل. وأشارت النتائج إلى أن البرنامج التدخلی قد أسفر عن تحسن دال إحصائیاً فی المهارات الاجتماعیة المقاسة لکافة الطلاب المشارکین. ومن شأن تلک النتائج أن تؤکد على فعالیة العلاجات الجماعیة فی تحسین المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال المصابین باضطراب الطیف التوحدی.

10- دراسة "أولسون وآخرون" (Olson, et, al, 2016)

هدفت الدراسة للتحقق من فعالیة التدریب الجماعی على المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال والمراهقین التوحدیین، وکذلک خبرات وآراء هؤلاء الأطفال والمراهقین وآبائهم بشأن هذا التدریب. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج المختلط فی البحث حیث تضمنت مرحلتین أساسیتین: الأولى تجریبیة جرى فیها تنفیذ برنامج تدریبی جماعی (KONTACT) على المهارات الاجتماعیة، أما المرحلة الثانیة فکانت مرحلة کیفیة تضمنت البحث المتعمق فی خبرات وآراء الأطفال والمراهقین وآبائهم بشأن هذا التدریب الجماعی. وقد استهدف البرنامج التدریبی مجموعة من المهارات الاجتماعیة وهی: (1) التواصل اللفظی وتضمن وصف الذات، التقریر الوجدانی، المبادرات الاجتماعیة؛ (2) التواصل غیر اللفظی: فهم الإشارات الاجتماعیة والإقرار الانفعالی؛ (3) إدارة النزاعات: التعبیر الانفعالی/ العاطفی، السلوکیات البدیلة؛ بالإضافة إلى مهارات أخرى مثل الأفکار البدیلة، الثقة بالذات فی المواقف الاجتماعیة، الاستقلالیة، الوعی). وقد تألفت عینة الدراسة من 22 فرد: (11) طفل ومراهق من التوحدیین، علاوة على آبائهم الأحد عشر. وقد تم جمع البیانات الکمیة من الآباء من خلال مقاییس الاستجابة الاجتماعیة، علاوة على بعض المقاییس الأخرى مع الأطفال وهی: نظام تقییم السلوک التکیفی، ومقیاس التقییم العام للأطفال لتعدیل وتکیف الإعاقات النمائیة، ومقیاس شدة الحالة الإکلینیکیة. أما البیانات الکیفیة فقد تم جمعها من خلال مقابلات  شخصیة متعمقة مع الأطفال والمراهقین وآبائهم. وقد تم تحلیل البیانات الکمیة من خلال أدوات الإحصاء الوصفی، أما البیانات الکیفیة فقد تم تحلیلها عبر تسجیلها وتبویبها وتصنیفها وتحلیلها کیفیاً. وأشارت النتائج إلى أن المستجیبین ذوی مستویات الاستجابة المرتفعة والمنخفضة أو المنعدمة وکذلک آبائهم قد أعربوا عن حدوث تحسنات فی التواصل الاجتماعی والمهارات ذات الصلة (مثل وعی الفرد بالصعوبات التی تواجهه، والثقة بالذات، والاستقلالیة فی الحیاة الیومیة) وعن رضاهم عن المعالجة ککل. کما أقر المستجیبون بتحصیلهم خبرات إیجابیة جراء التدخل. ومن شأن تلک النتائج أن تلقی الضوء على الفائدة المترتبة عن استخدام منهجاً مختلطاً یعتمد على أدوات کمیة وکیفیة، فی التقویم الشامل للتدریب الجماعی على المهارات الاجتماعیة.

التعقیب على الدراسات السابقة:

            یتضمن التعقیب على الدراسات السابقة ثلاث بنود رئیسیة وهی: التعلیق الوصفی العام على الدراسات، وأوجه اتفاق الدراسات السابقة مع الدراسة الحالیة، وأوجه اختلاف الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة، ونقاط الاستفادة من الدراسات السابقة فی الدراسة الحالیة.

أ- التعلیق الوصفی العام على الدراسات:

من حیث أهداف الدراسات السابقة، فإنه یمکن تصنیف هذه الدراسات من حیث أهدافها إلى فئتین رئیسیتین أولهما الدراسات التی رکزت على وصف مظاهر الضعف الاجتماعی أو ضعف المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین ومن الأمثلة على ذلک: دراسة إکرام درادکه وأحمد خزاعلة (2017)، ودراسة جلال أبو شریعة (2016)، ودراسة أحمد السید (2016) . بینما کانت أغلب الدراسات مرکزة على برامج للتدخل أو الإرشاد النفسی لتنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین ومن الأمثلة على ذلک: "أکیرز وآخرون" (Akers et al., 2018)، ودراسة "دیکیر وآخرون" (Dekker et al, 2018)، ودراسة "هارت وباندا" (Hart & Banda, 2018)، ودراسة "جونسون وآخرون" (Jonsson et al., 2018).

            وتبعاً لذلک کانت هناک فئتین رئیسیتین أیضاً من المناهج البحثیة المستخدمة أولها وهو لم یکن منتشر بشکل کبیر فی الدراسات السابقة المعروضة وهو المنهج البحثی الوصفی بشقیه المسحی والارتباطی وکان الهدف من وراء هذا المنهج تحدید طبیعة مشکلات المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین وإلقاء الضوء على ارتباطها بمتغیرات أخرى. بینما کان المنهج البحثی الثانی وهو الأکثر شیوعاً فی الدراسات السابقة هو المنهج التجریبی أو شبه التجریبی خاصةً المعتمد على تصمیمات المجموعة الواحدة.

            ومن حیث برامج التدخل والمعالجات التجریبیة التی تم الاعتماد علیها فی الدراسات السابقة والمستخدمة لتنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین فقد کان هناک تباین کبیر فی الأسالیب والفنیات الموظفة بها فعلى سبیل المثال رکزت بعض الدراسات على أسلوب توجیه الأقران کدراسة "هارت وباندا"(Hart & Banda, 2018)، واعتمدت دراسات أخرى على أسلوب النمذجة من خلال الفیدیو مثل دراسة کوثر قواسمة (2015)، واعتمدت دراسات أخرى على أسلوب النمذجة کما هو الحال فی دراسة عبیر علی وسریناس وهدان (2015)، ودراسة "بیلینجر" (Bellinger, 2012). کما اعتمدت دراسات أخرى على أسلوب التحلیل التطبیقی للسلوک کما هو الحال فی دراسة "إیفانز" (Evans, 2012).

            ومن حیث الأدوات التی تم توظیفها فی هذه الدراسات فقد کانت أکثر الأدوات شیوعاً هی المقاییس السلوکیة، والاستبیانات، وبطاقات ملاحظة سلوک الطفل، وغیرها من الأدوات التی رکزت على قیاس المهارات الاجتماعیة. ومن الملاحظ أنه کان هناک تنوع کبیر للغایة فی نوعیة المهارات الاجتماعیة التی تم الترکیز علیها فی الدراسات السابقة. ولوحظ بشکل أساسی أن الدراسات العربیة ترکز على عدد کبیر من المهارات الاجتماعیة التی یتعین تنمیتها لدى الأطفال التوحدیین خلافاً للدراسات الأجنبیة التی اهتمت بأعداد أقل بشکل واضح من المهارات الاجتماعیة من منطلق صعوبة تنمیة هذه المهارات والحاجة إلى تکرارها العدید من المرات.

            ومن حیث عینات الدراسات السابقة فکانت جمیعها بطبیعة الحال من الأطفال التوحدیین وأغلبهم کان فی العمر الزمنی الذی یتراوح ما بین (6-11) عام بالنظر إلى أن التدخلات التی یتم تقدیمها فی هذه الأعمار یمکن أن تکون لها تأثیرات أقوى بکثیر من التدخلات المتأخرة. ونجد أنه- وعلى حد علم الباحث الحالی- فإنه لم یتم إجراء أی دراسة من الدراسات التی تم عرضها فی دولة الکویت وهو ما یشیر إلى الحاجة الماسة لإجراء دراسات علمیة على عینات من دولة الکویت.

