نمذجة لبعض المتغيرات النفسية وعلاقتها بحالة التدفق لدى عينة من طلاب کلية التربية بالسادات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

تمثل النمذجة منهجية بحثية تستخدم لتقدير وتحليل النماذج النظرية التي تحدد العلاقات بين المتغيرات، وتستخدم النمذجة أنماط مختلفة من النماذج لرسم وتصور العلاقات بهدف إجراء الإختبار الکمي للنموذج النظري الذي يفترضه الباحث، وتسعى النمذجة إلي تحقيق مدي مطابقة النموذج النظري للبيانات الميدانية، فإذا لم تدعم البيانات الميدانية النموذج المقترح فإنه يتم تعديل النموذج الأصلي واختباره، أما إذا دعمت البيانات النموذج المقترح فمن الممکن بعد ذلک إفتراض نماذج نظرية أکثر تعقيداً، وتقوم منهجية النمذجة على افتراضين رئيسين هما :

أن العلاقات السببية بين المتغيرات يمکن تمثيلها من خلال سلسلة من المعادلات البنائية.
أن هذه العلاقات البنائية يمکن نمذجتها بالرسم التصويري حتى يسهل الفهم الواضح لنظرية البحث.

وبمجرد تعيين النموذج يتم اختبار مدي صحته ارتکازاً علي بيانات العينة الأساسية التي تتضمن کل المتغيرات المشاهدة أي المتغيرات المقاسة في النموذج، والمهمة الأساسية في اختبار النموذج هي تحديد حسن المطابقة بين النموذج المفترض والبيانات المستمدة من العينة الأساسية، وإختبار مدي التطابق بين النموذج المفترض وبيانات العينة.
ويتناول البحث بعض المفاهيم الإيجابية، حيث تتضح وضعية حالة التدفق في علم النفس الإيجابي کخبرة ذاتية تمثل ظاهرة إيجابية تتحقق عندما يذوب الفرد في المهام والأعمال مقترنة بحالة من النشوة والابتهاج يعاين من خلالها بهجة الحياة وبالتالي يکشف معنى الحياة وتصبح حياته هادفة وجديرة بأن تعاش , وتمثل حالة التدفق العامل الحاسم في تکوين المعنى والهدف من الحياة وإضفاء المغزى والقيمة عليها وبالتالي دفع من يتعايش معها إلى الإبداع بل إلى أعلى تجليات الإبداع الإنساني, والتدفق هو الحالة التي يخبرها الأفراد عندما يندمجون في شيء لدرجة أنهم ينسون الوقت وينسون کل شيء فيما عدا المهمة التي يقومون بها، بحيث يکون انتباه الفرد في العمل الذي يقوم به، ويقوم الفرد بهذا العمل بکل ما يملکه من قدرات، ويمکن أن يحدث ذلک للأفراد في الأنشطة اليومية، کما أضاف کشکز ينتهيمالي  بعد هام للتعريف السابق وهو التوازن بين التحديات والمهارات في أداء المهام المختلفة
 (Csikszentmihaly, Mihaly, 2009: 394), (Jackson, Susan; Thomas, Patrick; Marsh, Herbert & Smethurst, Christopher, 2001: 130).
فالتدفق يحمل في طياته فکرة السعي الدؤوب نحو الإجادة، والمقدرة على الترکيز لساعات طويلة دون أن يتطرق إليه الملل، والإغراق في التفکير إلى حد فقد الشعور بالزمن، والشعور الداخلي بجدوى الجهد المضني الذي يتضمنه العمل، ويتطلب حدوث ذلک الشعور بدنو الهدف ووضوحه، ثم التغذية المرتدة الفورية، والمقدرة على تجزئة العمل بحيث يصبح في إمکانية الفرد تحقيقه في الوقت المحدد له (سنايدر ، لوب ، بشاي ، جيمي ، 2005 :241).  
والدخول في حالة التدفق يعتمد على تحقيق التوازن بين طاقات العمل الملحوظ وفرص العمل، وهذا التوازن يمثل توازناً ديناميکياً، لأنه قد يصبح هشاً إذا فاقت التحديات المهارات، وهنا يشعر الفرد بالقلق، أو قد تفوق المهارات التحديات فيسترخي الفرد ويشعر بالملل، وهنا يضغط القلق أو الملل على الفرد لتعديل مستوى المهارة أو التحدي أو کلاهما من أجل الهروب من حالة النفور وإعادة الدخول إلى التدفق (أنتونيلا دولفافي، 2011: 51).
ولا يتم دراسة التدفق من الناحية الأکاديمية فقط، ولکن في السنوات الأخيرة أصبحت نظرية التدفق تطبق في العديد من الممارسات وذلک لتحقيق جودة حياة الفرد، وکذلک لأن تلک النظرية تحدد طريق الفرد ووجهته (Csikszentmihaly, Mihaly, 1990:5).
حيث أشارت العديد من الدراسات أن نظرية حالة التدفق يمکن أن تطبق على الأداء في الموسيقى، والرياضة، وبرامج الکمبيوتر، وفي مجال التعليم فهي تطبق في الأنشطة کالقراءة، واستخدام الکمبيوتر، وقد اقترح جراب وستولد (1997) أنها تطبق أيضاً في مجال تعلم اللغة في الفصل الدراسي وقد أکد أبوت (2000) أنها تساعد المتعلمين على إتقان اللغة
                                                . Guan, Xiaowei , 2013: 787))
کما تناول هذا البحث مفهوم الصلابة النفسية الذي ظهر على يد کوبازا في أواخر السبعينات، حيث إن الصلابة النفسية هي القوة التي يعول عليها في مساعدة الفرد على الإستمرار الطبيعي في الحياة، بل والتمتع بمواجهة تحدياتها، وضغوطها، وذلک نظراً لما تنطوي عليه الصلابة النفسية من مکونات وخصائص نفسية ومعرفية مثل الإلتزام، والتحکم، والتحدي، فبالإلتزام ترسم الأهداف وتتحقق، وبالتحکم لا نقع ضحية للأحداث الخارجية، وبالتحدي نتغلب على التعاسة وننمي السعادة والراحة ونجني الطمأنينة في نفوسنا ونفوس الأخرين      (أحمد سعد، 2012: 40).  
وقد أشارت العديد من الدراسات کدراسة زينب محمد (2013)، ودراسة أمل السعدي (2015) إلى أن الأفراد الذين يتمتعون بالصلابة النفسية، يستطيعون مواجهة التحديات, والسير وفق الخطط المحددة لإنجاز الأعمال، وقد دلت العديد من الدراسات على تمتع طلاب الجامعة بمستويات مناسبة من الصلابة النفسية.
کما أن دافعية الإنجاز هي أحد متغيرات الدراسة الحالية لما لها من أهمية ليس فقط في المجال النفسي، ولکن أيضاً في العديد من المجالات کالمجال الإقتصادي، والإداري، والتربوي، والأکاديمي، حيث إن الدافع للإنجاز عاملاً مهماً في توجيه سلوک الفرد وتنشيطه، وفي ادراکه للمواقف، کما يعتبر الدافع للإنجاز مکوناً أساسياً في سعي الفرد تجاه تحقيق ذاته من خلال ما ينجزه من أعمال، وفيما يحققه من أهداف، وفيما يسعى إليه من أسلوب حياة أفضل، ومستويات أعظم لوجوده الإنساني (عبداللطيف خليفة، 2000: 16). 
کذلک يتناول البحث التفکير الإبداعي لدى طلاب کلية التربية، لعدة أسباب، لأن طالب کلية التربية هو معلم المستقبل وبالتالي يجب أن يکون لدى هذا المعلم مهارات التفکير الإبداعي التي تساعد التلاميذ فيما بعد على الإستمرار والتجديد وعدم الملل من العملية التعليمية، هذا فضلا عن أن التفکير الإبداعي لدى فئة البحث يساعدهم هم أنفسهم على أن يکونوا معلمين متميزين مجددين غير تقليدين بل يستطيعوا أن يغيروا في المنظومة التعليمية وطرائقها وأساليبها الثابتة غير المتغيرة، بل وأيضا مواکبة العصر الذي يعيشون فيه فهو يتسم بالتکنولوجيا والتجديد.
فالفرد المبدع يتميز بحاجة عالية للإنجاز مرتبطة بنوع من المثابرة العقلية ويبحث دائماً عن التحديات ويميل للأشياء المعقدة , کما أن له سمات تميزه کالدفعية للإنجاز, والطموح الأکاديمي, ومرونة التفکير والثقة بالنفس, وسرعة البديهة وتعدد الأفکار في الإجابات وتنوعها             (نبيل نمر, 2003 :31-33).
ومن خلال الإطلاع على الأدب السيکولوجي فإن کل هذه الصفات تجعل الأفراد يتمتعون بحالة من التدفق أثناء قيامهم بالأعمال والمهام المختلفة.
وحيث إن طلاب الجامعة أحد أهم فئات المجتمع، نظراً لدورهم في بناء الغد ودفع عجلة التنمية، وتحقيق البناء المجتمعي السليم، فتمتع هؤلاء الأفراد بمستويات مرتفعة من الدافع للإنجاز، وکذلک الصلابة النفسية يساعدهم على إنجاز الأعمال والمهام المنوطة بهم والنجاح في حياتهم الأکاديمية وکذلک حياتهم الشخصية ليس فقط في مرحلة الدراسة ولکن أيضاً بعد تخرجهم من الجامعة واندماجهم في الحياة، کذلک إمتلاکهم لقدرات إبداعية تمکنهم من إنجاز أعمالهم بطرق جديدة ومبتکرة  تبعدهم عن حالة الملل والسأم، مما قد يؤدي إلى تعلم الاندماج أثناء القيام بالعمل مما يؤدي إلى إنجازه بنجاح مع شعور بالسعادة والنشوة (حالة التدفق).   
   ومن خلال إطلاع الباحثة على البحوث والدراسات السابقة  لم تجد الباحثة _ في حدود علمها_ دراسات جمعت بين حالة التدفق، والصلابة النفسية، دافعية الإنجاز، والتفکير الابداعي في ضوء نموذج سببي.

