الأمل والذکاء الوجداني لدى طلاب کلية التربية مرتفعي ومنخفضي قلق المستقبل

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

تعد المرحلة الجامعية إحدى المراحل الهامة والفارقة في مسيرة المرء وحياته، ذلک أنه يرسم فيها مستقبله، وأهدافه التي يرجو تحقيقها، إلا أنها مرحلة تعتريها الکثير من التغيرات، ويتجاذب في تشکيلَها أطراف متعددة، وعوامل کثيرة.
فهذه المرحلة يجمع فيها الشَباب بحماستهم، وطموحاتهم ورغباتهم، واحاسيسهم ومشاعِرهم، مع ما يحيط بهم من أحوال المجتمع الجامعي المتعدد الثقافات والوجهات، حيث الاحتکاک ببيئة جديدة عليهم منفتحة على کافة مستحدثات العصر، وتزرع داخلهم حب التمييز، ذلک أن کل فرد منهم يضع نصب عينية مثالاً ناجحاً يحتذى به، ويرغب الوصول لما وصل إليه، بالإضافة إلى الآمال التي تُعقد عليهم من قِبل الأهل والمجتمع، فالکل يرقب وينظر إلى ما سوف يُشارک به هؤلاء الشباب في رکب الحضارة والثقافة، وما يمکن أن ينفع به نفسه وأسرته ومجتمعه.
إلا أن العصر الحالي وما يحيط به من تغيرات تتسم بالسرعة والاضطراب في شتى مناحي الحياة مما أدى لتعقدها، کل هذا جعل طالب الجامعة غير قادر على تحقيق کافة أهدافه، وأن تحقيق جزءاً منها لم يعد يترتب عليه تحقيق الطمأنينة والأمن له، فالتجاذبات والحراک السياسي وانعکاساته على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع بصفة عامة والطالب الجامعي بصفة خاصة جعلته قلقاً من المستقبل وما يحمله معه من مفاجأت وتغيرات تتخطى قدرته على التکيف والتوافق مع مثل هذه الظروف المضطربة، وهذا ما جعله في حالة دائمة من التوتر والفوضى التي جعلته يفشل في تحديد الوسائل التي تحقق أهدافه، ومن ثم تحقق له قدراً من الراحة النفسية. (هبة مؤيد محمد، 2010م، 321)
حيث يشير "أسعد فاخر حبيب" إلى أن طلاب الجامعة يفکرون بشکل کبير في المستقبل ويتخوفون منه وما يخبئه لهم، وهذه التخوفات إما خاصة تتمثل في عدم قدرة الفرد منهم بالارتباط بالشخص المناسب، وعدم الحصول على وظيفة مناسبة، والاحتياج المادي، والتفاوت الشديد بين ما يتمناه وما يمکن أن يحققه، وما يرتبط بذلک من أفکار خاطئة حول قدراته الذاتية، وبعضها عامة مثل الفوضى السياسية والأوضاع الاقتصادية المتأزمة، وتدهور بعض القيم وتغيرها وإندثار بعضها الآخر. (أسعد فاخر حبيب، 2014م، 305)

جامعة مدینة السادات

کلیة التربیة

قسم علم النفس والصحة النفسیة

 

 

 

الأمل والذکاء الوجدانی لدى طلاب کلیة التربیة مرتفعی ومنخفضی قلق المستقبل

 

 

الباحث/ جمال السعید حمادة ناصر

معلم أول أ بالتربیة والتعلیم

 

 

2017م – 1438ه

 

 

 

ملخص البحث

المقدمة :

تعد المرحلة الجامعیة إحدى المراحل الهامة والفارقة فی مسیرة المرء وحیاته، ذلک أنه یرسم فیها مستقبله، وأهدافه التی یرجو تحقیقها، إلا أنها مرحلة تعتریها الکثیر من التغیرات، ویتجاذب فی تشکیلَها أطراف متعددة، وعوامل کثیرة.

فهذه المرحلة یجمع فیها الشَباب بحماستهم، وطموحاتهم ورغباتهم، واحاسیسهم ومشاعِرهم، مع ما یحیط بهم من أحوال المجتمع الجامعی المتعدد الثقافات والوجهات، حیث الاحتکاک ببیئة جدیدة علیهم منفتحة على کافة مستحدثات العصر، وتزرع داخلهم حب التمییز، ذلک أن کل فرد منهم یضع نصب عینیة مثالاً ناجحاً یحتذى به، ویرغب الوصول لما وصل إلیه، بالإضافة إلى الآمال التی تُعقد علیهم من قِبل الأهل والمجتمع، فالکل یرقب وینظر إلى ما سوف یُشارک به هؤلاء الشباب فی رکب الحضارة والثقافة، وما یمکن أن ینفع به نفسه وأسرته ومجتمعه.

إلا أن العصر الحالی وما یحیط به من تغیرات تتسم بالسرعة والاضطراب فی شتى مناحی الحیاة مما أدى لتعقدها، کل هذا جعل طالب الجامعة غیر قادر على تحقیق کافة أهدافه، وأن تحقیق جزءاً منها لم یعد یترتب علیه تحقیق الطمأنینة والأمن له، فالتجاذبات والحراک السیاسی وانعکاساته على الأوضاع الاقتصادیة والاجتماعیة للمجتمع بصفة عامة والطالب الجامعی بصفة خاصة جعلته قلقاً من المستقبل وما یحمله معه من مفاجأت وتغیرات تتخطى قدرته على التکیف والتوافق مع مثل هذه الظروف المضطربة، وهذا ما جعله فی حالة دائمة من التوتر والفوضى التی جعلته یفشل فی تحدید الوسائل التی تحقق أهدافه، ومن ثم تحقق له قدراً من الراحة النفسیة. (هبة مؤید محمد، 2010م، 321)

حیث یشیر "أسعد فاخر حبیب" إلى أن طلاب الجامعة یفکرون بشکل کبیر فی المستقبل ویتخوفون منه وما یخبئه لهم، وهذه التخوفات إما خاصة تتمثل فی عدم قدرة الفرد منهم بالارتباط بالشخص المناسب، وعدم الحصول على وظیفة مناسبة، والاحتیاج المادی، والتفاوت الشدید بین ما یتمناه وما یمکن أن یحققه، وما یرتبط بذلک من أفکار خاطئة حول قدراته الذاتیة، وبعضها عامة مثل الفوضى السیاسیة والأوضاع الاقتصادیة المتأزمة، وتدهور بعض القیم وتغیرها وإندثار بعضها الآخر. (أسعد فاخر حبیب، 2014م، 305)

کل هذه الأمور المقلقة بالإضافة إلى ما یحتویه نظام الجامعات من عملیة اختیار الدراسة، وعدم القدرة على التکیف مع التخصص الجدید، وعدم الارتباط بین المواد الدراسیة وواقعیة الأعمال والوظائف المتاحة بعد التخرج، وما یرتبط بذلک من اتخاذ قرارات ذات أهمیة کبرى لمستقبل الطالب وحیاته العملیة فی ظل حالة من التخبط والضبابیة التی تسود الواقع المعاش، کل هذا یخلق حالة من الصراع النفسی والإجتماعی، وتوتر انفعالی یؤثر سلباً على توافق الطالب مع ذاته ومع الآخرین. (أحمدعبدالمجید صمادی و نوال محفوظ مرعی، 2012م، 66 - 103)

کل هذا یشیر إلى کون المستقبل یعد مصدراً أساسیاً من مصادر القلق، باعتبار مرحلة التعلیم الجامعی بدایة تحقیق الرغبات والطموحات وتقدیر الذات، وظهور الإمکانات الکامنة لدى الفرد، مما جعل هذه الظاهرة سمة لمجتمع ملئ بالتغیرات وعوامل جعلت منه المصیر الغامض للکثیر من طلاب الجامعة، وترتبط هذه الظاهرة بمجموعة من المتغیرات، منها ما یخص الفرد ومنها ما یرجع للمجتمع وأوضاعة المختلفة (ناهد شریف سعود، 2006م، 63). أورد فی (أسعد فاخر حبیب، 2014م ، 306)

وقد أشارت نتائج دراسة "ناهد شریف سعود" إلى ارتفاع مستوى قلق المستقبل لدى طلاب الجامعة، وأن الإناث أکثر قلقاً عن الذکور، ووجود علاقة ارتباطیة بین قلق المستقبل وکل من المجالات الاقتصادیة ودخل الأسرة والتفاؤل والتشاؤم. (ناهد شریف سعود، 2005م، 32)

وفی نفس السیاق أشارت نتائج دراسة "إبراهیم شوقی عبدالحمید" (2002م) ودراسة "وسیفون" (1982م)، إلى أن المشکلات المتعلقة بالمستقبل لدى الشباب تعکس وبوضوح نظرتهم نحو المستقبل، والتی ترتبط بشکل مباشر بتوقعاتهم الشخصیة والإیجابیة لذواتهم، وترتبط سلباً بتوتراتهم، فالبطالة والعمل غیر المناسب هی النوافذ التی ینظر منها الطالب على عالم المستقبل، حیث یتم تخریج الآلاف من الشباب وهم یحملون خبرات ومؤهلات غیر مطلوبة فی مجال العمل، فلا یجدون فی سوق العمل ما یتناسب ومستواهم العلمی والمهنی، فتزداد البطالة وتظهر توابعها فی صورة اضطرابات سلوکیة نفسیة. (نادیة أوشن، 2015م، 10)، (هویدة حنفی محمود وأخرون، 2006م، 56)

ومن هنا یشکل المستقبل والاهتمام به الأولویة الکبرى فی حیاة هؤلاء الطلاب خاصة عندما یشعرون أن مستقبلهم لیس تحت سیطرتهم، وأن رؤیتهم تجاهه مشوشة، مما یجعلهم غیر قادرین على التفکیر المتزن، ولا التخطیط الجید لهذا المستقبل، مما یزید قلقهم على مستقبلهم، لعدم قدرتهم على تحقیق تلک الطموحات، فی ظل عدم اعتقاد کامل بقدراتهم الذاتیة، وتحدی واضح لظروف الحیاة الصعبة التی تحیط بهم.