            وقد خلصت الدراسات السابقة التی تم عرضها إلى نتائج مهمة للغایة وذات مضامین مؤثرة بالنسبة للدراسة الحالیة حیث أبرزت الدراسات السابقة وجود ضعف وقصور واضح فی المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین یستوجب برامج علمیة منظمة للتغلب على هذه الجوانب بشکل متواصل ومبکر قدر المستطاع. کما ألقت نتائج الدراسات السابقة الضوء على أن القصور فی المهارات الاجتماعیة یرتبط بعوامل عدیدة لعل من أبرزها الأسالیب المتبعة فی تنشئة هؤلاء الأطفال. کما أبرزت نتائج الدراسات السابقة أن ضعف المهارات الاجتماعیة لدى هؤلاء الأطفال له تأثیرات سلبیة للغایة على سلوکهم وهو ما یزید الحاجة إلى التغلب على تلک المشکلات. کما تبین الدراسات السابقة أن أسالیب توجیه الأقران والنمذجة والتعدیل السلوکی یمکن أن یکون لها دور حیوی فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى هؤلاء الأطفال والتغلب على جوانب القصور فیها. وبالتالی فإن تلک الدراسات بشکل عام تبرز إمکانیة تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین.

ب- أوجه اتفاق الدراسات السابقة مع الدراسة الحالیة:

تتفق الدراسة الحالیة مع الدراسات السابقة التی تم عرضها فی جوانب عدة ولعل من أبرزها على الإطلاق أنها ترکز على تقدیم البرنامج الإرشادی مقترح للأطفال التوحدیین، وأنها ترکز على تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى هؤلاء الأطفال والذی کان بمثابة هدف رئیسی لمعظم الدراسات السابقة کما أن الدراسة الحالیة تعتمد على المنهج شبه التجریبی من خلال تصمیم قائم على مجموعة واحدة وهو التصمیم الذی کان شائعاً فی معظم الدراسات السابقة بالنظر إلى قلة أعداد الأطفال الذین یمکن تطبیق الدراسة علیهم.

جـ- أوجه اختلاف الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة:

تختلف الدراسة الحالیة وتتفرد عن الدراسات السابقة فی العدید من الجوانب. وأول هذه الجوانب أنه بینما لم یتم تطبیق أی من الدراسات السابقة التی تم عرضها فی حدود علم الباحث الحالی على عینات من الأطفال التوحدیین فی دولة الکویت فإن الدراسة الحالیة تعد بمثابة واحدة من الدراسات الرائدة التی تم تنفیذها فی دولة الکویت وترکز على هذا الموضوع ویعد ذلک معالجةً لثغرة واضحة فی الأدبیات والدراسات التی أجریت فی دولة الکویت. أما ثانی جوانب التفرد فهی أن الدراسة الحالیة تعد من الدراسات القلیلة للغایة على حد علم الباحث الحالی والتی ترکز على أسلوب النمذجة من خلال الفیدیو والذی ندر استخدامه باستثناء عدد محدود من الدراسات التی تم عرضها. کما تتفرد الدراسة الحالیة فی کونها من الدراسات القلیلة التی تجمع ما بین أسلوب توجیه الأقران والنمذجة من خلال الفیدیو وهو ما یعد إضافة قیمة إلى التراث النظری والأدبیات المتعلقة بتنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین.

د- نقاط الاستفادة من الدراسات السابقة فی الدراسة الحالیة:

 کان لمراجعة الدراسات السابقة العدید من الفوائد بالنسبة للدراسة الحالیة والتی یمکن إبرازها فی ثنایا النقاط التالیة:

1-      تم الاسترشاد بالأسس والإجراءات والمبادئ التی تم عرضها فی الدراسات السابقة التی تضمنت برامج للتدخل والإرشاد ترکز على تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین.

2-      أفادت بعض الدراسات فی تحدید أهم المهارات الاجتماعیة التی ینبغی على الأطفال التوحدیین التمکن منها وساهمت بشکل کبیر فی إعداد أداة الدراسة المستخدمة لقیاس المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال فی الدراسة الحالیة.

3-      من خلال هذه الدراسات وقف الباحث على أهم الأسالیب والفنیات التی یجب استخدامها لتنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین وبذلک کان لها دوراً مهماً فی بلورة المعالم النهائیة للبرنامج الإرشادی المقترح.

4-      ألقت بعض الدراسات الضوء- خاصةً الدراسات التی تضمنت برامج إرشادیة أو برامج للتدخل- على سیکولوجیة الأطفال التوحدیین ومضامینها للبرامج الإرشادیة المقدمة لهم خاصةً فیما یتعلق بتنمیة المهارات الاجتماعیة وساهمت فی مزید من التحدید لطبیعة البرنامج الإرشادی المستخدم.

5-      فی ضوء نتائج بعض الدراسات السابقة التی تم عرضها تمت مناقشة وتفسیر نتائج الدراسة الحالیة.

منهج الدراسة والتصمیم البحثی

لتحقیق أهداف الدراسة تم الاعتماد على نوعین من مناهج البحث وهما: منهجی البحث الوصفی وشبه التجریبی. حیث یتم توظیف المنهج الوصفی من أجل وصف المهارات الاجتماعیة التی یتعین على الأطفال التوحدیین إتقانها والتی یعانون من مشکلات أو ضعف فیها. کما تم استخدام هذا المنهج لوصف کیفیة بناء البرنامج الإرشادی المقترح القائم على التعلم التعاونی (توجیه الأقران) والنمذجة بالفیدیو من أجل تنمیة المهارات الاجتماعیة.

أما المنهج شبه التجریبی فیستخدم لتحقیق الهدف الرئیسی للدراسة المتمثل فی الکشف عن فاعلیة البرنامج الإرشادی المقترح فی تنمیة المهارات الاجتماعیة. وضمن هذا المنهج  قام الباحث بتوظیف تصمیم الحالة الواحدة ذات خطوط الأساس المتعددة single-subject, multiple baseline design فی هذه الدراسة عوضاً عن استخدام تصمیم عکسی reversal design نظراً لما یتضمنه الأخیر من جوانب غیر أخلاقیة وغیر مرغوبة لتقویض المکتسبات الحادثة فی المهارات الاجتماعیة (Cozby & Bates, 2015). وتستند تصامیم خطوط الأساس المتعددة إلى البدء فی تقدیم المعالجة عبر المشارکین جمیعاً، بما یساعد فی تأکید أن التغیرات الطارئة على المهارة الاجتماعیة المستهدفة راجعة إلى التدخل ولیس لعوامل خارجیة

وجدیر بالذکر فی هذا المقام, وتوضیحاً للقارئ الذی قد یکون غریباً على مسامعه هذا النوع الخاص من التصامیم التجریبیة التی یندر استخدامها فی البحوث التربویة والنفسیة إلا فی حالات مثل الدراسات المطبقة على الأطفال التوحدیین, القول بأن تصامیم الحالة الواحدة لا تعنی بالضرورة وجود مشارک واحد فحسب فی الدراسة إنما قد تشمل الدراسة أکثر من مشارک لکن یتم دراسة کل مشارک فی مجموعة قلیلة العدد من مشارکین على حده کحالة قائمة بذاتها. ولقیاس آثار التدخل، فعوضاً عن مقارنة نتائج المجوعتین التجریبیة والضابطة، یتم القیاس المتکرر لنفس أشخاص المجموعة فی مراحل متعددة، على سبیل المثال فی خط الأساس، وأثناء التدخل، وبعد تنفیذه، وفی المراحل التتبعیة، وبذلک تمکن هذه النوعیة من التصامیم الباحثین من مقارنة الآثار الحادثة لکل مشارک من المشارکین على حدة وبشکل متکرر.