+                                                          

   کلیة التربیة

   قسمعلمالنفس

 

 

 

نمذجةلبعضالمتغیراتالنفسیةوعلاقتهابحالةالتدفقلدىعینةمنطلابکلیةالتربیةبالسادات

 

 

بحث مقدم من الباحثة

علیاءرجبمحمدالسید

مدرس مساعد بقسم علم النفس

    للحصول على درجة دکتوراه الفلسفة فی التربیة) تخصص صحة نفسیة(

 

 

إشــراف

 

أ.د / فاروقالسیدعثمان

أستاذ علم النفس التربوی

بکلیة التربیة – جامعة مدینة السادات

أ . م . د /أحمد ثابت فضل

أستاذ مساعد علم النفس التربوی

بکلیة التربیة – جامعة مدینة السادات

 

1439 هـ / 2018 م

 

 

 

 

مقدمة

تمثل النمذجة منهجیة بحثیة تستخدم لتقدیر وتحلیل النماذج النظریة التی تحدد العلاقات بین المتغیرات، وتستخدم النمذجة أنماط مختلفة من النماذج لرسم وتصور العلاقات بهدف إجراء الإختبار الکمی للنموذج النظری الذی یفترضه الباحث، وتسعى النمذجة إلی تحقیق مدی مطابقة النموذج النظری للبیانات المیدانیة، فإذا لم تدعم البیانات المیدانیة النموذج المقترح فإنه یتم تعدیل النموذج الأصلی واختباره، أما إذا دعمت البیانات النموذج المقترح فمن الممکن بعد ذلک إفتراض نماذج نظریة أکثر تعقیداً، وتقوم منهجیة النمذجة على افتراضین رئیسین هما :

  • أن العلاقات السببیة بین المتغیرات یمکن تمثیلها من خلال سلسلة من المعادلات البنائیة.
  • أن هذه العلاقات البنائیة یمکن نمذجتها بالرسم التصویری حتى یسهل الفهم الواضح لنظریة البحث.

وبمجرد تعیین النموذج یتم اختبار مدی صحته ارتکازاً علی بیانات العینة الأساسیة التی تتضمن کل المتغیرات المشاهدة أی المتغیرات المقاسة فی النموذج، والمهمة الأساسیة فی اختبار النموذج هی تحدید حسن المطابقة بین النموذج المفترض والبیانات المستمدة من العینة الأساسیة، وإختبار مدی التطابق بین النموذج المفترض وبیانات العینة.

ویتناول البحث بعض المفاهیم الإیجابیة، حیث تتضح وضعیة حالة التدفق فی علم النفس الإیجابی کخبرة ذاتیة تمثل ظاهرة إیجابیة تتحقق عندما یذوب الفرد فی المهام والأعمال مقترنة بحالة من النشوة والابتهاج یعاین من خلالها بهجة الحیاة وبالتالی یکشف معنى الحیاة وتصبح حیاته هادفة وجدیرة بأن تعاش , وتمثل حالة التدفق العامل الحاسم فی تکوین المعنى والهدف من الحیاة وإضفاء المغزى والقیمة علیها وبالتالی دفع من یتعایش معها إلى الإبداع بل إلى أعلى تجلیات الإبداع الإنسانی, والتدفق هو الحالة التی یخبرها الأفراد عندما یندمجون فی شیء لدرجة أنهم ینسون الوقت وینسون کل شیء فیما عدا المهمة التی یقومون بها، بحیث یکون انتباه الفرد فی العمل الذی یقوم به، ویقوم الفرد بهذا العمل بکل ما یملکه من قدرات، ویمکن أن یحدث ذلک للأفراد فی الأنشطة الیومیة، کما أضاف کشکز ینتهیمالی  بعد هام للتعریف السابق وهو التوازن بین التحدیات والمهارات فی أداء المهام المختلفة

 (Csikszentmihaly, Mihaly, 2009: 394), (Jackson, Susan; Thomas, Patrick; Marsh, Herbert & Smethurst, Christopher, 2001: 130).

فالتدفق یحمل فی طیاته فکرة السعی الدؤوب نحو الإجادة، والمقدرة على الترکیز لساعات طویلة دون أن یتطرق إلیه الملل، والإغراق فی التفکیر إلى حد فقد الشعور بالزمن، والشعور الداخلی بجدوى الجهد المضنی الذی یتضمنه العمل، ویتطلب حدوث ذلک الشعور بدنو الهدف ووضوحه، ثم التغذیة المرتدة الفوریة، والمقدرة على تجزئة العمل بحیث یصبح فی إمکانیة الفرد تحقیقه فی الوقت المحدد له (سنایدر ، لوب ، بشای ، جیمی ، 2005 :241).  

والدخول فی حالة التدفق یعتمد على تحقیق التوازن بین طاقات العمل الملحوظ وفرص العمل، وهذا التوازن یمثل توازناً دینامیکیاً، لأنه قد یصبح هشاً إذا فاقت التحدیات المهارات، وهنا یشعر الفرد بالقلق، أو قد تفوق المهارات التحدیات فیسترخی الفرد ویشعر بالملل، وهنا یضغط القلق أو الملل على الفرد لتعدیل مستوى المهارة أو التحدی أو کلاهما من أجل الهروب من حالة النفور وإعادة الدخول إلى التدفق (أنتونیلا دولفافی، 2011: 51).

ولا یتم دراسة التدفق من الناحیة الأکادیمیة فقط، ولکن فی السنوات الأخیرة أصبحت نظریة التدفق تطبق فی العدید من الممارسات وذلک لتحقیق جودة حیاة الفرد، وکذلک لأن تلک النظریة تحدد طریق الفرد ووجهته (Csikszentmihaly, Mihaly, 1990:5).

حیث أشارت العدید من الدراسات أن نظریة حالة التدفق یمکن أن تطبق على الأداء فی الموسیقى، والریاضة، وبرامج الکمبیوتر، وفی مجال التعلیم فهی تطبق فی الأنشطة کالقراءة، واستخدام الکمبیوتر، وقد اقترح جراب وستولد (1997) أنها تطبق أیضاً فی مجال تعلم اللغة فی الفصل الدراسی وقد أکد أبوت (2000) أنها تساعد المتعلمین على إتقان اللغة

                                                . Guan, Xiaowei , 2013: 787))

کما تناول هذا البحث مفهوم الصلابة النفسیة الذی ظهر على ید کوبازا فی أواخر السبعینات، حیث إن الصلابة النفسیة هی القوة التی یعول علیها فی مساعدة الفرد على الإستمرار الطبیعی فی الحیاة، بل والتمتع بمواجهة تحدیاتها، وضغوطها، وذلک نظراً لما تنطوی علیه الصلابة النفسیة من مکونات وخصائص نفسیة ومعرفیة مثل الإلتزام، والتحکم، والتحدی، فبالإلتزام ترسم الأهداف وتتحقق، وبالتحکم لا نقع ضحیة للأحداث الخارجیة، وبالتحدی نتغلب على التعاسة وننمی السعادة والراحة ونجنی الطمأنینة فی نفوسنا ونفوس الأخرین      (أحمد سعد، 2012: 40).  

وقد أشارت العدید من الدراسات کدراسة زینب محمد (2013)، ودراسة أمل السعدی (2015) إلى أن الأفراد الذین یتمتعون بالصلابة النفسیة، یستطیعون مواجهة التحدیات, والسیر وفق الخطط المحددة لإنجاز الأعمال، وقد دلت العدید من الدراسات على تمتع طلاب الجامعة بمستویات مناسبة من الصلابة النفسیة.

کما أن دافعیة الإنجاز هی أحد متغیرات الدراسة الحالیة لما لها من أهمیة لیس فقط فی المجال النفسی، ولکن أیضاً فی العدید من المجالات کالمجال الإقتصادی، والإداری، والتربوی، والأکادیمی، حیث إن الدافع للإنجاز عاملاً مهماً فی توجیه سلوک الفرد وتنشیطه، وفی ادراکه للمواقف، کما یعتبر الدافع للإنجاز مکوناً أساسیاً فی سعی الفرد تجاه تحقیق ذاته من خلال ما ینجزه من أعمال، وفیما یحققه من أهداف، وفیما یسعى إلیه من أسلوب حیاة أفضل، ومستویات أعظم لوجوده الإنسانی (عبداللطیف خلیفة، 2000: 16). 