ومن التنویه السابق فان هذه النظرة المتناقضة لطلاب الجامعات فى واقعهم الحالی وما یواجهونه من مشکلات جمة، ومستقبلهم وما یرغبون فی تحقیقه من أمنیات، مما یستلزم وجود مستوى کبیر من الأمل لدیهم، یمکنهم من الشعور بأن رغباتهم وأهدافهم یمکن تحقیقها، إلى جانب مستوى عال من الذکاء الوجدانی، والذی یتمثل فی معرفة الفرد لمشاعره وانفعالاته وضبطها، ومعرفته بمشاعر وانفعالات الآخرین، مما یمکنه من اتخاذ قرارات ذکیة فی أوقات مناسبة تمکنهم من تحقیق أهدافهم، وهو ما یحتاجه طلاب الجامعات، وخاصة من هم على أعتاب مرحلة التخرج والالتحاق بسوق العمل والتعامل مع الآخرین.

ذلک أن للأمل آثار إیجابیة عدیدة على التوافق والصحة النفسیة لدى الفرد، إذ یقوم بدوراً کبیر فی رفع قدرة الفرد الذاتیة على مواجهة الضغوط بکافة أشکالها، والمؤثرة على الصحة النفسیة والجسمیة فی وقت واحد، ویتضح تأثیره الایجابی على التطور النفسی والروحی للفرد وفق ما أشارت إلیه نتائج العدید من الدراسات منها دراسة (عوید سلطان المشعان، 2010م)، والتی کشفت عن وجود علاقة موجبة بین الأمل والصلابة النفسیة، وعلاقة سلبیة بین الأمل والشکاوی البدنیة والعصابیة، وفی نفس السیاق أشارت نتائج دراسة (هیام صابر شاهین، 2013م)، إلى دور الأمل فی بناء شخصیة الفرد وتطورها وتنمیة صفات الصمود والمثابرة بالقدر الذی تمکنه من تحقیق أهدافه، وحمایته من المخاطر الناتجة عن أیة مشکلات نفسیة وصحیة قد تواجهه، مما یؤکد ضرورة العنایة بدراسته، بعدما رکز علم النفس کثیراً خلال تاریخه على الجوانب السلبیة لدى الإنسان مثل القلق، والخوف والاکتئاب والعدوان والانحراف والمرض، قبل أن یرکز على السعادة والرضا والأمل والتفاؤل والثقة والتوافق ونظرائها من الفضائل الإنسانیة الراقیة مثل الإیثار والشجاعة والأمانة والإیمان والواجب والمسئولیة والبهجة والمثابرة وغیرها. (أحمد محمد عبدالخالق، 2004م، 183)    

والأمل على هذا النحویعد أحد العوامل المهمة والمؤثرة فی تحقیق التوافق النفسی والاجتماعی والشعور بالسعادة والقدرة على الإنجاز وتحقیق الذات، ذلک أنه یمد الفرد بمجموعة من الأسس والمبادئ، والتی تمثل الدافع لتحقیق أهدافه وغایاته، فی ضوء ما لدیه من إمکانات وقدرات وفی ظل الظروف البیئیة المحیطة به، بغیة تحسین حیاته وحل مشکلاته، ومن ثم تحقیق الذات والسعادة النفسیة والشعور بالأمن النفسی.

ویرجع الفضل إلى سنایدر ( (Snyder, et., al ,2002, 820فی أنه أول من أدخل مصطلح الأمل إلى قاموس علم النفس فی أواخر الثمانینات من خلال نظریتة فی الأمل، فیشیر إلیه على أنه حالة من الحافز الإیجابی القائم على عملیة تفاعلیة مبنیة على الإحساس بالنجاح، ویشتمل على مکونین هما: المقدرة أو الإرادة أی الطاقة الموجهه نحو الهدف، والسبل والتخطیط لتحقیق الأهداف "المسارات أو السبل" وعلى هذا النحو فالأمل لیس العاطفة وإنما نظام دینامی معرفی تحفیزی.

وبالإضافة إلى أهمیة الأمل فی حیاة طلاب الجامعة، فإن هناک أهمیة کبرى أیضاً لتوافر مستوى کبیر من الذکاء الوجدانی لدیهم إذا ما رغبوا فی تحقیق ما یبتغون، ذلک أنهم أحوج المراحل الحیاتیة لهذا المتغیر الهام، نظراً لما یواجههم من تحدیات ومصاعب وما یتعرضون له من قلق على مستقبلهم وقت تخرجهم، وبدایة رحلة البحث عن عمل وتکوین الذات، الأمر الذى یکاد یکون من المستحیل تحقیق هذه الطموحات والآمال فى ظل عدم قدرة هذه الفئة على تکوین علاقات جیدة مع الآخرین فى مجال العمل وخلافه، نظراً لضرورة  تفهمهم لمشاعر الآخرین بعد فهمهم الکامل لمشاعرهم وإنفعالاتهم مما یتیح لهم القدرة الجیدة لاتخاذ القرارات الصائبة فى الوقت المناسب، وما هذا إلا الذکاء الوجدانی.

فالذکاء الوجدانی یعد المفتاح لمعظم أولئک الذین نجحوا فى حیاتهم العلمیة أمثال "نیوتن"، "بیاجیه"، "فروید"، و"ادیسون" الذین لم یکونوا یتمتعون بذکاء معرفی مرتفع فحسب، بل کانوا یتصفون بخصائص أخرى هامة کالمثابرة والتحمل والإصرار والتفاؤل وغیرها من السمات الانفعالیة الإیجابیة، وقد وجد أن هذه السمات یتصف بها المرتفعون فى الذکاء الوجدانى؛ ذلک أن الذکاء الوجدانی یعد مدخلاً جیداً لتنمیة قدرات الأفراد، وتهیئتهم للحیاة بصورة أفضل، ویساعدهم على استثمار قدراتهم المتاحة إلى أقصى حد ممکن، ویتضح ذلک من نتائج دراسات عدة منها دراسة "جاردنر وهرنشتای" (1995 ,Gardner&Hemstein)، و"مورای" (1994 ,Murray)، فیما یتعلق باحتمالات النجاح فی الحیاة، أن من بین (10 % : 20 %) فقط من التباین فی إختبارات النجاح المهنی، یمکن ارجاعه للقدرات العقلیة فی حین یتطلب النجاح المهنی قدرات أوسع من ذلک کالمهارات الإجتماعیة وضبط الانفعالات وٕادارة وحفز الذات وهو ما أشار إلیه Ciarrochi., 2001)). أورد فی دراسة (موضی بنت محمد القاسم، 2011م، 37)

کما اهتم العدید من الباحثین بدراسة مفهوم الذکاء الوجدانی فی مجالات العمل والتربیة وکافة مجالات الحیاة المتعددة، وأکدوا على أنه یرجع إلیه السبب فی نجاحات کثیرة ومنهم "جولمان" (1995, Goleman)، الذی أشار إلى کون الذکاء الوجدانی یسهم بنسبة (٨٠ %) فی النجاح فی الحیاة، إلى جانب قدرة الذکاء الوجدانی على مواجهة الضغوط والصعاب المتنوعة التی قد تقابل الفرد (ابراهیم محمد المغازی، 2003م، 135)، حیث أشارت نتائج دراسات کل من (أحمد شعبان عطیة، 1989م)، دراسة (أحمد ربیع عبدالحمید، 1996م)، دراسة (أنور حمودة البنا وعائد عبداللطیف الربیعی، 2006م)، ودراسة (مجدی محمد الشحات، 2012م)، إلى أن طلاب الجامعات یواجهون أثناء مرحلة الدراسة الجامعیة وبعدها العدید من الضغوط، منها الأسریة والنفسیة والاجتماعیة والاقتصادیة والأکادیمیة ونقص المرونة مما یؤدی بهم إلى الانغلاق وعدم القدرة على التفاعل مع الآخرین.

فالذکاء الوجدانی بهذا المعنى هو " قدرة الفرد على الانتباه والإدراک الصادق لإنفعالاته ومشاعره الذاتیة وإنفعالات ومشاعر الآخرین والوعی بها وفهمها وتقدیرها بدقة ووضوح، وضبطها وتنظیمها والتحکم فیها وتوجیهها، واستخدام المعرفة الانفعالیة وتوظیفها لزیادة الدافعیة، وتحسین مهارات التواصل الانفعالی والتفاعل الاجتماعی مع الآخرین وتطویر العلاقات الإیجابیة التی تکفل للفرد والآخرین تحقیق النجاح فی شتى جوانب حیاتهم ".  (عبدالعظیم سلیمان المصدر، 2008م، ٥٩٩)     

ومما سبق یتضح کم الصعوبات والتحدیات المتنوعة التی تواجه هؤلاء الطلاب، وتسبب لهم قدراً کبیراً من القلق تجاه مستقبلهم، الأمر الذی یستلزم معه ضرورة توافر مستویات مرتفعة من الأمل والذکاء الوجدانی للتغلب على هذه المستویات المرتفعة من قلق المستقبل الذی ظهر مؤخراً وبشکل کبیر بین مختلف فئات المجتمع کافة وبین طلاب الجامعات بشکل خاص.

مشکلة البحث

        تحددت مشکلة البحث فی التساؤلات التالیة:

- هل هناک فروق بین مستویات الأمل والذکاء الوجدانی لدى طلاب کلیة التربیة مرتفعی ومنخفضی قلق المستقبل؟

- هل هناک فروق بین مستویات الأمل والذکاء الوجدانی لدى طلاب کلیة التربیة مرتفعی ومنخفضی قلق المستقبل وفق متغیر الجنس والتخصص؟

- هل یوجد تأثیر لکل من الأمل والذکاء الوجدانی على قلق المستقبل؟

أهداف البحث

هدف البحث إلى تحقیق ما یلی:

1- الکشف عن الفروق بین مستویات الأمل والذکاء الوجدانی لدى طلاب کلیة التربیة مرتفعی ومنخفضی قلق المستقبل.

2- الکشف عن الفروق بین مستویات الأمل والذکاء الوجدانی لدى طلاب کلیة التربیة مرتفعی ومنخفضی قلق المستقبل وفق متغیری الجنس والتخصص.

3- الکشف عن العلاقة بین کل من الأمل والذکاء الوجدانی على قلق المستقبل.

أهمیة البحث

تتلخص أهمیة البحث فى الآتى:

1- التوصل لأفضل أنماط القیادة تحقیقاً للجودة الشاملة داخل المؤسسة التعلیمیة بمدارس التعلیم الأساسی ببعض مدارس التعلیم الأساسی بمحافظة کفرالشیخ.

3- تقدیم فرصة للمدیرین لوعی مماراساتهم وأنماطهم القیادیة، ومستوى ما یحققوه من جودة داخل مدارسهم، حتى یتسنى لهم الوقوف على أفضل هذه الأنماط کفاءة وفعالیة.