 

 

وقد وقع اختیار الباحث على تصمیم الحالة الواحدة نظراً للاعتبارات التالیة:

  1. صغر عدد المشارکین الذین یجری تطبیق بحوث الأطفال التوحدیین علیهم وکذلک ما جرت علیه العادة من صغر عدد المشارکین فی بحوث تحلیل السلوک التطبیقی بشکل عام.
  2. تعد هذه النوعیة من التصامیم مفیدة شکل خاص فی المساعدة على تحدید مدى فعالیة وجدوى المعالجة فی البیئات الفعلیة للمشارکین (Byiers, Reichle, & Symons, 2012).
  3. کما أن تصامیم الحالة الواحدة مفیدة فی إثبات آثار المعالجة على المستوى الفردی، وهو ما یترتب علیه فائدة کبیرة فی معرض تصمیم خطة علاج مخصصة لطفل واحد
    (
    Byiers et al., 2012).
  4. وإضافة إلى ذلک یؤکد "بوتلر، وساریجون، وإلیفی" (Butler, Sargisson and Elliffe, 2011) أن النقطة السابقة تعد بمثابة ممارسة قیاسیة فی بحوث تحلیل السلوک التطبیقی بغرض القیاس المتکرر للسلوک المستهدف فی کل مرحلة من مراحل الدراسة لعدة أسباب: أولاً، أن کل مشارک یقوم بدور المجموعة الضابطة لنفسه، ولأن القیاسات المتکررة تتیح تقییم الاستقرار stability، وتحدید أن النجاح أو الفشل راجع إلى آحاد المشارکین، وهو ما لا یتسنى تحدیده فی دراسات المجموعات group study ((Butler et al., 2011. من أجل هذا، قام الباحث بالقیاس المتکرر repeatedly measured للمهارات الاجتماعیة المستهدفة لکل مشارک من المشارکین فی مراحل خط الأساس، والتدخل، وقبل وبعد المعالجة.

ولقد تم توظیف تصمیم الحالة الواحدة ذات خطوط الأساس المتعددة single-subject multiple-baseline desigمع المشارکین لتقویم نواتج التدخل التجریبی (البرنامج الإرشادی المقترح). حیث جرت متابعة المشارکین أثناء وضع خط الأساس base line الذی بدأ لکل المشارکین فی نفس الوقت فی بدایة الفصل الدراسی  حتى جرت تطبیق البرنامج الإرشادی المقترح على المشارک الأول ذی خط الأساس الأکثر استقراراً. أما المشارکون الثلاثة الباقون فجرى البدء فی تطبیق البرنامج الإرشادی المقترح علیهم واحداً بواحد عندما کانت تظهر بیانات خط الأساس لکل مشارک استقراراً Stability. وقد کان الباحث یقرر أن خط الأساس مستقر عندما کانت تتشابه درجات الاستجابة فی ٣-٤ جلسات؛ على سبیل المثال، حصلت الطفلة حسناء (إحدى المشارکات فی الدراسة) ([1])على درجة استجابة صحیحة بنسبة ٢٩% فی الجلسة الخامسة عشر، وبنسبة ٣٣% فی الجلسة السادسة عشر، ونسبة ٣٣% فی الجلسة السابعة عشر؛ فجرى تطبیق البرنامج الإرشادی المقترح علیها فی الجلسة الثامنة عشر.

متغیرات الدراسة

 کما یتضح من عنوان الدراسة وتصمیمها شبه التجریبی، تتضمن الدراسة متغیرین رئیسیین، أحدهما متغیر مستقل أو مؤثر (البرنامج الإرشادی المقترح المستند إلى التعلم التعاونی وتوجیه الأقران والنمذجة بالفیدیو)، ومتغیر تابع وهو المهارات الاجتماعیة والذی یتضمن أربعة أبعاد أو مکونات أو عوامل، وهی: (التحیة والأحادیث القصیرة - الاستجابة للحوار واللعب - المبادرة بالحوار واللعب - تناوب الأدوار).

عینة الدراسة

تم تطبیق الدراسة على عینة مختارة بشکل مقصود من الأطفال التوحدیین والذین یتم اختیارهم من مدرسة المعرفة النموذجیة بمحافظة الأحمدی بدولة الکویت ممن تتراوح أعمارهم ما بین (5-10) أعوام. واشتملت العینة على (4) أطفال من ثلاثة أولاد وفتاة واحدة، وکلهم مشخصین من ذوی اضطرابات الطیف التوحدی من قبل الهیئة العامة لشئون ذوی الإعاقة وحاصلین على تقریر طبی من وزارة الصحة و تنطبق علیهم معاییر الدلیل التشخیصی الرابع للاضطرابات النفسیة (DSM IV) الصادر عن الجمعیة الأمریکیة للطب النفسی لتشخیص الأطفال التوحدیین. وإضافة إلى الأطفال الأربعة شارک فی الدراسة أیضاً (4) معلمین من القائمین بالتدریس لهؤلاء الأطفال علیهم تم تطبیق المقابلة الشخصیة والاستبیان الذی سنأتی على ذکرهما فی أدوات الدراسة.

وقد کان الأطفال الأربعة من مدرسة المعرفة النموذجیة وهی مدرسة معتمدة من الإدارة العام للتعلیم الخاص والهیئة العامة لشئون ذوی الإعاقة. وقد تحصل الباحث على الموافقة على التطبیق فی الدارسة بخطاب مکتوب لمدیر المدرسة ثم جرت المقابلة معه بشأن تطبیق الدراسة.

المشارک الأول عبد الله ([2])، فی السادسة من عمره مشخص على أنه یعانی من اضطراب الطیف التوحدی، وتشیر التقاریر الخاصة به أنه نادراً ما یجری أیة أحادیث صغیرة أو یرد عندما یتحدث إلیه أحد أو یحییه. وقد استخلصنا (معلم فصل عبد الله والباحث) أنه قد یستفید من تعلم الاستجابة لتحیة أو أحادیث الآخرین. أما الطالب الثانی (فهد) فکان فی الثامنة من عمره غیر یعانی من اضطراب الطیف التوحدی، واضطراب قصور الانتباه. وقد کان فهد یُظهر قصوراً فی التواصل، والمهارات الاجتماعیة، وإظهار الانفعالات، والتعلم. وقد حددنا (الباحث والمعلم) أن فهد قد یستفید من تعلم کیفیة المبادرة والاستجابة لمحاولات الأقران للحوار واللعب لأنه غالباً ما کان یتفاعل مع الکبار والمعلمین. أما المشارکة الثالثة "حسناء" فکانت طفلة فی الثامنة من عمرها یوجد تشخیص رسمی لها على أنها  من الأطفال التوحدیین کما کانت تُظهر مستوى حدی border line من الإعاقة الذهنیة، وتأخر النمو، ونوبات خواء وانهیار, وتأخر اجتماعی. وقد کانت قادرة على التواصل، لکن مهاراتها الاجتماعیة لم تکن بنفس مستوى أقرانها فی نفس سنها. وکانت تفضل التفاعل مع الکبار أو اللعب وحدها أکثر من الانضمام لأقرانها. وقد قررنا أنا ومعلم فصلها أن الترکیز على المبادرة بالحوار واللعب قد یُمثلا المهارة الاجتماعیة الأکثر نفعا لحسناء. وبالنسبة للطفل الرابع "معاذ" فکان فی العاشرة من العمر مشخص على أنه یعانی من اضطراب الطیف التوحدی واضطراب قصور الانتباه مُفرط النشاط. وقد أظهر معاذ قدرة على تکوین صداقات وطلب اللعب مع الأقران، لکنه کان یفتقر للمهارة فی حل المشکلات وأخذ الدور. لذلک فقد قررت أنا ومعلم فصله أن أخذ الدور قد تکون المهارة الاجتماعیة الأکثر نفعاً وفائدة له.

مکان تطبیق الدراسة

تم إجراء کافة الملاحظات، وجمع البیانات فی مرحلة خط الأساس([3])، وفی مرحلة تطبیق البرنامج الإرشادی المقترح وما یتضمنه من نمذجة ومشاهدة للفیدیو وتوجیه الأقران، وکذلک فی مرحلة جلسات المتابعة فی نطاق المدرسة بما ساعد على تدشین موضع طبیعی للسلوک الذی یجرى ملاحظته.

بالنسبة للطفل "عبد الله" کانت حجرة الصف هی المکان الرئیسی المستخدم فی جمع البیانات أثناء الملاحظة، وأثناء مرحلة خط الأساس، وأثناء مرحلة التدخل (تطبیق البرنامج الإرشادی)، وأثناء مرحلة المتابعة. وجرى عقد جلسات مشاهدة الفیدیو فی غرفة مرتبطة بحجرة الصف. وکان هناک 18-22 طالب، ومعلم واحد، ومساعدی تدریس فی الفصل أثناء تطبیق الدراسة. وقد وقفتُ على بعد 2-3 أمتار من الطفل للتأکد من أنی لا أسبب أی إزعاج أو تشویش بقدر الإمکان أثناء جمع البیانات. وفی أثناء تطبیق البرنامج الإرشادی، کان یجری عرض مواد الفیدیو فی غرفة مرتبطة بحجرة الصف قبل بدء الیوم الدراسی فی الساعة 8.45 صباحاً.