کذلک یتناول البحث التفکیر الإبداعی لدى طلاب کلیة التربیة، لعدة أسباب، لأن طالب کلیة التربیة هو معلم المستقبل وبالتالی یجب أن یکون لدى هذا المعلم مهارات التفکیر الإبداعی التی تساعد التلامیذ فیما بعد على الإستمرار والتجدید وعدم الملل من العملیة التعلیمیة، هذا فضلا عن أن التفکیر الإبداعی لدى فئة البحث یساعدهم هم أنفسهم على أن یکونوا معلمین متمیزین مجددین غیر تقلیدین بل یستطیعوا أن یغیروا فی المنظومة التعلیمیة وطرائقها وأسالیبها الثابتة غیر المتغیرة، بل وأیضا مواکبة العصر الذی یعیشون فیه فهو یتسم بالتکنولوجیا والتجدید.

فالفرد المبدع یتمیز بحاجة عالیة للإنجاز مرتبطة بنوع من المثابرة العقلیة ویبحث دائماً عن التحدیات ویمیل للأشیاء المعقدة , کما أن له سمات تمیزه کالدفعیة للإنجاز, والطموح الأکادیمی, ومرونة التفکیر والثقة بالنفس, وسرعة البدیهة وتعدد الأفکار فی الإجابات وتنوعها             (نبیل نمر, 2003 :31-33).

ومن خلال الإطلاع على الأدب السیکولوجی فإن کل هذه الصفات تجعل الأفراد یتمتعون بحالة من التدفق أثناء قیامهم بالأعمال والمهام المختلفة.

وحیث إن طلاب الجامعة أحد أهم فئات المجتمع، نظراً لدورهم فی بناء الغد ودفع عجلة التنمیة، وتحقیق البناء المجتمعی السلیم، فتمتع هؤلاء الأفراد بمستویات مرتفعة من الدافع للإنجاز، وکذلک الصلابة النفسیة یساعدهم على إنجاز الأعمال والمهام المنوطة بهم والنجاح فی حیاتهم الأکادیمیة وکذلک حیاتهم الشخصیة لیس فقط فی مرحلة الدراسة ولکن أیضاً بعد تخرجهم من الجامعة واندماجهم فی الحیاة، کذلک إمتلاکهم لقدرات إبداعیة تمکنهم من إنجاز أعمالهم بطرق جدیدة ومبتکرة  تبعدهم عن حالة الملل والسأم، مما قد یؤدی إلى تعلم الاندماج أثناء القیام بالعمل مما یؤدی إلى إنجازه بنجاح مع شعور بالسعادة والنشوة (حالة التدفق).   

   ومن خلال إطلاع الباحثة على البحوث والدراسات السابقة  لم تجد الباحثة _ فی حدود علمها_ دراسات جمعت بین حالة التدفق، والصلابة النفسیة، دافعیة الإنجاز، والتفکیر الابداعی فی ضوء نموذج سببی.

 مشکلةالبحث

   تتحدد مشکلة هذا البحث فی الإجابة على الأسئلة الآتیة:

1-     ما مدى مطابقة النموذج البنائی لحالة التدفق فی علاقته بکل من ( الصلابة النفسیة، دافعیة الإنجاز، التفکیر الإبداعی ) مع بیانات عینة الدراسة ؟ وما هو أفضل نموذج یمکن استخراجه ؟ وینبثق من هذا السؤال الأسئلة الفرعیة التالیة :

‌أ)          ما مدى الإسهام النسبی لمتغیر الصلابة النفسیة بأبعاده فی حالة التدفق ؟

‌ب)       ما مدى الإسهام النسبی لمتغیر دافعیة الإنجاز بأبعاده فی حالة التدفق؟

‌ج)        ما مدى الإسهام النسبی لحالة التدفق فی التفکیر الإبداعی؟

‌د)          ما مدى الإسهام النسبی لمتغیری (الصلابة النفسیة، ودافعیة الإنجاز) فی التفکیر الإبداعی؟

2-     هل یختلف حدوث حالة التدفق بإختلاف النوع؟

أهدافالبحث: یهدف البحث الحالی إلى :

  1. تقدیم نموذج یتناول مفهوم حالة التدفق، والصلابة النفسیة، ودافعیة الإنجاز، والتفکیر الإبداعی لدى عینة من طلاب کلیة التربیة بالسادات.
  2. اختبار النموذج السببی المقترح بإستخدام البیانات المیدانیة التی سیتم جمعها.
  3. اختبار دلالة الفروق بین الذکور والإناث من طلاب کلیة التربیة فی حالة التدفق.

أهمیةالبحث

الأهمیةالنظریة

1-  تکمن أهمیة البحث فی أهمیة الموضوع الذی یتصدى لدراسته، حیث إنه یسعى لدراسة حالة التدفق کأحد مصطلحات علم النفس الإیجابی وذلک من خلال بناء نموذج  یوضح العلاقة بین المتغیرات النفسیة ( حالة التدفق، الصلابة النفسیة،، دافعیة الإنجاز، التفکیر الإبداعی )

2-   تکمن أهمیة البحث فی تقدیم مصطلح حالة التدفق فی التراث السیکولوجی.

الأهمیةالتطبیقیة

1-  التوصل إلى نموذج بنائی یوضح العلاقات بین) حالة التدفق، الصلابة النفسیة، دافعیة الإنجاز، التفکیر الإبداعی ) لدى طلاب کلیة التربیة بالسادات، مما قد یثری الأدب السیکولوجی فی تنظیر متکامل لهذه المتغیرات.

2-  فی ضوء النتائج التی تسفر عنها الدراسة یمکن الاستفادة منها فی تصمیم برامج إرشادیة لتنمیة متغیرات الدراسة لدى فئات متعددة من المجتمع.

3-  الاهتمام بتطبیق مقاییس الدراسة المتمثلة فی مقیاس حالة التدفق ومقیاس التفکیر الإبداعی، ومقیاس دافعیة الإنجاز، ومقیاس الصلابة النفسیة.

 مصطلحاتالبحث

حالة التدفقState  Flow: " تشیر إلى وصول الفرد إلى أقصی درجة من الأداء الإیجابی الملیء بالطاقة والتی تقی الفرد الإحساس بالملل والإستمرار فی العمل والإستغراق فیه"(عبدالهادی السید، فاروق عثمان،  2017: 4).

الصلابةالنفسیة Psychological Hardiness: هی إحدى سمات الشخصیة الإیجابیة التی تساعد الفرد على مواجهة الضغوط وکذلک استعادة بناءه النفسی والجسمی بعد تعرضه للضغوط مواصلة لأداء مهامه وإنجازها، ولها خمسة أبعاد هی (الإلتزام، التحکم، التحدی، الصبر والإیمان بالقضاء والقدر، والمرونة) ". (إعداد الباحثة )

دافعیةالإنجاز Achievement Motivation: هی حالة داخلیة توجه نشاط الفرد إلى القیام بالمهام وانجازها على أکمل وجه للوصول إلى القمة والإمتیاز، من خلال مثابرة الفرد وحرصه على المنافسة مع الأخرین منطلقاً من شعوره بالمسئولیة ومتوجهاً نحوالمستقبل. (إعداد الباحثة)

التفکیرالإبداعی:Creative Thinking  "هو عملیة تتضمن إدراک الصعوبات والمشکلات، والفجوات فی المعلومات، والعناصر المفقودة، أو الأشیاء المثیرة للاهتمام، وعمل التخمینات وصیاغة فروض، واختبار وتقویم هذه التخمینات والفروض، وإعلان النتائج". (Torrance, 1989:52)

الإطار النظری

أولاً: حالة التدفق :

ظهر مفهوم التدفق فی أواخر الستینات کنتیجة لسلسة من الدراسات التی کانت تسمى فی البدایة بالأنشطة الذاتیة على ید العالم الأمریکی المشهور کسکزینتمهالی فی کتابه

Beyond Boredom and Anxiety Experiencing Flow in Work and Play

ویعرف میهالی حالة التدفق بأنها: حالة من الوعی الکبیر التی یحدث فیها اندماج کبیر بین الوعی و الفعل عند الفرد، وکذلک اندماج الحالة العقلیة والجسدیة معاً، ویصل فیها الفرد لذروة الأداء من خلال الإنتباه والإستغراق التام فی العمل المحدد الواضح أمام الفرد (Ciskzentmihaly, Mihaly, 1990: 39).

      حیث یصف کسکزینتمهالی التدفق بأنه خبرة الدافعیة الداخلیة، فالأفراد الذین یندمجون فی الأنشطة لأنهم یستمتعون بها فإنهم یجدونها مشوقة ومصدر تحدی لهم ویجب أن یکون لدیهم مهارات مناسبة وضروریة لإتمام هذه الأنشطة، وتحدث حالة التدفق عندما یکون هناک توازن بین تلک التحدیات التی تواجه الفرد ومهاراته (Hong, Jon-Chao; Chiu Pei-Yu; Shih, Hsiao-Feng & Lin, Pei-Shin, 2012: 70).

وحاول کسکزینتیهیمالی وضع تأصیل نظری للتدفق من خلال الإجابة على سؤال هام , هو لماذا یقوم الأفراد فی کثیر من الأوقات بالأعمال الصعبة والخطیرة من تلقاء أنفسهم دون أن یتلقوا تعزیزاً أو مکافأةً خارجیة؟ وکان جواب العدید من الأفراد کمتسلقی الجبال، واللاعبین والریاضیین والفنانین أن هناک نشوة واستمتاع فی هذه الأعمال عند القیام بها تجعلهم یشعرون بالسعادة للقیام بها وهذا یمکن أن نسمیه أخیراً بخبرة التدفق (Csikszentmihalyi, Mihaly, 2009: 396).