4- إعطاء فرصة جیدة للقائمین على العملیة التعلیمیة فى المستویات العلیا بوضع معاییر علمیة تأخذ فی الاعتبار الأنماط القیادیة الفعالة ذات الدافعیة الفعالة لضمان تطبیق الجودة الشاملة التى تبتغیها وزارة التربیة والتعلیم بالمدارس العامة.

المفاهیم الأساسیة للبحث

أولاً - الأمل

تقع بحوث الأمل فی قلب علم النفس الإیجابی، نظراً للسبب الرئیسی فی وجوده وهو البحث عن فضائل الشخصیة والسمات الإیجابیة بها، والعمل على تدعیمها، وقد بدأ تقدیم المفاهیم المرتبطة بالأمل فی الدراسات النفسیة والطبیة النفسیة فی خمسینات القرن الماضی، وقد ألقى تیار مبکر من البحوث الضوء على دور الأمل فی تحقیق تکیف الفرد مع ذاته ومع الآخرین، فضلاً عن أهمیته فی البدء بتغیر نتیجة العلاج، والرغبة فی التعلم والشعور بالسعادة والرضا (أمال جودة ومحمد عسلیة، 2010م، 93). وعلى النقیض من ذلک فقد لوحظ أن الیأس (Hopelessness) یعد عامل خطورة فهو یمهد للإصابة بالاضطرابات العقلیة والنفسیة بوجه عام، فهو یؤدی إلى الإصابة بالاکتئاب، والسیکوباتیة، والسلوک الانتحاری بوجه خاص، فالأمل بهذه الکیفیة یعد سبباً فی استمرار حیاة الفرد، ذلک أنه یعمل على مقاومة الضغوط التی قد تواجهه وتعبر به إلى حالة من الأمان النفسی مع الذات والآخرین. (أحمد محمد عبدالخالق، 2004م، 184)

وقد أورد بأدبیات علم النفس عدة تعریفات للأمل، منها تعریف "یارشوفیسکی" و"بیترفیسکی" (Yaroshevsky& Petrovsky, 1985, 128) بأنه: خبرة انفعإلیه تنشأ عندما تکون توقعات الفرد هی أمنیات أکیدة الحدوث، والأمل یعکس الإدراک المرجح للحقیقة. أن بنیة الأمل تفسر بمعرفة الأسباب الموضوعیة للأحداث المتوقعة والتی تعتمد على أساس الخبرة الانفعإلیه الذاتیة مثل مشاعر السعادة والفشل التی تراکمت فی الزمن الماضی. ومن خلال التنبؤ بالطریق المحتمل للحوادث التی تجری فی الطوارئ. (شوقی یوسف بهنام، 2005م، 64)

فی حین اختلفت رؤیة کل من "ستاتس" و "ستاسین" (Staats& Stassen, 1985) للأمل، حیث نظرا إلیه من منظور انفعالی حیث عرفتاه بأنه: الفرق بین التوقعات الانفعإلیه الإیجابیة للمستقبل والتوقعات الانفعإلیه السلبیة للمستقبل" (Staats& Stassen, 1985,235) ( صفاء الأعسر وعلاء الدین کفافی، 2013م، 174)، وحددا بعدین للأمل انفعالیاً هما التوقعات الإیجابیة للمستقبل، والتوقعات السلبیة للمستقبل.

أما "سنایدر وزملاؤه" (Snyder et al., 1991) فینظرون للأمل بأنه وجهة معرفیة موجهة نحو تحقیق هدف معین، وأنه حالة دافعیة موجبة تعتمد فی الأساس على شعور بالنجاح، وطاقة موجهة نحو الهدف، وتخطیط دقیق لتحقیق هذا الهدف. أورد فی (أحمد محمد عبدالخالق،2004م،184)

أما "میشیل وآخرون" (2005 (Michael,et al, فیعرفونه بأنه: مجموعة من المشاعر الإیجابیة التی تتکون من خلال إحداث عملیة التوازن بین متطلبات الحیاة العملیة، ومتطلبات الحیاة الأسریة، مما یقلل من احتمال الإصابة بالأمراض النفسیة والعضویة. أورد فی (خیریة عبد الله البکوش، 2014م، 136)

ووفقا لهذه الرؤیة فإن الباحث سیأخذ فی هذه الدراسة الرؤیة التکاملیة للأمل التی ترى فی الأمل نموذجاً انفعالیاً معرفیاً فی آن واحد، فالأمل کمفهوم انفعالی یکون للعوامل البیئیة المحیطة الأثر البالغ فی نمو الأمل لدى الفرد أو تدهوره، فهو وفق هذا النموذج مرتبط بالعاطفة والمشاعر التی تساعد الفرد على الاحتفاظ بمعتقداته السارة فی المواقف الصعبة والضاغطة الراهنة، فتکون دافع له بأنه قادر على مواصلة الحیاة وتحقیق أهدافه مهما کانت الضغوط ومهما کانت المشکلات التی قد تواجه ومهما کانت الخبرات المحزنة، ونموذجاً معرفیاً یعمل على توجیه إدراک الفرد نحو المصادر التی یمکن وأن تحقق تلک الأهداف التی وضعها فی ظل إمکاناته وقدراته، وإیمانه الکامل بامتلاکه القدرة اللازمة للتخطیط والعمل المستمر حتى تحقیق هذه الأهداف، فالأمل هنا یمکن النظر إلیه کمفهوم انفعالی محکوم بالمعرفة.

أبعاد الأمل :

ومن التعریفات السابقة التی تم إستعراضها فقد تم تحدید بعدین للأمل معرفیاً أشار إلیهما سنایدر، وهما السبل والإرادة، ویمکن تعریفهما کالاتی:

-  السبل (التخطیط من أجل تحقیق الأهداف) : ویقصد بها مدى قدرة الفرد على التوصل إلى مجموعة من الطرق والأسالیب التی تمکنه من تحقیق الأهداف المطلوبة، وعلى هذا النحو فسبل التفکیر تعکس مدى القدرة المتخیلة لدى الفرد على انتاج السبل الناجحة لتحقیق الأهداف التی یرغبها، وسبل التفکیر هی وسیلة لربط الماضی بالحاضر بالمستقبل من خلال الأهداف، فالفرد یکون قادراً على خلق صورة عن نفسه فی اللحظة الراهنة وذلک فی ضوء خبراته السارة، وصورة للطریق الذی یأمله لربط الحاضر بالمستقبل المنشود وذلک فی ضوء قدراته وإمکاناته الفعلیة، ویتضح ذلک من خلال تسلسل الخطوات اللازمة للآداء الجید، حیث تشیر الدراسات إلى أن الأفراد مرتفعی الأمل هم أکثر قدرة على انتاج أفضل السبل البدیلة لتحقیق الأهداف عن هؤلاء الذین یتصفون بانخفاض الأمل لدیهم، وتظهر هذه المیزة بوضوح عند عرقلة الطرق الأساسیة، فنجد ذوی الأمل المرتفع لا یواجهون مشکلات فی التوصل لعدة طرق أخرى بدیلة لإنجاز أهدافهم على خلاف ذوی الأمل المنخفض الذین یتوقف تفکیرهم حال مواجهتم مشکلات توقفهم عن تحقیق طموحاتهم بالطرق الأساسیة المعهودة.

-  المقدرة أو القوة (الطاقة الموجهة نحو الهدف) : وهی القدرة على البدء ومواصلة التحرک نحو الهدف على طول اختیار الطرق، أو ما یطلق علیه المقدرة على التفکیر، والذی یعد بمثابة الشرارة التی توافر للإنسان القدرة على الاستمرار لمتابعة الهدف. (مرعی سلامة یونس، 2011م، 159)

ویرى الباحث أن هذه النظریة بهذا الشکل تتوقف على الإرادة التی یمتلکها الفرد من ناحیة وعلى الوسائل المتاحة أو الممکنة لتحقیق هذه الأهداف من ناحیة أخرى؛ فالإنسان عادة ما یرغب فی تحقیق أهداف بعینها، ولکن القدرة على تحقیقها تختلف من فرد لأخر باختلاف مستویات الأمل لدیهم، فالجمیع لدیه أهداف یرغب فی تحقیقها، والبعض منهم یستطیع تولید للأفکار لإیجاد طرق جدیدة وغیر معتادة لتحقیق مثل هذه الأهداف (السبل) إذا تعسرت الطرق الأساسیة، والقلة فقط هی التی یتولد لدیها الدافع للبدء فی الطریق الذی حددته لتحقیق هذه الأهداف (المقدرة)، نظراً للصعوبات والمعوقات التی قد تواجههم أثناء محاولاتهم لتحقیق أهدافهم، وهذا قد یرجع فی الأساس إلى مجموعة الخبرات المتاحة لدیهم، والتی تعطیهم الشعور إما بالنجاح المستمر إذا کانت خبرات سارة فتجعلهم قادرین على خلق سبلاً جدیدة لتحقیق الأهداف، أو شعوراً بالیأس فتنقطع لدیهم السبل إذا کانت خبرات سیئة.

أما "ستاتس و ستاسین" فقد وضعتا بعدین انفعالیین للأمل هما:

-  التوقعات الإیجابیة للمستقبل :وهی الرغبة أو التمنی فی حدوث أشیاء أو أحداث أو نتائج سارة. وهی بذلک تشیر إلى مجموعة المشاعر الإیجابیة المتولدة من الرغبة الحقیقیة فی التمیز، والناتجة عن التفاعل الإیجابی بین العاطفة والإدراک.