وجرت ملاحظة الطفل "فهد" أثناء وقت الحصة والغذاء. وتم جمع بیانات الملاحظة، ومراحل خط الأساس، والتدخل (تطبیق البرنامج الإرشادی)، والمتابعة  فی حجرة الصف والفناء المدرسی. وقد جرى عقد جلسة مشاهدة الفیدیو قبل الخروج للغداء لتجنب التشتت أثناء وقت الحصة، وکان ذلک فی غرفة مرتبطة بحجرة الصف. وقد حضر معلمان، ومساعد تدریس فی الحصة. وقد وقفتُ على بعد متر واحد تقریباً من الطفل أثناء جمع البیانات حتى أستطیع الاستماع لما یتلفظ به.

وتم جمع البیانات أثناء الفسحة للطفلة "حسناء"، خارج حجرة الصف وفی فناء المدرسة. وقد کفل هذا أکثر الأوضاع طبیعیة للسلوک الذی تجرى ملاحظته لدى الطفلة. وقد وقفتُ على مسافة 1-1.5 متر من الطفلة أثناء جمع البیانات للتأکد من أن البیئة غیر مشتتة لها. وفی أثناء مرحلة التدخل (تطبیق البرنامج الإرشادی)، تم عقد جلسة مشاهدة الفیدیو داخل حجرة الصف قبل ذهاب الطفلة للخارج فی وقت الفسحة مع الأطفال الآخرین.

وقد بدأت تسجیل البیانات للطفل " معاذ" أثناء جلسات أحادیة مع معلم التربیة الخاصة، ومع التقدم فی خط الأساس، قررت أن الفرص المتاحة لحدوث السلوک المستهدف کانت فی حدها الأدنى. ثم جرى جمع بیانات خط الأساس، والتدخل، والتعمیم بعد ذلک أثناء وقت الحصة؛ حیث جرى أخذ خمسة أطفال من فصل "معاذ" وتم لعب الکرة لمدة تتراوح بین 10-15 دقیقة. وفی أثناء التدخل، جرت مشاهدة الفیدیو قبل البدء مباشرة فی لعب الکرة مع زملاء الفصل.

 

خامساً: أدوات الدراسة

            تمثلت أدوات الدراسة فی ثلاث أدوات وهی: المقابلات الشخصیة مع المعلمین, وتطبیق استبیان مأخوذ من مقیاس "فینلاند" للسلوک التکیفی على المعلمین, فضلاً عن بطاقة ملاحظة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین. وجمیع هذه الأدوات من إعداد الباحث الحالی. وفیما یلی وصف لإعداد وتقنین هذه الأدوات:

1- المقابلات الشخصیة مع المعلمین:

تمثلت أول أدوات الدراسة فی استمارة المقابلة الشخصیة (ملحق رقم 3)؛ حیث قام الباحث بمقابلة معلمی الفصول للأطفال مشارکین الأربعة. وقد تم إجراء هذه المقابلات قبل البدء فی الملاحظة وجمع البیانات. وفی غضون المقابلات، طرح الباحث عدة أسئلة حول المهارات الاجتماعیة للمشارکین، وتاریخهم، وخلفیاتهم، وتفضیلاتهم، وعن الحالات التی قد تحتاج تعزیزاً. وکان الهدف من هذه المقابلات الشخصیة, المساعدة على تحدید المهارات الاجتماعیة التی ینبغی الترکیز على تنمیتها لدى الأطفال التوحدیین المشارکین فی الدراسة. 

وقد اختار الباحث المهارات الاجتماعیة المستهدفة فی ضوء المعلومات التی تم الحصول علیها أثناء هذه المقابلات الشخصیة إلى جوانب عوامل أخرى کان لها أثر فی تحدیدها. وإضافة لذلک, تم تطبیق استبیان المعلمین (والذی سنأتی على ذکره فی العنصر التالی) للحصول على المزید من المعلومات المتعلقة بالمهارات الاجتماعیة التی یمکن استهدافها.

وبعد ذلک جرت ملاحظة الأطفال التوحدیین المشارکین فی الدراسة لعدة جلسات استغرقت کل منها ٣٠ دقیقة على مدار شهر کامل لتحدید ما إذا کانت المهارات الاجتماعیة المرکز علیها فی المقابلة والاستبیان هی الأکثر ملاءمة لتکون المهارة الاجتماعیة المستهدفة. وقد ساعدت الملاحظة الباحث فی تطبیق نطاق المهارات الاجتماعیة لسلوکیات محددة للغایة بدلاً من استهداف طیف أکثر اتساعاً من المهارات. على سبیل المثال، أوضحت المقابلة والاستبیان أن الطالب الثانی (فهد) کان یلعب وحده أثناء استراحة الغداء. وفی سیاق الملاحظة، لوحظ أنه لم یبادر بالحوار أو اللعب، ولا کان یستجیب عندما یحاول أقرانه التحدث إلیه. وقد ساعد ذلک فی اختیار السلوک المستهدف لفهد. وقد لاحظت کل مشارک فی مواضع مختلفة عدة ومع أشخاص مختلفین من أجل تحدید الموضع الأکثر ملاءمة لاستهداف المهارات الاجتماعیة.

واستناداً إلى المصادر الثلاث سابقة الذکر, أمکن للباحث تحدید (4) من المهارات الاجتماعیة التی ینبغی الترکیز علیها فی الدراسة الحالیة وهی: (التحیة والأحادیث القصیرة - الاستجابة للحوار واللعب - المبادرة بالحوار واللعب -  تناوب الأدوار). وفی ضوء هذه الإجراءات أمکن للباحث الإجابة عن أول تساؤل من تساؤلات الدراسة الحالیة والذی نص على: " ما المهارات الاجتماعیة التی یتعین تنمیتها لدى الأطفال التوحدیین المشارکین فی الدراسة ؟".

2- استبیان المعلمین:

تم تطبیق استبیان مأخوذ من مقیاس "فینلاند" للسلوک التیکفی على معلمی التوحدیین المشارکین. وهذا المقیاس هو أحد مقاییس التقییم شائعة الاستخدام مع الأطفال التوحدیین ویتمتع بدرجة عالیة جداً من الثبات والصدق فی تقییم الأداء الوظیفی الیومی للأفراد ذوی اضطراب الطیف التوحدی (Kramer, Liljenquist, & Coster, 2015; Wong, 2015). حیث استخدم الباحث البعد الخاص بالمهارات البین الشخصیة  (Sparrow, Cicchetti, & Balla, 2005) (ملحق رقم 4).

            وقد قام الباحث بتطبیق هذا الاستبیان قبل البدء فی الدراسة وبعد الانتهاء منها على کل معلم من المعلمین، وکان الهدف من ذلک مساعدة الباحث فی تحدید أی تغیرات حدثت فی المهارات الاجتماعیة للمشارکین نتیجة لتطبیق البرنامج الإرشادی المقترح. 

3- بطاقة الملاحظة:

            لقیاس المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین المشارکین فی الدراسة تم استخدام بطاقة الملاحظة (ملحق 4) التی من خلالها قام الباحث بقیاس وتقویم المظاهر السلوکیة القابلة للملاحظة والتی تعکس المهارات الاجتماعیة لدی الأطفال.

            وقد تحددت أبعاد هذه البطاقة فی أربعة أبعاد تعکس أربع من المهارات الاجتماعیة والتی تم تحدیدها من قبل وهی: مهارات التحیة والأحادیث القصیرة – مهارات الاستجابة للحوار واللعب – مهارات المبادرة بالحوار واللعب -  مهارات تناوب الأدوار.

وللمساعدة فی إعداد تلک الأداة تم الرجوع إلى عدد من الدراسات العربیة التی تضمنت مقاییس لقیاس المهارات الاجتماعیة ومن بینها دراسات کل من (منصور الزیود، 2016؛ إبراهیم العثمان، 2015؛ منال عمر، 2015؛ عبیر علی وسریناس وهدان، 2015؛ نادیة العجمیة، 2015؛ نسرین هیاجنة، 2014؛ وداد محمود، 2014؛ سهاد المللی، 2014؛ کوثر قواسمة، 2014؛ عیشة التمیمی، 2014؛ ولید خلفیة، 2014؛ الطیب یوسف، 2014؛ إبراهیم الغنیمی، 2012).