وقد حدد csikszentmihalyi, Mihaly (1975: 38-42) تسعة أبعاد للتدفق وهی:

أن تکون الأهداف واضحة، تغذیة راجعة عن أداء الفرد، توازن بین مهارات الفرد والتحدیات، اندماج الفعل فی الوعی، الترکیز الشدید، الشعور بالضبط والسیطرة، فقدان بالوعی بالذات،عدم الشعور بالوقت، وتجربة الخبرة الذاتیة.

ویتضح من الأبعاد السابقة أن الفرد أثناء حالة التدفق یکون کل ترکیزه وانتباهه للمهمة التی یقوم بها، فهو فاقداً لوعیه بذاته واحتیاجاته , وکذلک فاقداً للشعور بالوقت فی مروره، وهدفه الأساسی هو الوصول إلى الهدف وإنجازه بغض النظر عن انتظار إثابة خارجیة "الإستمتاع الذاتی"، کذلک فی هذه الحالة یقل شعور الفرد بالقلق أو تشتت الإنتباه فهو قادر على السیطرة والقیام بعملیة الضبط الذاتی، ولن یحدث هذا إلا بوجود ثلاثة أشیاء هامة وهی أن تکون الأهداف التی یسعى إلیها واضحة وجلیة حتى یتعایش مع المهمة لإنجازها، کذلک یتطلب التدفق أن یکون لدى الفرد توازن بین مهاراته والتحدیات التی یتعرض لها لیکون قادراً على مواجهة تلک التحدیات، وأخیراً یجب أن یتلقى الفرد تغذیة راجعة مفهومة تؤکد له أنه یسیر فی المهمة لتحقیق الأهداف ولیس بعیداً عنها. (csikszentmihalyi, Mihaly, 2009:396- 397).

وبهذا فإن مفهوم التدفق یعد من المفاهیم السیکولوجیة ذات المضامین الإیجابیة ونستطیع أن نتلمس هذه المضامین فی التمییز بین التدفق النفسی وحالة التدفق وخبرة التدفق وذلک على النحو التالی:

1- التدفق النفسی Psychological Flow

ویشیر إلى الإستغراق فی عمل ما والإندماج فیه، تدعمه العواطف الإیجابیة الملیئة بالطاقة والحیویة والتی تعمل على صرف الإنتباه تجاه هذا العمل، مع غیاب الزمن وزیادة النشوة والإبتهاج.

2- حالة التدفقState  Flow   

وتشیر إلى وصول الفرد إلى أقصی درجة من الأداء الإیجابی الملئ بالطاقة والتی تقی الفرد الإحساس بالملل والإستمرار فی العمل والإستغراق فیه.

3- خبرة التدفق ExperienceFlow   

وتشیر إلى المصاحبات النفسیة التی تشمل بالنشوة والإبتهاج والإحساس بالجدارة والقیمة الشخصیة التی تنتاب الفرد أثناء وصوله حالة التدفق حتى یصل إلى ما یطلق علیه الخبرة المثالیة Optiomal Experience (عبدالهادی السید، فاروق عثمان، 2017: 4).

ومن خلال ما سبق یتضح أن:ـ

  • حالة التدفق هی أحد مفاهیم علم النفس الإیجابی حیث یشیر هذا المصطلح إلى الشعور بالمتعة و السعادة وبالتالی فهو یهتم بالجوانب الإیجابیة لدى الفرد.
  • حالة التدفق تعنی وصول الفرد لذروة الأداء مهما کان العمل صعباً.
  • التدفق حالة من حالات الترکیز و الإنتباه الشدید و الإنغماس فی أداء الأعمال.
  • حالة التدفق تشیر إلى تلک الطاقة الداخلیة عند الفرد وهی الدافعیة الداخلیة التی یعمل الفرد وفقاً لها دون النظر إلى النتائج أو العوائد أو الحوافز التی یحصل علیها جراء اتمام هذا العمل.
  • حالة التدفق تشترط وجود مهارات لدى الفرد تقابل التحدیات الصعبة التی تواجهة فهو یشترط التساوى بین کلاً من المهارات والتحدیات.
  • التدفق یعنی الشعور بالاستمتاع الذاتی والسعادة لمجرد القیام بالعمل أوالنشاط.
  • أثناء حالة التدفق ینسى الفرد الوقت فهو یمر على الفرد بدون الشعور به أثناء القیام بالعمل.
  • أثناء حالة التدفق یبعد الفرد عن الشعور بالملل لقلة العمل أو القلق لکثافة الأعمال علیه.
  • التدفق یرتبط بجودة أداء الفرد.
  • حالة التدفق هی حالة الإنتباه والترکیز والإندماج العقلی والشعوری تحدث للفرد أثناء قیامه بالمهام، تؤدی إلى إنجاز المهام بأقصى درجات الأداء وبأقل جهد شریطة أن تکون الأهداف واضحة أمام الفرد وأن تکون قدراته ومهاراته مناسبة لما یواجهه من تحدیات.

ثانیاً: الصلابة النفسیة: Psychological Hardiness

عادة ما یواجه الفرد فی حیاته العدید من ضغوطات الحیاة، وعلیه أن یتصدى لمثل هذه الضغوطات والإحباطات لکی یستطیع تحقیق ذاته والوصول إلى الأهداف المنشودة فی حیاته، وکذلک لیجعل لحیاته معنى، ویستطیع مسایرة مجتمعه الذی یعیش فیه.

ولکی یکون لدى الفرد القدرة على مواجهة تلک الضغوطات یجب أن یمتلک ما یسمى بالصلابة النفسیة Psychological Hardiness، حیث یشیر مفهوم الصلابة النفسیة إلى مجموعة من الصفات الإیجابیة بشخصیة الفرد والتی تجعله قادراً على مواجهة أحداث الحیاة الضاغطة، والتفسیر الإیجابی لهذه الأحداث الضاغطة، مما یدل على نضجه الإنفعالی وزیادة خبراته فی مواجهة المشکلات الضاغطة (رحاب عارف ،2013: 72).

وتعتبر کوبازا من الأوائل الذین توصلوا إلى هذا المفهوم، واقترحت Kobasa (1979) أن الصلابة تتوسط العلاقة بین أحداث الحیاة الضاغطة والمرض.

    وعرف کلاً من M.  Kobassa, S. & Pucctti (1983: 840) الصلابة النفسیة بأنها مصدر لمقاومة الآثار السلبیة للأحداث الضاغطة على الصحة وهی مستمدة من النظریة الوجودیة للشخصیة، وتسهم فی تسهیل الإدراک والتقییم والمواجهة، التی تؤدی إلى الحل الناجح للموقف الناتج عن الظروف الضاغطة، وبالتالی فالصلابة تمنع عجز الفرد المرتبط بالمطالب المستمرة، وتسهم فی مساعدة الأفراد على إعادة التوافق.

أبعاد الصلابة النفسیة:

قد توصلت کوبازا من خلال الدراسات العدیدة التی قامت بها إلى ثلاثة أبعاد للصلابة النفسیة هی :

1- التحکم: control

  التحکم هو شعور الفرد بأنه هو المؤثر فی أحداث الحیاة، وهذا یعنی إدراک الذات على أنها ذو تأثیر واضح من خلال ممارسة الخیال، والمعرفة، والمهارة، والإختیار، والتحکم یعزز إدراک مقاومة الضغوط  (Kobasa, Suzan; Maddi, Salvatore & Kahan, 1982:169).

2- الإلتزام: Commitment

الإلتزام هو میل الفرد للمشارکة فی أنشطة الحیاة بدلاً من العزلة، والأشخاص الملتزمون لدیهم قدرة على التقییم المعرفی الذی یمنحهم شعور عام بالهدف، ویتیح لهم إیجاد معنى للأشخاص، والأحداث، والأشیاء فی بیئتهم ((Kobasa et al , 1982:169).

التحدی: Challenge

التحدی هو الإعتقاد بأن التغییر بدلاً من الإستقرار هو أمر طبیعی فی الحیاة، وأن التغییرات حوافز مثیرة للإهتمام والنمو بدلاً من التهدید للأمن، والتحدی یخفف من ضغوط الحیاة على الجانب الحسی والإدراکی، من خلال جعل الأحداث کمثیرات للنمو مثل تعزیز الإنفتاح، والمرونة، والتقییم الفعال للأحداث المتناقضة (Kobasa etal , 1982:170).

1-  الصبروالإیمانبالقضاء والقدر:

ارتأت رحاب عارف (2013: 85) إضافة بعد رابع إلى أبعاد الصلابة النفسیة وهو الصبر والإیمان بالقضاء، لما له من أهمیة وأثر کبیر فی تعزیز المناعة النفسیة لدى الأفراد الذین یواجهون ظروفاً ضاغطة، على اعتبار أن الصبر من أهم الرکائز الدینیة التی یستند علیها الأفراد فی مواجهتهم للأحداث الحیاتیة الشاقة، وترى أن الإیمان بالقضاء سمة إیمانیة راسخة تساعد الفرد على مواجهة مصائب الدنیا والأزمات بنفس راضیة مستسلمة لقضاء الله تعالى إیماناً وتقرباً لله تعالى، مما یمنحها شعوراً بالطمأنینة وراحة البال.   