-  التوقعات السلبیة للمستقبل :وهی تشیر إلى مجموعة المشاعر السلبیة المتولدة عن التوقع السلبی للأحداث المقبلة. فهما یعتبران الأمل یعبر عن التوقع الإیجابی للمستقبل، وأنه یعتبر من المحددات الهامة فی السعادة الذاتیة للفرد، وعلى هذا الأساس فقد قاما باستخدام مقیاس التوازن الانفعالی المعدل (MABS)، لقیاس مستوى الأمل لدى الأفرد. (Staats& Stassen, 1985, 236)

ثانیاً : الذکاء الوجدانی

یعتبر مفهوم الذکاء الوجدانی مفهوم حدیث على التراث السیکولوجی، ویکتنفه بعض الغموض حتى أن أنصاره إنقسموا إلى قسمین أثناء تعرضهم إلى تعریفه وبیان ماهیته، ذلک أنه فی منطقة تفاعل مشترک بین النظام المعرفی والنظام الانفعالی داخل الفرد، وعلیه ظهر اتجاهان أولهما أصحاب القدرة وعلى رأسهم "سالوفی ومایر" (Salovey& Mayer, 1993, 433) حیث عرف الذکاء الوجدانی بأنه: قدرة الفرد على فهم الانفعالات الذاتیة وللآخرین وتنظیمها وتقییمها والتعبیر عنها، للرقی بکلاً من الانفعال والتفکیر، فهو شکلاً من أشکال الذکاء العام، یمکن قیاسه والتعامل معه بعیداً عن سمات الشخصیة. ویرى "سالوفی وآخرون" Salovey, et al, 1995, 125-159)) بأن الذکاء الوجدانی یمیز بین الأفراد الذین یحاولون الضبط والتحکم والفهم لمشاعرهم وانفعالاتهم والعمل على تنظیمها، إلى جانب القدرة العإلیه على مراقبة مشاعر الآخرین وفهمها واحترامها والتعامل معها بطریقة جیدة، کل تلک الأمور تمکنهم من استخدام إستراتیجیات سلوکیة خاصة للتحکم الذاتی فی المشاعر والانفعالات. أما الاتجاه الثانی وعلى رأسهم "دانیال جولمان" 1995,271)Goleman,) فیعرفه بأنه: مجموعة من المهارات الانفعإلیه والاجتماعیة التی یتمتع بها الفرد واللازمة للنجاح فی حیاته الخاصة وحیاته المهنیة. حیث حدد "جولمان" (Goleman) مجموعة من المهارات التی تمیز مرتفعی الذکاء الوجدانی وهی الإندفاعات والمثابرة والحماس والدافعیة الذاتیة والتقمص العاطفی والأناقة أو اللیاقة الاجتماعیة، وأشار إلى أن إنخفاضها لیس فی صالح تفکیر الفرد ومن ثم فإنها تفقده نجاحه المهنی والشخصی. (فاروق السید عثمان ومحمد عبدالسمیع رزق، 2001م، 36)

وفیما یلی عرض لأهم تعریفات الذکاء الوجدانی وفقاً للتقسیم السیکولوجی السابق ذکره:

-  الذکاء الوجدانی کمجموعة قدرات معرفیة اتجاه سالوفی ومایر (Salovey& Mayer):

بعد أن قاما کل من "مایر وسالوفی" (Salovey& Mayer, 1993, 433) بتعریف الذکاء الوجدانی کقدرة کما سبق عرضه، قاما بتقسیمه إلى أربعة فروع هی القدرة على إدراک الانفعالات بدقة وتقییمها والتعبیر عنها، القدرة على تولید المشاعر، القدرة على فهم الانفعالات والمعرفة الوجدانیة، والقدرة على تنظیم الانفعالات بما یعزز النمو الوجدانی والعقلی للفرد (مریامة حنصالة، 2014م، 46)، فالذکاء الوجدانی بهذا الشکل مرتبط بالذکاء العام کونه نوعاً من القدرات، وإن اختلف عنه بنوعیة المهارات التی تندرج تحته، والتی من شأنها التحکم فی مشاعر الفرد. (سامیة خلیل خلیل، 2010م، 48) 

وبنفس التوجه عرف "جورج" George, 2000, 033-1047)) الذکاء الوجدانی بأنه: القدرة على إدراک مشاعر الفرد والآخرین من خلال التفکیر وفهم المعرفة الانفعإلیه وتنظیم المشاعر بحیث یستطیع الفرد أن یؤثر فی مشاعر الآخرین، وعرفاه "رید وکلارک" Reed&Clark, 2000, 68))  بأنه القدرة على إدراک وفهم وتناول الانفعالات بحنکة وذکاء واستخدامها کمصدر للطاقة الإنسانیة والتزود بالمعلومات والعلاقات مع الآخرین، حتی یتمکن الفرد من التعامل مع الآخر بطریقة تتسم بالدقة. أورد فی (عصام محمد زیدان وکمال احمد الامام، 2003م، 23)  

وعرفه "زیندر وآخرون" Zeidner, et al., 2005)) الذکاء الوجدانی بأنه یشیر عموما إلى مفهوم عام فی القدرة على التمیز بین الفهم والتعبیر وإدارة العواطف لدى الذات والآخرین. أورد فی (موضى محمد بن حمد القاسم، 2011م، 35)

-  الذکـاء الوجـدانی کمجموعة مهـارات انفعإلیه اجتماعیة اتجاه دانیال جولمان

 1995, 271) , Goleman):

حدد "جولمان" (Goleman) مجموعة من المهارات والسمات یتطلب وجودها فیمن یتصفون بالذکاء الوجدانی وهی التحکم فی الانفعالات، التقمص العاطفی، اللیاقة الاجتماعیة، المثابرة، الحماسة، والدافعیة الذاتیة، وتوافر تلک المهارت فی شخص ما إنما تعبر عن قدرة عإلیه فی تحقیق النجاح المهنی والشخصی لدیه.

ومن التعریفات التی تنتمی لذلک القسم تعریف "فاروق السید عثمان ومحمد عبدالسمیع رزق" حیث عرفا الذکاء الوجدانی بأنه القدرة على الانتباه والإدراک الجید للانفعالات والمشاعر الذاتیة وفهمها والتعبیر عنها بوضوح وتنظیمها وفقاً لمراقبة وإدراک وفهم دقیق لانفعالات الآخرین ومشاعرهم بهدف الدخول معهم فی علاقات انفعإلیه اجتماعیة إیجابیة تساعد الفرد على الرقی العقلی والانفعالی والمهنی وتعلم المزید من المهارات الإیجابیة للحیاة (فاروق السید عثمان ومحمد عبدالسمیع رزق، 2001م، 36)، وهما بهذا الشکل یریان فی الذکاء الوجدانی مجموعة من القدرات تنبثق منها مجموعة من المهارات والسمات.

وعرف "دی رید" (De Raad., 2005, 674) الذکاء الوجدانی بأنه مجموعة ثانویة من الذکاءات الاجتماعیة التی تشتمل على مراقبة الذات والتعرف على مشاعر وعواطف الآخرین، للتمییز بینهم والاستخدام الأمثل لهذه المعلومات لتوجیه فکره وأعماله. أورد فی (موضی بنت محمد القاسم، 2011م، 18)

 أما "عبدالله جابر محمد" فیعرف الذکاء الوجدانی بأنه: قدرة الفرد على التعرف على مشاعره ومشاعر الآخرین والتمییز بینهما وتحفیز ذاته وإدارة انفعالاته وعلاقاته مع الآخرین والتعاطف معهم بفاعلیة. (عبدالله جابر محمد، 2006م، 548)

ویعرف "محمد رزق البحیری" الذکاء الوجدانی بأنه ذلک التنظیم الانفعالی للشخصیة القابل للتعدیل والنمو والذی یتألف من مجموعة من المهارات والاستعدادات والقدرات التی تؤهل الفرد لفهم مشاعره ومشاعر الآخرین ومن ثم توجیه انفعالاته وإدارتها بشکل فعال یؤدی إلی تکوین علاقات ممیزة مع الآخرین الأمر الذی یدفعه للاستمتاع بما یقوم به من أعمال بشکل یساعد على النجاح والتمیز فی کافة المواقف الأدائیة والحیاتیة المختلفة، والذی یمکن قیاسه بالتقدیر الذاتی ویعبر عنه بالتقاریر اللفظیة للأطفال على مقیاس الذکاء الوجدانی للأطفال (محمد رزق البحیری، 2007م، 589-590). أما "سامیة خلیل الشختور" فقد عرفت الذکاء الوجدانی بأنه مجموعة من المهارات التی تمکنه من إدراک مشاعرة وانفعالاته الذاتیة وتنظیمها بالکیفیة التی تمکنه من السیطرة على هذه الانفعالات والفهم الواضح لمشاعر الآخرین، بهدف التواصل معهم فی علاقات إیجابیة، تمکنه من النجاح فی الحیاة. (سامیة خلیل الشختور، 2008م، 122)

ویعرف (مصطفی حفیضة سلیمان ورضا أحمد الأدغم، 2008م، 763) الذکاء الوجدانی بأنه قدرة الفرد على التفهم الانفعالی لمشاعر الآخرین، والتواصل معهم من خلال الإدراک الدقیق لانفعالاتهم للدخول معهم فی علاقات تتسم بالود، وإدارة الانفعالات بشکل جید بحیث یکون الفرد قادراً على استدعاء الانفعالات الإیجابیة بسهولة، ومقاومة الانفعالات الهامة فی مواقف الحیاة الضاغطة. أورد فی (موضى محمد بن حمد القاسم، 2011م، 35)

ویتضح مما سبق عرضه من تعریفات للذکاء الوجدانی أن الاتجاه الأول والذی یتزعمه "سالوفی ومایر" (Salovey& Mayer)، یرى فی الذکاء الوجدانی مجموعة من القدرات المعرفیة التی یمتلکها الفرد بهدف الفهم الکامل لمشاعره ومشاعر الآخرین، والتعامل معها بکفاءة، بالقدر الذی یسهم فی نموه الوجدانی والعقلی، وعلى هذا فهو بعید الصلة عن السمات الشخصیة للفرد، بینما یرى الاتجاه الثانی والذی یتزعمه "دانیال جولمان" 1995, 271) , Goleman) والذی یرى فی الذکاء الوجدانی مجموعة من المهارات التی تمکن الفرد من الإدراک الجید والفعال لمشاعره وانفعالاته الذاتیة وفهمها وتنظیمها والتحکم فیها بالقدر الذی یسمح له بالتعامل بثقة مع الآخرین، وفق أهدافهم ومیولهم من خلال التعرف الجید على مشاعرهم وانفعالاتهم، وهو بهذا الشکل سمة من سمات شخصیة الفرد وأحد جوانب الشخصیة، وعلیه اختلفت طرق القیاس ففی حین یقاس الذکاء الوجدانی کقدرة بمقاییس واختبارات الآداء یقاس أیضاً کسمة من سمات الشخصیة وأحد جوانبها بمقاییس التقریر الذاتی.