کما تم الرجوع إلى عدد من الدراسات الأجنبیة التی رکزت على قیاس المهارات الاجتماعیة لا سیما لدى الأطفال التوحدیین ومنها دراسات کل من "بولیدو- بانر" (Pulido-Banner, 2018)، ودراسة "کمنجز" (Cummings, 2017)، ودراسة "رانجان وبرادهان ووونج" (Ranjan, Pradhan & Wong, 2014)، ودراسة "ماکماهون وفیسمارا وسولومون" (Mcmahon, Vismara & Solomon, 2013)، ودراسة "سیبولا" (Cipolla, 2012)، ودراسة "سمیث" (Smith, 2010)، ودراسة "دیمیری" (Demiri, 2004).

واستناداً لذلک, رکزت بطاقة الملاحظة على قیاس إلى أی مدى یمارس الأطفال التوحدیون السلوکیات القابلة للملاحظة التی تجسد المهارات الاجتماعیة موضع الاهتمام فی الدراسة. ویتم ملاحظة سلوک الطفل خلال الجلسة (سواء بمرحلة خط الأساس, أو مرحلة التدخل, أو مرحلة المتابعة) والحکم على ما إذا کان سلوکه یعکس المهارات الاجتماعیة المذکورة وفقاً لمجموعة من المعاییر والمؤشرات المقترحة. وتحت کل مهارة من المهارات وصف سلوکیات تدل على اداء المهارة, وسلوکیات أخرى تدل على عدم أداء المهارة أو الأداء بشکل خاطئ. یلی ذلک مثال توضیحی للمهارة موضع القیاس ومفتاح التصحیح ممثلاً فی المعادلة المستخدمة لتقویم سلوک الطفل الملاحظ.

وللتحقق من صدق بطاقة الملاحظة, استعان الباحث بطریقة الصدق الظاهری من خلال تحکیم الصورة الأولیة لبطاقة الملاحظة استعانة بآراء مجموعة من السادة المحکمین المتخصصین فی الصحة النفسیة والإرشاد النفسی والتربیة الخاصة للحکم على السلوکیات الدالة على المهارة والسلوکیات التی تدل على عدم أداء المهارة أو الأداء بشکل خاطئ, ودقة المعیار المستخدم فی الحکم على المهارة والمعادلات المرتبطة به. وقد أدخل المحکمون تعدیلات طفیفة عل صیاغة بعض السلوکیات والتی أخذ بها الباحث.

وللتحقق من ثبات بطاقة الملاحظة, لجأ الباحث إلى طریقة الاتفاق بین الملاحظین. حیث تم حساب الاتفاق بین اثنین من الملاحظین (الباحث وزمیل مساعد) للأطفال المشارکین الأربعة من خلال جعل طالب یدرس علم نفس بالدراسات العلیا یقوم بالتسجیل المستقل للبیانات بشکل متقطع أثناء مرحلتی التدخل (تطبیق البرنامج الإرشادی المقترح) والتتبع. وقد جرى تسجیل الاتفاق بین الملاحظین لما یقارب ١٤% من الجلسات لعبد الله، و١٢% من الجلسات لفهد، و١٣% من الجلسات لحسناء، و١٦% من الجلسات لمعاذ.

وتم حساب الاتفاق بین الملاحظین بقسمة إجمالی عدد الاتفاقات بین بیانات ملاحظاتی وملاحظات الطالب الزمیل على إجمالی عدد الاتفاقات والاختلافات التی تم تسجیلها، وتم ضرب الناتج فی ١٠٠ للحصول على النسبة المئویة للاتفاق بین الملاحظین لکل مشارک کما یتضح من المعادلة التالیة.

عدد مرات الاتفاق

معامل الثبات  =                ______________________   × 100

عدد مرات الاتفاق والاختلاف

وبتطبیق الإجراءات سالفة الذکر متبوعة بالمعادلة, تم التوصل أن الاتفاق بین الملاحظین کان بنسبة ١٠٠% لعبد الله، و٩٢% لفهد، و٩٧% لحسناء، و٩٩% لمعاذ وکلها نسب مرتفعة تعکس تمتع بطاقة الملاحظة بمعامل ثبات مرتفع.

أولاً: عرض نتائج التساؤل الثالث

            نص التساؤل الثالث للدراسة الحالیة على: " ما أثر البرنامج الإرشادی المقترح فی تنمیة المهارات البین شخصیة لدى الأطفال المشارکین من وجهة نظر المعلمین وفقاً لاستبیان فینلاند؟". وللإجابة عن هذا التساؤل, قام الباحث بتطبیق استبیان فینلاند قبل البدء فی الدراسة وبعد الانتهاء منها على کل معلمی الأطفال التوحدیین الأربعة المشارکین فی الدراسة الحالیة، وکان الهدف من ذلک مساعدة الباحث فی تحدید أی تغیرات حدثت فی بعض المهارات الاجتماعیة للمشارکین بالاعتماد على وجهة نظر المعلمین.

وقد رکز الباحث على مجالین فرعی واحد فی مجال التکیف الاجتماعی Socialization المشمول فی استبیان فینلاند وهو المهارات البین شخصیة interpersonal skills  (Sparrow, Cicchetti, & Balla, 2005). وقد تم احتساب درجات الاستبیان على أساس المعیار التالی:

  • ·         یحدث النشاط "دائماً تقریباً" (90% فأعلى)
  • ·         یحدث  "غالباً" (50-89%)
  • ·         یحدث "أحیاناً" (10 – 49%)
  • ·         "نادراً" ما یحدث (أقل من10%)
  • ·         ألا یحدث "مطلقاً" (صفر%).

وقام الباحث باحتساب درجة لکل طفل من الأطفال التوحدیین الأربعة المشارکین من وجهة نظر معلمیهم من خلال جمع درجات کل طفل مشارک قبل وبعد الدراسة وقسمتها على أعلى درجة ممکنة (20) ثم ضرب الناتج فی 100 للحصول على نسبة مئویة. ویعرض الجدول التالی هذه النتائج:

جدول (3): درجات المهارات البین شخصیة للأطفال مشارکین قبل وبعد

 تطبیق البرنامج الإرشادی من وجهة نظر معلمیهم

 

الطفل

قبل البرنامج

بعد البرنامج

عبد الله

أحیاناً (35%)

غالباً (65%)

فهد

أحیاناً (25%)

غالباً (55%)

حسناء

أحیاناً (40%)

أحیاناً (40%)

معاذ

غالباً (75%)

دائماً تقریباً (95%)

 

ومن هذا الجدول, یتضح أنه من وجهة نظر معلمی الأطفال التوحدیین الأربعة المشارکین فی الدراسة الحالیة استناداً إلى ما تم جمعه باستخدام استبیان فینلاند (بعد المهارات البین شخصیة) المطبق على المعلمین, فإنه قد کانت هناک تنمیة ملحوظة لجمیع الأطفال التوحدیین المشارکین فی درجاتهم بعد تطبیق البرنامج الإرشادی المقترح مقارنة بدرجاتهم قبل تطبیقه. وقد کانت التنمیة دالة إحصائیاً عند مستوى (0.05) (حیث بلغ متوسط الدرجات قبل تطبیق البرنامج الإرشادی 43.95، بینما بلغ المتوسط الحسابی بعد الدراسة 65.00. وکان التحسن واضحاً لثلاث أطفال من أصل الأربعة المشارکین من وجهة نظر المعلمین. وبالتالی تعکس هذه النتائج فعالیة کبیرة للبرنامج الإرشادی المقترح فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین فی دولة الکویت. 

وبذلک یکون قد الباحث قد تمکن من الإجابة عن التساؤل الثالث للدراسة الحالیة  والذی نص على: " ما أثر البرنامج الإرشادی المقترح فی تنمیة المهارات البین شخصیة لدى الأطفال المشارکین من وجهة نظر المعلمین وفقاً لاستبیان فینلاند؟".