2- المرونة:

أضافتها آمال باظة (2012: 12) کاحد أبعاد الصلابة النفسیة، وتعرفها بأنها " قدرة الفرد على المواجهة الإیجابیة، والتأقلم والتوافق الإیجابی مع التهدیدات أو العثرات التی یتعرض لها فی حیاته، ویحقق أو یحرز نواتج ایجابیة بالرغم من مثل هذا التعرض والقدرة على التعبیر عن مشاعره والتواصل الإیجابی مع الأخرین.

ثالثاً: دافعیةالإنجاز:

تعد الدافعیة من أهم موضوعات علم النفس، وذلک یرجع إلى أن کل سلوک وراءه قوى دافعیة معینة، کما تأتی أهمیتها من أنها أساس التعلم واکتساب الخبرة، کما أنها أساس إتصال الفرد بالعالم المحیط به، وتتعدد الإتجاهات النظریة المفسرة لدافعیة الإنجاز کالآتى:

1-  الإتجاه التقلیدى: وهو بدایة التنظیر فى دافعیة الإنجاز وأصحاب هذا الإتجاه یرون أن دافعیة الإنجاز یکون أحادی البعد ویمثل هذا الإتجاه موراى، ماکلیلاند، أتکنسون.

2-  الإتجاه الإعزائى (السببی): وأصحاب هذا الإتجاه یرون أنه یمکن إعادة صیاغة مفهوم الدافع للإنجاز فى ضوء المکونات السببیة والإدراکیة بجانب عامل المیل إلى النجاح والفشل، ویمثل هذا الإتجاه، وینر وکیوکلا.

3- الإتجاه الحدیث: ویرى أصحاب هذا الإتجاه أن الدافعیة للإنجاز مکون متعدد الأبعاد ومن أصحاب هذا الإتجاه محمود عبدالقادر، جاکسون هیرمانز، وصفاء الأعصر، ومیتشل.

  ویمکن تلخیص وجهات النظر المتباینة التی فسرت الدافعیة للإنجاز کما یلی:

-       یرى أصحاب الإتجاه التقلیدی أن الدافعیة للإنجاز دافع داخلی أو خارجی قائم على المنافسة من أجل التمیز والنجاح فی المواقف التی تثیر هذه الطاقة لدی الأفراد.

-       أما أصحاب الإتجاه الإعزائی فیرون أن للدافعیة للإنجاز أسباب مهمة لحدوثها تتمثل فی الجهد، والقدرة، ومستوى صعوبة المهمة، والحظ، کما یؤکدون على میل الفرد للنجاح، وتجنب الفشل، حیث جاء هذا الإتجاه مکملاً لنظریة أتکنسون.

-       أما الإتجاه الحدیث فیرى أصحابه أن دافعیة الإنجاز لا تعتمد على دافع النجاح وتجنب الفشل فقط، ولکن هى متغیر متعدد الأبعاد، فهو یشمل أیضاً المثابرة، والطموح، والاتجاه نحو المستقبل وغیر ذلک من المتغیرات الأخرى، والدراسة الحالیة تتبنى هذا الاتجاه.

رابعاً: التفکیر الإبداعی:

التفکیر الإبداعی من أرقى أنواع النشاط الإنسانی، إن لم یکن أرقاها بالفعل فقد أصبح منذ الخمسینات من القرن الماضی من المحاور الرئیسیة التی تناولها البحث العلمی بالدراسة والتمحیص، فی عدد کبیر من الدول المتقدمة منها والنامیة، فالتقدم العلمی والتکنولوجی والحضاری الذی نشهده الیوم یتطلب تفجیر القدرات الإبداعیة وتطویرها عند الفرد، وکذلک فإن المشکلات الحیاتیة التی تنتج عن هذا التقدم تحتاج إلى أعمال إبداعیة للتغلب علیها    (محمد الطیطی، 2004: 16).

ومن خلال استعراض الدراسات السابقة والبحوث فی مجال التفکیر الإبداعی، فتبین أنه لم یتم الإتفاق على تعریف محدد وواضح للتفکیر الإبداعی، فهناک تعریفات کثیرة لمفهوم التفکیر الإبداعی، وهذه التعریفات یمکن تصنیفها فی ضوء الآتی:

  1. التعریفات التی ترکز على العملیة الإبداعیة.
  2. التعریفات التی ترکز على الإنتاج الإبداعی.
  3. التعریفات التی ترکزعلى السمات الشخصیة للمبدعین.
  4. التعریفات التی ترکز على القدرة الإبداعیة.

    ویمکن تلخیص وجهات النظر المتباینة للنظریات المفسرة للتفکیر الإبداعی کما ذکرها مختار الکیال (2012: 193) کالآتی:

-       أن الإتجاه الإنسانی جعل لکل فرد فی المجتمع نصیب من القدرة على التفکیر الإبداعی، ویسعى کل فرد لتحقیق ذاته المبدعة، حیث إن لدى کل فرد شحنة دافعة للإبداع.

-       أما الإتجاه السلوکی فیربط بین التشجیع والتعزیز وظهور القدرات الإبداعیة لدى الأفراد، ومن ثم فالأفراد الأکثر إبداعاً من غیرهم یمکن معرفتهم وتمیزهم إذا استخدمت أسالیب التعزیز والحوافز المختلفة.

-       والتحلیل النفسی یجعل من کبت الفرد لبعض دوافعه وخاصة المرفوضة من المجتمع وإعلائه لها سبب ظهور إبداعات الطلاب فی مجالات محددة.

-       أما الاتجاه المعرفی فقد أوضح أن إثراء السیاق البیئی الذی یعیش فیه الفرد ومناسبته هو المعین الذی یمد الفرد بالمعلومات ویساعده على النمو السلیم، وعلى عضو هیئة التدریس الجید أن یأخذ بید الطالب ویهیئ له الفرص ویمده بالتغذیة الراجعة حتی ینمو إبداعه.

-       أما المدرسة الجشطلتیه فتدعو إلى تقدیم مواقف ومشکلات غیر مکتمله تستثیر إبداع الأفراد وتنمیته لدیهم.

دراسات سابقة

     أجرى محمد السید (2009) دراسة بعنوان: التدفق وعلاقته ببعض العوامل النفسیة لدى طلاب الجامعة، وقد هدفت الدراسة إلى المساهمة فی الجهود العلمیة لدراسة حالة التدفق کخبرة مثلى والتعرف علاقة التدفق ببعض العوامل النفسیة مثل (الاعتماد على النفس، المثابرة، الدافع للإنجاز، وغیرها)، وتکونت عینة الدراسة من (616) طالباً من الکلیات العملیة والنظریة، وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود علاقة ایجابیة دالة عند مستوى( 0.01) بین التدفق وبعض العوامل النفسیة مثل (الاعتماد على النفس، المثابرة، الدافع للإنجاز، وغیرها).

     وقام إبراهیم المغازی (2015) بدراسة بعنوان: التدفق النفسی کمنبئ نفسی لفاعلیة الذات والدافعیة للإنجاز لدى طلاب المرحلة الثانویة، وقد هدفت الدراسة إلى التنبؤ بکل من فاعلیة الذات والدافعیة للإنجاز لدى طلاب المرحلة الثانویة من خلال التدفق النفسی، وتتکونت عینة الدراسة من 200 طالباً وطالبة، وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود علاقة دالة عند مستوى(0.01)  بین التدفق النفسی وفاعلیة الذات والدافعیة للإنجاز لدى طلاب المرحلة الثانویة، بمعنى أن اتسام الطلاب بارتفاع التدفق النفسی یصاحبه ارتفاع وزیادة فی کل من فعالیة الذات والدافعیة للإنجاز.

   وأجرى Robin,  Vealy & Nicole, Perritt (2015) دراسةبعنوان: الصلابة والتفاؤل کعوامل منبئة بالتدفق لدى عینة من الریاضیین فی الألعاب الجماعیة، وقد هدفت الدراسة إلى فحص العلاقة بین سمات الشخصیة(الصلابة النفسیة , التفاؤل) والتدفق لدى الریاضیین, وتکونت عینة الدراسة من (197) طالباً من ستة جامعات فی ولایات الشرق الأوسط, واستخدم الباحثان مقیاس التدفق (جاکسون, کیمکی, فورد, مارش: 1998)، وقد أسفرت نتائج الدراسة عن ان المستویات العالیة من الصلابة النفسیة والتفاؤل منبئة بالتدفق فی جمیع أبعاده (الأهداف الواضحة، اندماج الفعل فی الوعی، الترکیز علی المهام، التجربة الذاتیة، الشعور بالتحکم، عدم الشعور بالوقت، التغذیة الراجعة، وأخیراً التوازن بین التحدیات والمهارات).

   وقدمlew, Lyoung-hoon & cho, Jungwan (2013) دراسة بعنوان: العلاقة بین الإبداع والدافعیة والبیئة المحفزة للإبداع لدى الأطفال، وقد هدفت الدراسة إلى توضیح العلاقة بین الإبداع والدافعیة الداخلیة والخارجیة، والبیئة المحفزة للإبداع لدى الأطفال، وتکونت عینة الدراسة من (150) طفلاً من خمس حضانات مختلفة بواقع (54 طفل، 73 طفلة)، وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود علاقة موجبة ودالة عند مستوى(0.01)  بین الدافعیة الداخلیة والخارجیة والشخصیة المبدعة، فی ظل وجود بیئة محفزة للإبداع.