وتبنى الباحث فی هذه الدراسة وجهة النظر المختلطة ونفس رؤیة (فاروق السید عثمان ومحمد عبدالسمیع رزق، 2001م)، وذلک لإمکانیة قیاس الذکاء الوجدانی کمجموعة من القدرات والمهارات والأبعاد التی یسهل معها عملیة القیاس، إلى جانب اهتمام الباحثین بکون الذکاء الوجدانی مجموعة من القدرات العقلیة ینبثق عنها مجموعة من المهارات والتی تساعد على تنمیة الجانب المهنی والعقلی للفرد، وهو ما سیفید الباحث فی هذه الدراسة من إمکانیة قیاس الذکاء الوجدانی لطلاب کلیة التربیة بمقاییس ثبت صدقها وثباتها، إلى جانب کون الذکاء الوجدانی هام لهم کمجموعة من القدرات العقلیة التی تسهم فی التعرف الدقیق على مشاعرهم ومشاعر الآخرین، والنظر إلیه نظرة کلیة ولیست من جانب واحد، خاصة وهم ینتقلون من مرحلة الدراسة إلى مرحلة أشد تعقیداً وهی الالتحاق بسوق العمل، مما یستوجب علیهم التعرف على فن التعامل مع الآخر من خلال الفهم الکامل لمشاعرهم وأهدافهم، وعدم خلق الصراع بینهم والآخرین حال تحقیقهم لأهدافهم، بل العمل على التوفیق بینهم، وهذا یتطلب مجموعة من المهارات والسمات الشخصیة المنبثقة من مجموعة القدرات العقلیة لدیهم والتی تعمل على تحقیق النجاح فی حیاة الفرد الخاصة والعامة.

مکونات الذکاء الوجدانى وأبعاده :

أشار کلاً من "فاروق السید عثمان ومحمد عبدالسمیع رزق" من خلال البحوث التی أجراها کل من "مایر وسولفای" (1990م)، "جولمان" (1995م)، و"جولدمان" (1995م)، وآخرون توصل الباحثون إلى أن الذکاء الوجدانی خاصیة مرکبة من خمسة مکونات أساسیة هی:

المعرفة الانفعإلیه   Emotional cognitive

 وهى الرکیزة الأساسیة للذکاء الوجدانی، وتتمثل فی القدرة على الإنتباه والإدراک الجید للانفعالات والمشاعر الذاتیة لدى الفرد وحسن التفرقة بینها، والوعی بالعلاقة التی تربط بین الأفکار والمشاعر والأحداث.

إدارة الانفعالات  Mangement emotion

 وتشیر إلى القدرة على التحکم فی الانفعالات السلبیة الناشئة عن المواقف الضاغطة فی الحیاة، وکسب الوقت للتحکم فیها وضبطها وتحویلها إلى انفعالات إیجابیة، وهزیمة کل معانی القلق والاکتئاب وممارسة مهارات الحیاة بفاعلیة.

تنظیم الانفعالات  Regulating emotions

وتشیر إلى القدرة على تنظیم الانفعالات والمشاعر الذاتیة وتوجیهها إلى تحقیق الإنجاز والتفوق، واستعمال هذه الانفعالاتوالمشاعر فی صنع القرارات الجیدة، وفهم کیف یتفاعل الآخرون بالانفعالات المختلفة، والفهم الکامل لکیفیة تحول الانفعالات من مرحلة إلى أخرى.

التعاطف  Empathy

 ویشیر إلى القدرة علی إدراک انفعالات الآخرین والتوحد معهم وجدانیاً وفهم مشاعرهم، وانفعالاتهم والتأقلم معهم والاتصال بهم مع الفصل التام للانفعالات الشخصیة.

التواصل  Communication

        ویشیر إلى التأثیر الإیجابی والقوی فی الآخرین عن طریق إدراک انفعالاتهم ومشاعرهم، ومعرفة متى یقود ومتى یتبع الآخرین ویساندهم، والتصرف معهم بطریقة لائقة من خلال الفهم الکامل لهذه المشاعر والأهداف التی یحاولون تحقیقها. (فاروق السید عثمان، 2001م، 18-19، 37)

الدراسات السابقة :

على الرغم من أننا فی عصر تعقدت فیه منظومة الدوافع الإنسانیة واضطربت، وتزداد تعقیداً یوماً بعد یوم، نظراً لمدى التطور الحادث وما یقابله من زیادة فی احتیاجات الأفراد، فی ظل القصور الواضح فی القدرة على اشباع مثل هذه الاحتیاجات، ومن هنا یکون الأمل (Hope) هو المحرک الأهم والأکثر ارتباطاً بالجوانب الإیجابیة فی الشخصیة. والذی یعمل کمصدر قوة لعملیة النمو والتغییر للفرد لمواجهة هذه الضغوط، ونظراً لهذه الأهمیة الکبرى لهذا المفهوم فقد لفت انتباه العدید من الباحثین العرب والأجانب، ویمکن التعرض لبعض الدراسات التی تناولت هذا المفهوم کما یلی:

1- دراسات تناولت مفهوم الأمل (Hope)

دراسة سنایدر وآخرون (Snyder et al.,1996)

بعنوان: " تطور وصدق مقیاس الأمل کحالة "، هدفت الدراسة الحالیة إلى التعرف على تطور وصدق مقیاس الأمل کحالة. وتم الاستعانة بأربع دراسات للتعرف على الخصائص السیکومتریة لمقیاس الأمل کحالة. وتوصلت نتائج الدراسة إلى تمتع المقیاس بدرجة عالیة من الصدق وذلک من خلال حساب الصدق باستخدام کل من صدق الاتساق الداخلى internal consistency)) للأبعاد الأربعة للمقیاس (یتکون المقیاس من أربعة أبعاد رئیسیة یندرج تحت کل بعد ثلاث فقرات)، والصدق التمایزى (discriminant validity). وأکدت نتائج الدراسة على أن المقایس أصبح جاهزاً للاستخدام.

دراسة أحمد عبد الخالق وسنایدر (Abdel Khalek & Snyder, 2007)

بعنوان: " المتغیرات المنبئة بالأمل لدى طلاب جامعة الکویت"، وتناولت المتغیرات المنبئة بالأمل لدى عینة من طلاب جامعة الکویت قوامها (323) طالباً وطالبة، وکشفت نتائج الدراسة عن: وجود علاقة ارتباط موجبة ودالة بین الأمل وکل من التفاؤل، وتقدیر الذات، والانفعال الإیجابی، والسعادة، والرضا عن الحیاة والصحة الجسمیة، والنفسیة، والتدین، والانبساطیة، وعلاقة سالبة مع القلق، والتشاؤم، وکان أفضل منبئ للأمل التفاؤل، یلیه الانفعال الإیجابی، وتقدیر الذات، وکما کشفت النتائج عن عدم وجود فروق فی التفاؤل والأمل، والسعادة، والرضا عن الحیاة تعزی لمتغیر النوع (ذکر، أنثى).

دراسة عبدالمحسن إبراهیم دیغم (2008م)

بعنوان: " الفــــــاعلیة الـــذاتیة وأسـالیب موجهة الضغوط کمتغیرات محکیة للتمیــز بیــن الأمل والتفـــاؤل "، وهدفت الدراسة إلى الکشف عن الفرق بین مفهومی الأمل والتفاؤل، وأجریت الدراسة على عینة من طلاب جامعة المنیا قدرها (255) طالب، وطُبِّقت أدوات الدراسة على أفراد العینة حیث طبق فى الدراسة أربعة مقاییس هو مقیاس الأمل ومقیاس التفاؤل ومقیاس الفاعلیة الذاتیة وأسالیب المواجهة، وبینت النتائج أن المفهومین الأمل والتفاؤل فیهما بعض التقارب والارتباط ولکنهما مستقلان عن بعضهما ولا یمکن أن یستوعبهما عامل واحد.

دراسة أنا هوردیکا وکاترزینا مارتوزکا Horodecka , 2013)&Martowska)

بعنوان: " الرؤیة الانسانیة للرجال نحو العوامل المؤدیة للنجاح فى ضوء الأمل والذکاء الوجدانی"، هدفت الدراسة إلى الکشف عن العوامل المؤدیة للنجاح فى ضوء الأمل والذکاء الوجدانی لدى عینه من الأفراد المنعزلین والاجتماعیین وکانت عینة الدراسة (60) فرداً (30) من المنعزلین اجتماعیاً وعدد (30) من الاجتماعیین واستخدما الباحثان مقیاس الأمل والذکاء الوجدانی وإستبیان لقیاس النجاح، وکانت نتائج الدراسة أن الأشخاص الاجتماعیین لدیهم مستویات علیا من الذکاء الوجدانی والأمل وأنهم أکثر نجاحاً من الأشخاص الإنعزالیین اجتماعیاً.

دراسة اندریاوالنسکی وجیسکا جیناو (Aundreah Walenski & Jessica Genaw , 2015)

بعنوان: " التمایز بین الجنس والعمر فی تطور الأمل لخبرات ما بعد الحیاة الضاغطة "، هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على دور النوع والعمر فی تطور الأمل وقت التعرض للخبرات الحیاتیة  الضاغطة فى الحیاة، وتکونت عینة الدراسة من طلاب الجامعة وخریجیها وعددهم (337) تراوحت أعمارهم ما بین (18) حتى (50) عام، اشتملت أدوات الدراسة على مقیاس الأمل إعداد سنایدر Snyder’s Hope Scale)). وکانت نتائج الدراسة کالتالی: حیث أکدت الدراسة أن الذکور أکثر شعوراً بالأمل من الإناث حینما یواجهون ضغوط الحیاة فى تلک المرحلة (طلاب الجامعة) نظراً لقدرتهم على التماسک أکثر من الإناث، حیث أشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق فردیة فی متغیر النوع لدى عینة الدراسة على مقیاس سنایدر تعود لصالح الذکور، کما أشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق فردیة فی متغیر العمر لدى عینة الدراسة، حیث أشارت النتائج إلى أن الأفراد الأکبر سناً والذین تعرضوا للعدید من الخبرات فی الحیاة هم الأکثر قدرة على التعامل مع ضغوط الحیاة وأکدت الدراسة على ضرورة عمل دراسات أخرى لأعمار مختلفة نظراً لمحدودیة العینة بتلک المرحلة العمریة.