ثانیاً: عرض نتائج التساؤل الرابع

            نص التساؤل الرابع للدراسة الحالیة على:" ما أثر البرنامج الإرشادی المقترح فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى کل طفل من الأطفال المشارکین ما بین مراحل خط الأساس والتدخل والمتابعة (وفقاً لبیانات بطاقة الملاحظة)؟". وللإجابة عن هذا التساؤل, قام الباحث باستخدام تحلیل السلاسل الزمنیة البصریة Visual Time Series Analysis کأسلوب إحصائی لتحلیل البیانات المستمدة من تطبیق بطاقة الملاحظة لقیاس المهارات الأربعة موضع الاهتمام فی الدراسة الحالیة (التحیة والأحادیث القصیرة - الاستجابة للحوار واللعب - المبادرة بالحوار واللعب - تناوب الأدوار) لدى الأطفال التوحدیین المشارکین خلال المراحل الثلاث لجمع البیانات وهی مراحل خط الأساس والتدخل والمتابعة. وتعرض الأشکال الأربعة التالیة النسب المئویة للمهارات الاجتماعیة الصحیحة أثناء مراحل خط الأساس، والتدخل، والمتابعة للمشارکین الأربعة. وقد قام الباحث بملاحظة ما بین (13-24) جلسة خط أساس، وعدد (7-15) جلسة تدخل، وجلسة تتبعیة واحدة، لکل طفل. وفیما یلی توضیح النتائج الخاصة بکل طفل من الأطفال التوحدیین الأربعة على حده:

أ- نتائج الطفل "عبد الله":

            أکمل عبد الله 13 جلسة خط أساس، و14 جلسة تدخل، وجلسة تتبعیة واحدة (انظر الشکل رقم 3). وقد شهدت کل الجلسات تلقینات مستمرة للتحیة والأحادیث القصیرة؛ حیث کان یتم جمع البیانات دائماً عند وصوله للمدرسة فی الصباح. لذلک کان الباحث یلاحظ وصول عبد الله إلى المدرسة، ودخوله للفصل أثناء أول الیوم الدراسی وعندما تصل مساعدة المعلم بعد 15 دقیقة.

 

 

 

ب- نتائج الطفل "فهد":

أکمل فهد 24 جلسة خط أساس، و9 جلسات تدخل، وجلسة تتبعیة واحدة (انظر الشکل رقم 4). وقام الباحث بجمع البیانات أثناء الدقائق العشر الأخیرة من الحصة لیرى ما إذا کان فهد قد قام بحوار أثناء الحصة وکذلک أول 20 دقیقة فی وقت الفسحة لتحدید ما إذا کان فهد قد بادر باللعب أو تناول غدائه مع زملائه فی الفصل أو استجاب لمبادراتهم.

أکملت حسناء 17 جلسة خط أساس، و13 جلسة تدخل، وجلسة تتبعیة واحدة (انظر الشکل 5). وقد تم جمع البیانات أثناء فترة الفسحة من الساعة 10:45 إلى 11:15 صباحاً. وقد تم جمع البیانات لأول 15 دقیقة خارج الفصل حیث کان الأطفال یتناولون وجبتهم، والدقائق الخمس عشرة الأخیرة کانت فی الفناء.

 د- نتائج الطفل "معاذ":

أکمل معاذ 17 جلسة خط أساس، و7 جلسات تدخل، وجلسة تتبعیة واحدة (انظر الشکل 4). وقد قام الباحث فی البدایة بجمع البیانات أثناء جلسات أحادیة (فردیة) لمعاذ مع معلم التربیة الخاصة، لکنهما (الباحث والمعلم) لم یمرا بتجارب کافیة لإنتاج البیانات (4 محاولات أو أقل فی کل جلسة لم یکن یتم تضمینها فی البیانات). لذلک، تم تغییر عملیة جمع البیانات لمرحلة خط الأساس إلى لعبة کرة السلة أثناء وقت الحصة.

فقد کان السلوک المستهدف أکثر حضوراً وأقل تبایناً مما کان علیه الأمر فی مرحلة خط الأساس. وقد أتم الباحث جلسة تتبعیة بعد أسبوع واحد من انقضاء التدخل وکانت نسبة الاستجابات الصحیحة لمعاذ تبلغ 59%.

نلخص من عرض نتائج الإجابة عن التساؤل الرابع للدراسة الحالیة أن البرنامج الإرشادی المقترح لتنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین (التدخل) قد ترتب تطبیقه نمواً واضحاً فی المهارات الاجتماعیة المستهدفة لطفلین، ونمواً لطفل واحد وانخفاض واضح فی التقلب السلوکی؛ ولم یکن هناک نمو واضح بالنسبة لطفل واحد. وتعکس هذه النتائج فعالیة البرنامج الإرشادی المقترح فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین وفقاً لبیانات الملاحظة المباشرة لسلوک الأطفال.

وبذلک یکون قد الباحث قد تمکن من الإجابة عن التساؤل الرابع للدراسة الحالیة والذی نص على:" ما أثر البرنامج الإرشادی المقترح فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى کل طفل من الأطفال المشارکین ما بین مراحل خط الأساس والتدخل والمتابعة (وفقاً لبیانات بطاقة الملاحظة)؟"

رابعاً: توصیات الدراسة

فی ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدراسة الحالیة یقدم الباحث التوصیات التالیة:

1-      تعمیم تطبیق البرنامج الإرشادی المقترح لتنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین سواءً المهارات التی تم الترکیز علیها فی البرنامج الحالی أو تصمیم جلسات إرشادیة أخرى لتنمیة مجموعات متنوعة أخرى من المهارات الاجتماعیة لدى هؤلاء الأطفال.

2-      تعمیم البرنامج الإرشادی المقترح فی بیئات أخرى غیر البیئات المدرسیة مثل مراکز التربیة الخاصة وفی المنزل.

3-      تعمیم الاستفادة من أسلوب النمذجة من خلال الفیدیو کأحد الأسالیب المهمة التی من خلالها یمکن تعلیم طیف واسع من المهارات للأطفال التوحدیین.

4-      التوسع فی توظیف أسالیب التعلم التعاونی لا سیما أسلوب توجیه الأقران لتعلیم وتدریب وإرشاد الأطفال التوحدیین.

5-      تدریب المعلمین والمرشدین النفسیین الذین یتعاملون مع الأطفال التوحدیین على استخدام أسالیب التعلم التعاونی وتوجیه الأقران والنمذجة من خلال الفیدیو لما ثبت من أهمیتهم فی تعلیم وتدریب هؤلاء الأطفال خاصة ما یتعلق بتنمیة المهارات الاجتماعیة.

6-      من الضروری أن یتم الاستفادة من الأطفال العادیین فی مراکز تأهیل وتدریب الأطفال التوحدیین لما أظهرته نتائج الدراسة من دور مهم لهم فی نمذجة المهارات الاجتماعیة المختلفة لأقرانهم من الأطفال التوحدیین.

خامساً: البحوث المقترحة

استناداً إلى ما تم فی الدراسة الحالیة فإن الباحث یقترح مجموعة من الدراسات والبحوث المستقبلیة:

1-            إجراء دراسة تتضمن تطبیق البرنامج الإرشادی المقترح المقدم فی الدراسة الحالیة لاختبار تأثیراته فی تنمیة مهارات اجتماعیة أخرى لم یتم الترکیز علیها فی الدراسة الحالیة کالتعبیر الانفعالی والحساسیة الاجتماعیة والتواصل غیر اللفظی وغیرها من مهارات المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین.

2-            إعادة تطبیق الدراسة على عینات أکبر سناً من الأطفال التوحدیین.

3-            إجراء دراسة للکشف عن أثر برنامج مقترح قائم على البرنامج المقدم فی الدراسة الحالیة یستدمج مداخل أخرى کالتعلیم الملطف والتعلم العفوی والبصری وجداول النشاط المصورة واختبار فاعلیته فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدیهم.

4-            اختبار فاعلیة الأسالیب المستخدمة فی البرنامج المقترح للدراسة الحالیة للکشف عن تأثیراتها فی علاج مشکلات أخرى لدى الأطفال التوحدیین کالسلوک النمطی المتکرر.

5-            إجراء دراسة للکشف عن أثر برامج التدخل التی تجمع ما بین النمذجة من خلال الفیدیو وتوجیه الأقران والروبوتات الإلکترونیة فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین.

6-            إجراء دراسة للکشف عن أثر بیئات التعلم الافتراضیة التعاونیة ثلاثیة الأبعاد فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین.

7-            أثر الألعاب القائمة على النمذجة بالفیدیو وتوجیه الأقران فی تنمیة مستوى المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین.