   وقامت أمل السعدی (2015) بدراسةبعنوان: أسالیب التفکیر وعلاقتها بالصلابة النفسیة لدی عینة من الشباب الجامعی، وقد هدفت الدراسة إلى الکشف عن التأثیر المحتمل لمتغیر النوع (ذکور- إناث) فی العلاقة بین أسالیب التفکیر والصلابة النفسیة لدى عینة الدراسة، والکشف عن التأثیر المحتمل لمتغیر التخصص الأکادیمی (علمی – أدبی) فی العلاقة بین أسالیب التفکیر والصلابة النفسیة لدى عینة الدراسة، وتکونت عینة الدراسة من (350) طالباً وطالبة من طلاب کلیة التربیة – جامعة عین شمس، وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود علاقة ارتباطیة دالة وموجبة عند مستوى(0.01) بین أسالیب التفکیر المولدة للإبداع، وأبعاد الصلابة النفسیة والدرجة الکلیة.

  فی حین قام Ruiz, Maria  et al  (2014) بدراسة بعنوان:  الذکاء والتفکیر العلمی الإبداعی: الدلیل على الأداء الأکادیمی، وقد هدفت الدراسة إلى التنبؤ بالأداء الأکادیمی من خلال تقییم قدرات الذکاء والتفکیر العلمی الإبداعی لدى طلاب المدارس الثانویة، وتکونت عینة الدراسة من (98)  طالباً، وأسفرت نتائج الدراسة عن أن القدرات العلمیة الإبداعیة مساهمة فی التنبؤ بالأداء الأکادیمی العالی   (حالة التدفق) فی المجالات العلمیة والریاضیة واللغویة.

فروض البحث

1-  توجد مطابقة بین النموذج المفترض لحالة التدفق مع بیانات عینة الدراسة الحالیة بالنسبة للعلاقات بین (الصلابة النفسیة، ودافعیة الإنجاز) کمتغیرات مستقلة، وحالة التدفق کمتغیر وسیط، والتفکیر الإبداعی کمتغیر تابع على النحو التالی:  

‌أ)       یوجد تأثیر موجب مباشر دال احصائیاً لمتغیر دافعیة الإنجاز على حالة التدفق.

‌ب)   یوجد تأثیر موجب مباشر دال احصائیاً لمتغیر الصلابة النفسیة على حالة التدفق.

‌ج)    یوجد تأثیر موجب مباشر دال احصائیاً لمتغیر دافعیة الإنجاز على التفکیر الإبداعی.

‌د)      یوجد تأثیر موجب مباشر دال احصائیاً لمتغیر الصلابة النفسیة على التفکیر الإبداعی.

‌ه)   یوجد تأثیر موجب مباشر دال احصائیاً لمتغیر حالة التدفق على التفکیر الإبداعی.

‌و)     یوجد تأثیر موجب غیر مباشر دال احصائیاً لمتغیر دافعیة الإنجاز على التفکیر الإبداعی.

‌ز)     یوجد تأثیر موجب غیر مباشر دال احصائیاً لمتغیر الصلابة النفسیة على التفکیر الإبداعی.

2-  لا توجد فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی درجات الذکور والإناث فی حالة التدفق.

منهجیة البحث

عینة الدراسة

   وتکونت من276 طالباً وطالبة من طلاب الفرقة الرابعة بکلیة التربیة جامعة مدینة السادات للعام الدراسی 2016/2017، وتم استبعاد عشرة طلاب بسبب عدم إکمالهم للمقاییس أثناء تطبیقها، وبالتالی یکون العدد الکلی للعینة (266)  طالباً وطالبة، ویوضح جدول(1) توزیع طلاب العینة الأساسیة حسب التخصص والنوع.

 

 

جدول (1)

توزیع طلاب العینة الأساسیة حسب التخصص والنوع

التخصص

الذکور

الإناث

المجموع

طفولة

0

79

79

تجاری

0

9

9

جغرافیا

2

2

4

ریاضیات

17

14

31

لغة انجلیزیة

0

4

4

أساسی لغة انجلیزیة

14

44

58

أساسی لغة عربیة

8

31

39

بیولوجی

5

8

13

أساسی علوم

0

3

3

فیزیاء

0

3

3

کیمیاء

8

15

23

المجموع

54

212

266

أدوات الدراسة

1-  مقیاس حالة التدفق  ( إعداد/  عبد الهادی السید عبده، فاروق السید عثمان )

2- مقیاس الصلابة النفسیة (إعداد / الباحثة )

3- مقیاس دافعیة الإنجاز ( إعداد / الباحثة )

4- اختبار التفکیر الإبداعی  (إعداد/ تورانس (

نتائج البحث ومناقشتها

أولاً: النتائج الخاصة بفروض الدراسة ومناقشتها:

الفرض الأول: توجد مطابقة بین النموذج المفترض لحالة التدفق مع بیانات عینة الدراسة الحالیة بالنسبة للعلاقات بین (الصلابة النفسیة، ودافعیة الإنجاز) کمتغیرات مستقلة، وحالة التدفق کمتغیر وسیط، والتفکیر الإبداعی کمتغیر تابع.  

وللتحقق من هذا الفرض تم استخدام أسلوب تحلیل المسار باستخدام  برنامج(AMOS 20)  لنمذجة المدخلات وهی (الصلابة النفسیة، ودافعیة الإنجاز)، والمتغیرات الوسیطة وهی (حالة التدفق)، والمتغیر التابع (التفکیر الإبداعی).

 

شکل (1) النموذج البنائی لحالة التدفق فی علاقته بکل من الصلابة النفسیة، ودافعیة الإنجاز والتفکیر الإبداعی

جدول(2)

 مؤشرات حسن المطابقةلنموذج تحلیل المسار للعلاقة بین  الدافعیة للإنجاز والصلابة النفسیة وحالة التدفق و التفکیر الإبداعی

المؤشر

القیمة

المدى المثالی

Chi-square(CMIN)

53.4

أن تکون غیر دالة إحصائیًّا

مستوى الدلالة

0.06 (غیر دالة)

 

DF

42

 

CMIN/DF

1.26

أقل من 3

GFI

0.96

من (صفر) إلى (1): القیمة المرتفعة (أى التى تقترب أو تساوى 1 صحیح) تشیر إلى مطابقة أفضل للنموذج.

NFI

0.96

من (صفر) إلى (1): القیمة المرتفعة (أى التى تقترب أو تساوى 1 صحیح) تشیر إلى مطابقة أفضل للنموذج.

IFI

0.99

من (صفر) إلى (1): القیمة المرتفعة (أى التى تقترب أو تساوى 1 صحیح) تشیر إلى مطابقة أفضل للنموذج.

CFI

0.99

من (صفر) إلى (1): القیمة المرتفعة (أى التى تقترب أو تساوى 1 صحیح) تشیر إلى مطابقة أفضل للنموذج.

RMSEA

0.03

من (صفر) إلى (0.1): القیمة القریبة من الصفر تشیر إلى مطابقة جیدة للنموذج.

یتضح من جدول (2) ما یلی :تطابق نموذج تحلیل المسار مع بیانات عینة الدراسة، وهذا هو أفضل نموذج أمکن استخراجه، فکانت قیمة χ2  لنموذج تحلیل المسار = 53.4 بدرجات حریة = 42  وهى غیر دالة إحصائیاً، وکانت النسبة بین قیمة χ2 إلى درجات الحریة = 1.26 > 3، مما یدل على وجود مطابقة جیدة للنموذج، ولقد استخدم البحث الحالی عدد أخر من المؤشرات للمطابقة حیث إن لکل مؤشر وظیفة معینة :

     فمثلاً مؤشر حسن المطابقة (GFI) Goodness of fit statistic، لا یعتمد على حجم العینة بصورة کبیرة، ویقیس مدی مطابقة أو أفضل نموذج مقارنة بالنماذج الأخرى وقد بلغت قیمته (0.96) وهی تشیر إلى مطابقة جیدة للنموذج المقترح مع البیانات حیث تکون تلک القیمة فی مداها المثالی کلما اقتربت من (1).

    ومؤشر جذر متوسط خطأ الإقتراب (RMSEA) Root Mean Square Error of Approximation  یقیس مدى وجود أخطاء فی الإقتراب من مجتمع العینة، وقد بلغت قیمته (0.03) وهی تشیر إلى مطابقة جیدة للنموذج المقترح مع البیانات حیث تکون تلک القیمة فی مداها المثالی کلما اقتربت من (صفر).

   ومؤشر المطابقة المعیاری(NFI) Normed Fit Index، وقد بلغت قیمته (0.96) وهی تشیر إلى مطابقة جیدة للنموذج المقترح مع البیانات حیث تکون تلک القیمة فی مداها المثالی کلما اقتربت من (1).

   ومؤشر المطابقة المقارن(CFI) Fit Index Comparative، وقد بلغت قیمته (0.99) وهی تشیر إلى مطابقة جیدة للنموذج المقترح مع البیانات حیث تکون تلک القیمة فی مداها المثالی کلما اقتربت من (1) (عزت عبد الحمید، 2008: 362- 369).