2- دراسات تناولت الذکاء الوجدانیIntelligence Emotional) )

یعد الذکاء الوجدانی مصدراً فعالاً لحیاة تسودها قیم النجاح والکفاءة، وعاملاً واقیاً من مختلف المشکلات السلوکیة التی قد یتعرض لها الفرد، فی عصر تسوده الضغوط والتوترات، ذلک أن الذکاء الوجدانی یعد جوهر تنمیة قدرة الفرد على التوافق والتکیف مع المتغیرات البیئیة، وإقامة علاقات اجتماعیة مستقرة مع من حوله، وعلیه توجهت إلیه أنطار الکثیرین من علماء النفس والتربیة العرب والأجانب بالبحث والدرس کما سیتم عرضه فیما یلی بشیء من التفصیل کما یلی:

دراسة کیاروشا وتشان وبیجار (Ciarrochi, Chan & Bajgar, 2001)

بعنوان: " قیاس الذکاء الوجدانی لدى المراهقین "، أجرى  دراسة بهدف التعرف الذکاء الوجدانی لدى المراهقین وعلاقته بالدعم الاجتماعی وتقدیر الذات والمهارات الإیجابیة والرضا عن الحیاة، أجریت الدراسة على عینة بلغ قوامها (131) العینة نوعها إیه، وتوصلت النتائج إلى وجود ارتباط دال إحصائی بین أبعاد الذکاء الوجدانی وسمة القلق وتقدیر الذات ما عدا بعد "فهم العواطف" لم یرتبط بأی منهما، وکما توصلت الدراسة عن تفوق الإناث فی کل أبعاد الذکاء الوجدانی والدعم الاجتماعی ما عدا بعد "تنظیم العواطف"؛ حیث کانت الفروق فی اتجاه الذکور، وارتبط الذکاء الوجدانی بکل من المهارات الاجتماعیة، والدعم الاجتماعی، والرضا عن الحیاة واحترام الذات.

دراسة مارک  وآخرون (Marc A et al , 2004)

بعنوان: " الذکاء الوجدانی وعلاقته بالسلوک الیومی، الشخصیة والفروق الفردیة بین الأشخاص "، هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على دور الذکاء الوجدانی فی التعرف على أنماط السلوک الیومی من أنشطة أکادیمیة وعلاقات شخصیة لعینة من طلاب الجامعات بلغت (330) فرداً فی ضوء عوامل الشخصیة الخمس الکبرى، وکانت نتائج الدراسة کالتالی: شکل الذکاء الوجدانی کمنبئ  بدرجة عالیة على عوامل الشخصیة الخمس الکبرى والتحصیل الدراسی لدى عینة الدراسة، وأنه یمکن التنبؤ من خلال الذکاء الوجدانی لمعاییر قضاء أوقات الحیاة بصفة عامة ولکن بنسبة یختلف فیها الذکور عن الإناث، حیث ارتبطت طریقة قضاء الذکور لأوقاتهم فهم أکثر ارتباطاً بالسلوکیات السلبیة من مخدرات وأعمال غیر مشروعة على خلاف  النساء بصفة عامة.

ترتبط السمات الانفعالیة السلبیة (مثل الاندفاعیة والاکتئاب بسوء التوافق بین الزوجین).

دراسة التشامور – برامیزا وبینیت وفیرنهام

                         (Chamorro-Premuzie,Bennett, & Furnham, 2007)

بعنوان: " العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعلاقتها بکل من الذکاء الوجدانی والسعادة "، وهدفت الدراسة التی أجراها  إلى: تعرف العلاقة بین العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وکل من الذکاء الوجدانی والسعادة، وأجریت الدراسة على عینة بلغ قوامها (112) تتراوح أعمارهم بین (13-59)، وشملت العینة (50% ) من طلاب جامعة لندن، وبقیة العینة من عامة السکان، وغالباً من أفراد عائلة، أو أقارب المشارکین من الطلاب، وتوصلت نتائج الدراسة إلى: وجود أربعة عوامل من العوامل الخمسة الکبرى ارتبطت بکل من الذکاء الانفعالی والسعادة وهی "الانبساطیة، ویقظة الضمیر، والاتزان الانفعالی، والطیبة"، وکما ارتبط مقیاس "العواطف الذاتیة، ویقظة الضمیر" بالسعادة الشخصیة.

دراسة میهاک باتول وآخرون (Mehak Batool et al , 2014)

بعنوان: " الذکاء الوجدانی کمؤشر للشعور بروح الدعابة  والأمل بین البالغین "، هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على دور الذکاء الوجدانی فی التنبؤ بالشعور بروح الدعابة والأمل بین البالغین، وکانت عینة الدراسة (220) من البالغین بعمر زمنی یتراوح ما بین (20-35)عام من الجنسین (110) من الذکور و(110) من الإناث، واستخدم الباحثان للوصول إلى نتائج الدراسة مجموعة من الأدوات وهی ثلاثة مقاییس هی مقیاس روح الدعابة للکبار ومقیاس الأمل والمیول وکذا مقیاس الذکاء الوجدانی وبعد جمع الإستبانات تم معالجتها إحصائیاً کانت نتائج الدراسة کالتالی: شکل الذکاء الوجدانی مؤشراً بدرجة عالیة على الأمل فى حین أنه لا یعد مؤشراً على روح الدعابة، وعلاوة على ذلک کشف الإنحدار التدریجی إلى أن روح الدعابة لا تعد مؤشراً على الذکاء الوجدانی، وکشفت الدراسة على الإختلافات بین الجنسین فی الأمل وبعدیه حیث وجدت أن مستوى الأمل وبعدیه أعلى بین الذکور مقارنة بالإناث، وعلاوة على ذلک أشار إختبار (ت) أنه لا یوجد تأثیر للجنس على روح الدعابة والذکاء الوجدانی.

دراسة هاکانسارکام وآخرون (Hakan Saricam et al , 2015)

بعنوان: " العلاقة بین الذکاء الوجدانی، والأمل والرضا عن الحیاة لدى معلمی ما قبل الخدمة "، هدفت الدراسة إلى التعرف على طبیعة العلاقة بین الذکاء الوجدانی، والأمل والرضا عن الحیاة لدى معلمی ما قبل الخدمة لمرحلة ما قبل المدرسة. تکونت عینة الدراسة من (478) من المعلمین فی مرحلة ما قبل الخدمة (395 إناث، 83 ذکور) بمتوسط عمر (19.3) سنة. تمثلت أدوات الدراسة فی مقیاس سکیوت المعدل للذکاء الوجدانی النسخة الترکیة ((Schutte Emotional Intelligence Scale Revise، ومقیاس الأمل التکاملی (Integrative Hope Scale)، واستخدم أیضاً فی هذه الدراسة مقیاس الرضا عن الحیاة ((Life Satisfaction Scale. وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة ذات دلالة إحصائیة بین الذکاء الوجدانی والأمل والرضا عن الحیاة لدى عینة الدراسة. کما أشارت نتائج الدراسة إلى أنه یمکن التنبؤ بالرضا عن الحیاة من خلال الذکاء الوجدانی والأمل. وأکدت نتائج الدراسة على أن ارتفاع درجة الذکاء الوجدانی ینعکس بشکل إیجابی على درجة الأمل مما یؤدی إلى بناء علاقات اجتماعیة جیدة الأمر الذی ینعکس بشکل إیجابی على الرضا عن الحیاة.

فروض البحث :

للإجابة على تساؤلات البحث قام الباحث بوضع الفروض التالیة:

1-      توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات طلاب کلیة التربیة مرتفعی ومنخفضی قلق المستقبل فی الأمل.

 

2- وینقسم الفرض الثانی إلى :

 أ- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات طلاب کلیة التربیة مرتفعی قلق المستقبل (ذکور وإناث) فی الأمل.

ب- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات طلاب کلیة التربیة منخفضی  قلق المستقبل (ذکور / إناث) فی الأمل.

3- وینقسم الفرض الثالث إلى :

أ- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات طلاب کلیة التربیة مرتفعی قلق المستقبل (علمی / أدبی) فی الأمل.

ب- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات طلاب کلیة التربیة منخفضی  قلق المستقبل (علمی / أدبی) فی الأمل.

4- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات طلاب کلیة التربیة مرتفعی ومنخفضی قلق المستقبل فی الذکاء الوجدانی.

5- وینقسم الفرض الخامس إلى :

أ- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات طلاب کلیة التربیة مرتفعی قلق المستقبل (ذکور / إناث) فی الذکاء الوجدانی.

ب- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات طلاب کلیة التربیة منخفضی  قلق المستقبل (ذکور / إناث) فی الذکاء الوجدانی.

6- وینقسم الفرض السادس إلى :

أ- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات طلاب کلیة التربیة مرتفعی قلق المستقبل (علمی / أدبی) فی الذکاء الوجدانی.

ب- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات طلاب کلیة التربیة منخفضی قلق المستقبل (علمی / أدبی) فی الذکاء الوجدانی.

7- توجد علاقة ارتباطیة ذات دلالة إحصائیة بین الأمل وقلق المستقبل لدى عینة الدراسة.

8- توجد علاقة ارتباطیة ذات دلالة إحصائیة بین الذکاء الوجدانی وقلق المستقبل لدى عینة الدراسة.

مصطلحات البحث :

کان ینظر للأمل قبل خمسینات القرن العشرین بشکل فلسفی ونظری بحت، إلى أن جاءت دراسات "فرنش" French, 1952)) و "میننجر" (Menninger, 1959) والتی أشارت إلى دور الأمل فی التکیف وسرعة الشفاء والهناء الذاتی، مما أوجد توجهات علمیة لدى علماء الطب النفسی أمثال "فرانک" (Frank, 1968)، و"ستوتلاند" Stotland, 1969)) وأخرون، نحو دراسة الأمل وتحدیده إجرائیاً (عبدالمحسن إبراهیم دغیم، 2008م، 92)، إلا أن اختلاف وجهات النظر نحو الأمل عقدت الأمور بعض الشیء، فمنهم من نظر إلیه نظرة سلوکیة "ماورر" (Mower, 1960 )، ومنهم من نظر إلیه نظرة انفعالیة خالصة کما فعلت کل من "ستاتس و ستاسین" (Staats&Stassen, 1985) حیث عرفتاه بأنه: الفرق بین التوقعات الانفعالیة الإیجابیة والتوقعات السلبیة" (Staats& Stassen, 1985,235) ( صفاء الأعصر وعلاء الدین کفافی، 2013م، 174)، وحددا بعدین للأمل انفعالیاً هما التوقعات الإیجابیة للمستقبل، والتوقعات السلبیة للمستقبل.

وتعرف التوقعات الإیجابیة للمستقبل إجرائیاً بأنها:مجموعة المشاعر الإیجابیة المتولدة من الرغبة الحقیقیة فی التمیز، والناتجة عن التفاعل الایجابی بین العاطفة والادراک، ویقاس إجرائیاً من خلال استجابات أفراد عینة الدراسة على فقرات أداة الدراسة المعدة لقیاس الجانب الانفعالی للأمل.

وتعرف التوقعات السلبیة للمستقبل إجرائیاً بأنها:مجموعة المشاعر السلبیة المتولدة عن التوقع السلبی لمجریات الأمور، والناتجة عن التفاعل السلبی بین العاطفة والادراک، ویقاس إجرائیاً من خلال استجابات أفراد عینة الدراسة على فقرات أداة الدراسة المعدة لقیاس الجانب الانفعالی للأمل.