8-            إجراء دراسة لتقییم أثر البرنامج الإرشادی المقترح المقدم فی الدراسة الحالیة فی تنمیة سلوک التعاون لدى الأطفال التوحدیین.

9-            فاعلیة الجمع ما بین القصص الاجتماعیة والنمذجة من خلال الفیدیو وتوجیه الأقران فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین.

10-         ضرورة أن یکون هناک تعاون وتکامل ما بین جهود المرشدین النفسیین والمعلمین وأولیاء الأمور فی تطبیق الأسالیب والبرامج التی تساهم فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال التوحدیین من خلال أسالیب کالتعلم العفوی ونمذجة السلوک والتوجیه المستمر بحیث تکمل جهودهم تلک الجهود المبذولة فی جلسات البرنامج الإرشادی المقترح المقدم فی الدراسة.

أولاً: المراجع العربیة

 

  1. إبراهیم الأسدی (2003). الإرشاد التربوی: مفهوم-خصائصه- ماهیته. عمان: الدار العلمیة الدولیة للنشر والتوزیع. 
  2. إبراهیم الزریقات، منال عمر (2019). فاعلیة برنامج تدریبی قائم على النمذجة بالفیدیو فی تحسین مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعی لدى عینة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد فی مدینة عماندراسات - العلوم التربویة: الجامعة الأردنیة - عمادة البحث العلمی، 46, (1)، 269-291.
  3. إبراهیم العثمان (2015). فعالیة تطبیق معلمی التلامیذ ذوی اضطراب التوحد لبرنامج تدریبی انتقائی فی تنمیة بعض مهاراتهم الاجتماعیة لدى هؤلاء التلامیذ.مجلة الارشاد النفسى -مصر، (42)، 203-252.
  4. إبراهیم الغنیمی (2012). فعالیة برنامج تدریبی قائم على استخدام استراتیجیة الفلورتایم فی تنمیة بعض المهارات الاجتماعیة لدى الاطفال ذوی اضطراب التوحد ذوی الوظیفة العالیة. مجلة الطفولة والتربیة (کلیة ریاض الأطفال - جامعة الإسکندریة) - مصر، 4, (12)، 251-336.
  5. إبراهیم المصری (2010). الإرشاد النفسی: أسسه وتطبیقاته. إربد: عالم الکتب الحدیث.
  6. إبراهیم بدر (2004). الطفل التوحدی تشخیص وعلاج. مکتبة الانجلو المصریة.
  7. أحمد الزعبی (2002). الإرشاد النفسی. عمان: دار زهران للنشر والتوزیع.
  8. احمد الزغبی (2003). التوجیه والإرشاد النفسی: أسسه- نظریاته –طرائقه– مجالاته– برامجه. دمشق – دار الفکر.
  9. أحمد السید (2016). فاعلیة برنامج للأنشطة الجماعیة فی تحسین مستوی التفاعل الاجتماعی لدى الأطفال التوحدیینمجلة الارشاد النفسى -مصر، (45)، 129-176.
  10. أحمد بدیوی (2009). علم النفس الإرشادی وتطبیقاته فی مجال التربیة وتعدیل السلوک. القاهرة: مکتبة الناصر.
  11. أحمد شرادقة (2018). "فاعلیة برنامج تدریبى قائم على النظریة السلوکیة لتحسین المهارات الاجتماعیة لدى عینة سعودیة من ذوى اضطراب طیف التوحد". رسالة دکتوراه. جامعة العلوم الإسلامیة العالمیة، عمان.
  12. آرام عبد الرحیم (2016).  المساندة الاجتماعیة وعلاقتها بالرضا عن الحیاة لدى أمهات الأطفال المصابین بالتوحد بولایة الخرطوم. رسالة ماجستیر غیر منشورة. جامعة النیلین، الخرطوم.
  13. أشرف الملک (2015). فعالیة برنامج تدریبی قائم على أسلوب لوفاز فی تنمیة المهارات الاجتماعیة والتواصلیة لدى الأطفال ذوی اضطراب التوحد فی المدینة المنورةمجلة التربیة الخاصة والتأهیل - مؤسسة التربیة الخاصة والتأهیل - مصر، 2, (8)، 1-48.
  14. أفنان الحربی، ومحمد الحجیلان (2016). اقتراح نموذج تصمیم تعلیمی یتناسب مع خصائص المتعلمین ذوی اضطراب التوحد معتمد على نموذج ADDIE لتحدید معاییر تصمیم القصص التعلیمیة الاجتماعیة الالکترونیةمجلة التربیة الخاصة والتأهیل - مؤسسة التربیة الخاصة والتأهیل - مصر، 4, (15)، 76-113.
  15. أفنان الطلحی (2019). تطویر تطبیق آیباد قائم على النمذجة بالفیدیو لتعزیز مهارات حمایة الذات لدى الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد فی مدینة جدة. مجلة العلوم التربویة والنفسیة، المجلة العربیة للعلوم ونشر الأبحاث، 3، (7)، 45-72.
  16. إکرام درادکه، وأحمد خزاعلة (2017). المظاهر السلوکیة لأطفال اضطراب طیف التوحد وعلاقتها بالتواصل الاجتماعی فی محافظة عجلون من وجهة نظر معلمیهممجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسانیة - جامعة الزرقاء الخاصة - الأردن، 17, (3)، 777-789.
  17. إلهام القصیریین (2016). فاعلیة القصص الاجتماعیة فی تحسین التفاعل الاجتماعی لدى الأطفال ذوی طیف التوحد فی المملکة العربیة السعودیةمجلة المعهد الدولی للدراسة والبحث - جسر - بریطانیا، 2, (12)، 1-12.
  18. آمنة المعمریة (2018). فاعلیة النمذجة الذاتیة بالفیدیو فی تحسین طلاقة القراءة ودافعیتها لدى طالبات الصف الخامس الأساسی ذوات صعوبات التعلم بمحافظة شمال الباطنة (رسالة ماجستیر غیر منشورة). جامعة السلطان قابوس.
  19. أمیمة کامل (2017). أثر التدریب على الانتباه المشترک فی تحسین المهارات الاجتماعیة والتواصل اللفظی لدى الأطفال ذوی اضطراب التوحد مرتفعی الوظیفیةدراسات الطفولة - مصر، 20, (74)، 99-108.
  20. إیاد دخان (2015). "المهارات الاجتماعیة وعلاقتها بسلوکیات التنمر لدى الطلبة فى منطقة الناصرة" رسالة ماجستیر. جامعة عمان العربیة، عمان.
  21. أیمن حماد (2012). فعالیة التعلم التعاونی فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى طلاب الجامعة. مجلة الإرشاد النفسی، 32، 95 – 147.
  22. براءة بنی عمر (2018). "أثر السیکودراما العلاجیة فی خفض أعراض قلق ما بعد الصدمة والاکتئاب وتحسین المهارات الاجتماعیة لدى الأطفال اللاجئین". رسالة ماجستیر. الجامعة الهاشمیة، الزرقاء.
  23. جابر برزان (2016). الإرشاد والتوجیه النفسی. الجنادریة للنشر والتوزیع.
  24. جلال أبو شریعة (2016). مستوى الانسحاب الاجتماعی لدى الأطفال ذوى اضطراب التوحد فی محافظة أربد من وجهة نظر معلمیهم فی ضوء بعض المتغیرات. رسالة ماجستیر غیر منشورة. جامعة عمان العربیة، عمان.
  25. جهاد السلیحات (2016). "فاعلیة برنامج تدریبی لتعلیم المهارات الاجتماعیة والأکادیمیة فی تحسین المهارات الاجتماعیة والأکادیمیة لدى عینة أردنیة من الطلبة ذوی صعوبات التعلم" رسالة دکتوراه. جامعة العلوم الإسلامیة العالمیة، عمان.
  26. جین غوردن (2016). التوحد: تخلف عقلی أم خلل نمائی سلوکی؟. ترجمة معصومة علامة. دار القلم للطباعة والتوزیع، لبنان.
  27. جیهان مصطفی (2008). التوحد. کتاب الیوم، السلسة الطبیة.
  28. حازم خالد (2017). التوحد، الأسباب، والأعراض، والعلاج. وکالة الصحافة العربیة.
  29. حامد زهران (٢٠٠3). دراسات فی الصحة النفسیة والإرشاد النفسی. القاهرة: عالم الکتب.
  30. حسام سلام (2011). أثر برنامج قائم على التعلم التعاونی والاکتشاف الموجة فی اکتساب بعض المفاهیم العلمیة وتنمیة بعض المهارات الاجتماعیة لدى الموهوبین ذوی صوبات التعلم بریاض الاطفال. مجلة الطفولة والتربیة ( کلیة ریاض الأطفال - جامعة الإسکندریة ) - مصر، 3, 8، 133 – 201.
  31. حسن الصمیلی (1430 هـ). فاعلیة برنامج إرشادی عقلانی إنفعالی فی خفض السلوک الفوضوی لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة بمنطقة جازان التعلیمیة: دراسة شبه تجریبیة. رسالة دکتوراه غیر منشورة، جامعة أم القرى، کلیة التربیة.
  32. حسن عبد المعطی، وسهیر شاش، وعصام عواد (2014). الإرشاد النفسی لذوی الاحتیاجات الخاصة. مکتبة زهراء الشرق.