تفسیر نتائج التحقق من الفرض الأول:

من خلال عرض النتائج الخاصة بالفرض الأول فی الدراسة یتضح وجود مطابقة جیدة للنموذج المفترض من جانب الباحثة وذلک وفقاً لنتائج مؤشرات حسن المطابقة الواردة فی الجدول رقم (2)، حیث جاءت مؤشرات حسن المطابقة المستخدمة فی مداها المثالی، وبذلک یتضح وجود علاقات سببیة بین (الصلابة النفسیة، ودافعیة الإنجاز) کمتغیرات مستقلة، و(حالة التدفق) کمتغیر وسیط، و(التفکیر الإبداعی) کمتغیر تابع.

       وقد تم حساب قیمة التأثیرات لمتغیرات الدراسة، ویلخص الجدول (3) المسارات أی الإسهامات النسبیة ومعاملات الانحدار المعیاریة وغیر المعیاریة وأخطاء القیاس فى الجدول التالى :

 

 

جدول (3)

 معاملات الانحدار المعیاریة وغیر المعیاریة وأخطاء القیاس بین الدافعیة للإنجاز والصلابة النفسیة و حالة التدفق و التفکیر الإبداعی

علاقات المتغیرات

الوزن الانحداری

المعیاری

الوزن

الانحداری

خطأ

القیاس

النسبة

الحرجة

مستوى الدلالة

 

المسارات المباشرة

الدافعیة للإنجاز

ß

حالة التدفق

0.41

16.32

4.19

3.89

0.01

الصلابة النفسیة

ß

حالة التدفق

0.31

8.21

2.69

3.05

0.01

حالة التدفق

ß

التفکیر الإبداعی

0.33

0.06

0.01

5.73

0.01

الدافعیة للإنجاز

ß

التفکیر الإبداعی

0.41

0.82

0.14

5.85

0.01

الصلابة النفسیة

ß

التفکیر الإبداعی

0.52

0.63

0.11

5.72

0.01

المسارات غیر المباشرة

الدافعیة للإنجاز

ß

التفکیر الإبداعی

0.21

0.42

 

 

 

الصلابة النفسیة

ß

التفکیر الإبداعی

0.27

0.55

 

 

 

 

وفیما یلی عرض لتفسیر المسارات فی النموذج طبقاً للبیانات فی جدول (3) :

1- المسارات المباشرة من المتغیرات المستقلة (دافعیة الإنجاز، والصلابة النفسیة) إلى حالة التدفق (کمتغیر وسیط):

أ‌-     کشفت نتائج تحلیل المسار عن وجود تأثیر موجب مباشر دال لمتغیر دافعیة الإنجاز على حالة التدفق، حیث یتضح من الجدول رقم (3) أن قیمة التشبع المعیاری لمتغیر حالة التدفق مع دافعیة الإنجاز بلغ (0.41) وهو دال عند مستوى (0.01)، وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسات کل من Lee, Eungu (2005)، ودراسة محمد السید (2009)، و دراسة Ayse et al  Turksoy, (2015).   

ب‌-   کذلک کشفت نتائج تحلیل المسار عن وجود تأثیر موجب مباشر دال لمتغیر الصلابة النفسیة على حالة التدفق، حیث یتضح من الجدول رقم (3) أن قیمة التشبع المعیاری لمتغیر حالة التدفق مع الصلابة النفسیة بلغ (0.31) وهو دال عند مستوى (0.01)، وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسات کل من ودراسة Aube, Caroline et al (2014)،  دراسة روبن ونیکول Robin, Vealy & Nicole, Perritt (2015).

 

2- بالنسبة للمسارات المباشرة من المتغیرات المستقلة (دافعیة الإنجاز، والصلابة النفسیة) إلى التفکیر الإبداعی:

أ‌-     کذلک کشفت نتائج تحلیل المسار عن وجود تأثیر موجب مباشر دال لمتغیر دافعیة الإنجاز على التفکیر الإبداعی، حیث یتضح من الجدول رقم (3) أن قیمة التشبع المعیاری لمتغیر التفکیر الإبداعی مع دافعیة الإنجاز بلغ الوزن الانحداری المعیاری (0.41) وهو دال عند مستوى (0.01)، وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسات کل من  دراسة Ghasemi, Faeshid (2011)، ودراسة سلیم شعبان (2013)، ودراسة شیماء علی (2014).

ب‌- کشفت نتائج تحلیل المسار عن وجود تأثیر موجب مباشر دال لمتغیر الصلابة النفسیة على التفکیر الإبداعی، حیث یتضح من الجدول رقم (3) أن قیمة التشبع المعیاری لمتغیر الصلابة النفسیة على التفکیر الإبداعی بلغ (0.52) وهو دال عند مستوى (0.01)، وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسات کل من  Samadzadeh, Mehdi et al(2011)، ودراسة   Hasanvand, Banafshe etal  (2013)، ودراسة أمل السعدی (2015).  

3-  بالنسبة للمسار المباشر من حالة التدفق إلى التفکیر الإبداعی:

    کذلک کشفت نتائج تحلیل المسار عن وجود تأثیر موجب مباشر دال لمتغیر حالة التدفق على التفکیر الإبداعی، حیث یتضح من الجدول رقم (3) أن قیمة التشبع المعیاری لمتغیر التفکیر الإبداعی مع حالة التدفق بلغ (0.33) وهو دال عند مستوى (0.01)، وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسات کل من Corko, Irena & Vranic, Andrea (2004)، ودراسة  Ruiz, Maria  et al (2014).  

4-    بالنسبة للمسارات غیر المباشر من المتغیرات المستقلة (الدافعیة للإنجاز، الصلابة النفسیة) إلى التفکیر الإبداعی عن طریق حالة التدفق(المتغیر الوسیط):

أ‌-     کشفت نتائج تحلیل المسار عن وجود تأثیر موجب غیر مباشر دال لمتغیر دافعیة الإنجاز على التفکیر الإبداعی، حیث بلغ الوزن الانحداری المعیاری (0.21).

ب‌-کشفت نتائج تحلیل المسار عن وجود تأثیر موجب غیر مباشر دال لمتغیر الصلابة النفسیة على التفکیر الإبداعی، حیث بلغ الوزن الانحداری المعیاری (0.27).

 

الفرض الثانی: لا توجد فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی درجات الذکور والإناث فی حالة التدفق.

جدول  (4)

 یوضح الفروق بین الذکور و الإناث فى حالة التدفق

البعد

النوع

ن

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة ت

مستوى الدلالة

1

ذکور

54

40.50

6.77

0.16

غیر دالة

إناث

212

40.64

5.30

2

ذکور

54

40.46

6.54

0.04

غیر دالة

إناث

212

40.42

5.18

3

ذکور

54

36.41

6.23

0.72

غیر دالة

إناث

212

35.82

5.03

4

ذکور

54

38.76

6.42

0.34

غیر دالة

إناث

212

39.05

5.16

5

ذکور

54

37.33

5.81

0.03

غیر دالة

إناث

212

37.31

4.64

6

ذکور

54

40.13

6.20

0.10

غیر دالة

إناث

212

40.21

5.14

7

ذکور

54

40.96

5.47

0.33

غیر دالة

إناث

212

41.21

4.59

8

ذکور

54

39.09

6.99

0.31

غیر دالة

إناث

212

39.38

5.64

9

ذکور

54

39.72

6.94

0.36

غیر دالة

إناث

212

39.41

5.30

10

ذکور

54

39.74

7.17

0.63

غیر دالة

إناث

212

40.33

5.69

11

ذکور

54

40.76

6.52

0.52

غیر دالة

إناث

212

41.21

5.35

الدرجة الکلیة

ذکور

54

433.87

65.35

0.14

غیر دالة

إناث

212

434.98

47.37

      یتضح من جدول (4)  أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین الذکور و الإناث على جمیع أبعاد مقیاس التدفق و الدرجة الکلیة حیث کانت  جمیع  قیم (ت) غیر دالة إحصائیاً.

    وتتفق نتیجة هذا الفرض مع نتائج العدید من الدراسات کدراسةدراسة محمد السید (2009)، ودراسة زهراء محمد (2015)، ودراسة عفراء العبیدی(2016)، وتفسر الباحثة هذه النتیجة بأن الذکور والإناث تحدث لدیهم حالة التدفق بالتساوی، فالتدفق یحدث لجمیع الأفراد بمختلف فئاتهم العمریة، وبإختلاف الأنشطة التی یمارسونها، وهذا یدل على أن کلاً من الذکور والإناث یتمتعون بشروط حدوث حالة التدفق وهی: امتلاکهم لأهداف واضحة ومحددة، توازن بین مهاراتهم والتحدیات التی یواجهونها سواء على المستوى الشخصی أو الأکادیمی أو النفسی، کذلک عادة لدیهم تغذیة راجعة ممن حولهم تساعدهم على الوقوف على إنجازاتهم والتعرف على أخطائهم أولاً بأول، ویمکن القول بأن الإختلاف بین الذکور والإناث على حالة التدفق یکون فی المجالات والأنشطة التی تحدث فیها حالة التدفق لدیهم، کذلک لکل فرد وإن اختلف نوعه نوع من النشاط المفضل لدیه الذی یدفع له داخلیاً ویشعر بالإندماج والترکیز الشدید فیه، مع الشعور بالإستمتاع والسعادة لقضاء وقته فیه.