ومنهم من نظر إلیه نظرة معرفیة مثل "سنایدر وأخرون" (2002,Snyder et al) إذ یعرفه بأنه: حالة من الحافز الإیجابی القائم على عملیة تفاعلیة مبنیة على الإحساس بالنجاح، ویشتمل على مکونین هما: المقدرة أی الطاقة الموجهه نحو الهدف، والسبل والتخطیط لتحقیق الأهداف "المسارات أو السبل" وعلى هذا النحو فالأمل لیس العاطفة وإنما نظام دینامی معرفی تحفیزی. (820  (Snyder, et al., 2002,

الذکاء الوجدانی :Intelligence  Emotional

الذکاء الوجدانی اصطلاحاً :

تم التعرض لمفهوم الذکاء الوجدانی إجرائیاً على ید "سالوفی ومایر" حینما عمدا إلى تطویر طرقاً لقیاس الفروق بین الأفراد فی القدرة العاطفیة، ویعرف "سالوفی ومایر" (Salovey & Mayer, 1990) الذکاء الوجدانی بأنه: "القدرة على معرفة الشخص مشاعره وٕانفعالاته الخاصة کما تحدث بالضبط ومعرفته لمشاعر الآخرین، وقدرته على ضبط مشاعره وتعاطفه مع الآخرین والإحساس بهم، وتحفیز ذاته لصنع قرارات ذکیة.

ومن التعریف السابق یتضح کون الذکاء الوجدانی من وجهة نظرهما مجموعة من القدرات، فی حین کانت هناک وجهة نظر مختلفة تبناها "دانیال جولمان" على أنه مجموعة من المهارات الانفعالیة والاجتماعیة، إذ یشیر "دانیال جولمان" Goleman, 1995)) إلى الذکاء الوجدانی على أنه القدرة على التعرف على مشاعرنا ومشاعر الآخرین، وعلى تحفیز ذواتنا، وعلى إدارة انفعالاتنا وعلاقاتنا مع الآخرین بشکل فعال، وبذلک عبر جولمان عن الذکاء الوجدانی فی خمس مهارت هی الوعی بالذات وٕادارة الذات وحفز الذات والتعاطف والتعامل مع الآخرین. أورد فی (إبراهیم باسل أبوعمشه، 2013م، 80)

فی حین رأى البعض أنه مجموعة من القدرات ینبع منها مجموعة من المهارات یظهر هذا فی تعریف "فاروق السید عثمان ومحمد عبدالسمیع رزق" بأنه: القدرة على الإنتباه والإدراک الجید للإنفعالات والمشاعر الذاتیة، وفهمها وصیاغتها بوضوح وتنظیمها وفقاً لمراقبة وإدراک دقیق لإنفعالات الآخرین ومشاعرهم، للدخول معهم فى علاقات انفعالیة إجتماعیة ومهنیة إیجابیة، تساعد الفرد على الرقى العقلی والانفعالی والمهنی، وتعلم المزید من المهارات الإیجابیة للحیاة المهنیة والإجتماعیة(فاروق السید عثمان ومحمد عبدالسمیع رزق، 2001م، 36)

ویعرفه "أیمن غریب ناصر" على أنه: مجموعة السمات المزاجیة والاجتماعیة التی تؤثر على تنوع المحتوى الوجدانی للأشخاص، من حیث مدى ودقة فهم المشاعر ومن ثم رفع مستوى القدرة على مواجهة ومعالجة المشکلات، خاصة الوجدانیة منها بنجاح، وتتضمن أربعة مکونات أساسیة هی الوعی بالذات، الفهم والتواصل الاجتماعی، التعبیر عن المشاعر، التکیف ومعالجة المشکلات. (أیمن غریب ناصر، 2011م، 157)

قلق المستقبل : Future Anxiety

وتعرفه "زینب محمود شقیر" على أنه: خلل أو اضطراب نفسی المنشأ ینجم عن خبرات ماضیة غیر سارة، مع تشویه و تحریف إدراکی معرفی للواقع و للذات من خلال استحضار للذکریات والخبرات الماضیة غیر السارة مع تضخیم للسلبیات ودحض الإیجابیات الخاصة بالذات والواقع، تجعل صاحبها فی حالة من التوتر وعدم الأمن، مما قد یدفعه لتدمیر الذات، والعجز الواضح وتعمیم الفشل وتوقع الکوارث، وتؤدی إلى حالة من التشاؤم من المستقبل وقلق التفکیر فی المستقبل والخوف من المشکلات الإجتماعیة والإقتصادیة المستقبلیة المتوقعة، والأفکار الوسواسیة وقلق الموت والیأس. (زینب محمود شقیر، 2005م، 5)

 

منهج البحث واجراءاته :

أولاً : منهج البحث : یلائم المنهج الوصفی الدراسة الحالیة أکثر من غیره، ذلک أنه یعتمد على وصف ما هو کائن وتفسیره ولا یقتصر على جمع البیانات وتبویبها بل یمضی إلى أکثر من ذلک حیث یتضمن قدراً من التفسیر لهذه البیانات والتعبیر عن نتائج البحث بالأسالیب الإحصائیة المختلفة. (ذوقان عبیدات وعبدالرحمن عدس وکاید عبدالحق، 2002م، 33)

ثانیاً : عینة البحث: تکون مجتمع الدراسة عدد (961) طالب وطالبة بالفرقة الرابعة کلیة التربیة بمحافظة کفرالشیخ، بواقع عدد (358) من الذکور وعدد (603) من الإناث، وتم اختیار العینة المبدئیة من المجتمع الأصلی للدراسة بواقع عدد (480) طالب وطالبة، حیث طبق مقیاس قلق المستقبل إعداد زینب محمود شقیر (2005م)، ثم اختیرت عینة التطبیق الأساسیة بالطریقة العشوائیة الطبقیة العنقودیة، وفق متغیرات الجنس والتخصص بإجمالی عدد (240) طالب وطالبة، منهم عدد (120) طالب وطالبة مرتفعی قلق المستقبل، وعدد (120) طالب وطالبة منخفضی قلق المستقبل، حیث اختیر من القسم العلمی من الذکور أعلى (30) طالب على مقیاس قلق المستقبل، وأدنى (30) طالب على مقیاس قلق المستقبل، وفی القسم الأدبی تم اختیار أعلى (30) طالب على مقیاس قلق المستقبل، وأدنى (30) طالب على مقیاس قلق المستقبل، وبنفس الطریقة تم اختیار الإناث، وعلیه مثلت عینة التطبیق الأساسیة نسبة قدرها (24,97%) من حجم المجتمع الأصلی

ثالثا : أدوات البحث :

أ- مقیاس قلق المستقبل إعداد زینب محمود شقیر (2005م).

ب- مقیاس الذکاء الوجدانی إعداد فاروق السید عثمان، ومحمد عبدالسمیع رزق (2001م).

ج- مقیاس الأمل إعداد الباحث.

قام الباحث باجراء دراسة استطلاعیة بهدف التأکد من الکفاءة القیاسیة لمقیاس الأمل من خلال تطبیقة على عینة تقنین قوامها (40) طالب وطالبة من طلاب کلیة التربیة بکفرالشیخ ومن خارج عینة التطبیق الأساسیة، وذلک خلال شهری نوفمبر ودیسمبر (2016م)، وقد أسفرت الدراسة الاستطلاعیة على ملاءمة المقیاس للمشارکین وصلاحیته للتطبیق، حیث تم حساب صدق المقیاس بطریقتی صدق المحکمین وصدق التکوین (صدق المفردات، صدق الاتساق الداخلی)حیث وجد أن معاملات الارتباط بین کل عبارة من عبارات مقیاس الأمل لدى طلاب کلیة التربیة، وبین الدرجة الکلیة للبعد الذی تنتمی إلیه جمیعها دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0,01)؛ حیث تراوحت ما بین (0.827 : 0.979)، أما معاملات الارتباط بین کل عبارة من عبارات مقیاس الأمل لدى طلاب کلیة التربیة، وبین مجموع درجات المقیاس ککل دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0,01)؛ حیث تراوحت ما بین (0.819 : 0.971)، وتم حساب ثبات المقیاس بثلاثة طرق هی التجزئة النصفیة حیث تم حساب معامل الارتباط بین استجابات عینة التقنین من طلاب الفرقة الرابعة بکلیة التربیة بکفرالشیخ على العبارات الفردیة والزوجیة لمقیاس الأمل  بأبعاده الأربعة الممثلة لمکونیة المعرفی والانفعالی (السبل- الارادة- التوقعات الایجابیة للمستقبل- التوقعات السلبیة للمستقبل)، باستخدام معادلتی سبیرمان- براون، جیتمانSpearman - Brown & Gutman) )، حیث بلغت معاملات الارتباط بین العبارات الفردیة والزوجیة (0,993، 0,993) على التوالی، وهی معاملات ارتباط مرتفعة، کما بلغ معامل الثبات (0,986)، وهو معامل ثبات مرتفع، مما یطمئن على استخدام المقیاس.، إعادة التطبیق، ومعادلة ألفا کرونباخ حیث وجد أن معاملات ألفا کرونباخ لأبعاد مقیاس الأمل لدى طلاب کلیة التربیة، تراوحت ما بین (0.974 : 0.990) وهی معاملات ثبات مرتفعة، کما أن معامل ألفا للدرجة الکلیة للمقیاس (0.995) مما یدل على أن المقیاس على درجة مرتفعة من الثبات.

النتائج  :کشفت نتائج الدراسة الحالیة عن الآتی:

1- وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات طلاب کلیة التربیة الفرقة الرابعة مرتفعی ومنخفضی قلق المستقبل فی الأمل وفق متغیری الجنس والتخصص.

2- وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات طلاب کلیة التربیة الفرقة الرابعة مرتفعی ومنخفضی قلق المستقبل فی الذکاء الوجدانی وفق متغیری الجنس والتخصص.

1-    وجود علاقة ارتباطیة عکسیة دالة إحصائیاً بین الأمل وقلق المستقبل لدى عینة الدراسة من مرتفعی ومنخفضی قلق المستقبل.

2-    وجود علاقة ارتباطیة عکسیة دالة إحصائیاً بین الذکاء الوجدانی وقلق المستقبل لدى عینة الدراسة من مرتفعی ومنخفضی قلق المستقبل.