                                   ثانیاً: المراجع الأجنبیة

 

  1. Akers, J. S., Higbee, T. S., Gerencser, K. R., & Pellegrino, A. J. (2018). An evaluation of group activity schedules to promote social play in children with autism. Journal of applied behavior analysis51(3), 553-570.
  2. Alzyoudi, M., Sartawi, A., & Almuhiri, O. (2015). The impact of video modelling on improving social skills in children with autism. British Journal of Special Education, 42(1), 53-68.
  3. Anderson, A., Furlonger, B., Moore, D. W., Sullivan, V. D., & White, M. P. (in press). A comparison of video modelling techniques to enhance social- communication skills of elementary school children. International Journal of Educational Research. Retrieved from http://dx.doi.org/ 10.1016/j.ijer.2016.05.016.
  4. Anderson, K. S. (2009). Social skills training for children with autism utilizing peers as behavioral models (Order No. 3361273). Available from ProQuest Central; ProQuest Dissertations & Theses Global. (304846082). 
  5. Autism speaks. (2016). What is Autism? Retrieved from https://www.autismspeaks.org/what-autism
  6. Avcioglu, H. (2013). Effectiveness of Video Modelling in Training Students with Intellectual Disabilities to Greet People When They Meet. Educational Sciences: Theory & Practice, 13(1), 466-477.
  7. Ayres, K. M., & Langone, J. (2005). Intervention and instruction with video for students with autism: A review of the literature. Education and Training in Developmental Disabilities, 40(2), 183–196.
  8. Bellinger, J. M. (2012). Teaching social skills to students with autism spectrum disorders: Efficacy of a social learning approach (Order No. 3534707). Available from ProQuest Central; ProQuest Dissertations & Theses Global. (1272368262).
  9. Bellini, S., & Akullian, J. (2007). A metaanalysis of video modeling and video self-monitoring interventions for children and adolescents with autism spectrum disorders. Exceptional Children, 73,264–287.
  10. Bolton, J. B. (2010). Examining the effectiveness of a social learning curriculum for improving social skills and self-regulation behaviors in middle school boys with autism spectrum disorder or social skill deficits. PCOM Psychology Dissertations
  11. Bossavit, B., & Parsons, S. (2017). From start to finish: Teenagers on the autism spectrum developing their own collaborative game. Journal of Enabling Technologies, 11(2), 31-42.
  12. Butler, R., Sargisson, R. J., & Elliffe, D. (2011). The efficacy of systematic desensitization for treating the separation-related problem behaviour of  domestic dogs. Applied Animal Behaviour Science, 129, 136-145. doi:10.1016/j.applanim.2010.11.001
  13. Byiers, B. J., Reichle, J., & Symons, F. J. (2012). Single-Subject Experimental Design for Evidence-Based Practice. American Journal of Speech Language  Pathology, 21, 397-414. doi:10.1044/1058-0360(2012/11-0036)
  14. Camaya, C. (2015). Teachers' perceptions of social skills instruction for children with autism spectrum disorders (Order No. 3742176). Available from ProQuest Central; ProQuest Dissertations & Theses Global. (1752649469). 
  15. Carnahan, C. R. (2007). Teaching students with autism in group settings: Increasing teacher efficiency and student learning (Order No. 3264461). Available from ProQuest Dissertations & Theses Global. (304883715).
  16. Carnahan, C., Musti-Rao, S., & Bailey, J. (2009). Promoting active engagement in small group learning experiences for students with autism and significant learning needs. Education and treatment of Children32(1), 37-61.
  17. Carter, E. W., Cushing, L. S., Clark, N. M., & Kennedy, C. H. (2005). Effects of peer support interventions on students’ access to the general curriculum and social interactions. Research & Practice for Persons with Severe Disabilities, 30, 15–25. doi: 10.2511/rpsd.30.1.15
  18. Cattik, M., & Odluyurt, S. (2017). The effectiveness of the smart board-based small-group graduated guidance instruction on digital gaming and observational learning skills of children with autism spectrum disorder. TOJET : The Turkish Online Journal of Educational Technology, 16(4)
  19. Charlop-Christy, M. H., & Daneshvar, S. (2003). Using video modeling to teach perspective taking to children with autism. Journal of Positive Behavior Interventions, 5, 12–21. doi: 10.1177 /10983007030050010101
  20. Charlop-Christy, M. H., Le. L., & Freeman, K. A. (2000). A comparison of video modelling with in vivo modelling for teaching children with autism. Journal of Autism and Developmental Disorders, 30(6), 537-552.
  21. Cheng, Y., & Ye, J. (2010). Exploring the social competence of students with autism spectrum conditions in a collaborative virtual learning environment–The pilot study. Computers & Education54(4), 1068-1077.
  22. Choque Olsson, N. (2016). Social skills group training for children and adolescents with autism spectrum disorder. Inst för kvinnors och barns hälsa/Dept of Women's and Children's Health.
  23. Choque Olsson, N., Rautio, D., Asztalos, J., Stoetzer, U., & Bölte, S. (2016). Social skills group training in high-functioning autism: A qualitative responder study. Autism20(8), 995-1010.
  24. Cipolla, D. S. (2012). An investigation of the effects of a computer-based intervention on the social skills of children with autism (Order No. 3519807). Available from ProQuest Dissertations & Theses Global. (1030142923).
  25. Corbett, B. A., & Abdullah, M. (2005). Video modeling: Why does it work for children with autism? Journal of Early and Intensive Behavior Intervention, 2, 2–8.
  26. Cozby, P. C., & Bates, S. C. (2015). Methods in Behavioural Research (12th ed., pp.  220-225). New York, USA: McGraw-Hill Education.
  27. Cummings, K. S. (2017). Using Explicit Social Skills Instruction Combined with a Restricted Interest Group to Increase the Frequency of Social Skills in Students with Autism. Masters Theses & Specialist Projects
  28. Deckers, A., Muris, P., Roelofs, J., & Arntz, A. (2016). A group-administered social skills training for 8- to 12- year-old, high-functioning children with autism spectrum disorders: An evaluation of its effectiveness in a naturalistic outpatient treatment setting. Journal of Autism and Developmental Disorders, 46(11), 3493-3504. doi:http://dx.doi.org/10.1007/s10803-016-2887-1
  29. Dekker, V., Nauta, M. H., Timmerman, M. E., Mulder, E. J., Lianne van, d. V., Barbara J van, d. H., . . . de Bildt, A. (2018). Social skills group training in children with autism spectrum disorder: A randomized controlled trial. European Child & Adolescent Psychiatry, , 1-10. doi:http://dx.doi.org/10.1007/s00787-018-1205-1


[1]- سوف نأتی على ذکر تفاصیل الأطفال المشارکین فی القسم الخاص بعینة الدراسة.

[2]- فی ثنایا هذه الرسالة تم استخدام أسماء مستعارة حفاظاً على خصوصیة المشارکین.

[3]- جرى التطبیق المیدانی للدراسة الحالیة (جمع البیانات وتطبیق البرنامج الإرشادی والمتابعة) فی ثلاث مراحل رئیسیة سنأتی على ذکرها بالتفصیل فی العنصر الخاص بإجراءات الدراسة وهی مرحلة خط الأساس, ومرحلة التدخل (تطبیق البرنامج الإرشادی) ومرحلة المتابعة.