 التوصیات والبحوث المقترحة

1-  اختبار التصور المقترح فی الدراسة مع عینات أخرى .

2-  اختبار نماذج لحالة التدفق فی علاقته بمتغیرات أخرى. 

3-  دراسة حالة التدفق فی العمل لدى الموظفین.

4-  دراسة حالة التدفق فی المجالات المختلفة کالتعلیم، والریاضة، والأنشطة العامة.

5-  دراسة دور المتغیرات النفسیة فی حالة التدفق مثل تحدید الذات، فاعلیة الذات.

6-  دراسة دور حالة التدفق فی بعض النواتج والمتغیرات النفسیة کالهناء الذاتی، والرضا المهنی، والرضا عن الحیاة.

7-  تطبیق برامج إرشادیة لتنمیة مفهوم حالة التدفق لدى فئات مختلفة.

8-  إجراء بحوث مقارنة لحالة التدفق فی ضوء ثقافات مختلفة، ومراحل عمریة مختلفة.

9-  إجراء بحوث لتنمیة الإبداع لدى طلاب الجامعة وفئات أخرى.

10-  دراسة العلاقة بین الصلابة النفسیة وبعض المتغیرات النفسیة کالسعادة، والهناء الذاتی، والرضا عن الحیاة.

 

المراجع:

-         إبراهیم المغازی(2015). التدفق النفسی کمنبئ نفسی لفاعلیة الذات والدافعیة للإنجاز لدى طلاب المرحلة الثانویة. مجلة علم النفس، العدد(109)، ص ص 95-117.

-         أحمد سعد (2012). الصلابة النفسیة: المفهوم والمتعلقات. مجلة دراسات لجامعة الأغواط، العدد 21، ص ص 31-41.

-         آمال باظة (2012 ). جودة الحیاة النفسیة. القاهرة: مکتبة الانجلو المصریة.

-         امل السعدی ( 2015 ). أسالیب التفکیر وعلاقتها بالصلابة النفسیة لدى عینة من الشباب الجامعی. رسالة ماجستیر. کلیة التربیة. جامعة عین شمس.

-         أنتونیلا دولفافی؛ تعریب مرعی سلامة (2011). علم النفس الإیجابی للجمیع (مقدمة، مفاهیم، وتطبیقات فی العمر المدرسی. القاهرة : مکتبة الأنجلو المصریة.

-         رحاب عارف (2013 ). فاعلیة برنامج إرشادی بالواقع لتنمیة الصلابة النفسیة لدى عینة من زوجات الأسرى الفلسطینیین. رسالةدکتوراه . کلیة التربیة. جامعة عین شمس.

-         زهراء محمد (2015). نموذج بنائی للتدفق فی علاقته بکل من سمات الشخصیة والسعادة. رسالة ماجستیر. کلیة التربیة. جامعة عین شمس.

-         زینب محمد (2013) . الصلابة النفسیة وعلاقتها بمعنى الحیاة فی ضوء التفکیر الإیجابی لدى عینة من طلاب الجامعة . رسالة ماجستیر. کلیة التربیة. جامعة أسوان.

-         سلیم شعبان (2013). الدافعیة الداخلیة وعلاقتها بالتفکیر الابتکاری لدى عینة من طلاب الثانویة العامة فی مدارس مدینة دمشق الرسمیة. رسالة ماجستیر. کلیة التربیة جامعة دمشق.

-         سنایدر ، لوب ،بشای ، جیمی (2005). مرجع علم النفس الإیجابی. مجلة العلومالإجتماعیة، المجلد (33)، العدد (1)، ص ص 237-244.

-         شیماء على (2014). التفکیر الإبداعى وعلاقته بدافعیة التعلم لدى طالبات بعض کلیات جامعة بابل. مجلة علوم التربیة الریاضیة، المجلد السابع، العدد الثانى، ص ص 60 – 69.

-         عبد اللطیف خلیفة (2000). الدافعیةللإنجاز. القاهرة : دار الغریب للطباعة والنشر والتوزیع .

-         عبدالهادی السید ، فاروق عثمان ( 2017 ). مقیاس حالة التدفق للمراهقین والراشدین. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.

-         عزت عبد الحمید (2008). الإحصاء المتقدم للعلوم التربویة والنفسیة والإجتماعیة بإستخدام برنامج لیزررل 8.8. بنها: دار المصطفى للطباعة والترجمة.

-         عفراء العبیدی (2016). التدفق النفسی لدى طلبة الجامعة فی ضوء متغیر الجنس والتخصص الدراسی. مجلة الأستاذ، العدد الخاص بالمؤتمر العلمی الرابع لسنة (2016)، ص ص 197- 214.

-         محمد السید (2009) . التدفق و علاقته ببعض العوامل النفسیة لدى طلاب الجامعة. مجلة دراسات نفسیة، العدد 19 (2)، ص ص 313 - 357 .

-         محمد الطیطى (2004). تنمیة قدرات التفکیر الإبداعی . ط2، عمان : دار المسیرة .

-         مختار الکیال(2012). التفکیر الإبتکاری فی الفصل ( تدریس العلوم کمثال). مجلة الإرشاد النفسی، العدد (33)، ص ص 181-244.

-         نبیل نمر (2003). إتجاهات طلبة کلیة التربیة الحکومیة بغزة نحو الإبداع وعلاقتها بالتفکیر الإبداعی لدیهم.  رسالة ماجستیر . کلیة التربیة.  جامعة عین شمس.

-      Aube, Caroline; Brunelle, Eric & Rousseau, Vincent (2014). Flow experience and team performance: the role of time goal commitment and information change. Journal of Motivation and Emotion, 38, 120 – 130.

-      Corko, Irena & Vranic, Andrea (2004). Effects of setting creative goals of different specificity on judged creativity of the product. Journal of Review Psychology, 11, 67-73.

-      Csikszentmihaly, Mihaly (1975). Beyond boredom and anxiety. London: Jossey . Bass publisher.

-      Csikszentmihaly, Mihaly (1990). Flow: The psychological of optimal experience. New York: Haper and Row.

-      Csikszentmihaly, Mihaly (2009). Flow in S.J. Lopez (ED), the encyclopedia of positive psychology (pp. 394. 400) Oxford; Wiley Blackwell.

-      Ghasemi, Farshid; Rastegar, Ahmed; Jahromi, Reza & Marvdashti, Roghayed (2011). The relationship between creativity and achievement motivation with high school student's entreneurship. Journal of Social and Behavioral Sciences, 30, 1291 – 1296.

-      Guan,  Xaowei (2013). A study on flow theory and translation teaching in chinas EFL class. Journal of Language teaching and Research, 4 (4), 785-790.

-      Hasanvand, Banafash ; Merati, Ali & Khaledian, Mohamad (2013). To study the relationship between psychological hardiness  and creativity with student s self-esteem . International Journal of Basic Sciences and Applied Research, 2 (6), 594 - 597.

-      Hong, Jon-Chao; Chiu Pei-Yu; Shih, Hsiao-Feng & Lin, Pei-Shin (2012). Computer Self-efficacy, competitive anxiety and flow state; escaping from firing on line game. Journal of Education Technology, 11, 70-78.

-      Jackson, Susan; Thomas, Patrick; Marsh, Herbert & Smethurst, Christopher (2001). Relationships between flow, self-concept, psychological skills, and performance. Journal of Applied Sport Psychology, 13, 129-153.

-      Kobasa, Suzan; Maddi, Salvatore & Kahan (1982). Hardiness and health: aprospective study. Journal of Personality and Social Psychology, 42(1), 168-177.

-      Kobasa, S. & Pucceti, M. (1983). Personality and social resource in stress resistance. Journal of Personality and Social Psychology, 45(4), 839-880.

-      Lee, Eunju (2005). The relationship of motivation and flow experience to academic procrastination in university students. Journal of Genetic psychology, 166 (1), 5-14.

-      Lew, Lyoung-hoon & cho, Jungwan (2013). Relationship among creativity, motivation and creative home environment of young children. Journal of International Conference on Advanced Science and Technology ASTL, 20, 106-110.

-      Robin, Vealy & Nicole, Perritt (2015). Hardiness and optimism as predictors of the frequency of flow in collegiate athletes. Journal of Sport Behavior, 38 (3), 321 -338.

-      Ruiz, Maria; Bermejo, Rosario; Ferrando, Mercedes; Prieto, Maria; Sainz, Marta (2014). Intelligence and scientific – creative thinking, their convergence in the explanation of students, academic performance. Journal of Reesearch in Educational- Psychology, 12(2), 283-302.

-      Samadzadeh, Mehdi; Abbasi, Moslem & Shahbazzadegan, Bita (2011). Survey of Relationship between psychological hardiness, thinking styles and social skills with high school student's academic progress in Arrack City. Journal of Social and Behavioral sciences, (28), 286-292. 

-      Torrance, P. (1989). The Nature of Creativity as Manifest in Its Testing. In Sternberg, R., J. (Ed.) the Nature of Creativity. New York: Cambridge University Press, pp. (43-75).

-      Turksoy, Ayse; Altinici, Even & Uster, Ugur (2015). Relationship between motivation and dispositional flow state football players participating in the u13 – u16 football leagues. Journal of Social and Behavioral sciences, 185, 301-306.