 

 

 

 

 

 

 

 

المــراجــع

- إبراهیم باسل أبوعمشه. (2013م). الذکــــاء الاجتـماعی والذکــــاء الوجـدانی وعلاقتـهما بالشعور بالسعادة لدى طلبة الجامعة فی محافظة غزه. رسالة ماجستیر غیر منشورة. کلیة التربیة، جامعة الأزهر، غزة، فلسطین.

- إبراهیم محمد المغازی. (2003م). الذکاء الاجتماعی والوجدانی والقرن الحادی والعشرین، المنصورة: مکتبة الایمان.

- أحمد ربیع عبدالحمید. (1996م). بعض المشـــــکلات التعلیمیة التــی تواجـــه طــلاب کلیة العـــلوم العربیـة والاجتماعیــة. جامعــة الإمــام محمد بن سعــود الإســلامیة بالقصیم بالسعودیة. مجلة التربیة، جامعة الأزهر، (54)، 57-95.                                 

- أحمد شعبان عطیة. ( 1989م). مرحـــلة الشـباب الجـامعـی، دراســــة میـدانـیة. مجـلة التـربیة المعـاصرة- مصر، (13)، 151-176.  

- أحمد عبدالمجید صمادی و نوال محفوظ صالح مرعی (2012م). الحــاجــات الإرشــادیة لطـلبة جامعة حضرموت للعلوم والتکنولوجیا. مجـلة جرش للبحوث والدراسات- الأردن، ١4(2)، 66-103.                              

- أحمد محمد عبدالخالق. (2004م). الصیغه العربیه لمقیاس سنایدر للأمل. مجله دراسات نفسیه (رابطه الاخصائیین النفسیین)- مصر،14(2 )، 183-192.

- أسعد فاخر حبیب. (2014م).  قلق المستقبل وعلاقته بمستوی الطموح لدی طلبة الجامعة البصرة. مجلة أبحاث البصرة (العلوم الإنسانیة)- العراق، 39(4)، 304-328.

- أمال جودة ومحمد عسلیة .(2010م). علم النفس الایجابی. غزة: مکتبة الصیرفی.

- أنور حمودة البنا وعائد عبداللطیف الربعی. (2006م). مشــکلات طـلبـة جــامعة الأقصــى من وجهـة نظر الطلبة. مجــــلة الجــامعة الاسلامیــة،جامعة الأزهر- فلسطین، 14(2)، 505-537.

- أیمن غریب قطب ناصر. (2011م). الذکاء الوجدانى کمنبئ بمهارات إداره الضغوط لدى طلاب جامعة الأزهر. المؤتمر السنـوى السـادس عشر للارشاد النفسی بمرکز الإرشاد النفسى ، جامعة عین شمس- مصر، مج 1، 153-202.

- خیریة عبد الله البکوش. (2011م). العلاقة بین الأمل والشعور بالألم لدى عینة من مریضات سرطان الثدی. مجلة البحث العلمی فی الآداب، کلیة البنات جامعة عین شمس- مصر، 2(12)، 405 -430.

- ذوقان عبیدات وعبدالرحمن عدس وکاید عبدالحق .(2002م). البحث العلمی: مفهومه وأدواته وأسالیبه، الریاض: دار أسامة للنشر والتوزیع.

- زینب محمود شقیر. (2005م). مقیاس قلق المستقبل. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.

- سامیة خلیلی خلیل.( 2010م). الذکاء الوجدانی. القاهرة: دار الکتاب الحدیث.

- شوقی یوسف بهنام. ( 2005م). قیاس مستوى الأمل لدى عینة من طلبة کلیة التربیة جامعة الموصل. مجلة شؤون اجتماعیة –الإمارات، 22 (87)، 59-81.

- صفاء یوسف الأعسر وعلاء الدین کفافی.(2013م). الذکاء الوجدانی. القاهرة: دار قباء للطباعة والنشر والتوزیع.

- عبدالعظیم سلیمان المصدر. (2008م). اـلــذکــــاء الانفعـــالـــــی وعـــــلاقتـــه ببــعض المتـــــغــــیرات الانفعالیة لدى طلبة الجامعة. مجلة الجامعة الإسلامیة (سلسلة الدراسات الإنسانیة)- فلسطین، 16(1)، 587-632.

- عبدالمحسن إبراهیم دیغم .(2008م). الفــــــاعلیة الـــذاتیة وأسـالیب مواجهة الضغوط کمتغیرات محکیة للتمیــز بیــن الامل والتفـــاؤل. مجــلة دراسات عربیة فى علم النفس،رابطة الأخصائیین النفسیین المصریة- مصر، 7(1)، 85-150. 

- عصام محمد زیدان وکمال أحمد الإمام. (2003م). الذکاء الانفعالی وعلاقتة ببعض أسالیب التعلم وبعض أبعاد الشخصیة لدى طلاب کلیة التربیة النوعیة. مجلة دراسات عربیه فی علم النفس،  رابطة الأخصائیین النفسیین المصریة- مصر، 2(1)، 11-62 .

- عوید سلطان المشعان. (2010م). الصلابة النفسیة والأمل وعلاقتهما بالشکاوى البدنیة والعصابیة لدى الطلبة والطالبات فى جامعة الکویت. مجلة دراسات نفسیة- الکویت، 20(4)، 665- 689.                

- فاروق السید عثمان. (2001م). القلق وإدارة الضغوط النفسیة. القاهرة: دار الفکر العربی.

- مجدی محمد الشحات. (2012م). الفروق الفردیة فی تقدیر الذات وحل المشکلات بین مرتفعی ومنخفضی الدوجماتیة لدى طلاب الجامعة. مجلة کلیة التربیة (جامعة بنها)- مصر، 23(92)، 355-394.

- محمد رزق البحیری.(2007م). تنمیة الذکاء الوجدانی لخفض حدة بعض المشکلات لدى عینة من الأطفال المضطربین سلوکیاً. مجلة دراسات نفسیة ، 17(3)، 585-641.

- محمد عبدالله جابر.(2006م). الذکاء الوجدانی وعلاقته بالکفاءة الذاتیة واستراتیجیات مواجهة الضغوط لدى معلمی المرحلة الابتدائیة. مجلة دراسات عربیة فی علم النفس، 5(3)، 533-641.

- مرعی سلامة یونس. (2011م). علم النفس الایجابی للجمیع. القاهرة:  مکتبة الانجلو المصریة.

- موضى بنت محمد القاسم .(2011م). اـلــــذکاء الـــوجــدانی وعلاقته بکل من السعادة والأمل لدى عینة من طالبات جامعة أم القرى. رســـالة ماجستـــیر غـیر منشوره. کلیة التربیة، جامعة ام القرى، الممـــلکة العربیة السعودیة.

- نادیة أوشن. (2015م). التوجیه الجامعی وعلاقته بتقدیر الذات وقلق المستقبل المهنی للطلاب فی ضوء بعض المتغیرات. رسالة ماجستیر غیر منشورة. کلیة العلوم الإنسانیة والإجتماعیة، جامعة الحاج الأخضر، الجزائر.

- هبة مؤید محمد. (2009م). قلق المستقبل عند الشباب وعلاقته ببعض المتغیرات. مجلة البحوث التربویة والنفسیة، (26، 27)، مرکز الدراسات التربویة والأبحاث النفسیة- العراق، 321- 379.

- هند صبیح رحیم وثناء عبدالودود عبدالحافظ. (2015م). بـــــناء وتطبیـــــــــــق مقیــــــــاس الأمــــل لدى طلبة الجامعة. مجلة الأستاذ- العراق، 2(212)، 321-350.

- هویدة حنفی محمود ومحمود أنور فراج. (2006م). قلق المستقبل ومستوى الطموح وحب الاستطلاع لدى طلبة کلیة التربیة من ذوی المستویات الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة المختلفة. مجلة کلیة التربیة بالاسکندریة- مصر، 16(2)، 61-154.

- هیام صابر شاهین. (2013م). الأمل والتفاؤل کمدخل لتنمیة الصمود النفسی لدى عینة من المراهقین ضعاف السمع. مجلة العلوم التربویة والنفسیة، جامعة عین شمس- مصر، 14(4)، 613-653.

 

 

 

 

- Abdel-Khalek, A. & Snyder, C. (2007). Correlates and predictors of an Arabic translation of the Snyder Hope Scale. Journal of Positive Psychology, 2 (4), 228–235.

- Anna Horodecka& Katarzyna Martowska.(2013). Humanistic vision of man: hope for success, emotional intelligence and pro-social engagement. International Journal of Arts & Sciences, 6(2):151–166 .

- Aundreah Walenski and Jessica Genaw. (2015). Gender and Age Differences in the Development of Hope Post Stressful Life Experiences, Oakland University, Meeting of Minds 2015.

- Brackett,M.(2005).Emotional intelligence and Relationship Quality among couples, personal Relationship,12(2),197-212.

- Chamorro–Premuzie,T.,Bennett, E. & Furnham. A. (2007). The happy personality: Mediation role of trait emotional intelligence. Journal of Personality and Individual Differences, 42(8), 1633–1639.

- Ciarrochi,J., Chan, A. Y. C., & Bajgar, J. (2001). Measuring emotional intelligence in adolescents. Journal of Personality and Individual Differences, 31(4), 1105-1119.

 

- C.R. Snyder et al.(1996). Development and Validations of the State of Hope Scale. Journal of Personality and Social Psychology 70(2), 321-350.

- Hakan SARICAM , Ismail Celik & Lütfiye Cosku.(2015).The Relationship between Emotional Intelligence, Hope And Life Satisfaction in Preschool Preserves Teacher, Educational Research Association The International, Journal of Research in Teacher Education, 6(1). 1 -9.

- Marc A.Brackett,John D.Mayer& Rebecca M.Warner.(2003).Emotional intelligence and its relation to everyday  behaviour, Personality and Individual Differences. 36(6), 1387–1402 .

- Mehak Batool, Sadia Niazi & Saba Ghayas. (2014). Emotional  Intelligence as a Predictor of Sense of Humor and Hope among Adults , Journal of the Indian Academy of Applied Psychology.40( 2 ). 270- 278.

- Staats, S., Comar, D. & Kaffenberger, J. (2007). Sources of happiness and stress for college students: A replication and comparison over 20 years. Psychological Reports, 101 (3), 685–696.

- Snyder, C. R., & Lopez, S. J. (2002). Handbook of Positive Psychology.New York: Oxford University Press.

- Staats, S.R. & Stassen, M.A. (1985). Hope: An affective cognition. Social Indicators Research , 17(3), 235-242.

- Salovey, P. & Mayer, J.D. (1990). Emotional intelligence. Imagination, Cognition, and Personality, 9, 185-211.